رواية رحيل العاصي الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17 بقلم ميار خالد



رواية رحيل العاصي الفصل السادس عشر 16 والسابع عشر 17 بقلم ميار خالد 




رواية رحيل العاصي
الكاتبة ميار خالد
الفصل السادس عشر

- احتمال كبير إنك كنت متراقب وأنت جاي عندي المديرية ولما وصلهم خبر اتصرفوا و خطفوها عشان يبتزوك توافق ومتعرفش البوليس حاجه!!
صرخ عاصي بصدمه: 
- نعم!!
قال عز:
- أنت أتصلت بيها الصبح صح؟
- أيوة 
- يعني أكيد التليفون اللي ادتهولك رصد مكانها .. تمام أتحرك دلوقتي وتعالى على المديرية بس أتأكد أن مفيش حد ماشي وراك 
وبالفعل نهض عاصي من مكانه بانتفاضه واستقل سيارته بعد أن تأكد أن لا أحد يلاحقه واتجه إلى المديرية، نهض عز من مكانه فشعرت به ملك لتتهض من مكانها بنعاس، قالت: 
- على فين في الوقت ده 
- شغل ما أنتِ عارفه 
- حصل حاجه ولا إيه 
- احتمال كبير تكون رحيل اتخطفت  
انتفضت الأخرى من مكانها وقالت: 
- دي اللي أنت حكيتلي عنها على العشا صح 
- أيوة 
- وأنت عرفت منين؟
- عاصي اتصل بيا قلقان عليها جداً وعرفني أنها مختفيه 
ضربت رأسها بخفه وقالت: 
- يا ربي زمان عاصي هيتجن عليها فعلاً 
أبتسم عز وهو يرتدي ملابسه فقالت ملك: 
- بتضحك على إيه؟ 
- عشان الصبح وهو بيحكيلي عنها فضل يكرر أنه بيكره وجودها وأنها عملت مصايب في حياته غير أنها مش فارقة معاه أصلاً بس يهمه يخرج من الموضوع ده 
- طب وفيها ايه؟ 
شرد للحظات ثم قال: 
- قلقه وصوته المتوتر عليها فكرني بنفسي لما كنتِ أنتِ واقعه في مصيبة برضو 
- تقصد أنه ممكن يكون ؟!
أبتسم عز ثم قال: 
- أنا خارج خلي بالك من نفسك أنتِ ومالك ولو حصل حاجه كلميني على طول 
الكاتبة ميار خالد 
ابتسمت له ملك ثم خرج هو من البيت بسرعه وفي دقائق كان في المديرية ليجد عاصي في انتظاره أمام مكتبه، دلف الاثنان إلى الداخل وقال عز: 
- أنا عايزك تهدي وصدقني هنعرف نوصلها وترجع بالسلامة
- أتمنى أنها تكون اتصرفت بغباء المرة دي وتكون مستخبيه في أي مكان وميكونش فيه كل اللي إحنا بنتكلم فيه ده
- أتمني أنا كمان .. هات التليفون
وأخذ عز الهاتف الذي أعطاه إلى عاصي وفي ثواني تمكن من رصد أخر مكان تواجدت به رحيل وكان أحد الكافيهات المطلة على النيل وظلوا يبحثوا حتى سطعت الشمس عن أي خيط يدلهم لمكان رحيل وبعد بحث طويل تمكنوا من الوصول إلى أحد الكاميرات الخاصة بأحدى المطاعم والتي تطل على ذلك الكافية، تحركوا من مكانهم واتجهوا إلى هذا المطعم فوراً حتى يفحصوا كاميراته..
                                ***
تململت مكانها بانزعاج حتى فتحت عينيها، نظرت حولها لوهله وكأنها قد فقدت الذاكرة، حاولت أن تتذكر أخر شيء حدث معها وبعد فترة تذكرت على الفور فانتفصت مكانها ونظرت حولها بخوف، لم يكن المكان مخيف كان غرفة عادية مع سرير بسيط وكانت فارغة تماماً، حاولت أن تتحرك مع على السرير ولكن تأثير المخدر مازال في أطرافها لذلك ظلت مكانها للحظات حتى شعرت أن باب الغرفة يُفتح فنهضت رغماً عنها، دلف نفس الرجل الذي خطفها بالأمس وعندما تأكد أنها قد استيقظت خرج مرة أخرى وأغلق الباب وبعد دقائق دلف ومعه بعض الطعام، جلس أمامها ومد يده بالطعام فضربته الأخرى بعنف ليقع على الأرض محدثاً ضوضاء عالية، صرخت به: 
- أنا بعمل إيه هنا وأنت مين اقسم بالله هوديكم في داهيه كلكم 
- أنا الأوامر اللي جتلي أني اعاملك كويس ومأذكيش لكن لو طولتي لسانك أكتر هتزعلي مني 
نظرت له بتحدي وقالت: 
- والله؟! أنت متقدرش تعملي حاجه أصلاً وقول للي بعتوك أني مش هسكت وههرب من هنا وأول حاجه هعملها أني اوديكم في داهيه 
ضحك الآخر باستفزاز وقال: 
- طيب بالنسبة للأكل اللي أنتِ رمتيه ده مكنش فيه غيرُه .. موتي من الجوع بقى 
- ملكش دعوة واطلع بره 
نهض الآخر من مكانه ثم خرج من الغرفة وعندما خرج تحولت نظراتها إلى الرعب وكأنها لم تكن تلك الشخصية التي بعيونها تحدي وقوة قبل قليل، ترقرقت الدموع في عينيها وهي تقول: 
- أنا ليه بيحصل معايا كده .. كل ما أمشي خطوة بعمل مصيبة آه بس مش للدرجادي أكيد دول الناس اللي بيهددوا عاصي بالصور طيب أنا مالي بكل ده .. ياريتني كنت روحت على طول ومروحتش في حته  
ثم تكومت على نفسها بخوف وظلت تفكر في عائلتها ومدى قلقهم عليها الآن..
الكاتبة ميار خالد 
في منزل بدر..
لم ينم ليلاً بسبب غياب رحيل عن البيت وكذلك كل من في البيت، وكيف يقترب النوم من جفونه وهي مفقودة هكذا، من الصباح قد أتصل بدر بكل أصدقائها التي من الممكن أن تكون قد ذهبت إليهم، ولكنها لم تذهب إلى أحد منهم، كانت داليا في غرفتها تبكي بخوف على رحيل، تعترف أن علاقتهم ببعضهم كانت سيئة وقد تحسنت قبل فترة صغيرة ولكنها تظل رفيقة روحها وابنة عمها وشقيقتها أيضًا، وفجأة ظهر في رأسها حازم وكلماته فنظرت أمامها بصدمه ثم أمسكت هاتفها بسرعه واتصلت به، وعندما وجدها الآخر تتصل به شعر بسعادة كبيرة ورد عليها فوراً، قال: 
- وحشتيني 
- أختي فين 
- أختك إيه؟ مش فاهم
صرخت به داليا ولكن بصوت خفيض حتى لا يسمعها أهلها: 
- بقولك رحيل أختي فين عملت إيه فيها 
- أنتِ اتجننتي وأنا هعرف منين هي فين غير كده هي حصلها إيه أصلاً 
- رحيل مختفيه من امبارح .. والله يا حازم لو طلعت أنت اللي ورا الموضوع ده ولا أختي حصل فيها حاجه لهخليك تندم على الساعة اللي عرفتني فيها 
ثم أنهت المكالمة في وجهه، نظر حازم أمامه بتساؤل ثم قال: 
- مالها المجنونة دي و رحيل إيه اللي اختفت بس عموماً أحسن تستاهل بأذن الله مترجعش خالص 
                                ***
وصل عاصي وعز إلى المطعم ودلفوا إلى الغرفة التي توجد بها تسجيلات الكاميرات واعادوا تسجيلات اليوم السابق وخصوصاً في الفترة التي كانت بعد مكالمة عاصي لها، ظل عاصي يبحث بعيونه عنها حتى ظهرت وأخيراً وهي تخرج من الكافية، صاح: 
- أهي ظهرت 
نظر لها عز وتابع الإثنان ما يحدث بصمت، ظلت هي أمام الكافية للحظات من الواضح أنها كانت تنتظر سيارة أجرة، وفجأة وقفت سيارة سوداء أمامها وترجل منها شخصان ضخمان فابتعدت رحيل قليلاً وعندما أمسك إحدى الشخصيات رحيل من ذراعها بعنف وتألمت الأخرى شعر عاصي وكأن قلبه يغلي من الغضب، نظر له عز فوجد عيونه لا تبشر بالخير أبداً، وبعدها ركبت معهم رحيل بهدوء وانطلقت السيارة، تحرك عاصي من مكانه بغضب وضرب الحائط بيده فاتجه له عز الدين وقال: 
- أنا مقدر اللي أنت فيه بس ياريت تهدي عشان نفكر صح الوضع صعب دلوقتي 
قال عاصي بانفعال:
- هقول إيه لأبوها .. هقوله أن بنتك اتخطفت بسببي و يا عالم قتلوها دلوقتي ولا حصل فيها إيه 
- ميقدروش يقتلوها ممكن تهدي !!
تنفس عاصي بغضب ثم خرج من الغرفة، وظل يتذكر أخر موقف حدث بينهم ووضع الذنب عليه في كل شيء، قال لنفسه: 
- لو مكنتش قولتلها الكلام ده مكنتش اضايقت وكانت روحت بيتها قبل ما أوصل المديرية حتى 
ظل يضرب يده في الحائط بغضب عارم، حتى جاء إليه عز وصاح به: 
- على فكرة عصبيتك دي هتبوظ الدنيا أكتر مينفعش كده 
- أنت متعرفش رحيل هي بتقول كلام هي مش قده .. كلمه منها ممكن توديها في داهيه ده غير أنها بتخاف أصلاً 
- عارف بس إحنا لازم نفكر صح .. إحنا دلوقتي هنروح لأهلها نعرفهم 
- نعرفهم إيه بالظبط؟
- تعالى الأول وهفهمك في الطريق 
                               ***
الكاتبة ميار خالد 
- كان لازم نخطفها يعني 
قالها أحمد بتردد، قال شريف: 
- اومال كنت عايزني أعدي الحركة اللي عملها دي! كان لازم تتخطف عشان يعرف هو بيتعامل مع مين
- وبعدين طيب البنت لا بتاكل ولا بتشرب كده هتموت 
- مش هتلحق تموت كده كده كام ساعه وهو هيشرفنا حسب الميعاد بتاعنا وعموماً أنا هتصرف معاها خليك أنت بعيد بس 
قال أحمد بخبث: 
- ما تخليني أنا اروحلها طيب 
- اشمعنا؟
- عايز أشوفها تستاهل الخناق اللي كان في الصورة ولا لا 
أبتسم شريف بخبث ثم قال: 
- تمام بس بلاش تبوظ الدنيا أنا عارفك غبي 
ضحك الآخر باستفزاز ونهض من مكانه بحماس حتى يذهب إليها، وقد أمر أحد رجاله أن يأتي بطعام آخر وهو بنفسه سوف يذهب به إليها..
كان رحيل في الغرفة على نفس حالتها، متكومة على السرير بخوف ولكنها فجأة حدثت نفسها بصوتِ عالي وقالت: 
- مينفعش تخافي ولا تباني ضعيفة قدامهم أكيد هما بيعملوا كل ده عشان يضعفوا موقف عاصي ويوافق على الصفقة دي ولو وافق ناس كتير هتتأذي .. لازم تلاقي طريقة تهربي بيها من هنا !
وفجأة شعرت بدوار قوي فنهضت من مكانها بتعب وقالت: 
- الدوا بتاعي مش معايا أنا لازم أخد الدوا !!
فجلست مكانها مرة أخرى وانتظرت حتى هدأ الدوار ثم مسحت دموعها ونهضت وظلت تجول في الغرفة، اتجهت إلى النافذة الموجودة بها ونظرت منها لتجد نفسها في مبني عالي جدًّا قد تكون في الطابق الثالث عشر مثلاً، وهكذا أصبحت فكرة هروبها من النافذة مستحيلة لذلك عادت إلى مكانها مرة أخرى وقبل أن تفكر بشيء آخر فُتح باب الغرفة مجدداً فوقفت مكانها بتأهب، دلف أحمد وعلى وجهه ابتسامه صغيرة، دلف إليها بصينية الطعام وكانت الأخرى في قمة جوعها ولكنها رفضت تماماً أن تتناول أي شيء، قال: 
- سمعت إنك مش راضية تاكلي قولت اجبلك الأكل بنفسي 
- أنت مين؟
- شخص كويس ومش هأذيكي 
- مستحيل تكون شخص كويس وحابسني هنا .. خرجوني من هنا 
ابتسم الآخر باستفزاز وقال: 
- بس أنتِ عارفه إنك مش هتخرجي ليه الطلب من الأول 
- كل ده عشان موضوع الصور صح 
- مش معقول جميلة وذكية كمان 
نظرت له رحيل برهبه فتأملها الآخر لثواني ثم قال: 
- لا بس تستاهلي الخناق فعلاً 
نظرت له رحيل بغضب ثم انتبهت أن الباب مازال مفتوح فتحركت من مكانها بسرعة وقبل أن ينهض هو كانت خرجت من المكان، ظلت تركض بكل قوتها وكان من الواضح أنه فندق لأنه كان يحتوي على العديد من الغرف، ذهبت إلى المصعد ودخلت به وقبل أن يصل لها أحمد تحرك بها ونزلت إلى الدور الثاني، ظلت تركض عندما خرجت منه وايقنت أن عند الباب الخارجي سوف يوجد رجال أيضًا سوف يمسكون بها لذلك دخلت أول غرفة وجدتها أمامها، وكان صاحب هذا الغرفة في الحمام بسبب اصوات المياه التي كانت صادرة، نظرت حولها بسرعه لتجد هاتف هذا الرجل أو الفتاه لا تعرف، أمسكت الهاتف بسرعه وأول رقم حاولت تذكره هو رقم عاصي وبسبب حالة التوتر التي كانت بها لم تتذكر الرقم بسرعه، حاولت أن تهدأ قليلاً ورويداً رويداً تذكرت أرقامه واتصلت به..
كان الآخر في السيارة مع عز الدين، وكانت أرجل عاصي تهتز بتوتر، وأثناء هذا الصمت صدع هاتفه رنيناً برقم غريب كان سيتجاهله، ولكن قال له عز: 
- مين بيتصل ؟
- رقم غريب متشغلش بالك
- رد ممكن تكون هي 
نظر له عاصي بعيون متسعه ثم رد على الهاتف فوراً: 
- الو؟ 
وهُنا جاءه صوت رحيل الباكي وهي تقول: 
- الو عاصي أنا رحيل 
انتفض الآخر من مكانه وعندما انتفض هكذا اوقف عز السيارة وفتح مكبر الصوت وهو يقول بقلق بالغ: 
- أنتِ كويسة! أنتِ فين وازاي بتكلميني 
قالت رحيل ببكاء وصوت خفيض: 
- الناس دي خطفوني أنا دلوقتي في فندق معرفش اسمه إيه ولا فين 
قال عاصي بقلق: 
- طيب أهدي حاولي تديني أي علامه قدام الفندق فيه إيه طيب 
- موجود محطة بنزين 
- أنا معاكي وهجيلك بلاش تخافي حد منهم عملك حاجه ؟! 
قالت رحيل ببكاء: 
- أنا خايفة أوي بالله عليك تعالى خرجني من هنا بالله عليك أنا عارفه إنك مش بتحبني وأن وجودي بيعملك مشاكل بس بالله عليك بلاش تفرط فيا كده 
ترقرقت الدموع في عيون عاصي رغماً عنه من صوتها الباكي المبحوح ثم قال: 
- لو هموت مش هفرط فيكي .. خليكي قوية واستنيني مش هتأخر عليكِ خليكي واثقة فيا 
وقبل أن تتكلم رحيل داهمها الدوار مرة أخرى وتنفست بصوتٍ مسموع فقال عاصي بقلق: 
- أنتِ كويسة في إيه؟!!
وفجأة سمع عاصي صوت ارتطام قوي بالأرض فصرخ بخوف وظل يكرر اسمها وهُنا فُتِح باب الغرفة ودلف أحمد وظل يشتم بصوتٍ عالي حتى وجدها على الأرض فنادى أحد رجاله ليحملها ثم خرج من الغرفة بسرعه..
وبمجرد خروجهم من المكان، خرجت الفتاة صاحبة الغرفة من الحمام ووقفت أمام المرآة حتى تجفف شعرها وكانت تلك الفتاة هي مريم التي قد عادت من كندا بدون علم عاصي !! 
صرخ عاصي بعضب حتى كاد أن يضرب رأسه بالسيارة وانهى عز المكالمة ثم قال له:  
- أهدى المهم أننا اطمنا عليها 
- أنت مسمعتش صوتها عامل ازاي! حتى نهاية المكالمة أنا مش فاهم إيه اللي حصلها لها أكيد حد منهم عملها حاجه .. أنا السبب في كل ده رحيل لو جرالها حاجه هيكون بسببي أنا .. هي قالت إن في محطة بنزين قدام الفندق صح؟
نظر عز في ساعته ثم قال: 
- أنت مش ناسي حاجه ؟
- حاجه إيه 
- الساعة دلوقتي ٣ 
نظر له عاصي وتذكر أنه قد اتفق معهم بالأمس أنه سوف يذهب لهم، وفي تمام الساعة الرابعة عصراً سيكون هناك سيارة تابعه لهم تنتظره أمام شركته، قال عاصي:
- بلاش نبلغ أهلها بأي حاجه دلوقتي .. ممكن عاملين الحركة دي كلها عشان أضطر أروح لهم لوحدي فعلاً 
- جهز نفسك دلوقتي والساعة ٤ تكون قدام الشركة بتاعتك .. مش عايزك تقلق أنا هكون معاك خطوة بخطوة 
- أنا مش قلقان على نفسي أنا قلقان عليها ! رحيل لو جرالها حاجه مش هسامح نفسي 
أبتسم عز وقال: 
- صدقني مش هيجرالها حاجه ولما الازمه دي تعدي عايزك تقعد معايا وتحكيلي كل حاجه حصلت من ساعة ما عرفت البنت دي 
نظر له عاصي بحزن وصمت، أخرج عز الهاتف من جيبه وأعطاه له ثم قال: 
- خلي ده معاك فيه تتبع هعرف أوصل لمكانك تمام 
- تمام 
- وحاجه تانيه 
- هي إيه ؟
                            ***
 دلف أحمد إلى شريف بغضب فقال الآخر: 
- كانت هتهرب منك مش كده 
- دي متعبه يا أخي بس البت تستاهل التعب بصراحه 
- طيب لازم نتحرك دلوقتي 
- عرفت مين اللي هيظهر قدامه؟ 
- أيوة اتفقت مع واحد من رجالتنا وفهمته كل حاجه 
قال أحمد:
- العربية اللي هتجيبوا اتحركت ولا لسه؟
- لما إحنا الأول نتحرك .. غطي عين البنت كويس قبل ما تتحرك بيها   
- كده كده هي فقدت الوعي هننقلها على وضعها
وبعدها تحرك كل منهم في اتجاهه، دلف أحد الرجال إلى رحيل وحملها ووضعها في السيارة ووضع على عينيها شريطه سوداء احتياطياً حتى إذا استفاقت، ثم خرجوا جميعاً من الباب الخلفي للفندق واتجهوا إلى المكان الذي سوف تتم به المقابلة..
وأمام شركة عاصي كان الآخر ينتظر بعد أن أخبره عز بما يجب عليه فعله واتخذوا تجهيزاتهم، وفي المديرية كان عز في مكتبه ينتظر أي إشارة من عاصي ومن الهاتف الذي أعطاه له، وفي تلك اللحظة دلف إليه يوسف صديق عمره وزوج ياسمين أخته، قال له عز: 
- جهز قوات واستعدوا عشان نتحرك في أي وقت 
- تمام .. اتحرك ولا لسه ؟
- لسه الإشارة في مكانها 
الكاتبة ميار خالد 
عند عاصي..
وصلت السيارة ووقفت أمامه ونزل منها رجلين وهم نفسهم الذين قد اختطفوا رحيل، نظر لهم عاصي بحده ثم استقل معهم السيارة وتحركوا بها، وفي تلك اللحظة جاءت لعز إشارة من عاصي أنه قد تحرك من مكانه، وعندما استقل عاصي السيارة أمسكه أحد الرجال بالقوة ثم قال له : 
- هات الموبايل بتاعك 
نظر له عاصي لوهله ثم أخرج الهاتف الخاص به، فقال الرجل:
- معاك موبايل تاني
- لا 
نظر له هذا الرجل بشك ثم بحث في ملابس عاصي جيداً حتى وجد هاتف آخر في جيبه فنظر له بسخرية وقال: 
- والله اومال ده إيه
ثم أمسك الهاتفين واغلقهم وهنا اختفت الإشارة عن عز الدين !!
وبعدها وضع شريطة سوداء على عينيه حتى لا يحفظ الطريق، وبعد فتره وصل عاصي إلى المكان المحدد ونزل الرجلين من السيارة ومعهم الآخر، سحبوه إلى الداخل وسار للحظات ثم وقف مكانه وازالوا الشريطة عن عينيه ليجد أمامه رجل يرتدي بدلة غالية ونظارات قيمة ينظر له بتفحص، رفع عاصي رأسه ونظر له بتعالي فقال الآخر: 
- أنت عارف إن تمن الخيانة عندنا كبير اوي
ثم نهض هذا الرجل من على الكرسي الذي كان يجلس عليه وأشار بيديه فدخل أحد رجاله ومعه رحيل التي كانت تترنح بتعب بعد أن استعادت وعيها فهي لم تأكل منذ الأمس ولم تأخذ دوائها لذلك شعرت بأعياء شديد، نظر لها عاصي بقلق ثم نظر للرجل الواقف أمامه، قال هذا الرجل: 
- و للأسف أنت خونتنا عشان كده لازم تتحاسب 
وفي تلك اللحظة رفع جميع الرجال المحيطين بعاصي أسلحتهم عليه وهو يقف في المنتصف !! 







رواية رحيل العاصي
الكاتبة ميار خالد
الفصل السابع عشر

وفي تلك اللحظة رفع جميع الرجال المحيطين بعاصي أسلحتهم عليه وهو يقف في المنتصف !! 
قال عاصي بثبات: 
- حسابك معايا أنا ياريت تتعامل معايا راجل لراجل وتخرجها هي من كل ده 
- أنا مش غبي زيك .. أنت روحت اتصرفت من دماغك وقولت للبوليس كل حاجه خايف ليه دلوقتي 
- أنت مين؟ مش فاهم أنا مضايقك أوي كده ليه عشان تعمل كل ده 
- تقدر تقول إنه حساب قديم 
- أنا بصفي كل حساباتي معتقدش إني ليا حساب معاك 
ابتسم هذا الرجل بسخرية ثم تحرك من مكانه وقال: 
- عارف أنا ممكن اقتلك أنت وهي في اللحظة دي وصدقني محدش هيعرف يوصلكم ولا يوصل للجثث بتاعتكم حتى لكن أنا مش هعمل كده 
- جميل مش هتعمل كده ليه بقى؟
نظرت له رحيل وتعجبت من الثقة التي يتحدث بها للحظات وكذلك كل الموجودين، نظر له الرجل بأعجاب وقال: 
- أنا سمعت عنك إنك مش بيفرق معاك حاجه .. بس مش لدرجه عمرك !
أبتسم عاصي بثقة وقال: 
- صدقني لو في حد هيندم في اللحظة دي فهو أنت .. أنت عملت كل ده عشان الصفقة مش كده وخطفت رحيل عشان تخليها رهينه لحد ما الصفقة تتم تفكير ذكي اصقفلك عليه .. بس نسيت حاجه مهمه 
نظر له هذا الرجل بتساؤل ودهشه فقال عاصي: 
- نسيت إنك بتتعامل مع عاصي القاضي ! 
وفي تلك اللحظة هجمت قوات من الأمن على رأسهم عز ويوسف إلى المكان وامسكوا كل من في المكان بحركة سريعة، ترك الرجل يد رحيل عندما امسكه أحد العساكر، نظرت رحيل حولها بعيون متعبه واتجه إليها عاصي بسرعه، امسك وجهها بكفوفه وقال بقلق: 
- أنتِ كويسة جرالك حاجه 
نظرت له رحيل بعيون متعبه ولم تقدر على الكلام من شدة الدوار التي تشعر به فزاد قلقه عليها، نظر إلى وجهها وتفحصه ليجده شاحب للغاية وقبل أن يقول أي كلمة وجدها تغلق عيونها باستسلام وسقطت مكانها فالتقطها بين يديه بسرعة، أمسك يوسف بالرجل الذي كان يتحدث مع عاصي والذي كان يأمر كل الرجال، واتجه عز إلى عاصي بسرعة عندما وجده يحمل رحيل بين يديه، قال: 
- جرالها حاجه؟
- مش عارف أنا هطلع على المستشفى بسرعه 
أمسك عز معصم يدها وكان يشعر بنبضها فقال بعدها بسرعه: 
- نبضعها ضعيف لازم نتحرك بسرعه .. أمسك ده مفتاح عربيتي هتلاقيها بره اتحرك أنت بسرعه
الكاتبة ميار خالد 
أخذ منه المفاتيح ثم خرج من المكان وهي بين يديه وظل عز ويوسف في المكان، ثم تحرك عاصي برحيل إلى أقرب المستشفيات، وعلى بُعد مسافة منهم كان شريف وأحمد في السيارة يتابعون ما يحدث، قال أحمد بتوتر: 
- طب ولما أنت متوقع أنه هيحصل كده خليت كل حاجه تمشي برضو ليه 
- لأني عارف أنه عاصي مش بالغباء ده 
- ولما أنت عارف ضحيت بالرجالة بتاعتنا ليه 
- عشان يقتنعوا أن الخطر راح ويرجعوا يتعاملوا بحريه
- أنا مش فاهمك بجد 
ابتسم الآخر بغموض وصمت..
في المستشفى..
كانت رحيل نائمة على السرير وتركتها الممرضة بعد أن علقت لها محلول، كان عاصي يجلس أمامها ويطالعها بصمت، يشعر وأخيراً أن قلبه قد عاد إلى صدره وأخيراً استطاع أن يتنفس بحريه، دق عز على الباب بخفه فنهض الاخر من مكانه وخرج له، قال عز: 
- أخبارك إيه دلوقتي 
- بخير طبعا الحمدلله كفاية أنها كويسة والأزمة دي مرت 
- طب الحمدلله 
وفي تلك اللحظة عادت الممرضة مرة أخرى ودلفت إلى رحيل التي قد بدأت في استعادة وعيها مرة أخرى، نظرت لها رحيل وقالت: 
- أنا فين؟
- في المستشفى حمدالله على السلامة 
قالت رحيل بتعب:
- الله يسلمك
قالت الممرضة: 
- في نوع علاج معين بتاخديه؟
تحركت رحيل من مكانها بتعب وامسكت القلم والورقة الموجودين بجانبها وكتبت به نوع الأدوية التي تأخذها لصحتها وطلبت من الممرضة أن تأتي بهم حتى تتحسن بسرعه وبالفعل أخذت الممرضة الورقة وخرجت لتحضرهم، وفي تلك الأثناء أمام الغرفة..
ربط عاصي على ذراع عز بشكر وقال: 
- أنا مش عارف من غيرك كان هيحصل إيه فينا .. لولاك كنت ممكن أكون ميت دلوقتي 
- متقولش كده ده واجبي قبل ما تكون صاحبي 
وصمت عاصي وهو يطالعه ثم تذكر ما حدث معهم..
الكاتبة ميار خالد 
فلاش باك..
- خلي ده معاك فيه تتبع هعرف أوصل لمكانك تمام 
- تمام 
- وحاجه تانيه 
- هي إيه ؟ 
- اخلع زرار من قميصك 
نظر له عاصي بعدم فهم ولكنه خلع أحد الأزرار الموجودة بقميصه ثم أعطاه عز رز آخر مختلف عن البقية، نظر له عاصي بتساؤل فقال عز: 
- ده فيه جهاز تتبع صغير لأسوء الظروف خليه في هدومك مكان الزرار اللي خلعته 
- مش الموبايل فيه تتبع؟
- لأسوء الظروف أسمع مني 
- تمام
باك..
قال عاصي: 
- لولا حركة القميص دي مكنتش هتعرف توصلنا
- عشان كده لازم تكون عامل حسابك لكل حاجه 
- أنت عارفني يا عز بس لما اتحطيت في الموقف وحسيت أن رحيل في خطر مخي وقف مبقتش قادر أفكر في أي حاجه 
أبتسم عز وقال: 
- إيه حكاية رحيل بقى 
- ولا حاجه والله .. إحنا بس بينا شغل 
- أيوة ما هي بتبدأ كده 
وفي تلك الأثناء عادت الممرضة الى رحيل وأعطتها ادويتها ونامت الأخرى مرة أخرى لترتاح، نظر عاصي إلى عز للحظات ثم قال بنفي: 
- لالا مستحيل اللي بتفكر فيه 
- أيوة أنا قولت زيك كده برضو ومكنتش مصدق نفسي وقتها 
- وقت إيه ؟
- وقت ما أدركت إني بحب ملك 
- عز الله يخليك أنا مش فايق للهزار ده 
ضحك عز ثم قال: 
- خلاص حاضر المهم دلوقتي أنا سايب يوسف في المديرية بيحقق مع العيال دي هروح أعرف وصل لأيه وهبقى ابلغك 
- أنا حاسس إني في حاجه تانيه ورا اللي حصلت 
- بمعني؟
- بمعني إنك لما روحت ملقتش لا ورق ولا أي حاجه تدل على الموضوع اللي أنا كنت رايح عشانه أصلاً .. حتى الراجل اللي كان عامل فيها الكل فالكل مش داخل دماغي حاسس أنه مجرد صورة لحد تاني 
- وأنا كمان حاسس كده عموماً في التحقيق كل حاجه هتبان المهم دلوقتي تطمن شوية وخليك جنب رحيل ولو احتاجت حاجه كلمني 
- تسلم يا عز بجد 
ابتسم له عز وقال: 
- أنا هستأذن .. محتاج العربية ولا أخدها؟
- لا خدها خلاص
الكاتبة ميار خالد 
ثم أعاد له المفاتيح و تحرك عز من مكانه وعاد عاصي إلى الغرفة فوجد رحيل قد استعادة وعيها مرة أخرى، جلس أمامها بترقب وانتظر منها أي رد فعل، كانت تنظر إلى سقف الغرفة حتى انتبهت له فنظرت له ثم ابتسمت له ابتسامة جميلة فضحك الآخر بحركة لا إرادية منه، قالت رحيل بتعب: 
- مقدرتش تفرط فيا فعلاً 
- أنتِ كويسة؟
- جعانه شوية بس عارف دي أطول مدة مكلتش فيها عايزه أكل فرخة مشوية لوحدي 
ضحك عاصي وقال: 
- حمدالله على السلامة .. قومي الأول وأنا هجبلك اللي أنتِ عايزاه 
نظرت له رحيل بعيون ضيقة وقالت بشك: 
- إيه الرضا ده كله مش مرتحالك 
صمت الآخر وابتسم بهدوء، فقالت رحيل: 
- شوف فضلت تقولي مش عايز أشوف وشك تاني لحد ما كنت مش هتشوفه فعلاً 
نظر لها عاصي بضيق ثم قال: 
- خلاص أنسي اللي أنا قولته لو حاسة إنك اتحسنتي ممكن نخرج عشان أهلك زمانهم قلقانين عليكِ جدًّا 
حاولت أن تنهض من مكانها بتعب فساعدها عاصي حتى جلست مكانها، بدأت في استعادة قوتها مرة أخرى فقالت: 
- بابا اتصل بيك صح؟ 
- أكيد وسألني عليكِ 
- قولتله حاجه ؟
- لسه 
- بلاش تعرفه أي حاجه أرجوك أنا عارفه بابا هيقلق اوي 
- طبيعي يقلق ولازم يعرف يا رحيل هنخبي عنه إزاي يعني 
- وهتقوله اتخطفت ليه؟
- مش لازم يعرف السبب بس لازم يفهم اللي حصل معاكي إحنا مش هنكدب عليه 
تنهدت رحيل بضيق وصمتت، ساد الصمت للحظات حتى قال عاصي: 
- هو أنتِ ليه بتقولي على عمك بابا ؟
- عشان متحرمش من إحساس الكلمة 
نظر لها بصمت فأكملت: 
- بابا وماما ماتوا وأنا عندي ١٥ سنه ومن وقتها وبابا بدر وماما أمينه هما حياتي كلها 
- البقاء لله 
ابتسمت رحيل بحزن وصمتت للحظات ثم قالت: 
- وأنت باباك فين أقصد إني مشوفتهوش قبل كده 
صمت عاصي ثم قال ببرود: 
- مات 
نظرت له رحيل بحزن وقبل أن تتكلم لاحظت نظرة البرود واللامبالاة التي ظهرت في عينيه فقالت: 
- وبتقولها كده ليه المفروض تكون مضايق 
- لو كنتِ تعرفيه مكنتيش هتزعلي عليه 
- برضو يكفي إنك شايل دمه في عروقك في الآخر مهما كان حاصل مينفعش تحس بالبرود ده وأنت بتتكلم عليه 
- ما علينا يلا عشان اوصلك 
نظرت له للحظات ثم نهضت من مكانها وقد ساعدها هو وبعد فتره خرج الاثنان من المستشفى وطلب عاصي سيارة أجرة وذهب مع رحيل إلى بيتها..
                                ***
الكاتبة ميار خالد 
كان يجلس في مكتبه بتعب، لا يعرف ماذا يفعل فهو منذ أن فسخ خطوبته مع فاطمه والمشكلات لا تنتهي من جهة عائلته ومن جهة أخرى عائلة فاطمة ولكن ما كان يأخذ حيز كبير من تفكيره هي سلمى التي لم يستطيع الوصول إليها خلال هذا اليوم، خرج إلى شرفته بضيق وتتفس بهدوء عله يخمد النار التي تشتعل في صدره، وبالصدفة نظر لأسفل ليجدها جالسة في الجنينة وأخيراً، نظر لها مطولاً حتى يتأكد أنها هي سلمي! وعندما تأكد نزل من مكتبه بسرعه واتجه إليها ليجدها شارده كعادتها في الفراغ، جلس بجانبها بهدوء ثم قال: 
- ينفع كده يعني 
نظرت له سلمى بهدوء ثم أعادت نظرها إلى المجهول وقالت: 
- يعني إيه 
- ممكن أفهم أنتِ كنتِ فين وازاي تسمحي لفاطمة أنها تخفيكي كده 
- أنا كنت هنا طول الوقت .. دكتور فاطمة نقلتني من الاوضة لاوضة تانية أحسن بس 
- ومكنتيش بتخرجي ليه ؟
صمتت سلمى ولم ترد عليه، فصمت هو أيضًا وبعد لحظات قالت: 
- عرفت مين اللي بيبعتلي الرسايل ؟ 
تغيرت ملامح شادي وهو يقول: 
- لسه بس بدور على الشخص ده 
- مش واخد بالك إني من ساعة ما قولتلك وحصل كل الأحداث دي أن الرسايل وقفت مره واحده بعد ما كانت بتوصلي باستمرار 
- قصدك إيه؟
نظرت له سلمى بعيون متعبه وقالت: 
- متأكد إنك متعرفش مين اللي بيبعتلي الرسايل دي 
ظل يطالعها شادي بصمت فابتسمت الأخرى وقالت: 
- أنت مش كده 
ظل شادي صامت فأكملت الأخرى: 
- صح إزاي مجتش في بالي لأنك أنت الوحيد اللي ممكن يعمل الحركة دي .. رسايل فجأة بلاقيها قدام باب الاوضة بتاعتي اشمعنا لما الاوضة بتاعتي اتغيرت الرسايل وقفت .. عشان أنت مكنتش تعرف مكاني صح 
- أنا كان قصدي إني أفيدك أنا عمري ما فكرت أني أضرك
نظرت له سلمى وقالت بابتسامه: 
- ومين قالك إني زعلانه منك بالعكس أنا عايزه اشكرك 
طالعها شادي بدهشه فقالت هي: 
- أنا عايزه أتغير عايزه أبدأ من جديد وأخرج من هنا مش عايزه أضيع خمس سنين من عمري تاني وأنا محبوسة هنا 
نظر لها شادي بعيون تلمع وقال: 
- أنتِ بتتكلمي بجد؟
قالت سلمى:
- عارف أنا بعد ما كنت زعلانه من عاصي دلوقتي الزعل ده راح لما اكتشفت أنه كان عنده حق وجودي هنا مكنش سجن بس أنا اللي كنت فاهمه كده .. عاصي حطني هنا عشان يكسر عنادي ودماغي الناشفة مع أنه لغى وجودي وشخصيتي إلا أنه عمل كده عشاني في الآخر آه طريقته كانت غلط بس..
وصمتت فجأة عندما وجدت شادي يطالعها بابتسامة واسعه، قالت: 
- بتبصلي كده ليه؟
- ببصِلك كده لأنك دلوقتي قولتي الكلام اللي كنت بحاول اقنعك بيه كل السنين اللي فاتت
نظرت له بابتسامه ثم صمتت فقال الآخر: 
- يعني أعتبر دي بداية جديدة ؟ 
أخذت نفساً عميقاً وهي تقول: 
- اعتبرها 
نظر لها شادي بابتسامه هادئة وعيون لامعه وصمت هو أيضًا واكتفى بالجلوس بجوارها، وكانت فاطمه تطالعهم من شرفتها بدموع وتنهيدات حارة متألمة..
                            ***
يجلس على أعصابه وأمامه أمينه التي لم تكف عن البكاء وداليا التي كاد القلق أن يقتلها، جميعهم يشعرون وكأن أحداً ما قد اقتلع قطعة من روحهم، قالت أمينه بدموع: 
- اتصل بعاصي كده يمكن يرد 
أمسك بدر هاتفه وقبل أن يتصل به صدع جرس الباب رنيناً، قال لهم بدر: 
- استنوا أنتم أنا هفتح 
ثم نهض من مكانه واتجه إلى الباب بعدم تركيز فدق الباب بقوة لذلك قلقت كلاً من أمينه وداليا ونهضوا هم أيضًا، وعندما فتح بدر الباب طلت عليه رحيل وهي تقول بمزاحها المعتاد: 
- إيه كل ده يا راجل حد يسيب ضيوفه على الباب كده 
اتسعت عيون بدر فجأة وصاح بأسمها ثم اخذها بين أحضانه بسرعه ولم يتمكن من كبح دموعه فتركها تسقط منه بغزارة وما أن أبتعد عنها فأخذتها أمينه في أحضانها ثم داليا، كان عاصي يقف بأحراج عند باب الشقة حتى انتبه له بدر، مد عاصي يده لبدر ولكنه تفاجئ حين سحبه الاخر من يده وعانقه بقوة، تجمد للحظات ولم يعرف كيف يتصرف ابتعد عنه بدر بابتسامه ثم قال: 
- اتفضل يا أبني أكيد مش هتفضل على الباب كده 
دلف إلى الداخل ومعه رحيل وعندما ابتعد عنه بدر عانقته امينه بشدة أيضا فضحكت رحيل على مظهره المصدوم من تلك الأحداث، اقتربت منه رحيل وقالت بصوت خفيض: 
- هي دي عيلتي 
قال بعيون متسعه: 
- مش متفاجئ بصراحه 
وبعد اللقاء المؤثر هذا صاح بدر برحيل:
- أنتِ كنتِ فين ووشك أصفر كده ليه 
ثم وجّه كلامه إلى عاصي وقال: 
- وأنا مش كنت بتصل بيك مكنتش بترد عليا ليه 
نظر عاصي إلى رحيل وصمت الاثنان للحظات حتى قالت رحيل: 
- بابا أنا عايزاك تهدي وتسمعني 
ثم أخذت نفساً عميقاً وقالت:
- أنا كنت مخطوفة


الفصل الثامن عشر من هنا 



 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1