رواية انا السئ الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سوما العربي



رواية انا السئ الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سوما العربي 





رواية انا السئ

الجزء الثامن والعشرين

فى قصر امجد ابو حديده

كان مازال يجلس بغرفته يستمع لأصوات ضحكات نيروز مع والديها.. الان تضحك فقط ومعه منذ قليل كانت كتلة من الجمود. 

زفر بقوه هل يهبط للترحاب والجلوس معهم ام لا... فى حالة عدم ترحابه بهم سيزداد غضبها.. الا يكفى مافعله.. الان هم ضيوفه واصبحوا من اهله. 

اغمض عينيه بحزن... فهو لا اهل له.. لا يملك غير عمته وهى مهاجرة للخارج مع زوجها منذ زمن حتى انه لا يتذكر ملامحها وباقى العائلة طامعين به ولا يبحثون عنه سوى للمال او المصلحه. 

وقف من مكانه وهو حاسم لأمره لا يريد خلافات ولا يريد مشاحنات... يريد عائلة.. يريد الدفئ الذى حرم منه وم
نيروز هى امله الوحيد. 

هبط الدرج وجد نيروز بحضن ابيه وهو سعيد بها جدا... حسنا جيد.. يبدو قد نسى ماحدث وسامح بطريقة زواجه من ابنته ولكن... ما ان اقترب والقى السلام امتعض وجه عبد المعطي وكسى الجمود وجه نيروز.. لم يجد الترحاب الا من والده نيروز التى تقدمت منه بحفاوة تفتح له ذراعيها مهنئه:الف الف مبروك يابنى.. صباحية مباركة يا جوز بنتى ياعسل انت... ماشاءالله ماشاءالله.. ربنا يحميك ويحرصك... تعالي والنبى مانت قاعد الا جنبى. 

كان ينظر لها بزهول يبتسم بسعادة.. لم يتوقع هذا.. توقعها كزوجها.. ولكن طريقتها حقا شرحت صدره... هذا هو بالضبط مايريده... لا يعلم لما لم تأخذ ابنتها صفاتها هى إنما اخذت صفات والدها صلب الدماغ. 

نظر عبدالمعطى لزوجته باستياء وهى تزيد من الترحيب به :اما انا عملالك حمام محشى بالفريك وجوزة الطيب إنما ايه.. يستاهل بوقك.. واحب اطمنك.. البت روزا نفسها فى الاكل ايه ماقولكش.. مايغركش انها صغيره ده انا موقفاها معايا في المطبخ من وهى عشر سنين يعنى تقلى بصله تفرم طماطم.. ههههههه وياما ياما شيطتت رز وحرقت خضار.. كانت ترمى الكارثه في الزباله قبل ما حد يشوفها بس ريحة الشياط كانت بتفضحها. 

واخذت تقص عليه كوارث زوجته فى المطبخ وهو يستمع لها بزهول يضحك مت قلبه ينظر ناحية نيروز التى تود اسكات امها بأى شكل ولكن لا تستطيع. 

انتهت الزيارة سريعا ورغم أنه اشتاق لحبيبته الا انه لايريدهم ان يذهبوا فحديث والدة زوجته معه انساه قليلا عذابه... تبدو مرحه وعفويه.. يعلم هو رغم صلابة رأس نيروز التى ورثتها على مايبدو من والدها ولكنها أيضاً ورثت من امها العفويه والمرح يتذكر جيدا اول بوم تعرف فيه عليها ومواقفهم بعدها ولقاءاتهم... لم تتغير نيروزه الا بعد كل مافعله هو... ماضيه الأسود وعجرفة لسانه وكبره. 

وقفت نيروز امامه متخصره بحنق:وكمان ليك عين تيجى تقعد معاهم. مش هما دول الى عايرتنى بيهم وكمان كنت عايز تلبسهم فضيحه طول عمرهم. 

امجد:انا؟! فضيحه؟ فضيحة ايه؟!! انا كنت عايز اتجوزك بس.. هو جوازى منك يبقى فضيحه. 

استشاطت غضبا منه تقول:ياخى ماتستفزنيش... انت اهبل ولا بتستهبل. 

امجد:نيروزز.. اعرفى انتى بتقولى ايه وراعى انى أكبر منك. 
نيروز :لا ياحبيبي انت اتجوزتنى يعنى أنا بقيت رأسى براسك واقولك إلى اقولو كانى من سنك عادى... واصلا ده مش موضوعنا ماتتوهش الموضوع. 

امجد :بقولك ايه هو مافيش موضوع أصلا انتى الى اوفر. 

قبضت على صوابعها بغيظ تقول :يا برودك.. بالبساطه دى.. اوفر... هو انت لما تيجى لابو واحدة يوم كتب كتابها وفرحها على واحد تاني وتقولو بنتك متجوزانى عرفى وأدى العقد ودى امضتها..افرض ابويا كان شكك فيا.. افرض أنى ماكنتش محبوسه وكنت بخرج وبروح واجى عادى وماعرفناش نكدبك ساعتها كان ايه الى هيحصل.. كانت هتبقي فضيحه عمرها ما هتتنسى... مافكرتش فيا ونتايج الى عملته. 

صرخ بها بقوه ونفاذ صبر :امال كنتى عايزانى اعمل ايه... اشوفك بتتجوزى واحد غيرى واقف اتفرج عليكى. 

تحرك بعصبيه تجاه السلم. توقف بغته يقول:انتى الى شاورتيلى على الى حصل وقولتيلى اعمله. 

نظرت له بزهول وصدمه فقال:ايوه. لما روحتى اتخطبتى لواحد تانى... واتقبلتى الى حصل ومش بس كده لااا... ده بسلامتك كمان كنتى خلاص على تكه.. آخر خطوة وتبقى مراته بجد كنتى هتكتبى كتابك عليه عادي... انتى شريكتى فى كل الى عملته.

نيروز:انت يا اهبل يا بتستهبل.. ايه الى بتقولو ده... هو اى هبل واى كلام.. شريكتى وشاورتيلى... ايه هقولك والنبى افضحنى وافضح اهلى... كنت هتجوز.. ماتجوز.. مانا لا اول ولا اخر واحدة شوفتها ولو عشان صغيره فالصغيرين كتير وحلوين بردو.

امجد وهو يتقدم منها يقبض على رسغها يتحدث :لو مش فاهمة تبقى عاميه القلب والنظر.. كنتى هتبقى فاهمة انا ليه ببقى قدامك ومعاكى كده... انتى الوحيدة اللي عجبتنى عمرى ماكنت اتخيل انى ممكن اتجوز واحدة بمواصفاتك... لو فكرتى شويه بمخك المضلم ده.. ايه اللي يخلينى اتجوز واحدة مش من نفس مستوايا... ايه اللي يخلينى اتجوز واحدة اصغر منى بكل ده... ايه الى يخلينى اتجوز واحدة رافضة هى واهلها جوازنا... انا كان ممكن اتجوز واحدة من نفس مستوايا وفى كتير وطيبين وكويسين برضوا.. كان ممكن اتجوز واحدة مناسبه ليا فى السن والتفكير وأهلها يتمنوا يناسبونى. مش اتجوز عيله بتعامل معاها ولا الى بيراوض اسد.... مافكرتيش انى اتعلقت بيكى.. شوفت معاكى مستقبلى واسره ودفا.. طب انا سئ.. سئ جدا ليه اتجوك... ليه ماعرضتش عليكى اننا نتصاحب.. ده لو انا السئ الى انتى شايفاه ده كنت هفضل رايح جاي معاكى وكان ممكن اضحك عليكى واخد الى انا عايزه ليه اتجوزك... مافكرتيش خالص... معقول.

استمعت له بامعان تفكر بكل كلمه يقولها.. تشعر بتشتت كبير وهو يتركها يدخل غرفة مكتبه يختفى بها من امامها. 

____________________________

فى نفس المساء

عاد عمر من عمله بعد جلسته مع سالم ووحيد قد نسى قليلا خلافة مع اسيل. 

متذكر كلماتها عن خصامه الصعب لايريد أن يكرر خطئه ويظل على تلك الخصله السيئه...لذا قرر ولأول مرة انه سيذهب ويراضيها. 

دلف لشقتهم ووضع مفاتيحه وهاتفه على الطاولة باهمال وذهب للمطبخ يعلم أنها بالتأكيد هناك. 

لفت نظره وجود كوبى من العصير على طاولة المطبخ. 

التصق بها وحاوط خصرها من الخلف يلثم عنقها بقبلات حنونه قائلا :حقك عليا ماتزعليش. 

التفتت له بحده قائله وهى تلقى مابيدها :خلاص كده... هنتصالح يعنى... مزاجك جايبك على صلح دلوقتي؟ 

نظر لها باستغراب وقال:فى ايه يا اسيل... غلط انى جاى اصالحك ولا ايه مش فاهم. 

اسيل:انت ليه عمال تتحكم فى لبسى وتخنق عليا... انا مش هند رستم يعنى... يبقى انت غيران على نفسك.. على شكلك قدام الناس.. او خايف يطلع عليا الى كنت بتعملوا. 

اتسعت عينيه بزهول منها يردد :ناس ايه وعملت ايه... ايه الدبش الى بتحدفيه ده... وبعدين انتى ايه اللي دخل الأفكار السوده دى فى دماغك. 

اهتزت نظراتها فاكمل هو :انتى مين اللي كان عندك النهاردة.. فى حد ذارك.. الكلام ده كلام امك؟

أسرعت تنفى:لا لا.. دى سلمى.. سلمى صاحبتى. 

عمر:انا بردوا قولت كده... التفكير ده مش تفكيرك.. انتى صحيح دبش وعامله زى وبور السكه الحديد لكن مش ظنانه... لكن تعالى انتى بقا هنا... ايه اللي يخليكى ياهانم يا محترمه تتطلعى أسرار بيتك برا وتحكى كل حاجه الى ينفع والى ماينفعش وياريتها امك لا دى واحده صاحبتك... لا وكمان سيباها تجيب سيرة جوزك.. الراجل اللى انتى شايله اسمه بالطريقة دى.. انا خايف يتردلى الى بعمله... انا يابنت الناس ماليش في العك والشمال سهل.. سهل اوى.. بتحكى لصاحبتك عنا وعن اسرار بيتنا.. تعرفى انتى ايه عنها... وحتى لو تعرفى... الى عملتيه ده غلط انا عمرى ماهعرف اغفره... يظهر انى اتسرعت فى الجواز دى... كنت فاكر انى بتجوز واحده كبيرة وناضجه لكن اكتشفت انه مش بعدد السنين. 

لم يترك لها فرصة للحديث إنما خرج من البيت مثلما أتى من قليل. 

_____________________________

فى صباح يوم جديد 

بفيلا عزت الحبشى

استيقظ عزت من نومه متأكد انه سيجدها بجواره يكسوها الخجل الذى عانى كثيراً باليل كى يتغلب على القليل منه... ناديه كانت كفتاه باول ايام زواجها... علم انها لم تعش حياه زوجية سوى شهر واحد فقط حملت فيه بابنتها الوحيدة وبعدها هجرها زوجها الطائش الى ان مات فى نفس السنه... يشعر معها بطعم جديد له لذه خاصه.. يبدو أنه سيدمنها قريباً. 

زوى مابين حاجبيه مستغربا وهو يجد مكانها لجواره فارغ... اين هى. 

ظنها فى المرحاض تنعم بحمام دافئ بعج ليلة امس ولكن لم يجدها. 

اخذ دش سريع وارتدى ثيابه وهبط الدرج يبحث عنها فى كل الاماكن ولكن لم يجدها أيضاً.

زفر بضيق:وبعدين بقا فى لعب العيال ده.. متجوز فرقع لوز... بس عسل بنت الجزمه. 

التقطت انفه رائحه ذكيه جدا قادت قدمه جبريا الى حيث المطبخ الذى لا يدخله مطلقا. 

اتسعت عينيه وهو يجدها فى اخر مكان توقع وجودها به... المطبخ.. ماذا تفعل هنا. 

اقترب منها قائلا :انتى بتعملى ايه هنا؟!! 

نظرت له بوجه محمر خجلا تحاول مدارته وهى تتذكر ليلتهم معا وقالت:الناس بتقول صباح الخير. مش بتعملى ايه هنا. 

عزت:صباح الخير. بتعملى ايه هنا. 

ناديه:صباح النور... بعمل الفطار.. انتو مش بتفطروا هنا ولا ايه؟

عزت :ما داده ام إبراهيم بتعمله تعمليه انتى ليه. 
ناديه :داده ام إبراهيم تعمل اى حاجة الا الاكل.. انا احب جوزى ياكل من ايدى وماتعودناش على اكل الطباخين... حتى فى قصر الحوفى كنت بعمل اكلى انا وجيسكا. 

قبل يدها بحنان يشعر بدفئ معها... دفئ المكان ودفئ طعام اعد بحب... لا يجد كلمات تصف ما به.. قطعت هى عليه شروده وقالت :هى نورا فين وكمان مروان... انا هروح اناديهم.

خرجت سريعا بحماس وهو مازال غير مستوعب.. لم تقم اى زوجه من زيجاته الكثيره بعمل مثل ماتعمل ناديه... لم تطأ قدم واحدة منهم المطبخ او حتى تعد شئ به باهتمام.. ينمحى اهتمام البدايات بعد زواجه ووصولهن لثروته وبيته فيقابل صدمه النهايات. 

بغرفة نورا كانت تجلس امام حاسوبها الخاص تجرى محادثة فيديو مع حبيبها محمد الذى قال :وحشتينى اوى.. احنا هنتجوز امتى بقا. 

نورا :انت كمان وحشتنى ومش عارفة بابا رجع فى رأيه ليه بعد ما كان قرب يوافق... شكلها الجوازه الجديدة.

محمد:هو اتجوز مين... تعرفيها؟
نورا بضيق:ولا اعرفها ولا عايزه حتى اتعامل معاها.. واتعامل ليه اصلا هى كلها شهر شهرين ويجيبلنا غيرها. 

فى نفس الوقت كانت ناديه تدق الباب ولكن سماعات الأذن منعت نورا من الاستماع فدلفت للداخل تقترب منها تنببها ولكن فجأة رفعت نورا سماعات الأذن تستمع لتلك السيدة بجوراها التى تردد بزهول تنظر للشاشه:محمد... ازيك ياض وازى امك. 

محمد :الحمدلله يام جيسى بتسلم عليكى. 
ناديه:كداب وحورتجى دى ماسالتش عنى من يوم مت مشيت من المنطقة... ده ماكنش عيش وملح أبدا.. طول عمرها واطيه. 

كانت نورا تستمع لهم بزهول وهى تراهم يعرفون بعض ويبدو بينهم عشرة... مستحيل تلك الصدفة. 

تحدثت اخيرا وقالت:انتو تعرفوا بعض. 

محمد:امال... دى كانت انتيمة امى...بس انتى بتعملى ايه عندك يام جيسى. 

نورا :ماهى دى مرات بابا الجديدة. 

محمد بحده مفاجئه لناديه:انتى الى غيرتى رائيه عن جوازتنا. 

ناديه :جوازة ايه يالا.. انا مالى انا معرفش حاجة اصلا. 

بدأ محمد يروى لها عن حبه لنورا يطلب منها ان تتحدث مع والدها كى يوافق فقالت اخيرا :اممممم.. طب ماشى.. بس الاول اتفضل انت روح شغلك وانتى تعالى معايا.. زمان البيض بالبسطرمه برد. 

نورا بجوع:همممم... انا بموت فى البيض مع البسطرمه. 

ناديه :تعالى ناكل تعالى وبعدها ربك يعدلها. 

سارت معها بلا تفكير او جدال بعد ان استعدوا مروان الذى استغرب هو الآخر جلوسهم جميعاً للافطار معا فقد اعتادوا ان يتناول كل منهم فطوره وحده لا يجتمعون الا قليلاً او ليخبرهم والدهم بامر زيجه جديدة له

____________________________

بقصر الحوفى 

خرج شاهين من جناحه بضيق شديد لكنه فى قمة الشياكه والفخامه كعادته يرتدى قميص اسود مع بنطال اسود وجاكيت من الرصاصى به خيوط من الكاروه. 

اتجه بخطوات واثقه الى حيث غرفة صغيرته التى تربيه على كبر. 

لكنه وجدها فارغه.. زفر بقلة صبر وقد ضاق صدره حقا يريدها لجواره أينما ذهب... منذ ان ذهبت امها وظن انه سينعم بقربها أخيرا ولكنها تحصن نفسها دائما وتبتعد على الفور ولا تسمح له بالاقتراب... والله سيتمم زواجه منها وليكن ما يكون لقد فرغ صبره. 

ظل يبحث عنها فى كل مكان وهو يتمتم(خلينى بقا كل شويه اقعد ادور عليها فى كل حته عامله زى القط الى بيهرب من صحابه ناقص ادور تحت الكنب والطرابيزات) 

لم يبقى سوى المطبخ ذهب له يلعن غباؤه فهو يعلم أنها تفضل صنع طعامها بنفسها وامها كذلك. 

دلف للداخل وجدها تقف تعطيه ظهرها تقلب الطعام على الموقد. 

اشتعل غضبه وهو يراها بدون حجابها ترتدى فستان بيتى بكم فقط وخصلاتها البندقيه تتمايل على ظهرها ووجها بسحر فتاك اسر قلبه ولكنه غاضب أيضاً 

انتفضت على كلماته المفاجئة وهو يقول:هو مش فى رجاله فى البيت غيرى يا هانم... إزاى واقفه من غير حجابك. 

استدارت نصف استدار تاخذ نفس عميق قائله :ايه ده فى ايه... حد يخض حد كده. 

شاهين :واقفه بشعرك ليه يا هانم ماسمعتش رد. 
جيسيكا :ايه يا شاهين ماحدش غريب هنا.
شاهين :وبالنسبة لمحمود ده ايه بقى بنت عمك فجأه. 

زفرت بضيق وهى تكمل ماتفعل :اووووف انا بجد اتخنقت الواحد متعود يبقى متقيد برا البيت ماشى لكن لما ارجع المكان الى هو المفروض انه بيتى ابقى براحتى البس حجاب مالبسش انا حره مش متقيدة عشان فى عيله تانيه معانا. 

اقترب يحاوط خصرها من الخلف يلتصق بها يقول:انسى يا جيسى. 

جيسيكا :انسى ايه؟ 
شاهين :اننا نعيش في بيت تانى غير هنا.. القصر ده حقى.. حقى انا وعيالى ولو حد هيمشى يبقى محمود وعلى مش انا... ملاك القصر ده هيبقوا عيالى... ولاد شاهين الحوفى... انتى مش عارفة القصر ده أشتريناه إزاى ولا عملنا ايه عشان ناخده.. ماتعرفيش فضلت اعافر اد ايه عشان يبقى ليا حصه كبيره فيه.

جيسيكا :امال عاملى فيها ابو شاهين الجامد وبتاع ومش عارف تاخدلنا شقه اوضتين وصاله نعيش فيها براحتنا. 

ابتسم عليها يعلم انها تشاكسه فمال يطبع قبله مطوله وبصوت مشاكس يقول بعدها :بتتريقى عليا وتقلدينى... ابو شاهين دى ماحدش بيقولها غيرى.

جيسيكا :طب اتلم احنا فى المطبخ. 
شاهين :اتلم اكتر من كده اعمل ايه بس. مش كفاية جواز مع إيقاف التنفيذ منك لله انتى وناديه. 

جيسيكا بتذكر:اه صحيح.. أما اروح اطمن عليها. 

همت للتحرك ولكنه قبض على معصمها يقيضها باحضانه قائلاً :تتطمنى على مين؟ ناديه!! اطمنى عليا انا الاول. 

ابتسمت بدلال تقول بخفوت:مانت كويس اهو. 

حدثها بنفس الخفوت واعين مظلمه:تؤتؤ والله.... ده أنا تعبان ومحتاج الى يكشف عليا فى اماكن حساسه جدا.
احمرت خجلا تردد :انت قليل الادب وسافل. 
نظر لها ببراءه مزيفه يقول:شوفى ظلمانى ودماغك قذره... هو مش انتى دكتورة قولت تكشفى عليا حتى انتى مراتى وستر وغطا عليا. 

جيسيكا :انا لسة في سنه اولى. 
شاهين :انا موافق تتعلمى فيا. 

قال الاخيره بغمزه جعلتها تضحك وهو معها يضمها لحضنه بسعادة وهى أيضا تضم نفسها له يمرر يده بشعرها الغزير. 

جاءهم صوت من خلفهم يردد :فى المطبخ يا شاهين. 

نظروا للخلف وجدوا سمر عاقده ذراعيها على صدرها تنظر لهم بعيظ تردد بحقد :من امتى اصلاً وانت بتدخل المطبخ يا شاهين بيه. 

التصقت جيسيكا به اكثر تجيب:من ساعه مانا طهرت فى حياته ودى مش اول مره.. فاكر ياروحى لما اكلتك المربى فى بوئك. 

ابتسم عليها وعلى ماتفعله متذكرا ذلك اليوم فهى لم تطعنه بفمه ولكن اعطته الطعام فقط. لكن للحق اعحبه كثيراً ماتفعله الان. 

اما سمر تنظر له ولها بغيظ تراه يجذبها بذراعيه يلصقها به يريد ذلك بينما كان يرفضه معها ويرفض اى اقتراب تقوم هى به. وتلك الصغيرة تقترب منه أيضا تضع يديها خلف عنقه على رقبته. لأول مرة ترى شاهين هكذا مع احد.. لأول مرة تراه هكذا من الاساس. 

تحدثت تقول :النهاردة اجتماع شباب العيله.. ياترى جاهز يا شاهين بيه. 

شاهين :اه... وهعمله دلوقتي كمان عشان مش فاضى بالليل.. عرفيهم يجهزوا. 

رمقت جيسيكا والتصاقها به بضيق شديد وغادرت بغضب عازمه على الا تتركه لها ابدا. 

وفور ان اختفت من امامه زفرت جيسيكا بضيق شديد همت للابتعاد عنه والوقوف امامه تتحدث ولكنه جذبها له بقوه يبتلع كلماته بشفتيه سعيد جدا بما فعلته وبرد فعلها وسعيد بقربها منه وأنها زوجته هو. 

وهى تستسلم لقبلته تستقبلها بنعومه شديدة تغيب معه الى ان فصلها مرغما يتذكر مكان تواجدهم. 

فصل شفتيه عن شفتيها تنظر له بخجل شديد فضمها لصدره ياخد نفس عميق معبئ براحتها.. يديه تمر على شعرها وظهرها معا يتنفس براحه وهدوء بانسجام مبتسماً. 

مرت دقيقة و اثنين قال بهدوء :خليكى هنا هطلع اجيبلك حجاب من فوق عشان اكيد محمود نزل. 

تحدثت بصوت متحشرج خجول مما عاشوه منذ قليل :انا معايا هنا بس قلعته لما اتخنقت ومالقتش حد. 

مرر يده على كتفها وظهرها يقبل مقدمه شعرها ولكنها أكملت وهى بحضنه تتطلب بأمان :تعالى نعيش لوحدنا.. ناخد بيت صغير يبقى بتاعنا احنا وبس. 

اخذ نفس عميق وقال :لا ياجيسكا.. هنفضل هنا... وولادى منك هيبقوا هما ملاك القصر ده... قصر الحوفى المشهور هيبقى لولاد شاهين وجيسكا... فكرى فيها كده... عايز يبقى عندى عيله كبيره من صلبى مش وحيد مالوش غير ولاد عمه الى عمالين ينهشوا فيه. 

جيسيكا :انت بردو يا شاهين متكبر كده وشايف نفسك عليهم بتخلى الحقد يكبر جواهم. 

شاهين :مالوش علاقة على فكره... الكويس من جوا بيفضل كويس لكن هما لأ ده غير انهم يستاهلوا. 

جيسيكا :بس التعامل الحلو بيغير كتير لو قربت منهم ممكن يقربوا منك... انت صحيح فيك صفات زفت. احممم.. انا بقول الحق... بس انت طيب وكويس مش وحش اوي زى ما يبان من بعيد. 

ابتسم يرفع حاجب واحد يردد:وعرفتى انى مش وحش؟ 
جيسيكا :يعنى لما قربت شويه منك عرفت. 
شاهين :اهو شوفتى وكل ماتقربى اكتر هتشوفى حاجات كتير اوى ماتيجي نقرب فوق بقا. 

هزت رأسها بيأس منه وقالت:مافيش فايدة فيك.... انا رايحه البس عشان اروح ابارك لنيروز. 

شاهين :يعنى حتى امجد الفلاتى دخل دنيا وانا لسه كده كتير ياجيسى. هنتجوز امتى بقا وماتقوليش بعد الجامعه انا ممكن اقتلك انتى وامك واخلص بقا. 
جيسيكا :واهون عليك يا شاهينوو. 
شاهين :يالهوي على شاهينوو دى منك.. ببقى ناقص ابيع الهدوم الى عليا عشانك. 

ابتسمت قائله:طب يالا عشان الحق البس. 
شاهين :امممم زوغتى من الموضوع يعنى... ماشى.. بس تعالى نحضر الاجتماع ده معاهم وانا هروح معاكى ابارك لامجد... يالا. 

جذب يدها تتأبط يده وصار بها حيث يجلس الكل بانتطاره وهو يجلس يضع قدم فوق الأخرى يتكئ بظهره للاريكه بكل شموخ يفرد ذراعه على ظهر للاريكه تمر خلف جيسيكا التى الصقها به كأنه الملك وهى الملكه زوجته يستمع لطلباتهم يقبل ما يقبل ويرفض ما يرفض وسمر تنظر الى ما وصل إليه الامر وحديث جميله يتردد بإذنها وقد استهانت به وقتها بأنه قد تأتى من تسحب البساط من تحت قدميها تجلس لجواره بدلاً منها يطلبون منها ومنه مطالبهم. 

زاد الحقد قلبها وعزمت على الأمر هكذا وحتما ستصل لحل ولن تقبل الخسارة ابدا. 

_____________________________

فى السيدة زينب 

تجهزت هاجر كى تذهب لنيروز مع سالم كما وعدها لا تعلم لما طريقته كانت متغيره متعصب بدون سبب. 

نظرت ناحية حبيبه الصامته وقالت:هو بيزعق كده ليه.. انا كنت عملت حاجة. 

حبيبه :مش عارفة. 

هاجر :مالك يابنتى.. فكى بقا... واحنا يعنى هنسيبه هنعلمهولك الأدب. 

حبيبه :مش مهم اصلا...يحصل الى يحصل انا جبت اخرى.

هاجر :آخر ايه وبتاع ايه ده انتو اتخطبتوا بمعحزه هتسيبوا بعض بالسهولة دى وعلى غلطه.. قبل ما تزعقى انا مش بقولك انه مش غلطان.. غلط بس مش نسيبه لا نعلمه الادب... انا رايحه اشوف اسيل وعمر هييجوا معانا ولا لأ. يالا البسى 

تركتها تفكر بعمق فى كلامها وماهى الا دقائق وعادت تقول وبيدها اسيل :شوفتى الخيبه التقيله.. مزعله جوزها وبات برا ومش بيرد على التليفون.

نظرت لاسيل بتأنيب وضيق قائله :زعلتى اخويا وبيتيه برا ودينى مانا عتقاكى. 

حبيبه :بس بقا يا جماعة... احكيلنا يا اسيل عملتى ايه. 

هاجر :لاااا.. انتو لسه هتتسايروا ده هو متعصب عليا خلقه ومستنى تحت من ساعة ما كلمنى... يالا ونبقى نحكى مع نيروز البت دى داهيه بردو. 

اسيل:والله ماكان قصدى هو الكلام طلع منى كده من غير ما احس. 

هاجر :دبش اقسم بالله بتحدفى دبش. 
حبيبه :خلاص بقا كفاية تقطيم. 
هاجر :زعلانه على اخويا. 
حبيبه:طب البسى بس نخرج نروح لنيروز واما نرجع يحلها الحلال. 

اسيل:لا مش هخرج انا مش عارفة اوصلو عشان اعرفه انى خارجه مش هزود الطين بله. 

زفروا جميعاً بإحباط وتجهزوا للذهاب مع سالم. 

هبطوا جميعاً وجدوا سالم يقف يتحدث مع وحيد الذى استغربوا تواجده هنا الان فقالت حبيبه:هو بيعمل ايه هنا وايه الى جابه. 

هاجر :شكله جاى يصالحك ياجميل. 

اما وحيد ظل ينظر لها بعشق نادم على ما فعل وقد جاء بعد علمه انها ذاهبة اليوم لمباركه نيروز يريد أن يصلح خطأه معها. 

__________________________

بقصر ال مبارك بالقاهرة 

استيقظ الجميع على خبر طلب زوجتى جواد الطلاق منه بعد سفر ابرار المفاجئ نتيجة لما عرفته عن عشقه لابنة عمه وانه اراد الزواج منها وكان يعيش معها قصه حب كبيره... اخبرة زوجته الأخرى بذلك وقد عزموا على الطلاق النهائى منه فهو خائن وغدار لايستحقهم. 

وجواد يجلس يشعر ان كل شئ ينهار من حوله ومع ذلك مازال يفكر كيف يحتفظ بهاجر له فقط 

***

الفصل التاسع والعشرون من هنا 





 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1