رواية بيت المعلم (الخاتمة) بقلم مارينا عطيه



رواية بيت المعلم (الخاتمة) بقلم مارينا عطيه 



الخاتمة 


"- هي وردة فين ؟" 
كلهم أنتبهوا لجوه البيت، دخلنا كلنا جوه البيت وأحنا بنادي عليها.
يعني أية! هنموت هنا! 
هنتحبس هنا! 
هنعيش كل لحظة هنا لغاية مانعضم ونموت من الجوع والصريخ ومحدش يسمعنا، ده حتى من وقت ما جينا هنا و مفيش أي شبكة.
ومين اللي أخد العربيات؟ ومين اللي بيضرب نار!! 
كنا بنصرخ كلنا على " وردة" 

سكتنا كلنا لما سمعنا صوت عن قُرب بيقول.
"- ها، أتربيتوا؟" 
سمعت بدرية وهي بتقول 
"- المعلم رُمان!!!" 

ومن وقتها وأنا مشفتش دُنيا تانية، 
كأنه مسلسل قديم والنور فجأة أتقطع وعيني ضلمت وقلبي أسود من التشويق والإثارة بدون شبع..
عيني طفت وقلبي وقف عن نبضه، 
وبيقت في عالم تاني ! 
محستش بنفسي غير وأنا في الأرض. .....

موسيقى حزينة،
تصوير بطيئ...

قرب مني آدم وحضني برقته، فوقني إني أقوم تاني على رجلي.
مسك إيدي بحنية زيه! 
نزل على ركبة والدموع جوه عينه.
= جميلة! 

°°°°°°°°°°°°

"- أتربيتوا مش كدة؟" 
"- أعتقد ان كدة كفاية أوي عليكم، عرفتوا الغلط وعرفتوا الصح وبرضه أصريتوا تمشوا في الطريق الغلط، غميتوا عيونكم والجشع قتل قلبكم عن الحقيقة" 
"- الحقيقة بتكون واضحة زي عين الشمس" 

موسيقى حزينة، تصوير بطيئ..
الشريط بيعيد نفسه بس بطريقة مختلفة! بطريقة غريبة أغرب من كل شيء مر عليا هنا.

بصوت حزين وبدموع أقوى،
بصوت حزين جدًا مليان كسرة نفس...
بصوت عيان بيخرج كأنه في أنفاسه الأخيرة.
"- أنتوا عيالي حتة مني، أنا عيزاكم تكونوا دايمًا مع بعض ودايمًا سوا" 
"- أنا نفسي أنكسرت لما كُنت بتاكلوا في بعض دايمًا" 

بدموع حزينة أوي وبصوت بيطلع بطلوع الروح.
"- لما الدنيا تقسى عليك، بتروح للي منك بتروح للي لحمك ودمك القريب منك، لكن لما القريب يسيبك في النار ويهرب ويكون متمتع بـ آلمك، 
والغريب يقرب منك ويحتويك!" 

"- زي الست إيمان، لا تعرفني ولا أعرفها كانت بتساعدني وبتقرب مني! كانت مشفقة عليا في آخر حالتي، كانت بتوصي عيالها عليا قبل ما تموت!! هي قالت ليا كدة، قالت أنها بتحكي عني وبتوصيهم عليا علشان ياخدوا بالهم مني" 

"- لما الغريب يحس بيك وبـ آلمك والقريب ياكل فيك، يبقى النهاية قربت قوي" 

"- مش كُنتوا دايمًا أنت ورامز يا سمير بتبعتوا ليا ناس غريبة زي محروس علشان يجنوني! وتاخدوا مني الورق اللي كتبت ليكم جزء من املاكي بـ إرداتي! معرفتوش تجننوني بالشكل ده كنتوا بتبتعوا ليا ستات علشا....
علشان تشوهني وأنا قُرب موتي"

"- الست اللي أنت تعرفها يا رامز، الست الر..ا..قصة سميرة، هي اللي بعتت ليا وردة..
كاميليا...
وردة اللي طلعت أصيلة ووقفت جمبي لمُجرد إني ساعدتها!" 

"- أنتوا بتسمعوا الكلام ده دلوقتي من غير ما أكون أنا موجود وسطيكم، كان نفسي أكون موجود وسطيكم علشان يتلم شمل العيلة! كان نفسي أكون زرعت خير في قلوبكم تحسوا بيه بدفء.
بشكرك يا وردة لمُساعدتك" 

"- لما الست إيمان بعتت لك رسالة علشان تيجي وتشوفني، كانت سيبالك أمانة يا آدم،
أمانة ليك أنت وجميلة 
وهي أنها تعرفكم اللي كان بيحصل فيا الأيام اللي فاتت" 

"- ولكن قدر الله أنها ت*موت..وتسيب كنز عظيم لبنتها وهي قصتي علشان تقدر تعرف بيها كُل حاجة" 

"- بعد ما التسجيل ده يخلص، هتكون كل حاجة أنتهت..هتكون كل حاجة أترتبت مع سليمان المحامي.
هي اصلًا مترتبة من الأول، 
أنا اللي كنت عاوز أخليكم تلاقوا الكنز الحقيقي اللي ميتعوضش وهو أنتم" 

"- بعد ما وردة تقفل التسجيل ده، طالب منكم طلب تقعدوا مع بعض...تقعدوا وتعرفوا بعض وتعرفوا يعني أية الكنز الحقيقي" 

"- كل واحد هياخد نصيبه فيكم بس مش هتعرفوا تلاقوا بعض تاني، مش هتعرفوا يعني أية حُب.
هتعيشوا وتموتوا بدون ذرة حُب حقيقة.
هتسد ديونك يا رامز علشان دي بقيت دافع عندك إنك تأذي...
ولكن مفيش دافع للإذى يا رامز" 

"- أنا آسف يا آدم، آسف إني معرفتش أنك معاك كنز حقيقي هتعيش بيه.
آسف علشان معرفتش يعني أية دفء وحُب غير لما وقعت في وقعة كبيرة وفقدت معانيهم بعد ما أمك ماتت" 

"- آسف يا جميلة يا بنتي، لإني وجعتك، ولأني مكنتش فاهم طيبتك" 

موسيقى بطيئة...
تصوير بطيئ..
حُزن صادر من القلب.
عقل غير واعي.

فتحت عيوني وكأني كُنت بحلم! 
لا مش بحلم ده فعلًا حقيقي، اللي سمعته حقيقي..
صوت المعلم رُمان حقيقي.
غمضت عيوني تاني وأفتكرته 
أنا كنت حاسة إني كأني في عالم تاني بس كله كان قدامي، كله كنت حاسة بيه.
أفتكرت صورته.
صورة المعلم رُمان وهو بيطبطب عليا في يوم وأنا بديله الدوا
وبيقول ليا 
"- إنتِ كويسة؟" 
وقتها باس إيدي ورجع ينام تاني.

أنا معشرتهوش كتير ولكن اللي حاسة بيه دلوقتي إني في حلم! 

الشاشة أتقفلت وصوته أختفى
كانت شاشة كبيرة جايبه صورته وصوته، مكنش في أحسن حالتة كان لسه مريض والمرض باين على عينه.
كانت الدموع بتنزل من عينه وهو بيقول "- دوروا على الكنز الحقيقي وأعرفوا قيمته" 

أتدرايت في حُضنه وأنا بتنفض وبعيط.
طبطب على كتفي وحضني
= أهدي أنا جمبك.
_ أنا خايفة! 
= مش قولت لك متخافيش وأنا معاكِ ؟

في لحظة صامتة والكُل ساكت
الكُل مصدوم صدمة هزت دماغنا! 
بلمح عيني يمين وشمال.
وردة! وردة فين !! 

قام رامز من مكانه وهو شكله زي المجنون.
"- يااااوردة، أنتِ ياللي اسمك كاميليا" 
كان بينادي زي المجنون.
الكل ناره هديت إلا هو و بدرية مراته، وكأنهم مفهموش ولا كلمة من اللي قاله المعلم رُمان.
مفيش أي مشاعر حُب حقيقة ظاهرة على وشه 

طلعت وردة وهي بتمسح دموعها.
"- أبويا فين يا وردة؟" 
ردت عليه بجراءة.
° لسة فاكر تسأل عن أبوك ؟ 
مسك دراعها بقسوة.
"- إنطقي بدل ما أخلص عليكِ،
والعربيات اللي برة اللي كنا جاين بيها راحت فين ! وضرب النار كله من تخطيطك إنتِ وأبويا" 

كانت بتصرخ في إيده.
= وأنا.
قام آدم من جمبي وهو بيقف قصاد أخوه رامز الكبير.
= سيبها يا رامز.
'بص ليه رامز بغضب.
"- يعني أية وأنت! يعني أنت كنت عارف كل ده!" 
ضربه بإيده لورا.
آدم بصله ومرداش يتكلم.
جت وردة تقعد جمبي وهي بتدمع، مكنتش فاهمة يعني أية حضن الغريب الصادق والقريب اللي كُله مَكر.. 

بص آدم لوردة.
= وردة شُكرًا.

قامت وردة من مكانها وأتكلمت.
° أنا مش عاوزة نصيبي، أنا عاوزة أنفذ أمنية المعلم رُمان.

في نفس الوقت اللي قامت فيه من مكانها بدرية وأتكلمت بغلظ قلب.
"- تنفذي أية يا عنيا ؟ فين يابت الفلوس اللي أخدتيها" 
° أخدتها من مين؟ 
"- اللي شفطيها من المعلم رُمان!" 
بدموع.
° أنا مأخدتش فلوس منه، أنا عرفت معنى الأبوه وأنا معاه! أسبوعين..
أسبوعين قضيتهم معاه على أساس أوردر من الست سميرة اللي كانت بعتاني لية بـ أُس من جوزك على فكرة رامز!! 

كانت عيون بدرية على رامز.

رجعت كملت وردة كلامها.
° من وقت ما شوفته وأنا حسيت يعني حنان أب، أنا أعتقد الصورة وضحت قدامكم...
أنا بشتغل اية..
خلاني رجعت عن الطريق اللي كنت ماشية فيه بحنية قلبه اللي مشفتش زيها، ساعدني وساعد أمي.
أمي كانت مريضة! 
بدون مقابل..
أنا لاقيت الحُب بدون مقابل، قررت إني ممكن أضحي بحياتي علشانه.
وثق فيا وأمن ليا وحكى ليا على كل حاجة أنتم عملتوها فيه.

أتنهدت بنفس عميق.
° وبعدها، وصاني أنا وسليمان المحامي على اللي أحنا هنعمله.
زي ما يكون حاسس إني دي هي أخرته! وظبطوا كل حاجة من ناحية ورق الجواز علشان يكون سليم.
لكن أنا متجوزتهوش،
أنا كنت معتبراه أب ليا، أنا عُمري ما حسيت بحنان الاب!! 

كان في صمت تام من سمير ومراته سامية.
كنت في حالة من الزهول والصدمة اللي قسمت قلبي نُصين..
بصت وردة لآدم.
° شكرًا يا آدم.
إبتسم.
= شُكرًا على مساعدتك.

هو في لسة في باقي للحكاية ؟ 
طب في ماضي بيتصلح !! 

#بيت_المعلم.


#Marina_Atya.



لمتابعه روايتنا زورو قناتنا على التلجرام من هنا 

 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-