رواية وردتي الشائكة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميار خالد



رواية وردتي الشائكة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميار خالد 






 #رواية_وردتي_الشائكة
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_الحادي_عشر

عمر : لأني أنا اللي خططت لكل ده ! 
ريم بعدم فهم : مش فاهمة  
و في تلك اللحظة دلفت ورد إلى الغرفة بشرود لتقاطعة بعد أن رحلت من مكتب كريم لتركض إليها ريم سريعاً و تلقي نفسها في أحضان أختها 
ريم : إنتِ كنتِ فين كل ده!! قلقتيني عليكي 
ورد : كان عندي مشوار مهم حقك عليا المهم دلوقتي إنتِ عاملة إيه طمنيني 
ريم : أنا كويسة يلا نرجع بيتنا 
نظرت لها ورد بحزن و لم تقدر على الكلام من شدة إرهاقها فاليوم كان صعب بالنسبة لها 
ورد : نامي دلوقتي و بكرة هنروح البيت 
ريم : و إيه لازمتها بس ما أنا كويسة أهو يلا نروح بالله عليكي زمان بليه قلقانه علينا أوي و .. 
قالت ورد بتعب شديد : ريم أرجوكي أنا مش حِمل كلام تاني، ياريت ننام دلوقتي و بكرة هعمل اللي إنتِ عايزاه 
ثم نظرت إلى عمر بأمتنان و قالت 
ورد : أنا بشكرك جداً علي وقفتك معانا دي و إنك مسيبتش ريم لوحدها، لو عايز تمشي اتفضل أنا شغلتك زيادة عن اللزوم 
عمر بتوتر : لا مفيش حاجة أكيد أنا فضلت عشان ريم اا أقصد يعني عشان متبقاش لوحدها و هي في الحالة دي 
ريم ابتسمت : شكراً يا عمر 
ليبادلها عمر نفس الابتسامة ثم غادر المكان بهدوء و رجعت ريم إلى سريرها مرة أخرى و أستلقت ورد على سرير بجوارها و أغمضت عينيها سريعاً حتى لا تسألها ريم عن شيء و لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير 
قالت ورد في نفسها : يارب أنت وحدك اللي عالم بلي هيحصل الفترة اللي جايه، أنا مش عارفة القرار اللي أخدته ده صح ولا غلط ما يمكن مروة دي تطلع طيبة و كريم هو اللي مش كويس، بس ده ساعدني كتير و باين عليه إبن حلال غير أنه هيضمنلي حقي ليه هيعمل كل ده لو هو نيته وحشه مثلاً أنا تعبت من كتر التفكير، 
يارب أنا توكلت عليك و عارفه أنك مش هتخذلني ولا تضرني، خليك معايا يارب و عدي بكرة علي خير !  
في اليوم التالي..
استيقظت ورد و استوعبت أنها في المستشفي نظرت بجانبها لتطمئن على ريم و لكنها لم تجدها بجوارها لتنتفض من مكانها سريعاً نظرت حولها بخوف و تشتت و استدارت لتجد ريم أمامها عند باب الغرفة فركضت نحوها سريعا 
ورد بقلق : كده يا ريم تقلقيني عليكي! 
ريم : أنا كنت بجهز نفسي بس عشان نمشي 
ورد أمسكتها من يدها و سحبتها خلفها 
ريم : في إيه يا ورد إنتِ مش عايزة تجاوبي عليا ليه 
ورد : .. 
ريم : ردي عليا يا ورد ليه مش عايزانا نرجع بيتنا في أى.. 
ورد : عشان مبقاش موجود ! 
نظرت لها ريم بصدمة لتكرر ورد جملتها : مبقاش موجود يا ريم، البيت اللي كان ساترنا عن عيون الناس مبقاش موجود 
ريم : إزاي يعني! 
ورد : الزفت رجب 
ريم : إزاي يعمل كده مش من حقه! 
ورد : لا من حقه يا ريم 
ريم بخوف : و هنعمل إيه دلوقتي هنرجع اسكندرية تاني ؟! 
ورد : مستحيل أرجع هناك تاني و هنرجع لمين 
ريم : بسملة فين ؟!
ورد : سيباها عند عم محروس لحد ما اللي هعمله يتم 
ريم : اللي هتعمليه؟ ليه إنتِ هتعملي إيه 
ورد ابتسمت بحزن : أنا مش وعدتكم إني هعمل كل اللي أقدر عليه عشانكم و أنا عمري ما أقبل أنكم تتبهدلوا في الشوارع 
الكاتبة ميار خالد 
ريم : ورد .. قوليلي هتعملي إيه ! 
ورد : صدقيني هقولك لأنك لازم تعرفي كل حاجه بس .. 
و هنا صدع هاتفها رنينا برقم كريم لترد عليه 
كريم : صباح الخير 
ورد : صباح النور، أنت فين ؟ 
كريم : أنا قدام المستشفى بس محبتش أطلعلك بحيث تكونوا براحتكم
ورد : تمام أنا شوية و هكون قدامك 
ثم أنهت معه المكالمة لتقول لها ريم بعصبية : إنتِ رايحة فين و سيباني كده! 
ورد مسحت على شعرها و قالت : ساعة واحدة و هنتقابل تاني خلي بالك من نفسك 
و رحلت سريعاً قبل أن تقول أي جملة أخرى و جلست ريم على سريرها بقلق و حزن حتى تذكرت شيئاً ما فنهضت من مكانها سريعاً و لكن في لحظة اختل توازنها و انعدمت الرؤية قليلاً و قبل أن تسقط التقطها هو 
: خلي بالك! 
نظرت ريم لذلك الشخص لتجده أيمن زميلها في العمل 
ريم : أيمن ؟ 
ايمن : حمدالله على السلامة 
ريم : أنت عرفت منين إني هنا ؟ 
ايمن : سألت، و اللي يسأل ميتوهش 
ريم : شكراً 
قالت تلك الجملة ثم ابتعدت عنه قليلاً و لكنه رفض بُعدها هذا و قال بحجة مساعدتها 
ايمن : إنتِ ليه قومتي من مكانك شكلك لسه تعبانه تعالي ارتاحي 
ريم : شكراً يا ايمن بس أبعد عني لو سمحت 
أبتعد أيمن عنها قليلاً لتجلس هي مكانها بتوتر 
ريم : مكنش ليه لزوم تعبك ده 
ايمن : ياريت كل التعب يكون جميل زيك كده 
ريم ابتسمت إبتسامة صغيرة و قالت بتحفز : شكراً 
ايمن : شكراً على إيه بس أنتِ متعرفيش غلاوتك عندي 
و هُنا تجرأ ليمسك يدها لتفزع هي في مكانها ثم سحبت يدها سريعاً 
أيمن : في إيه ؟ 
ريم : هو إيه اللي في إيه!! أنت عارف إني مش بحب كده ياريت تلزم حدودك معايا 
أيمن صمت للحظة ثم قال : هو إنتِ عايزة تقنعيني أنك كل ده مش حاسة بيا 
ريم : مش حاسة بيك إزاي ؟ 
ايمن : مش حاسة بحبي ليكي ده بقى واضح جداً في عينيا حتى 
ريم : أيمن أنا مقدرة مشاعرك دي بس أنا مش ببادلك نفس المشاعر 
ايمن : حاولي صدقيني لما تعرفيني أكتر هتحبيني 
ريم : بس الحب مش بالعافية!
ايمن : و مين قالك أنه بالعافية؟! أنا مش مستعجل خالص قولي إنتِ آه بس و إحنا نبدأ نتعرف على بعض بهدوء و ببطيء من غير أي استعجال 
ثم أمسك يدها مرة أخرى و قال : ولا إنتِ شايفة إيه 
ريم أحست بقبضة في قلبها و عدم إرتياح لتسحب يدها سريعاً ثم قالت بحدة : أنا بقول أنك تطلع بره 
و في لحظة تغيرت نظرات ايمن و قال بعصبية : أنا نفسي أعرف إنتِ شايفة نفسك على إيه مش كفاية إني بصتلك أساساً! عمالة تتقلي و تهربي جيتلك دوغري مش نافع و غيره مش نافع اعملك إيه !! 
الكاتبة ميار خالد 
ريم بنبرة حادة : بعد الكلام اللي قولته ده أنا هحترمك بس عشان تربيتي و أخلاقي لولا كده كان زماني مسحت بكرامتك الأرض بس معلش .. أطلع بره 
و بعد تلك الجملة خرج أيمن من الغرفة و أغلق الباب بقوة ليصدع صوته في الغرفة و تُفزَع ريم ، تنهدت هي بضيق و أمسكت رأسها بين يديها ثم قالت بصوت مسموع 
ريم : مش وقتك خالص أنا ناقصة 
و هنا أحست بباب الغرفة يفتح مرة أخرى لتقول بتعب 
ريم : أنا مش قولت أطلع بره 
و لكن الطارق هذه المرة كان عمر و بيده باقة من الورد 
عمر : أطلع بره ؟ 
عند ورد .. 
خرجت ورد من المستشفي لتجد كريم أمامها يقف عند سيارته بأناقته المعتادة و كان يرتدي بدلة سوداء، فأتجهت إليه 
ورد : أنت صدقت أنك عريس ولا إيه ؟ 
كريم ضحك ثم قال : اركبي العربية 
ورد : هنروح فين دلوقتي ؟ 
كريم : أول حاجه عند المأذون بعدين هنطلع على المحامي عشان تضمني كل حقوقك 
ورد بتردد : تمام 
كريم : لو عايزة تغيري رأيك أنا مش هجبرك على حاجه 
قالت ورد و هي ترمُقه بحزن : ياريت كان بأيدي بس أقول إيه النصيب 
كريم : و أنا عمري ما هأذيكي و يوم ما أحس أنك هتتأذي بسببي هبعدك عن حياتي تماماً، أكيد مش عشان أصلح حياتي أبوظ حياتك إنتِ 
ورد : مش هتفرق معاك أوي، و أنا مين يعني عشان تشيل هم حياتها 
كريم نظر لها بتمعن و قال : لو إنتِ مش عارفة قيمة نفسك فى أنا عارف قيمتك كويس أوي و مش علشان هتساعديني و بس، أنا طول حياتي عمري ما قابلت بنت زيك و أعتقد عمري ما هقابل، ده مش سبب كافي أنه يقنعك أد إيه إنتِ مميزة؟! 
ورد : و أنت فاكر أنك لما تقولي الكلمتين دول كده هتثبتني ؟
ضحك كريم وقال : لا أنا بفكرك بس 
ورد نظرت له و اطمأنت لكلامه نوعاً ما فقال هو 
كريم : نتحرك ؟ 
فأجابت هي برأسها فانطلق كريم بسيارته متجها إلى المأذون ليعقد قرأنهم و بعد فترة طويلة وصلوا و لم تفق ورد من حالة الشرود التي هي عليها إلا على كلمات كريم 
كريم : يلا أمضي 
نظرت ورد إلى العقد أمامها بتوتر و تردد للحظات و لكن للأسف لم يكن أمامها أختيار آخر فأمسكت القلم و دَعَت ربها كثيراً ثم مضت و تم العقد ليقول المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، قوم أحضن عروستك يا عريس 
ورد بفزع : لا يحضن إيه أنت صدقت! 
المأذون : و فيها إيه يا بنتي ده جوزك!!
ورد نظرت إلى كريم سريعاً ليقول : معلش هي خجولة شوية بس الله يبارك فيك يا مولانا 
و بعد لحظات أنصرف المأذون فاتجه كريم إلى ورد و قال 
كريم : و حالياً هنروح للمحامي عشان تضمني حقوقك زي ما فهمتك، بعدين نطلع على الفيلا 
ورد : اتكلنا على الله 
في المستشفى....
الكاتبة ميار خالد 
عمر : أطلع بره ؟ 
ريم : لا مكنش قصدي عليك 
عمر : أيمن مش كده 
ريم : عرفت منين ؟ 
عمر : شوفته و هو خارج من عندك متعصب 
تنهدت ريم بضيق ليدخل هو إلى الغرفة ثم جلس أمامها بتوتر 
عمر بتوتر : أنا جيت النهاردة بس عشان كريم قالي أجي مش عشان حاجة تانية يعني، كُرهنا لبعض هيرجع بمجرد ما نخرج من المستشفى دي 
ريم : و الورد اللي في إيدك ده برضو من ضمن الأوامر ؟
عمر : آه من ضمن الأوامر ، عندك مانع؟ 
ريم ابتسمت : لا خالص 
ثم صمتت للحظات و قالت : أنا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب كل اللي بيحصل حواليا و إزاي ورد تعرف قريبك ده 
عمر : كريم مش قريبي بس هو يبقى جوز أختي كمان 
ريم : والله ؟ فعلاً الدنيا صغيرة جداً 
عمر صمت للحظات ثم قال بتردد : هو أيمن خرج من عندك متعصب ليه ؟ 
ريم : بني آدم متخلف  
عمر : عملك حاجه ؟ 
ريم : ميستاهلش بجد إني اتكلم عليه كل اللي أقدر أقوله إني بتمني إني متعاملش معاه تاني 
صمت عمر و خيم الصمت علي المكان لتقطع ريم هذا الصمت 
ريم : ممكن أسألك سؤال 
عمر : قولي 
ريم : انت ليه متخرجتش لحد دلوقتي إيه سبب تأخرك كل السنين دي ؟ 
قال عمر بمزاح : مش يمكن فضلت كل ده عشان اقابلك .. 
ريم خجلت للحظات من رده هذا و لكنها حاولت الرد بثبات 
ريم : لا بجد حاسة أن في سبب ورا كل اللي أنت فيه ده 
عمر تنهد بضيق بسبب تذكره لتلك الفتاة، و التي بسببها كره جامعته و كل حياته و بسبب خيانتها له لم يعد يثق بأي شيء، حتى نفسه في حين أنها استمرت في حياتها و ارتبطت بشخص آخر غيره 
عمر : كنت بحب بنت، شوفتها في أول سنه ليا في الجامعة و من يومها حبيتها فضلت كتير وراها لحد ما وافقت تكلمني و لما وافقت كنت اسعد انسان في الدنيا 
ريم : و بعدين 
عمر : بعد فترة ارتبطنا و كنا بنحب بعض جداً و متفاهمين جداً أو هي كانت بتوصلي كده و في السنة الأخيرة ليا و اللي عمال أعيد فيها لحد دلوقتي زادت المشاكل بينا بس كنت بتغاضي عنها عشان بحبها لحد ما عرفت أنها بتخوني و على علاقة بواحد تاني، طبعاً مصدقتش الكلام ده غير لما شوفتها بعيني و للأسف صورتها و هي في حضنه مش عايزة تروح من بالي أنا كنت بتغاضي عن حاجات كتير لكن إلا الخيانة 
صمت عمر للحظات ثم أكمل : بعدها انفصلت عنها تماماً و 
قطعت صفحتها من حياتي و يا دوب عدى أسبوعين و عرفت أنها اتخطبت للشخص ده 
ريم : و عشان كده بقيت مهمل في حياتك بتعاقب نفسك على حاجه ملكش دعوة بيها 
عمر : مش حكاية كده بس هي كانت سببي و هدفي في الدنيا كنت بعمل كل حاجه عشانها عشان أوصلها و في ثانية كسرتني، أنا بس اللي عايزة أعرفه ليه .. ليه عملت كده 
ريم : المفروض تحمد ربنا أنه ظهرها ليك قبل أي حاجه 
عمر : فعلاً الحمدلله 
في فيلا صابر الرفاعي..
دخل كريم إلي بيته و ما أن دخل حتى اتجهت له مروة بعصبية 
مروة : ممكن أفهم أنت فين من امبارح !! 
لم يرد عليها كريم لتكرر سؤالها : بقولك كنت فين من امبارح و إيه لبسك ده 
صاح كريم : أدخلي يا ورد ! 
دخلت ورد بخطوات ثابتة إلى البيت و لكن بداخلها رهبه كبيرة جداً ليتجه هو إليها و يمسك يدها ثم تقدم بها حتى وقفوا أمام مروة 
مروة نظرت لها بتكبر و قالت : مين دي ؟؟ 
كريم : دي مراتي !! 


الفصل الثاني عشر من هنا 








 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-