رواية الأخوين الفصل الثاني عشر 12 بقلم Lehcen Tetouani
......فتح منصور أحد القمائم السبعة حتى خرج جني الحكمة وسأله انا في خدمتك وكيف يمكنني مساعدتك ؟
أجاب : أريدك أن ترجع لي مالي وكل ما سرقه الناس مني قال :الجني وما هو مقدار مالك كان يعقوب طماعا فقال في نفسه سأكذب عليه وأطلب ضعف ما كان عندي
ولما سمع الجني ذلك قال : ويحك كل هذا المال لك وماذا أعطيت للفقراء وأين هو إحسانك وإرضاء الله
غضب يعقوب ورد : وما يعنيك أنت من أمري ؟
أجاب الجني حسنا أنا لا أقدر بمفردي أن آتيك به لكن إفتح كل القماقم، فإن إجتمعنا مع بعض أتيناك بما تريد
ودون تفكير أخذها يعقوب وفتحها
فإذا بالجن يحيطون به وقال له الحكيم طمعك أعماك أن تقرأ ماذا نقش ذالك الانسان لي كنا نحكمه على هذه القمائم فأخذ واحدة منها وقرأها :لا تفتحون هذه الأمانة وإلا حصدتم الندامة فالجن محبوسون هنا حتى تأتي القيامة
والآن بفضل حمقك سنعيد بناء مملكتنا ونستأنف العمل الذي بدأنا فيه منذ ثلاثة آلاف عام ثم نفخ جني السحر في وجه يعقوب فتحول إلى ضباب وضعه في قمقم وأغلق عليه،
ورماه في المستنقعات إثر ذلك ذهب الجني مع رفاقه الستة وإختفوا داخل الكهوف ولم يرهم أحد بعد ذلك .
أصبح جيش كريم الدين كبيرا مع كل من إنضم إليه من جنود تيمور وقال لصفي الدين: يكفيك ما قمت به لمساعدتنا وعليك أن تتفرغ لمملكتك فلقد عانت من الفوضى والفقر أطلب فقط منك أن تسمح لكريمة بمرافقتي فلنا حساب سنصفيه مع عمي الذي تآمر علينا وأراد قتلنا
أجاب الأمير :أنصحك أن لا تستهن به فلقد خسر معركة لكن لم يخسر الحرب والأفضل أن أذهب معك ومعا نكون أكثر قوة
كانت كريمة تسمع ثم قالت: هل تريد أن نصغر في عيون شعبنا كيف سيطيعون أخي ويخافون منه إذا استرجع حكمه بسيفك يجب أن يعرف المتشككون أنه حاكمهم القوي رغم سنه وليس مدينا لأحد بالجلوس على العرش .
رد صفي الدين: حسنا سأكتفي بإرسال عبيدي للسهر عليك فهم من أقوى المقاتلين ولن يهتم أحد ببضعة عبيد وهكذا أكون مطمئنا فأنا لا أثق بمن كان مع تيمور وقد يكون له أعوان لا يتنظرون سوى اللحظة المناسبة لقتلكما
أومأ الفتى وأخته بالقبول فلقد كانت فكرة صفيّ الدين جيدة وقبل الوصول إلى فيروز كان عليهما التأكد من عدم وجود أعداء داخل الجيش .
في الصباح غير كريم الدين القادة وأعاد تنظيم جيشه في فرق جديدة و لم يكن كريم الدين وأخته يعلمان أن ذلك اللئيم أمر قبل فراره جماعة من المخلصين له بالانحياز للأمير والتظاهر بخدمته وأوصاهم بأن لا يتقابلوا إلا في الليلة التي سيقتلونه فيها وستكون الإشارة ثلاثة مشاعل على شكل مثلث يوقدها قائدهم جيهان على تلة صغيرة فإن فعلوا ذلك فسيتفرق جمعه دون حرب .
لم اقتربوا من المدينة إنتظر جيهان حلول الظلام و أرسل لهم الإشارة فأضرموا النار في المعسكر ولما دبت الفوضى في الجيش إتجهوا إلى خيمة الأمير وقد أشرعوا خناجرهم
وقالوا: لا يوجد حوله سوى بعض العبيد
هيا أسرعوا قبل أن ينتبه لنا القوم وما كادوا يقتربون حتى قام العبيد فجأة وسحبوا سيوفهم من عباءاتهم وإنهالوا عليهم ضربا وطعنا حتى أبادوهم رغم عددهم الكبير وأسروا أحدهم وأحضروه أمام الأمير
وقال له : الآن ستعلمني بكل شيئ لكن الرجل أجاب بتهكم لن تربح أبدا إلا إذا كان لك أجنحة وسيقتلك عمك ويعلق رأسك على السور .
لما رأى جيهان ما حصل لرجاله فر تحت جنح الظلام
وحين وصل إلى فيروز دق ثلاثة مرات على الباب ففتح له الحرس وطلب مقابلة تيمور على عجل وقال وهو يلهث من التعب : إبن أخيك على مسافة يومين منك
أجابه الملك :هون عليك فما هو إلا غلام وسنهزمه
قال الرجل : لقد تغير كثيرا منذ آخر مرة رأيته فيها يا مولاي وأصبح أكثرا قوة و حرصا Lehcen Tetouani
سأله الملك باهتمام : أخبرني إذا عن كل شيء
رد جيهان : جيشه منظم وموالي له ولم يقبل إبن أخيك مساعدة ملك راجستان وكل ما أعلمه أن الهدف هو قلعة أستراباذ ولو سقطت فسينغلق الطريق وتصبح مدينة فيروز دون مساعدة
قال تيمور: هذا الفتى يتعلم بسرعة لكن لا تقلق فلقد حصنت القلعة أما أنت فإذهب هناك وانصب لهم كمينا محكما
قال : الرجل أمر مولاي .
لما وصل الجيش أسفل الجبل الذي تنتصب عليه القلعة ضرب كريم الدين على جبينه وتمتم : لقد كان ذلك الأسير محقا حينما قال لي أنك لن تقدر على الوصول إليها إلا إذا كان لديك أجنحة
كانت أخته بقربه تنظر إلى أعلى الجبل ثم صاحت فجأة : ولماذا لا يكون لنا أجنحة لقد مررنا ببحيرة مليئة بالبجع كل
ما عليك فعله هو الذهاب إليهم وإقناعهم بحملك أنت ورجالك إلى القلعة فأنت لا تزال تفهم لغة الضفادع والطيور أليس ذلك صحيحا
أجاب كريم الدين : لا أعرف ما كنت سأفعله بدونك فعلا إنها فكرة مدهشة سأذهب الآن أما أنت فانتظرني ولا تتحركي من مكانك أخشى أن يكونوا قد نصبوا لنا كمينا بين الصخور
...... بعد ان رأت كريمة تلك القمائم الثلاثة حتى سألت الرجل العجوز من أين حصلت عليها ؟
أجابها : لقد علقت في شباك جدي لما كان يصيد في المستنقعات وفيما مضي كانت مليئة بالماء وفيها الأسماك والسرطانات صحيح لا يوجد في هذه القمائم كثير من النحاس لكنها أفضل من لا شيئ وأنا رجل فقير وليس عندي سواها
قالت له : قماقم جدك هي التي ستمنحنا النصر وسأعطيك وزنها ذهبا لما فتحتها كان فيها جني الحكمة والحرب والسحر سلموا عليها وقالوا لها: نحن في خدمتك فلقد أصبحت سيدة الحكماء السبعة ونحن نطيعك كما أطعنا ذالك الإنسان من قبل
قالت :العدو يحاصرنا وأريد أن تردونه عن المدينة
قام جني السحر ونثر سحره في الهواء فخرجت من الأرض حجافل من النمل الأبيض وأكلت أخشاب المنجنيقات وأعمدة الخيام والعربات
أما جني الحرب فأخذ أكوام الحديد في الساحة وفي لمح البصر حولها إلى دروع لا تخترقها السيوف
وقال جني الحكمة : سأذهب إلى قبائل الجن وأجمعهم للقتال مع كريمة
في الغد فتحت الأبواب وخرج الأمير صفي الدين وقال لتيمور : تعال وإقبض علي
أرسل الملك رجاله ليأتوا به لكن ما كادوا يتحركون حتى خرج من المدينة جيش كثيف يرتدي دروعا رمادية اللون
كان يعقوب ينظر ويتعجب فمن أين أتى القوم بكل هذا السلاح وبكل هؤلاء الجنود ؟
إقترب منه تيمور وقال: لماذا أخفيت عني أنهم يحتفظون بجيش قوي في المدينة ثم إن هذا السلاح لم أر مثله في حياتي لكني رغم كل ذلك سأنتصر فنحن أكثر منهم عددا
وما كاد يتم كلامة حتى ظهر فرسان ملثمون يركبون خيلا سوداء كأنها قطع الليل وفي مقدمتهم فارس مغوار سار حتى إقترب من جيش تيمور ثم نزع لثامه
وقال: أنا الأمير كريم بن حسام الدين ملك السند لقد جاء اليوم الذي سأسترد فيه حقي من تيمور وأختي كريمة هي أميرة راجسان وستنضم إلي في المعركة
دبت الفوضى في جيش تيمور وصاح كريم : الله أكبر وركضت فرسان الجن التي ملئت السهول وهم يلوحون بسيوفهم ففر كثير من رجال تيمور ومعهم يعقوب
كانت المعركة شرسة واضطر تيمور للهرب بعد أن تبدد جيشه الجرار وإنحاز كثير منهم إلى صفوف الأمير كريم
لما إنتهت المعركة جاء صفي الدين وقبل كريمة في جبينها وقال لها: لم تعلميني أن السحر قد زال على أخيك
ضحكت وقالت : أردت أن ترى شجاعته في القتال، فوراء ضفدع صغير قد يختفي أقوى الفرسان، والآن هيا بنا إلى فيروز قبل أن يتحصن فيها فهي وعرة وتحيط بها الجبال
إختفى يعقوب في الغابة وقد أصبح وحيدا بعد أن تفرق رجاله وقال في نفسه لن أيئس فبعد خروج القوم لمطاردة تيمور سأتنكر في زي متسول وأعود إلى المدينة
سأعرف سر قوة صفي الدين وكيف تحرر ذلك الضفدع من السحر وقاد الجيوش لا بد أن أن أحدا ما قد ساعدهم
بدأ الرجل يدور في المدينة ويسمع الأخبار
حتى وقف أمامه رجلان قال أحدهما للآخر: هل علمت بحكاية ذلك الجني الذي حول أكوام الحديد والنحاس إلى دروع في رمشة عين؟Lehcen Tetouani
أجاب الآخر نعم ويقال أن كريمة عثرت عند عجوز على قمائم قديمة من عصر ذالك الزمن
قال يعقوب في نفسه : تبا ألم تجد تلك القماقم وقتا آخر لتظهر فيه اختفت آلاف السنين لتجدها كريمة يا له من حظ سيئ لكن لابأس سأتسلل إلى القصر وأسرقها
فليس هناك أعلم مني بدهاليزه وأروقته
دخل إلى دكان أحد الطباخين وأكل حتى شبع ثم غافله وأخذ ثياب المطبخ وقبعة وضعها على رأسه ثم دخل من أحد السراديب ووجد نفسه في القصر
رآى من بعيد خادمة تحمل طبقا كبيرا من الطعام
فقال لها :ما رأيك أن أحمل عنك ذلك القدر الثقيل وأخفف شيئا من تعبك
أجابت: كنت سأطلب منك ذلك
لم يشكّ الحرس في أنه من طباخي القصر وصل إلى حجرة كريمة وفتش حتى عثر على السبعة قماقم ثم وضعها في جراب ورجع إلى السرداب وبعد دقائق كان خارج القصر وغادر المدينة وهو يحمل القدر في يده والجراب على كتفيه
لما وصل إلى الغابة إستراح وقال في نفسه معي عشائي هذه الليلة وبعد ذلك يجب أن أجد حلا لنر ما تخفيه أولا هذه القمائم أخذ أحدها وفتحه وفخرج له جنّي الحكمة
وسأله انا في خدمتك وكيف يمكنني مساعدتك
لمتابعه باقي الروايه زورو موقعنا على التليجرام من هنا