Ads by Google X

رواية روح جحيمي الفصل الأربعون 40 بقلم هايدي

 

رواية روح جحيمي الفصل الأربعون 40 بقلم هايدي



رواية روح جحيمي الفصل الأربعون 40 بقلم هايدي 

- الاحتمال ده جايز والاحتمال التانى اتمنى ما يكونش صح 

خفض رأسه واردف - ممكن يكون يحي أدفن هناك

احست كوثر وكأن الأرض لا تتحملها وقعدت وهى حاطه أيدها على قلبها قالت بحزن

- ابنى

بص عماد لبنته التى كانت صامته ثم تحدثت وهى تقول

- يحي عايش

بصولها من إلى قالته أكملت - يحي ما مامتش ممكن ما يكونشي فى المستشفى وتمت العمليه اصلا

سالت دموع من عينها بصتلهم بغضب وصاحت بهم - بتعيطو ليه بقولكو يحي عايش

قال أحمد - خلاص يا روح 

- خلاص ايه .. 









قال بانفعال وعينه مدمعه - حتى لو يحي كان عايش فمدته خلصت .. لو مامتش من العمليه فأكيد بعد ما المده خلصت يحي مات

سكتت وهى باصه لأنفعاله لكن لا تقدر على الحديث من بعد اخر كلمه قالها واحست بأن الأرض لا تتحملها من صدمتها

- الشهرين خلصو يا روح احنا داخلين على الاسبوع التالت يعنى مش بعيد يكون ميت من تلت اسابيع والله اعلم ممكن يكون قبلها كل حاجه بتشير أن يحي ...

صمت وهو يشعر بغصه فى حلقه تنهد وقال - هنكلم السفاره عشان نرجعه مصر ويدفن هنا ده لو مكنش لسا أدفن

كملت بضيق وندم - كان لازم يروح لوحده قولتله العمليه مش سهله ومهتمه وهذا الى فى دماغه .. ياريتنى ما سمعتله وروحت معاه على الأقل مش هنحتاس زى دلوقتى 

صمت الجميع وكانت الدموع تسيل من عيناهم بحزن شديد

- انتى السبب

قالتها سلمى بصولها رفعت وجهها وعيناها حمراء مليانه دموع وبتبص لروح إلى كانت متصنمه فى مكانها لتصرخ بقول

- انتى السبب مفيش حد غيرك

ركضت إليها وهى تمسكها من كتفها بعنف سحب عماد أبنته إليه وأمسك احمد بسلمى وهى منفعله وتصرخ وتخرج ما بداخلها وسبب تغيرها 

- انتى السبب فى موت يحي .. كنتى السبب فى مرضه ومعاناته السنين دى ولسا بيعانى بسببك وبسببكو كلكو .. انتى الى قتلتيه يا روح سمعتينى

كانت روح صامته وجهها يخلو من التعبيرات وكأنها لا تعي على هذا الواقع ولا تشعر بهم، كادت سلمى أن تنقض عليها صاح احمد فيها بغضب - اسكتى يا سلمى انتى بتقوليه اى يحي بيكون جوزها

- اسكت انت ... يحي مش جوزها ولا دى مراته دى إلى قتلت اخويا مش هسيبها

كان عماد يحمى ابنته التى كانت صامته قربت كوثر من روح بتبعد سلمى عنها فهم خائفين عليها قالت

- خد سلمى يا احمد لحد ما تهدى

صرخت سلمى وهى تدفعه بعيدا عنها وهو يأخذها - انتى السبب يا روح فى موت يحي .. انتى السبب فى كل ده

خدها احمد وهو يحاول اصماتها قالت زينب

- روح انتى كويسه حصلك حاجه

لم تكن تتحدث بصلها عماد بحزن شديد من صمتها فيبدو أن جرحا عميقا داخلها لا تستطيع إظهاره وليس قوه بل ضعفا أنها غابت عن ذلك الواقع لصدمتها

قالت كوثر بتعب - خ..خديها .. يا زينب لأوضتها

بصت لها زينب خد عماد أبنته وقال - روح هتعيش معايا مش عايز حد يأذيها

وكان يقصد سلمى وتهديدها لروح والمره الذى ظهر عليها، بصت له زينب بشده

- أنا ههتم بيها شكرا ليكو .. يلا يا روح

قالت كوثر - عارفه انك خايف على روح بس احنا مش هنعملها حاجه وبخصوص سلمى قدر موقفها احنا كلنا فى حاله صدمه هى متقدرش تعملها حاجه تأذيها صدقنى سلمى طيبه بس مكنتش بحب حد قد يحي حطلها عذر

- شايف انها لو بقيت معايا افضل للأتنين بدام الاختلاط مبينهم هيكون صعب

كانت زينب هتتكلم بس روح بعدت عن عماد بصلها لقتها بتمشي وتسيبهم وكانت طالعه لأوضتها كان هيناديها قالت زينب

- روح عايزه تعقد معانا سيبها ما بينا

سكتت عماد تنهد ووافق فى النهايه ويشعر بالقلق على ابنته مشي وهو حاسس بالحزن الشديد

حطت كوثر أيدها على قلبها وقعدت بتعب بصتلها زينب وقالت - انتى كويسه

- اه

قامت ومشيت بصتلها زينب ومن قوتها فهى لم تبكى لأجل يحي مثلها


فى مكان أخر قالت سلمى بغضب - ابعد عنى سيبنى

- متهدى بقا انا مقدر إلى انتى فيه بس قدرى حاله روح هى كمان

- مالها حالتها هاا مالها .. صعابنه عليك .. اه ما طبيبعى تتحمألها ما هى حبيبت القلب 

قال بحده - سلمى

- بس بقا فرحان أنه الجو خلي ليك مش كده فاكرنا هننسي انك كنت بتحبها ومازلت وبتخبى بس عينك فضحاك

تضايق كثيرا قال - انتى شايفه كده .. عيب تقولى الكلام ده روح زى اختى وانا مستحيل اخون يحي بانى ابصلها باصه مش تمام وهو مستأمنى عليها وواثق فيا ده اخويا يا سلمى .. لى شيفانا كده احنا زعلانين عليه زيك .. روح إلى مستهونها بوجعها ومتعرفيش قد اى الصدمه كبيره عليها لانك متعرفيش هى بتحبه قد اى .. هى كمان خسرت جوزها افهمى بقا

قالت بسخرية - وإلى بيحب بيعمل كده فى إلى بيحبه .. يسيبه ويعاني من بعدها وبعدين ترجعله بكل بساطه حتى امك سامحها بسبب حبه ليها .. بس انا مش مسمحاكو كلو انتو إلى خدتو اخويا ... روح إلى بتتكلم عنها الحياه قدامها حبها هيتنسي تقدر تحب غيره وتتجوز وتعمل حياه من بعده مهياش هتموت

سالت دموع من عينها وقالت بغضب - أنا إلى هموت سمعتنى .. يحي كان كل حاجه ليا .. هى عندها عيله وانتو بس يحي كان هو عيلتى ومليش غيره .. يحي يكون اخويا إلى أول ما وعيت على الدنيا كان سندى فيها .. تفتكر اقدر اجيب اخ ليا تانى من بعده زى ست روح .. تفتكر اخويا هيرجعلى بعد ما خدته الدنيا منى وبقيت لوحدى


دمعت عينه بحزن وهو بيحاول التمالك قربت منه وقالت - ما ترد .. قولى أنه راجع .. قول أن يحي مامتش

سالت دمعه من عينه اثار غضبها ومسكته من هدومه وهى بتقول - اتكلم سكت لى .. هو بقا كان بيسمعنى علطول .. كان بيرد عليا ويطمنى .. هتقدر ترجعلى اخويا من تانى

سالت دموع من عينها وهى تضربه فى صدره وتقول - أنا عايزه يحي يا أحمد .. ارجوك رجعهولى

لتخور قواها وهى تجس أرضا وتبكى بصلها احمد تنهد وجلس امها قال

- أنا آسف

بصت له من نبرته الحانيه وكانت عينها مدمعه حضنته تفاجأ احمد كثيرا لكن وجدها تبكى وتنشج بانهيار حس بالحزن عليها بادلها العناق وهو يضمها إليه ويمسد على شعرها بحنان وهو حزين كثيرا عليها لكن يتمالك فقط لتهدأتها











فى الغرفه كانت روح جالسه تنظر فى الفراغ ولا تتحدث عقلها الباطل يخيل لها اشيائا ويغمرها فى القاع بصت على الكنبه التى تجلس عليها تذكرت يحي وهو ينام عليها افتكرت حين ركض لينام بجانبها على السرير وحين كانت ستتحدث كتم بقوها وهو يضمها إليه حتى لا يعلم أحد أنه لا ينام بجانبها تذكر كيف قام بجز اسنانها على يده وكيف كبح ألمه حتى أبعدها عنه " اى ده "

" احسن عشان تقربلى اوى "

" لا كنت اخليها تخش وتشوفنى نايم على الكنبه عشان ساعتك"

" على اساس أنا مشافتش الخلف ده باين من هنا"

" هيبقى بسببك "

" وانا مالى "

ابتسمت وعينها مدمعه وهى بتفتكر مشاجرتهم بصت ناحيه الحمام تذكرته وهو يخرج وهى تصدم به وتخرج وتلف سريعا " اى ده مش تاخد هدومك معاك "

" نسيت "

" طب وسع عايزه ادخل"

لما وقعت بسبب الميا ومسكت فيه وقعته معاها على ضهره ليقول بإختناق" يخربيتك الغضروف"

ابتسمت وظهرت أسنانها لتقهق وهى تتذكره لكن صوت قهقهاتها بدأت بالخفو شيئا فشيئا وباتت الدموع تسيل من عيناها ويتحول صوتها لصوت بكاء مقهور، تجز على أسنانها وهى نخفض رأسها والدموع تنهمر كشلال لم تستطع أن تكبحه وكأن نفسها اشفقت على حالتها والدموع سالت لتحريرها من حزنها

- لى تخلف بوعدك

قالتها بصوت ضعيف يكاد يكون مسموعا لنفسها شعرت بشئ يلمس يدها رفعت وجهها حتى التقطته عيناها وكان هو يجس على ركبتيه مقابلها ينظر إلى وجهها ودموعها " بتعيطى ليه يا روح "

قرب يده من وجهها ومسحت دمعتها لتغمض عيناها بحزن شديد وقهر فهذا المشهد حين بكيت بسبب امتحاناتها وهو من واسها " مش قولتلك انى مبحبش اشوف دموعك ... حتى لو كنت انا السبب فيها .. انتى حساسه اوى يا روح بصى لوشك زى أما يكون كنتى خناقه"

تذكرت وهى تدفعه وتقول بغضب " مين دى إلى خناقه تقصد اى"

كان قلبها ينفرط بحزن أكثر ابتسامه حزينه ترتسم على شفتاها من تذكر مزاحه وجدالهم وكيف كانو وكيف اصبحو، مددت وهى ترفع قدماها وتستلقى على الأريكة وتضع يداها تحت رأسها وتنكمش بجسدها تتخيله وهو نائمه

- سبتنى ليه

سالت دموع من عينها لتقفلهم بحزن وهى تريد النوم .. النوم مدى الحياه


دخلت زينب لقت كوثر قاعده قربت منها حست كوثر بوجدها مسحت دمعتها قالت

- روح عامله ايه دلوقتى

- مبتردش على حد

- سيبها مع نفسها شويه .. المهم تخلو بالكو منها دى وصيه يحي .. غير كده هى شايله ابنه ومش عايزه اى حاجه تحصلها

- لى بتمثلى الجمود ده يا كوثر

سكتت شويه تنهدت وقالت - مش عايزه أضعف يضعفو معايا .. أنا خسرت ابنى .. ابنى إلى ظلمتو .. حساه مش مسامحنى يا زينب كان نفسي يرجع القصر من تانى ويعيش معانا

عيطت وهى بتقول - عايزه ابنى .. عايزه يحي يرجع وانا مش هزعله منى تانى .. قولتله انى مش هبعد عنه وهو فى المقابل ميبعظش بس بعد ... بعد اوى .. يارتنى كنت أنا وهو لا .. إلى بيحصل فيه من صغره حرام .. حتى ابنه اتحرم منه .. لى ابنى يعيش حياته كده .. لى يموت وهو صغير وبعيد عنى حتى .. حتى قبره مش عارفين نوصله وبيقولك أدفن هناك يعنى مش هتعرف نزوره .. لحد دلوقتى مش مقتنعه بالى بيحصل عقلى هيطق مش قادره استحمل

عيطت بانهيار وحزن وندم وهى تتذكره فى مخيلتها وهو صغيره " لو فى حاجه واحده حلوه فى حياتى فهى انتى"

تذكرته وهو يقبل يدها ويلقى برأسه على حجها ويقول " سعات بحسد نفسي انى عندى امى زيك"

عيطت بحرقه فهى لم تعد تستطيع الصمود وقلبها بيوجعها وتهتف بأبنها وتنادى ربها بارجاعه إليها 


مر شهر على أجواء القصر التى كان منطفأ لا يدخل فيه حتى نور الصباح كانت روح ملازمه غرفتها لا تخرج منها كانت اوقات تمتنع على الأكل ويحاولون معها

قالت كوثر - ياروح لازم تاكلى بتعملى فى صحتك ليه

- مش جعانه سيبونى لوحدى

قالت زينب - طب أهدى ده غلط عليكى

قالت كوثر - انتى حامل يا بنتى إلى بتعمله ده حرام عايزه يحي أما يشوف اهمالك يزعل ويضايق مننا ومنك عشان مبتهنميش بنفسك

بصتلها روح ربتت عليها وهى تقول - الله يخليكى كفياكى فكرى فى ابنك

بصت روح على بطنها ودمعت عينها اومأت وهى تقول - حاضر

ابتسمو لأنها استمعت لهم فهى أيضا تحب ابنها كثيرا لكن حزنها التى يملكها يسيء حالتها تاكل لكن بغير نفس باتت تستفرج فى معدتها كثيرا فتضطر للأكل ثانيا فوق طاقتها كان عماد يرى حاله ابنته ويحزن عليها يريدها أن تأتى للعيش معه لكن يرى أنهم لا يقصرون معها حيث مر شهر اخر وحالتها لا تزال كما هى باتو يقلقو عليها فيجب أن تخرج

- روح مش ناويه ترجعى جامعتك

قالها على لكنها لم ترد عليه قال عماد - هيكون احسن ليكى وتغيرى حو من حيث دراستك

- مش عايزه

تنهدو بقله حيله فلا يسع أحد الكلام معها والجدال فهى حازمة بما تريده ولن تقتنع برأى أحد


قالت كوثر - بتعمل اى يا احمد

- بحجز تذكره لسويسرا

حست بالحزن وعينها دمعت قالت- عرفت حاجه جديده

- معلومات قليله بس ما فادتنيش .. محدش يعرف حاجه عنه يا أمى، لازم اروح هناك وارجعه فى اى حاله مش هسيب روح كده كتير 

- وانت مرواحك هيعمل ايه هترجعولها عايش

- ياريت كان بإيدى.. بس هيفرق رجوعه على الأقل يكون فى بلده تقدر تزوره مش بعيد عننا

قام ليحضر شنطته وقفته كوثر بصلها قالت - خليك معانا ابعت حد بدالك بس متسبناش يا احمد انا بقيت خايفه اى حد فيكم يبعد عنى

- متخفايش بس دى اقل حاجه اعملها ليحي

- ولو حصل حاجه وانت مش هنا .. عارفه ان فيه حراس بس انت الراجل الى معانا خليك ومتنساش ان روح وصيه يحي متسبهاش

حس بالحزن وجد دموع تسيل من عين والدته تنهد وضمها اليه ويحاول ان يخفف عليها رغم حزنه الشديد


فى يوم كانت روج قاعده وتنظر لخاتمها وهى تائهه تتذكر حين وقف خلفها وحاوطها بزراعيه وألبسه لها " متقلعهوش من ايدك تانى" سالت دموع من عينها وهى بتفتكر 

F

كانو واقفين فى الشرفه قال يحي - تعرفى يا روح أنا لما عرفت بمرضى متفأجاتش ولا اضايقت عشا متوقعتش ان نهايه واحد زى هتكون غير كده

- واحد زيك ازاى

بص قدامه وقال - يعنى .. بيرتكب معاصى وذنوب ويعمل محرمات .. حقيقتى زمان إلى مش قادر انساها

حست بالحزن وهى بتفتكر نفسها لما بتقوله أنه واحد زانى قالت

- وحقيقه دلوقتى غير يا يحي

مسكت أيده بصلها ابتسمت من بين دموعها وقالت

- انت مخترتش تكون كده زمان ولما جالك فرصه أنك تتغير اتغيرت وتوبت .. شوفت جانبك التانى إلى هو نفسك دلوقتى انت لقيت نفسك يا يحي .. فا متبصش لورا .. انت دلوقتى احسن بكتير وربنا غفور رحيم اكيد قبل توبتك .. دى مش نهايتك انت هترجع وتكون معايا

رفعت اصبعها فى وجهها بتحذير - متنساش انك وعدتنى

ابتسم ابتسامه خفيفه وأمسك اصبعها وهو بيقول

- منستش .. اعرفى انى مش هسيبك هكون دايما معاكى

ابتسمت له واقتربت منه وهى تضمه ابتسم وبادلها

B

سالت دموع من عينها وبكيت بانكسار

- انت فين

قالتها بصوت ضعيف مبحوح ، قامت وتوجهت إلى فراشها حست بألم سندت شويه وهى تتنهد ثم نامت وهى تضم يدها إلى صدرها بحزن شديد

فى اليوم التالى صحيت من نومها وكانت حاسه بوجع راحت الحمام غسلت وشها وهى سنده أيدها على الحوض وتتنهد

لكن شعرت بشيئا يسير بصت للأسفل واتصدمت لما لقت دم بينزل منها لتنطلق صرخه مدوايه منها


كان احمد بلأسفل جالسا معهم سمعو صوت روح بصو لبعض بصدمه واسرع. بالذهاب إليها

ركض احمد وطرق على الباب لكن لم يأتيها ردا قالت كوثر

- افتح الباب يا احمد

فتح ودخل ملقهاش فى الوضع بس شاف باب الحمام مفتوح توحه ناحيته ووقف بصدمه وشهقت زينب بخوف وهى تقول

- روح

كانت معنى عليها وفى دم على الأرض قرب احمد منها قال بقلق

- روح فوقى مالك

بص فى أيدها وهو يتفحصها قال - الدم ده منين هى مش متعوره

قالت كوثر سريعا - شيلتها يا احمد وهاتها أحنا لازم نروح على المستشفى 

أومأ أحمد إيجابا شالها سريعا وذهب 


فتحت روح عينها بتعب وجدت نفسها فى فى المستشفى والجميع حولها ينظر إليها لكن على وجوهم اثار الحزن افتكرت إلى حصل بصتلهم اتعدلت بس حست بوجع 

قالت الدكتوره - خليكى مرتاحه دلوقتى عن اذنكم

مشيت وروح شايفه الصمت الهائم قالت - اى إلى حصل

لم يرد أحدا بصت على بطنها بخوف وقلق وقالت - الدكتور قالت ايه .. واى الدم ده

- اطمنى يا روح حصل إلى كان نفسك فيه

قالتها سلمى بسخريه نظر إليها الجميع قال كوثر

- مش وقته

- خلصتى منه تقدرى تعيشي حياتك ما ده إلى كنتى عايزه .. حتى ابنه مقدرتيش تحافظى عليه بسبب اهمالك

بصتلها روح بشده قال أحمد بحده - بس يا سلمى

أما روح لا تستوعب بعد بصتلهم قالت - هى بتقول اى .. أنا مش فاهمه 

كانت عينها مدمعه وبتهته وكأنها مش عارفه تتكلم قالت - ابنى كويس مش كده .. هى بتقول اى كلام عشان تضايقنى بس ابنى ..

تنهدت كوثر قالت وهى تربت عليها - للأسف يا روح خسرتيه .. مات جواكى من امبارح والرحم بتاعك مش احسن حاجه

كملت بأسف وحزن شديد - احتمال ما تخلفيش تانى

اتصدمت روح من الى سمعته وكأن قلبها تكسر إلى أشلاء لم تعد تستطيع أن تجمعها ، لقد مات الامل التى تعيش من أجله لقد خسرت ابنها التى تبقى لها من حبيبها

- كدابين

قالتها بصراخ وانفعال ودموعها تنهمر وتقول - ابنى عايش .. أنا حاسه بيه .. كلكو كدابين بتخدعونى .. زى ما بتخدعونى بموت يحي وتبعدوه عنى

قالت بنداء - يحي

نزلت قدماها رغم الماها وضعف جسدها منعوها لكنها ابعدتهم بغضب وانفعال وتبكى جائت أحد الممرضه لتهدأتها فوقعت روح مغشيا عليها 


مر اسبوع فى القصر كانت روح فى غرفتها سائت حالتها سوئا لم تعد تتحدث مع أحد بتاتا

كانت سلمى واقفه عند الباب بصالها وهى قاعده جوا كانت باصه للفراغ وتحت عيناها اسود وحالتها مذريه وجدتها بتلف دراعها حولين بطنها وكأنها بتحضن ابنها التى لم يعد موجودا تنظر له وكأنها تتخيله من عقلها الباطل


- بصلها كويس يا سلمى ممكن تحسي بالى حاسه بيه

بصت لصوت وكان أحمد تعجبت من وقوفه فهى لم تنتبه له

- لو لحظتى ان روح مأهملتش فى نفسها بالعكس هى كانت بتحاول تنسي حزنها عشان عارفه انه غلط على حملها وتكمل غصب عنها عشان ابنها .. بس الحزن مش احنا إلى بنتحكم فيه لانه فى القلب هى حاولت بس ده قدر .. لو بصتليها وافتكرتى كلامك ليها هتحسي قد ايه انتى جرحتيها .. روح خسرت جوزها وابنها .. تفتكرى فى حد يستحمل ده كله مره واحده

بصت سلمى لروح التى كان وجهها يخلو من التعبيرات شعرت ببعض الحزن والشفقه عليها لكنها متضايقه تمنت لو أن ياتى ابن أخيها وتراه وكأنها تنظر ليحي لكنه قد غادر هو الآخر

لفت ومشيت بلا مبالاه بص احمد على روح كان حزين من أجلها وقلبه يؤلمه من رؤيتها هكذا


فى يوم طرقت صفيه الباب على روح تستأذنها بالدخول لكن لم يأتيها جواب كانت تريد ان تعرفها أن والدها وعلى هنا، اطرقت ثانينا لكن بلا جدوى

- ممكن تكون نايمه بلاش ازعجها

فتحت الباب لتطمان عليها لكن انصدمت


كان عماد جالس ينتظر أن يرى ابنته كان يزورها كثيرا لكن على أراد رؤيتها ويأتى معه تلك المره سمعت صوت

قالت صفيه - الحقى يا ست هانم

اتخضو من نبرتها قالت كوثر - فى ايه

- مدام روح ..

قالت عماد بقلق - روح مالها

- مش موجوده فى اوضتها

اتصدمو قالت كوثر - مش موجوده ازاى يعنى هتكون راحت فين

مشي عماد وطلع عشان يشوفها ولما دخل لم يجدها

- روح

قالها بنداء عليها وهى يبحث عنها أنصدم احمد فأين هى بحث عنها فى القصر والجميع والخدم قلبو القصر عليها لكن لم يجدوها 

قال عماد بقلق - روح فين

بص على إليه وكان قلق ايضا قال - ممكن خرجت

قال أحمد - كان حد من الحراس شافها وهى بتخرج

قال عماد - حتى لو خرجت هتكون راحت فين مهى مش فى القصر يعنى برا ودى المصيبه 

وكان يقصد حالتها فى الآونة الاخيره سكت على شويه لكن خطر له شيئا وقال

- أنا عرفت روح فين 

بصله بشده لقوه بيمشى سريعا دون أن ينطق ببند كلمه اخرى


فى مكان أخر كانت روح فى بيتها تقف فى منتصفه شارده، بصت على الاركان فهى غابت عن من لها كثيرا يبدو الأجواء كأيبه عن ما تركته، نظرت لغرفه المعيشه تذكرتهم وهم يجليسون امام التفاز وهى مايله على صدره ويبتسمون

سمعت صوت على ناحيتها الاخره بصت وجدت طيف له وهو يسحبها لصدره العارى " يحي ابعد "

" كده تبعدى عن جوزك حبيبك ، لسا بتتكسفى منى يا روحى "

" اه سيبنى "

" لا"

سحبها معه لداخل لتصرخ وهو يضحك عليها

دمعت عينها سارت خطوتين ببطئ لكن توقفت وبصت على يمينها لقت مشهد وهى تركض وراه وتحمل سكينا " هق*تلك يا يحي ، عشان تحسلى الجامعه و تستعرض نفسك اوى"

بص على المخده الى دخلتها وكادت ان تصيبها بصلها بصدمه " يابنت المجنونه" لكنها اتبعته وهى تركض وتنوى قتله زقها على الكنبه وهو فوقها ومسكها وخد السكينه من ايدها وهى بتصرخ ليقول بابتسامه وحنان " كده كخ يا حبيبتى " 

فلتت ضحكه خافته منها وهى تتذكر مزاحه

" يعنى انا كنت هموت من شويه عشان مشاعر غيره ، ده انتى غيرتك خطر على كدة"

تذكرته وهو يضحك عليها ويدفعون بعض بالوسائده ثم اخذها فى حضنه من التعب ونامت دون ان تشعر

سالت دمعه من عينها فهى لطالما كانت تشعر بلأمان وهى معه اما الان .. انها قلقه مصدر امانها قد تلاشي واصبحت خائفه.. خائفه كثيرا

- انت فين

قالتها بصوت ضعيف ودموعها متحجره سارت بخطواتها الثقيله وقدماها لا تستطيع ان تحملها،دخلت غرفتهم نظرت الى السرير تذكرته وهو ياخذها فى احضانه ويناما فى امان تام ، تذكرته وهى تجفف شعره بالمنشفه بمشاغبه وتقول "لو كل شويه هتخرجى وانت مبلول كده هتاخد برد"

تذكرت وهى واقفه امام المرآه وهو يحتضنها من الخلف وتبتسم ... تذكرت سعادتهم كيف كانت .. لقد رحل .. رحل وترك لها الذكريات

- وعدتنى انك مش هتسيبنى انت فين .. قولت انك مش هتتأخر واتأخرت .. كنت بتكدب عليا

سالت دموع من عيناها قالت - انا خسرت ابنى .. خسرته وخسرتك .. الحاجه الى سبتهالى منك مقدرتش احافظ عليها ومات جوايا .. قتلته زى اما قتلك

انهمرت دموعها صرخت وهى تقول - مبتردش عليا ليه .. ارجعلى واقولى ان ده مش حقيقه .. قولى ان ده كابوس 

افتكرته وهو ينظر لها ويمسك وجهها ويقول " هموت ياروح .. انا عايزه اعيش العمر الى باقينلى معاكى متخدهمش منى" احست بالم شديد وهى تتذكر الحاهها عليه

- ايوه انا الى. قتلتك ... سامحنى انا السبب انا الى وديتك للموت بإيدى محقتلكش الى نفسك فيه وحرمتك من اليومين الى كان نفسك تعيشهم معايا بس .. بس انا اتمنيت عمر بحاله يكون معاك .. تفتكر غلطت من حبى وخوفى عليك كان نفسي تعيش منغير ما تتوجع .. تعيش العمر كله جنبى منغير مده ... نحقق الى نفسنا فيه .... بس انا خدت منك ده كله .. حتى ابنى قتلته زى ما قتلتك .. انا السبب .. انا مستاهلش اعيش


رفعت راسها وهى تصرخ وتقول- يارب رجعهملى .. بتعمل معايا كده لى .. دعيت انك متاخدوش منى وخدته وخدت ابنى .. لى مخدتنيش معاهم .. سايبنى اتعذب لي

مسكت الازازه وكسرتها وهى هائجه بين بكائها بصت للازاز باعين حمراء 


نزل على من عربيته اتقدم من البيت بسرعه وكان الباب مفتوح دخل

- روح

كان بينادى عليها مشي وهو بيدور عليها بص على الاوضه راح لكن وقف مكانه بصدمه

- رووح

كانت واقعه الى الارض وفى ازاز جنبها، قرب منها على الفور حط راسها على قدماه وربتت على وشها جس نبضها عرف انها اغم عليها شالها ومشي


كان بيسوق سيارته سمع رنين هاتفه وكان عماد رد عليه وقال

- انت فين يا على

- روح معايا يا خالى أنا رايح على المستشفى هبعتلك عنوانها

- مستشفى ايه هى فيها حاجه

- لا هى كويسه متخافش

وانتهى مكالمته وركز فى سواقته

كان على واقفا عند غرفه روح وينظر لها وهى فى الداخل كانت مستيقظه تنظر فى الفراغ ولا تتحدث والطبيب معها لقا عماد جه وكان معه احمد قربو منه

- روح فين

- جوا الدكتوره بتتكلم معاها

بص عليها وكمل - بس روح ساكته مبتتكلمش من ساعه ما فاقت

قال أحمد - انت لقيتها فين

- فى بيتها إلى كانت عايشه فيه مع يحي

بصو لعماد التى لم يعلق دخل وبص على روح نظرت له كان قلبه يتألم من رؤيتها تائه هكذا قرب منها قال

- روح انتى كويسه

لم ترد بصلها وقال - كنتى بتعملى ايه هناك ومقولتلناش ليه كده تقلقينا عليكى

كانو مستنينن أنها تتكلم لكنها كانت صامته حيث نظرو إليها كان صمتها مريب ليس رضى بل وكأنها ضاىعه نظرتها الحائره التى تخلو من ايه مشاعر ذبول وجهها عيناها المرهقتان نظر والدها لحالتها بحزن قرب منه على وأخبره أن يدعها أومأ له وتركها

- مش عارف اعمل ايه هخدها تعيش معايا ممكن مش مستريحه فى القصر

قال على - المشكله مش فى القصر روح مش فى وعيها من سكوتها ده .. احنا نخاف عليها من نفسها ممكن لو فضلت هنا يبقى احسن ليها على الأقل فى اهتمام هنا

قال أحمد - تقصد ان عندها مشكله نفسيه

أومأ على بقله حيله بصله عماد بشده وقال - بتقول روح كويسه

- أنا مقصدش يخالى بس لو شفنالها دكتور هيكون احسن ليها وممكن تخرج من الى هى فيه .. هى قعدت معانا وحالتها مبتتقدمش بترجع لورا لو كلمنا دكتور يتابع حلتها ممكن ترجع روح من تانى

سكت عماد بص لأبنته وهى متردد من تلك الفكره لكن اقتنع بالفكره أن كان هذا سيعيد أبنته إليه سيفعل اى شئ


وفعلا تحدثوا مع طبيب جدير بتلك المهنه وجلس مع روح لكن نظراتها له كانت مريبه وشعر الطبيب بها كانت تنظر له بتفحص ابتسم وقال بهدوء

- بتبصيلى كده لي معرفتكيش بنفسي

- عارفه

قالتها بلا مبلاه يصلها لأنها تحدثت رغم أنهم أخبروه أنها صامته قال

- عارفه ايه بظبط .. عرفانى

بصتله ببرود ارتبك قالت - جاى تعالج المجنونه إلى قدامك مش كده

يصلها بدهشه من الى قلته وكيف عرفت انه طبيب نفسي قال - بس انتى مش

- لا أنا مجنونه فعلا تحب تشوف

وقامت بدفع الزجاج التى كانت فى يدها تجاهه انتفض خوفا لكنها لم تصيبه وتكسرت إلى أشلاء اتصدم بصلها بشده وقال

- اى إلى عملتيه ده

وقعت كل ما على الكمود بجانبها وقالت بانفعال - اطلع برااا

يصلها بشده قرب بهدوء وقال - ممكن تهدى احنا بنتكلم

صرخت بجنون وهى تقول - برا سمعتنى اطلع مش عايزه حد يكون معايا .. برااا

اتخض من انفعالها دخلت ممرضه بصتلها بريبه قربت منها ضمت روح ركبتيها إلى صدرها وهى تمسك برأسها وتقول بين دموعها

- اطلعو برا سبونى لوحدى

دخل عماد وعلى من الصوت وشافوه روح قرب على من الدكتور وخرجه وهو بيعتذرله لكن الدكتور كان ينظر لروح وحالتها وكأنه لم يتضايق لا يراها مجنونه بل يراها عاقله تماما أنه رأى جرحها فقط حسب خبرته علم ما تكبحه تلك الفتاه من الألم مشي وتركهم

قرب عماد من ابنته وعينه مدمعه قال - روح مالك

رفعت وشها ليه وقالت - جايبلى دكتور نفسي .. شايفنى مجنونه

حسب بالحزن وقال - لا يا حبيبتى انتى مش كده انا حبيت اساعدك

- أنت أذيتنى مساعدتنيش 

سكتت وقالت بشرود - شاف جنب جنون جوايا فتره عمت عليا كنت مجنونه بحق وحقيقة كانت فتره محتاجه فيها دكتور نفسي بجد .. بس عمره ما عمل ذيك .. هو استحملنى صبر عليا قدر إلى أنا فيه .. مجابليش دكتور يعالجنى لانى مش مجنونه هو عالجنى بنفسه وقت اما كنت مريضه بجد هو رجعنى من تانى .. شاف كتير منى تخلينى مجنونه فى عينه بس مفكرش زيكو .. يحي كان علاجى

سالت دموع من عينها وهى تتذكره حست بألم وكانت الممرضه حقنتها بمهدأ بصت روح لوالدها التى سالت دمعه من عينه بحزن عليها أما طالعته بهذا وانكسار ثم غابت عن وعيها اراحتها الممرضه لتنام، جلس عماد بجانبها مسك أيدها بحزن وقال

- آسف يا حبيبتى متزعليش منى . غلط لما عملت كده

بص عماد لعلى وقال - مكنتش فكره كويسه يا على كان قلبى حاسي ان دى هتكون النتيجه

- أنا آسف حبيت اساعد روح

لم يعلق عماد ونظر الى روح ويتسائل إلى متى ستكون هكذا

ظل بجانبها اليوم بأكمله جائه إتصال وكان عمله التى أجله كثيرا بسبب انشغاله بابنته، مكنش عارف يسيبها أم لا

يصلها كانت نايمه فقرر أن يذهب لحين استيقاظها وأخبره الطبيب أنها ستكون بخير فأطمأن وذهب


مر ثلاثه ايام وكانت روح تمكث فى المشفى عاظت لصمتها حين تستيقظ تجد نفسها وحدها هنا غريبه عن الجميع لكنها فى الحالتين تائه لا تبالى 

فى يوم كانت مستيقظه تنظر إلى النافذه إلى نور الصباح وكأنها لم ترى ذلك النور منذ مده نظرت إلى ممرضه التى كانت بجانبها قالت

- عايزه حاجه

- ممكن ميا

بصت لها الممرضه بدهشه لانها تحدثت وطلبت شيئا قالت

- الميا جنبك

لم تعلق روح وقفت وراحت بس استغربت لأنها ملقتش ميا فعلا معأنها ملأتها اومأت لها وقالت

- حاضر

خرجت من عندها وملأتها لها ثم عادت إليها وحين فتحت الباب لدخل توقفت وهى مصدومه حين لم تجد روح فى الغرفه

دخلت وهى تستوعب الأمر بس وقفت ولاحظت حاجه شافت الزرعه إلى الشباك قربت منها وجدتها أنها متبلله تعجبت فمن ساقها بصت على الازازه إلى فى أيدها واستدركت الأمر التى اصدمها فهل هى ..

اسرعت بالخروج لتخبرهم بالتأكيد لم يسعها الإبتعاد


جه عماد المستشفى بعدما اتصلوا به وأخبروه بلأمر التى وقع عليه صادما

قال مدير المشفى - اهدى حضرتك احنا بندور عليها فى المستشفى

قال بانفعال - أهدى اى .. البت فين

- هنعرف هى إلى خرجت والله

- مانا لو حططتها فى مستشفى عدله كانو خلو بالها منها

دخل شخصا وقال - جبنا كاميرات المستشفى

- هاتها .. وتعالى حضرتك معايا فى المكتب

فعلا راحو المكتب وفتحو الكاميرات وهما بيشوفه السجل وعماد متوتر لحد ما شاف ابنته نظر إليه بشده وتابعونا واكتشفوا أنها خرجت من المشفى بالفعل ولم يظنها أحد مريضه لكنها لم تتطلع فى أحد وترتدى ملابسها عاديه 












- يعنى خرجت من المستشفى باهمالكو .. هعرف هى فين دلوقتى دنا هطربقها على دماغكو


فى القصر قال كوثر بصدمه - يعنى اى امل روح فين دلوقتى

- معرفش يا امى ابوها اتصل بيا وانا فى الشغل وسألني أن كانت ركعت القصر ولا حاجه وحكالى إلى حصل

قالت سلمى بتردد - طب ما ممكن تكون راحت لنفس المكان إلى راحتله قبل كده 

بصلها احمد تنهد وقال - رحت البيت متهتش الفكره دى عنى بردو لكن للاسف ملقتهاش

قالت زينب - امال راحت فين يعنى احنا منعرفش هى فين مش ممكن تكون عند حد من صحابها

- على يعرفهم كلهم وهو بيدور عليها فكر يسألهم عنها بس كلهم قالوه أنهم ميعرفوش حاجه عنها ولا شافوها بقالهم كتير .. انت. عارفين روح مكنتش بتخرج من يومها

قالت كوثر بقلق- هتعملو اى البنت ممكن تعمل حاجه فى نفسها الفتره الاخيره مكنتش احسن حاجه لازم تلقوها

- بندور عليها كلنا وهنشوف الاماكن إلى ممكن تكون فيها 

- ربنا يستر ياترى انتى فين ياروح


كان الجميع قلقا عليها يبحثون طيله اليوم حتى الليل قد حل عليهم ولم يجدوا لها أثرا بعد لكن لم يتوقفو ويتسائلون اين هى فى هذا الليل الآن هل بخير أم لا .. يتسائلو عن حالتها وطلع النهار التى لم يشهدو عليهم وباتت محاولاتهم فاشله فى العثور عليها وكأنها فص ملح وداب

قال عماد - هتكون فين يوم وبنتى باينه برا والله اعلم هى فين 

قال على - اعمى يخالى روح مش صغيره إنشاءالله هتكون بخير

- مهياش صغيره بس دى مش روح يا على دى واحده مش باقيه على الدنيا وده إلى مخوفنى يعنى ممكن تعمل فى نفسها حاخه .. سكوتها كل حاجه كانت بتخوفنى عليها .. أنا قلبى مش مطمن انت إلى قولت بذات نفسك نخاف من نفسها عليها منتا شوفتها الفتره الاخيره

تنهد احمد وقال- بتهيالى لازم نبلغ عدى ٢٤ ساعه هما ممكن يساعدونا كتير

أومأو لفكرته لكن من ما كان بدرى أن الأوان قد فات فحتى البحث سيتسغرق وقتا حيث مر يوم اخر لا تزال روح مختفيه لا يعلم أحدا طريقها


 تحت سماء صافيه كانت تحلق الطيور وتنشد باغنيها مع الرياح التى تعزف باوتارها على مياه البحر التى كان يذهب ويعود ويبلل رمال شاطئه

كانت روح تقف وتنظر لذلك المشهد ووجهها يخلو من التعبيرات والرياح تهب دفعه واحده تطير بفستانها وشعرها التى يختلط فى وجهها وترتطم بعضا من رزات البحر تستشعر دفأها

 بصت على قدماها كانت حافيتان تملأها الجروح بسبب السير فى الطرقات دون انتعال حذاء ودهست على أشياء حاده

تقدمت من الرمال الناعمه المبتله وهى تشعر بها وتعود بالزمن للوراء

 " لما تعوزى تجربى ميه البحر ميكنش كده "

 بصت على يسارها وذلك الصوت الذى أتاها وجدت طيفه ينظر اليها ويبتسم

" امال "

 " اسمحيلى اوريكى"

لتجده يحملها ويركض بها داخل المياه وهى تصرخ وتحرك ساقيها " انت بتعمل اى لا يحي متهزرش"

لكنه لا يستمع وانزلها فى المياه وهى تصرخ فيه وتضربه حط أيده على بقها " خرجنى من هنا"

" حاضر تدفعى كام "

" انت بنأدم مادى"

" لا أنا مش هكون مادى معاكى .. أنا عايزه حاجه صغيره وبسيطه خالص "

قالها بابتسامته الماكره وهو يقترب منها ويبتسم من تضايقها وخجلها منه 


 كانت روح ترى ذلك من ذاكرتها لتعود للواقع وتتلاشي ذكرياتها كأى شئ مضى، خفضت رأسها وهى تتذكر اخر عناية جمعهما وهى أودعه وتهمس له بأذنه"هستناك متتأخرش" ليبدلها العناق وهو يطيعها بقول "حاضر"

لم تكن تعلم انه سيكون اخر عناقا لها معه ليتها بقيت فى احضانه اكثر فهى باتت خائفه لا تجد الأمان التى تشعر به وهى معه

- ما اخترتش نهايتنا ولا كان بايدى ابعدك عنى واموت ابنى .. بس انا بايدى اجيلكو 

سالت دمعه من عينها نظرت الى السماء - جيالك انت وابننا عارفه انكو مستنيينى .. معلش لو اتأخرت عليكو

سارت تجاه المياه حتى شعرت بها واستمريت وهى ترتفع لساقيها وتصل الى صدرها ثم تركت نفسها وتوقف قدماها عن الحركه فتسحبها المياه للأسفل هذا القاع الذى اصبحت فيه ..تتسائل الآن وهى تقدم على انهاء جحيم حياتها أن كانت تبعث لجحيم آخر .. وهو جحيم الآخره

نظرت الى خاتمها فهى لا تزال ترتديه ولم تخلعه .. انه سيدفن معها حتى فى مماتها سيموت معها كما مات حبها داخلها ... لقد فعلتها وكتبت نهايتها بيدها .. ستراهم وتجتمع معهم ... سترتاح من ذلك الالم الذى يقتلها مرارا ولم تعد قادره على تحمله 

سالت دموع من عيناها تختلط بمياه البحر المالحه لتغمض عيناها باستسلام مودعه تلك الحياه المأساويه التى لم سلبت أمانيها فى يوم وليله .. كانت أمنيتها الوحيده أن تمر الايام وهو بجوارها انت تمر الأعوام ويرحل عنهم الأشخاص ولا يرحل أحدهم عن الآخر .. لكن يبدو أخطأت فى ان تتمنى ... فهذا الجحيم لن يتغير





سالت دموع من عيناها تختلط بمياه البحر المالحه لتغمض عيناها باستسلام مودعه تلك الحياه المأساويه التى لم سلبت أمانيها 

وفى لحظه كان أحدا قفز فى الماء وسبح للاسفل تجاه روح واقترب منها، امسك وجهها وربت عليها لكن لا حياه فيها حط ايده على وسطها وسبح للأعلى يخرجها


كان يحملها على زراعيه وهو يسير على الرمال وضعها على الارض برفق وضغط ناحيه ايسر صدرها

- روح .. روح فوقى

لم تكن تتحرك حتى انفاسها مقطوعها مسك وشها وفتح فمها ولصق شفتاه بهمها ويعطها تنفس صناعى لكن بلا جدوى

- لا يا روح متعمليش كده فيا

عاد لأعطاها تنفس اقوى عن ذى القبل وسقطت دمعه من عينه لامست وجهها ويحاول جاهدا حتى شهقت وهى تبصق المياه التى استنشقتها

- روح

سمعت ذلك الصوت فتحت عيناه بضعف وجدت شخصا لكن لم تكن رؤيتها واضحه 

- فوقى يا حبيبتى انا جيت .. معلش لو كنت اتأخرت عليكى

كانت تسمع صوته وكأنه يحدثها كلمات ذلك الشخص التى لا تفهمها لكن صوته .. صوته التى يتردد فى اذنيها كنغمه تعرفها جيدا، بدأت غشاوه عيناها تبتعد والصور تتوضح لها شيئا فشيئا حتى راته عيناها كان حبيبها لم تكن تصدق انها تراه هل ماتت وقابلته كما ارادت .. لقد خشيت ان حتى فى موتها تحرم منه ابتسمت وعيناها تدمع وتقول بصوت هامس 

- يحي

- انا معاكى اهو

انها لا تميز بين الواقع والحلم والكابوس والخيال لكن تشعر ان لا يزال قلبها ينبض هل هى لا تزال حيه هل هذا شخصا وتتخيله هو حبيبها.. عجبا لا تريد ان ينتهى ذلك الحلم تتمنى لو كان واقع اقفلت عيناها وارخت يداها مغيبه عن ما حولها


فتحت روح عينها بصت على سقف الاوضه إلى هى فيها نظرت حولها فكان القصر .. لكن كيف .. ومن أحضرها لهنا ..كيف ..

شعرت بشئ ما فى يدها بصت جانبها حتى بحلقت عيناها بصدمه وارتجف بؤبؤ عيناها وتغلغت الدموع من بينها وهى تنظر إليه كان هو يحي ويمسك بيدها وجالس بجانبها

- الحمدلله انك فوقتى

تحركت شفتاها لكن لا تستطيع النطق وكأن حبال صوتها قد تلاشت وتسيل الدموع من عيناها بصمت وكان ينظر إلى كل دمعه تسقط منها ويراقب تعبيراتها

- ي..يحي

قرب منها وهو يقول - اى يا روحى

دق قلبها وهى تسمع صوته بلهجته التى تشتاق إليها كررت لكن بصوت يجهش بالبكاء

- يحي

اندفعت إليه بعناق قوى فأخذها هو الآخر وعانقها ودموع عيناه تسبقه ويضمها اليه أكثر وكأنه يريد أن يدخلها بين اضلعه وألا تخرج منها

- مكنش حلم انتت .. انت عايش مش كده

- عايش يا حبيبتى .. قولتلك مش هسيبك

ضمها إليه ودمعه تسيل من عينه وهو يدفن وجهه فى عنقها يشم رائحتها بحزن وشوق ويتنهد بارتياح لأنها عادت لأحضانه

- لى تعملى فيا كده

وكان يقصد بالقاء نفسها نحو الموت قالت - كنت عايزه اجيلك بأى تمن

- تقومى تحاولى تموتى نفسك

- أنا كنت ميته اصلا

- ولو حصلك حاجه .. مكنتش هسامح نفسي قولتلك أنا مقدرش اعيش من غيرك

- مكنش بإيدى كان راحه للأحساس إلى كنت بحسه .. لى سبتنى المده دى كلها .. متعرفش اليوم كان بيعدى عليا ازاى وانت مش فيه .. لما قالولى انك مت مصدقتش بس هما .. هما أثبتوا ده فى دماغى .. انا تعبت اوى يا يحي .. تعبت وخسرت ابننا .. أنا مكنتش جديره بالمسؤليه ومعرفتش احافظ عليه

- ششش

قالها وهو يمسد على شعرها ويكبح حزنه وعينه فيها دموعه

- ده مش ذنبك قدر ربنا .. حقك عليا يا حبيبتى مكنتش اقصد اسيبك ده كله لوحدك

- لى متصلتش عليا لى قطعت التواصل معايا لى تسيبنى عايشه لا عارف إذا كنت عايش او ميت .. لى تعمل فيا كده

- أنا آسف

- مش قابله اعتذارك .. انت .. انت السبب .. كنت متعمد تختفى وتسيبنى طول الفتره دى

تفاجأ من ما قالته دفعته بعيدا عنها وقالت بصراخ

- محملاك المسؤوليه إلى أنا فيها .. استفادت اى من اختفائك .. انت كده كان احمد معاه حق بتحب تقلقنا عليك اقنعتنا بموتك عشان اى .. لى تعمل كده .. بسببك ابنى مااات جوايا .. اتعذبت وصلت بيا للأنتحار .. لى انقذتنى .. جايلى لى دلوقتى ... خلاص امشي مش عايزه اشوفك 










قرب منها بحزن شديد وخدها فى صدره بعناق 

- أنا آسف يا حبيبتى والله ما كان بإيدى

- كدااب ابعد عنى .. ابعد انت السبب فى إلى أنا فيه

- بس يا روح كفايه انتى متعرفيش حاجه والله ما تعمدت ان كل ده يحصل ... هحكيلك كل حاجه بس أهدى .. أهدى ارجوكى انتى لسا تعبانه

حضنته رغم غضبها منه وهى تمسك به باظارفها كى لا يبتعد .. تريد ابعاده وسبه ونفره بعيدا عنها لكن لا تستطيع تخشي أن يكون حلما وتفيق على واقعها وهو ليس معها

- انت السبب فى إلى أنا فيه يا يحي انت ما فيش حد غيرك

قالتها بغضب وهو حضناها وبتضربه بقبضتها الضعيفتان

- أنا آسف كفياكى بقا متعيطيش ارجوك .. قلبى بيوجعنى عليكى اكتر مهو واجعنى

- خليه يوجعك زى ما وجعتنى عمرك ما هتتخيل بشاعه الشعور إلى حسيت بيه والى مريته فى الفتره دى

لم يعلق ربت عليها وهو يمسد على شعرها ويجز على أسنانه وينظر للأعلى وكأنه ينادى ربه أن يرحمه من ذلك العذاب وهذا الالم الذى يشعر به يناديه بأن يخفف عليها ويحمله العبأ عنها

بدأت تهدأ لكن هدوء مريب وارخت يداها وقواها قد زالت أبعدها يحي قليلى بصلها كانت قد غفوت من الأرق، بص لوشها التى مغترق فى البكا كان يؤلمه ذلك حضنها وهو بيقول

- متعرفيش خوفت عليكى ازاى أنا منمتش من يومين من خوفى ليحصلك حاجه .. سامحينى يا حبيبتى كل حاجه هتبقى بخير

ابعدها عنه وهو ينزلها على السرير برفق رفع الغطاء عليها وقبلها برقه من رأسها وتسيل دمعه من عينه بص على بطنها وكأنه يتخيل ابنه التى فقده 

سمع صوت من الخارج تنهد وتركها لتنعم بالهدوء والسكينة

خرج قابله احمد نظر إلى الغرفه وهو يقفل الباب قال

- فى ايه

- والد روح هنا

أومأ له ونزل فكان هو الذى هاتفه ليطمأنه على روح تقدم منهم بصله هو وعلى وسلمى وزينب وكوثر التى كانو يبدو منتظرينه

قال عماد - هى فين

- اهدا هى نايمه دلوقتى عشان تعبانه جبتلها دكتوره وعملتلها الازم بسبب إلى حصل

- هو اى إلى حصل انت لقيتها فين

صمتت يحي قليلا بصله أحمد باستغراب قال

- لحد دلوقتى منعرفش شوفت روح فين

قال عماد - اى إلى حصلها يا يحي متتكلم

- كانت هتموت نفسها

                                                    F

كان احمد نازل وهو يمسك بهاتفه ويعمل مكالمه قالت كوثر - عملتو اى لقتوها

- لا هنبلغ

وقف وبصلهم قال - المهم لو عرفتو حاجه اتصلو عليا وعرفونى ممكن تيجى هنا 

قالت سلمى بتردد - معرفتوش اى حاجه عنها من امبارح

بصلها احمد وسكت فهى تخفى اهتمامها لأمرها تنهد وقال - المهم تكون كويسه وترجع

- هى مين دى

جائهم هذا الصوت من الخلف ولم يستطيعو ان يستوعبو نظرو الى صاحبه وتثمرو مكانهم بصدمه كبير تجتاح وجوهم ولا يصدقون ما تراه اعينهم انه يحي كان يقف ومعه حقيبته ويبدو انه قد عاد للتو تقدم منهم دمعت عين سلمى

- يح..يحي

ركضت اليه بسرعه وهى تحتضنه بقوه وبكيت بشده بصلها يحي وهى حضناه ابتسم ابتسامه خفيفه وبادلها العناق وهو يربت عليها بحنان

قالت كوثر بعدم تصديق - يحي

ابتسمت زينب وقالت - هو يا كوثر يحي

كانت سلمى بتعيط قال يخي - اهدى يا سلمى مالك

رفعت وجهها اليه ونظرت له قالت - انت عايش صح يعنى انا مش بحلم

تعجب كثيرا من ما تقوله وجد كوثر تقترب منه وتلمس وجهه وعينها مدمعه - مش حلم يسلمى يحى رجع

اخذته بعناق حانى وشوق ودموع تسيل بعيناها لا تصدق ان ابنها قد عاد اليها بادلها يحي العناق فلقد اشتاق لها ايضا نظر الى صديقه كان بيبصله وهو مصدومه عينه مدمعه وفرحان انه شايفه قرب منها ابتعدت كوثر لهم صافحه وجذبه لصدره وهو يربت عليه

- منك لله يا اخى وقعت قلبنا عليك ولا عرفنلك طريق

ربت عليه يحي ابعده وقال - هحكلكو بعدين بس فين روح

صمتو وتبدلت ملامحهم نظر اليهم وقال - عرفت انها عايشه معاكو .. فينها مش شايفها ليه ، فى جامعتها؟

قالت سلمى - روح مش هنا، بقالها مده بعيده عن القصر

بصلها باستغراب شديد وقال - بعيده فين .. عايشه مع ابوها يعنى ولا ايه

- لا فى المستشفى

تفجأ كثيرا وقال - مستشفى ايه هى كويسه

سكتو بصلهم باستغراب وقال بعصبيه - ساكتين ليه ما تتكلمو

حس بوجع وظهر على وشه معالم الالم بسبب عصبيته ومسك دماغه بصوله بقلق

- مالك يا يحي أنت كويس

تنهد وهو يقول - روح .. انجزوا قولو مالها 

تنهدت كوثر وقالت - لما سافرت اكتشفنا ان روح حامل

لمعت عينه لسماع ذلك قال - حامل

حسو بحزن لما شافوه فرح لكن لم تكمل فرحته حتى اخبروه بكل شيء قد مرو به فى غيابه كيف حل الحزن عليهم بسبب موته واختفائه و كيف اثر الحزن على حاله روح الى ان خسرت طفلها وخسرت نفسها كالأن وباتت فى حاله مزريه وكانت فى المستشفى للعنايه بها لانها كانت تشكل خطرا على نفسها كان بيحكوله وهو مش مستوعب ما مرت به ومصدوم وعينه مدمعه وعقله يكاد ينفجر من كثرت هذه الاحداث


- كل ده يحصل فى غيابى

سكتو بصلهم واردف بغضب - ارجع الاقى ابنى مات ومراتى فى المستشفى هى دى الى انا سيبهالكو عشان تخلو بالكو منها فى غيابى .. تقوللها انى مت وانا لسا عايش 

قال احمد بأنفعال - وانت كنت فين .. سايبنا المده دى كلها وبتخدعنا بموتك لى .. احنا دورنا عليك وكأنك اختفيت من على الارض .. المستشفى وعرفنا العمليه منجحتش والمده فى حياتك وكانت خلصت ... كل حاحه كانت بتشير انك ميت يا يحي

- وحتى لو عرفت حاحه زى دى لى تقولها وانت عارف انها حامل وده هيأثر عليها .. كنت اكدب عليها اى مفيش مخ

- اكدب عليها اه على أساس أن الحقيقه فاخت بمجرد بس مكنش فى خبر عليك كانت تسالنى .. بتتكلم عادى عشان مشفتش كام مره سألت عليك ده كانت كل يوم تسألني عنك اتصلت ولا لا اخبار العمليه عايش فين بيعمل اى .. مكنتش بعرف ارد عليها وانا عايز اديها اجابتها بس انا حتى مش عارف .. روح كانت مستنيه اى خبر عنك .. فكرك كنا احنا هنعرف وهى لا .. بالعكس كانت هتعرف اول واحده هى اصلا كانت قلقانه عليك ويحصاها مضاعفات بسبب قلقها .. انا مكنتش عارف الاقيها منين ولا منين، بدور عليك من هنا وشركتك وشغلك بحاول امشيهم مراتك وابنك واختك ..انا كنت بحاول على قد ما اقدر اكون مع الكل ومقصرش ..

ابتسم يحي فصمت احمد واستغرب من ابتسامه

- ابنى !!

قالها بسخريه إلى ما قاله ليردف بحزن - هو فين ابنى ده

قربت كوثر منه بحزن وقالت - معلش يا يحي ربنا هيعوضك

- يعوضنى ازاى .. ده كان آخر امل ليها انها تكون ام ، الرحم بتاعها اضرر بسببه لما مات .. يعنى مش هتحمل تانى .. عانيت كتير وفى الاخر تكون لوحدها فى المستشفى

قالت سلمى - انت مشفتش روح كانت عامله ازاى، احنا كنا خايفين عليها

غصب يحي وقال - خايفين عليها من مين كان المفروض تكون معاكو مش تتخلو عنها

تعجب احمد فهو لا يزال معاه ولن يتركها قال - بس احنا متخلناش عنها ..

قاطعه بغضب وهو يقول - بس بقا هات زفت عنوان المستشفى دى بسرعه

صمت احمد قليلا وعم الهدوء تعجب يحي وقال - اى متعرفش هى فين كمان

- عارف

- وساكت لى 

- لا معدتش هناك يا يحي .. روح هربت 

بصله يحي بصدمه وقال - انت قولت ايه .. هربت ازاى يعنى

- خرجت من المستشفى ومحدش .. يعرف طريقها ده تانى يوم ليها وهى برا

وقع هذا على يحي كخبر صادم قال - يعنى برا البيت بقالها يومين

كمل بغضب - وانتو بتعملو اى بتقول انك كنت مخلى بالك عليها وقاعد هنا ولا على بالك ولا ابوها.. انتو عايزين تشلونى

- لا انا كنت لسا خارج رايحلهم، احنا بندور عليها والله

- انا لسا هستناكو لما تدوروانا هلاقيها بنفسي

خرج يخي نادته سلمى لكنه لم يرد على أحد فهو لا يستمع سوى لنفسه فتلك حبيبته ولا يعلم اين ممكن ان تكون وبأى حاله هي

ركب عربيته بص لعجله القياده وكانه متردد يقود وكأن شيئا ما به يخشي حدوثه وهو انه لا يزال مريض لكن تنهد وقاد لا مباليا بنفسه خرج تلفونه وهو بيسوق وعمل مكالمه

- اى يا يحي عاش من سمع صوتك

- عايزك فى خدمه

- طب تعالى انت عارف مكانى

قفل معاه وأقام مكالمه اخرى


كان عماد مع على رن تلفونه شاف علطول لانه ممكن ان يكون متعلق بابنته بس لما شاف الرقم تفاجئ كثيرا 

قال على - مين

- ده رقم يحي

قال على بدهشه - يحي .. طب رد ممكن يكون تلفونه مع حد وفى حاجه جديده

ازمأ له وبالفعل رظ لكن قبل ان يتكلم سابقه صوت يحي وهو يقول

- المستشفى الى روح كانت فيها اسمها ايه

اتسعت قدحتا عيناه بصدمه لسماع صوته وهو لا يصدق حتى كلامته تلاشيت

- اانت .. ازاى ..

- بسرعه يا عمى مش وقت صدمه انا عايش المهم هات سجل الكاميرات الى فى المستشفي إلى هناك خلال فتره قعاد روح فيها وهبعتلك عنوان تعالى عليه 

وانهى مكالمته على ذلك بص على الى عماد وقال - فى حاجه يا خالى

- يحي .. يحي عايش

اتصدم على وبصله بشده وقال - عايش 

اومأ عماد وهو مصدوم فهل كل ما مرو به ومعانة ابنته كانت محض سخريه منه ، تذكرها فقال - روح


وصل يحي المكان التى يقصده نزل وكان امام قسم شرطه دخل وتوجه لمكتب دخل لينظر اليه رجل فى الاربعين قرب من وصافحه قال

- عامل اى بقالى كتير مشفتكش اخر مره لما وصتنى على الواد صاحب الصوره الى نزلتلك مع البت الى هيا..

تنهد يحي وهو يقول - مش وقته

- مالك .. اى الخدمه الى انت عايزنى فيها صحيح

- انت الى مسؤل عن كاميرات المنطقه دى 

- مش انا بس اعرفك اوصلك ليهم

- طب تمام يلا

- الى تشوفه

وفعلا خد جاكته وخرج معه قابل عماد وعلى وكانو لسا واصلين بصوله بصدمه من رؤيته فهو بالفعل على قيد الحياه انهم لم يتخيلو، لم يبالى يخي من صدمتهم فهو على عجله من امره

- جبت السجل

اومأ له واداله كرت خده يحي وركب مشي فتبعوه ووصل يحي الى مكان وكان وحده مسؤله الموطنه الخاصه بالمنطقه ومعرفه ما يحدث فيها بصو ليحي تقدم منهم الرجل سلمو عله اخبرهم بما يريده يحي وكان متابعه اى لقطات قبل يومان استغربو من طلبو بس نفذو ما يريده واحضرو له السجل فى هذا اليوم والشوارع الى مفهاش كاميره كلمة اصحاب المحلات فى هذا الحي وخدز سجل الكاميرات المطله على الشارع كانو يفعلون ما يريده يحي

حيث حل الليل واحضرو ما يريده فقام بتشغيل كل شيء فى الحاسوبات التى امامه وجلس وهو يتابع اى حركه وعيناه معلقه على كثير من شاشه كان عماد وعلى واحمد بنظرون اليه والجميع يساعدونه فى رؤيتها حيث مر الوقت وكانت عيناه لا تزال مبحلقه فى الشاشات وصل منتصف لحد الفجر والجميع قد غفى على نفسه من الجلوس ويحي مستيقظ فى تلك الغرفه ولم يمل ولم ياتى له غفله ان عقله حائرا مشغولها بها واين ممكن ان تكون لا يريد ان يسرع اى لقطه فتمر من امام عينه وهو لم يراها

طلع الصباح وجدوه لا يزال مستيقظ سالوه ان كان قد راى شيئا لكنه نفى فهو يرى لقطات يوم كامل لكن قبل ان بتحدث كانت عيناه التقطت روح لم يصدق انه رأها

كانت تسير نظر اليها ولحالتها وهو متشوق اليها لكن احمرت عيناه وهى تدمع وهو يرى حالتها وتضم زراعيها وتخفض راسها وشعرها مبعثر حتى لا ترتدى حجابها ولا تنتعل حذاء حيث كانت تسير وخطواتها ثقيله وتتعرج من الاشياء التى تتدهس فوقها لكن لا تتالم كأنها مغيبه

كل هذا لاحظه وهو يراها وقلبه يؤلمه كثيرا جمع قبضته وعروقه بارزه وعيناه تجحظان ويشعر بغصه فى حلقه بصله احمد وكانو حزينين لرؤيتها ايضا لكن يحي التى كانت الصدمه لانه عاد وراها هكذا وهو تركها مشرقه

وجوده يتابع ويتمالك ويرى الشوارع الاخرى التى سلكتها مر وقت وكان يرى عنوان كل ما تمر به حتى انقطعت ولم يعد يراها 

قال على - راحت فين

كانو مستغربين قال يحي - الشارع الى جاى الطريق العام نهايته ابعد من تحددها كاميرا مراقبه عشان كده فى بوليس مرور 

رفع وجهه وهو يكمل - يعنى ممكن يكونو شافوها

وما أن انهى جملته وذهب على الفور نزل من المبنا ركب سيارته وغادر دون ان يستمع لأحد

وصل لذلك المكان وشاف بوليس زى ما كان فى معلمواته سأله عن روح فسالوه عن مواصفتها فوصفها لهم لكنهم بدى على وجههم الجهل

- ممكن تكون معدتش من هنا اصلا

- ازاى؟

- فى طريق مباشر غير ده عشان زى منتا فاهم اللجن وكده

- فين الطريق ده

- هتلاقيه فى وشك على ايدك الشمال 

اومأ له يحي ومشي سريعا وذهب لطريق وهو ينظر من النافذه يتمنى ان يراها وفى منتصف الطريق توقف بسيارته دفعه واحده حين رأى شيئا

فتح باب ونزل واتقدم وجد وشاح ملقى على الارض انحنى والتقطه ولما بص فيه تذكر روح فكان هذا الوشاح حول عنقها اسرع وركب سيارته وانطلق بها حين علم انه على الطريق الصحيح 

- ارجوكى ياروح استنينى أنا جايلك

كان يمسك وشاحها بقبضته وهو مشتاق لها وقلبه ينبض خوفا عليها

حتى ظهر على الطريق الجانبى له شاطئ لا يعلم شيئا ما اراده ان ينظر نحوه وبالفعل غير مساره وتوجه هناك لكن الصدمه كانت حين اقترب وراها عند البحر انحرف عن طريقه وهو ينطلق بسيارته إليها وانصدم حين وجدها تلقى نفسها فى عمق البحر

- رووووح

                                                       B

لو كان يحي قد تأخر عنها لكانت روح فارقت الحياه بالفعل

قعد عماد وهو مصدوم والخوف يتملكه وعينه مدمعه على بنته

- روح

مكنش مصدق الى بنته حاولت تعمله بص ليحي قال بحنق

- انت .. ايوه انت السبب لو كنت خسرت بنتى ما كنت هرحمك وهخليك تحصلها

لم يكن يظهر على يحي سوى الصمت قال على - أهدى يا خالى مننساش أنه هو إلى رجعها

- بعد اى أنا بنتى اتحرمت من الامومه بسببه

لم يعلق يحي بصوله لصمته اكمل عماد - رجع بعد أما زيف موته .. مكملتش تمثليتك لي .. استفدت اى باختفائك ده

كان منفعل بصله يحي تلك المره وقال بصوت مبحوح - انا مقدر خوفك عليها بس انا فيا إلى مكفينى بالله عليك سيبنى فى حالى

بحه صوته كانت تشير إلى حزنه وكأنه يمنع نفسه من البكاء

- اسيبك مكفكش إلى حصلها من وراك وال كان لسا هيحصلها

تنهد وهو يقول - انتو مش فاهمين حاجه بتحطو اللوم عليا وانا مقصدتش كل ده يحصل

قالت كوثر - متفهمنا يا يحي احنا مبنحملكش مسؤوليه الى حصل انت اكتر واحد بتحب روح وخوفت عليها اكتر مننا بس لى تبعد المده دى

صمت يحي كان عماد لسا هيتكلم سمعو صوت من الأوضاع علمو أن روح افاقت 


دخلو بص عماد على ابنته وهى تستعيد وعيها قرب منها بحزن وحضنها

- روح .. انتى كويسه يا حبيبتى

لم ترد لكن حزنت من خوف والدها يبدو أنه عرف

- كده توقعى قلبى عليكى لى تعملى كده عايزه تسبينى

- أنا اسفه

- أنا إلى آسف متزعليش منى عشان سيبتك هناك ومشيت، المهم انك كويسه

صمتت قليلا ثم قالت - بابا

- نعم

- عايزه امشي من هنا

تفاجأ الحنيع من طلبها لكن عماد لم يتردد وقال

- حاضر يلا

تدخل يحي وهو يقول - يلا أى وتمشي على فين ده بيتها

- معدتش بيتى 












بصلها بحزن من إلى بتقوله سندها عماد وقف يحي أمامه ببرود وقال

- روح مش هتخرج من هنا

بصله عماد بشده وقال - جرا اى يا يحي انت هتمنعنى اخد بنتى ولا ايه

- بنتك إلى هى مراتى وليا حق عليها وانها متسبش بيت جوزها

- البت مش عايزه تعقد هنا هو بالعافيه

بص يحي لروح قرب منها قال - روح معقول مش عايزه تشوفينى .. بعد أما رجعتلك عايزه تبعدى عنى

مكنتش بصاله وعينها مدمعه فهى لسا مش مصظقه أنه عايش أنها سعيده وحزينه فى نفس الوقت بما فعله واختفائه التى ضر بها كثيرا طائشته وتهوره بالجازاه بها

- روح قولى انتى عايزه تمشي

لا تزال فى صمتها بصولهم وقال - معقول تفكرونى اختفيت عشان اظهرلكو انى ميت وارجع ولا كآن حاجه حصلت .. أنا مختل عشان اعمل كده .. طب وهستفاد اى 

مسك أيدها بصلها فى عيناها وقال - وحياتك عندى ما كان فى ايدى أنا عمرى ما اعمل فيكى كده 

كبحت دموعها وهى تتفادى النظر إليه

- طول الفتره دى مختفتش من فراغ أنا كنت فعلا غايب ... نا كنت بموت وفى اى لحظه خبر موتى كان هيبقا مؤكد للكل مش ليكو بس

بصوله بشده واستغراب شديد وهما مش مستوعبين إلى بيقوله صمت قليلا وهو يخفض عيناها ويقول 

- أنا متعافتش بالكامل اصلا

بصوله بصدمه ليجدوه يكمل

- أنا لسا مريض 


           الفصل الواحد والاربعون من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا




بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-