Ads by Google X

قصة الصغير بقلم الماورائي


        قصة الصغير كاملة


طيب، أنا مُرتبط بحبيبتي بقالنا أكتر من سنة، قررنا مؤخرًا ننتقل عشان نعيش مع بعض، الناس كُلها بتقول إن دي خطوة تمت بسُرعة جدًا، مش عارف، أهلي مُتأكدين إن الخطوة دي جت بسُرعة، بس بصراحة، في البداية كُل حاجة كانت ماشية كويس جدًا، كُنا ثُنائي مُمتاز، عُمرنا ما إتخانقنا ولا وقعنا في مُشكلة أبدًا

بس بعد كدا هي بدأت تصفَّر!







الموضوع سخيف، أنا عارف، بس هي بتفضل دايمًا تصفَّر لحن أغنية غريبة، أغنية موترة ومُثيرة للأعصاب، ماما قالتلي مرة إن بمُجرَّد ما هننتقل عشان نعيش مع بعض، كُل واحد فينا هيشوف الجانب السيء من حبيبه، وأنا طبعًا كُنت متوقِّع دا وفاهمه كويس جدًا، بس لسببٍ ما، دي كانت مُشكلة بالنسبة لي، ومُشكلة مش عارف حلها مُمكِن يكون إيه

في البداية كُنت بسمع بس صوت الصفير أثناء ما هي بتاخد الشاور بتاعها، الموضوع كان لطيف، يمكِن هي متعودة تصفَّر اللحن دا أثناء الشاور دايمًا، مكُنتش قادر أميِّز اللحن، بس كُنت حاسِس إنه مُميَّز جدًا، ورغم كدا مبقدرش أقلده حتى لو حاولت، في الحقيقة، ساعات اللحن دا بيعلَّق في دماغي، ودا بيخليني متضايق ومتعصَّب، أكيد انتم عارفين الشعور دا

بعد أسبوع تقريبًا، سألتها اللحن دا بتاع أغنية إيه، ضحكت، كُنت شاكِك إن هي اللي لحنته وابتكرته، ودي حاجة هي بتعملها دايمًا وباستمرار، خصوصًا اللحن دا اللي كانت بتكرره باستمرار







أنا فاكر في مرة كُنت قاعد بقرأ كتاب، وهي كانت قاعدة بتعمل حاجة على الكومبيوتر، وفجأة بدأت تصفَّر، حاولت أتجاهل الموضوع، خصوصًا إني بقيت بشتكي منه مؤخرًا كتير، أنا عارف ومُتأكِّد إنها مش بتعمل دا عشان تضايقني، بس الموضوع فعلًا كان مُستمِر لأوقات طويلة، ودا كان بيخليني مش قادر أركز في الحاجة اللي بعملها

.

في النهاية قررت أقولها حاجة عن الموضوع، من كام ليلة تقريبًا، كُنت براجع شوية وثائق قانونية خاصة بالشُغل، بدأت تصفَّر فجأة زي المجنونة، والموضوع كان مُستمر وباين إنه مش هينتهي قريِّب، حاولت ببساطة أتجاهلها، بس الموضوع كان زايد عن حده بصراحة، أنا عارف إن أغلبكم دلوقتي بيقول إني أوفر وردود فعلي مُبالغ فيها، بس الصوت كان عالي أوي كأنها بتغني جوا ودني، ودا خلاني مش قادر أصبر أو أستحمِل أكتر من كدا

بهدوء ولطف على أد ما قدرت، ندهت عليها وطلبت منها تهدا شوية، مردتش عليَّا، طلبت منها نفس الطلب مرة تانية، ولتاني مرة مردتش عليَّا، سبت غرفة النوم وخرجت لها في غُرفة المعيشة، كانت قاعدة بتتفرَّج على فيلم، بس مكانتش بتصفَّر، ودا ضايقني منها ومش عارف ليه، حسيت إنها بتسخر مني أو بتستفزني، اللي ضايقني أكتر إنها كانت بتبصلي، كأنها مش عارف المُشكلة فين







سألتها لو مُمكِن تبطل صفير شوية، قالتلي إنها مكانتش بتصفَّر، بدأت أقتنع إنها بتعمل الحركة دي لا إراديًا وهي مش عارفة إنها بتعمل كدا، لكن برضه مفيش حد بيصفَّر الصفير دا كُله وهو مش آخر باله، فيبدو إنها قاصدة تسخر مني وتستفزني، ومش عارف هي هتستفيد إيه من كُل دا، يعني هي بتعمل فيَّا المقلب دا عشان تشوف هتضايق أد إيه، طلبت منها تاني تبطَّل صفير، وبرضه مردتش عليَّا

كُنا متوترين، ويبدو إن دي هتكون أول مُشكلة ما بينا من يوم ما انتقلنا عشان نعيش سوا، وعلى الرغم من إنها توقفت عن الصفير لباقي الليلة، لكن أنا مقدرتش أركِّز في شُغلي بسبب إني متضايق منها

.






بعد كدا، وطبعًا، في الليالي اللي بعد كدا كانت بتصفَّر تاني، قررت أطلب منها بلُطف: " حبيبتي، مُمكن تشغلي موسيقى أحسن بدل ما تصفري، مش لازم كُل شوية تصفري كدا "

حاولت أبيِّن الموضوع كأني بهزَّر معاها، بس كُنت مُتأكِّد إنها غالبًا هتتجاهلني وهتستمر في الصفير عادي، لكن هي مكلفتش خاطرها حتى إنها تبصلي، إتنهدت بزهق وهي بتكمِّل طبخ عادي

بعد دقيقة تقريبًا، قُلتلها إني آسف على اللي حصل من كام ليلة، بس صوت الصفير دا مُزعِج جدًا، بس لو هي تقدر تبطَّل صفير شوية الفترة الجاية بصوت عالي، الموضوع هيبقي أفضل كتير، مكانش قصدي أكون بتحكَّم فيها أو بجبرها على حاجة، بس فعلًا الموضوع بيضايقني، أول ما انتقلنا عشان نعيش مع بعض قالتلي إني باكل بصوت عالي، وبطلت العادة دي عشان خاطرها، ليه هي بقي مش قادرة تبطَّل صفير عشاني؟

بس هي كانت متضايقة، لفت وشها وقالتلي بغضب إنها مش بتصفَّر خالص، ومش عارفة مشكلتي إيه، وهنا مكُنتش فاهم هي بتعمل كدا ليه، الموضوع مش لطيف خالص يعني، دا غير إن هي كان باين عليها الغضب، مش عارف ليه هي مُصرة تستفزني طول الوقت، سألتها إيه هي مُشكلتها، ليه مُصممة تستمر في عادة الصفير السخيفة، صرخت فيا وقالتلي أسكُت، قالتلي إنها زهقت من كُتر الكلام في الموضوع دا، كانت بتصرخ فيَّا كأن أنا اللي بتعمَّد أستفزها










عُمري ما حسيت بالغضب من ناحيتها، بس لمَّا أكون نايم وتعبان، وهي تبدأ تصفَّر فجأة بصوت عالي، متتوقعش مني غير إني أفقد عقلي، صرخت فيَّا وقالتلي إني مجنون، دا عشان أنا ببساطة حاسِس بالغضب، حسيت إني مش قادر أتحمِّل، مسكت مقلاية من على ترابيزة المطبخ وبدأت أضربها على راسها بقسوة

وقعت على الأرض وخبطت راسها بقوة في طرف الفرن وهي بتقع، رغم كدا كان الغضب لسَّه مُتملِّك مني، ضربها مرتين أو تلاتة، يمكن أربعة تقريبًا، مش فاكر حاجة، بس كُنت حاسِس بالخوف، الدم كان مالي المكان، جُمجمتها كانت مكسورة، مش مصدق إن الغضب وصلني للمرحلة دي، مش عارف مُمكن نتجاوز اللي حصل دا إزاي، أول مرة أمد إيدي عليها، أعتقد إني ندمان إني ضربتها أكتر ما هي ندمانة إنها استفزتني

دلوقتي لسَّه فيه مشكلة

رغم إنها ميتة على الأرض، لكنها لسَّه مُستمرة في الصفير، طلبت منها أكتر من مرة تبطَّل، بقالها يومين ميتة على أرضية المطبخ بجُمجمة مكسورة وبتصفَّر عادي، مش عارف أعمل إيه، إيه تاني مُمكِن يتعمل بعد ما ماتت، كدا كتير أوي

اخرسي، اخرسي، اخرسي، اخرسي، اخرسي، اخرسي. 


            تابعو قصة مقتل يوكو من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-