Ads by Google X

رواية بعد الليل الفصل السادس والعشرون 26 والفصل السابع والعشرون 27بقلم نهال عبد الواحد



رواية بعد الليل الفصل السادس والعشرون 26 والفصل السابع والعشرون 27 بقلم نهال عبد الواحد 



 البارت 26 و 27 👇

(بعد الليل) 
الفصل السادس والعشرون
بقلم نهال عبد الواحد
في ذلك الصباح عادت آمال لبيت زوجها بعد فترة مكثتها في بيت أمها على غير عاداتهم، فالعادات لديهم تجعل الزوجة في بيتها عقب ولادتها وتجيئها أمها أو أختها.
وبعد مرور بعض الوقت من وصولها واقترب منها محمد تظهر عليه رغبته في زوجته رغم كونها لم تتم الأربعين يومًا بعد!
لكن آمال انتهزت الفرصة ونهضت مسرعة وهي تقول: شوف بجى يا محِمد النظام دلجيتي إتغيِر، بعد يعني ما ولدت وجِه وليد.
فأجاب بسرعة محاولًا إنهاء الحوار: أيوة طبعًا طبعًا.
_ وعشان إكده من اهني ورايح لزمن مصروف البيت يكون ف يدي.
فوجم قليلًا ثم قال: إيه اللي عتجوليه دي يا وَلية! مصروف البيت طول عمره ف يد أمي!
_ والأحوال إتغيِرت ولزمن يُبجى ف يدي، أنا أم ولدك ولسه عجيب كتير كمان وماعينفعش نفضل أنا وعيالك مستنيين أمك لما تحن علينا وتحل كيسها اللي بيتحل بالضالين!
_ لمي لسانك يا وَلية واتحشَّمي .
_ أنا جولت اللي عِندي يا محِمد!
فصاح فيها: وأنا باجولك حطي لسانك جوة خشمك أحسن لك!
فوضعت يديها على خصرها قائلة: وانا ما عسكتش عن حجي، وأحسن لك إنت تنفذ كلامي.
_ ولو ما نفَذتش!
_ يُبجى بشوجك يا محِمد، بيت أبوي أولى بيا.
قالتها و هي تسحب وشاحًا وتضعه حول شعرها بعشوائية فأظهرت خصلات شعرها الملونة بفعل الصبغة.
فأسرع نحوها محمد قائلًا: رايحة فين دلجيتي؟ ماانتِ لساكي معودة من بيت أبوكي.
فحملت طفلها بإحدى يديها وحقيبتها باليد الأخرى واتجهت نحو الباب لتخرج، فنادى عليها زوجها: يا بت إستني متسربِعة إكده ليه؟!
_ أنا جولت اللي عِندي، عجبك حديتي كان بها ما عجبكش أن جاعدة متستتة ف بيت أبوي ووجت ما تكون راجل وتنفذ إبجى تعالالي.
خرجت وتركته واجمًا مصدومًا من قولها وفعلها، وبعد قليل دخلت عليه أمه ويبدو عليها أنها قد نادته مرارًا، حتى صاحت فيه: جرى إيه يا واد إنت! كل دي ما سامعنيش! مرتك رايحة على فين؟ وليه معاودة بيت ابوها؟! مش لساتها جاية من عِنديه!
فأجاب متنهدًا: إتشابطنا و راحت بيت أبوها.
_ وده يصح برضو يا ولدي! تتشابط مع مرتك وهي لساتها معاودة من بيت أبوها، وبعدين دي لساتها نِفسة يعني لو عكِرت دمها وزعِلتها النكد يرضعه الواد، وبعدين هو انا لحجت أشوف ولدك ولا أشبع منيه!
فنظر إليها ولم يعقب، فتابعت: روح هاتها وهات الواد أنا عايزة الواد يتربى جاري ويولف على طبعي.
فأومأ محمد برأسه أن نعم بقلة حيلة وانصرف ليلحق امرأته...
أما آمال فسرعان ما وصلت لبيت أبيها؛ فالبيتين متجاورين .
فتحت لها أمها و تفاجئت بها: واه يا بت! إنتِ لحجتي! ده إنتِ مروِحة مفيش حاجة!
فجلست على الأريكة وهي تنحي الوشاح من فوق شعرها جانبًا فأجابت: إتشابَطنا .
فصاحت أمها وهي تضرب على صدرها: إوعي يا بت يكون مد يده عليكِ!
فتابعت بصياح: ليه يعني؟ كُت عسكتله ولا كُت عسكتله؟! ولا يكون فاكرني زي المدعوءة جمر اللي غارَت.
فتنهدت الأم بعدم رضا وتابعت: طب لايميها عشان ما تخربش فوج راسك!
فابتسمت بمكر: ما تخافيش يامّي، بتك واعية وعارفة عتعمِل إيه!
_ نفسي أفهم عتستفادي إيه من ده كلاته!
فصاحت: ماانا مش عطلع خسرانة كل حاجة! مش كفاية عضطر أتحمله وأتحمل جرفه، يُبجى لازم آخد التمن.
_ تمن إيه! كنّك اتدبيتي ف عجلك! وبعدين جرف إيه! في واحدة تجول إكده على جوزها!
_ بس يامّي إنتِ ما تعرِفيشي حاجة، خليني ساكتة أحسن، بس برضو عاخد حجي وأنا ياابن فوزية.
_ عوض عليّ عوض الصابرين يا رب! بس لو أفهمك يا بت بطني!
_ ما تتعبيش حالك!
وهنا دق الباب، فتمايلت آمال وابتسمت بسمة الإنتصار بينما أسرعت أمها لتفتح الباب وكان بالطبع محمد زوجها والذي دلف مندفعًا للداخل.
فصاحت خالته بترحاب: يا مُرحب يا مُرحب! إتفضل يا محِمد .
فلم يلتفت لخالته واتجه مباشرةً ناحية زوجته وصاح: يعني عاجبك عمايلك دي يا آمال! وعتخلي اللي ما يشتري يتفرِج علينا!
فأجابت بلا مبالاة: ما حدش جالك تعارضني!
فصاح: ودي كلام يتعجل دي! إنتِ إكده بتجيديها نار يا آمال!
_ وأنا ما طلبتش حاجة عويصة! كل اللي عايزاه أمسك مصروف البيت كيف أي ست! إيه أجرمت ولا أجرمت!
فصاحت أمها و هي تضرب صدرها مجددًا: يا مري يا مري! عتجيديها نار يا بت بطني! عتخربيها وتجعدي على تلها يا بت بطني!
ثم تسآلت: أمك تعرِف الحديت دي يا محِمد!
فأجاب: لا يا خالتي أمي لساتها ما تعرِفش .
فالتفتت ناحية ابنتها: إجصري الشر يا آمال و روِحي مع جوزك.
فحملت ابنها وهمّت لتذهب قائلة: لا، يا مصروف البيت يُبجى ف يدي و يادار مادخلك شر، يا إما خليني جاعدة إهني متستتة واللي عايزاه عاكله مش مذلول أبداني مع كل لجمة عشان بخل أمك!
وتركته وانصرفت، وقف محمد مكانه واجمًا محاولًا استيعاب ما يجري ثم اضطر للإنصراف.
أما في بيت قمر، فتح ضياء عينيه بتكاسل وهو يلكز عبير النائمة جواره بخفة في بشرة ظهرها العاري لتنهض، فتململت وهي مغمضة عينيها: إمممممممم!
_ همي يا بت شكلنا بجينا الضحى.
_ ماجدراش، سيبني نايمة شوية كماني.
_ جومي شوفي العيال.
_ عيحصلهم إيه العيال يعني، زمانتهم مرمحين في الشارع ولو جاعوا يبجوا ياكلوا رغيف بحتة جبنة ولا عمتهم توَكلهم.
ثم تسآلت: ولا تكونش جعان!
فأجاب وهو يستدير بظهره للناحية الأخرى ويسحب الغطاء على نصفه العلوي المكشوف: لا لا، دي الحمام بتاع عشية كاتم على مراوحي.
_ عتلاجي جارك إزازة سفن إشربها وهضّم، وع الضهر أبجى أجوم أجهز الغدا، ععملك بُرمة كفتة.
_ طيب...
وبعد الظهر بفترة وقد نهضت عبير من نومها تحممت وارتدت جلبابها، هبطت للأسفل تبحث عن أبناءها، فوجدتهم حيث توقعت يلعبون في الشارع، فوقفت عند باب المندرة ونادت على أحد أبناءها فأسرع نحوها راكضًا، فقالت: كلت حاجة إنت واخواتك!
فأجاب الطفل: إيوة عمتي عملتلنا بيض بالسمن جبل ما تطلع.
فتسآلت في دهشة: تطلع! راحت فين دي؟!
_ عتجول راحت تجيب شهادة الثانوية العامة م المدرسة وأنا جولتلها تجيب لنا لبان م اللي عيبظ عسل وياها.
فصاحت فيه: يجيك مصيبة! رايح تطلب من عمتك لبان! ما تاخد آهي حتة بخمسة وجيب اللي نفسك فيه، يجيكم الهم و الغم!
تركته واتجهت ناحية المطبخ، جلست تشكل أصابع الكفتة مع الفريك وترص في البرام الفخارية ورأسها شاردة كأنما تخطط لأمرٍ ما، حتى انتهت و صبت عليه تلك الصلصة المسبّكة وزجته بالفرن.
كان ضياء قد استيقظ و نادى على أبناءه وسلم عليهم وهم متجمعون حوله يشاهدون ماذا أحضر لهم، ثم التفت و بحث بعينيه في كل اتجاه، ثم تسآل: أمال فين جمر؟! كنّها ما تعرِفش إني عاودت...
فهمّ أحد أبناءه بالإجابة فصاحت فيه أمه: خد خواتك وروحوا كملوا لعب.
_ يامّي لساتنا عايزين نشوف أبوي جاب إيه كماني!
_ جولتلك روح دلجيتي، هي الحاجة عتطير عايزة أتحدت وياه، يلا هِم من إهني.
فانصرف الأبناء فعاتبها ضياء: ليه كسرتي بخاطر العيال دلجيتي؟! العيال فرحانة بي و متوحشنّي!
_ عشان اللي عجوله ما يصُحش يسمعوه العيال.
فتسآل بقلق: في إيه! وفين جمر؟! إوعى يكون جرالها حاجة!
قال الأخيرة بلهفة شديدة، فأجابت بلا مبالاة: لا إطمّن، دي زي الجرد.
ثم قالت: بصراحة الوضع لا يمكن يتسكت عليه، وأنا ما عُدتش أجدر أداري أكتر من إكده.
فصاح فيها: ما تنطجي في إيه!
_ أختك...
.....................
..................................

( بعد الليل) 
الفصل السابع والعشرون
بقلم نهال عبد الواحد
_ في إيه! وفين جمر؟! إوعي يكون جرالها حاجة!
قال الأخيرة بلهفة شديدة، فأجابت بلا مبالاة: لا إطمن، دي زي الجرد!
ثم قالت: بصراحة الوضع لا يمكن يتسكت عليه، و أنا ما عُدتش أجدر أداري أكتر من إكده.
فصاح فيها: ما تنطجي يا بت، في إيه!
_ أختك... بصراحة ماشية على كيفها..
فقاطعها بغضب حارق: كنّك إتدبيتي ولا جرى لعجلك حاجة! إنتِ عتجيبي سيرة أختي أنا على لسانك!
_ الحال المايل ما يتسكتش عليه وأختك طول عمرها شايفة نفسها وحاطة منخارها ف السما، ومن ساعة ما سافَرت وما حدش جادر عليها ولا جادر يلمها.
_ إنطجي طوالي ومن غير كتر حديت، جمر أختي مالها!
_ الست جمر أختك عتخرج كل يوم لا حد يِعرف عتروح فين ولا عتاجي منين، ولو سألتها ما عتردش غير ردودها اللي زي الدبش، سواعي تجول عشتِغِل وسواعي تجول عدرس وامتحن الثانوية العامة وما حدش عارفلها حاجة..
_ إيه اللي عتجوليه دي! أختي أنا عتروح وتاجي وتخرج عن طوعي، مش كفاية ما عمرَتش ف جوازتها كمان عتجيبلنا العار.
فخبطت كفًا بكف تتصنع التأثر والحزن: جلبي واجعني عل نابها و دكُت خايفة عليك تنصدم فيها ولا تتسرع وتعمل فيها حاجة مش ولا بد، لكن إكده كتير، أجليها مااستناتش لما تسلم عليك حتى وإنت خوها الوحيد وغايب عنا كد إيه وطلعت وجال إيه راحت المدرسة تجيب نتيجة الثانوية العامة، ودي حديت يتصدج برضو...
فقاطع حديثها وقوفه المفاجئ بغضبٍ عاصف ثم صاحت: واه، واه، رايح على فين يا ضيا؟!
_ عفوت لحد المدرسة وأشوف فين بسلامتها وويلك لو كنتِ عتكدبي عليّ!
فتصنعت البكاء: إكده برضو يا واد عمي! ما كانش العشم تظن فيّ إكده.... 
وأصدرت صوت البكاء و هي تضع يدها تخفي وجهها.
_ اسكتي ساكتة دلجيتي ما فايجلكيش، عروح ألحجها.
جذب جلبابه وارتداه مسرعًا ومسح على شعره بيده بسرعة وكأنه قد صففه هكذا ثم انتعل نعاله وأسرع للخارج.
فابتسمت ابتسامة الإنتصار قائلة: إستلجي وعدك يا صاحبة الصون والعفاف، عايزة تتنططي علينا وتكون أحسن منينا! لا وكتاب الله ما عنولهالك، خليه بجى يلزجك ف أي جوازة خلينا نخلص بجى، جبر يلمك!
وقفت قمر كثيرًا بداخل المدرسة حتى تمكنت من الحصول على شهادتها.
وقفت تقرأها مادة مادة وما حصلت عليه، فقد أحسنت في مواد وأخفقت في أخرى، لكنها على أية حال قد نجحت وحصلت على مجموع لا بأس به.
بينما كانت مشغولة بقراءة شهادتها انتبهت لصوت تعرفه جيدًا، بل تحفظه عن طهر قلب، بل هو القلب بكل ما فيه.
_ جمر!
فالتفتت ورأته، أجل إنه هو شريف مهجة القلب وحبيب الروح بل هو روحها نفسها، لم تعرف كيف حدث؟ ولا كيف تعمّق بداخلها ذلك العشق؟! فكل لقاءاتهما لم تكن إلا داخل إطار بعينه، فكيف حدث هذا؟!
ربما لم تكن تتقبل هذه الفكرة حتى وقتًا قريبًا، لكنها صارت تتقبلها بل وتؤمن بها رغم عدم رؤية مستقبل لذلك الشعور؛ فهي ترى الفارق بينهما كبير!
كانت واقفة شاردة بأفكارها التي لم تقوى على صرفها من رأسها وحتى لم تقوى على إخفاء مشاعرها له ولهفتها؛ فكل ذرة في ملامحها تصرخ أن اشتقت لك...
لم يكن هو بالأفضل حالًا منها، و رغم قراءته الجيدة لها إلا أنه كان يبدو أكثر اتزانًا انفعاليًا منها، فلم يُبدي أيٍ من كل ذلك الفيض الغارق بداخل قلبه.
فقطع ذلك كله: هه طمنيني إيه الأخبار!
فأجابت بنفس لهفتها: زينة الحمد لله، وإنت كيفك وكيف أخبارك وكُت فين طول الفترة دي؟! يعني أجصد كيف حضرتك؟!
قالت الأخيرة بعد أن تداركت نفسها وسيطرت عليها، فابتسم شريف قائلًا: كيف درجاتك يا جمر؟
فتبدلت ملامحها وهي تمد له ورقة الشهادة بيدها، فزم حاجبيه متسآلًا بدهشة: مالك! كن درجاتك مش كد إكده!
فنظرت إليه ثم اخفضت بصرها لأسفل ولم تعقب، فنظر بداخل الشهادة يتفقد درجاتها، ثم رفع عينيه قائلًا: ألف مبروك يا جمر.
فأجابت بحزن: مبروك على إيه بس يااستاذ!
_ مبروك على إيه! درجاتك كلاتها زينة، هو بس الرياضة واللغة الفرنسية اللي مش كد إكده، لكن الباجي الله أكبر عليكِ!
_ والله يا أستاذ هو أغلب الورق اللي ضاع كان من الرياضة واللغة الفرنسية!
_ إحمدي ربك، كنّك نسيتي كل الظروف اللي عديتي بيها! ولا نسيتي إنك من كام شهر بس ما كنتيش طايلة أي حاجة! وأهو ربنا كرمك وعديتي وبجي معاكي شهادة الثانوية العامة، تجدري بمجموعك دي تدخلي منتسبة آداب، حجوج، تجارة...
فأومأت برأسها أن نعم ثم قالت بتنهيدة: الحمد لله على كل حال.
فابتسم قائلًا: والله ما تعرِفي الخير عيجيلك منين؟!
وفجأة صوتٌ آخر يناديها تعرفه أيضًا لكنها كذّبت أذنيها، فالتفتت مسرعة، إنه ضياء أخيها، فتهللت أساريرها واتجهت نحوه مسرعة: ضيا..
و قبل أن تهم بالسلام عليه أمسك بساعدها بقوة وعنفها صائحًا: هي حصلَت تستغفليني وتروحي وتاجي على كيفك!
فأجابت وهي تحاول جاهدة ألا تظهر تألمها من مسكة يده تلك: مالك بس يا ضيا! ده إنت لساك واصل يا خوي، ده أنا جولت زين إنك جيت عشان تشوف أختك ودرجاتها الزينة وكيف عحجج حلمي وعخش الكلية وأكمل علامي ...
فقاطعها معنفًا: جولتي لمين على عملتك المجندلة دي! عتخرجي وتروحي وتاجي ولا فيه ظابط ولا رابط! وجال إيه كمَّلتي علامك من ورايا! كنّك فاكرة إنك عتفلحي، كُتي فلحتي وعمرتي ف جوازتك!
فصاحت ببكاء: يا ضيا بزياداك إحنا ف الشارع!
فتدخل شريف قائلًا: يا أستاذ ما يصحش إكده، دي طالبة و دي مدرسة!
_ وإنت إيه خصّك ولا دخلك إيه! ولا إنت تُبجى مين؟! وبعدين دي أختي يعني أعمل فيها ما بدالي، حتى لو ضربتها عيارين وجطعت جتتها نساير نساير، إنت اللي تُبجى مين؟!
_ أنا الأستاذ شريف مدرس اللغة العربية.
_ واهي خلِّصت يا بتاع اللغة العربية، وماعايزينش نشوف سحنتك دي تاني، همي يا بجرة ده انتِ وجعتك سودة معايّ مفيش عيارين يخلعوا راسك وتغوري ونرتاح بدل وجع الجلب دي.
قال الأخيرة وهو يجذبها من ساعدها بعنف وهي لازالت تبكي، كم تألم شريف من أجلها وود لو تدخل أكثر من ذلك، قاومه وأخذها منه عنوة، لكن ذلك لا يصح أبدًا فهو في آخر المطاف... غريب!
وصل ضياء البيت دون أن يترك ساعد أخته ولا لحظة واحدة حتى كادت تشعر أن عظامها ستتكسر أسفل قبضته هذه.
و ما أن دخلت البيت حتى خلع ضياء نعله وانهال عليها بالضرب والسباب وهي تصرخ تحت يده وكلما حاولت أن تنهض لحق بها وضربها من جديد وهو يتوعد لها أن يزوجها لأول من يتقدم خاطبًا لها وهي تصرخ أن لا، فيسبها مجددًا وينهال عليها بالضرب من جديد، حتى كلت قواه وأُرهق فجعلها تنهض من تحت يديه متجهة بسرعة لأعلى، فاصطدمت بعبير التي كانت تشاهدها بتسلية فصاحت قمر بملئ صوتها المتحشرج من شدة الصراخ والبكاء ويتقطع بفعل شهقاتها: حسبي _ الله _ و نعم _ الوكيل!
واتجهت لغرفتها بينما ابتسمت بشيطنة قائلة في نفسها: جال علام جال! يارب يجيكي أي حد ياخدك و نرتاح بجى!
ثم عدّلت ملامحها وأسرعت مهرولة نحو زوجها والذي كان يجلس مهمومًا منحنيًا للأمام واضعًا وجهه بين يديه!
فأسرعت عبير متجهة نحوه، وقفت خلفه تدلك ظهره ورقبته فعاد بظهره للخلف، فقالت: والله لا تزعِّل نفسك ولا تعكِّر دمك، إنت بس جوزها جبل ما تسافَر وخليها ف ذمة راجل يربيها ويعلمها الأدب.
فأجاب مبتئسًا: إن شاء الله!
........................
........................................
🤍🤍


الفصل الثامن والعشرون من هنا 




بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-