رواية وردتي الشائكة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميار خالد



رواية وردتي الشائكة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميار خالد 




 #رواية_وردتي_الشائكة
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_السادس_والثلاثون

وصل كريم و ورد إلى المستشفي و صعدوا إلى غرفة العناية المركزة و لكنهم لم يجدوا عمر فيها! سرى القلق في أوصال كريم و سأل إحدي الممرضات 
كريم : لو سمحتي المريض اللي كان في الأوضة دي فين ؟  
الممرضة : اتنقل لاوضه عادية من نص ساعة 
تنهد كريم بضيق : طيب شكراً 
الممرضة : هتلاقيه في تاني اوضة ناحية اليمين في الممر 
شكرها كريم و تحرك هو و ورد و ذهبوا إلى الغرفة ليجدوا عمر مستلق على سريره و لم يستعد وعيه حتى الآن و ريم و بسملة جالسين أمامه بترقب، اتجهت ورد إلى ريم و قالت 
ورد : مفيش أخبار .. هو مفاقش لحد دلوقتي ليه ؟ 
قالت ريم بقلق : مش عارفين المفروض أنه يفوق على الأقل يفتح عينيه بس 
و في تلك اللحظة دلف الطبيب إلى الغرفة و أتجه إلى عمر حتى يفحصه و قالت بتعجب 
الطبيب : غريبة هو مفاقش لحد دلوقتي ليه 
ثم فحصه مرة أخرى و قال : كل الأجهزة الحيوية شغاله تمام .. مفيش مشكلة عضوية هو حاسس و سامع كل حاجه بس مش عايز يفوق 
كريم : ليه طيب 
الطبيب : حقيقي أنا مش عارف .. حاولوا تتكلموا معاه هو سامعكم 
قال الطبيب تلك الجملة ثم خرج من الغرفة و تركهم في حالة يرثى لها من القلق ، نظرت له ريم و قد تذكرت رد فعله عندها أمسكت يده فتنهدت بضيق و اتجهت إلى ورد و كريم 
ريم : هو مش عايز يفوق بسببي .. مش كده 
كريم : و إنتِ ذنبك إيه 
ريم : عشان بيعاقب نفسه على اللي عمله .. عمر تعب أوي يا كريم و أنا عارفه ده .. هو آذاني آه بس ليه حاجات كتير حلوة معايا و أنا مش قاسية للدرجادي 
نظر لها كريم بتمعن فقالت هي : يعني أنا مسمحاه .. هو كان عايزني اسامحه و أنا بجد مسامحاه يكفي اللي عمله مع بسملة و أنه ضحي بحياته عشانها 
كريم : أفهم من كده إنك موافقة ترجعوا ؟
ريم : إحنا مكناش مع بعض أصلا عشان نرجع يا كريم .. هو كان عايزني اسامحه و أنا مسامحاه خلاص 
ثم تحركت من أمامه و ذهبت إلى عمر لتجلس أمامه ثم أمسكت يده و تنهدت بكل الضيق الذي يحمله قلبها و فجأة شعرت و كأن عمر قد حرك يده قليلاً ليتمسك بيدها أكثر ، نظرت إلى كريم سريعاً و قالت 
ريم : عمر حرك أيده ! 
أتجه إليه كريم و ورد بلهفة و قبل أن يتكلموا أحسوا بباب الغرفة الذي يفتح عليهم، التفت كريم ليجد سحر والده مروة أمامه 
سحر : عايزة اطمن على أبني 
كريم : مين إبنك ده .. ورد إنتِ تعرفي مين أبنها اللي بتتكلم عنه ؟ 
صمتت ورد لتقول سحر بدموع : أنا عارفه إني غلطت في حقه و أنه في المكان ده بسببي أنا بعترف 
نظر لها كريم بغضب لتكمل هي : بس والله مكنش قصدي يتأذي كده والله العظيم أنا كنت بنفذ كلام مروة ما هي بنتي و مكنش هاين عليا أشوفها في المكان ده 
كريم : مع أنك عارفه أن بنتك غلط برضو قررتي تسمعي كلامها !! صحيح هستغرب ليه ما إنتِ أول واحدة شجعتيها على جوازها مني و الكابوس اللي كنت عايش فيه بسببها و عايز أقولك حاجه .. أمي مش مسمحاكي على اللي عملتيه في حياتي ولا أنا مسامحك !! 
سحر : طيب هطمن عليه بس و همشي على طول 
كريم صاح بها : قولت لا !! اتفضلي من هنا 
ظلت سحر واقفة مكانها حتى تحرك كريم من مكانه و أمسك يدها و خرج بها من الغرفة و خلفه ورد و عندما خرج قال 
كريم : أتمنى تنفيذي كلامي و من النهاردة ملكيش دعوة بعمر ! كفاية أوي لحد كده 
ورد أمسكت يده و نظرت له برجاء و قالت 
ورد : خلاص يا كريم .. هي في الأخر أم حتى لو غلطانه و كويس أنها راجعت نفسها العتاب ملهوش لازمه دلوقتي 
نظرت لها سحر بتعجب بسبب كلماتها تلك، أنها ليست بهذا السوء كما كانت تظن و لكن يجب أن تطمئن على أبنها الآن 
سحر : طيب هطمن عليه و همشي علطول 
كريم : لا مش دلوقتي على الأقل .. اتفضلي 
نظرت له سحر بحزن ثم خرجت من المستشفي ، طالعته ورد بقلة حيله ليقول لها 
كريم : صدقيني اللي أنا بعمله ده هو الصح .. لو عمر عرف أن هي اللي ورا اللي حصله ده مش هيقدر يسامحها و أنا بحاول امنعه أنه يعرف 
ورد : أنا فاهماك .. بس بلاش تقسي عليها هي في الأول و في الأخر أمه 
كريم : خلاص يا ورد اقفلي الموضوع ده عشان بيعصبني    
عند عمر .. 
حرك عمر يده ليتمسك بيد ريم فانتبهت هي إليه، فتح عيونه ببطيء و أخيراً و نظر إلى سقف الغرفة للحظات و حاول أن يتذكر أي شيء حتى تذكر أخر وجه قد رآه ليقول بتعب 
عمر : ريم .. 
ريم : أنا هنا جمبك .. أنت كويس 
الكاتبة ميار خالد 
حرك عمر رأسه بتعب و أردف : حصل إيه 
ريم : متشغلش بالك بأي حاجه .. المهم إنك بخير و بس 
أبتسم عمر بتعب و قال : معلش بقى مليش نصيب أموت المرة دي .. أكيد اضايقتي 
ريم : متبطل كلامك ده ! بعد الشر عليك و هضايق ليه أصلا 
عمر : يعني .. بما إنك بتكرهيني و كده 
ريم : طيب بطل كلام كتير أنت لازم ترتاح 
تنهد عمر بضيق و قال : كريم عرف بلي أنا فيه ؟ 
ريم : أنت في المستشفي اللي هو و ورد فيها أساساً عشان كده عرف 
أبتسم عمر بتعب و قال بمزاح : إيه العيلة اللي كلها كوارث دي ! 
ضحكت ريم بسبب كلماته تلك فقال هو 
عمر : والله إيه ده بجد .. الحمدلله على كل شيء 
ريم : الحمدلله .. مش عايزة أتعبك أكتر عن أذنك 
و جاءت لتتحرك و لكنه أمسك يدها فوقفت مكانها 
عمر : ريم .. أنا آسف 
ابتسمت ريم و قالت : شد حيلك بس و لينا كلام كتير 
عمر بمزاح : اطمن يعني ؟
ريم : أيوة اطمن .. بس لو اتكلمت كتير كده هغير رأيي 
عمر : لا خلاص أنا ما صدقت 
اتجهت إليه بسملة و قالت : أبيه عمر .. أنت كويس 
عمر : أنا كويس .. مالك بتعيطي ليه 
بسملة بدموع : عشان أنت تعبان و أنا السبب 
عمر : معقول بتحبيني للدرجادي 
بسملة : أيوة مش أنا طلعت بحبك .. ده أنت محظوظ أوي خلي بالك 
ضحك عمر بتعب و قال : كده كتير عليا 
ثم نظر إلى ريم بطرف عينيه و قال : عقبال ما حد تاني كده يحبني 
ابتسمت ريم بخجل و قالت بسملة 
بسملة : أيوة و تقوم بالسلامه كده عشان نتخانق سوا 
ابتسمت ريم ثم خرجت من الغرفة لتجد كريم و ورد واقفين بصمت و جاءت لتتجه ليهم و لكنها توقفت حين قالت ورد 
ورد : طيب إحنا هنعمل إيه دلوقتي 
كريم : هوصلكم البيت و أنا هرجه لعمر لحد ما يتحسن 
ورد : هنروح الفيلا ؟ 
كريم : أيوة أومال فين .. ما أنا فهمتك كل حاجه أنكم هتفضلوا موجودين في الفيلا الفتره دي عشان خايف مروة تعمل حاجه .. دي تتوقعي منها أي حاجه 
نظرت له ورد للحظات ثم قالت بحزن : يعني عشان كده و بس ؟ 
كريم بتردد : أيوة 
ورد بحزن : طيب يا كريم .. صحيح أنا نسيت أن مهمتي خلصت خلاص 
ريم : مهمة إيه ؟؟ 
التفتت لها ورد سريعاً و كذلك كريم لينظروا إليها بصدمة 
كريم : عمر عامل إيه دلوقتي فاق ولا لسه ؟ 
ريم : أيوة فاق الحمدلله .. مهمة إيه اللي ورد بتقول عليها 
كريم : يا ستي دي بتهزر بس متشغليش بالك 
ابتسمت ورد بتوتر لتأكد على كلامه و لكن ريم لم تقتنع بكلامهم ، دخل كريم إلى الغرفة ليطمئن على عمر و ترك ريم و ورد معاً و بعد لحظات اتجهت لها ريم 
ريم : إنتِ مخبيه عني حاجه يا ورد ؟ 
ورد : لا مش مخبيه 
ريم : أومال إيه اللي أنا سمعته ده .. مهمة إيه اللي قصدك عليها 
ورد : كنت بهزر يا ريم زي ما قالك .. صحيح نسيت أقولك أن كريم طلق مروة خلاص 
ريم بفرحة : بجد !! يعني كده إنتِ بس اللي في حياته صح 
ورد ابتسمت بحزن و قالت : تقريباً 
ريم : إيه تقريبا دي 
ورد : مش عارفه ما يمكن يسيبني زي مروة كده 
ريم : نعم؟! و هو إنتِ بتشبهي نفسك بلي أسمها مروة دي .. دي كانت عينيها بتطلع نار غير كده كريم بيحبك مستحيل يسيبك اطمني 
ورد : ليه بتقولي كده 
ريم : عشان باين أوي عليه يا ورد .. كل حاجه بيعملها بتثبت أنه بيحبك 
ورد : بس كلامه لا 
ريم : إنتِ ليكي بالكلام ولا الأفعال ؟ الأفعال طبعاً ركزي مع دي و بس و سيبي كل حاجه على ربنا 
ورد : و إحنا لينا مين غير ربنا عشان نتوكل عليه ماشي يا ريم .. بس إنتِ إيه أخرة حكايتك دي 
نظرت لها ريم بتوتر و قالت : إيه ! حكاية إيه مش فاهمه 
ابتسمت ورد بخبث و قالت : والله؟ 
ريم : أيوة 
ورد : طيب هتعامل معاكي أنك هبلة و مش عارفه .. عمر بيحبك يا ريم 
الكاتبة ميار خالد 
ريم : أيوة أعمله إيه يعني 
ورد : إنتِ إيه ؟ 
ريم : أنا إيه ؟ 
ورد صاحت بها : ريم مش عايزة استعباط 
ريم : و بعدين معاكي يا ورد إنتِ لسه مصممة تحرجيني 
ورد : أفهم من كده إنك إنتِ كمان بتحبيه يعني ؟ 
صمتت ريم و لم تجاوبها فقالت ورد 
ورد : بتكرهيه يعني ؟ 
قالت ريم بسرعة : لا طبعاً 
ورد ابتسمت بخبث و قالت : طيب يا ستي خلاص يشد حيله هو بس و نفرح بيكم بس اتلمي معاه شوية بقى 
ريم : إيه كل ده أنا لسه موافقتش على فكرة 
ورد : جدعة .. روحي كده و قوليله الكلمتين دول و شوفي رد فعله هيكون إيه 
ضحكت ريم بسبب كلماتها تلك و رجعوا جميعاً إلى غرفة عمر 
______________________________________

وصلت مروة إلى بيتها بعدما فعلت تلك الكارثة في أمير لتجد والدتها جالسة على أحدي المقاعد و علامات الحزن على وجهها فاتجهت إليها 
مروة : بابا فين ؟ 
سحر : راح على شغله .. اطلعي خدي دش و ريحي شوية 
مروة : أنا هطلع أخد دش و أرجع على الفيلا  
سحر : تاني !! و هترجعي بصفتك إيه بقى .. طليقته 
مروة : هروح أخد حاجتي اللي هناك و إنتِ فاكرة إني هسيبها كده ليهم 
سحر : بلاش إنتِ تروحي نبعت أي حد 
مروة : ليه يعني مروحش عايزاهم يفتكروا إني خايفة ولا إيه 
سحر : أنا ميهمنيش كل ده 
مروة : ولا أنا و هروح برضو .. عن أذنك 
ثم صعدت إلى غرفتها و أخذت دش لوقت طويل حتى تزيل تلك الذكريات عنها و خرجت لترتدي ملابسها و قد عادت لأناقتها القديمة ، خرجت من الغرفة و من البيت بأكمله و قد تجاهلت كل محاولات أمها حتى تمنعها ، استقلت سيارتها و اتجهت إلى الفيلا و بعد وقت وصلت لها، ترجلت من سيارتها و دخلت إليها فلم تجد أي شخص و عندما رأتها فتحية اتجهت إليها 
فتحية : مروة هانم .. تؤمريني بحاجه ؟ 
مروة : لا .. روحي شوفي شغلك وابعتيلي بنتك تساعدني في كام حاجه 
فتحية : بس هنا بتذاكر دلوقتي 
قالت مروة بحدة : كلامي يتسمع بلاش جدال ! 
فتحية : أمرك يا هانم
الكاتبة ميار خالد 
ثم اتجهت إلى المطبخ و أمرت ابنتها أن تساعد مروة و بالفعل قد صعدت معها و لملمت مروة أغراضها و عندما انتهت قالت لهنا 
مروة : خدي حاجتي و وصليها عند الباب تحت 
هنا : حاضر 
ثم أخذت حقائبها و نزلت بهم، خرجت مروة من غرفتها بحزن ممزوج بعصبية مكتومه وتجولت في البيت لوقت حتى اتجهت إلى غرفة صابر ! دلفت إليه لتجده جالس على كرسيه في الشرفة ينظر الي السماء 
مروة : عاش من شافك 
نظر لها صابر للحظات ثم أعاد نظرة إلى السماء بعدم اهتمام 
مروة : شكلك لسه متعرفش وإلا كانت نظرة الشماته هتظهر في عينيك أوي ما تشوفني 
نظر لها صابر مرة أخرى بعدم فهم فقالت 
مروة : كريم طلقني! و ست ورد هي اللي انتصرت عليا .. يلا أفرح 
نظر لها صابر بصدمة و عدم تصديق و لكن سرعان ما تسربت السعادة إلى ملامح وجهه ليحتقن وجه مروة بشدة 
مروة : يبقي فعلاً مكنتش تعرف يلا مش مشكلة اديك فرحت مرة على الأقل .. أصل اللي جاي صعب أوي 
نظر لها صابر و قد اختفت تلك الابتسامة من على وجهه 
مروة : و أنت فاكر إني هخليهم يتهنوا كده مستحيل .. هي كسبت كريم آه .. بس أنا هخسرها حياتها ! 
صابر انفعل قليلاً لينتفض من على كرسيه و ضحكت هي بشر ثم أقتربت من أذنه و همست له 
مروة : و مش هقتلها بطريقة غريبة لا .. هقتلها بنفس الطريقة اللي قتلت بيها زهرة ! هقتل ورد و برضو أنت مش هتقدر تعمل حاجه زي يومها ! 
نظرت لها صابر برجاء و قد ظهرت بعض الدموع في عيونه ، مسحت مروة دموعه باستفزاز 
مروة : لا وفر دموعك .. معقول بتعيط من دلوقتي طب أستني لما اقتلها، مش عايزة أطول عليك بقى سلام يا عمي 
ثم خرجت من الغرفة و تركته يبكي بحزن بعد أن تذكر زوجته زهرة 
في المستشفي .. 
أنهي كريم أوراق خروج عمر و الذي أصر عليهم بشدة أن يخرج من هذا المكان رغم تعبه الشديد و لكن قرر كريم أن يحضر له ممرضة حتى تعتني به و كل شيء سوف يحتاجه حتى يتحسن ، استقلوا سيارة كريم و لكن عمر جاء في سيارة الإسعاف و بعد وقت وصلوا جميعاً إلى البيت و تم نقل عمر إلى غرفته و ظلت ريم و بسملة معه و خرج كريم و ورد مع الغرفة و اتجهوا إلى غرفة صابر الذي و ما أن رآهم حتى انتفض سريعاً من على كرسيه لتخونه قوته و يقع على الأرض ! 
ورد : عمي صابر !! 
ثم ركضت نحوه سريعاً و لكن كريم كان أسرع منها ليحمله و يضعه على سريره 
ورد : أنا أسفه والله عشان اختفينا فجأة كده .. كان غصب عننا أنا أسفه إني قصرت معاك كده 
نظر لها صابر بدموع و أمسك يدها سريعاً و ظل ينطق بكلمات غير مفهومة لتنظر له ورد بصدمة 
كريم : أنا نسيت أقولك .. بابا بيحاول يتكلم و ده كفاية عليا بجد .. الحمدلله أنه بيتحسن كده 
نظرت له ورد بابتسامة حنونه ثم احتضنت صابر بفرحة و حاول هو أن يهدأ قليلاً و بعد لحظات أستأذنت و خرجت من غرفته و اتجهت إلى غرفتها بتعب و فتحتها لتتسمر مكانها عندما ترى ما فيها !! 

يا ترا ايه اللي هيحصل ؟؟
توقعاتكم .. آراءكم ؟؟


الفصل السابع والثلاثون من هنا 



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-