رواية رحيل العاصي الفصل الخامس والاربعون 45 والفصل السادس والاربعون 46 والاخير بقلم ميار خالد



رواية رحيل العاصي الفصل الخامس والاربعون 45 والفصل السادس والاربعون 46 والاخير بقلم ميار خالد 





#رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_الخامس_والاربعون

وفي اللحظة التالية فتح حازم الباب ووقفت هي تطالعه بصدمه وعيون متسعه، كيف استطاع هذا أن يصل إلى مفتاح بيتهم وما تلك الجراءة التي يمتلكها!! طالعته بعيون خائفة وقالت: 
- حازم!! أنت بتعمل إيه هنا ودخلت ازاي أصلاً
دلف حازم بسرعه وأغلق الباب خلفه، حاولت داليا أن تصرخ ولكنه أسرع وامسكها جيداً ووضع يده على فمها، وظلت الأخرى تنازع وتدفعه عنها بقوة حتى قال: 
- أنا جاي أتكلم معاكي وأمشي، لو صرختي هأذيكي بجد مفهوم! 
سمعت داليا كلماته ونفذتها والتزمت الصمت، فأبعد الآخر يده عن فمها وامسكها من ذراعها بقوة ثم تحرك بها واجلسها على إحدى المقاعد وجلس أمامها بصمت، طالعته بخوف وقلق حتى قال الآخر: 
- ليه؟ ليه عملتي كل ده إحنا مش أتفقنا نفضل مع بعض 
- أنت ليه مش عايز تفهم ولا تتقبل، ده النصيب ودي الدنيا مش كل حاجه عايزنها بتبقي لينا، الموضوع مش مستاهل كل اللي أنت عامله ده 
- بس أنا بحبك! ده ميستاهلش 
- بس الحب مش بالعافية، والحب نفسه مش كفاية عشان يخلي اتنين يتجوزوا
- يعني إيه؟ 
- يعني الحب مش بيبني بيت يا حازم، وعشان كده أنا اختارت فارس عشان قبل ما أحبه أنا شايفاه أب كويس لعيالي، أنت غلط يا حازم راجع نفسك 
- طب أنا هتغير علشانك بس ارجعيلي 
- مبقاش ينفع خلاص، حازم أنت شخص كويس ومن عيلة كويسة ليه مصمم تضيع نفسك كده، غير كده أن عارف إن عيلتك مكنتش هترضى بيا أصلاً يعني كل اللي حصل ده خير ليه مش عايز تفهم! 
- مش عايز أفهم عشان بحبك، مش قادر أتخيل أنك هتكوني مع حد غيري
- طيب وأنك تأذيني ده حل؟ نفرض أنك اذيتني دلوقتي إيه اللي هيحصل، هتدخل السجن ومستقبلك هيضيع حتى يوم ما تخرج كل الناس هتتجنبك ومش هتبقى عايزه تتعامل معاك، ليه تحط نفسك الزاوية دي! ليه مصمم تخلي نفسك وحش ليه مصمم تكون أناني، لو تفتكر الأنانية دي هي اللي ضيعتني منك، على الأقل فكر في أهلك واللي هيجرالهم
- بس أنا عملت كل ده عشاننا! دي مش أنانيه دي حب 
- أنت كده فاهم غلط، بص يا حازم نصيحه أنت لازم تتغير عشان يوم ما تحب وتتحب تاني اللي معاك متختارش أنها تمشي بسبب انانيتك دي
صمت حازم وظل يطالعها وقد ترقرقت الدموع في عيونه، فأكملت هي وهي تطالعه بابتسامه: 
- أرجوك بلاش تكون وحش أنت مش كده ولا عمرك كنت كده، الشيطان دخل عقلك فتره بس أرجع لعقلك تاني، بلاش تضيع نفسك مش مهم أنا
ثم بكى رغماً عنه ووضع يده على وجهه، فربّتت هي على كتفه رغماً عنها، ثم هدأ الآخر بعد لحظات وقال: 
- حاضر يا داليا، هبعد عنك واتمنالك الخير، بس أنا هتفضل جوايا نار 
ابتسمت داليا ثم قالت: 
- فاكر قريبتك اللي مامتك كانت عايزاك تخطبها وأنت رفضت عشاني، ما تجرب وتديها فرصه
- مش هعرف طول ما أنا عقلي وقلبي معاكي وهيفضلوا معاكي
- ده لوقت بس، سيب كل حاجه على ربنا وبلاش تقفل كل الأبواب على نفسك، وأنا هتمنالك الخير 
ظل يطالعها بدموع، عيونه تكاد تخرج من مكانها وتستقر بكفوفها من كثرة حبه لها، ولكن النصيب لا يعطينا ما نريد في بعض الأحيان، أو تصرفاتنا الغبية قد تكون سبب في ضياع من نحب من بين أيدينا، ثم نعود للبحث على مكاننا بقلبه، بدون أن نعلم أننا من انتزعنا مكانتنا تلك من داخل هذا القلب بطريقة بشعه، بطريقة تجعلنا ننسى وكأننا لم نكن..
نهض حازم من مكانه ثم خرج من البيت، وبمجرد خروجه وتحركه بسيارته وصل فارس إلى بيت داليا ركضاً وصعد إليها بسرعه ليجد الباب مازال مفتوحاً لأن الأخرى من صدمتها تجمدت مكانها، ولم تتحرك لتغلق الباب حتى..
ركض فارس نحوها وقال بقلق وهو يتفحصها: 
- أنتِ كويسة؟ أنتِ قولتي حازم في أخر المكالمة هو هنا!! عملك حاجه 
نظرت له داليا بعيون متسعة وقالت: 
- لا، مشي
طالعها بعدم فهم وقال: 
- مش فاهم؟
قالت داليا بنفس الصدمة: 
- يعني هو كان جاي عشان يأذيني، بس لما اتكلمت معاه أقتنع ومشي
طالعها فارس بشك وقال: 
- متأكدة أنه مشي عشان مقتنع مش علشان يعمل خطه جديدة ؟
- لا، حازم من النهاردة هيشلني من قلبه خلاص، أنا عرفاه
طالعها فارس ببعض الغيرة، فقالت: 
- الحمدلله أنه كل حاجه عدت على خير، ياريت نتحرك دلوقتي ونروح المستشفى عشان رحيل بس ياريت محدش يعرف اللي حصل بالله عليك
أومأ فارس برأسه ثم تحرك معها إلى المستشفى..
الكاتبة ميار خالد 
وبمجرد خروج حازم من البيت، وعندما استقل سيارته أتصل بوالدته وعندما ردت عليه قال: 
- أنا موافق 
قالت والدته بعدم فهم: 
- طب السلام عليكم الأول، موافق على إيه بقى 
حمحم حازم ثم قال: 
- احم، مش أنتِ كنتِ عايزاني أخطب ياسمين بنت خالي أنا موافق
صرخت والدته بفرحه: 
- بجد!! بالله عليك أكلم أخويا يعني 
- آه، كان عندك حق المفروض كنت أدي فرصه أشوفها حاجه تانيه غير قريبتي بس 
لاحظت والدته أن صوته قد تغير قليلاً فقالت: 
- أنت مال صوتك؟؟ أنت بتعيط
قال حازم من بين دموعه: 
- لا أنا كويس متقلقيش، أمشي في الموضوع وبلاش تشيلي همي بس
ثم أنهى المكالمة ووقف بسيارته في إحدى الأماكن وانفجر في البكاء، لا يعرف هل يبكي لأنه تركها ترحل بدون أن يأذيها، أم يبكي لأنها لم تهون عليه أن يمسها بسوء، أم يبكي لأنه سوف يعطي فرصه لواحده أخرى غيرها أن تحتل قلبه، وهل ستتمكن والأخرى قد تمكنت منه لدرجه كبيرة، لم يقدر على إبقاءها بجانبه أو حتى ايذائها، لم يقدر على فعل أي شيء سوى البكاء، ولكن الحمدلله أن جانبه الطيب وعقله المتزن وقلبه اللين قد توهج من كلماتها، ولم يتركها لشيطانه..
يدعو الله أن ينتزع حبها من قلبه، يدعوه أن يقدر على نسيانها، أن يقدر على النظر بعيون غيرها بحب..
                            ***
قال عاصي بخبث: 
- مش أنا لوحدي اللي هقدم أفاده
طالعه عز الدين بتساؤل ثم قال: 
- مين تاني هيشهد ضده؟
ووقتها فُتِح الباب ودلف أحدهم لينظر إليه عز الدين بدهشه، وكان هذا الشخص هو أكرم! الذي يعتبر الذراع الأيمن لشريف..
تقدم منهم أكرم وقال: 
- أنا أعرف كل حاجه عن شريف، المصايب اللي عملها واللي أشترك فيها واللي لسه هيعملها 
طالعه عز الدين بتساؤل وقال: 
- وبتخونه بسهوله كده وتيجي تعترف ضده؟
- أكيد لا، بس هو اللي عمل كده في نفسه وبصراحه مش كل يوم بتيجي فرصه للواحد أنه يكون كويس وشغله نضيف، وأنا ما صدقت أخرج من العالم ده وعاصي قدملي الفرصة دي، مش هقبلها ليه؟ غير كده أنا عارف أد إيه شريف مؤذي عشان كده مش عايز أكون سبب في أذيه أكبر 
نظر عز الدين إلى عاصي بأعجاب، كيف تمكن هذا من غسل عقل هذا الذي يدعى أكرم بتلك الطريقة! لا يجب أن نستهون بهذا عاصي..
ثم خرج الثلاثة وقدم عاصي وأكرم إفادتهم وطلب عاصي أن يرى شريف لأخر مره، دلف إليه في غرفة التحقيق وكانت يدين الآخر مقيدة، جلس عاصي أمامه فقال شريف بسخرية: 
- ما أنت لسه عايش وزي القرد أهو 
- شوف حتى دي فشلت تعملها 
ضحك شريف باستفزاز وقال: 
- حتى لو اتحسبت كذا سنه، هخرج وهجيب حقي منك! 
- لو ليك حق عندي صدقني كان ربنا نصرك عليا! لكن اللي بيكسب في الأخر الخير ومعنى أنك تخسر أنك مكنتش صح من الأول 
- أنت مش قولت اللي عندك وخلاص عملت اللي كنت عايزُه، أمشي بقى 
- كل مره بتأكد أني مظلمتكش، أنا اديتك فرصه أكتر من مره عشان أساعدك عشان تسيب انتقامك ده لكن أنت في كل مره كنت بتضرب أيدي اللي بتتمدلك دي، أنت حر بقى 
صمت شريف للحظات ثم نظر له وقال: 
- أنت بجد بتصدق النهايات السعيدة؟ إحنا في دنيا كلها غدر وخبث وكُره، حتى لو خلصت مني هتلاقي غيري وغيري عايزين ينتقموا منك! بس أتمنى اللي يجي بعدي يكون أقوي عشان يعرف يكسرك! 
- معتقدش، طول ما أنا على حق ومش بأذي حد أنا مش خايف 
ثم نهض من مكانه ونظر إلى شريف للمرة الأخيرة وخرج من الغرفة، ثم خرج من المديرية بأكملها واتجه إلى المستشفى حيث توجد رحيل وكان الوقت قد تأخر قليلاً..
الكاتبة ميار خالد 
في المستشفى..
عادت رحيل إلى غرفتها مجدداً بعدما خرجت من غرفة العمليات، وظلت فاقدة الوعي وقد أخبرهم الطبيب أنها فتره قصيرة وسوف تستعيد وعيها ليست كالمرة السابقة، وصلت داليا ومعها فارس إلى المستشفى وعندما رأتها أمينه اتجهت إليها بسرعه وقبل أن تتكلم تفحصت وجه ابنتها الشاحب وقالت: 
- أنتِ وشك أصفر كده ليه؟
 وضعت داليا يدها على وجهها ثم قالت: 
- مفيش حاجه لا 
ثم نظرت أمينه إلى فارس وقالت: 
- كويس أنك جيت معاها كنت قلقانه تيجي لوحدها في الوقت ده
قالت داليا: 
- هي فاقت صح؟
- غابت عن الوعي تاني؟
- ليه حصل إيه؟!!
فقصت عليهم ما حدث وعودة عاصي مرة أخرى ثم انضموا جميعاً معاً، ودلفوا إلى غرفة رحيل ليظلوا بها حتى تستعيد وعيها، وبعد فتره طويلة نوعاً ما استعادت وعيها وفتحت عيونها ببطيء فنظروا جميعاً إليها بترقب، نظرت إلى وجوههم بتفحص وعندما لم تجده منهم ابتسمت بحزن وقالت: 
- كان حلم صح؟ عاصي مجاش لسه 
وقبل أن يرد بدر عليها دلف عاصي إلى الغرفة، اتجه إليها ثم جلس أمامها وأمسك كفها ودفنه بين يديه ثم قال: 
- يا ستي أقسم بالله ما كان حلم، أنا أهو قدامك 
نظرت رحيل إليه بعيون متسعه ثم قالت: 
- يعني أنا لو عضيتك دلوقتي هتتعور؟
- جربي كده 
ثم وضع يده أمام فمها فقالت هي : 
- شيل إيدك بدل ما اعضك بجد وأنا مش قادرة
ثم قالت بغضب عارم ولكنه ضعيف بسبب حالتها: 
- أنت كنت فين! وإيه الأخبار دي وازاي تختفي كده! أنا قولتلك أول حد عايزه أشوفه لما أفوق أنت! 
- صدقيني كان غصب عني 
قال بدر: 
- طيب أنت ممكن تحكي إيه اللي حصل! 
تنهد عاصي ثم بدأ في سرد ما حدث معه له، وكانت تعبيراتهم تتغير أثناء حديثه، وعندما انتهى طالعته رحيل بضيق شديد وصمتت، نظر لها وقال: 
- مش هتقولي حاجه؟
قالت بضيق: 
- اطلعوا بره، مش عايزه أشوف حد عايزه أفضل لوحدي 
قال عاصي بانفعال: 
- أنا بكلمك طيب ردي عليا!
- مش عايزه أرد عليك! ولا عايزه أشوفك تاني، أنا كنت بموت هنا وأنت رايح تعمل خطط وتنفذ، مفكرتش فيا للحظة حتى! مفكرتش أنا هعمل إيه لما اصحي والاقيك مختفي لا وكمان أنت اللي نشرت الأخبار الكذب أنك اتقتلت! مستني مني اسقفلك مثلاً !  
- مكنش قدامي حل تاني!! كان لازم أعمل كده عشان أعرف ابص لقدام في حياتنا
- وده كان وقت مناسب!! كنت قادر تعمل كل ده في وقت تاني وقت أكون أنا كويسة فيه، اللي أسمه شريف ده بيقع كتير أكيد كنت هتعرف توقعه! أنت سيبتني بين الحياة والموت ومشيت تنفذ خطط وتعمل حاجات مكنش وقتها
نظر لها عاصي بصمت ولم يقدر على الرد عليها، وللأسف قد تعاطف الجميع مع كلماتها هي واقتنعوا أن الحق تلك المرة معها، قالت رحيل: 
- اطلع برا يا عاصي بعد أذنك، عايزه أفضل لوحدي يا جماعه 
ثم نامت مكانها حتى يخرجوا جميعاً، وبمجرد خروجهم وأخرهم عاصي الذي كان يود أن يظل معها ولكنه أحترم رغبتها وخرج، بكت بحزن بسبب ما حدث، أنها لا ترى في الحكاية سوى أنه قد تخلى عنها وتركها في أكثر لحظة كانت هي بحاجه إليه فيها..
ظل يجول المكان أمام الغرفة بضيق، لا يعرف كيف سوف يرضيها حتى تسامحه، فاتجه إلى بدر وقال بانفعال: 
- شوفت كلامها! والله ما كان قدامي حل تاني 
أخذ بدر نفساً عميقاً ثم قال: 
- بص يا عاصي، في الموضوع ده اللي يسمعك يقول معاك حق واللي يسمعها يقول معاها حق، بس أنت لازم تحترم قرارها برضو، هي بالنسبة ليها دلوقتي أنك اتخليت عنها، ومتزعلش مني مكنش وقت كل الأحداث دي ورحيل تعبانة، أنت متخيل أنك سبتها في العمليات ومشيت! دي هتفضل في نفسيتها 
- مكنتش هلاقي فرصه تانيه عشان أخلي شريف يقع، على الأقل دلوقتي هركز لحياتي مع رحيل، وهركز في شغلي تاني، ده كان موضوع حياة أو موت بالنسبالي محسساني إني سيبتها بمزاجي ومشيت! 
- بلاش تضغط عليها برضو عشان هي تعبانة وبراحه كده فهمها وجهة نظرك
زفر عاصي بضيق، ووقتها صدع هاتفه رنيناً برقم غريب! أبتعد عنهم للحظات ثم رد عليه وكان المتصل هو أحمد الذي قال بسرعه بمجرد أن رد عليه عاصي: 
- الو، عاصي 
قال عاصي بتساؤل: 
- مين معايا ؟
- أنا احمد، أنا كلمت عز الدين دلوقتي وهو قالي اللي حصل حمدالله على سلامتك
صمت عاصي ولم يرد عليه ثم قال بعد فتره بانفعال: 
- لو فاكر عشان أنا سحبت شكوتي ضدك ده هيديك الحق إنك تقرب مننا تاني تبقى غلطان، أنا عملت ده بس عشان أنت قولت الحقيقة مش أكتر!
- أنا مش بعمل أي حاجه وحشه والله، أنا بس كنت متصل اطمن عليك وابلغك حاجه 
صمت عاصي لوهله ثم قال: 
- حاجه إيه؟
- أنا هشهد ضد شريف، هقول كل اللي أعرفه عنه في المحكمة ولو في أي أدلة هدور عليها واقدمها برضو
فقال الآخر: 
- تمام على الأقل تعمل حاجه واحده صح في حياتك 
- صدقني أنا اتغيرت عشان ليلى، وأنا هسيب الأيام هي اللي تثبت لك بس بالله عليك خليني أشوفها كل فتره، أنا مش طالب منك أكتر من كده 
زفر عاصي بضيق ثم قال: 
- تمام نعدي الأحداث دي بس 
- تمام، أنا عارف إنك مش هتحتاج مني حاجه بس لو احتاجت أي حاجه كلمني برضو يمكن أقدر أساعدك 
أومأ عاصي برأسه ثم أنهي المكالمة وارتاح نوعاً ما لكلمات أحمد، ثم عاد إليهم وتلك المرة أخذه فارس وتحدث معه على إنفراد، قال: 
- عايزك تهدي كده، وتفكر دلوقتي هتصالح رحيل إزاي 
رد عاصي بانفعال: 
- بس أنا معملتش حاجه! أنا لو غلطت في حقها هراضيها بس بجد أنا مش شايف أني غلطان 
- بس هي أخده على خاطرها، نعمل إيه بقى لازم تراضيها حاول تشوف الموضوع من وجهة نظرها هي 
زفر عاصي بضيق ثم أمسك رأسه وقال: 
- أنا تعبت والله واعصابي مش مستحمله حاجه، لا عندي طاقة اصالح ولا ابرر، أنا قولتلها أسبابي وهي مش عايزه تفهمني ومصممه على رأيها
- مش أنت بتحبها؟
- بموت فيها يا سيدي مش بحبها بس لكن هي كمان لازم تحس بيا مش كده 
- طيب والحل دلوقتي ؟ 
- معرفش بقى أنا تعبت حقيقي ومش عايز أتكلم تاني 
ثم ذهب ووقف بمفرده للحظات حتى يفكر بهدوء، جانب منه يلومه بسبب تركه لها، وجانب آخر يقول إنه محق في ما فعله، شعر بتعب كبير برأسه وبعيونه التي كانت تحرقه بشده، فتحرك من مكانه ودلف إلى غرفتها مجدداً ثم جلس على الأريكة، قالت هي: 
- أنا مش قولت عايزه أفضل لوحدي، بعد أذنك بره 
قال لها عاصي بوقاحه: 
- مش جاي عشان أتكلم معاكي أصلاً أنا عايزه أنام ساعتين وهقوم تاني 
طالعته بعيون متسعه وقالت: 
- وهو مفيش غير الاوضة بتاعتي يعني! 
طالعها عاصي ببرود وقال: 
- أيوة، ياريت تسكتي شوية بقى عشان عايز أرتاح 
ثم نام بجسده على الأريكة ووضع يده على بطنه واليد الأخرى على عينيه، طالعته بغضب ثم قالت: 
- صحيح نسيت أنا بكلم مين، بني آدم مستفز 
ثم أغمضت عيونها لتنام، وعندما تأكد عاصي أنها قد أغمضت عيونها نظر إليها بابتسامه جميلة، وكانت عيونه تشع بالحب لها، ثم قال بداخله: 
- بكره هعملك مفاجأة هتخلي أي زعل يتنسي، بكره هخليكي تلمسي السما بأيدك من كتر ما هتكوني مبسوطة، بكره هقولك أنا آسف بس بطريقتي..
الكاتبة ميار خالد 






#رحيل_العاصي
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_السادس_والاربعون ( الأخير )

- صحيح نسيت أنا بكلم مين، بني آدم مستفز 
ثم أغمضت عيونها لتنام، وعندما تأكد عاصي أنها قد أغمضت عيونها نظر إليها بابتسامه جميلة، وكانت عيونه تشع بالحب لها، ثم قال بداخله: 
- بكره هعملك مفاجأة هتخلي أي زعل يتنسي، بكره هخليكي تلمسي السما بأيدك من كتر ما هتكوني مبسوطة، بكره هقولك أنا آسف بس بطريقتي..
في اليوم التالي..
استيقظت رحيل على صوت ضجه في غرفتها، فتحت عيونها بتعب لترى أمينه ومعها حنان يتحركون من هنا إلى هناك بسرعه وبيدهم الكثير من الأغراض، قالت بتساؤل: 
- إيه اللي بيحصل هنا؟!
طالعتها أمينه بدهشه وقالت: 
- أنتِ صحيتي! معلش مكنش قصدنا نعمل دوشه 
- في إيه طيب 
ابتسمت أمينه ثم قالت: 
- أصل إحنا عندنا فرح النهاردة 
ابتسمت رحيل ثم قالت: 
- كل ده عشان هخرج النهاردة، أنتم سألتوا الدكتور الأول ينفع أصلاً 
- لا مش عشانك خالص 
قالتها أمينه بهدوء فطالعتها الأخرى بدهشه وقالت: 
- اومال عشان مين ؟ 
- عاصي هيتجوز النهاردة 
انتفضت من مكانها بفجعة وقالت: 
- نعم!! هنتجوز إزاي يعني 
- هنتجوز إيه؟ عاصي اللي هيتجوز مش أنتِ
طالعتها رحيل بدهشه وقالت: 
- والله! وهيتجوز مين إن شاء الله 
- سلمى 
قالتها حنان بابتسامه، نظرت لها رحيل بعيون متسعه ثم قالت: 
- وعاصي موافق! أنا مش فاهمه حاجه أنتم بتضحكوا إزاي أصلا، أنا وعاصي مخطوبين! 
قالت أمينه: 
- مش أنتِ طردتيه امبارح، هو أخد الموضوع على كرامته أوي وفركش الخطوبة وقرر يتجوز سلمى وكلنا لازم نفرحله طبعاً 
طالعتها رحيل بصدمه واندهشت من الهدوء التي تتكلم به، ثم أزاحت الغطاء عنها ونهضت بغضب، ولكنها تأوهت بألم بعدها فعادت مكانها واتجهت إليها أمينه وحنان بقلق، قالت رحيل بغضب: 
- أنا عايزه عاصي خليه يجي 
ووقتها دلف عاصي إلى الغرفة ووقف أمامها وابتسامه خفيفة على وجهه، طالعته بغضب كبير ثم نهضت من مكانها وقالت: 
- اللي بيقولوه ده صح؟
- هو إيه ده؟
- أنت وسلمى هتتجوزوا؟!
أبتسم عاصي باستفزاز وقال: 
- مش معقول حتى دي لحقتي تعرفيها، ده أنا بادئ التجهيزات 
طالعته رحيل بعيون منكسرة وقد تكونت بها الدموع: 
- يعني بجد! أنت ما صدقت اتخليت عني في لحظة كده ومشيت! وفي الآخر روحت لسلمى ملقتش غيرها دي مش سالكه! 
- مين قال كده دي طيبة جداً
طالعته رحيل بغضب مرة أخرى ثم قالت: 
- عاصي أنت بتتكلم بجد! بس إحنا مخطوبين 
قال الآخر ببرود: 
- فين ده مفيش دبل في إيدك 
نظرت إلى يدها بسرعه ولم تجد بها دبلته، فتذكرت أنها وقت دخولها للعمليات قد خلعت دبلتها واعطتها لوالدتها فقالت بسرعه: 
- بس أنا قلعتها عشان العملية
- مش مبرر لا 
ظلت تطالعه بغضب ثم بدأت في ضربه بضعف وقالت بجنون: 
- هو بمزاجك تحبني وبمزاجك تكرهني هو في إيه! أنت ليه بتحرق دمي بقى يا أخي حرام عليك 
ووقتها أمسك كلتا يدها وقال بابتسامه: 
- أنا مش فاهم ليه أنتِ مش عايزه تصدقي، طيب يا ستي عشان تصدقي أنا هخليكي تشوفي بنفسك 
ثم أمسكها من يدها وتحرك بها خارج المستشفى، وكان قد أنهى أوراق خروجها وسمح له الطبيب أن يأخذها بشرط المتابعة، فخرج بها بدون أن يتناقش مع أي شخص، كانت الأخرى تصرخ به بغضب حتى يتركها ولكن بدون فائدة، كانت بملابس المستشفى حتى لم يترك لها الفرصة حتى تبدل ثيابها، ثم استقلت السيارة بجانبه بالإجبار وتحرك هو بها إلى أحد القاعات النهارية المطلة على النيل مباشرةً، ظلت تصرخ به حتى قال هو بصياح: 
- أنتِ ممكن تهدي! 
قالت بنفس الجنون والصياح: 
- أنت ليه مصمم تحرق دمي! خلاص مش عايزه أشوف حاجه نزلني بقولك
وبسبب صراخها هذا أضطر أن يضع يده على فمها واليد الأخرى كان يتحكم بها في سيارته، وامسكت هي يده وضعتها تحت أسنانها بقوة فصاح بألم وصرخ: 
- يا بنت العضاضة أيدي!!
نظرت له بعيون متسعة وقالت: 
- أنا أمي عضاضة!! طب نزلني يا عاصي بدل ما أرمي نفسي بقولك نزلني!!
تركها تصرخ ثم أقفل الباب حتى لا تفقد عقلها وتفتحه بالفعل، وبعد فتره وصل إلى تلك القاعة المطلة على النيل، ثم ترجل من السيارة والتف ناحيتها وفتح لها الباب فطالعته بدهشة وقالت: 
- أنت هتخليني أدخل بهدوم المستشفى بجد! أنت مجنون 
صاح بها عاصي: 
- وأنتِ خليتي فيا عقل! إنزلي 
وبالفعل سحبها برفق ودلف بها إلى الداخل، نظرت إلى المكان بعيون لامعه وقد ترقرقت الدموع في عيونها لأنها تمنت لو كان زفافها هي على عاصي وليست سلمى ..
ملحوظة من الكاتبة اللي هي أنا ( رحيل دي هتطلع عيني يعني كل ده ولسه فاكره برضو أنه هيتجوز سلمى، مفيش مخ كده بصراحه عقلها في دنيا تانيه بجد 😂 )
كان المكان مبهج، مزين بالورود البيضاء ذات رائحة الياسمين، وكانت طاولة عقد القران مزينه بطريقة رائعة مع تجانس الأقمشة الحريرية البيضاء مع اللون الذهبي الراقي والمميز الموجود بالكراسي، وتلك الاضواء الخافتة، كان كل شيء يظهر بشكل ساحر..
وفجأة وجدت داليا وفارس أمامها هم أيضاً يتأكدون من الترتيبات، فنظرت لهم بغضب ثم اتجهت إلى داليا وضربتها بخفه على كتفها وقالت: 
- أنتِ بتعملي إيه هنا! ازاي تخونيني كده 
ناظرتها داليا بملامح مبهمة ومستفهمه ثم نظرت إلى عاصي وقالت: 
- الناس قربت توصل والعروسة مجهزتش لحد دلوقتي أنت بتهزر! 
نظرت لها رحيل بدموع وقالت: 
- أنا بكلمك ردي عليا، إزاي تخونيني كده إزاي تجهزي فرح عاصي على اللي ما تسمى دي، طب وأنا أنتِ عارفه إني بحب عاصي!
وهنا صاح عاصي فجأة وقال: 
- بس اثبتي على الجملة دي أنا مش عايز أكتر من كده، والله وعاصي كمان بيحبك 
التفتت إليه رحيل بغضب وقالت: 
- مش عيب عليك لما تكون هتتجوز حد تاني ولسه بتقولي بحبك
أمسكتها داليا من ذراعيها وقالت بعيون متسعة: 
- ده بجد والله ! انتِ كل ده مش فاهمه ؟!!
قالت رحيل ووجها عابس وغاضب لدرجه كبيرة: 
- مش فاهمه إيه ؟!
- إن أنتِ العروسة!
قالت رحيل بنفس الغضب: 
- عروسة مين؟!
- عروسة عاصي! أنتِ العروسة يا رحيل مش سلمى
وفجأة تغيرت ملامح رحيل مائة وثمانون درجه وضحكت ضحكة عريضة لدرجة أن ضحكتها قد أغلقت عينيها وقالت بابتسامة بلهاء: 
- بجد والله
وهُنا أمسك عاصي يدها وقبّلها في كفها ثم قال: 
- رحيل أنتِ ليه غبيه، من أول لحظة شوفتك فيها وأنا انبهرت بغبائك، يعني معقول مفهمتيش كل ده أنه أنتِ ! إزاي جه في دماغك أني ممكن اتجوز حد غيرك أصلاً! 
قالت بعتاب: 
- ما يمكن عرفاك مجنون 
- والله أنا لو بقيت مجنون فعلاً فى ده بسببك، أنتِ مخلتيش فيا عقل 
ابتسمت رحيل بخجل ثم اتسعت عيونها وقالت بفجعة: 
- طب وأنا هحضر كتب كتابي بهدوم المستشفى!!
ضحك الجميع عليها وبسبب خوفها الحقيقي هذا ثم قال عاصي: 
- أنا خلصت كل حاجه، دلوقتي هتروحي مع داليا، البنت اللي هتعملك ميك أب مستنياكي والفستان موجود برضو، كل حاجه جاهزة مكنش فاضل غيرك 
قالت بنفس الصدمة: 
- وبابا وماما! جايين صح؟
نظر عاصي إلى داليا بنفاذ صبر وقال: 
- مشيها من قدامي هغير رأيي وربنا 
ضحكت داليا وتحركت مع رحيل وذهبوا لينتهوا من تجهيز رحيل، وبعدها أتصل عاصي بعز الدين وأخبره أن يأتي هو وعائلته، واتصل بمريم التي كانت تجهز نفسها هي وصغيرتها ليلى وأخبرته أن شادي سوف يأتي بها، ورفضت سلمى أن تأتي معهم.. 
الكاتبة ميار خالد 
وبعد ساعتين..
في تمام الساعة الرابعة عصراً تحديداً
كان المعازيم والصحافة قد وصلوا إلى المكان، ووصلت مريم ومعها شادي وابنتها إلى الزفاف، وتفاجئت بوجود أحمد الذي وما أن رأى ابنته حتى ركض نحوها بحماس وفرحت ليلى بشدة وهي تجلس على كرسيها المتحرك لأن ميعاد فك الجبيرة الطبية لم يأتي بعد، وظل أحمد مع ابنته وتركت له مريم المساحة أن يظل معها وتحركت هي مع شادي في المكان وهي تضع يدها بيده، كانت تشعر ولأول مره أنها تستطيع أن ترتاح الآن من شقاء تلك الحياة فقط وهو بجوارها..
وصل عز الدين ومعه ملك التي قد تأنقت بشده وبيدها مالك صغيرها الجميل الذي يشبه والده بشدة، نفس ملامحه القمحاوية وعيونه مميزة اللون، أقترب عاصي من عز الدين وضحك له بفرحه وألقى التحية على ملك وداعب ابنهم مالك، ثم مال على رأس عز الدين وقال: 
- حصل حاجه جديده؟
- عنده جلسه الأسبوع اللي جاي، بس بنسبة كبيره أنا عارف الحكم خلاص ده على أساس كل اللي قدامي، إحتمال كبير ياخد ١٧ سنه سجن، هو انتهى خلاص، حكايته خلصت
- ربنا يهديه، أنا عايزك تنسى كل ضغط الفترة اللي فاتت وافرح ليا النهاردة وبس 
ضحك عز الدين وقال: 
- ألف مبروك يا صاحبي، ربنا يكملكم على خير يارب 
ووقتها انتبه عاصي لوصول رحيل بسبب صوت التصفيق العالي فالتفت ليرى أجمل فتاة قد رأتها عيونه تتجه إليه وهي بيد عمها بدر الذي قد أدمعت عيونه بشدة بسبب رؤيتها بهذا الجمال، وكذلك أمينه التي بكت رغماً عنها..
كان فستانها هادئ ووضعت طوق من الورد على رأسها مع بعض اللمسات الهادئة من المكياج، كانت تشعر بألم الخياطة ولكن هذا المشهد أمامها قد أنساها كل الألم، أقترب منهم عاصي ببدلته السوداء، كان يبدو وسيما أكثر من أي يوم في حياته، أقترب من بدر وعانقه ثم وضعت رحيل يدها في ذراع عاصي وتحركت معه نحو طاولة عقد القران، قال لها بعيون لامعه: 
- شكلك زي القمر
- وأنت كمان شكلك جميل 
طالعها بعيون غارقة في الحب ثم قال: 
- عايز ابوسك 
ضربته بخفه في ذراعه بخجل وقالت: 
- أحترم نفسك 
- في إيه كلها دقايق وتبقي مراتي 
ابتسمت رحيل بحماس ثم جلسوا وبدأ المأذون في عقد قرانهم، وقد شهد على زواجهم عز الدين وفارس، نظر عاصي إلى رحيل وهو يقول " موافق " وتلك الكلمات كانت تذكرته لدخول حياة جديده في عالمها وقلبها، وكانت كلمة " موافقة " بمثابة بداية جديده لها في دنيا العاصي الذي قد تحول على يدها إلى عاشق مقيد، وليس العاصي الذي قد أعتاد عليه الجميع، كانوا ينظرون لبعضهم بحب وعشق متناسين كل الناس الموجودين حولهم، ثم مال على اذنها وقال: 
- حقك عليا، أنا آسف وبحبك
ثم أخرج الدبلة من جيبه والذي قد أخذها من والدتها والبسها لها في يدها اليسرى، ابتسمت له رحيل ثم أمسكت يده واغمضت عيونها وفتحتها بسرعه كأشارة لمسامحتها، وبعدها صدع صوت المأذون 
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
ووقتها صدع صوت ما يسمعوه " الزغاريد " في المكان، وما أن نهضت رحيل حتى عانقها عاصي بقوة ورفعها عن الأرض بيديه وسط ضحكاتها العالية، ولكنه حاول أن ينتبه قليلاً بسبب الجرح الموجود بقلبها فهي لم تتعافى تماماً ثم أبتعد عنها وقبّلها في رأسها..
واتجه إليه كل الموجودين حتى يهنئوهم، وعندما هنئتهم مريم ومعها شادي وعانقت رحيل، مال الآخر نحوها وقال: 
- مش عقبالنا ولا إيه 
ضحكت مريم بخجل وقالت: 
- قريب بأذن الله 
ضحك شادي ثم أمسك يدها وقبّلها بها فنظرت له بخجل وحب، كم عوض الله جميل وراضي للقلوب المتعبة، كم أن الله لطيف ورحيم بعباده ويعطيهم ما يرضي قلوبهم ويعوضهم عن كل ما راءوه، وعلى جانب عز الدين مالت ملك عليه وقالت: 
- شكلهم حلو أوي بجد ما شاء الله
- وأنتِ شكلك زي القمر، مش عارف أشوف غيرك شوفيلي حل 
ابتسمت بخجل وقالت: 
- عز بطل كلامك ده بلاش تحرجني 
تنهد بحرارة ثم قال: 
- ماشي نروح بيتنا بس 
فابتسمت الأخرى بخجل، وعلى جانب آخر عند داليا وفارس كان الآخر يلح عليها أن يعقدوا قرانهما الآن معهم، فضحكت داليا وقالت: 
- لا أنا عايزه حفله لوحدي مليش دعوة 
قال فارس بإلحاح: 
- يا ستي فرصه أهو أنا عايز أحضن زي عاصي برضو
ضربته بخفه في صدره وقالت: 
- عاصي صبر كتير أنت كمان اصبر 
ثم تحركت من مكانها وتركته يطالعها بابتسامة عاشقة..
أمسك عاصي يد رحيل واتجه بها إلى الاستيدچ، ورقص معها على أنغام أغنية رومانسية أنستهم ما تبقى من عقلهم، وأصبحت عيونهم لا ترى أي شيء سواهم..
شايفه فيك..
كـل حـاجــة حـلــوة أنـا اتـحــرمـت مـنـها..
كـل ضحكـة شفايفي كانـوا مـستـنـيـيـنـها..
كـل إحسـاس بـالأمان كان نـفسي أعـيشـه..
وســط دنـيا غـريـبة ومحدش ضـامـنـها..
لـلــــنـهـايـة
هـتلاقـينـي مـاسكـة في إيـديك لـلـنـهـايـة
أصـلـي مــن قـبـلـك أنـا مـجــرد حـــكـايــة
فـيها خوف وتـعـب وفـيها جـراح كتيره
بــس بـقـى مــسك الـخـتـام إنـك مــعـايــا
نـاسـيـة بـيك
ذكــريـات مـش حـلـوة كـانـت بـتـهـاجـمـني
دنــيـا عــلى أحــلامـي كـانـت بـتـسـاومــني
طـول ما أنـا مـسنـودة على كـتـفـك حـبـيبي
واقفة أنا في وش الحياة دي ومش هاممنى
...
نظرت إليه رحيل بعشق ثم قالت له: 
- بحبك 
فابتسم لها الآخر وقال: 
- أنا مش عارف إزاي كل ده حصل، وأزاي وصلنا لهنا، بس كل اللي أعرفه أني مش هقدر أعيش يوم من غيرك، عارفه أنا بحمد ربنا ألف مرة على اليوم اللي خلاني أفكر بس أعرض شراكه عليكم فيه 
قالت له برفق: 
- عاصي أنت سامحت باباك صح؟ 
صمت الآخر للحظات ثم ابتسم وقال: 
- سامحته ونسيت..
ابتسمت رحيل بحب ثم قالت بخجل: 
- أنا عيشت عشانك، وهكمل علشانك، ومن النهاردة مضطر تستحمل غبائي وجناني بقى 
- استحملهم طول عمري، بس تفضلي تضحكي في وشي بس 
ثم طبع قبله في جبينها وقال: 
- أنا بحبك.. 
ثم عانقها برفق ووضع يده في خصرها ثم التف بها وصرخ جميع الحاضرين بحماس وحب من جمال المشهد، وكان فستانها يلتف حولهم ليظهروا وكأنهم محاطين بداخل ورده ربيعية تتفتح ولأول مره..
وابتعد عنها برفق ثم نظر لها بعشق وكذلك هي..
وقرروا أنهم من تلك اللحظة لم يفترقوا أبداً..
ولم يحققوا الإسم الذي يفرقهم وهو رحيل العاصي..
بل كان هذا الاسم سبب في جمع قلوبهم واسمائهم إلى الأبد في عقولنا..
 هي رحيل ذات الضحكة المميزة والعفوية وهو العاصي الذي قد استطاعت هي انتزاع عصيانه من أعماقه بضحكة واحدة منها.. ولكن الأمر كان كالحرب بالنسبة لهم..
رحيل العاصي.. الكاتبة ميار خالد.. 
تمت بحمد الله 



لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا على التلجرام من هنا 

 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1