رواية عبق الفراشة (الفراشة البيضاء 1) الفصل الرابع 4 بقلم سارة نيل




رواية عبق الفراشة (الفراشة البيضاء 1) الفصل الرابع 4 بقلم سارة نيل 







متنسوش لايك قبل القراءة ❤️❤️

نوفيلا "الفراشة البيضاء"
  
الفصل الرابع 

...... بعد مرور أسبوع على تلك الأحداث السالفة، وبعد ما حدث بآخر وأول لقاء بينهم، فبعد ما قام بذلك الفعل المشين بالنسبه إليها وهي تتجنبه تمامًا ولم تكن ردة فعلها على هذه الفِعلة سوى صفعة قوية مُدوية على إحدى وجنتيه وذهبت مسرعة إلى غرفتها وأغلقت على حالها حتى جاء والدها..
ومنذ هذا اليوم تذهب من الصباح الباكر إلى عملها وتأتي مسرعة بنفس توقيت رجوع والدها وتُحضر الطعام وقد كلفت والدها بتقديمه له..
ولنكن منصفين هو لم يخرج من تلك الغرفة القاصية خلال هذا الأسبوع، والمُثير للعجب أنه قد توطئت علاقة هذا الغريب بوالدها كثيرًا ووالدها العزيز طيب القلب ويثق في الآخرين بسرعة بالغة.. 
_ هتفضلي سرحانة كدا كتير.
هذا ما نطقت به رحمة عندما طال صمتها..
_ تنهدت بتعب ونظرت لصديقتها بحيرة: يعني عايزاني أعمل أيه...
_ جلست رحمة بجانبها وقالت: دا كله علشان باس إيدك 
_ نظرت ليلى إليها بصدمه: إنتي بتقولي أيه يا بنتي... امال كنتي عايزاه يعمل أيه أكتر من كدا، دا إنسان مهزق ومش محترم..
_ تسائلت رحمة بجديه: في أيه يا ليلى ... ايه إللي مدايقك كدا في حاجة تانيه ورا الموضوع ده ... كلميني بصراحة أنا مش تايهه عنك ..
_ نظرت لها بتيهه وهي تستلقي على فراشها: مش عارفه يا رحمة، أنا بجد مش عارفه.. انا بحس إحساس غريب جدًا من ساعة ما شوفت الشخص ده وبدأت أخاف كدا ... حاسة إني مشدودة ليه ومجذوباله ودا مينفعش يا رحمة أبدًا بأي شكل من الأشكال...
وبقطع نفسي من جوا وبعاقب نفسي إن بفكر كدا... مش لازم اكرر غلط زمان، وكدا كمان بخون ثقة بابا فيا .. 
_ إختضنتها رحمه وأخذت تمرر يدها على خصلاتها بحنان صديقة مُخلصة: ليه التفكير ده يا ليلى، كفاية تفكير في الماضي إللي إنتهى لازم تتحدي خوفك ده وتقتليه... انتي معملتيش حاجة غلط ... وبعدين ايه دخل عمو إبراهيم في الموضوع.. 
ليلى: إزاي الماضي فات وعدى دا اخد مني أغلي حاجة في حياتي ودمرنا كلنا... غير كدا بابا ضحى بحياته علشان يربيني وواجه المجتمع كله وهو بيتحدى إن يربيني تربية سَويَّة ويجعل مني إنسانة نافعة..
الناس مسبتوش..، إزاي هتربي بنت وإنت لواحدك من غير أم، البنت بتحتاج حنان ومعاملة خاصة غير تربية الولد..
والكلام ده كله ... بس هو مسمعش كلام حد واتحدي الجميع ورباني بطولة..
وقليل من الأبهات في الزمن ده بقى كدا يا رحمة..
وأنا قدامك أهو تربية أب وحيد، فمش عايزة أخزله أبدًا.. 
رحمة: عندك حق فعلًا يا ليلى... في أبهات بيحتوا بناتهم وبيبقوا أصحابهم وبيكونوا سندهم في الحياة.. وفي ناس تانية الدنيا لهياهم ومفكرين أن الأبوه أأكل وأشرب بس ...
وأمثال عمو إبراهيم قليل جدًا اليومين دول ... علشان كدا كل البنات بتحسدك عليه مع العلم أنهم ما شاء الله ربنا يدي الصحة لأبهاتهم وأمهاتهم ..
بس تربية عمو إبراهيم ليكي وحِكمتة جذبت إنتباه الكل وخليته ينجح بجدارة.. 
ليلى: ربنا يخليهولي .. مخلنيش محتاجة حاجة أبدًا ..
دايمًا كان بيسهر على تعبي ويفضل جامبي حتى بعد ما كبرت، ولما كنت بسهر أذاكر كان دايمًا يسهر معايا.. ويشجعني لكل أحلامي حتى التافهه..
ربنا يِجزيه خير على كل إللي عملو معايا ويجعله في ميزان حسناته ويجعلني بارة بيه.. 
رحمة بمرح: هو إحنا هنقضيها درامة ولا أيه .. قومي يا بت علشان نحضر فرح البت فرح... علشان نطلع كدا ونشهيص..
نفت ليلى: لا يا رحمة ... مش عايزة اخرج، وابقى اباركلها بعدين... 
جذبتها رحمة من الفراش: إنتي هابلة ولا أيه ... والله ما هخرج من هنا إلا وإنتي في إيدي ...
وانا هختارلك إللي هتلبسيه كمان..
ثم فتحت الخزانة وأخذت تبحث إلى أن أخرجت فستان من اللون الأبيض كباقي ملابسها ...
مكون من طبقتين ... طبقة من الحرير الأبيض يعلُوها طبقة من الشِفون المُتناثر عليه بعشوائية نجوم ذهبية صغيرة الحجم... ضيق من الخصر وينساب بإتساع.. 
رحمة: يلا هتلبسي ده ... ثم نظرت لها بتحذير... من غير إعتراض ..يلا ..
قالت ليلى بقلة حيلة: أعمل فيكِ أيه بس... حاضر يا ست رحمة ..
رحمة: يلا وأنا هلبس أنا كمان .. 
بدأت بإرتداء ملابسها البيضاء النقية .. لتكون بيضاء من الخارج والداخل معًا... اكتملت طلتها بحجاب بسيط يحمل نفس اللون.. 
... صفقت رحمة بإعجاب: واوو يا جمالك ويا جمال طلتك باللون الأبيض ... عقبال ما طُلي بفستان فرحك يااارب..
ليلى: وأنتي كمان فستانك جميل يا روما .. اللون السماوي بيليق على وشك جدًا .. وهتجنني الواد ميزو..
رحمة: ميزو هيقتلني علشان إتأخرت وخلل من القاعدة مع عمك حسن وخالتك سحر...
ليلى: ماشي يا اختي هو حد قدك مقضياها فُسح وسرمحة إنتي وهو ... 
دارت ليلى حول نفسها وقالت بحالمية: ميزو حبيبي .. فسحني حتة فسحة إنما أيه ..
ليلى بسخرية: أيوا ميزو حبيبي .. دا أيه الرضا ده... دا كله علشان فسحك ... بتاعة مصلحتك..
لكزتها بكتفها: هو طول عمرة حبيبي يا بت ... بس أنا بحب أناغش فيه..
ليلى: طب يلا يا بتاعة ميزو قدامي..
فتحت الباب وخرجت لتتسمر مكانها عندما وجدته هو ووالدها يجلسون بردهة المنزل ..
همست لها رحمة: أيه يا ليلو .. إنتي هتخيبي ولا أيه 
ثم جذبتها من يدها.... 
رحمة بمرح: إزيك يا عمو هيما .. عامل أيه وأخبارك كدا..
العم إبراهيم بإبتسامة حنونة: يا قلب عمك هيما.. ايه الحلاوة دي ... قمرات ما شاء الله.. 
عقب دخولها تعلقت أعيونه بها ولم يستطيع أنا يحيد عن مرماها..
أخفضت رأسها بخجل من نظراته الثاقبة..
وقالت: أيه يا بابا مش هتيجي معانا تبارك لِفرح..
العم إبراهيم: دا أكيد ... بس كنت بقنع عامر يجي معانا بس رافض .. 
بوسط حرب النظرات التي بينهم كانت هناك أعيون ترصد وتسجل وتُحلل بآن واحد..
ألا وهي المحقق "رحمة" ... 
ليلى: خلاص يا بابا سيبه براحته .. ويلا بينا إحنا علشان منتأخرش على فرح..
إبراهيم: يلا بينا يا بنتي ... ثم وجهه حديثه لعامر: معلش بقى يا عامر هسيبك شويه مش هتأخر عليك والبيت بيتك ...
عامر ومازال مُسلط أنظاره على فراشته البيضاء: ولا يهمك يا عمي خُد راحتك.
تحدثت رحمة بحماس بعد وقوف كلًا من عامر وابراهيم من مجلسهم: إبراهيم باشا محدش هيلبسك الجاكيت دا غيري...
وأسرعت إليه بمشاغبة ومرح .. 
بينما ليلى عندما رأته مقبل عليها زاغت أنظارها في جميع أنحاء الرُدهة وشرعت بالخروج كي لا تتصادم معه إلا أنه عند مروره بجانبها مال على أذنها قائلًا بهمس: بتتجنبيني ليه يا ليلو .... دا كله علشان أيه...
عمومًا لو كنت زعلتك فأكيد من غير ما أقصد.. وأنا أسف..
تسمرت قدميها أرضًا ولم تستطيع تحريكها كي تتركه وتذهب، وتتعجب من نبرة صوته الهادئة وطريقة حديثه معها .. فلماذا ينعتها ب "ليلو"..؟
هذا الهمجي يتصرف بطريقة مريبة..! 
نظرت له بإستغراب واتسعت أعيونها بصدمه عندما وضع بيدها شيء ما ... ثم ابتسم لها ورحل بهدوء.. 
أجبرت قدميها على التحرك ... وخرجت من المنزل مسرعة .. وقفت ساندة ظهرها على الحائط وتأخذ أنفاسها المسلوبة ..
وضعت يدها على قلبها الذي تستطيع سمع دقاته العالية بوضوح...
.... فتحت يدها لترى ما بها .... تفاجئت بشدة عندما وجدت مجموعة من الحلوى ذات نكهة الفراولة التي تعشقها ...
ابتسمت بحب دون أن تشعر، واحتضنت الحلوى لقلبها.. 
: هااا... مش كفاية كدا علشان منتأخرش .
قفزت من مكانها بفزع: أوووف عليكِ، خضتيني يا رحمة.. 
قلبت الأخرى عينيها بتأفأف: ما إنتي إللي واقفه هيمانه يا عيني...
لكزتها بكتفها: اخرصي يا رحمة .. 
_ مش يلا يا بنات وكفاية خناقة بقى ..
ابتسمت ليلى: يلا يا بابا..
وامسكت بذراعة...
رحمة بتذمر: وأنا كمان يا عمو مش هتأنكچني...
ليلى: لا يا رخمة روحي لمازن دا بابي..
ضحك إبراهيم على مشاغبتهم الطفوليه: خلاص يا بنات .. تعالي يا ست رحمة الدراع التاني..ت أنفها ونظرت إلى ليلى بتشفي وأمسكت الذراع الأخر...
لتدبدب الأخرى بقدميها أرضًا ..
لكن سُرعان ما رحلوا ثلاثتهم يضحكون بمرح وسعادة ..
غافلين عن من يقف بالشرفة ينتظر خروجهم كي يبدأ في البحث عن ما جاء من أجله... فالفرصة قد جاءت على طبق من ذهب وربما لا تتكرر.. 
تنهد عامر براحة بعدما رحلوا: كدا أقدر أدور براحتي .. لازم أستغل الفرصة والاقي الورق ضروري ..
ألقى بأنظاره على حجابها الذي بيدة، رفعه لأنفه يشتمه بحب: أنا آسف يا ليلى، سامحيني يا حبيبتي مضطر أعمل كدا ......

يُتبع....


الفصل الخامس من هنا 






 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1