رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي



رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثاني 2 بقلم ميمي عوالي 






 ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
غير مسموح بنقل الرواية او نشرها باى مكان اخر دون الرجوع لى وشكرا
2
#واتقطعت الخيوط 
الفصل الثانى 
اعتدل مراد فى وقفته و نظر لرهف باستغراب و هو يتأملها بفضول و كأنه يراها للمرة الاولى و قال : و يا ترى موضوع ايه ده اللى يخصنى انا و انتى و مايخصش عمى 
رهف بوجل و هى تبدل بين قدميها باضطراب : ما ااانا قلتلك لما تصحى عشاااان نتكلم براحتنا 
مراد و هو يظهر بعض الامتعاض على وجهه : ماشى يا رهف ، نبقى نتكلم بالليل 
لتستدير رهف بسرعة و كأنها تهرب من امامه بعد ان قالت : ااه .. ماشى كده افضل .. بعد اذنك
ليشيعها مراد بنظراته و هو لا يدرى ما الامر ، فهناك شيئا غير عاديا برهف و لكنه لم يحاول التفكير كثيرا و اتجه لينجز ما اراد انجازه
لتعود رهف مرة اخرى الى الاسفل ، و لكنها بدلا من ان تتجه الى مجلس ابيها مع تالا ، اتجهت للبحث عن أمينة حتى وجدتها اخيرا بصحبة زينب فقالت لها برهبة : الله يسامحك يا امينة ، انا مش عارفة سمعت كلامك ازاى 
امينة بفضول : هااا .. طمنينى عملتى ايه
رهف بامتعاض : ادينى عملت زى ماقلتيلى .. تقدرى تقوليلى دلوقتى هتكلم معاه اقول له ايه … انتى دبستينى و انا ماعنديش مواضيع اكلمه فيها اصلا
امينة بتوبيخ : يعنى ايه يبقى مكتوب كتابكم من سنتين دلوقتى و ماعندكيش حاجة تكلميه عنها ، يا رهف يا حبيبتى لازم يبقى فى مابينكم و مابين بعض حوار مشترك
رهف : و هو بقى حتى لو عندى حاجة اكلمه فيها هيقعد يسمعنى
زينب بفضول : و مايقعدش يسمعك ليه .. هو قال لك ايه لما اتكلمتى معاه
رهف و قد بدأ الهدوء يتسلل الى اوصالها : كان عاوزنى اقول له على اللى انا عاوزاه ، بس انا هربت منه ، و قلت له اما يصحى عشان نتكلم براحتنا 
امينة : طب اهو الراجل ماصدكيش و لا حاجة اهو ، شوفى بقى عاوزة تتكلمى معاه فى ابه و قوليله 
رهف بغضب : لا و الله !! ، ده على اساس ان انا كنت محضرة حاجة اصلا عاوزة اكلمه فيها ، ماهى شورتك اللى زى الطين 
امينة و هى تربت على كتف رهف و تقبل وجنتها بمرح : طب خلاص معلش .. ماتقفشيش بس كده ، انا هقول لك يا ستى تقوليله ايه … بس عدى الجمايل بقى 
………………
كانت تالا بغرفتها بعد ان انهت غدائها و بعد ان ابدلت ملابسها ، فامسكت هاتفها و قامت بمهاتفة ابيها الذى قال لها : تالا .. حمدالله على السلامه يا بيبى 
تالا : الله يسلمك يا دادى .. وحشتنى 
سليمان : طمنينى … ايه الاخبار
تالا بامتعاض : كالعادة يا دادى ، مافيش جديد 
سليمان : ايه .. مافيش اى رجا من مراد برضة 
تالا بتأفف : انا مش فاهمة هو معجون من ايه .. عليه كمية برود مش معقولة … فريجيدير متحرك
سليمان ضاحكا : طول عمره تقيل ، بس انا متأكد انك برضة هتقدرى عليه
تالا : انا مش عارفة انت ليه مصمم على الحكاية دى ، و كمان عارف انه كاتب كتابه على الفلاحة اللى اسمها رهف دى
سليمان بمرح : هنكدب من اولها بقى .. بقى رهف فلاحة .. دى صاروخ 
تالا : و لما هى صاروخ ، عشمان ان مراد يسيبها و يبصلى انا ليه
سليمان : لان حبيبة دادى تقدر تنطق الحجر ، انما رهف .. رهف دى غلبانة و مافيش منها اى خوف
تالا : رغم انى حاساها المرة دى متغيرة و غير كل مرة
سليمان بفضول : متغيرة ازاى يعنى 
تالا : يعنى يا دادى .. مش عارفة ، بس برضة فهمنى سر اصرارك على التلاجة اللى اسمه مراد ده
سليمان : لان مراد يا بيبى هيبقى هو المتحكم فى كل الياغمة دى … مدكور سايبله كل حاجة لانه يعتبر الوريث الاكبر ليه بما انه ماعندهوش ولاد شباب  
تالا بمكر : طب بقول لك ايه يا دادى 
سليمان : قولى يا بيبى .. سامعك 
و بعد فترة من الحديث مع ابيها .. يقول سليمان بانشداه : و انتى تقدرى تعملى كده 
تالا بغرور : طبعا اقدر 
سليمان : لو قدرتى عليه هكافئك مكافأة كبيرة اوى 
تالا بابتسامة شيطانية : يبقى تقل جيوبك من دلوقتى يا دادى ، و اوعدك انه هيطلبنى منك قبل ما المشروع ده يخلص
……………………
مساءا كانت رهف هى الاخرى قد بدلت ثيابها و جلست بحديقة القصر و بيدها كتاب ما و هى تطالعه بشغف ، حتى سمعت صوت تالا يقول بسخرية : يا بنتى ارحمى عينيكى ، قربنا نعمللك نضارة كعب كوباية 
لتزيح رهف الكتاب من امام عينيها و تنظر لتالا و لمظهرها الخارج عن الاصول و قالت ببعض الضيق : اهلا يا تالا .. صح النوم 
تالا : ميرسى ، اومال فين مراد و مدكور بية 
رهف : مراد لسه ماصحيش ، و بابا فى اوضة المكتب 
لتنهض تالا من مجلسها مرة اخرى قائلة : طب انا هروح اتكلم مع باباكى شوية فى الشغل على ما مراد يصحى و يفوق
و بعد ان تركتها و مضت باتجاه الداخل التفتت اليها مرة اخرى قائلة بكبر : ااه .. و ياريت تبعتيلى قهوتى على المكتب 
لتبتسم لها رهف بسماجة ، ثم تنهض لتذهب الى الداخل كى تطلب لها القهوة ، لتصطدم بمراد فى طريقها حتى كادت ان ترتد ساقطة على الارض لولا ان تماسكت فى اللحظة الاخيرة ليقول مراد بجدية : ابقى خدى بالك و انتى ماشية 
رهف و هى تزدرد لعابها : حاضر 
مراد : اومال عمى و تالا فين
رهف : فى المكتب ، و كنت رايحة ابعتلهم قهوة ، تحب اطلب لك القهوة بتاعتك بالمرة 
مراد : ااه ياريت
و تركها و ذهب باتجاه غرفة المكتب ، و لكن رهف استحضرت شجاعتها و هتفت باسمه ليتوقف فى طريقه و يلتفت اليها متسائلا : خير .. فى حاجة 
رهف : طلبت منك نتكلم سوا 
مراد متذكرا : ااه .. فعلا .. بس يعنى لازم دلوقتى 
لتنظر له رهف بتردد و تقول : لأ .. خلاص .. مش لازم 
ليمتعض مراد و يقول : طب خلاص … تعالى نقعد برة فى الهوا و قوليلى على اللى انتى عاوزاه على ما اشرب القهوة
رهف بوجل : طب هطلب القهوة و احصلك 
لتلحق به بعد دقائق قليلة و هى تقدم ساق و تؤخر الاخرى حتى جلست امامه فى صمت و هى تركز عينيها على اصابعها المتشابكة على قدميها ، ليقول مراد بفضول : ها … كنتى عاوزانى فى ايه
لترفع رهف وجهها اليه و هى تزدرد لعابها و تقول بتردد : الحقيقة انا كنت عاوزاك فى موضوعين .. مش موضوع واحد ، اااانت ط . طبعا عارف انى فاضل لى حاجة بسيطة و اناقش الدكتوراه
مراد : ااه ، ايه المشكلة  
لتمتد يد مراد ليتناول فنجان قهوته الذى احضرته احدى الخادمات ، و بدأ فى رشفها و هو ينظر بجانب عينيه لرهف التى قالت بدون مقدمات : اولا .. انا عاوزة اشتغل 
مراد و كأنه لم يستوعب حديثها فقال باستيضاح : مين اللى عاوز يشتغل
رهف : انا يا مراد .. انا عاوزة اشتغل 
مراد : و عاوزة تشتغلى ايه
رهف بجدية : انا معايا ليسانس حقوق و كمان ماجيستير فى القانون التجارى ، و مكملة الدكتوراة فى نفس المجال ، لكن عندى هوايتى اللى الكل بيشهدلى بيها من زمان و حابة انى انميها
مراد : انا مش فاهم حاجة … يعنى انتى دلوقتى عاوزة تشتغلى بشهادتك و اللا عاوزة تشتغلى بموهبتك
رهف و هى ترفع اصبعيعا الوسطى و السبابة : الاتنين 
مراد : ده اللى هو ازاى بقى ، ده حتى بيقولوا صاحب بالين كداب و صاحب تلاتة منافق ، و انتى غير الشغل اللى بتتكلمى عنه ده لسه عندك كمان الدكتوراة اللى لسه ماخلصتيهاش ، و اللى قلتى على الغدا انك عاوزة لما تاخديها انك تدرسى فى الجامعة 
رهف بتردد : ماهو ده الموضوع التانى اللى كنت عاوزة اكلمك فيه
مراد : طب مش لما نخلص من الموضوع الاولانى الاول 
رهف : الموضوعين مرتبطبن ببعض 
مراد بتنهيدة : ازاى بقى 
رهف : بخصوص الدكتوراة … عاوزاك تقنع بابا يسيبنى اكملها 
مراد بدهشة : و هو عمى مش عاوزك تكمليها 
لتومئ رهف برأسها بحزن ليقول مراد : ازاى و انتى قلتى ….
رهف : انا قلت اللى قلته ده لمجرد انى ارد على سماجة تالا و كمان احنن قلب بابا عليا
مراد بفضول : طب و ايه اللى خلى عمى يفكر فجأة انه يعمل كده
رهف بخفوت : انت
مراد باستنكار : انا … انا عمرى ما اتكلمت لا معاكى و لا معاه فى الحكاية دى 
رهف بخجل يخالطه شيئا من العتاب : بابا متهمنى انى مهملة فى تعاملى معاك بسبب الدكتوراة 
مراد بامتعاض : مين اللى قال الكلام ده و امتى
رهف بحزن و هى تتلاعب باصابعها : امبارح لما وصل ، و زعق معايا جامد ، انا بحب دراستى و بذلت فيها مجهود كبير ، و عمر ما حد اعترض عليها ، ازاى دلوقتى بعد ماخلاص مافاضلش غير كام شهر ، عاوز يحرمنى انى احقق حلمى اللى تعبت فيه على ماحققت اللى حققته و بعد ما خلاص قربت اوصل لنهايته
مراد بنوع من التعاطف : ماتقلقيش ، بالنسبة لموضوع الدكتوراة .. انا هخليه يسمحلك تكمليها 
لترفع رهف رأسها اليه و تبتسم ابتسامة خلابة قائلة بامتنان : شكرا 
مراد : بس انا موضوع الشغل مش فاهم حاجة من كل اللى قلتيه ، و بعدين انا ما اعتقدش ابدا انك ممكن تقدرى تشتغلى و تتحملى مسئوليات الشغل و تبعاته
لتمتعض رهف من سماعها رأي مراد المبنى على عدم الثقة في قدراتها ، فما كان منها الا ان اغمضت عينيها برهبة مخلوطة ببعض التحدى و قالت بسرعة : انا عاملة اتيليه من اربع سنين 
مراد بعدم فهم : عاملة ايه
لتفتح رهف احدى عينيها بحذر و تقول على مهل : اتيليه
مراد : و بتعملى ايه بقى فى الاتيليه ده
رهف بدهشة : بعمل الحاجة اللى طول عمرى بحبها ، بصمم موديلات 
مراد و هو يحاول استيعاب مقصدها : يعنى انتى بترسمى بس ، و اللا بتنفذى كمان 
رهف و هى تزدرد لعابها : الاتنين 
مراد ببعض السخرية : امممم و يا ترى بقى عاوزة حد يسوقلك الشغل بتاع الاتيلية ده
رهف بكبرياء : الحقيقة لا ، انا محتاجة مكان اكبر انقل فيه ، لان الشغل اتوسع و كبر و اتعرف و محتاجة اعمل فرع فى القاهرة عشان يبقى قريب من العملاء 
مراد بريبة و هو يركز بعينيها : رهف … انتى بتتكلمى بجد  
لتشعر رهف برجفة تسرى باوصالها ، فتكاد ان تكون تلك المرة الاولى التى يولى مراد حديثه معها ذلك الاهتمام لتبتسم فى شرود دون اجابة ، لتتفاجئ بمراد ينهض و هو يقول بجمود : كنت حاسس من الاول انك بتتكلمى اى كلام 
ثم يلتفت استعدادا لتركها و الدلوف الى الداخل و لكنها قالت بحزم ممتلئ بالحزن و الكبرياء فقد احست انه اهان كرامتها : اوعى تكون مفكر ان انت بس اللى وقتك غالى ، انا كمان وقتى غالى ، و اكيد مش هعطل نفسى طول الوقت ده عشان اخترعلك حكاية اتكلم معاك فيها ، و لولا انى محتاجة مساعدتك ماكنتش حكيتلك على حاجة من البداية ، بس عموما … انا بعتذرلك انى ضيعت وقتك الغالى ، و اوعدك انى افضل معتمدة على نفسى زى ما كنت طول عمرى ، بس ياريت ماحدش بعد كده يلومنى انى عايشة مع نفسى و بس ، و ياريت مايبقاش نتيجة غلطتى اللى غلطتها دى لما فكرت انى اطلب مساعدتك ، انى ما الاقيكش روحت حكيت لبابا اللى قلتهولك ، و يبقى بدل ما تساعدنى تخربهالى بزيادة 
لتسرع الى الداخل بعنفوان و غضب تاركة اياه و هو لا يدرى من تلك التى كانت تتحدث معه منذ برهة قصيرة ، فتلك لم تكن رهف و التى لسخرية القدر تعد ايضا زوجته ، و لكنه طوال سنوات عمرهما معا لم يتحدث معها لهذا الوقت الطويل جدا و الذى تخطى الخمسة عشر دقيقة 😏
مراد بذهول : مين دى …. و اتيلية ايه ده كمان ، و مين اللى ….. انا مش فاهم حاجة 
و بعد ان افاق من ذهوله عاد الى مقعده مرة أخرى ، ثم اخرج هاتفه و قام بمهاتفة شقيقته التى اطلت عليه بابتسامتها فى مكالمة فيديو قائلة : مراد … ازيك يا باشا
مراد متبسما : ازيك انتى يا حبيبتى … عاملة ايه و ازى احمد و تميمة 
هدى : الحمدلله . كلنا بخير ، انت عامل ايه وحشتنى اوى و ازى عمو و رهف وحشونى موت
مراد : كلنا بخير ، ايه .. مش ناويين نشوفكم بقى و اللا ايه 
هدى : احمد قاللى ننزل على مناقشة الدكتوراة بتاعة رهف ، لاننا لو نزلنا فى معادنا ، ممكن مانعرفش ننزل تانى وقتها ، فقلنا نخليها نزولة واحدة 
مراد باستنكار : يعنى اقعد كل ده ما اشوفكيش عشان مناقشة الرسالة بتاعة رهف و اللى لسه كمان معادها ما اتحددش
هدى : معلش بقى يا مراد ، ما انت عارف ، لو انا مش موجودة معاها فى يوم زى ده .. مين هيبقى معاها بس ، لو انا اقدر اثق انك هتبقى معاها و تساندها انت و عمى ماكنتش اهتميت كده ، لكن للاسف رهف دايما لوحدها يا مراد … و ده مافيش بنى ادم طبيعى يقدر يتحمله
مراد بامتعاض : و هو المفروض نعمل ايه يعنى مش فاهم
هدى : يا مراد يا حبيبى .. دى مراتك ، يعنى المفروض اقل حاجة لازم تعملها انك تعرف عنها تفاصيل حياتها و تبقى معاها خطوة بخطوة ، لكن للاسف انت فى وادى و رهف فى وادى تانى خالص
مراد بفضول : انتى تعرفى حاجة عن الاتيلية 
هدى بشهقة ذهول : انت عرفت
مراد باستنكار : يعنى انتى عارفة طول المدة دى و ماتقوليليش يا هدى 
هدى بدفاع : صدقنى يا مراد .. لو كنت شايفة انك هتهتم بالحكاية دى او حتى هتقف جنبها كنت اكيد قلتلك ، لكن دى حتى المسكينة خايفة تفرح بيه لا انت و اللا عمو تحاربوها و توقفوا مشروعها اللى طول عمرها بتحلم بيه 
ثم اكملت هدى بفضول .. بس انت عرفت منين 
مراد : هى اللى قالتلى النهاردة ، بس .. مين اللى ساعدها انها تعمل كده
هدى : اعتقد ان هى تحكيلك افضل منى
مراد : يعنى انتى ماعندكيش اى معلومات عن الاتيلية ده
هدى : كل اللى اعرفه انه بيكبر يوم ورا التانى ، و كمان بقى عندها خط تصدير و اسمها مسمع فى محلات ليها اسمها ، انا لسه شارية فستان من الماركة بتاعتها من هنا 
مراد بذهول : رهف !!! ، شغلها بيطلع برة مصر
هدى بتأكيد : ايوة رهف ، رهف اللى طول عمرك انت و عمى بتتعاملوا معاها على انها شئ مهمل و مالوش وجود ، قدرت تعمل لنفسها اسم و مكانة بعيد عنكم تماما و بمجهودها الشخصى 
مراد بتفكير : اكيد فى حد ساعدها .. مين بقى الحد ده
هدى باصرار : قلتلك الافضل ان هى اللى تحكيلك .. اسالها 
مراد بتنهيدة : ماشى .. بس يا ترى بقى الماركة بتاعتها دى اسمها ايه 
هدى بابتسامة امتعاض : اسمها بروكن هارت
مراد باستغراب : و ليه الاسم الغريب ده 
هدى بتنهيدة : يمكن مناسب صاحبته 
ليصمت مراد قليلا ثم قال : طب يعنى انا لو روحت اى محل ملابس حريمى هنا فى الصعيد هلاقى فيه الماركة دى 
هدى : اكيد مش كل المحلات طبعا .. لكن كمان موجودة فى محلات كتير فى القاهرة و اسكندرية 
مراد بعدم تصديق : انتى عاوزة تفهمينى انها حققت الانتشار ده فى الاربع سنين دول بس
هدى : لا طبعا مش كده … رهف حققت الانتشار ده من سنتين فاتوا 
مراد باقتضاب : ماشى … خدى بالك من نفسك و ابقى طمنينى عليكى 
هدى : حاضر يا مراد ، و انت كمان بس كنت عاوزة اقول لك على حاجة 
مراد : حاجة ايه
هدى : حاول تبص لرهف من زاوية تانية غير اللى طول عمركم حطينها فيها ، رهف انسانة جميلة اوى يا مراد … كفاية تهميش ليها لحد كده 
مراد و هو يحاول اغلاق الخط : طب يا حبيبتى انا هسيبك بقى احسن عمى عاوزنى .. ياللا سلام
ليغلق الهاتف و يعيده الى جيبه و هو يزفر بشده ثم ينهض من مجلسه متجها الى مكتب عمه
………………….
كانت تالا قد ذهبت الى مكتب مدكور و قامت بالطرق على الباب برقة و عندما سمعت صوت مدكور يسمح لها بالدخول ، فتحت الباب و دلفت الى الداخل بعد ان اعادت غلق الباب مرة اخرى من وراءها و هى تقول بمرح : بقى كده برضة .. انا بقالى ربع ساعة بحالها بدور عليك 
مدكور : اهلا يا تالا يا بنتى .. اتفضلى 
تالا و هى تجلس على المقعد امام مكتبه : ميرسى يا مدكور بية 
مدكور : ها .. مستريحة فى اوضتك و اللا تحبى اخليهم ينقلوكى فى اوضة تانية 
تالا : ميرسى خالص ، رغم انى كنت اتمنى ان اوضتى تبقى جنب اوضتك انت ، لكن مش مشكلة ابدا ، اى اوضة تحت سقف بيتك جنة 
مدكور بمرح : يا سيدى على الكلام الحلو ، الله يحفظك يا بنتى 
تالا بتبرم : ليه دايما كلمة بنتى دى على لسانك ، انت عاوز تكبر روحك بالعافية 
مدكور : بس انا كبير فعلا
تالا و هى تحدثه من تحت اهدابها بنعومة : انت فعلا كبير بس بقيمتك و بمقامك و بحب اللى حواليك مش بسنك ابدا 
مدكور بابتسامة بلهاء : الله بجازيكى … اللى يسمعك يفكرك بتغازلينى 
تالا بابتسامة لعوب : و هو عيب انى اغازلك 
مدكور ضاحكا بشدة : لاااااا ، انا مش ادك يا بنت سليمان الانصارى 
تالا بهيام : و انت فاكر انك لو كنت ادى كنت عجبتنى كده
مدكور باستنكار : اانا .. عاجبك انتى 
تالا و هى تدعى التنهد : ااه لو قدرت اوصفلك ، لو تعرف انت اد ايه حلم لبنات كتير … مش عارفة انت ليه مكبر نفسك كده … انت لسه فى عزك بس انت اللى دافن نفسك فى الشغل و المشاريع و بس ، ليه ماتعيشش حياتك و تتمتع بيها زى كل الناس 
مدكور برفض : اتمتع ايه بس و كلام فارغ ايه ، ده انا بنتى مكتوب كتابها من سنتين
تالا بمكر : و بكرة تعيش حياتها هى و مراد بالطول و بالعرض و تفضل انت لوحدك من غير انيس و لا جليس ، فى حين انك تقدر من دلوقتى تدور لك على وليفة تكون بتحبك و بتتمنى لك الرضا و الهنا 
مدكور و هو يهذب شاربه باصبعه : و مين بقى اللى بتتمنى لى الرضا دى 
تالا و هى تبعد انظارها عنه : بص حواليك و انت اكيد هتعرف من نفسك
مدكور بمرح : اوعى تكونى تقصدى دادة زينب ، ماهى الوحيدة اللى تليق بيا و بسنى
تالا باستنكار : انت تليق لك ست البنات ، انت عاوز اللى تحبك و تدلعك و تعيشك عمرك اللى فات و اللى جاى 
مدكور : و مين البنت دى اللى ترضى براجل اد ابوها 
تالا باعتراض : بس ماتقولش اد ابوها
مدكور و هو ينظر اليها بفضول : انتى عاوزة تفهمينى ان لو جالك عريس فى سنى .. ممكن تقبلى 
تالا باعتراض : لأ طبعا 
مدكور باستنكار : الله .. اومال ايه بقى ، ده انتى نفسك ماتقبليش بواحد فى سنى
تالا : لان سؤالك كان غلط ، انا عمرى ما اقبل اى واحد ، انا مش عاوزة غير واحد بس و مش فارق معايا سنه و لا شكلة ، انا اللى فارق معايا طبعه اللى بحبه ، اسلوب تفكيره اللى بموت فيه ، طريقة كلامه اللى بتسحرنى سحر ، نضجه اللى بيخلينى بتمنى انه يخطفنى من الدنيا كلها و يهرب بيا بعيد عن العالم و اللى فيه ، طب تعرف .. انا دادى عمال بيقنعنى من سنة فاتت بواحد فى عمرى و من وسطى و كمان له مصالح شغل كتير مع عيلته بس انا مش موافقة ابدا ، تعرف ليه
مدكور و قد فهم انها تقصد مراد : ليه يا ترى 
تالا : لان قلبى و عقلى مشغولين بغيره ، بس للاسف ما اقدرش اصارح دادى بالكلام ده 
مدكور : و يا ترى مين سعيد الحظ اللى شغل قلبك
تالا بتنهيدة : للاسف هو و لا هو هنا ، و بيتعامل معايا على انى لسه صغيرة و مايعرفش انى مابصدق يبقى له شغل مع دادى عشان اصمم انى اتابع الشغل بنفسى ، و اقدر افضل قريبة منه اطول فترة ممكنة 
ليسود الصمت دقائق قليلة و هما يتبادلان النظرات ، و قبل ان يواصلا الحديث كان مراد اقتحم عليهما الغرفة و هو يقول بتجهم : ما تأخذونيش .. اتأخرت عليكم بس كنت بعمل شوية حاجات مهمة 
تالا و هى تنظر لمدكور نظرة توحى بالخجل : ابدا يا مراد براحتك ، انا و مدكور بية لسه ما بدأناش شغل
مراد و هو يقوم بفتح حاسوبه الموجود بمكتب عمه : انا هطبع كل الاوراق اللى محتاجينها حالا ، و هنبتدى على طول 



الفصل الثالث من هنا 





تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1