رواية وانقطعت الخيوط الفصل السابع 7 بقلم ميمي عوالي



رواية وانقطعت الخيوط الفصل السابع 7 بقلم ميمي عوالي 





 سبحان الله و الحمدلله و لا إله إلا الله وحده لا نعبد إلا إياه و الله اكبر

7
#وانقطعت الخيوط
الفصل السابع
كانت تالا يبدو عليها الامتعاض الشديد حين قالت : و يا ترى امينة تبقى شريكتك ازاى بقى 
رهف و هى تنظر الى امينة بحب : احنا شركا بالنص انا بالتصميم و هى بالادارة و التنفيذ
تالا : ايوة .. بس المفروض راس المال بالكامل ……
ليقاطعها مراد قائلا : اعتقد ان مافيش مجال لمناقشة الكلام ده دلوقتى ، الوضع ده قائم من اربع سنين فاتوا ، و فعلا امينة نجحت انها تروح بالاتيلية لحتة تانية خالص
مدكور موجها حديثه لرهف و امينة : المهم انكم تقدروا تحافظوا على اللى وصلتوا له 
رهف بابتسامة : ان شاء الله يا بابا
مدكور : و انا كلمت الناس بتوعنا فى تركيا يتابعوا معاكى العقد بتاعك اللى هتمضيه هناك 
رهف بسعادة : بجد يا بابا 
مدكور : ايوة ماتقلقيش ، دول ناس يبقوا شراكات جاسر ، كان عرفنى عليهم من فترة و اتعاملنا مع بعض اكتر من مرة .. مصريين برضة بس عايشين هناك من سنين ، هيساعدوكم كتير انكم تفهموا الدنيا ماشية ازاى و لو العقود اللى هتمضوها هتبقى محتاجة ترجمة هم هيتصرفوا 
رهف بامتنان : انا متشكرة جدا لحضرتك 
و بعد العشاء ، التف الجميع حول كعكة الاحتفال و هم يعيدوا التهنئة لرهف مرة اخرى ، و اثناء تناولهم للحلوى قال انور موجها حديثه لزينب : بقول لك ايه يا خالتى زينب
زينب : اتفضل يا ابنى .. خير 
انور و هو ينظر لامينة بتحدى : والدتى كانت عاوزة تجيلك البيت تتعرف عليكى 
زينب بطيبة : يا خبر يا ابنى و بتستأذن ، اهلا وسهلا بيها ، تنور وقت ماتحب ، بلغنى بالمعاد اللى يناسبها و انا هكون فى استقبالها
انور لرهف : معلش بقى يا انسة رهف .. هطمع بس انك تسيبيلى خالتى بعد بكرة بالليل على ما الزيارة دى تتم على خير 
رهف بابتسامة خبث وهى تنظر لامينة : الحقيقة يا استاذ انور انا مابقدرش ابدا استغنى عن دادة زينب لحظة واحدة ، لكن لو الموضوع مستعجل اوى كده فزى بعضه.. انا موافقة 
مراد : و هو يعنى لازم فى بيتها هناك يا انور ، ما هنا و هناك واحد 
انور و هو ينظر لامينة بحب : معلش يا مراد لكل مقام مقال زى ما بيقولوا 
مدكور و قد استوعب ما وراء الحديث : انور بيتكلم بالاصول يا مراد ، هو صحيح هنا بيتها و هناك بيتها ، بس الاصول اصول 
ليرتسم الخجل على معالم امينة و هى تحاول الادعاء بان الحديث لا يخصها من قريب او بعيد وسط نظرات التسلية المرحة من رهف و انور لها 
لتقول تالا : انا مش فاهمة حاجة 
لينهض مدكور من مجلسه قائلا : بكرة هتفهمى كل حاجة ، و دلوقتى تعالى معايا هنفعد فى الجنينة عشان كنت محتاج اشرحلك شوية حاجات 
و عندما جلسا بالخارج قالت تالا بدلال : من ساعة ماوصلت بالسلامة و انا نفسى اقول لك وحشتنى و مش عارفة 
مدكور بابتسامة : طب مانتى قلتى اهو 
تالا بامتعاض مقرون بالدلال : تؤ … اول ما شفتك كنت هقولهالك بلهفة اكتر من كده بكتير و اكيد كنت هتحسها اكتر من دلوقتى بعد ماقعدنا و اتكلمنا و كلنا .. يعنى قضينا وقت طويل مع بعض قبل ما اقولها او تسمعها فاللهفة اكيد بردت 
مدكور بعبث : ياترى هتفضلى تقوليلى كلام حلو كده برضة بعد الجواز ، و اللا هيبقى خلاص المولد انفض و كل واحد وصل للى هو عاوزه
تالا بلجلجة و تردد : تقصد ايه بكلامك ده 
مدكور ضاحكا بصخب وبادعاء المرح : اقصد انك هتبقى حطيتينى فى جيبك و ضمنتينى و اللى كان كان و خلاص
لتبتسم تالا و تقول : اوعدك انك هتشوف منى حاجات عمرك ما تخيلت انك تشوفها 
مدكور : و انا كمان .. اوعدك انى هعيشك عيشة عمرك ماكنتى تتوقعيها و لا فى احلامك
تالا و هى تنظر اليه من اسفل اهدابها : قوللى بقى ، عملت ايه مع دادى 
مدكور بسخرية : زى ما دادى حكالك بالظبط
تالا بامتعاض : بس انا عاوزة اسمع منك انت ، بحب اسمعك و انت بتتكلم و خصوصا لو كلامك ده عن مستقبلنا مع بعض انا و انت 
مدكور بضحك : بس كده يبقى هنفضل نعيد و نزيد كتير اوى فى كلام مامنوش اى لزمة ، و عمرنا كمان ما هنتكلم فى المفيد
تالا : طب و ايه بقى هو المفيد ده
ليعتدل مدكور فى جلسته و ينحنى بجذعه مقتربا منها قائلا بجدية شديدة : اسمعى يا تالا .. انا يمكن من ساعة ام رهف الله يرحمها ما ماتت و انا عمرى مافكرت ابدا فى موضوع الجواز ده نهائى ، و كان كل هدفى و تفكيرى ، انى اتطمن على رهف و ولاد المرحوم اخويا لانى ماليش غيرهم فى الدنيا دى ، و لا عندى اعز منهم ابدا و لا هيكون .. و دى اول حاجة لازم تحطيها حلقة فى ودانك من و احنا لسه على البر 
تالا بقلق : تقصد ايه بكلامك ده ، تقصد انى مش هيبقى ليا عندك قيمة زيهم
مدكور : انا ما قلتش كده ابدا .. انا بس عاوزك تفهمى ان رهف و مراد و هدى عندى فى حتة تانية لا يمكن ابدا حد يقدر يهزها او يحركها من مكانها مهما حصل
تالا : طب و انا 
مدكور : انتى هتبقى مراتى ، يعنى وضعك غير وضعهم ، هم من دمى و طول عمرهم اللى راح و اللى جاى اسمهم مقرون باسمى ، لكن انتى …
تالا بوجوم : تقصد انك فى اى وقت ممكن تطلقنى و تبعد عنى و ما ابقاش على اسمك .. مش كده
مدكور : و ليه بس يبقى فى طلاق .. انتى ناوية تعملى مشاكل مع حد فيهم او تعاديهم او حتى تقارنى نفسك بحد فيهم
تالا بدفاع : لا طبعا خالص ، و اديك شايف علاقتى برهف و بمراد عاملة ازاى ، و هدى انا لسه ما اعرفهاش ، و لا عمرى حتى شفتها 
مدكور : خلاص .. تبقى قلقانة ليه ، طالما كل واحد هيبقى فاهم حدوده فين يبقى ماحدش ابدا ممكن يزعل من التانى 
تالا باستسلام : ماشى يا حبيبى .. ها .. فى حاجة تانية عاوز تقولهالى 
مدكور : ايوة 
تالا : يا ترى ايه
مدكور : لازم تفهمى انى راجل غيور بطبعى و نشأتى ، و طبعا لازم دايما تفتكرى انى راجل صعيدى ابا عن جد
تالا بابتسامة دلال : و انا هبقى اكتر من سعيدة بغيرتك دى
مدكور : يبقى لازم تاخدى حذرك و انتى بتتعاملى مع الكل ، و فى كل الاوقات ، و مش عاوزك ابدا تشيلى الكلفة بينك و بين اى مخلوق مهما ان كان هو مين 
تالا و قد بدا عليها التأفف : ها و ايه كمان 
مدكور : لبسك 
تالا بامتعاض : و ماله بقى لبسى كمان ، طول عمرى لبسى كان بيعجبك ايه اللى اتغير
مدكور : كان بيعجبنى صحيح ، بس على اساس انك بنت سليمان الانصارى ، لكن اما تبقى حرم مدكور العزيزى فالوضع مختلف ، انتى هتبقى شايلة اسمى انا مش اسم ابوكى .. فلازم تكونى جديرة بده
تالا باعتراض : و هو اللبس هو اللى هيخلينى جديرة او مش جديرة ، المفروض انى جديرة بقيمتى عندك مش بمظهرى 
مدكور بجدية شديدة و هو يضغط على كل حروف من حروف كلماته : المظهر مهم جدا ، و انا ما ينفعش مراتى تبقى سلعة مكشوفة لكل عين هنا او هناك .. انا عمرى ماكنت و لا هكون راجل ديوث 
تالا باستغراب : ديوث
مدكور : مانتيش عارفة معناها و اللا معترضة على استخدامى ليها
تالا : لا .. ما اعرفش معناها 
مدكور بتوضيح : الديوث ده هو الراجل اللى ماعندوش غيره على حرمة اهل بيته .. مراته بقى .. بنته .. اخته ، حتى امه ، اللى يسيب لحمهم لكل من هب و دب يتفرج و يجرب .. ده يبقى راجل ديوث يا تالا و انا مش كده ابدا و عشان كده انا حبيت انى احطلك النقط على الحروف عشان تبقى كل حاجة واضحة و على نور من البداية 
تالا بشئ من التردد : انت تقصد ان دادى …..
مدكور بحزم : انا ما اقصدش حاجة .. و ده اللى لازم تتعودى عليه من دلوقتى ، انا دايما كلامى واصح و مباشر و يوم ما اكون بقصد حاجة معينة هتلاقيها فى كلامى على طول مش ما بين السطور 
ااه .. و اهم حاجة لازم تفهميها من دلوقتى .. علاقتى بسليمان الانصارى فى الشغل ده شئ انتى كتالا مراتى مالكيش بيه اى علاقة ، و لا سليمان الانصارى رجل الاعمال له علاقة أبدا بتالا مراتى 
تالا : مش فاهمة  
مدكور : كلامى واضح يا تالا .. علاقتى بيكى مالهاش علاقة بشغلى مع سليمان و علاقة الشغل مالهاش علاقة بحياتنا الخاصة 
تالا بلجلجة : اااه طبعا .. من غير ماتقول 
مدكور : يعني متفقين 
تالا بتردد : اااه .. اااه متفقين 
مدكور : انا حبيت بس اوضحلك كل حاجة من البداية عشان ماترجعيش بعد كده تقولى انى ضحكت عليكى 
لتصمت تالا و قد بدأت تلوم نفسها على مازجت نفسها به و لكنها انتبهت على مدكور و هو يسألها قائلا : و انتى .. ماعندكيش اى حاجة تحبى تقوليهالى 
تالا : لأ .. مافيش 
مدكور : عموما انا اتفقت مع سليمان اننا هنكتب الكتاب بعد سفر مراد و رهف 
تالا : هو انت ليه مصمم ان كتب الكتاب بكون بعد سفرهم
مدكور : لان مهما ان كان موافقة رهف على جوازى منك الا انها برضة مش هتبقى مبسوطة ابدا و هى شايفانى بتجوز واحدة تانية 
تالا : تقصد عشان هاخد مكان مامتها
مدكور : ماحدش ينفع ياخد مكان حد يا تالا ، لكن اللى اقصده انى مش عاوز اوجعها و هى لسه بتبتدى حياة جديدة مع جوزها
و عموما بعد كتب الكتاب هخدك و اطلعك رحلة شهر عسل انتى اللى هتختارى مكانها بنفسك و لما نرجع هيكون مراد و رهف كمان رجعوا و هنعمل حفلة ريسبشن نستقبل فيها كل الناس اللى حابين ييجوا يباركولنا .. قلتى ايه 
تالا بدلال : رغم ان دادى كانت امنية حياته انه يشوفنى بالفستان الابيض ، بس انا ماعنديش مانع ابدا 
مدكور : و انا ما قلتش انك ماتلبسيش فستان ابيض .. هتلبسى طبعا و هتتصورى زى اى عروسة ، لكن زفة بقى و فرح و الكلام ده ما اقدرش 
انا هسمحلك تنشرى صورة فرحنا على الميديا كاعلان لجوازنا و اللى هنستقبل المهنئين و المباركين بيه بعد رجوعنا 
تالا : ماشى يا حبيبى اللى تشوفه انا موافقة عليه
مدكور : وبالنسبة لفستان الفرح .. ده هديتى ليكى عشان اضمن انه يكون بالمواصفات اللى انا عاوزها 
تالا بدون مبالاة : اللى يريحك .. مش هتفرق كتير 
مدكور بايعاز : تالا .. احنا لسه على البر .. و قدامنا مش اقل من تلت اسابيع على ما نتجوز .. عاوزك تفكرى كويس فى كل كلمة قلتهالك ، و صدقينى لو اتراجعتى انا مش هزعل منك .. بالعكس ، هحترمك و هعزك اكتر
تالا بدهشة : يعنى معزتى عندك هتبقى اكبر لو ماتجوزناش
مدكور : مش قصدى ابدا .. القصد … فكرى كويس و بلغينى لو غيرتى رأيك
و ما ان حاول النهوض من مجلسه حتى وضعت كف يدها على يده الممسكة بجوانب المقعد و قالت : لازم تفهم ان مافيش اى كلام ممكن يخلينى ابعد عنك بعد كل ده ، انا ماصدقت انى قدرت ابعد خجلى منك و اصارحك بمشاعرى من ناحيتك
ليتنهد مدكور بعمق ثم يقول بابتسامة واسعة : يبقى اهلا بيكى تحت جناحى يا بنت سليمان الانصارى 
فى اليوم التالى .. وصلت هدى الى ارض الوطن و بصحبتها تميمة او كعكة السكر كما يحلو لمراد ان يلقبها ، و كم كانت السعادة تطغى على مراد لملاقاة شقيقته فطالما كانت له كابنته المدلله و برغم اهتمام مدكور الدائم بها الا انه كان يحب القيام بجميع شئونها بنفسه 
و فى السيارة بعد تبادل العديد من عبارات الشوق و السعادة ، قال مراد : عمى قاللى انه كلمك امبارح 
هدى : ايوة فعلا .. كلمنى و حكالى على موضوع جوازه
مراد : و انتى رايك ايه
هدى : رايى مش هيفرق يا مراد و مش هيغير حاجة 
مراد : افهم من كلامك ان الموضوع مش عاجبك 
هدى : الموضوع مايعجبش حد يا مراد ، عارف لو اللى اختارها دى تناسبه سنا على الاقل .. ماعتقدش ان كان ممكن حد يعترض ، لكن دى تقريبا من سنى انا و رهف ، الفرق بيننا حاجات بسيطة اوى 
مراد : عندك حق ، لكن انتى قلتى ايه لعمى
هدى : قلت له نفس اللى قلته لك ده
مراد : قوليلى قولتيله ايه بالظبط
هدى : قلت له رايى مش هيغير شئ و سواء موافقة او معترضة دى حياتك الشخصية ، و طبعا فهم من بين السطور معنى كلامى فقال لى .. اللى انا عاوزه منك انك تصبرى على ماتشوفى النتايج و ماتحكميش بالمظاهر 
مراد : انا كمان عاوزك تعملى كده ، اتعاملى عادى و كأن الموضوع مايفرقش معاكى 
هدى : نفس اللى احمد وصانى بيه ، و ده اللى انا فعلا ناوية اعمله ، و صدقنى اتمنى من كل قلبى ان عمو أمله مايخيبش فى الحكاية دى ، رغم ان رهف صعبانة عليا جدا ، اكيد برضة الحكاية دى مش سهلة عليها ابدا 
مراد بتنهيدة : هى مش سهلة على حد و لا حتى على عمى ، بس كلنا بندعى ربنا انه يبقى خير  
و عند وصولهم الى القصر وجدوا رهف تنتظرهم اعلى درجاته ، لتهبط إليهم مسرعة لتحتضن هدى قبل ان تخرج من السيارة و هى تقول بسعادة جارفة : وحشتينى وحشتينى وحشتينى 
هدى ضاحكة و هى تبادلها الاحضان بحب شديد : مش زى مانتى وحشتينى .. انتى هنا معاكى عمو و مراد و امينة و دادة و كل الناس اللى تعرفيهم و يعرفوكى ، لكن انا مافيش غير احمد و تميمة و بس اللى معايا
لتمسكها رهف من كتفيها قائلة بصدق : انتى عارفة ان كل دول حاجة و انتى حاجة تانية 
لتقبلها هدى بحرارة و تقول ضاحكة : عارفة طبعا ، بس لازم احسسك بمأساتى كل مرة 
لتدور رهف بعينيها متسائلة : اومال تميمة فين 
ليعتدل مراد الذى كان ينحنى بداخل السيارة و هو يحتضن تميمة النائمة فى سبات عميق و يفول بابتسامة جذابة : كحكة السكر نايمة من ساعة ما خرجنا من المطار
لتقترب منه رهف بلهفة و هى تقبل تميمة من وجنتيها و يديها حتى قدميها ، لتقول هدى ضاحكة : خلاص يا بنتى ايه كل ده 
رهف و هى تتناولها من احضان مراد لتضمها الى صدرها بحب و هى تلتهم ملامحها الطفولية الآثرة بعينيها قائلة : كبرت شوية ماشاء الله يا هدى 
هدى : انا قلت لازم نحتفل بعيد ميلادها التالت معاكم و عشان كده جيت بدرى
مراد : احلى و اكبر عيد ميلاد فيكى يا بلد عشان خاطر سمو الاميرة تميمة 
هدى برفض : لأ.. مش عاوزة عيد ميلاد كبير ، عاوزة احنا بس اللى نبقى حواليها عشان تحفظكم بسهولة و تفضل فاكراكم 
ليضمها مراد الى جناحه قائلا : حاضر يا حبيبتى زى ماتحبى ، شوفى انتى عاوزة ايه و انا هنفذهولك بالحرف الواحد
مدكور من اعلى الدرج : و انا هفضل واقف مستنيكم كده كتير و اللا ايه
لتسرع هدى و تعدو و هى تصعد الدرج و ترتمى باحضان مدكور باشتياق قائلة : عمو مدكور … انا ماصدقتش مراد اما قاللى انك واخد اجازة مخصوص النهاردة عشانى 
مدكور بحب و هو يضمها الى صدره مقبلا راسها : و انا عندى اغلى منك اخد له اجازة 
هدى بمشاغبة و هى تتظاهر بتعديل ربطة عنقه : انا قلت هاجى الاقيك زهقت من الانتظار و اتحججت باى حاجة عشان تنزل الشغل 
مدكور بضحك : يا عفريتة و هو انا لو عاوز انزل محتاج اتحجج برضة 
هدى ضاحكة و هى تبادله الاحتضان : الصراحة لا .. مدكور العزيزى لما بيعوز يعمل حاجة بيعملها 
مدكور ضاحكا : كويس انك لسه فاكرة ، و اتصرفوا ياللا صحولى العفريتة الصغيرة دى عشان اعرف اسلم عليها براحتى 
كانت تالا تقف من وراء مدكور و هى تراقب هذا الاستقبال الحافل لتتاكد بان العلاقة بين مدكور وأبناء شقيقه ليست مجرد صلة دم ، بل هى اعلى مرتبة من ذلك بكثير ، و عندما انتبهت لها هدى قالت بحيادية : انتى اكيد تالا مش كده 
تالا بثقة : انتى تعرفينى ! كنت مستنية حد يعرفنا على بعض 
هدى : لا ماتقلقيش .. عمو كلمنى امبارح و عرفنى كل حاجة .. مبروك
تالا بابتسامة دبلوماسية بحتة : الله يبارك فيكى .. ميرسى 
و قبل ان تضيف هدى اى كلمة هرولت مسرعة الى الداخل عندما لمحت زينب و امينة من على بعد لترتمى باحضان زينب و هى تصيح : احلى دادة زينب فى الدنيا كلها وحشتينى مووووت 
زينب ببهجة : حمدالله على السلامه ياقلب دادة زينب وحشتينى و وحشتنى ايامك ، اومال فين تميمة
هدى ضاحكة و هى تبادل امينة هى الاخرى الاحضان : سايباهم بياكلوها برة بس على الله يخلوا لى حتة 
ليمضى اليوم سريعا وسط سعادة الجميع بعودة هدى و تميمة ، اما باليوم التالى فانتقلت البهجة الى منزل زينب حين انتهت زيارة والدة انور بقراءة الفاتحة ، و عندما طلب انور من زينب تحديد موعد لتقديم الشبكة ، صممت هدى ان يكون هو نفس يوم الاحتفال بعيد ميلاد تميمة و الذى يأتى موعده بعد اربعة ايام
و قد لاقى اقتراح هدى استحسان و مباركة مراد و رهف ، و اسعد زينب و امينة ، اما انور فكانت سعادته فى تتويج حبه بالاشهار ليعلم الجميع ان امينة أصبحت زوجة المستقبل 
و فى اليوم التالى كانوا يلتفون حول مائدة الطعام لتناول وجبة الافطار ، و كان مدكور يستعد للمغادرة بصحبة تالا و مراد عندما فالت هدى : كنت عاوزة اقوللك على حاجة يا عمو عشان احنا رجعنا امبارح من عند اميمة و دادة زينب لقيناك نمت 
مدكور : قولى يا حبيبة عمو 
هدى : امبارح انور و امينة قروا الفاتحة 
مدكور بانشراح : ربنا يتمملهم بكل خير
تالا : لايقين على بعض الصراحة 
هدى : و انور طلب من دادة انه يلبس الشبكة لامينة فى اقرب وقت ، و انا اقترحت عليهم يلبسوها فى عيد ميلاد تميمة .. ايه رايك 
مدكور بإماءة من رأسه : رغباتك اوامر يا حبيبتى ، طالما ده شئ يبسطك فانا موافق 
لتنهض هدى من مكانها لتقبل رأس عمها ثم تعود مرة اخرى لمكانها و لتناول طعامها و هى تقول : خلاص انا هخليهم يوضبوا القاعدة فى الجنينة برة هتبقة تحفة 
رهف : بابا .. كنت بعد اذنك عاوزة اشترى هدية لامينة بمناسبة خطوبتها
مدكور : محتاجة فلوس 
مراد متدخلا : ما تشغلش بالك يا عمى بالحكاية دى .. انا هتصرف 
هدى بمشاغبة و هى تنظر لرهف : ايوة يا عم .. يابخت من كان مراد جوزه
ليكسو الخجل وجه رهف و هى تنظر شذرا لهدى التى تنخرط فى الضحك و تشاركها تميمة الضحكات بسجية طفولية جميلة 
لينتهى الافطار و يتجه كل الى عمله 
فى سيارة مدكور .. كانت تالا تجلس الى جوار مدكور و هى يبدو عليها التجهم الشديد ، فقال مدكور : ايه يا تالا .. شايفك مش على طبيعتك النهاردة
تالا و هى تحاول انتقاء كلماتها : الصراحة خايفة اتكلم لا تزعل منى 
مدكور : و هزعل منك ليه .. اتكلمى 
تالا : ربنا خلقنا طبقات با مدكور ، و كل طبقة عارفة اللى ليها و اللى عليها و كنت اما بشوفك تتعامل مع الناس اللى شغالة معاك .. كنت بلاقيك بتتعامل بحزم و جد ، بس الصراحة انا شايفة انكم خالطين الورق اوى فى السراية ، خصوصا مع دادة زينب و امينة 
مدكور : ممكن توضحي كلامك اكتر من كده 
لتقول لتالا باريحية اكتر : يعنى يا حبيبى .. مهما كانت معزتكم للى اسمها دادة زينب دى و بنتها امينة .. ما توصلش ابدا ان رهف تشاركها فى مشروعها و كمان هدى عاوزة تحتفل بخطوبتها فى القصر عندنا 
مدكور بابتسامة : عندنا 
تالا : ااه عندنا ، لانى خلاص بقيت اعتبر نفسى واحدة من اصحاب البيت ، و اللا انا لسه غريبة يا مدكور 
مدكور : لا يا حبيبتى مش غريبة ، بس دادة زينب و امينة دول مش شغالين عندنا
تالا : اومال دول يبقوا ايه غير شغالين
مدكور : لولا ان ربنا ايدلى زينب بعد موت والدة رهف ماكنتش قدرت ابدا اربيها لوحدى ، خصوصا ان شغلنا مابيخلينيش استقر فى مكان واحد اسبوع على بعضه ، و عشان كده استأمنتها عليها و الحقيقة هى كانت اد الامانة و زيادة .. كفت و وفت ، اخدتها فى حضنها و عوضتها و ربتها زى امينة بالظبط ، و عشان كده مابعتبرهاش شغالة أبدا 
تالا : بس توصل انها تساركها فى مشروع ممكن ارباحه بعد كده توصل للملايين
مدكور : الموضوع ده يخص رهف لوحدها ، هى بس اللى تقدر تبت فيه مش حد تانى ، و بعدين المشروع ما ابتداش بملايين يا رهف ، المشروع ابتدى بسيط ، و ماينفعش تشاركها فى التعب بس و اما المشروع ينجح و يكبر بتعبها و مجهودها تقوللها خلاص كفاية عليكى كده مابقيتش محتاجالك 
طول عمر امينة و انور كمان و احنا كلنا بنعتبرهم مننا مش مجرد بيشتغلوا معانا ، و دى فرصة كويسة جدا انك تقدرى تفهمى الكلام ده و تتقبليه 😉

الفصل الثامن من هنا 




تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1