رواية روز الفصل الاول بقلم محمد ابراهيم
بعد يوم متعب خلصت النبطشيه بتاعتي في المستشفى وكنت مروحه انا وصحبتي سلمى على البيت
_بت يا روز
_امم
_تفتكري ممكن يحصل حاجه في اليوم المميز ده؟
_هيحصل اي يعني يا سلمى ده احنا فقر الدهب في إيدينا يبقا تراب
_طب امشي قبل ما الجو يتأخر ونتخطف زاي اللي بيتخطفو
_صح انا مش مستغنيه عن عمري
وبعد ربع ساعه من المشي وصلنا للمنطقه عندنا كانت منطقه جميله الناس فيها بتحب بعض لحد ما من فتره حالات الخطف بقت كتيره وبقينا عايشين في خطر كنا ماشيين انا وسلمى خايفين لحد ما وصلنا للعماره عندنا
_ماتيجي تقعدي معايا يا بت يا روز عندي لب وبيبسي وهنتفرج على فيلم كوري دمار
_امشي يا سلمى الله يرضى عليكي
قطع كلامي معاها صوت الأطفال وهما بيقولو
"العفريت لازم يمشي العفريت لازم يمشي"
كانت اختي رونزي من ضمن الأطفال دول قربت ليهم وقولت:
_عفريت اي يا حبايبي ليه بتقولو كدا؟
رد طفل من الأطفال وقال:
_يا طنط روز في واحد سكن معانا في العماره شكله زاي العفريت بظبط
سلمى رقعت ب الضحكه عشان الطفل قالي يا طنط تجاهلتها وكملت كلام معاه
_مينفعش نقول عليه كدا ده بني ادم زيه زاينا وكل الناس حلوه عشان ربنا هو اللي خلقهم احنا كدا وحشين ومتنمرين ربنا هيزعل مننا
_طب نعمل اي يا طنط روز عشان ربنا يحبنا
_منقولش عليه عفريت ونتعامل معاه كويس وب احترام عشان احنا حلوين ومتربيين
_خلاص انا مش هقول عليه عفريت تاني يا روز
_شاطره يا رونزي هعملك كاب كيك عشان انتي شاطره
_وانا يا طنط
_وانا كمان مش هقول عليه عفريت تاني
_وانا وانا هحبو وهحترمو يا طنط
_شاطرين يا حبايبي هطلع اعمل الكاب كيك واديكم كلكم
قولتها ونزل من العماره شاب الولاد كلهم جريو عليه وهما بيقولوا
_احنا اسفين يا عمو
_انت حلو يا عمو مش عفريت
_احنا بنحبك يا عمو
_متزعلش مننا يا عمو
فهمت من كلامهم إن ده الشخص اللي بيقولو عليه عفريت بصيت ليه وكان . . كان وشه متشوه بس التشويها مش من مياة نار انا دكتوره وافهم كويس في الحاجات دي كذا مكان في وشه فيه تعويره ومتخيط لدرجة إن سلمى خافت منو وشدتني عشان امشي معاها بس ممشتش فضلت واقفه وهي اللي مشيت
انا كنت فاكره انه شاب شكله مش حلو عشان كدا بيقولو عليه عفريت بس الغريبه اني مش حاسه ان شكله وحش عادي شوية تشويهات وتعوير مش اكتر كان طول بعرض عنده عضلات لابس تيشيرت ابيض مبين عضلاته
ابتسم للأطفال وسابهم ومشي .. مشي وهو مستغرب اني مخوفتش زاي سلمى!
طلعت البيت غيرت هدومي لبست جلبية ماما اللي بحبها وبرتاح فيها
ودخلت البلكونه وانا بشرب فنجان قهوه وبكلم سلمى في التيلفون
_ينفع اللي انتي عملتيه ده كسفتي الراجل
_راجل اي يا روز ده أعوذ بالله من الشيطان الرجيم منو ده يقطع الخلف
_عيب عليكي يا سلمى مالو في أي بني ادم زايه زاينا يا دكتوره يا متعلمه يا بتاعت الإنسانيه
قولتها وقفلت السكه في وشها مش عارفه ليه بس زعلت عليه مالو في أي ما هو زاي الفل مفيهوش غلطه
كملت قهوتي وشفته بيركن عربيته تحت العماره ونزل منها مع نظرات اهل المنطقه الي كلها سخريه اغلب الناس بيبصبو ليه بقرف والباقي مش مهتمين
لاكن مكنش مهتم ليهم ولا كأنهم موجودين دخل العماره عادي
بس هما ليه بيتعاملو معاه كدا؟
ذنبو أي انه شكله كدا؟
هو لازم الإنسان يكون شكله حلو عشان نحبو ونتعامل معاه ب احترام؟
اضايقت عليه جدآ ودخلت اعمل الكاب كيك عشان مبحبش اخلف ب وعدي مع الأطفال ووانا واقفه بعملو بابا دخل هو كمان المطبخ يعمل كوباية شاي
_تحب اعملو انا يا بابا؟
_لاء يا حبيبتي هعملو انا انتي شايك ميتشربش
_حبيبي يا بابا . . صحيح أي حوار جارنا الجديد ده؟
_اسكتي يا روز يا بنتي جيه الصبح وأهل المنطقه اتريقو عليه اخر تريقه عمك علاء قالو مينفعش تعيش معانا هتخوف عيالنا وعمك محسن قالو انت مسخ وعزوز قالو انت شيطان الواد صعب عليا اوي
_اوعا تكون قولتلو حاجه يا بابا
_لاء يا بنتي مقولتش ده يبقا حرام عليا رحبت بيه والله وكلمت اهل المنطقه يتعاملو معاه حلو احنا مشفناش منو حاجه وحشه
_دول عالم مريضه بجد مضايقه منهم اوي
_ربنا يهديهم يا بنتي
قالها وخلص الشاي وخرج وبعد شويه كنت خلصت الكاب كيك ونزلت اوزعو على أطفال المنطقه ووعدتهم انهم لو احترموا جارنا الجديد هعملهم حاجات حلوه كتير
وطلعت البيت وبعد شوية تفكير قرارت اني اطلع ليه اديلو من الكاب كيك اللي عملتو ك ترحيب بيه استأذنت من بابا الاول وبعدين جبت طرحه حطيتها على شعري وطلعت ليه
رنيت الجرز ودقايق وفتح ليا الباب
_نعم !
_ازيك انا روز جارتك اللي تحت
_اي المطلوب؟
_مفيش حاجه مطلوبه انا جايه أرحب بيك بس مش اكتر ممكن تتقبل مني الكاب كيك ك ترحيب بيك
_لاء شكرآ مش عايز اتفضلي انزلي
_انت بتتكلم كدا ليه انت غريب اوي على فكرا
_انتي اللي غريبه او مبتشوفيش مش شايفه شكلي مخوفتيش ليه زاي صحبتك وزاي الأطفال وزاي اهل المنطقه؟
_ليه واخاف من اي فيك اي يخوف؟
_انسه روز المبالغه في عدم التنمر يبقا تنمر
_يا ابني انت مبالغه في أي انا حقيقي مش شايفه فيك اي حاجه تخوف
_تمام اتفضلي امشي بقا
_بس انا مصممه انك تاخد الكاب كيك ده النبي وصى على سابع جار ولا اي؟
_الله ما طولك يا روح انتي عايزه اي دلوقتي؟
_تاخد الكاب كيك
_هاتي ياستي هاتي
قالها وخد مني الطبق وقفل الباب
استغربتو شويه وبعدين نزلت
عدت الايام وهو مالوش دعوه ب اي حد في المنطقه بيخرج متأخر ويرجع متأخر ولا بيرد عليا السلام ولا الصباح طلعت ليه كذا مره قبل كدا مره ب فطار ومره ب غدا
انا بس كنت عايزه يعرف إن احنا معاه مش ضده كان صعبان عليا مش اكتر
المره الاخيره زهق مني باين وقرار انه يخوفني فتح الباب وهو قالع التيشيرت جسمه كله كان كله خدوش وجروح وكذا جزء فيه غرز خياطه كان عنده امل اني اخاف منو وابطل اجي ليه بس مخوفتش . .
بالعكس ده صعب عليا اكتر اكيد ده عاني في حياته كتير
بس حسيت على دمي وكرامتي نقحت عليا عشان كل مره كان بيطرني فا مبقتش بروحلو تاني
وانهارده خلصت شغل وكنت مروحه طلع عليا قطاع طرق
رميت ليهم الشنطه وسبتهم وجريت بس كان بيجرو ورايا لحد ما اتكترو عليا وكنت خلاص فقدة الامل اني مش هرجع ل بيتي وأهلي تاني بس اتفجأت بيه بيركن عربيته ونزل منها وهو معاه عصايه حديده ونزل فيهم ضرب
مسك واحد فيهم خنقو ب إيدو وهو بيقول:
_مين اللي بعتك ياض انت تبع مين انطق
سابه من إيده وجري عليا وانا مش عارفه بيجري ليه واتضح إن كان فيه واحد منهم معاه مطوه هيقتلني بيها بس هو فداني الضربه جت فيه هو
قطاع الطرق هربو وهو الضربه جت في دراعو
_اركبي يلا هوصلك
_إيدك بتنزف!!
_مالكيش دعوه بيها اركبي يلا
ركبت معاه العربيه ودراعه لسه بينزف
_انا دكتوره اسمحلي اعالج جرحك
_لاء متشكر
_بس كدا هيتعبك كتير
_متعود عادي
_لاء مانا هعالجك يعني هعالجك
قولتها ودوست برجلي على الفرامل وقف العربيه وهو متعصب وبيقول:
_انتي مجنونه!!
_هعالجك قولت
_مش محتاجه ده جرح بسيط انا بتجرح جروح أعمق من كدا ومش بيجرا حاجه
_وكل الجروح دي ليه انت صايع وبتاع مشاكل؟
قولتها وانا بطلع علبة الاسعافات الاوليه من شنطتي وبدأت اعالج جرحو وكان ساكت متكلمش ولا كلمه لحد ما خلصت
لأول مره اكون قريبه منو كدا خدت بالي من لون عينو لونها بندقي فاتح ورموشه كثيفه لمحت ب عيني مسدس في عربيته بصيت للمسدس وبصيت ليه وقولت:
_انت الظابط السري اللي مبعوت لينا عشان يعرف حوار الخطف صح؟
_ظابط عشان معايا مسدس ؟
ليه متقوليش اني صايع زاي ما قولتي ولا رئيس عصابه؟
_لاء انا مش عبيطه انت ظابط صح قول قول سرك هيكون في بير
مردش عليا فضل سايق في صمت لحد ما وصلنا قدام باب العماره نزلت من عربيته وقولت:
_متشكره جدآ يا حضرت الظابط لولاك مش عارفه كان هيجرالي اي ربنا يخليك ل مصر
قولتها وسيبته وطلعت الأطفال كانو بيلعبوا لما شافو جريو عليه يرحبو بيه