رواية رحم بديل الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم زينب سعيد



رواية رحم بديل الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم زينب سعيد 






 الفصل الثالث والعشرون

آدم بصدمة وهو يضع يده على وجنته: بتضربني يا جدي عشان خاطر ضحى؟! 

الجد بسخرية: لأ، مش عشان ضحى عشان إنت متربيتش، إنت ضحكت على عيلة صغيرة واستغليت حاجتها عشان تخلف منها.

آدم بتبرير: أنا اتجوزتها يا جدي.

الجد بسخرية: عذر أقبح من الذنب، يا بيه، يا محترم، إنت ضيعت البنت ومستقبلها، واحدة عندها 18 سنة يا محترم، خرجت من دراستها وأمها بين الحياة والموت، عايز تتجوز ما تتجوز بس مش زواج مصلحة، جوازتك دي ولا ليها ريحة القيمة وأهو ربنا انتقم من ضحى وبعد ما كرمها ابنها مات، إنت بقى استنى عقاب ربنا.

آدم بدموع: أقسم بالله يا جدي هي اللي جتلي بنفسها، مكنتش أعرف إزاي خلوها توافق وحاولت معاها عشان أعرف وافقت ليه وكنت هديها الفلوس من غير حاجة بس هي اللي وافقت.

الجد بحزم: إنت لازم تصلح غلطك.

آدم بتوجس: إزاي.

الجد بحزم: يعني تدور على مراتك وهيتعملها فرح كبير زي الناس وتكمل دراستها، ده خيار، يا إما تطلقها وتسيب ليها ابنها.

آدم بلهفة: موافق أتجوزها طبعًا، بس هي ترجع.

الجد بسخرية: هي اللي تختار مش إنت يا محترم.

آدم بتردد: بس…

الجد بمقاطعة: مفيش بس، ويلا من غير مطرود، مترجعش من غير مراتك، وضحى خلص معاها يا ترجعها يا تديها كل حقوقها.

آدم بإيجاب: حاضر يا جدي، أوعدك أصلح كل حاجة.      
ليغادر تحت نظرات حزينة من الأب والأم على ما اقترفه فلذة كبدهما.

****

في شقة عبير تستيقظ سحر على صوت جرس الباب، لتنهض بامتعاض وهي تسب وتلعن في من يطرق الباب فهي لم تنم إلّا قليلًا.

لتفتح الباب وتتفاجأ بأحمد، خاطبته بغيظ: عايز إيه على الصبح كده؟ هي نقصاك!

أحمد ببرود: آه يا أختي نقصاني، أنا عايز أفهم إيه العبارة بالظبط، أنا خلاص عقلي هيشت.

سحر بنفاذ صبر: بقولك إيه؟! بعدين أنا منمتش وعايزة أتخمد لما أصحى هكلمك. باشرت في إغلاق الباب لكنه وضع قدمه سريعًا وفتح الباب بغيظ.

لتنظر إليه بصدمة: فيه إيه؟! إنت اتجننت ولا إيه؟

أحمد بغيظ: أنا مش هتحرك من هنا إلا لما أعرف كل حاجة، فهماني ولا لأ؟!

سحر بغيظ: إنزل استناني على أول الشارع، هغير وأجيلك.

أحمد بتوعد: عشر دقايق لو مجيتيش يبقى مترجعيش تندمي.

لتنظر له سحر بغيظ وتغلق الباب في وجهه بعنف وتتجه لغرفتها لترتدي عباءتها على عجالة.
 
****

في شقة ذات مستوى رفيع تجلس سيدة في عقدها السادس من عمرها تقرأ القرآن الكريم بتمعن شديد.

يفتح الباب ويدخل شريف بمرح ويتجه إليها: يا صباح الفل يا ست الكل.
لتصدق والدته وتنظر له بحنان: صباح الورد يا حبيبي.    
لتكمل بمكر: إيه مالك؟ الغزالة رايقة كده ليه؟

شريف بتوهان: شكلي حبيت يا نونو.

حنان بلهفة: بجد؟ هي مين دي يا واد؟ اسمها إيه؟

شريف بحالمية: منى.

حنان بفرح: حلو، منى، هتخطبها إمتى؟

شريف بضحك: لسه يا نونو بدري، أنا لسه عارفها إمبارح.

حنان بتساؤل: عرفتها منين؟

شريف بهدوء: أخت محمد صاحبي، إنتي أكيد عارفاه.

حنان بتذكر: آه ده ما شاء الله عليه، أدب وأخلاق مفيش بعد كده، على خيرة الله.

شريف بهدوء: نستنى شوية يا أمي، إنتي ما صدقتي تخلصي مني ولا إيه؟

حنان بحب: نفسي أفرح بيك يا قلب أمك قبل ما أموت.
شريف بلهفة: بعيد الشر عنك يا ست الكل، هتفرحي بيا إن شاء الله وتجوزيني أنا وعيالي وعيال عيالي كمان.

حنان بضحك: قول أفرح بيك إنت الأول، ويلا بقى حسن الختام.

شريف بحب: ربنا يطول في عمرك يا ست الكل وما يحرمني منك.

****

في مكان آخر.

يقف محمد على كورنيش النيل بشرود تام يطالع المياه الصافية بحزن ويفكر في حاله، هل من الممكن أن يكون إشفاقًا وليس حبًّا كما قال شريف؟ لا يمكن، فهو يحبها منذ أن وقعت عيناه عليها، لا يدري ماذا حدث له؟ فقط كهرباء سرت في كامل جسده، هو لا يعني له هل هي مطلقة أم آنسة، هي فقط من تعنيه وأطفالها سيكونون مثل أطفاله بالتأكيد، لكن المشكلة الأساسية في والديه، لن يوافقا عليها بالتأكيد، يا الله! وأين زوجها هذا؟ وكيف سيطلقها منه بنفوذه هذا؟ على ما يبدو أن هذا الحب محكوم عليه بالإعدام قبل أن يبدأ.

****

في المستشفى.

يقترب الطبيب بحذر من والدة فرح ويتحدث بحذر: إنتي شيفاني يا حجة؟

لتنظر إليه بوهن وتومئ بهدوء.

ليبتسم الطبيب براحة: الحمد لله على السلامة.

ليأتي الطبيب الآخر والممرضة وينظروا إليها بذهول: فاقت؟

ليومئ الطبيب الآخر بابتسامة: أيوة، أنا هروح أبلغ آدم باشا.

ليومئ له ويقترب منها: أخبارك إيه يا حجة؟ حاسة بإيه؟ سمعاني؟
والدة فرح بوهن: فرح.

الدكتور بتساؤل: فرح مين؟

والدة فرح بألم: بنتي. 

الدكتور بعملية: دلوقتي آدم باشا ييجي لأنه هو المسؤول عن حضرتك ويقولنا فين بنتك، بعد إذنك.     
لينظر للممرضة بتحذير: خليكي جنبها.

الممرضة بطاعة: تمام يا دكتور. ليغادر الطبيب فتقترب منها الممرضة بفضول: الحمد لله على السلامة، ده آدم باشا هيفرح جدًا إنك فقتي، ده كان مكهرب المستشفى عشانك.

والدة فرح بتساؤل: آدم مين؟

الممرضة باستغراب: صاحب المستشفى دي، هو اللي جاب حضرتك هنا وموصي الكل عليكي.

والدة فرح بحيرة: بس أنا معرفش حد اسمه آدم.

في منزل ضحى.

يرن آدم الجرس ببرود تام لتفتح رقية الباب وتنظر له بسخرية: أهلًا بجوز بنتي، ولا أقول طليقها؟

آدم ببرود: طليقها يا خالتي.

رقية بغيظ: إنت جاي تفرسني يا ابن عليا ولا إيه بالظبط؟ عاوز إيه؟

آدم ببرود: عايز ضحى.

رقية بتكبر: مش طلقتها؟ عايز منها إيه؟

آدم ببرود: مش عايز منها حاجة، ويا ريت تبلغيها إن الفيلم الحامض اللي عملته عند أهلي اتكشف، مش أنا اللي يتمسك عليا زلة ولا يتكسر عيني، وآه، بكرة بإذن الله هبعتلها المحامي بتاعي معاه ورق الطلاق وشيك بكل مستحقاتها، سلام يا خالتي.
ليغادر آدم تاركًا رقية فاغرة فاها من حديثه، فآخر ما كانت تتوقعه أن يكون طلاق آدم لابنتها جِدّي لهذه الدرجة.
لتدخل سريعًا وتخبر ضحى بزيارة آدم لتصدم هي الأخرى وتتوعد له بالشر.

****

في سيارة آدم.

يقود آدم سيارته وعلى وجهه ابتسامة راحة لا يدري لم، لكنه يشعر أن همًّا كبيرًا قد انزاح من فوق صدره.

ليرن هاتفه برقم الطبيب المعالج لوالدة فرح ليرد بلهفة ويخبره الطبيب أنها أفاقت من الغيبوبة وحالتها في أفضل حال، يغلق معه بعد إخباره أنه في الطريق إليه، أغلق الهاتف لتتسع ابتسامته، فقد تبقى أن تعود فرح ويسلك المسار الصحيح في حياته، لكن ما يعكر صفو ذهنه هو أين هي فرح وأين سيجدها من الأساس؟ فقد اختفت، لا يدري أين يمكن أن تكون؟

****

في أحد المقاهي.

تجلس سحر بامتعاض مع أحمد، تسرد له كل شيء.

ليتحدث بصدمة: يا ولاد الجنية! بقى أخدتوا الفلوس دي كلها وأنا أمك تديني ملاليم؟!

سحر بغيظ: ما هو قرك ده اللي ودانا في داهية يا أخويا.

أحمد بغيظ: ليه يا أختي؟ إيه اللي حصل؟

سحر بغل: فرح هربت يا أخويا وحصل اللي حصل وأمي أنا اللي لبستها.

أحمد بشماتة: أحسن، تستاهل، أمك دي بصراحة عقربة.

سحر بغيظ: بقولك إيه؟! لم الدور وإتلم كده.

أحمد بنفاذ صبر: إتلميت، المهم هتعملي إيه في موضوع جوازنا؟
سحر ببرود: لما أفكر.   
لتنهض ببرود: يلا معطلكش، سلام.

لتغادر سحر بغرور تحت نظرات أحمد الحانقة، ليردد بتوعد: صبرك عليا يا سحر، إن ما وريتك.

*****

يصل آدم للمستشفى ويتجه للطبيب للاطمئنان على حالتها وبعدها يتجه إليها ليطرق الباب ويدخل.

لتتحدث الممرضة: اتفضل يا باشا نورت، بعد إذنكم هسيبكم براحتكم.

لتنظر والدة فرح بتعجب: إنت مين يا ابني؟

ليأخذ آدم نفسًا عميقًا ويتحدث: أنا آدم العمري جوز بنتك.

والدة فرح بصدمة: آدم العمري…


الفصل الرابع والعشرون من هنا 





بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-