رواية الأخوين وقصر الفضه الفصل الثاني 2 بقلم كاتب مجهول

 

رواية الأخوين وقصر الفضه الفصل الثاني بقلم كاتب مجهول

#الأخوين_وقصر_الفضة
الجزء الثاني

دخل الفقير للرواق ،ونظر يمينا وشمالا ،فرأى سبعة أبواب عليها زخارف بديعة ،فمدّ يده ليفتح إحداها ،لكنّه تذكّر وصيّة البنت ،ومشى حتى إقترب من الباب السّابع ثمّ فتحه ،ووقف ينظر بدهشة إلى أكوام الفضّة، فأخذ كيسا وملأه إلى الرّبع، ثم وضعه على ظهره ،وخرج .

 لمّا رأته بنت الغولة قالت له : لأنّك لم تكن طمّاعا ،ستفوز بما حملته ،وهو حلال عليك ،و لو ملأت الكيس لما تمكّنت من الإبتعاد عن القصر،ولعثرت عليك أمّي ،وقتلتك !!! أجابها الرّجل: طول عمري عشت فقيرا ،وما كنت أحلم به ليس الثّراء بل أن أشبع من الطعام أنا وإمرأتي ،وأطفالي .

قالت مسعودة : إذا أحسنت التّصرف فيما حملته فلن تعرف الفقر !!! والآن إذهب في أمان الله وسأدّلك على الطريق في هذا الظلام الدّامس .

بعد نصف ساعة توقّفت الفتاة، وقالت له :واصل في هذا الإتّجاه ،وستبلغ أوّل أشجار الغابة ،أمّا أنا فسأجري للقصر قبل أن ترجع أمّي من الصّيد .

جلس الرّجل ليستريح قليلا ،وهو لا يصدّق نفسه ، ثم واصل طريقه ،ولمّا طلع الصّباح ذهب إلى السّوق ،واشترى حمارا وعشرة عنزات ،وطعاما ثم ركب حماره ورجع إلى بيته و من بعيد شاهد أولاده يقطعون بعض الجذور والأعشاب ،ولمّا رأوه، رموا ما في أيديهم ،وجروا نحوه ،وهم يتصايحون ،وقالوا له: إنّنا نحسّ بالجوع يا أبي !!! فردّ عليهم وهو يبكي :ستأكلون وتشبعون ،ثم فتح الباب، وقال أين أنت يا امرأة ؟

 تعالي، فالدجاج المشوي لا يزال ساخنا ،وهناك الخبز والزيتون والفلفل، فلمّا سمعت صوته بدأت تزغرد ،ثم مدّ الجميع أيديهم ،وأكلوا ،قال الصّبيان لأمّهم :لقد رجع أبي بقطيع من الماعز، وهو يرعى قرب الدّار ،فنظرت إلى زوجها باستفهام، لكنّه أجابها: سنعدّ برّادا من الشّاي على الكانون ،وسأحكي لك عن كلّ شيء .
وقفت المرأة أمام الشّباك،وأطلت على العنزات والحمار ،ثمّ قالت :ما أعجبها من حكاية لا تخطر على بال!!! لكن أخبرني ماذا تنوي أن تفعل بهذا القطيع ؟أجابها زوجها : سنأخذ الحليب، ونصنع به جبنا وزبدة ،وسأنزل وأبيعها كلّ صباح في السّوق، أمّا باقي الفضّة فسنصلح بها هذه الدّار الخربة ، ونأثّثها بأحسن الأثاث !!!

 أجابته : أليس هذا كثير علينا ؟ قال لها : الله يرزق من يشاء دون حساب ،ولن تذهبي بعد اليوم إلى زوجة أخي ،فهي ليست أفضل منك . وراجت تجارة الرّجل وإمرأته ،وكبر القطيع ،وأصبح فيه الخرفان والأبقار والماعز ،،بعدذلك اشتريا الأرض التي بجوارهما ،وزرعاها بالقمح والشّعير .وتحسّنت حالهما ،وحوّلا الدّار إلى قصر.

في أحد الأياّم قالت امرأة الأخ الغنيّ لزوجها : لم يعد أخوك يأتي إلى هنا ،لا هو ولا إمرأته، هل تعتقد أنهما بخير ؟ أجابها :وما يعنيني من أمره ؟فقد كان أبي دائما يفضّله عليّ ،لكن في النّهاية نجحت أنا ،وبقي هو معدما !!! كانت المرأة تعرف سوء زوجها ،لكن لم تكن تتخيّله بتلك الصّفة ،فأخذت خبزتين، وشيئ من الخضار ،وقصدت دار سلفتها ،ولمّا شاهدت القصر والضّيعة قالت في نفسها : دون شكّ لقد أخطئت في العنوان !!! ولمّا سألت رجلا عن دار فلانة، أشار إلى القصر ،وهمس :يقال أنّ زوجها عثر عن كنز ،والله أعلم .،فرجعت تجري إلى زوجها ،وأخبرته بما رأت وسمعت ،فتعجب ،وصاح : هذا لا يمكن ،لا بد أن أعرف منه سرّ ثرائه ،ثم ذهب إليه محملا بالهدايا ،وإستدعاه إلى وليمة كبيرة في داره .

ففرح الأخ الفقير ،وإعتقد أنّ أخاه الكبير قد تاب عن فعل الشرّ، وفي المساء ذهب مع زوجته وأولاده ،فأكلوا وشربوا، وبعد الطعام قال الأخ للصّبيان: تعالوا سأريكم شيئا مسلّيا ،ثم عاد بمفرده ،ولمّا سأله أبوهم: أين ذهبوا ،أجابه : إن شئت رؤيتهم ،فاخبرني عن مكان الكنز !!! تظاهر الرّجل بأنّه لا يفهم ،فغضب أخوه،و قال: لا تحاول خداعي !!! لكن المرأة صاحت: سأخبرك بكلّ شيئ، وبعد أن حكت له القصّة،فتح دهليزا مظلما، وأطلق الصّبيان . وفي الصّباح تجهّز الأخ الغنّي، ووضع على حماره زنبيلين كبيرين ،عزم على ملئهما بالفضّة،ثمّ ركب عليه ،وقصد غابة القصر ...
...
يتبع الجزء الثالث والأخير


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1