رواية بنت ابو على الفصل الثاني بقلم شيماء الصيرفى
(٢)
_ يوسف برة وعاوز يقابلك .
قالتها نور اختي ،استغربت إيه اللي جابه دلوقتي فسالتها وقلت ...
_ يوسف خطيبي .
رد عليا وقالت ..
_ أه، يلا البسي وطلعي بسرعة ،شكله متعصب أوي.
نهت نور كلماتها وخرجت، قفلت مصحفي وبدلت هدومي وخرجت ، اتفاجئت بشكل يوسف ،أول مرة اشوفه كده ، كان باين علمات التعجب على وشي .
لما دخلت قعدت قصاده ،خرج بابا وساب الباب مفتوح ، وأول مخرج لاقيت يوسف قام وقعد على الكرسي اللي جمبي ، مديلي موبيله .
أخدته منه بتوتر وأول ممسكته لاقيت صورتي مع مازن وللأسف كنت مقربه منه وكان وضعي مش كويس خالص ،بالإضافة لشكل لبسي وقتها .
بلعت ريقي بتوتر وخوف وقلت ..
_ هفهمك .
قطع كلامي وقال ..
_ يعني الصورة دي حقيقي؟
هزيت دماغي بأه ودموعي بتتسابق .
بصلي بغضب وقلع دبلته وحطها قدامي وقال ...
_ للأسف انا مرضاش أم ولادي تبقى بالمنظر دا .
جيت اتكلم سابني وقام ، قعدت مكاني أعيط بكسره ، دخل أهلي عليا بعد مخرج وشافوا الدبلة طبعًا سألوني وللأسف مقدرتش اخبي وحكيت كل اللي حصل .
كانت صدمة أهلي كبيرة فيا خصوصًا انهم كانوا بيثقوا فيا جدًا ،قلتلهم كل دا حصل قبل متغير، وهو كان سبب تغيري، قلتلهم على محاولاته إنه يرجع يكلمني .
لكن للأسف سابوا كل دا وركزوا على اللي حصل في الماضي ،نتيجة اللي حصل ثقتهم اتهزت وبقيت أحس انهم بيشكوا فيا .
ماما بقت تسألني هروح فين وهرجع أمتي غير الأول، أوقات كتيرة كانت بتيجي معايا الأكاديمية واكنها خلاص مبقتش واثقه فيا .
كل دا أثر فيا وفي شخصيتي بقيت ضعيفه وثقتي في نفسي اتهزت ،استغربت ليه كل دا يحصل دلوقتي، ليه مازن يظهر في حياتي بعد مالموضوع دا اتقفل بسنة ونص ،ليه يظهر قبل كتب كتابي بأسبوعين وكل حاجة تبوظ .
كنت زعلانه أوي وقلبي مفهوش جزء سليم، لما يوسف سابني وقالي إنه مش عاوز أم ولاده تبقى كده، كنت منهاره ومش مصدقه إني هنت عليه ، مش مصدقه إن حبي اللي كنت بشوفه في عيونه ميغفرليش خالص .
الوحيدة اللي كانت بتدعمني هي هدى فضلت تصبر فيا وتقولي تعاملي مع كل دا إنه ابتلاء ربنا ليكي ، فضلت تذكرلي قصص كتيرة عن الإبتلاء قالتلي أكيد الترتيب اللي حصل دا لحكمه معينه احنا منعرفهاش.
هي الوحيده اللي وقفت جمبي وساعدتني استرد ثقتي بنفسي ،ساعدتني استرد علاقتي بربنا اللي أهملت فيها .
نصحتني أملى وقتي أكتر بحيث مفكرش في اي حاجة تشغلني أو تزعلني .
في الفترة دي بدأ فكرة النقاب تيجي في بالي كتير ،بدأ احساسي إني عاوزة ألبسه يزيد جوايا، للأسف كنت عارفة رفض بابا ليه ؛لأنه سبق وقالي البسيه لما تتجوزي لكن دلوقتي لأ.
طول الفترة دي كنت بحاول استرد ثقت أهلي وقدرت بعد محاولات كتيرة ،وأول مقدرت أعمل كده كلمت بابا في موضوع النقاب، رفض لكن المرادي عزمت إني أقنعه بكل الطرق وفضلت وراه لغاية مقالي في يوم لو كررت كلامي في الموضوع دا تاني هيزعلني .
مكنتش متوقعه رد الفعل العنيف دا وزعلت جدًا منه ،وملاقتش حد ألجئله غير ربنا سبحانه وتعالى ، كنت بطلب منه يحنن قلب بابا ويوافق ، كانت دعوتي الثابته ،لغاية مجه وقالي انه موافق .
_ بجد حضرتك موافق .
قلتها وأنا عيوني كلها فرحه ،رد عليا وقال ...
_ أه.
_ بجد يا بابا يعني مبحلمش .
_ لا مبتحلميش، أنا موافق تلبسي النقاب .
نهى جملته وقمت بوسته وحضنته من فرحتي ، بعدها دخلت أوضتي جري ولبست النقاب اللي كنت جيباه من فترة وخرجت بيه عليهم ، قالولي إنه حلو عليا والكل باركلي ، كنت فرحانه أوي إن أخيرًا ربنا رزقني برداء أمهات المسلمين .
_ هتشاركي في المسابقة؟
سألتني معلمتي ،رديت عليها وقلت ..
_ ان شاءالله.
_ بس عشان تبقي عارفة الحكام المرادي رجال مش نساء .
استغربت لذلك سألتها وقلت ..
_ اشمعني ليه مفيش نساء زي كل مرة .
_ المسابقة براعيه شركة وهي اللي جايبه الحكام .
هزيت دماغي بفهم فردت عليا وقالت ..
_ اسجل اسمك .
اتكلمت وقلت ..
_ أه لكن متكتبيش سندس سجليني بكنيه ،مبحبش راجل غريب يعرف اسمي .
ردت عليا بضحكه بسيطة وقالت ...
_ ماشي اسجلك إيه؟
رديت عليها ببسمه وقلت ...
_ أم المساكين .
سيبها وقمت وانا بفتكر حوار بيني بين يوسف ، لما قالي انه مبيحبش راجل غريب يعرف اسمي أو يناديني بيه ؛لأنه بيغير عليا ،معرفش ليه عملت كده ومكتبتش اسمي يمكن ؛لاني لسه عاشه على أثار ذكراه .
سجلت نفسي بأم المساكين ؛لأنه كان ديما يلقبني باللقب دا .
فاكره كويس أول مره قالهولي استغربت وقلتله متقولوش تاني ، لكنه رد ببسمه اللي كانت بتزين وشه وقالي اللقب دا أطلق على السيدة زينب بنت خزيمة زوجه الرسول صلى الله عليه وسلم، حكالي انهم لقبوها بالاسم دا؛ لإنها كانت حنونه ورحيمه بالمساكين ، قالي إنى حنونه وقلبي طيب عشان كده هتقولي ديمًا هيناديني بــ أم المساكين .
مسحت دموعي لما افتكرت الذكرى دي ،عرفت إن قلبي لسه متعلق بيه ،فضلت ادعي ربنا إنه يثبت قلبي على الدين ويشيل حب يوسف من قلبي ويعصم على قلبي ويجعله ملك لزوجي المستقبلي.
للأسف مع كل مرة كنت ادعي فيها الدعوة دي بيقين كنت الاقيني مش قادرة اتخطى يوسف يمكن لإني بفكر فيه .
قررت ابطل أفكر فيه وشغلت وقتي بحفظ ومراجعه القران عشان المسابقة ، لغاية مجه المعاد. روحت وأنا خايفه ومتوتره أوي، معرفش سبب توتري إيه ،كان قلبي بينبض بعنف قلت أكيد ؛لأن دي المرة الأولى اللي يمتحني شيخ مش معلمة .
روحت الأكاديمية وأنا جويا توتر كبير ، كانوا بيدخلوا بالاسم ، كل خمسة مع بعض وكل واحد مع شيخ ، فضلت على الحال دا لغاية مجه دوري ونطق الشخص اللي بيقدم وقال
_ أم المساكين .
قمت اتجاهه وشاورلي على الشيخ اللي هيختبرني ، دخلت وأنا قلبي بينبض بعنف وضرباته بتتسارع .
قعدت قدام الشيخ ، وباصيت على موضع جلوسي ،لغاية مسمعت صوته وقال ...
_ قوليلي يا أم المساكين حافظه لغاية إيه؟
رفعت راسي بسرعة لما سمعت الصوت ،لاقيته يوسف وبيبتسملي ،خوفت ليعرفني ؛لأنه أكيد لو عرفني ممكن يطردني ، غمضت عيوني وعرفت دلوقتي سبب ضربات قلبي المتسارعه، عرفت إن قلبي بيحس بيه وحبي ليه وصل لدرجة دي .
أخدت نفس عميق وحاولت أغير نبرة صوتي وقلت...
_ باقيلي النساء وال عمران والبقرة واختم .
قلت كلماتي وأنا باصه في الأرض ؛لاني خوفت يعرفني .
رد عليا بنبره باين فيها الفرح قال ...
_ ما شاء الله، باين إنك شاطره يا أم المساكين وقدرتي تحفظي كم كبير في وقت قصير .
كان بيقول كلماته بطريقة تأكد انه عرفني خصوصًا لما قال أم المساكين .
سكت ثواني وبعدين قال ..
_ حافظه سورة يوسف .
هنا اتأكدت انه عرفني ،هزيت دماغي بأه ، فضل يسألني في الايات وكنت بجاوب عليا بطلاقه لغاية مكنت بسمع وجيت عند أيه
[وَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰٓأَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَٱبۡيَضَّتۡ عَيۡنَاهُ مِنَ ٱلۡحُزۡنِ فَهُوَ كَظِيمٞ ]
عند الآية دي خصوصًا مقدرتش أمسك نفسي وفضلت أعيط يمكن؛ لاني عشت بعد يوسف عني والايه فكرتني بالواقع ، حاولت أجفف دموعي وكملت الآية اللي بعدها وجه الدور على ايه
[ قَالَ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ]
افتكرت لما كنت بدعي ربنا وانهرت من العياط ،ومقدرتش اكمل .خرج منديل ومد إيده بيه ، اخدته منه على استحياء ومسحت دموعي.
اتكلمت بصوت باكي وقلت ..
_ أسفة مش هقدر أكمل .
رد عليا وقال ..
_ لا كملي عشان تعرفي ان يوسف في النهاية هيرجع .
هزيت دماغي بلا ، وبصيت للأرض وأنا ببكي .
_ كملي يا سندس .
قالها يوسف ،فرفعت راسي بسرعة فكرر جملته تاني وقال ..
_ كملي يا سندس .
كملت باقيت الايات حتى النهاية وبعدها سمحلي إني اقوم ، خرجت برة غرفة الإختبار بسرعة بل من الأكاديمية كلها حتى مرديتش على نداء معلمتي ليا .
خرجت بسرعه أكن في حد بيجري ورايا، رجعت البيت وأول مقفلت باب اوضي فضلت أعيط معرفش سبب العياط إيه لكني فضلت أعيط .
أحداث اليوم بتجري قدام عيوني من أول صدمتي من لرؤية يوسف ، كنت أعرف إنه حافظ قرآن لكن معرفش حافظ قد إيه ، صدمت لما عرفت إنه متمكن لدرجة بيختبر الناس .
زعلت من ضعفي اللي ضعفته قدامه، مكنتش عاوزة أشوفه تاني بعد اللي حصل ،للأسف بعد رؤيته كل اللي بنيته إنهار .
_ عارفة مين اللي برة؟
قالتها نور بفرحة ،رديت عليها بلامباله وقلت ..
_ وأنا أعرف منين .
ضحكت وقالت ..
_ شوفي البرود دا هيتحول لفرحة دلوقتي .
_ ليه يعني هيكون مين اللي برة ؟
نهيت كلامي ردت بفرحة وقالت ..
_ يوسف .
قربت منها بسرعه ومسكت دراعها وقلتلها ...
_ يوسف يوسف .
هزيت دماغها وقالتلي...
_ أه .
_ متعرفش جاي ليه؟
سألتها بتوتر ،ردت عليا بفرحه وقالت ...
_ شكله كدا جاي يرجع للماية لمجاريها .
_ بجد يا نور ولا بتضحكي عليا .
قلتها بفرحة ممزوجه بخوف ردت عليا وقالت ..
_ بجد ان شاء الله.
قربت منها وحضنتها بفرحة ،مكنتش مصدقة نفسي ،فضلت راحه جايه في الأوضة مستنيه يمشي وبابا يحكيلي إيه اللي حصل .
وطلع فعلًا زي منور قالتلي ، طلب من بابا إيدي من تاني ،لما عرفت ان يوسف رجع عيط من كتر الفرحة، وافتكرت لما عيطت لما كنت بسمع وقالي يوسف هيرجع .
فهمت انه كان قصده علينا برضو .
اتوضيت وصليت ركعتين شكرلله ،إنه رضاني ورزقني بالزوج اللي اتمنيته وحبيته .
نهيت صلاته واتصلت بهدى وحكيتلها ،فرحتلي أوي ، قالتلي ربنا كان ليه حكمه إن يوسف يعرف دلوقتي مش بعد الزواج؛ لأنه كان ممكن يشك فيا ،أما دلوقتي رجع لما اتأكد إني هبقى زوجة صالحة .
اقتنعت بكلامها وشكرت ربنا على ابتلاءه البسيط دا ؛لان لو كان حصل نفس الشيء بعد الزواج كان هيبقى صعب نتخطاه ،عرفت من هنا إن الابتلاء ما هو إلا رحمة لينا من ربنا .
بعد اللي حصل دا بيومين ،جه يوسف وأهله واتقدموا تاني رسمي ،وطلب من بابا نكتب الكتاب على طول ؛لأن خلاص إحنا كنا بنجهز للجواز وكفاية خطوبه ،وافق بابا اتفقوا عن معاد كتب الكتاب واللي كان بعد تلت أيام.
مكنتش مصدقة نفسي ،خلاص أيام وهبقى زوجته ، عمري متخيلت إني ممكن أقابل يوسف تاني وبعد مقابله بأسبوع أبقى زوجته .
كنت بجهز لليوم دا بفرحه وحب كبيرة ،زينت البيت بنفسي وكان أجمل من يوم الخطوبه؛ لأنه صنع بكل حب .جهزت ولبست فستان باللون الأبيض وخمار ونقاب بنفس اللون ، كنت منتظره وصولهم بفارغ الصبر لغاية موصلوا وبدأت الزغاريد .
عيط من الفرحة، مكنتش مصدقه ان اليوم دا هييجي ، حضنتيني نور وهدى في نفس الوقت وباركولي .
جه الشيخ ،خرجت وكتبوا الكتاب ، وأول مقال جملته الشهيره .
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير .
لاقيت الزغاريد طلعت وفضلت أعيط ،اتلم عليا كل أهلي وباركولي وحضنوني .
بعدوا عني كلهم لما يوسف قرب مني ، مسك إيدي وقالي مبروك ،معرفش ليه عيط تاني ، فضل الحاضرين يهزروا معايا ،ضحكت وقضينا وقت لطيف .
مشي الكل والأهم الرجال ودخلت أوضتي خلعت النقاب وظبط خماري وخرجت تاني ،أول مدخلت وشافني وقف وقرب مني ومسك إيدي .
وقتها عرفت جمال إحساس إن حبيبك يمسك إيدك في الحلال مش سرقه وخايف من الناس ،عرفت وقتها معنى الحب الحلال بل عرفت معنى الحب .
قعدت جمبه ،بصلي وقال ...
_ متتخيليش ملامحك وحشتني ازاي .
ابتسمت بخجل وفركت إيدي بتوتر ،كمل كلامه وقال ..
_ مش ملامحك بس اللي وحشتني كلك وحشتيني .
نهى كلماته وقلبي بيدق جامد من كتر الفرحة ،كان نفسي أقوله وانتِ كمان وحشتني لكن خجلي منعني ،فلاقيتني بسأله واقوله...
_ليه سيبتني ورجعت تاني؟
ابتسم وقال....
_ اجابة السؤال دي ملخبطة .
_ قول بدون مترتب ،بس المهم أعرف.
اتكلم بنبرة تسودها الحزن وقال ...
_ لما الصور جاتلي والسكرينات، مكنتش مصدق إنك تعملي كده ،ولما دققت لاقيت أيوة دي انتِ ودا اسلوبك في الكلام . وقتها الدم غلي في عروقي وقلت ازاي اتجوز بنت كانت مقضياها قبلي .
حسيت إن خنجر طعن قلبي وبصيتله بحزن ،لاحظ نظرتي فقال ...
_ بلاش النظرة دي انا بحكيلك اللي خطر في بالي وقتها .
ابتسمت وقلت ...
_ انا بس زعلت إني كنت كده ،المهم كمل .
_ في الوقت دا عقلي وقف عن التفكير وكل اللي جه في بالي إني افض الخطوبة وخلاص ،مفوقتش من اللي حصل غير بعد يومين ،لما لاقيتك اختفيتي من حياتي ،حسيت إن الدنيا ضلمت وبردت فاجئة .
كان الحزن باين عليا ،سألوني في البيت إن كنا متخانقين عشان كده زعلان فقولتلهم إننا فركشنا ومقولتش اي أسباب، كان جوايا صوت بيقولي متفضحش مؤمن وإنك مش كدا، مكنتش حابب حد ياخد عنك فكرة غلط.
الفترة دي كانت صعبة بنسبالي عقلي كان واقف عن التفكير ومرجعش غير لما حضرت درس وكان الشيخ بيتكلم عن التوبة والناس اللي بتعمل ذنوب وتتغير ، ومش شرط ان فلان عمل ذنب انه وحش ومنقربش منه ،المهم إنه تاب واتغير .
انتقل بعد كده حكى نموذج زي حكايتنا وقال في النهاية اتجوزوا وكانت زوجته أقوى منه في الإيمان وكانت هي اللي بتشده مش هو .
في اللحظة دي افتكرتك وحسيت إن الكلام دا إشارة ليا من ربنا ،بدأت أفكر قلت لنفسي إنك لو فعلًا وحشه مكنتيش هتتغيري كده والأهم هتتغيري لنفسك مش ليا ، فكرت نفسي إني مليش علاقه بالماضي بتاعك بس ليا علاقة من الوقت اللي دخلت فيه حياتك ، قلت لنفسي انتِ لو فعلًا مش كويسه كنتي هتتمادي معايا في اي كلام لكنك كنت متمسكه بضوابط الخطوبه أكتر مني ، بعدين الشيطان دخلي وقالي بتمثل عليك ،فكرت شوية وقلت اللي بيمثل بييجي وقت وتظهر طبيعته ويعمل تصرفات لا إرادية منه ،لكن انتِ عمر مظهر منك أي شيء غير كل خير ،افتكرت حدودك في الكلام مع قرايبك الولاد لما عزمتيني اتعرف على عيلتك ،كل دا خلاني أرجع .
سكت ثواني وبعدين قال ...
_ والأهم من كل دا هو قلبي اللي خلاني أرجع، لما بعدت عنك عرفت إن حبك أتمكن من قلبي .
ابتسمت بفرحة لما صرحلي بحبه ،كنت طايره من السعادة ،كان نفسي اقوله وأنا كمان حبيتك وكنت بموت واعاني من بعدك عني كنت بدعي ربنا يشيل حبك من قلبي لكنه كان بيزيد كل يوم وشوقي ليك بيزيد أكتر واكتر ، كان نفسي اقول كل الكلام دا وأكتر ،لكن كنت محرجه ومعنديش الجرأه اني اتنحى عن خجلي واصرح باللي في قلبي .
حاولت أغير الموضوع فقولت ..
_ مقولتليش قبل كده إنك خاتم المصحف .
ابتسم وقال ..
_ لأن دي حاجة بيني وبين ربنا ،مش لازم الكل يعرف .
قطعت كلامه وقلت ..
_ حتى أنا!؟
ابتسم وقال ..
_ انتِ كنتي عارفة إني بحفظ صح .
هزيت دماغي بمعني أه فرد وقال ..
_ خلاص أما الكمية فدي حاجة بيني وبين ربنا ،أنا بحفظ عشان ربنا مش عشان أقول حافظ كام.
_ عندك حق ،بس أنت ماشاءالله طلعت متمكن وبتختبر الناس كمان .
رد برضى ممزوجه بفرحة وقال ...
_ الحمدلله .
لاحظت ان الكلام شدنا ونسيت اعطيله العصير ، أخدت كوبايته ومديت إيدي بيها ،أخدها مني وتعمد يلمس صوابعي ،حسيت برعشه وسحبت إيدي بسرعة ، بصلي في عيني بكل حب وقال ..
_ مسألتنيش عرفتك ازاي؟
ضحكت وقلت...
_ عرفتني إزاي؟
ابتسم وقال ...
_ لما عرفت اسم الأكاديمية افتكرتك ودعيت ربنا كتير اني اشوفك ويديني إشارة ان كنت ارجعلك ولا لأ .
لما روحت يوم المسابقة كل شيخ اخد كشف ببعض الأسماء، بس قبل مالكشوفات دي تتوزع ،فتحتهم كلهم ادور على اسمك لكن ملاقتهوش في أول تلاته ،بدأت أحس بالإحباط ،لكن لاقيت في الرابع اسم بعنوان ام المساكين، لما شوفته افتكرك، أخدت الكشف دا ليا وروحت وسألت المشرفه ليه الاسم دا متسجل كده ،قالتلي ان صحبته مبتحبش الرجال يعرفوا اسمها ،هنا شكيت إنه ممكن تبقي انتِ ، كان بالي مشغول جدًا ومنتظر صاحبه الاسم دا .
لما دخلتي عليا ولاقيتك منتقبة حسيت بالإحباط ،بس الهيئة هيئتك، لما قعدتي وحطيتي راسك في الأرض، افتكرت شكلك لما كنتي تتكسفي مني ،اخترت سورة يوسف ؛لاني عارف حبك ليها ،ولما اتكلمت رفعتي راسك وبصيتلي نظرت عيونك أكدتلي انه انتِ ، اتأكدت من نبرة صوتك اللي كنت بتحاولي تغيريها ،اتأكدت أكتر من الايات اللي بكيتي عندها خلت قلبي مليان يقين أن اللي قدامي دي انتِ عشان كده قلتلك كملي عشان تعرفي إن يوسف هيرجع .
سكت ثواني وبعدين قال ...
_ كنت خايف اقابلك والاقيكي رجعتي زي زمان ،لكنك فجائتيني وأكدتيلي إنك بتجاهدي عشان تنولي رضى ربنا وتدخلي الجنة .
نهى كلامه ببسمه مليانه حب وسعادة، قابلته بنفس البسمة وقلت ...
_ الحمدلله أخيرًا يوسف رجع .
_ كنت خايفه ميرجعش.
_ كنت بتمنى أنه يرجع وينورلي حياتي من تاني .
ابتسم وقال ...
_ ويا ترى نورت بوجوده؟
_ نور وحياتي ورجعت تحلو تاني.
بصلي بحب وقال ...
_ ربي يحلي أيامك كلها يا رب .
رديت ببسمه وقلت ..
_ هتحلى ديما بوجودك .
#بـنـت_أبـو_عـلـي.
#شـيـمـاء_حـسـن_الـصـيـرفـي.
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم