رواية قصة أميرة سمرقند الفصل الخامس بقلم كاتب مجهول
#اميرة_سمرقند
الجزء الخامس
فلما أشبع عينيه من النظر إليه ، أعاده الى حيث كان ثم قفل عائداً الى حجرة زوجته .. استحوذ الفضول على فيروز .. فدخلت الورشة وشاهدت ذلك التابوت .. وكان أجمل التوابيت وأتقنهن صنعا ..ففتحته وبحثت عن العقد حتى عثرت عليه مخبأ في بطانة التابوت ..كان العقد جميلاً حقاً ويسرّ الناظرين ..وهنا.. اتضحت لدى فيروز ملامح خطتها التي ستطبقها للحصول على الطلاق ..في اليوم التالي..قامت فيروز بافتعال مشكلة مع حاتم..فهو كان لا ينفكّ من التفاخر حول كونه قد أنقذ سابقاً الكثير من الأرواح ..وأن الناس بحاجةٍ إليه ، بينما هو ليس بحاجةٍ لأي أحد ..
لكن فيروز تعمدت أثارة حفيظته عندما أكّدت عليه بأنه بحاجةٍ إليها .. وأنها بإمكانها حتى أن تنقذ حياته دون أن يشعر ..فسخر حاتم من كلامها وتحداها إن هي تمكّنت من إنقاذ حياته من حيث لا يتوقع أبدا... فسوف يحقق لها كل ما تطلبه..فأجابته هي أنها لو نجحت في ذلك.. فطلبها الوحيد هو الطلاق ..فوعدها حاتم بذلك..
بعد عدة أيام..اضطر حاتم للخروج لإحضار الخشب اللازم لصنع التوابيت .. فترك فيروز في الورشة ..وأخبرها بأنه سيأتي بعد قليل بعض زبائنه من أصحاب ديانةٍ أخرى غير مسلمة .. وطلب منها أن تبيعهم تابوتاً معينا..فأشارت هي الى التابوت الجميل الذي يختزن العقد الماسي وقالت :وماذا عن هذا التابوت ؟؟
فقال :إياكِ ثم إياكِ أن تقتربي من هذا التابوت .. إنه ليس للبيع أبدا .. أتفهمين ؟؟وبعد أن غادر حاتم..لم يمضِ وقتٌ طويل حتى حضر بعض الرجال وطلبوا شراء تابوت ..وأخبروا فيروز أنهم يحتفلون في ديانتهم كل عامٍ باحتفالٍ خاص يسمى ب(عيد الموتى)..حيث يضعون في التابوت دميةً محشوةً بالأحجار كهيئة الميت .. ثم يطوفون بها في أرجاء منطقتهم وترافقها بعض الطقوس..وفي النهاية.. يدفنون التابوت في مقابرهم قبيل الغروب ثم ينصرفون ..فسألتهم فيروز:وما أنتم فاعلون بالشخص الذي ينبش القبور ؟؟
فأجابوا بأن قوانينهم تقضي بقتل الشخص الذي ينتهك حرمة المقابر .. إلا إذا كان لديه سبباً وجيهاً جدا..
ثم سألوها عن سبب تطرقها لتلك القضية ، فأخبرتهم بأنها قد سمعت هذا الصباح بعض الإشاعات عن سارقٍ في سمرقند ينبش القبور ويسرق الأكفان ..فشكرها الرجال على تلك المعلومة .. وأبلغوها بأنهم سيأخذون حذرهم ..وهنا.. قامت فيروز ببيعهم التابوت الخاص به... نفس التابوت الذي شدد عليها حاتم أن لا تبيعه ..
فسرّ الرّجال لجماله .. وشكروا فيروز مرةً أخرى ..وبسبب ثقتهم بها ، فقد طلبوا من فيروز أن يأتمنوها على الدمية التي سيستخدمونها في الإحتفال ريثما يذهبون للسّوق ويعودون ، فوافقت ..فوضعوا الدّمية في الورشة ،وانصرفوا..وبعد ساعة..عاد الرّجال ،فوجدوا تابوتهم وبداخله الدّمية قرب الورشة فحملوه وغادروا المكان .أمّا حاتم..فاوّل ما فعله لدى عودته هو دخوله الورشة ليتفقد تابوته ..فلما لم يجده في مكانه جن جنونه وفقد أعصابه ..فأخبرته زوجته الاولى بأن فيروز قد باعته لأولئك الرجال ..فصاح حاتم :وتلك الحمقاء فيروز.. أين هي الآن ؟؟ردت الزوجة :لقد هربت من البيت بعد سوء فعلتها .. ولم تخبرني الى أين..فأخذ حاتم يصيح:ياللمصيبة... يا لهول المصيبة..
قالت :لماذا أنت مهتمٌ جداً بذلك التابوت العتيق ؟؟فأجاب:إنه ليس التابوت اللعين... بل ما بداخل التابوت..قالت :وما بداخله ؟؟حينذاك..كشف لها حاتم عن سر امتلاكه لكنزٍ لا يقدر بثمن .. وعزيزٍ جداً على قلبه ..كانت عائلته قد توارثته لأجيالٍ حتى وصل إليه .. وتقع على عاتقه الآن مسؤولية صيانته وإعادته الى مكانه..
...
يتبع الحلقة 6