رواية هنيه والغول الفصل الخامس 5 بقلم كاتب مجهول

   

رواية هنيه والغول الفصل الخامس بقلم كاتب مجهول

#هينة_والغول
الجزء الخامس والاخير

《وكان عمّ هينة مارّا في تلك اللحظة فسمعها ، وفي الغد أعطاها غرفة في داره ، وتركها تستريح ،وتعشّت كسكسي باللحم . لمّا حلّ المساء جاء الطائر، وحام حول الدار، وتكلم يوسف : يا هينة كيف حالك ؟ 》...
..

ردّت عليه الزّنجية: لقد رفق بي عمّك، وأنا اليوم شبعانة ،أجاب يوسف: لقد استراح قلبي ،ونفسي لك فرحانة ،أصبح الطائر يحوم كلّ مساء ،ولاحظ عمّ يوسف ذلك ،وأنّ هينة تخاف كلما تراه ،وتجري للاختفاء في غرفتها .ذهب إلى مشعوذ، وحكى له القصّة ،فقال له : إنّ الزّنجية هاربة من الغول ،ولقد تحوّل إلى طائر يعرف ما في السّرائر، وفي بطنه فتى بالعشق حائر، من كرام العشائر ،وكأنّي به يعرفك !!! عليك الآن أن تنقذه، وتقتل الغول ،فإنه إذا لم يحصل على الزّنجية سيحرق القرية الدار تلو الأخرى، حتى تسلموها له ،وعندئذ سيخرج الفتى من بطنه ،ويقتلهما معا ويأكلهما !!!

قال عمّ يوسف وكيف أقتل الغول ؟ لا أحد يمكنه ذلك ،فهو بارع في السحر ،و لا يمكن التحيل عليه ،قال المشعوذ إذا أبطلنا سحره ،أمكن القضاء عليه ،سأكتب تعويذة فيها حروف من القرآن ،وتضعها وسط كدس من اللحم ،ولمّا يبتلعها الغول لن يقدر على التّحليق بكلّ ما أكله ، وسيحاول إخراج الفتى ليخفّ وزنه، عندئذ ترمونه بسهام مشتعلة، فيحترق ريشه ،ويصبح من السّهل قتله ،فالرّيش هو ما يحميه من طعنات سيوفكم !!! سأل عمّ يوسف المشعوذ : هل حقّا سنخلص من الغول ،مرّت دهور والبدو يحاولون ذلك دون نتيجة ،قال المشعوذ ،كانت تنقصهم الحيلة!!! والقوّة لا تنفع مع الغول ،أرجو أن تكون هذه المرة نهايته .

إختار عم يوسف من بقره ثورا سمينا ،فذبحه ،وقطع لحمه ،وجعله كدسا كبيرا، ووضع التعويذة في الأعلى وسط قطعة لحم ،وأمضى اليوم وهو يبعد االعقبان والكلاب ،حتى جاء الطائر ،وعندما رأى الكدس، أعماه الطمع، و نزل فوقه وبدأ يأكل حتى شبع ،ولمّا حاول أن يطير عجز عن ذلك ،وبدأ يدور حول نفسه في حيرة ،ولا يفهم ما يحصل له. إبتعد عن القرية لكي لا يراه أحد ،ثم تقيأ وصيفة هينة ،وبعدها يوسف ،وأحس الطائر بالراحة ،ثم ربطهما في جذع شجرة وقال :سآتي بهينة وأقتلكم جميعا ،لقد نفذ صبري وهذه البنت أخبث ممّا كنت أتصوّر،وحان الوقت لأعلمها الأدب ،سأنزع أحشائها وأنظر إليها وهي تموت ببطئ !!!

حرّك جناحيه لكي يطير ،لكنّه سمع أزيز سهم ينطلق من الغابة ويصيبه ،ونظر إلى النار تشتعل في ريشه ،ضحك، وقال: لن يقدر سهم واحد على إحراق ريشي ،والآن سأطير، وأحرقكم جميعا أيها الأوغاد !!! وما كاد يتم كلامه حتى إنطلقت السهام المشتعلة من كل إتجاه، فقد جاءت كلّ القرية لمساعدة عمّ يوسف ،صرخ الغول: لقد وقعت في الفخ، لم يعد أحد يخاف منّي في هذه الغابة !!! حاول أن يغير شكله إلى خنزير بري لكي يهرب بسرعة ،لكنه لم يقدر،قال: ويحي لقد زال سحري واليوم ينتهي أمري !!!

عندما رأى أهل القرية ضعفه، تشجّعوا ،وهجموا عليه ،ووضعوا فيه سيوفهم وحرابهم حتى مزّقوه ،وجاءت الكلاب فأكلته ،ونهشت عظمه ،ثم ذهب القوم وفكوا ووثاق الوصيفة ويوسف ،عندما رآه عمّه تعجّب ،وقال: لقد إعتقدنا أنك متّ ،وبكت عليك أمك!!! أما الآن فإذهب لتستحم فرائحتك أصبحت مثل الغول ،في الصباح قال لعمه أريد الزواج من الزنجية التي عندك ،إنزعج العم وقال منذ متى يتزوج السادة العبيد ؟ أجاب يوسف تلك رغبتي ،قال العم وهينة هل نسيتها ؟ قال يوسف لا أقدر أن أجيبك الآن فلا أعلم أين هي ولا أعلم سبب تعلق قلبي بهذه الزنجية ،لي شعور عجيب من ناحيتها !!!

لم يجد العم وأمّ يوسف بدّا من تحقيق رغبته ،وبعد العرس إختلى يوسف بزوجته، وفي الصّباح وجد فتاة بيضاء جميلة تمشط شعرها ،وتنظر إلى المرآة ،فدهش، وقال لها : ويحك ماذا تفعلين في غرفتي وأين الزنجية ؟ إلتفتت له وضحكت ،وقالت بدلال: ألم تعرفني يا يوسف ؟ أنا هينة ،وقد حوّلتني صديقتي البومة إلى زنجية لكي أهرب من الغول ،لكنه وجدني ،وأنت تعرف بقية القصة .

جاء عمّ يوسف وأمّه لتهنئتهما ،وهما في حرج شديد ،فيوسف بعد موت والده سيصبح شيخ القبيلة ،وما حولها من الأعراب ،ولو علم هؤلاء البدو بزواجه من أمة زنجّية سيصغر في عيونهم، وتقلّ همته بينهم ،لكن سرعان ما تحوّلت حيرتهم إلى دهشة عندما رأوه مع هينة ،وسمع أبوها وأمها برجوعها وزواجها ،فجائوا مع كلّ قومهم لرؤيتها وإمتأت الأرض بالضّيوف، ودقّت الطبول وعم الفرح لزواج يوسف وهينة ،ومقتل الغول الذي علّقوا رأسه في شجرة .

لكن ما لا تعلمه هينه أنّ ذلك الغول لم يكن الوحيد في الغابة، وهناك آخرون يستعدون للانتقام منها ، لقد شاء قدر المسكينة أن لا تعرف الرّاحة مثل غيرها من البنات ...
...
إنتهت الحكاية أرجو أن تكون قد أعجبتكم

انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم


تعليقات