رواية قصة الجاريه والعارب بن هلال الفصل الخامس بقلم كاتب مجهول
#قصة_الجارية_والعارب_بن_هلال
الجزء الخامس والاخير
رجع محمد إلى داره ،واستأنف حياته بعددما نسي حكاية عارب هلال وزاد مله لكن لم يكن يبخل على أحد يقصده ،ولم يزده الرّزق إلا تواضعا، وأحبّه أهل القرية ،ودعوا له بالخير ،والرحمة على والده ،ورزق بطفلة جميلة أسماها ميسم، فزادت سعادته بها .ولمّا بلغ عمرها خمسة سنوات ، جاءه عابر سبيل له لحية بيضاء إلى داره ،كانا يتعشّيان إشتكى الغريب من الوحدة ،وقال بأنّ إمرأته لم ترزق أطفالا ،وتمنى أن تكون له بنيّة مثل طفلته ميسم ،وأظهر الحزن والبكاء ،فسأله محمّد أين تسكن يا رجل؟
أجابه : في الغابة القريبة ،ولي قطيع من الماعز ،فكّر محمّد قليلا ،وقال للشّيخ :لا مانع عندي أن أترك ميسم عندك بضعة أيّام ،فهي تحبّ الطبيعة واللعب مع الحيوانات ،وفي إنتظار ذلك سأبحث لك عن بنت تربّيها مع إمرأتك ،فرح الشّيخ ،وقال له :تعال معي أعرّفك على زوجتي، فداري ليست بعيدة !!!
ولمّا أخبر محمّد حبّة الزّين عن نيّته في أن يقوم بمعروف مع الشيخ ،وترك ميسم معه لبعض الوقت إنزعجت ،صاحت ،لا تجعل محبتك للخير تعمي بصيرتك ،فمن حقّك أن تسعد بما أعطاه لك الله !!! إمنحه مالا إن شئت ،وليس من الصّعب عليه أن يجد ما يشتهي عند الفقراء ،لكن بربّك ليس إبنتي !!!
لكن محمّد قال لها: فقط لبعض الوقت ،وسنذهب معه لداره ،فهو رجل مسكين وأنا أريده أن يحس بالفرحة كما أحسست بها كلّ هذه السنوات .صمتت حبة الزين على مضض ،فهي لا تريد أن تغضب زوجها ،ثم إنها سترى إبنتها ،وهذا لا يقدر أحد أن يحرمها منه ذهب محمد وحبة الزين إلى طرف الغابة ووجدا كوخا فيه امرأة عجوزا فرحت بالبنيّة ،وإتفق والداها أن يأتيا غدا لرؤيتها، لكن في الصّباح لمّا جاءا ،وهما يحملان الخبز والحليب والزبدة ،وجدا البيت فارغا ،وحين سألا أحد الرّعاة قال لهم : القطيع من الماعز الذي ترونه هناك هو ملكي ،أما ذلك المزل فهو مهجور منذ مدة طويلة .
لم يصدّق محمد، ودخل البيت، فلاحظ وجود عمامة كبيرة، وقطعة من الصوف الأبيض على الأرض تشبه لحية بيضاء ، فلطم رأسه ،وصاح لقد إحتال عليّ أحدهم، وإختطف ميسم ،ثمّ وجد ورقة على الطاولة، ولمّا قرأها كاد أن يقع ،فلقد كان من كتبها عارب هلال، يطلب منه أن يتنازل له عن بيته وكل ما يملك من ضياع ،ويعيد له جمله الذي يقطع في ساعة ما يستغرق نصف يوم ،ويطلّق حبّة الزّين ،وله يومان وإلا سيندم .
جلس محمّد على الأرض يبكي ،وقال: لقد إعتقدت أنّه مات ،واسترحت منه ،لكنه لا يزال حيّا ،والآن سأخسر كلّ شيئ بسبب حبّي لفعل الخير !!! لكنّي لست نادما ،وسأذهب القاضي لأطلّق إمرأتي ويشهد على بيع ما أملك لعارب هلال ،المهم أن لا يؤذي ميسم .
وبينما هو يفكّر فيما سيقول لحبّة الزين ،وكيف سيعيش دون إمرأته وإبنته التي يحبّها ،سمع صياحا ،فخرج مسرعا ،وإذا به يرى إبنته قادمة على حصان ترفرف حولها الطيور ،ولمّا رأوها تجري إلى أمّها ،زقزقوا بسعادة .
فجاء محمّد، وحضنها بقوّة ،وتساقطت دموعه ،وقال لها :أخبريني كيف نجوت من ذلك اللعين ؟
أجابته : حين كان عارب هلال يجمع الحطب لاشعال النار ،خرجت حيّتان كبيرتان ،وقالت الخضراء للأخرى : أليست هذه إبنة ذلك الفتى الطيب ؟ أجابتها الأخرى :نعم ،قالت الأولى : والله ما إختطفها ذلك الرّجل إلا ليأذي أباها !!! ولقد فعل فيّ معروفا لمّا ضربني أحد أهالي القرية بحجر وشجّ رأسي، فعالجني ،والآن سأرد جميل صنيعه .
ثم إقتربت منه وأشبعته لدغا حتى مات ،بعد ذلك تجمّعت الطيور، و رافقتني إلى الكوخ، وهي تريد أن تشكرك ،لأنّك زرعت الأشجار،فتزايدت أعدادها ،وقالت لي الحيّة قبل إنصرافها : أعلمي أباك أن لا ينقطع عن فعل الخير، فإن ما تزرعه تحصده !!! وسأفعل مثلك يا أبي لما أكبر ،ولن ينام إنسان أو حيوان جائعا ولا حتى فراشة أو نملة ...
...
من يزرع خيرا يحصد برّا ،ومن يزرع شرا يحصد ندامة
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم