رواية حسن العطار وبثينه الفصل الثاني عشر 12 والاخير بقلم كاتب مجهول

 

رواية حسن العطار وبثينه الفصل الثانى عشر والاخير بقلم كاتب مجهول

حكاية #حسن_العطار_وبثينة
الاخيرة
لقاء الأخوين بعد الفراق ......

في هذه الأثناء وصلت رقيّة وإبراهيم إلى مجلس محمّد الأهوازي ،وعندما رآها إندهش ،وقال : لم اكن أنتظر أن أراك هنا ،كيف وصلت إلى هنا ،ومن هذا الرّجل الذي معك ؟ أجابت لقد جئت لأعلمك أنّ جيش السّلطان في طريقه إليكم، وأنّه إختار الكوت، ليكمن لكم ،ولقد صنع أسلحة جديدة ، وعليكم أن تأخذوا حذركم، فالمعركة الفاصلة أصبحت تلوح في الأفق ، أمّا هذا الرجل فهو زوجي إبراهيم الحداد .
كان الأهوازي يستمع دون أن يجيب ، ثم قال لقد أحسنت صنعا بالمجيئ إلينا ،أمّا هذا الرّجل فلا نحتاجه ،ويجب أن يذهب من هنا . قالت رقية : ألا نحتاجه للأسلحة يمكن أن يساعدنا في صناعتها و تحسينها ، أجاب لقد صنعت تلك الجارية بثينة كل ما يكفينا ،وقبل أن تصلني أوراقك كانت أسلحتنا جاهزة في قلعة جنديسابور ،كان إبراهيم مطاطئا رأسه يفكّر في ما جرى له من غرائب، وعندما سمع حكاية بثينة نظر إلى محمّد ،وقال له : كيف أمكن لجارية صغيرة صناعة أسلحة بمثل تلك القوّة ،أجاب الأهوازي: أمرها عجيب، قالت إنها من بغداد ،وأنّها تعرفك لكني أعتقد أنّها تكذب، ولا يمكن أن تكون إلا من بقايا سحرة عصر سليمان.
خفق قلب إبراهيم بقوّة ،وقال :هل هي خضراء العينين سوداء الشعر، تجعله ضفيرتين ؟ أجاب : بالضّبط هل تعرفها ؟ لم يجب الحدّاد فلقد سقط مغشيا عليه ،أمّا رقيّة ففتحت فمها من الدهشة ،فملكة الجنّ التي شاع إسمها في كلّ الأقطار ما هي إلا إبنة إبراهيم : بثينة ،هذا والله أعجب شيئ أسمعه !!!
لمّا خرجت رقية وإبراهيم إستدعى الأهوازي أحد أعوانه ، وقال له : يجب أن نتفاوض مع السّلطان نجم الدين ، فقد جمع لنا ما لا طاقة به من الرجال والخيل و السلاح، لقد نصحت تلك الجارية و الأمراء لكن إغتروا بقوتهم ،من نحن أمام قوة السلطان ؟ سنسلّم له بثينة مقابل الصلح !!! إحمل رسالتي إليه الآن .
لمّا أفاق إبراهيم ،قال لرقيّة أريد أن أرى بثينة إني لا أصدق أنها قريبة مني ، سألوا عنها فقيل لهم إنها في سرادق القيادة ، لمّا إقتربوا ،خرجت الجارية، وكانت مكسوّة بالحديد ،وتحمل خوذتها في يدها ،ولمّا رأها أبوها صاح بثينة بثينة ،إلتفتت إلى مصدر الصّوت ،شاهدت رجلا شاحبا قد طالت لحتته وإمرأة طويلة تغطي رأسها ، قالت هل لك حاجة يا سيدي ؟ إقترب منها و قال أنظري إلي ألم تعرفني يا بثينة ،سقطت الخوذة من يديها و جرت إليه ، وعانقته ،وبكت ،وقالت هل هذا أنت يا أبي ، لمذا تغير حالك ؟ نزعت المرأة غطائها عن رأسها و لما رأتها بثينة إنزعجت وقال لإبراهيم ماذا تفعل هذه اللئيمة معك ، إنها سبب الشرور التي أصابتنا ، أجابت رقية أعترف أني أخطأت في حقكم في البداية لكن تغير الأمر لمّا رزقت ببنت جميلة من أبيك إسمها لبنى ولقد تركتها عند أحد المرضعات في بغداد ولم أقدر ان أحملها معي فالرحلة طويلة و محفوفة بالمخاطر .
عدوّنا واحد ولهذا تحيلت على أبيك و أخذت منه سر الأسلحة ، سنصلح ما فات يا إبنتي قريبا ينتهي كل شيئ ونرجع إلى دارنا ،ردت بثينة: لا يمكن ذلك فقد ضاع حسن ولا نعرف أين هو ، قال إبراهيم القد الذي جمعنا هو الذي سيقودنا إلى أخاك ، لا يجب أن بيأس من رحمة الله ،لاحظت رقيّة نظرة الغضب في عيني بثينة ،وقالت لها سأكفّر عن ذنوبي ، إني أحمل أخبارا مهمة جدا ، وقصّت عليها ما تعلمه ،سألتها هل أنت متأكّدة يا رقية ؟ أجابتها كلّ التّأكد ،ولقد أخبرت الوالي بالأمر ،
قالت : تعالوا معي إلى السّرادق ،كان هناك الأمير نور الدّين ،وعدد من كبار القادة ، و قالت : هذا أبي إبراهيم وهذه زوجته ويحملون أخبارا هامة ،ولمّا سمعوا الخبر ، قالوا سنرسل أحد رجالنا ليرى ما يحدث هناك ،وإن صحّ ذلك ،سنحرق القصب و نجبرهم على الخروج ثم نبيدهم .وبعد قليل إنطلق رجل عليه عباءة سوداء ،وتسلل ناحية الشمال .
في تلك الأثناء وصل السّلطان نجم الدين في مائتان وخمسين ألف من رجاله إلى الكوت وأرسل رجاله يكتشفون المنطقة ،رآهم الأهوازي ،ورجع بأقصر سرعة ،فلقد كان ما قالته رقية صحيحا ،إنفصل جزء صغير من جيش الأهواز وبقي الفرسان في المؤخّرة ،أخبرهم إبراهيم على الأسلحة التي كان يستعملها الرّوم، وحذّرهم من النار اليونانية ونصحهم بعدم الإقتراب من غابة القصب الكثيفة ،كانت الخطة دفعهم إلى الخروج ثم تطويقهم بالفرسان، لكن محمد الأهوازي إقترب من بثينة و قال لها : لا بد أن تحقني دم المسلمين و تتقدمي إلى جيش السلطان و تطلبي من القبائل الرّجوع إلى أرضها ،فما جئنا إلا لنأخذ حقنا من سيدهم الذي سامنا العذاب ،وأنهكنا بالضّرائب. 
إستحسنت بثينة الفكرة ،وركبت جوادها ،وانطلقت ناحية معسكر السلطان وصاح الأمراء ،وناداها أبوها لكي ترجع ،لكنها واصلت التّقدم ،ثم وقفت أمان غابة القصب وصاحت بأعلى صوتها أنا بثينة بنت إبراهيم الحدّاد ،والله ما جئنا طمعا في مالكم وأرضكم ،لكن سلطانكم أساء إليّ ،وأطردني إلى الأهواز ولمّا قدمت ،وجدت الأرض قد جدبت والناس قد جاعت من سوء تدبيره ما جئنا إلا لإزالة هذا الظالم عن الحكم ولكم أن تختارون من تتوسّمون فيه العدل والتقوى .
وسنمضي من ساعتنا وستخمد الثورة في ولاياتكم البعيدة ،وسنكون رفاقكم وجندكم ، كان حسن كامنا في الصّف الأمامي مع قواذف العقرب ،ومدافع النار اليونانية وكان بجانبه الرماة من مماليك التركمان ، ولما اتمت كلامها دمعت عيناه ،لقد كان السلطان يعرف بقدومها وطلب من حسن قتلها ،لكن الآن عرف أن ملكة الجن هي أخته الصغيرة التي إختفت منذ سنتين ،ويشاء القدر أن يتلاقيا في ميدان المعركة كل واحد منهما على رأس جيش عظيم ،قال للجنود: لا تتحركوا، ثم خرج إليها وعندما عرفته، صاحت حسن ،وصاح هو بثينة ،و تعانقا ،وبكيا كثيرا ،
وسمع السّلطان ما حدث وسار مع معصوم إلى الصّف الأمامي ،وعندما رأى الأخوان متعانقان صرخ في الرّماة التّركمان، وهم من حرس القصر أقتلوهما ،لكنهم نظروا إلى بعضهم ،فلقد أعجبهم كلام بثينة وأشفقوا عليها ،أما رماة القواذف ومدافع النار فتركوا أماكنهم وإتجهوا ناحية الأوين ،جن السلطان وأخذ قوسا وصوبه إليهم لكن معصوم قائد الحرس إلتقط عصا وضرب السلطان على ظهره فسقط على الأرض وهو يصرخ من الألم وأمر بتقييده وقال للمماليك التركمان لقد إنتهى كل شيئ من له أهل فليعد إلى قومه.
ثم أحضر الأمير نسيب الدين وقال له جاريتك التي كانت تغني في شرفة القصر،ومرضت من أجلها هي أمامك وسنخطبها لك أما الآن فأنت سلطانا وأنا أو المبايعين وبايعه أيضا الحرس التركمان ،وراكبو العربات الحربية ،وتسامعت القبائل فبايعت أيضا ،وسرّ الأعيان والفقهاء بإنتهاء الحرب دون إراقة دماء .
أخذت بثينة أخاها حسن إلى معسكر أهل الأهواز ،وعندما رآهما إبراهيم بكى حتى تبللت لحيته ،وبكت أيضا رقية ،وبكى كل الحاضرين وعلا نحيبهم ،وقال الأمير سألغي كل القوانين الظالمة التي عملها أبي ،وأطلق العبيد الذين خطفهم النخاسون من أبنائكم ،وسأفرج عن جميع أئمة الشّيعة في سجوننا ،ولن نحاسب أحدا على معتقده .
رجع كل جيش إلى بلده راضيا ،وعندما وصل إبراهيم إلى داره أرى حسن وبثينة أختهم الصغيرة لبنى ،بعد قليل زارهم الشيخ نصر الدين و ريحانة اللذان إبتهجا كثيرا لرجوع بثينة ،شكر إبراهيم الشيخ على كل ما فعله مع حسن وقال له : أنت الآن من أهلي
وفي الغد جاء ركب الأمير نسيب الدين ومعه امه، ومعصوم الذي أصبح الوزير و أثنى على شجاعة الغلام والجارية ،ثم قال أريد أن أخطب لسيدي الأمير بثينة ،وسيكون لعائلتها جناح في القصر ،بمقتضى أمومر سيدي أسندنا لإبراهيم الحداد منصب رئيس الصناع في القصر، وسيحتكر فريد الدين تجارة العطور و العقاقير معنا ،ضحك العطار وقال ما أسعد هذا اليوم لقد أبلغتني إمرأتي ريحانة أنها تنتظر مولودا ،أعتقد أنّ عطر الزهرة البيضاء يزيد في العشق ،ومن أرادت صبيا عليها أن تكثر منه ،ضحك الجميع ،وإبتسمت لهم الأيامبعد طول الأحزان ...
...
إنتهت الحكاية أرجو أن تكون قد أعجبتكم



انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم


تعليقات