رواية حكاية هارون الفصل الثالث والاخير بقلم Lehcen Tetouani
..... كانت إبنة الوزير حنان تنظر للفتى خفية وقد أعجبتها وسامته وفصاحته وفي الغد قابلت صديقتها بنت الملك وحكت لها عن قصتها
فقالت لها: سأطلب من أبي أن يسمح لي بالنزول إلى السوق وآخذك معي لكي ترينه
ولما وصلتا إقتربت منه ابنة الوزير وقالت له : ما رأيك أن تأتي للعمل عندنا في القصر ؟
أجاب الفتى : لا أقدر لأني أبحث عن أحد وفي السوق يأتي الناس من كل البلدان وأنا أسألهم لعل أحدهم يهديني لما أبحث عنه
فرجعت الفتاة حزينة وقالت لإبنة الملك :إني أحببت هذا الولد في اللحظة التي رأيته فيها وسأمرض إن لم أراه كل يوم
وأصبحت تتنكر وتخرج دون علم أبيها.
وفي أحد الأيام نادى الوزير حنان فلم ترد عليه كعادتها وبحث عنه في كل مكان لحسن التطواني وسمع هارون فانزعج فلم تجد صديقتها بدّا من إخبار أبيها عن الحقيقة .
فخرج في حرسه مع الوزير حتى وصلا إلى الدكان ومن بعيد شاهدا حنان والفتى جالسين وهما يضحكان وقد بدت عليهما السعادة فغضب الوزير وأمسك إبنته من أذنها وقال :ألم يكفك كلّ ما عندك في القصر من خير ونعمة لتبحثي عن صانع خباز
ثم إلتفت إلى الملك وقال لا بد من عقاب هذا الولد اللعين .
لكن الملك تذكر هذا الدكان وقال :سبحان الله بعد كم من سنة ها أنا أرجع إلى هذا المكان هل هي مصادفة يا ترى إقترب الولد من الملك ،وقال له : يا مولاي أنا من أغريت حنان بالخروج ولا ذنب لها فيما حصل ثم خلع قميصه وقال : مر رجالك بجلدي فأنا أستحقّ العقاب
ولما رفع أحد الحرس سوطه صاح هارون : توقف
ثم طلب من الفتى أن يقترب وقال له: أصدقني القول من أين حصلت على القلادة التي في عنقك ؟Lehcen tetouani
أجاب الولد : إنها لأبي أعطاها لأمي ليلة عرسها ولقد خرجت أبحث عنه وقادتني قدماي إلى دكان الخباز وباقي الحكاية تعرفونها
حضن الملك الولد وقبل رأسه وقال له : أنا أبوك والله لم أحزن قط أكثر من حزني على فراق أمك و أنا لم أراها منذ أربعة عشر عاما وفي هذا الدكان وجدنا ذلك المغني الذي حملني إليها وبعد ذلك إختفى ولم نعثر له عل أثر .
قال الولد: ذلك الرجل يظهر كلّ مرّة في مكان، وقد تجده مرّة في بغداد، ومرّة في الهند يسمع أغاني الإنس وعزفهم، وبعد منتصف الليل يذهب لمجلس ملك الجن ويغني له ما سمع
سأله بلهفة هل يمكنك أن تحملني إلى أمّك ؟
نظر إلى حنان وقال له : بشرط أن تزوجني من تلك الفتاة . أجاب الملك :أعدك بذلك
قال الولد : والآن أغمض عينيك ولا تفتحهما حتى أقول لك بعد ساعة وجد الملك نفسه على شرفة القصر والأميرة تنظر إليه والفرحة لا تسعها فأخيرا يمكنها أن ترفع رأسها أمام أبيها وقومها من الجن وتزوج الولد من إبنة الوزير وعاش الجميع في سعادة وهناء
كل شيئ يفنى وينتهي إلا الحب فإنه يدوم مادام القلب لا يزال ينبض
