رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سولييه نصار

 

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الرابع والثلاثون بقلم سولييه نصار

الفصل الرابع والثلاثون (الضربة القاضية)
ظننت ان من يعشق سوف يغفر ولكن يبدو اننى كنت مخطئة..فأنت لا تعرف الغفران .
#سولييه_نصار 

ظل ينظر إليها مطولا ...حاجبيه معقودان في عبوس ...عقله يترجم كلماتها ..ما هو الحقيقة التي تريد اخباره بها ...وهل هي حقيقة مختلفة عن تلك التي اخبرته بها جواهر...هل سيثق بهما مرة آخرى؟!!
ربع ذراعيه وقال:
-ويا ترى ايه الحقيقة اللي تديكم حق انكم تخد.عوني وتستغلوني انتِ وجواهر ...ايه المبرر القوي اللي يخليكم تعلموا كده !!!أنا عن نفسي مش شايف أي مبرر للكدب والخداع ...
ازدردت عبير ريقها وهي ترتعش بقوة بينما ترى هذا الرجل والنيران تندلع من عينيه...أرادت التراجع ...أرادت الهروب ومئات الافكار تسيطر على عقلها ...أفكار سيئة وجنونية ولكنها قررت التحلى بالشجاعة ...فصديقتها جواهر تستحق هذا...تستحق ان تدافع عنها ...
-ممكن تسمعني وبعدين تقرر..صدقني جواهر عملت اللي عملته عشان مجبورة ..
-مجبورة على ايه ؟!!
صرخ وهو يقترب منها بخطوات واسعة ...عينيه تندلع منها النيران ...تراجعت هي بخوف بينما تصاعدت دموع الرعب بعينيها ...ازدردت ريقها وهي تقول :
-انا طالبة بس فرصة تسمعني وبعدين قرر ...
ظل ينظر إليها بغضب وداخله صراع بين ان يسمعها وأن يطردها كصديقتها ...أخيرا أغمض عينيه بتعب وقد قرر ان يسمعها ...في داخله اراد ايجاد أي مبرر لجواهر لخداعه ...لقد عاش الجحيم منذ ان طردها ...يشعر بفراغ قاتل ...لقد عرف ان مشاعره نحو جواهر أقوى بكثير من مشاعره نحو كارمن...الألم الذي شعر به عندما ابتعدت عنه لم يشعره من قبل ...وهنا أخذت تسخر منه شياطينه ...تذكره انه غبي ...حقاً غبي للغاية ...
لم يتغير ...سيظل ساذج ...الجميع يستطيع خداعه ...الجميع يستطيع أن يستفاد منه ...ولكن قلبه اراد يسمع ...اراد يبرر...فالقلب في محنة أساسها العشق ...وهو يريد التبرير لمعشوقته ....
ولقد انتصر قلبه أخيرا وقال بصوت جامد:
-اتفضلي اتكلمي ...قولي كل اللي عندك يالا!!!
ابتلعت عبير ريقها وهي تستعد لقول كل شئ ...لن تخفي عنه أي شئ ....
جلست على الأريكة وهي تتمالك نفسها لتستعد للتكلم ...
نظرت إلى عدي الذي كان ينظر إليها بملامح جامدة وقالت:
-من أنا وصغيرة وماما انفصلت عن بابا واخدتني وعيشنا في فرنسا....نسيت كل حاجة عن مصر وعشت أنا هناك بس كنت اكتر حاجة بفتكرها وبزعل هي جواهر صاحبتي ...ومرت السنين وكبرت وماما ماتت وقتها بابا جه وقالي هتنزلي معايا ...أنا مكنتش عارفة أنه هيخونني ...أنا افتكرت أنه عايز ياخدني لمصر لاني وحشته وعايزني اعيش معاه ..وانا بعد موت ماما الله يرحمها كنت محتاجاله اووي ..محتاجة لحضنه ومترددتش انزل معاه...بس بعد ما جيت مصر اكتشفت السبب اللي خلاه يجي فرنسا مخصوص عشانه ...عرفت أنه عايز يجوزني عشان ينقذ نفسه ...كان عايز يضحي بيا عشان نفسه ...مفكرش في بنته ...فكر في نفسه بس ...انهارت وبكيت وحاولت امي بس هو حبسني ...حتى أنه مد ايديه عليا ووقتها اقنعته اني موافقة وهربت بمساعدة جواهر ...بس اللي مكنتش عاملة حسابه أنه يبتز جواهر عشان تتجوزك ويزور الورق بتاعها ...
نظر إليها بشك وقال:
-وهز هيبتز جواهر ليه؟!وهي توافق ليه ؟!!!
نظرت إليه وعينيها رطبة بفعل الدموع وقالت:
-والدة جواهر عندها كانسر وجواهر استلفت من بابا مبلغ وكتبت على نفسها شيكات وكان بيهددها بالشبكات دي ...
بهت عدي وهو. يسمع ما قالته ثم أكملت عبير بسرعة:
-والله يا استاذ عدي جواهر ما كانو عايزة تكدب وتخدع بس بابا استغلها وهددها. هي اضطرت ..هي عملت كده عشاني ...عشان تساعدني ...هي الوحيدة اللي ساعدتني لما بابا كان عايز يرميني وميسألش فيا ودلوقتي بابا لو عرف أنها قالتلك الحقيقة هيقلب الدنيا عليها ...وهي اصلا ملهاش حد الا والدتها اللي تعبانة ...أنا عارفة أننا غلطنا في حقك بس عشان اكون صريحة معاك ده برضه كان بسببك انت ...انت صممت تتجوز واحدة متعرفهاش عشان تنتقم من أبويا ...كنت قادر تنتقم منه من غير ما تدخلني في اللعبة دي ...فمعلش انت كمان ليك يد في اللي حصل ....
ظل ينظر اليها بجمود ...نظراته كانت فارغة تماما كأنها لم تتكلم ولم تخبره كل الحقيقة للتو ...شعرت عبير باليأس قليلا ولكنها فكرت أنها قالت كل الحقيقة لعدي والان هي يمكنها أن تريح ضميرها ...ولكن قبل هذا يجب أن تبحث عن جواهر التي اختفت تماما!!!!
أخرجت عبير من حقيبتها قلم وورقة ثم دونت رقمها وقالت:
-حضرتك لو حابب تتواصل معايا ده رقمي الشخصي اتصل بيا وبتمنى تسامحنا على اللي حصل ...بس عندي طلب اخير ...بلاش تتكلم على قصة التزوير قدام حد لو البوليس عرف جواهر للاسف هي اللي هتتحبس مع بابا وانا مش عايزة أنها تتدمر بسببي ...فده طلب مني. لو سمحت يعني !
هز رأسه وهو يأخذ رقم الهاتف منها لتذهب هي من أمامه...جلس هو على الأريكة بإنهيار ...ما سمعه غير تفكيره تماما أنها ضحية مثله تماماً...ولكنه أعطاها العديد من الفرص كي تتحدث ..لماذا صمتت ...لماذا لم تتكلم هل أصبحت تخاف منه لتلك الدرجة !!!!دعك عينيه بتعب وهو يفكر اين هي الآن ولماذا لم تأتي مع عبير لتشرح له الأمر ...لماذا اختفت من محيطه. و لم تحاول مجددا أن توضح له الأمر ...تنهد بتعب وهو يفكر أنها حتى لو تعرضت للظلم هذا لا يبرر كذبها عليه ...لقد أعطاها العديد من الفرصة لتتحدث وتولى هو حمايتها !!أعطاها قلبه ومشاعره ...كان مستعد لجعل العالم تحت قدميها ولكنها لم تعترف ...فضلت أن تكون جبانة !!!ام عجبها أن تخدعه ...هل كانت ستشعر بالتميز ؟!...
وضع كفيه على رأسه وهو يشعر أنه سوف يجن...لا لايجب أن يفكر أكثر من هذا ...يجب أن يعرف أن شخصا واحده السبب في تلك الفوضى وهو شريف ...شريف الذي اعتقد أنه يمكنه خداعه ...لقد عفا عن شريف من قبل ولكن ليس تلك المرة ...شريف سوف يدفع الثمن غاليا...هو سوف يعاقبه على ما فعله ...فقط ليفكر في العقاب المناسب له ...شريف يجب أن يعاقب بسبب ما فعله له ...يجب أن يعاقب لانه خداعه مرتين !!!
..........
في مركز التجميل....
-اصحي يا جواهر اصحي يا حبيبتي ...
قالتها ميريهان وهي تحاول أن تجعل جواهر تستيقظ ...كانت جواهر نائمة على الكرسي المتحرك الخاص بمركز التجميل ...متدثرة بلحاف خفيف ...يوجد على وجنتها أثر للدموع وكأنها بكت لمدة طويلة ...نظرت إليها ميريهان بشفقة وهي تحاول أن تجعلها تنهض مجدداً...
اخيرا استجابت لها جواهر ونهضت وهي تنظر لميريهان وتقول بلطف بالغ وصوت مبحوح ،:
-صباح الخير يا مدام ميريهان ..
ثم نهضت من الكرسي وهي تشعر ان عضلات جسدها قد انسكرت ...
-صباح النور يا جواهر ...اخبارك النهاردة .!!
-الحمدلله يا مدام ميريهان أنا كويسة ...
-قومي يا حبيبتي اغسلي وشك في الحمام وتعالي عشان تفطري يالا بسرعة ...
هزت جواهر رأسها وهي تتجه نحو الحمام ...دخلته وفتحت صنبور المياه وغسلت وجهها جيدا ثم جفتته وخرجت لتجلس مع السيدة ميريهان...
...
ذهبت وجلست مقابلها وهي تتناول طعامها بهدوء ...فجأة نظرت إلى ميريهان وقالت:
-شكرا يا مدام ميريهان ..شكرا لانك ساعدتنيني أنل مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه...شكرا بجد!!

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
خرجت من القصر الخاص به وهي تتنهد بتعب ...رغم ان هذا كان صعب ولكنها على الأقل ربحت ضميرها من جهة جواهر ...المسكينة تعذبت كثيرا بسببها ...جواهر خسرت حب حياتها لتنقذها هي وهذا أقل ما تفعله لها ..ولكن الأمر لم ينتهي بعد يجب أن تثبت انها هي عبير صديق ...فهي الآن زوجة عدي حسب الاوراق التي زورها والدها وعدي لم.يعرض مساعدته في هذا الأمر ...الحقيقة انه لم يتكلم من الأساس ...فبعد ان اخبرته كل الحقيقة كاملة ظل صامتاً ...ينظر إليها بعيني فارغة ووجه جامد وهى من الأساس لم تتوقع.منه شئ بل أرادت اخباره حتى تبرئ جواهر امامه لكي يعرف ان جواهر لم تقصد خداعه بل ضحت بنفسها من أجلها هي ...دعكت عينيها بتعب وهي تكمل سيرها ورأت على مقربة منها أمير...أمير الذي رفض أن تأتي بمفردها بل أتى معها ...اعطته ابتسامة قصيرة لتجد على وجهه إمارات الراحة واقترب منها بسرعة وهو يزفر براحة ويقول:
-الحمدلله افتكرته انه ممكن يحبسك عنده عشان كده.كنت عايز ادخل معاكي !!!
ابتسمت عبير له وقالت:
-مظنش انه شيطان زي ما بيقولوا يا أمير ...ه. معملش أي حاجة تزعجني بالعكس سابني بهدوء وانا قدامك اهو متقلقش بس بتمنى يقدر يساعد جواهر المسكينة ... البنت منهارة اووي ...وابويا لو عرف انها اعترفت لعدي هيقلب الدنيا فوق دماغها ...أنا خايفة اووي يا أمير.....خايفة لبابا يعمل حاجة لجواهر ...أنا لازم ادور على جواهر والاقيها بس المشكلة تليفونها مقفول وانا مش عارفة اتواصل بيها ازاي. ..أنا خايفة يا أمير ....
-متقلقيش بإذن الله ..هنلاقيها بأمر الله المهم أنتِ متخافيش ...
قالها بصوته المطمئن لها فابتسمت له ...ماذا كانت ستفعل لو هو غير موجود في حياتها بالتأكيد كانت ستجن ...انه حقا مهم لها.....مهم جدا ...هو من يدعمها ...يقف بجانبها ...لا يجعلها تشعر بالهلع .أنها تعشقه كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله...وهي تشكر الله يوميا لأنها حصلت عليه وتتمنى أن تتزوج به هو ...فقط هو ...






-روحتي فين مني ؟!
قالها أمير بحيرة لتهز رأسها بالنفي وتقول :
-مفيش حاجة يالا نمشى من هنا ...
وبالفعل ذهبوا مسرعين واستقلوا سيارة الأجرة ..!!
.....
في مركز التجميل...
انتهت جواهر اخيرا من تناول افطارها ونظرت إلى ميريهان بإمتنان وقالت:
-اوعدك بس تتسهل الظروف همشى من هنا ...أنا عارفة امي متقلة عليكي ...
-ايه يا بت مالك ...ده أنتِ لسه جاية امبارح يا بت وبعدين يا اختي أنا عملت ايه يعني ؟متبقيش اوفر يا جواهر ...
أطرقت جواهر برأسها فأكملت ميريهان وهي تشد على كفها :
-اقعدي هنا قد ما تحبي ...محدش هيكلمك ومحدش هيسألك...ووقت ما تكوني مستعدة تمشي امشي ...بس متحسيش بالكسوف ...واشتغلي هنا معانا وباتي هنا كمان...
تنهدت جواهر وهي تنظر إليها ...فها هي قد خلت لها مشكلة كبيرة...ولكن الى متى سوف تهرب ...شريف سوف يحضرها عاجل ام اجلا وحينها سوف يدمرها ...يمحيها من على وجه الأرض ....وايضا عدي ...عدي لن.يمرر لها ما فعلته ...بالتأكيد سوف يعاقبها على ما فعلته ...لانها خدعته !!! ..
-جواهر روحتي فين ..
قالتها ميريهان بصوت مرتفع نسبيا لتخرج جواهر من شرودها وتقول :
-انا هنا يا مدام ...ماشي موافقة وهشتغل هنا ...ينفع ابدأ من دلوقتي . .
ابتسمت ميريهان وقالت :
-اكيد طبعا ...
هزت جواهر رأسها وهي تمسك ثياب العمل وتذهب للحمام كي ترتديها ...
بعد قليل خرجت وهي ترتدي ثياب عملها وتمسك المكنسة وتبدأ في تنظيف مركز التجميل وهي تغلق عقلها عن التفكير في أي شىء ...لو ظلت تشكر السيدة ميريهان عشر أعوام على ما فعلته معها لن يكفي ابداً...هي لن تنسى انها احتضنتها في الوقت الذي لفظها فيه العالم .. تذكر ت كيف اتت لهنا بعد أن طردها عدي ...كانت تبكي بقوة ...كانت مقهورة ويبدو عليها البؤس ....لم تفكر ودخلت مركز التجميل وكان أول من استقبلها السيدة ميريهان التي لم تسأل عن أي شئ ولم تعاتبها بسبب اختفائها المفاجئ ويبدو أن لا أحد يعرف بقصتها مع عدي ...ولا احد رأى تلك الصور التي تم نشرها على الانترنت .....وهذا جيد...ربما يمكنها نسيان كل شئ والبدء من جديد!! 

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

-عايزة افهم حضرتك جايبني وحا بسني هنا على أساس ايه ؟!
صرخت ورد بياسين الجالس على أريكته بإرتياح يمسك طبق كبير به فشار بينما يتابع احدي المسرحيات التي يحبها ...ولم يعطيها أي انتباه ...شدت ورد على اسنانها وودت لو تلكم وجهه ....الو غد يتجاهلها ...
-بقولك رد عليا يا ياسين ...
صرخت وهي تطيح طبق الفشار من بين يديه لينكب على الأرض بينما يتحـ طم الطبق بدوي مرتفع ....
تصاعدت النير ان بعينيه وشعر بغضب لا يمكن السيطرة عليه ...شيطا نه اخبره ان يضر بها...يضر بها ويفرغ غضبه.بها...ولكنه بشق الأنفس سيطر على نفسه ونهض وهو ينظر إليها بدون رضا ويقول بصوت جامد:
-ورد أنا بحبك ومتمسك بيكي وبعمل المستحيل عشان احافظ على جوازنا ...أنا عارف أن فيه مشاكل بيننا يمكن أنا مش قادر تلمس ايه المشكلة بالضبط... وبحاول اعدي تجاوزاتك معايا ...بحاول افتكر الحلو اللي عشته معاكي وبصبر ...بس أنا مش هصبر كتير يا ورد على تصرفاتك دي زي ما بيقولوا أنما للصبر حدود وانا صبري ليه حدود برضه ياريت تحترميها...
-طيب وليه جاي على نفسك كده ما قولتلك طلقني وارتاح يا ياسين ...طلقني ...
زفر بضيق وقال:
-اللهم طولك.يا روح ..يا بنتي الله يهديكي بطلي استفزاز ..أنا مش هصبر عليكي كتير ..
-محدش قالك اصبر ..
قالتها وهي ترفع وجهها له ...عينيها البنية تبرق بعداء ...تنهد ياسين وهو ينظر إليها ...انها مختلفة عن المرأة التي عشقها وبدأ يقتنع أكثر بكلام أمجد ووالدته ...ربما ورد الآن ليست بوعيها بالفعل...ربما يكون كلامه عن السحر صحيح ...ربما هي تعاني بطريقتها ...تنهد هو بتعب وقال :
-صابر عشان.بحبك ...
-محدش قالك تحبني ...
قالتها بفظاظة شديدة ...كانت مصرة على اخراج اسو أ ما به ولكنه لم ينقاد لإستفزازها ...قرر ان يصبر....ورد تستحق ان يصبر من أجلها ...
ابتسم ابتسامة ساحرة واقترب منها ثم قبلها على وجنتها وقال بلطف:
-للاسف يا ورد الحب مش بإيدينا ...قلبي بيحبك وانا مليش على قلبي سلطان ...مفيش سلطان على القلوب الا ربنا ...
تراجع غضبها قليلاً واكتسى وجهها بالشعور بالذ.نب ....هي لا تعرف لماذا تعامله بتلك الطريقة السيئة ...هي تعرف انه لا يستحق أبدا ان يعامل بتلك الطريقة...ولكن هي لديها كر ه غريب نحوه ..كر.ه لا تعرف سببه ...دعكت عينيها وهي تشعر بالتعب ...انها تمر بضغط عصبي تتمنى أن ينتهي قريبا ...
كان ينظر إليها بشفقة ...شفقة عليها وشفقة على الحال الذي وصلوا إليه...كانت حياتهما مثالية ...صحيح لا تخلو من بعض الجدال ولكن الجدال معها كان يجعله عاشقاً لها اكثر ...ولكن الآن كل شئ تغير ...انه يبحث بجنون عن الحب بعينيها ولكنه لا يجده ...وهذا نوعا ما يحط ـم قلبه ...ولكن ان أتى أمجد واثبت انها مسحو رة وان جوري هي السبب سوف يمسك برأس جوري ويقتلعها من مكانها ...تلك المجنو نة المخـ تلة!!!
-متفكريش كتير !!
قالها بلطف شديد ثم أمسك كفها وجذبها لغرفة النوم ...اتسعت عينيها بحذر وقالت بهجوم:
-أنت جايبني هنا ليه ؟؟ها قولي بتفكر فيه ايه ؟!
نظر إليها ببلاهة وقال:
-أنتِ ليه محسساني اني شاقطك وجيبتك البيت عندي وقولتلك امي تعبانة وبعدين تكتشفي اني خدعتك عشان اسلب منك أعز ما تملكي...فوقي يا ماما انتِ مراتي ...مراتي وحامل بإبني فلو عايز حاجة كدا ولا كدا هتكون حقي يا غبية ...
نظرت إليه بضيق فاكمل بعبوس:
-عموما يا اختي أنا مش بفكر في اللي بالك ده أبداً أنا راجل محترم... انتِ بقا اللي مخك كده دايما حادف شمال وبتظني فيا اوحش ظن وانا مفيش حد مؤدب قدي ...
رفعت حاجبيها بإستنكار ليبتسم ويقول :
-انا جايبك الأوضة عشان ترتاحي شوية بدل ما أنتِ عاملة زي فرق لوز كده ...متنسيش أنك حامل في ابني وعايزين الواد يجي سليم ويطلع عاقل زي أبوه مش مخه ضارب زي أمه...
لم تجادله اكثر من هذا فهي بالفعل كان لديها صداع شديد بسبب الجدال معه ...هو حقاً عنيد وهي لن تستطيع أن تتفوق عليه بأي نقاش....
-رايحة ارتاح اهو ...ما أنا مش هاخد من الجدال معاك الا و جع الدماغ ...
ابتسم بإنتصار وقال:
-نصيحة من مهندس ذكي متجادليش مهندس لانه أذكى منك وهيعرف يغلبك في الكلام ...العبدلله عشان متواضع مبيحبش يتكلم عن نفسه كتير وقد ايه هو ذكي ومفيش منه 
-آه فعلا انت متواضع جداً ...باين وواضح.أووي للاعمى ...
-صحيح يا قلبي واضح جداً ..المهم يا مزة أنا رايح دلوقتي اسخنلك الشوربة اللي أمي بعتتها لينا عشان تتغذي وتعرفي تجادلي بدل ما انتِ بتجادلي على معدة فاضية ...
ثم تركها وخرج من الغرفة ... ..
بينما هي اتجهت الى الفراش وتسطحت عليه وهي غارقة في تفكيرها ...تشعر بالدموع تلسع عينيها ...تشعر انها تختنق بالفعل وكأن شئ بغيض يجثم على قلبها ...هي تشعر بالضيق لانها موجودة هنا ...عندما كانت عند والدتها كانت مرتاحة قليلا ولكن الآن تشعر ان جدران الغرفة الواسعة تضيق عليها فتخنقها ...انسابت دموعها وهي تغمض عينيها بتعب ...ترغب ان تنام...ترغب ان تهرب من كل شئ ...وبالفعل غرقت بالنوم ...
.......
في غرفتها ...
كانت تمشط شعرها الطويل وهي تغني احدى اغاني أم كلثوم ...بينما ابتسامة رائعة تحتل شفتيها ...تشعر بالسعادة والراحة وكأن لا شئ يشغل بالها .. ..فجأة شعرت بذراعين تحيط بخصرها وأحدهما يضع شفتيه على وجنتيها ...ابتسمت بسعادة وأغمضت عينيها وهي تقول :
-ياسين ...
ثم استدارت لتتسع عينيها بصدمة وهي تجد علي الذي أخذ يقترب منها ويقول :
-علي مش ياسين ...
ثم لمس وجنتها وهو يقترب بشفتيه منها ...
-لااااا...
انفلتت تلك الصرخة من بين شفتيها وهي تفتح عينيها ليتراجع ياسين بتوتر وهو يراها تنهض بتلك الطريقة ...عندما دخل ووجدها نائمة بسلام وضع الطعام على جنب وجلس بجوارها وهو يتأملها نائمة بسلام ولم يستطع مقاومة ان يلمسها ويقبلها ...لقد اشتاق ان يقترب منها لهذا الحد ولكن صرختها المفاجئة صدمته...
كانت تتعرق هي وتلهث بقوة ...رباه ما هذا الكابوس ...انها دائما تحلم به ...
&فيه ايه يا ورد مالك ؟!
كان ياسين ينظر إليها بصدمة ...ابتلعت ريقها وقالت بصوت خافت :
-كابوس ...مجرد كابوس ....
هز رأسه بتفهم وجلس بجوارها مرة آخرى وهو يمسك كفيها ويقول:
-طيب أنا سخنت الشوربة وحاولت اطلع بأقل الخساير تحبي تأكليها ..
هزت رأسها بهدوء لينهض بسرعة ويجلب الحساء ثم يضعه على الفراش ثم شرع بإطعامها ولكن هي ازاحت رأسها وهي تقول بنبرة باردة قليلا :
-معلش يا ياسين أنا عايزة اكل لوحدي ...لو سمحت ...
ابتسم في وجهها ولم يظهر جر حه منها وقال:
-طبعا يا حبيبتي اللي تشوفيه ...
ثم ترك لها الملعقة وجلس على المقعد المقابل وهو يتأملها بعمق ...متى ستنتهي مأساته معها ...فجأة تذكر انه يجب أن يتحدث مع أمجد لكي يأكد عليه موعد حضوره ...
نهض فجأة وهو يمسك هاتفه ويخرج من الغرفة ويتصل بأمجد ...انتظر بصبر حتى رد أمجد على اتصاله...
-شيخ أمجد اخبارك ايه ؟!
-اهلا اهلا يا باشمهندس ايه قدرت ترجع زوجة حضرتك للبيت...
هز ياسين رأسه وقال:
-ايوة يا شيخ قدرت ارجعها الحمدلله..كده حضرتك هتجيلنا امتى ؟!
-بكرة بأمر الله ..
اتاه الرد من الناحية الآخرى ليبتسم براحة ويقول:
-تمام اووي يا شيخ مستنيك هبقى ابعتلك العنوان واتصل بيا كمان عشان اجهز نفسي ...
-تمام ..
ودعه ياسين آخيراً وهو ينتظر قدوم الغد بفارغ الصبر 
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

-فرحك بعد أسبوع !!!!
صرخت بها ليان بحماس عند خروجهم من الجامعة ...
-ششش يخربيتك هتفضحينا !!
قالتها نسرين وهي تضع كفها على فم ليان وتضحك ...شتان ما بين حالها بالأمس وحالها اليوم ...ففؤاد استطاع محو التعاسة من قلبها ولو للحظات ...لم يسمح لوالدها ان يأخذها معه بل صمم ان تمكث بمنزله هي ووالدته حتى زواجهما وفي الصباح الباكر أتى ليقلها الى الجامعة وفطرا سويا وهنا يتحدثان في ترتيبات زفافهما وقد اخبرها اليوم بشكل مفاجئ ان زواجهما بعد أسبوع ...لقد صدمها ..كادت بالفعل ان تصاب بنوبة هلع بسبب ما فجره بوجهها ...ما زالت تتذكر رد فعلها الهستيرية!!!
......
في مطعم صغير تنبعث منه أحد أغاني أم كلثوم ..كانا جالسان يتناولان فطورهما وهم يتحدثان بحماس عن ترتيبات الزفاف ...ولكن فؤاد قال فجأة :
-كلمت عمي وطلبت أن الفرح يكون بعد أسبوع!!!
توسعت عينيها وهي تنظر إليه فقال مبتسماً؛
-متبصليش بعينيكي بالشكل ده تاني ؟!
-ليه ...
قالتها بحيرة ليرد :
-عشان بيدوبوني ...
احمر وجهها بقوة وتبعثرت الكلمات من على شفتيها وهي تشعر بالخجل الشديد بينما يغازلها بتلك الطريقة ...أغمضت عينيها وهي تحاول تهدئة ضربات قلبها ومعدل تنفسها ثم فتحت عينيها وهي تنظر إليه بعتاب وتقول:
-متحاولش تغير الموضوع وتضيعني يا فؤاد ...جواز ايه ده اللي بعد أسبوع ...ايوة اتفقنا نقدم الفرح بس مش بالطريقة دي يعني !!!
-متقلقيش هنخلص كل حاجة قبل ميعاد الفرح الفستان جاهز وهحجز النهاردة القاعة...والبيت جاهز ...ايه تاني ناقص ..
قالها فؤاد ببساطة لتتنهد وتقول بصراحة تامة:
-انا يا فؤاد ...انا مش جاهزة خالص ..مش جاهز اتجوز...أنا خايفة...أنا بحاول ابينلك اني مبسوطة بالقرار ده ..بس لا أنا مش مبسوطة خالص ....مش جاهزة وحاسة بالخوف ...خايفة اظلمك وعشان اهرب من ظلم بابا ليا اتجوزك.واظلمك معايا او أقصر في حقوقك ...أنا خائفة يا فؤاد خايفة اووي ...
ابتسم فؤاد بلطف ومد يده ثم شد على كفها وقال:
-خدي الوقت اللي أنتِ عايزاه في بيتي يا نسرين أنا مش هضغط عليكي ...اعتبري أننا لسه.مخطوبين.واتعرفي عليا براحتك ..هنتجوز ونعمل كل حاجة سوا يا نسرين ...اوعدك هخليكي اسعد انسانة في العالم ...
الوعد في كلماته جعل قلبها يذوب بشدة ....لمعت عينيها بالدموع وقالت:
-أنا مستاهلش الحب ده كله ..
-لا أنتِ تستاهلي كل الحب اللي في العالم وانا هديكي.الحب ده يا نسرين بس خليكي معايا متبعديش عني ...اديني فرصة أسعدك..
هزت رأسها وهي تبتسم له فجذب كفها وقبله...
..... 
عادت من شرودها وهي تبتسم بحالمية بينما ليان تنظر إليها بخبث وتقول:
-يا سيدي يا سيدي شكل الحب ولع في الدرة زي ما بيقولوا ...شكلك وقعتي يا نسرين على جدور رقبتك.في حب فؤاد ...
احمر وجه نسرين بقوة..وضحكت بإرتباك لتكمل ليان :
-انا مرتاحة اووي انك لقيتِ حبك الحقيقي ..كنت واثقة ان يوسف من الترو لاف.بتاعك ...
بهت وجه.نسرين لتعض ليان لسانها...لما هي بهذا الغباء ولا تنتقي كلماتها بعناية ...تنهدت وقالت بأسف :
-أنا اسفة يا نسرين ...أنا بجد غبية لما بتكلم مش بقف ...سامحيني ...
تنهدت نسرين وأغمضت عينيها قائلة :
-انا مش زعلانة منك يا ليان ..بس كنت بفكر في حاجة ..
-كنتِ بتفكري في ايه ؟!
قالتها ليان بفضول لترد عليها نسرين :
-كنت بفكر هو أنا فعلا ظلمت يوسف ...هو حبني اووي وانا نسيته وروحت لغيره ...أنا حتى بطلت أفكر فيه ..وحاسة بالذنب لانه مش قادر يتخطاني يا ليان ...حاسة اني وحشة اووي...حاسة ان لعبت بيه زي حبيبته الأولى !!!
تنهدت ليان ووضعت ذراعيها حول كتف نسرين وهي تقول بهدوء:
-مفيش داعي. تحسي بالذنب ولا حاجة ...انتِ مش غلطانة بالعكس هو اللي غلطان ...هو اللي راح قال لعمو على علاقتكم وحطك في موقف صعب خلى باباكي يضربك وورطك قدامه ... وبسبب اللي حصل فؤاد قرر يتجوزك عشان يحميكي ..بس أنا شايفة أنك مبسوطة دلوقتي يا نسرين فمش مهم الباقي ...
-انتِ شايفة كده؟!
-انا مش شايفة غير كده ...
قالتها ليان ببساطة وهي تبتسم لرفيقتها ...نسرين تستحق كل السعادة ...في الحقيقة هي لم تحب أبدا علاقتها مع يوسف ...شعرت في كثير من الآحيان ان يوسف يبتزها عاطفيا...يستغلها لتكون جانبه ولكن حمدلله انها ارتبطت بفؤاد ..ربما فؤاد سوف يكون الشخص الأمثل لها .....
نظرت ليان لنسرين التي تبتسم بينما تقف امام الجامعة وتنتظر فؤاد كعادتها ...قالت نسرين فجأة:
-احيانا بحس ان فؤاد كائن مش طبيعي ...احيانا بحسه ملاك ...طيب بطريقة غريبة..
-اه والله يا نسرين الواحد حاسس انه طيب لدرجة هيكون بيخدعنا في الاخر ويطلع سيريال كيلر ...
انفجرت نسرين في الضحك بسبب كلمات ليان وقالت:
-اسكتي يا ستي هتشككيني في الراجل ليه ؟!
قطعت كلامها وقالت فجأة بفرحة طفولية :
-اهو فؤاد جه...تعالى نوصلك معانا بدل ما تستني السواق...
عرضت نسرين بينما فؤاد يوقف سيارته ...ولكن ليان قالت :
-لا روحوا انتوا ..
هزت نسرين رأسها ولم ترغب أن تضغط عليها وقالت :
-تمام يا بيبي هكلمك لما أوصل سلام...
-سلام.
قالتها ببسمة ثم غادرت نسرين متجهة إلى فؤاد والإبتسامة تشرق على وجهها وما أن رآها فؤاد حتى أعطاها ابتسامة أكبر ...
-ازيك ..
قالتها نسرين بوجه محمر من الخجل وهي تقترب منه بينما هو اخذ يتأمل ملامحها المتناسقة في انبهار ويبتسم ويقول:
-انا زي الفل ما دام شوفتك يا ست هانم ...يالا عشان اغديكي وبعدين اروحك أنا قولت لماما ..
-انا مفلساك اول بأول على فكرة ...
قالتها وهي تستقل السيارة وتضحك ...ليركب هو بجوارها ويقول :
-يا ستي تعيشي وتفلسيني يا غالية ...
ثم انطلق بهما مبتسما وهو يخلل أصابعه بين أصابعها ويشد على كفها وهنا شعر أنه ملك العالم بأكلمه ...
........
وصلا إلى مطعم الشاورما المفضل لهما ...اجلسها على الطاولة بلطف ثم جلس أمامها وهو يبتسم ويتأملها ...أتى العامل وأخذ طلبهما وغادر ثم عاد فؤاد لتأمل نسرين وكأنها متعته الوحيدة ...تضجرت وجنتيها بدماء الخجل بينما يرمقها بتلك الطريقة وقالت في سبيل تشتيت انتباهه عنها قليلا ؛
-ايه حجزت القاعة اللي هنعمل فيها الفرح ؟!
هز رأسه وقال:
-لا بس شوف كام قاعة حلوة بكرة اخدك نتفرج عليهم واللي تعجبك نحجزها علطول ...
-تمام ماشي ...
قالتها بلطف وهي تنظر إلى النافذة ....
بعد قليل أتى الطعام وأصر ف،اد أن يطعم نسرين بنفسه ...كان يطعمها ويشاكسها وصوت ضحكاتهما تسيطر على المكان ...كانا.مشغولين للغاية لدرجة أنهم لم يلاحظوا وجود يوسف بالمطعم ...كان ينظر

الى نسرين وفؤاد وقلبه يتمزق من الألم ...لا يصدق أن من أحبه تجرحه بتلك الطريقة ...هي أحبت فؤاد. ...أحبت فؤاد ونسيته هو ...هو لم.يكن أبدا مهم لديها ....
بتعب نهض من الطاولة ودفع الحساب وغادر ....أسرع إلى سيارته بينما الدموع تطرف من عينيه ...كم هي قاسية !!!لقد نسيته بتلك البساطة ...ابن حبها المزعوم له!!!اي وعودها بأنها سوف تبقى معه للأبد ...اين كل تلك الوعود ...هل نستها؟!..جلس بسيارته وهو يمسك المقود بقوة بينما الدموع تنفجر من عينيه أكثر فأكثر ...انطلق بها ثم أخذ يضرب على المقود بغضب ...اللعنة على الحب ...اللعنة عليه !!!

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

بعد أن ذهبا نسرين وفؤاد ...ظلت واقفة أمام باب الجامعة تشعر بألم في قلبها. ..أغمضت عينيها وقالت:
-وحشتني يا موسى. ..وحشتني اووي
ثم فتحت عينيها وهي تسمع صوت لقدوم سيارة أمامها ...توسعت عينيها بصدمة وهي ترى أن تلك سيارة موسى ...وهذا هو موسى ...موسى ..حبيبها !!!
-موسى!!!
قالتها ليان وقلبها يرتعش داخل صدرها ...كانت لا تصدق انه أمامها ...فمنذ الأمس وهي في حالة سيئة بسبب ما حدث ...ولكن برؤيته اليوم تشعر ان الألم الذي في قلبها تراجع ...
-أركبي يالا ...
قالها مبتسما لتهز رأسها وهي تنظر حولها خوفا من أن يأتي السائق ويراها معه ثم يخبر عدي وهي لا تريد هذا ....
استقلت السيارة سريعا لينطلق موسى بهما 
....
في السيارة ..
كانت ليان تنظر إلى موسى وعينيها مشبعة بالدموع ...تشعر وكأن أحدهما يعتصر قلبها بقوة ...لقد اشتاقت له ولا تصدق انه ابتعد عنها ...
-وحشتني اووي يا موسى ...
جذب كفها وهو يقبله وقال:
-وأنتِ وحشتيني اكتر يا حبيبي ...
-هنعمل ايه في ...
-شششش مش عايزك تفكري في أي حاجة دلوقتي يا ليان أنا هتصرف مع عدي ...أنا لما جيت عشان اشوفك عشان بس وحشتيني وكنت ناوي اشوفك وأمشي بس مقدرتش بصراحة ...كنت عايز اقعد معاكي واتكلم معاكي واشبع منك 
..وانا هكلم.عدي تاني. ...اطمني انتِ مش هتكوني لحد غيري زي ما أنا مش هكون لغيرك ...مرضية يا ملكة قلبي ...
هزت رأسها وهي تمسح دموعها التي انسابت على وجنتيها...لن تنكر ان كلماته جعلتها تهدأ قليلاً...هي الآن ليست خائفة ..فهي تثق بموسى
بعد قليل توقفا امام مقهى يطل على النهر ...
خرج موسى من السيارة وجذب كف ليان وسحبها خلفه نحو المقهى اجلسها بلطف على المقعد وقال وهو ينظر إليها وقال:
-تشربي ايه يا ست هانم...
-انت هتشرب ايه ؟!
قالتها وهي تنظر إليه بحب فرد ببساطة :
-هشرب شاي بالنعناع .
-خلاص أنا كمان هشرب شاي بالنعناع .. ....
رفع حاجبيه بحيرة وقال :
-من امتى بتحبي الشاي..
-من.دلوقتي عشان أنت بتحبه ...
ضحك وقال:
-طيب يا نصابة 
ثم استدعى النادل ليأخذ طلبهما ...
وبعد ان ذهب وضعت ليان كفها على وجنتها وبدأت تراقب موسى بحب ...
-.وحشتني اووي بجد ..متعرفش أنا عملت ايه لما اخويا طردك اتخانقت معاه وحتى مش بكلمه من الصبح ...حتى لما قالي أنه جابلي سواق جديد معملتش اي رد فعل وتجاهلته و....
قاطع كلماتها المتحمسة وجوم موسى وهو يقول :
-ليان مفروض متعامليش اخوكي بالشكل ده ...مهما كان غلط ومهما كان اختلافنا معاه ده برضه اخوكي ...بس انا وأنتِ لازم نعترف بحاجة!!!
صمت قليلا وأكمل :
-لازم.نعترف أننا غلطنا في حق اخوكي لما ارتبطنا من وراه ...احنا كسرنا ثقة عدي وهو ميستاهلش ده مننا أبداً ...في الوقت اللي كنت لوحدي مفيش حد يساعدني كان هو الوحيد اللي مد أيده وساعدني ...دخلني بيته وأمني على أخته وبدل ما احميها...حبيتها ...حاولت أنكر مشاعري دي ...حاولت اقضي عليها بس مقدرتش ...هي كانت محاصراني من كل مكان ....حبيتها اكتر من نفسي حتى وكنت مستعد أعمل ايه حاجة عشان احميها حتى لو كنت هموت مش مشكلة المهم تبقى هي بخير ...وعلى قد ما كنت بحبها ...على قد ما حاولت اقتل الحب ده من جوايا ...مكونتش حابب اخون صاحبي بس للاسف فشلت بقوة كمان ...فشلت قدامك يا ليان ...فشلت وبعترف ...بس برضه أنا خونت صاحبي وكنت مستعد لأي عقاب يقوله ومفروض متعاملهوش كده ...عدي عمل المستحيل عشان يحميكي ...وقف في وش عمه وخسره...حبس عمه وكان هيقتله في مرة عشانك ...معقول نسيتي كل اللي عمله عشانك يا ليان ...
أطرقت ليان برأسها ...عضت شفتيها وهي تمنع شهقاتها من التسلل من بين شفتيها ...تعترف انها قد عاملت عدي بأسلوب بشع...رفعت رأسها ونظرت إلى موسى وعينيها رطبة بفعل الدموع وقالت:
-انا كنت زعلانة أنه طردك يا موسى...كنت حاسة أنه طرد روحي متعرفش لنا عيشت ايه امبارح ...أنا كنت هتجنن لولا أنك كلمتني اخر الليل ووعدتني أنك هترجعلي قريب ...صحيح غلطت بحق عدي ...مكنتش في وعي ...كنت هتجنن عشان اعرف روحت فين ...
ابتسم موسى وشد على كفها وقال:
-احنا مع بعض اهو ...ومستحيل اي حاجة تفرقنا...
تنهد وقال:
-انا هكلم عدي تاني يا ليان ...مش هستسلم ابدا غير لما تكوني ليا يا ليان ....ده وعدي ليكي ...
ابتسمت له ابتسامة رائعة ..كلماته تلك أطلقت العديد من الفراشات بمعدتها...شعرت بقلبها يخفق بقوة وعينيه تحاصرها بقوة ...وكفه تشد على كفها ...كان كل شئ مثالي للغاية بينهما ...الحب داخل قلب كل منهما ..نقي وحقيقي ... فجأة أتى النادل بأكواب الشاي ليشرعا في تناوله ... وبعد أن انتهيا جلسا قليلا يتكلمان ..كانت تتكلم معه دون توقف وهي سعيدة ...كانت تريد أن تشبع منه قبل أن تعود للمنزل ..ولكن كان قد أتى ميعاد ذهابها للمنزل ...كما أن السائق اتصل بها ....
-معلش يا حبيبي لازم امشى دلوقتي ...
قالتها ليان وهي تنهض لينهض موسى ويقول :
-يالا هوصلك ...
-لا لا مفيش داعي أنا هروح لوحدي ...
&لا يا ليان قولت هوصلك خلاص متناقشنيش لو سمحتي ....
وبالفعل لم تجادل بل.أتبعته إلى سيارته وركبتها بهدوء وهي تبتسم ها هي سوف تنال بضع دقائق معه ولكن الخوف أن يراها السائق ويخبر عدي ...
....
ما أن جلس وانطلق بها حتى قالت بتوتر :
-انا خايفة السواق يشوفك ويقول لأخويا ...خايفة خالص يا موسى ...
-متخافيش يا حبيبتي مش هيحصل ده ....أنا عامل حسابي ....  
.....
وبعد بضعة دقائق كان قد اوصلها بعيد عن جامعتها نسبيا وقال؛
-انزلي هنا وروحي الخطوتين دوول وبعد ما توصلي اتصلي بيا عشان اطمن عليكي ...
هزت رأسها وقالت وهي تنظر إليه :
-امتى هتكلم عدي ؟!
-قريب جداً بإذن الله ..
قالها بثقة لتبتسم وتترجل من سيارته وهي تشعر وكأنها ولدت من جديد ...الدقائق التي قضتها مع موسى كانت اجمل دقائق قضتها في حياتها كلها ..
اقتربت من السيارة الخاصة بهما لترى السائق ...استقلب بهدوء السيارة لينطلق بها بسرعة !!
......
قاد موسى سيارته عائداً الي منزله ...كانت الابتسامة تملأ شفتيه ...كم هو سعيد لانه رآها ...لقد اشتاق اليها بجنون ...حبيبته الصغيرة...كان يحتاج ليراها كي يخطو الخطوة الثانية ...سوف يكلم عدي ...لا أحد سوف يمنعه عن حب حياته ...وعدي عندما يرى كم يحب هو شقيقته هو متأكد أن الجليد الذي في قلبه سوف يذوب وسوف يعطيه ليان ...هو يعرف أن عدي طيب للغاية ولن يتحمل رؤية لا شقيقته تعيسة ولا صديقه ...
تنهد وهو يوقف السيارة إمام العمارة السكنية وخرج من السيارة وهو يصفر بسعادة ثم بخطوات واسعة ولج للعمارة ....غير منتبه للسيارة السوداء الجيب الواقفة إمام العمارة والتي كان لها عدوه الأوحد...الرجل الذي قلب حياته منذ سنوات ....دمرها تماماً...هل هو يعود لكي يدمرها مرة آخرى ...كان مصر على هذا ...فموسى سوف يعيش اتعس أيام حياته....
نظر صموئيل الي الرجل الذي يعمل معه وقال:
-قولي بقا نقطة ضعفه الجديد .....
-ليان رشيد هو كان البودي جارد بتاعها وحبيبته في نفس الوقت ...
ابتسم صموئيل وقال:
-خلينا نعيشه الكابوس مرتين !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

-يا بنتي متبقيش عنيدة ...الدكتور يحيى عرض المساعدة عليكي ..ده هيعمل العملية لأمك بنفسه يا رانيا وفي المستشفى بتاعته الخاصة .
قالتها ماجدة ...لا تصدق عناد تلك الفتاة ...انها تعرض حياة والدتها للخطر بسبب غباءها ....كانت رانيا جالسة على الأريكة بمنزل ماجدة ترمش بعينيها لكي تبعد الدموع عن عينيها ...لم تكن تريد البكاء أمامها ...كانت مقهورة على حالها ...لقد أيقنت الأن انها مثيرة للشفقة .....فيحيى لم ينجذب إليها بل يشفق عليها كحالة انسانية ...يبحث لها عن عمل ويريد إجراء جراحة لوالدتها ...شعور انها بائسة وتثير شفقة الجميع جعل معدتها تتلوى ...أغمضت عينيها وهي تتذكر ما قاله لها
...
-عايز أنا اللي أعمل العملية لوالدتك في المستشفي بتاعتي وبدون أي مقابل ...
هكذا قالها صادما اياها...ظنت انها سمعت بشكل خاطئ ولكن ملامحه كانت جادة ...عينيه الزرقاء كانت ترمقها بإنتظار ليسمع ردها...
هزت رأسها وقالت بذهول:
-انت ايه اللي عرفك اللي حصل لأمي يا دكتور؟!مين قالك انها محتاجة عملية ؟!





-مش مهم مين قال يا رانيا ...المهم دلوقتي ان والدتك محتاجة عملية وانا اللي عايز اعملهالها 
-خالتي ماجدة هي اللي قالتلك صح ؟!
قالتها وقد ظهر في صوتها الجرح ....احست رانيا في هذا الوقت انها مثيرة للشفقة ..شعرت بنيران الغضب ترتفع.داخلها...لقد فعلت المستحيل لكي لا يشفق عليها احد ولكن عبثاً...فها هو يحيى يشفق عليها ....ها هو يريد مساعدتها بالتأكيد هو يراها كحالة إنسانية ....
-انطق خالتي ماجدة اللي قالتلك صح ؟!! 
قالتها بإنفعال وقد حاربت ظهور الدموع بعينيها إلا أنه قال:
-قولتلك مش مهم مين اللي قال المهم ان والدتك محتاجة عملية وانا بعرض أن انا اللي اعملها !!!!
-ليه ؟!
قالتها بنبرة حاربت لإخراجها ثابتة ولكنها خرجت مرتعشة بينما تسللت دمعة من سجن عينيها لتفضح ما بداخلها من حزن وبؤس شديد ...نظر يحيى إليها بحزن ...كان قلبه يؤلمه عليها وهو يفعل ما بوسعه الآن لزرع الابتسامة على وجهها مجدداً...
-قولي يا دكتور ليه عايز تساعدني ...ليه ؟!ايه شفقان عليا صح ؟!اكيد أنا حالة إنسانية بالنسبالك صح ؟!
نظر إليها يحيى بصبر ...كان يعرف انها تعاني لذلك تركها تهذي ولم يفقد أعصابه معها فقال أخيراً:
-لا يا رانيا مش حالة إنسانية ولا حاجة ...أنا عايزة اساعدك عشان أنتِ ليه مكانة عندي ...
نظرت إليه بصدمة وقالت؛
-مكانة ايه حضرتك ؟!
قالتها ليرتبك هو ويقول ؛
-خلينا في المهم يا آنسة رانيا ...فكري في والدتك التعبانة ومش مهم أنا دلوقتي 
-طيب ما أنا فعلا بفكر في والدتي ...ومش هفكر الا فيها وهي أهم ...
قالتها بإندفاع ليبتسم بلطف ويقول:
-كويس اووي ..يبقى ليه مش عايزة تعملي العملية لمامتك.عندي ...الانتظار في الحالات دي مش بيفيد...متبقيش عنيدة يا رانيا واسمعي الكلام ...
نهضت بضيق وقالت :
-وانا قولتلك شكرا مش عايزة...مش عايزة يا بيه ...مش عافية هي ...
ثم تركته وغادرت تاركة إياه ينظر إليها بيأس ...
.....
عادت رانيا من شرودها ودموعها تتساقط تباعاً بينما ما زالت ماجدة توبخها ...
-خلاص كفاية يا خالتي كفاية ...
قالتها رانيا وهي تبكي لتزعق بها ماجدة :
-لا مش كفاية ...مش كفاية يا أستاذة رانيا ...متبقيش أنانية وفكري في مصلحة امك ...قوليلي هتكوني مبسوطة لو أمك حصلها حاجة ...ها ..هتكوني مبسوطة !!!لو ماتت لا قد الله هتندمي على اللي عملتيه ...يا بنتي متبقيش غبية الراجل مادد أيده وعايز يساعد فأقبلي المساعدة عشان خاطر امك على الأقل 
..............
بعد قليل....
كان يحيى يخرج من سيارته وقلبه يخفق ..منذ أخبرته أنها تريد التحدث معه لم يفكر مرتين وأتى إلى هنا ...
استقبلته السيدة ماجدة في منزلها بترحاب شديد وذهبت لتحضر له شئ كي يشربه بينما ظل هو مع رانيا بصالة المنزل ...
كانت رانيا تفرك كفيها بينما هو يتأملها بعمق ...الاحاسيس التي تفجرها تلك الفتاة داخلة عجيبة ...لم يفعل أحد هذا به ...وأصبح الإنكار حماقة الآن ...هو يعترف أن لديه مشاعر قوية بداخله من ناحيتها ...يعترف أنه يعشقها!!!
-انا موافقة انك تعمل العملية لأمي !!
قالتها بهدوء ...

♡♡♡♡♡♡♡♡

في اليوم التالي ...
-ورد ..
قالها ياسين بتردد وهو يقترب من ورد ...لا يعرف ماذا يتكون رد فعلها على ما سيقوله الآن لها...هي بالتأكيد سوف تغضب منه ولكنه لا يهتم ...هو سوف يحاول امتصاص فغضبها وسيتحمل أي شئ منها ...رفعت ورد رأسها وهي تنظر إليه ...كانت جالسة على الأريكة براحة فهو بعيداً عنها منذ الصباح وهذا اراحها نسبيا ولكن الآن هو قرر اقتحام مساحتها الخاصة ...تأففت وظهر الضيق على وجهها وقالت بفظاظة :
-نعم ؟!
ابتلع ريقه وقال وهو يمد لها حقيبة ورقية كبيرة بعض الشئ موقع عليها اسم محل لأحد المحجبات وقال :
-ممكن تلبسي.ده ؟!
نظرت إليه وكأنه فقد عقله وقالت:
-ليه؟!
ثم أخرجت محتوى الحقيبة الورقية والذي لم يكن سوى عباءة سوداء واسعة قليلاً وحجاب معها ...
يبدو بالفعل انه فقد عقله ...نظرت إليه وقالت بسخرية :
-هي هدية جميلة بس حضرتك انا مش محجبة فمش فاهمة الهدية دي عشان ايه ؟!حضرتك ناوي تحجبني ؟!
ربع ذراعيه وقال بهدوء:
-أنتِ مش عايزة تتحجبي يا ورد ؟!
أنمحت السخرية من وجهها وقالت بجدية :
-نفسي جدا وعايزة اخد الخطوة دي بس القصة أنك عمري ما قولتلي اتحجب فمستغربة دلوقتي ...وكمان أنا في البيت ليه هلبس دوول 
تنهد وقال :
-عشان جايلنا ضيوف يا ورد بطلب منك البيئة دوول لو سمحتي ...



نظرت إليه دون فهم وقالت:
-ضيوف مين اللي عايزني اقابلهم بعباية...عندي فضول شديد !
انتهى الأمر ...يجب أن يعترف لها ...لن يكون جبان ويخفي عنها الحقيقة ...هي يجب أن تعرفها...قال فجأة بثبات وهو ينظر الى عينيها بعمق :.
-شيخ ..اللي هيجي هنا بعد ربع ساعة شيخ عشان يقرأ عليكي ويقرا على البيت ويشوف ايه المشكلة وليه التوتر ده بيننا ...
قال كلماته بكل هدوء ...لم يتوتر او تظهر على ملامحة أي لحظة ضعف او ارتباك بينما ظل ينظر الى وجهها المصدوم بصبر...أخذت المشاعر تتعاقب على وجهها ..حيرة وذهول وصدمة ثم غضب ...غضب شديد سيطر على ملامحها وهي تنظر إليه...كانت لا تصدق انه يقول بوجهها هذا !!انتظر ياسين انفجارها وبالفعل صرخت به !
-أنت ازاي عايز تجبلي شيخ هنا يقرأ عليا ؟!أنت شايفني مجنونة!!!
صرخت ورد وهي تسمع قراره المفاجئ بأن شيخ سوف يأتي للمنزل بعد ربع ساعة ...
ابتسم ببرود وقال:.
-يا ورد يا حبيبتي ...الشيخ بيعالج الملبوسين مش المجانين فلا أنتِ ست العاقلين بس شاكين أنك ملبوسة !!!
-أنا ملبوسة يا ياسين ..
ضربت على الأرض بغيظ وهي تصرخ به قال وهو يقترب منها ويحملها :
-اولا بلاش حركة كتيرة عشان البيبي ...وبعدين مش احسن ما تكوني مجنونة رغم ان الاتنين بالنسبالي واحد ...
اجلسها على الأريكة برفق ثم جلس بجوارها وهو يتكلم بنبرة جادة للغاية بينما يشد على كفها :
-بصي يا ورد أنا وانتِ واخدين.بالنا اووي ان فيه توتر بيننا وفيه نفور جواكي من ناحيتي غريب ودي حاجة صدمتني عشان أنتِ دايما كنتِ بتقولي أنك بتحبيني ...فالنفور المفاجئ ده.صدمني وجرحني خاصة اني حبيتك ...أنا أول مرة احب بالشكل ده ...أول مرة اتعلق بحد بالشكل ده واخاف اخسره أنا عايزك في حياتي يا ورد ...يمكن أنا جلنف زي ما بتقولي ومبعرفش اعبر عن مشاعري كويس بس صدقيني لما اقولك اني عايزك تكوني في حياتي لحد آخر ثانية في عمره ....عايز نكبر مع بعض ونجوز ياسمين والبيبي اللي جاي نربيه سوا ونجوزه كمان ونشوف احفادنا.ونفرح بيهم واحكيلهم على جدتهم اللي استحملت جدهم الجلنف عشان بتحبه....عايز حياتنا ترجع حلوة زي الأول يا ورد ...حطي ايدك في ايدي وساعديني...خليكي أنتِ أقوى ...لو سمحتي يا ورد ...
تنهدت وقالت :
-اعمل ايه ؟!
ابتسم براحة أخيرا وقال :
-البسي دوول وقابلي الشيخ ...
-حاضر ..
قالتها بوداعة ...
......
بعد ربع ساعة بالضبط ...
كان أمجد يلج الى المنزل وهو مثبت عينيه على الأرض و يقول :
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا شيخ اتفضل...
قالها ياسين بإحترام.شديد وهو يدله على طريق غرفة الضيوف...
جلس أمجد براحة على الأريكة ...بدأ يتحدث مع ياسين قليلا عندما دخلت ورد وهي تحمل العصير بينما ترتدي العباءة والحجاب الذي يغطي شعرها بالكامل ..
ثبت أمجد عينيه على الأرض وقال:
-اقعدي جنب زوجك ..
فعلت ورد ما أمر به ثم قال أمجد :
-ودلوقتي أنا هقرأ وأنت يا باشمهندس راقب تصرفات زوجتك ..
-ماشي ..
قالها ياسين ..
أغمض أمجد عينيه وبدأ يقرأ ...
قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُوًا أَحَدٌ » .... بسم الله الرحمن الرحيم « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»



تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1