رواية سر الفتاة الفصل السادس عشر 16 بقلم Lehcen Tetouani

 


 رواية سر الفتاة الفصل السادس عشر  بقلم Lehcen Tetouani


........ بعد مرور ثلاث أيام على وفاة خديجة وضع رياض اكليل الورد على قبر زوجته ثم رفع يديه وقرأ الفاتحة وظل واقف بضع دقائق وهو يتأمل قبرها غير مصدق بأن الذي يقف عليه الان هو قبر إمراة امضت معه ثلاثة عشر سنة ورحلت في غمضة عين

رحلت دون ان تودعه او دون ان تقول له كلمة وداع رحلت وتركت في قلبه جرح عميق لا يندمل على مر السنين
أحس بأن حياته لم يعد لها ذوق او طعم

فقد كانت خديجة هي كل شيء بالنسبة اليه ولولا وجود الاطفال لتمنى لو يدفن الى جانبها وينتهي من عذابه فهو لا يتصور انه يمكن ان يهنأ بعيش او بنوم من دونها











شعر بأنه هو السبب كل ماحصل لها وكل ما وقع كان من خاطئه حينما قبل ان تعود نجوى ثانية للبيت ليته سمع كلام خديجة حينما اخبرته بأن يذهب الى راقي او شيخ حتى يصرفهم عنه ولكن خوفه عن أسرته هو من  اعماه وجعله خاضع لهم ويأمل بانه اذا سمع كلامهم لن يقتلوا زوجته واولاده

رجع إلى البيت وهو يجر أقدامه ويمشي بصعوبة فقد أنهكه التعب وحاصرته الهموم والأحزان ولم يعد في دفتر حياته شيء أسمه راحة او الاستقرار بعد موت خديجة فعمود المنزل قد تهدم وتركت له حملا ثقيل لا يدري كيف يحمله ويعيش معه 

فتح باب منزله فوجد اولاده مع جاره شعيب جالسين وفي صالة الإستقبال ولما راه شعيب نهض مسرعا باتجاهه وقال : 
مرحبا رياض لقد أشغلتني عنك اين ذهبت ؟ 

لم يستطيع رياض ان يرد فجلس وهو مثقل بالهموم ووجه شاحب وكان يستند برأسه على كف يديه فجلس شعيب الى جانبه وقال :  اعرف ان مصيبة كبيرة يا جاري ولكن هذا إمتحان من الله فاحمد الله على ما أصابك فزوجتك الان بيد من هو احسن مني ومنك  .

أطفالك لا يعرفون بأن امهم قد توفيت وقد كنت أحاول ان اقنعهم بانها ستعود فحاول الا تفجعهم بموت أمهم حتى يعرفوا بالحقيقة بعدما يكبرو قليلا

إلتفت إليه رياض بعيون حزينة وقال : خديجة لم تتوفى يا شعيب خديجة قتلت 
إندهش شعيب من هذا الكلام وراح ينظر إلى جاره رياض باستغراب وقال :  إستغفر ربك يا رجل زوجتك عثر عليها وهي متوفية ثم إن تقرير طبيب يقول انها قد توفيت بسكتة قلبية

فرد عليه رياض مصرا على كلامه :  مثلما اخبرتك يا شعيب  خديجة قد قتلت وانا أعرف من قتلها
راح شعيب يحاول ان يخفف من صدمة جاره وقال : لا حولة ولا قوة الا بالله انا سأدعك ترتاح الان وفي مساء سأتي والقي نظرة عليك

أحس رياض بان جاره يحاول ان يستعطف معه ولا يصغي إليه فأمسك من يديه في عصيبة وقال :  لماذا لا تصدقني ياشعيب لحسن التطواني قلت لك بان خديجة ماتت مقتولة 
حاول شعيب ان يقنع رياض بانه قد صدق كلامه فساله قائلا:
ومن قتلها ؟
سكت رياض قليلاً وأجابه بعيون دامعة :  حفيدة الجن نجوى هي من قتلتها كانت تسكن معنا هنا في منزل وهي تتصور لنا على هيئة فتاة صغيرة. 











كمض شعيب على فمه ولم يعد يعرف ما يقول وأحس بان جاره لا يزال متأثر بمصيبته وبدا يهلوس ويخرف في كلام فنهض من مكانه وقال : رياض إذهب الى غرفتك وحاول ان ترتاح و في مساء ساتي  اليك.  Lehcen tetouani 

وما إن خرج شعيب من منزل حتى جاء هيثم وأياد الى أبيهم رياض فسأله إبنه الاكبر هيثم قائلا :  ابي ...اين هي أمي لم نراها في المنزل لمدة ثلاث أيام لماذا لم تأتي معك ؟ 

إنعصر قلب رياض وكاد يبكي أمام اطفاله لكنه تمالك نفسه وحاول ان يبدو هادئ وطبيعي امام اطفاله حتى لا يشعرون بغياب أمهم وقال بصوت متأثر : أمك ستأتي يا بني ..هي ذهبت لتشتري لكم العاب جديدة وستعود .

فساله أياد وهو سعيد بسماع هذا الكلام: هل حقاً ذهبت لشراء الالعاب يا أبي  انا سعيد بهذا الخبر
نهض رياض من مكانه وقال :  انا ذاهب الى غرفتي حتى أنام لا تخرج من ابمنزل انت واخاك واياك ان تثير فوضى.

ذهب رياض الى غرفته وهو يسحب جسده منهك وتمدد في فراشه ومن شدة تعب نام بعمق ولم يستيقظ الا على أصوات ضوضاء سيارات الالعاب واصوات إرتطام كرة بجدران

فنهض من فراشه مسرعا وفتح الباب فوجد اولاده جالسين حولهم العاب كثيرة فاستغرب من اين جاءت كل هذه الالعاب فتوجه نحو إبنه هيثم وساله قائلا : هيثم من احضر لكم كل هذه الألعاب ومن جاء بها ؟

نظر إليه هيثم بعيون سعيدة وقال : لقد جاءت امي منذ قليل واحضرت لنا الكثير من الالعاب انظر كمية الالعاب التي جاءت بها من السوق .

أصيب رياض برعشة شديدة وأحس بأن عظام جسده بدأت ترتعد فقد عرف من هي التي جاءت بالالعاب الى أولاده فسأل إبنه على فور قائلا : والى أين ذهبت أمك ؟ 
أشار هثيم بأصبعه قائلا :  لقد دخلت الى غرفة نجوى

تعليقات