رواية سر الفتاة الفصل الثامن عشر بقلم Lehcen Tetouani
..... سقط رياض على الارض بعدما أن صدم مما سمعه وظل جامدا في مكانه وهو يرتعد من هول الصدمة بعدما عرف بأن أولاده لم يكونوا موجودين في منزل شعيب
وان الشخص الذي جاء اليه لم يكن هو بل هي خدعة مدبرة من نجوى وقد إستطاعت ان توقع به تأخذ أولاده فسأله شعيب قائلا : رياض هل يمكن ان توضح لي ماالذي حصل ؟
فأجابه رياض وهو يرتجف بصوت باكي قائلا :مصيبة جديدة يا شعيب نجوى إختطفت اولادي وستقتلهم
إرتبك شعيب بعدما سمع هذا الكلام وقال : ومن هذه نجوى وكيف إختطفت اولادك منك ؟
ضرب رياض بيده على الارض في حركة عصبية بعدما يعد قادر إحتمال مصائب التي تتنازل عليه قائلا :نجوى تلك الجنية ياشعيب ركزي معي أرجوك فقد جائت عندي في شكل هيئتك وإدعت بأنها ستأخذ أولاد الى منزلك بينما هي قد خطفتهم ولا ندري الى اين ذهبت بهم .
راح شعيب ينظر الى صديقه بعيون مستعطفة وقال على الفور قم ودعنا نذهب الى شرطة ونبلغهم على ماحصل بسرعة قبل ان تأخذهم الى مكان بعيد
فنظر اليه رياض في غضب قائلا : هل جننت ام ماذا كيف نبلغ الشرطة عن من خطفهم وهي ليست من البشر المشكلة ان يدي وأرجلي تربطت ولم أعد اعرف كيف أتصرف سأخرج إلى الشوارع والازقة وابحث عنهم لعلها تظهر لي او تقتلني وارتاح
فسأله رياض قائلا : وستخرج لوحدك وتبحث عنهم في مثل هذه ساعة الم تقل بأنها جنية ولن تعثر عليها بسهولة
فأجابه رياض بقوله : انهم أولادي يا شعيب أولادي ولا يمكن ان ابقى مكتوف يدين هكذا واتفرج عليها وهي تقتلهم
سأبحث عنها ولو في اخر الدنيا المهم ان أجد أولادي
نهض شعيب واقف وقال : سآتي معك ونبحث عنهم سواسية
فرده رياض بقوله : لا انت ابقى هنا فهي تريدني أنا وسأخرج اليها اعرف الى ما الذي تسعى اليه
فتح رياض الباب وخرج في الليل إلى الشوراع وظل يمشي من شارع الى شارع ومن حي الى حي وشق مدينة طولها وعرضها وهي يبحث عن اي إشارة او اي صدى صوت يوصله اليها نال منه التعب ووصل الى إحدى الازقة المهجورة التي يلقى فيها قمامة
وبينما هو يمر بجانبها سمع صوت إمرأة عجوز تنادي عليه بصوتها ضعيف فألتفت اليها فاذا بها إمراة شمطاء ترتكز على عكاز خشبي متلوي ومتهري وترتدي وشاح اسود يغطي كل ظهرها وينسدل بين أكتافها
وقف رياض ينظر اليها في خوف وقالت له : إقترب رياض اقترب
تقدم رياض قليلا ووجه ينطح عرقا في عز الشتاء فقالت له :
انا مرسلة من نجوى إليك اخبرتك بأن اولادك في حفظ والصون واذا كنت تريد ان تراهم تعالى وحدك غدا منتصف النهار عند البئر الذي يوجد خارج المدينة في طريق المؤدي إلى الغابة
إرتسمت فرحة على قلب رياض بعدما سمع بان أولاده بخير ولكن هذا كلام لم يكن لي يطمئن قلب رياض نهائياً فأجابه بقوله : هل استطيع ان اراهم على الاقل ؟