رواية هارون الرشيد وابنة ملك الجن الفصل الثاني 2 بقلم كاتب مجهول

 

رواية هارون الرشيد وابنة ملك الجن الفصل الثاني بقلم كاتب مجهول

حكاية #هارون الرّشيد #وابنة ملك الجنّ
الجزء الثاني

دخل ملك الجنّ لحجرة ابنته ،ورأى السّيف الفضّي المرصّع بالجواهر ،فأعجبه ،وقال لها : من أين أتيت به ؟ ردّت عليه : لقد قابلت البارحة أحد ملوك الإنس، وطلبني للزّواج فوافقت وهذا السّيف مهري مع القلادة والخاتم ،فقال ويحك !!! كيف تتزوّجين دون علمي ؟ أجابت : لقد كان ذلك الرجل هناك بالصّدفة ،ووعدني بالرّجوع ،فكّر ملك الجنّ . ثم قال: إسمعي يا ابنتي. إذا حضر زوجك فالحمد لله !!! ولكن إذا غاب ، فلا تقل شيئًا حتى لا ينفضح أمرك في كل المملكة. »بعد عام ، أنجبت البنت ولدًا في غاية الجمال ،ووضعت قلادة أبيه في رقبته ، كبر الطفل وأصبح شابًا. في أحد الأيام ، ذهب للعب ،بينما هو يجري صدم امرأة عجوزا كانت تحمل دلوا فانقلب ،وسال الماء على الأرض، فقالت له: لعن الله على من لا يعلم من أبيه !!! 
 قام الفتىمن حينه ، وذهب إلى أمّه ابنة ملك االجان ،وقال لها: والله إن لم تخبرني من أبي سأضربك بهذا الحديد الذي في يدي.، فأجابت : أباك ملك من أعظم ملوك الإنس لكن نسيت أن أسئله عن إسمه، وصفته كذا وكذا ،فارتدى ملابس الدراويش وطار إلى بلاد الإنس، وبدأ يدخل من بلد ويخرج من بلد وهو يسأل الناس لكن لم يعرفه أحد حتى وصل بغداد ،وبدأ يدور دون أن يعثر على غايته . تعب الفتى ،وجاء إلى الخبّاز ،وجلس أمام دكانه ،فلما رآه أشفق عليه ،وأعطاه قرطاسا من الكعك ،فأكل الفتى ،وأعجبته .فطلب من الخباز أن يعلمه صنعها ،وكان صاحب الدّكان عجوزا ،فوافق ،وقال له : تعال معي ،وسأعلّمك .وصار الفتى يراقبه ،ويسمع كل ما يقوله العجوز حتى أتقن العمل، وأصبح الناس يتزاحمون أمام الدّكان ،وخاصة البنات ،فقد كان الولد حسن المنظر والأخلاق.
ذات يوم إنزعجت أحد الجيارات منه ،بعد أن لاحظ أن إبنتها لا تفارق النافذة وهي تنظر إليه ، فنزلت إليه، وسألته بكم قطعة الكعك؟ أجابها :بدرهمين ،فصاحت: هذا ا كثير، وأنت وسيدك محتالان!!! ثم ذهبت إلى قصر هارون الرّشيد ،وطلب رؤيته، فأذن لها . وكان الوزير وإبنته حاضران في مجلسه ،فاشتكت من صانع الخباز الذي يبيع الكعك بضعف ثمنه ،فقال الملك : أحضروه لأنظر في أمره !!! بعد قليل جاء الفتى وفي يده طبق الكعك، وقال يا مولاي تذوّق من هذا الكعك ،وقل لي هل يستحق أن أبيعه بدرهمين ؟ أخذ الملك قطعة ،ورماها في فمه ،ثمّ هتف ما ألذّ طعمها !!! أجاب لقد علمني سيدي لكن أضفت شيئا من معرفتي ،لن تجدوه في بلادكم .
كانت إبنة الوزير حنان تنظر للفتى خفية ،وقد أعجبتها وسامته وفصاحته ،وفي الغد قابلت صديقتها بنت الملك ،وحكت لها عن قصتها ،فقالت لها: سأطلب من أبي أن يسمح لي بالنزول إلى السّوق ،وآخذك معي لكي ترينه !!! ولمّا وصلتا ،إقتربت منه ابنة الوزير ،وقالت له : ما رأيك أن تأتي للعمل عندنا في القصر ؟ أجاب الفتى : لا أقدر، لأني أبحث عن أحد، وفي السّوق يأتي الناس من كل البلدان ،وأنا أسألهم لعلّ أحدهم يهديني لما أبحث عنه . فرجعت الفتاة حزينة ،وقالت لإبنة الملك :إني أحببت هذا الولد في اللحظة التي رأيته فيها ،وسأمرض إن لم أراه كل يوم ،وأصبحت تتنكّر وتخرج دون علم أبيها. وفي أحد الأيام نادى الوزير حنان، فلم ترد عليه كعادتها ،وبحث عنه في كل مكان. وسمع هارون الرشيد ،فانزعج ،فلم تجد صديقتها بدّا من إخبار أبيها عن الحقيقة .
فخرج في حرسه مع الوزير حتى وصلا إلى الدكان ومن بعيد شاهدا حنان والفتى جالسين وهما يضحكان، وقد بدت عليهما السّعادة . فغضب الوزير وأمسك إبنته من أذنها ،وقال :ألم يكفك كلّ ما عندك في القصر من خير ونعمة ،لتبحثي عن صانع خباز !!! ثم إلتفت إلى الملك ،وقالّ لا بد من عقاب هذا الولد اللعين . لكنّ الملك تذكّر هذا الدّكان ،وقال :سبحان الله ،بعد كم من سنة ها أنا أرجع إلى هذا المكان ،هل هي مصادفة يا ترى ؟ إقترب الولد من الملك ،وقال له : يا مولاي أنا من أغريت حنان بالخروج ،ولا ذنب لها فيما حصل . ثم خلع قميصه ،وقال : مر رجالك بجلدي، فأنا أستحقّ العقاب !!! ولمّا رفع أحد الحرس سوطه، صاح هارون الرشيد: توقّف !!! 
ثم طلب من الفتى أن يقترب، وقال له: أصدقني القول ،من أين حصلت على القلادة التي في عنقك ؟ أجاب الولد : إنّها لأبي أعطاها لأمّي ليلة عرسها ،ولقد خرجت أبحث عنه ،وقادتني قدماي إلى دكّان الخباز ،وباقي الحكاية تعرفونها !!! حضن الملك الولد، وقبّل رأسه ،وقال له : أنا أبوك ،والله لم أحزن قط أكثر من حزني على فراق أمّك ،و أنا لم أراها منذ أربعة عشر عاما ،وفي هذا الدّكان وجدنا ذلك المغني الذي حملني إليها ،وبعد ذلك إختفى ،ولم نعثر له عل أثر .
قال الولد: ذلك الرجل يظهر كلّ مرّة في مكان، وقد تجده مرّة في بغداد، ومرّة في الهند يسمع أغاني الإنس وعزفهم، وبعد منتصف الليل يذهب لمجلس ملك الجنّ، ويغنّي له ما سمع ،سأله بلهفة هل يمكنك أن تحملني إلى أمّك ؟ نظر إلى حنان ،وقال له : بشرط أن تزوّجني من تلك الفتاة . أجاب الملك :أعدك بذلك !!! قال الولد : والآن أغمض عينيك ،ولا تفتحهما حتى أقول لك ،بعد ساعة ،وجد الملك نفسه على شرفة القصر، والأميرة تنظر إليه والفرحة لا تسعها ،فأخيرا يمكنها أن ترفع رأسها أمام أبيها ،وقومها من الجنّ .وتزوج الولد من إبنة الوزير، وعاش الجميع في سعادة وهناء، وكلّ شيئ يفنى وينتهي إلا الحبّ فإنه يدوم مادام القلب لا يزال ينبض
...
إنتهت


انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-