رواية البريئة الفصل الثالث بقلم Lehcen Tetouani
....... وبعد بلوغهم الموافقة مني حضرت الخالة لخطبتي مع ابنها بدى لي شابا وسيما بلحية سوداء و خجولا جدا ولم يرفع نظره باتجاهي أبدا وأنا لم ألمحه إلا قليلا لإن ظلم زوجة الأب كان يلازمني حتى بذلك اليوم
اذا جعلتني اغسل الصحون وابقى بالمطبخ كل الوقت
ولم ألمحه إلا عندما قدمت له القهوة على عجلة من أمري
ولم ادقق بتفاصيله إذ لم يهمني غير أن انال اعجابه وأن ينتشلني من جحيمي
لكن لم اعلم مابه بدى غير مرتاحا لي ومرتبكا للغاية وقتها
لابد إني كنت مخطئة وربما العريس يتوتر حقا هكذا يوم خطبته
رحت أحدث نفسي وأهون عليها بشرود تام يفقدني ماتبقى بي من صلابة رغم كل ماحدث لي بحياتي!
لكنني جميلة الروح والملامح ويتمنى قربي كل شاب ولا عيب خلقي بي لكن هل يرفضني؟
والله وددت لو ادخل ولو لمرة واحدة فأحتضنه واتوسل اليه أن لايرفضني تخيلوا كم وددت لو أنه يرى مافي قلبي ويدرك نيتي في تربية الرضيعة رغم مابداخلي من وجع دفين
والله لكن اشفق علي ووافق دون آي تفكير منه حتى
كم وكم من الأمنيات والآحلام تموت ظلما وقهرا وندما
ياترى مابه ماذا وراء صمته ؟
يقال أن ماكان لك ستناله رغما عنك وماليس مقدر لك لن تناله ولو بشق الانفس وكأنه قدر الله ساقه الي بيتنا، لم أصدق موافقته بهذه السرعة
واخيرا سمعته قال لأبي إذا العروس موافقة نحدد العرس ياعم وعلى بركة الله
واكمل : فأنا أريد الزواج مباشرة وخلال أيام فقط لأن الطفلة بحاجة للرعاية و والدتي كما ترى لم تعد تستطيع ذلك
وبيتي جاهز ولاحاجة للتأخير بالخطبة ولتأخذ العروس بضعُ أيام لتجهز مهرها وآغراضها
ومن ثم نحدد يوم العرس مارأيك ياعم ؟
مشاعر كثيرة اختلط بروحي بينما أذني تتوسد باب غرفة الضيوف بالخارج مستمعة بكل تركيز لما يقوله الشاب
وكأنه يتلو على قلبي شيئا من سكينة بحديثه
وددت أن أقول له لا أريد شيئا أريد حريتي ارجوك انقذني لكن كل مابي وكأنه اصابه الصم من الفرحة
صمت كل شيء إلا عيناي انفجرت بالبكاء كالشلال لااعلم ما أصابني الا إنني ابكي عمرا كاملا من الألم
يعز علي أن اتزوج هكذا وبهذه السرعة ودون أمي ولشاب متزوج سابقا لن يتسنى لي معرفته عن كثب بسبب الوقت القليل لكنه كان كقطرة الندى المتبقية لوردة على وشك الذبول وحقا كأني بحلم طويل الأمد والانتظار وتحقق
لابل هو عوض ربي حل وارادته وقدره الذي لايظلم عند ربي مثقال ذرة أحدا
وجاء يوم زفافي المخطط له أخيرا بعد اسبوع كامل من التحضيرات نظرت بخجل إلى العريس وهو يجلس بجانبي وددت أن اخبره أنك العوض بعد كل هذا التعب
لكنه في عالم غير عالمي بدى لي حزين وباهت جدا
إذا كان منذ أن خطبني يعاملني برسمية غريبة لم استطع فهم مايجوب بباله
يبدو وكأنه نادم موجوع لم أعرف مابه ولا سبب حزنه
انتهى حفل الزفاف بلمح البصر وتوجهنا لبيته الذي يسكنه مع والدته والطفلة اذا كان بالدور الثاني بينما والدته تسكن الدور الارضي معنا اوصلنا اصدقائه واقربائه ومضو
وأنا وحيدة لم يكن لي لا صديقات ولا مؤنسات ولا قرابات
من جهة أمي ولا أبي لأننا بغير دولة اساسا واقرباء أهلي بعيدين جدا كل الناس يومها بدو لي غرباء حتى وجه أبي
وحتى هذا الشاب الواقف بجانبي
تمنيت لو يطل وجه أمي فيغنيني عنهم آجمعين لكن أمي ياوجع القلب رحمك الله صغيرتك اليوم
تمنيت للحظة لاحتضنها فأقول لها كم أنا سعيدة بحريتي كما كنت اعتقد علها تفرح لفرحي وتراني وأنا ارتدي فستان زفافي الجميل هذا دخلت اسبقه بخطواتي بينما هو يودع صديق له على باب البيت ..
واستقبلتني أمه بالزغاريد تحمل بيدها الطفلة كانت الصغيرة رائعة الجمال بعيون زرقاء متلئلئة وكأن البحر تجمع داخل عينيها وكان اسمها بحر lehcen Tetouani
اسم على مسمى سبحان من جمالك يا بحر
وقفت أتأمل تفاصيلها الرائعة والملفتة وأناملها الصغيرة
وودت لو تعطيني إياها لأحملها لكن الجدة قالت لي لاحقًا
ودخل العريس أخيرا ومازلت اداعب يدي الصغيرة بلطف
وقام وأغلق باب المنزل بكل ما أوتي من قوة حتى أنه ارعبني فاستدرت نحوه ونظرت إليه بخجل وقلبي يرتجف
فتقدم بخطواته إلينا وقف يتأمل عيني الطفلة لثواني
فضحكتْ له وهمست بتأتأة تخطف القلب
لكنه ركض بسرعة وصعد الدرج المؤدي للطابق العلوي
ولم يكترث بي ولا بالصغيرة وأنا اتأمل طريقة صعوده الغريبة وكيف تركني وحيدة هكذا ومضى
تحجرت الدموع بمقلتي يبدو أن الألم له ثأر معي
لحظات صمت لم أعلم إن كان لي حقا بقول شيء ما
فأنا من اخترت هذا وقبلته بكامل إرداتي
اشعر أن كراماتي ستهان لإني ارخصت نفسي وقبلت به بهذه السرعة وهو يعلم كيف كانت حياتي قبله فالذي لم يكترث لي ولوجودي منذ أولى اللحظات
فكيف ستكون حياتي معه لكن ما آزال أجهل السبب