رواية أمر واقع الفصل الثالث 3 والأخير بقلم آيه محمد
شغف بصدمة: اي دا!!؟
كـانت تلك صورتهـا معه، بيوم عقد قرآنهم منذ أربعة أعوام ونصف، كانت في الرابعة عشـر وقتهـا، وكان عمره ثلاثة وعشرون عاما، نصف الصورة لم يكن موجوده، يبدو ان صاحبها أحرقهـا ولكن لم يكتمل الأمر تـاركا حواف محروقـه...
شغف: الموضوع بالنسبـالي صعب بس بالنسبة لمـراد أصعب، انا كنت صغيـرة وقتها مكانش عندي أصلا مشكله، استصعابي للموضوع بدأ لما بدأت أكبر أكتر وأفهم، بس هو كان فاهم من البدايـة، انه مش عاوزني..
أغلضت الأضواء مره أخري وظلت جالسه علي الأرض، تستند بظهرها علي الفراش، لا تفكر بشئ فقط تستشعر بعض الصمت، قبل أن تقلب حياتها رأسا علي عقب...
بعد اسبوع من ذلك اليوم عاد والدها من عمـله وخلفه آتي أحمد، تغالظ عليها كعادته وضايقهـا ولكنها لم تنهره، ظلت صامته تبتسم له بخفـوت..
وضعت الطعام الذي حضـرته علي سفـرة الطعام..
سالم: دا اي الروقان دا!! هو مراد وافق علي الرحلة ولا اي!!؟
شغف: لا يا بابا موافقش..
سالم: علشان تعرفي اني كان عندي حق، وجوزي عنده نفس وجهة النـظر..
شغف: صح.. أنت يا بابا قولتلي زمان وانا لسه مراهقه، استغليت اعجابي بإبن عمي، اللي مكانش في حياتي واحد غيره فكان طبيعي اني اعجب بيه يعني.. قولتلي هتتجوزيه ومعترضتش...
كنت في ثانوية عامة وقولتلي فرحك بعد شهر ومعترضتش، سابني بعد اسبوعين وانت متكلمتش وانا معترضتش.. ممكن تسمعني بقي المره دي!!
أحمد بقلق: اي اللي حصل يا شغف؟
سالم: في اي يا بنتي؟ انا كل اللي عاوزة مصلحتك..
شغف بدموع: عارفه يا بابا والله، وعارفه ان محدش هيحبني قدك، انا مش بشكك في كدا والله ابدا..
سالم: طب قوليلي عاوزة اي وانا هعمله..
شغف: أنا عاوزة أطلق يا بابا..
سالم: ااي؟ ليه ايه اللي حصل؟ دا انتي مكملتيش سنـه!
شغف: لا أنا عاوزة مراد ولا هو عاوزني، جوازنا دا ملوش اي لازمه بجـد..
أحمد: وأنا بردو شايف كدا..
سالم: اي! بدل ما تعقلها هتعوم علي عومها!؟
أحمد: لا يا بابا أبدا، انا كل ما كانت شغف تقـولي انها مش عاوزة تكمل كنت بقولها لا، ادي لنفسك فرصه، انتي لسه صغيـرة بلاش طلاق، بس يا بابا معاملة مراد ليها حقيقي بقت مهينـه، بيتجاهلها و مش مهتم بيهـا ولا كأنها بقت مراته، وعلفكـرا لو انت فاكـر ان الفرح دا غير الوضع فأنت غلطـان، لأن جوازهم لسه علي ورق، بابا شغف مكانتش قافله دماغها بس كانت مستنيه الخطوة الأولي منه، دايما مستنيه الخطوة الأولي منه من وقت ما اتكتب كتابهم لحد النهـاردة، ولو أنت فاكر ان هما بيتواصلوا وبيتكلموا بردو لا يا بابا، مراد مكلمهـاش هي اللي اتصلت بيه كذا مره أو تكلموا لما نتصل كلنا سوا، غير كدا مفيش، أنت تقبلها كدا!!!
سالم بآسي: أنا مكنتش عاوز الأمور توصل لكدا أبدا، خلاص أنا هقول لعمك وهو يبلغـه ونشوف لو هيتعدل يبقي خلاص.. غير كدا يبقي كل واحد يشوف نصيبه..
شغف: لا يا بابا معلشي، انا مش بقول كدا علشان حضرتك أو عمي تجبروه يتقبلني، أنا خدت قراري وبلغوه بيه بالظبط، انا عاوزة أتطلق مش عاوزة حاجة تانيه...
سالم: الطلاق مش حاجه بسيطه كدا.. هنشوف رده ولو معجبكيش يبقي اعملي اللي انتي عاوزاه..
...........................................
فؤاد: كلم مراتك وشوف أنت هببت ايه يخليهـا تطلب الطلاق..
مراد بسخرية: أنا معملتش حاجه يا بابا، أنتوا اللي عملتوا، انتوا اللي ضحكتوا علي عيلة صغيـرة وجوزتوها ودلوقتي مش قادرة تتقبلني..
فؤاد بغضب: هي اللي مش قادرة تتقبلك!! لا يا مراد انت اللي مش عاوزها متحطش غلطك عليها..شوف بقي هتتنيل تطلقها ولا هتتعدل!
مراد: خلاص يا بابا، أنا أساسا نازل بعد يومين..
فؤاد: ايوا ربنا يهديك تعالا صالحها كدا ومتخلوش الشيطان يدخل بينكم..
مراد: لا يا بابا، أنا نـازل أطلقها، ياريت تجهز كل الأوراق..
بعد يـومين...
كـانت تجـلس في غرفتها، والجميع بالخـارج، ينتظرون مراد، بعضهم غاضبا والأخر حزينـا مما سيحدث...
دلف مـراد و خلفه والده الذي ذهب لإصطحـابه، اتجهت لبني لإبنهـا وضمتـه بحب واشتيـاق وكذلك فعـلت نـدي، نظر أحمد له بضيق ثم تحـرك للداخل لا يريد ان يصافحه حـتي...
مـراد: إزاي حضـرتك يا عمي..
سالم بحزن: كويس يا ابني.. الحمد لله علي سلامتك..
مـراد: شغف فين يا ماما؟!
لبني: في أوضتها..
عاد احمد غاضبا...
أحمد: وأنت عاوز منها اي تـاني!؟
مراد: متنساش انها مراتي لسه يا أحمد، وأنا عاوز اتكلم معاها لوحدي، ومش هنا، في شقتنـا..
أحمد: انت عاوزني ابعتها معاك وانتوا متفقين علي الطلاق؟!
مراد بغضب: مراتي يا أحمد، ايه اللي مش مفهوم في كلامي.! ندي ادخلي نادي لشغف، وقوليلها لو مخـرجتش هدخل اخدها غصب عنها..
سالم بغضب: لو مش هتحتـرمني حتي احترم ابوك اللي قاعد..
فؤاد: مراد عيب كدا! في اي؟
مراد: انا اللي عاوز اسألكم فيه اي!! واحد عاوز ياخد مراته ويمشي!! هو أنا هأكلها يا بابا؟
فؤاد: طيب سيبهم يا سالم يمكن يتصافوا..
احمد بغضب: ودا شكل واحد جاي يتصافي!!
سـالم: ماشي يا مراد، بس مش هتبات في شقتك، هبعت أحمد ياخدها..
مراد: ماشي يا عمي.. اللي تشوفه..
خـرجت شغف من غـرفتها تنظـر بغضب لكن مصحوبا بالخـوف وايضا الإشتيـاق!!
تـري هل تلك العينـان التي تصـرخ لأجلها الآن هي نفسهـا التي كادت تثلجها من برود نظرتها يوما ما!!
شغف: أنا مش عاوزة أروح معاه يا بابا..
سالم: معلشي يا شغف، اسمعي كلامي المره دي كمـان.. يلا يا حبيبتي اسمعي كلامي..
جلست بجـواره في سـيارة ابيه وتأبي النظـر له، ان لم تسكتهـا كلماته فستفعل عينـاه بالتأكيد..
دلفت لشقتهـا ثم جـلست علي أحد الكراسي ولم تكسر الصمت حتي الآن ففعل هـو...
مراد: أنتـي بتحبيني يا شغف!!
احمرت وجنتـاها ونظـرت له بصدمه، بالطبـع تفعـل ولكن تجاهله لها جعلها تخبئ تلك الحقيقة، بمكان ما بقلبها حتي اصبحـت تنساها لبعض الأوقات، أو اعتادت..
فهل للحب ان يُنسي!!
شغف: إحنا هنا علشان إنت تتكلم يا مراد، مش علشان تسألني...
مراد: أنا العائق اللي بوظلك خططك صح!؟
شغف بتعجب: اي!! أنا مش فاهمه حاجه؟
مـراد: أنا العائق اللي مخلاكيش تختـاري بنفسك شريك حيـاتك صح!!
شغف: بردو مش فاهمه!
مراد بغضب: كنتي عاوزة تتزفتي تحبي وتتحبي بس لاقيتي نفسك متجـوزة واحد مختارتيهوش..
شغف: أنا عمري قولت كدا؟ أنا عمري حسستك بكدا أصلا!!؟
مراد: اه حسيت..
شغف بغضب: لا يبقي المشكله فيك انت بقي، او حتي لو كنت قولت كدا فدا بسبب تصرفاتك معايا..
مراد بضيق: شغف انتي بنفسك، يوم فرحنا قولتيلي اني السبب انك مش هتتحققي حلمك..
شغف: بس انا وقتهـا كنت فاكره جوازنا دا هيكون حقيقي وهنشغل بيـك، وان يمكن ربنا يرزقني بطفل وساعتها مش هعرف ادخل الكلية اللي عاوزاها.. بس أنت مكنتش عاوزني اكون جزء من حـياتك فسافرت وسيبتني..
مراد بنفي: لا.. أنا سافرت علشان أنا مكنتش جزء من حيـاتك، من خططك يا بشمهندسه..
شغف: لحظه.. أنا بردو مش فاهمه علشان حاسه انك هتقول كلام غبي دلوقتي، أنت سافرت وسيبتني علشان انا كنت خايفه من مسئوليات الجواز!! مراد انا كنت خايفـه فعلا بس قولت انت هتبقي معايا، وقتها قولت اكيد تجاهلك ليا دا هيقل او حتي مش هيبقي موجود ما احنا عايشين سوا، انت اه فعـلا كنت عائق اني أحب واتحب، لأنك ولا حبيتني ولا سيبتني أحبك، علشان برغم كل حاجه انت كنت اختيـاري، انا كنت رافضه الطريقه مش رافضاك انت!
مراد: أنا بقي مشوفتش كدا، أنا كل اللي شوفته منك واحده كبرت لقت نفسها متجوزه واحد من اختيـار اهلها وخلاص، واحده كل ما تتكلم تقول الجوازة دي هي اللي هتقف قصاد تعليمهـا، علشان كدا مقابلتكيش في الشهرين اللي جتهم السنه اللي فاتت، علشان كدا أجلت الفرح لقبل السفر بإسبوعيـن، علشان كدا مقربتش منك، علشان كدا مكلمتكيش في الفترة اللي فاتت الا للضروره...
بس عارفه، أول مره تطلبي مني حاجه، علي موضوع الرحلة دا، علشان كدا حجـزت تذاكر السفر، علشان اجي وأفسحك في المكان اللي انتي عاوزاه او حتي اطلع معاكي رحلتك، بس قبلها بيومين بابا قالي انك عاوزة تطلقي، كنت متوقع طبعـا بس كان نفسي تختاريني بعد ما حققتي حلمك..
شغف: أنت بتحبني يا مراد؟
مراد بغضب: اه يا غبيه بحبك، بس مكنتش عاوز ابقي السبب في انك تخسري احلامك، مكنتش عاوزك تفضلي معايا ك #أمر_واقع والسلام..
شغف: أنا اللي غبية بردو!! انت عمرك ما جيت سألتني عن كل اللي بتفكر فيه دا، يمكن لو كنت وضحتلك سوء التفاهم دا كان وضعنا افضل دلـوقتي..
مراد: طب دلوقتي اي الحـل..
شغف: والله شوف انت بقي..
مراد: طب ممكن تجـاوبيني علي أول سؤال سألتهولك؟
شغف ببرود: دا بعينـك..
مراد: والله!؟
شغف: اه، واتفضل يلا روحني، بابا قال اني مش هفضل معاك..
مراد: بابا يقول اللي يقوله، أنا محدش هياخد مراتي مني..
شغف: دا علي اساس انك مكنتش نازل تطلقني!!
مراد: اطلقك؟ هو انتي هتخلصي مني بسهوله كدا!؟ انا قدرك من وقت ما كنتي لسه بضفاير..
شغف: بالعافيه هي؟!!
مراد: اه..
شغف: لا يا مـراد، مش كل حاجه علي مزاجـك، روح بقي كمل حر'ق في صورنـا علشان انا خلاص مبقتش ليك...
مراد: حر'ق!! أنتي شوفتي الصورة صح؟
شغف: اه شوفتها..
مراد: ومشوفتيش الحر'ق دا..
ظهر حر'ق صغير بكف يده فأقترب تتفحصه ثم نظرت له تستجـوبه...
مراد: مقدرتش اسيبهـا تتحرق...
شغف: ليه حصل كدا، ليه بوظنـا كل حاجه بالشكل دا؟
مـراد: علشان احنا بنحب بعض أيـوا، بس لسه مفيش بينا تفاهم كافي، الحب مش كل حاجه في الجواز يا شغف..
شغف: أنا مقولتش اني بحبك علفكرا..
مراد: كل حاجه فيكي بتقول كدا، كل تصرفاتك و كل كلامك و عينيكي بتقول كدا..
شغف: هتسيبنـي تاني؟!
مراد: نهيت العقـد خلاص..
شغف بسعـادة: يعني مش هتسافر تاني؟
مراد بضحك: مش انا قولتلك بتحبيني!
شغف: بحـبك يا مراد بس يا رب تقلل غباء شوية..
مراد: وانا كمان بحبك، وبطلي قلة أدب ياريت يعني..
شغف: لا..
مراد: خلاص براحتك..
تمت..
لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا