رواية المنبوذ الفصل العاشر 10 بقلم وليد ابراهيم



رواية المنبوذ الفصل العاشر 10 بقلم وليد ابراهيم 




المنبوذ 

الجزء العاشر
---------------

الجدة بنبرة صارمة: اذا انت هو زين !
استدار زين وبعد ان رآها علا وجهه الصدمة ومعه ريم والباقين ، شعر فهد بالتهديد منها..
الجدة بنبرة غاضبة:لما لا ترد ؟!
فهد وقف امام زين وقال مدافعا : اليس من المفروض ان تعرفي نفسك اولا ؟
زين بغضب : فهد لنذهب وحسب !
الجدة بنبرة غاضبة : لا عجب ان هذا سلوكك فهكذا هي تربيتهم !
مايا شعرت فقالت : امي ، اولا لا تهيني تربية اهلي هكذا ، ثانيا ماذا تتوقعين من شخص تخليتي عنه !
زين لم يعلق ، لكنه تذكر كلام والدته حين قالت انا ستدافع عنه ضدهم لو تطلب الامر ذلك ،لسبب ما شعر بالسعادة لكنه اخفي ذلك..

فجاء فارس ووقف امام فهد وزين وقال : هل هناك مشكلة ؟ ماذا تريدين من ابني ؟
الجدة ضحكت بسخرية وقالت : ابنك ؟ لا اظن انه ابنك فهو يشبه مراد اكثر من كونه يشبهك الا تري ملامح وجهه انه نسخة طبق الأصل من مراد !

زين شعر بالغضب وكان علي وشك الصراخ في وجهها
شعر فارس بذلك فقال : لذا ماذا تريدين الآن وبعد مضي كل هذه السنوات ؟
الجدة ببرود : تعلم ماذا اريد ! ثم كيف يربيته ؟ يتجاهل الاكبر منه سنا !!
الخال بسخرية وبرود مماثل : تجل ربيته علي الابتعاد عن المشاكل ، لذا هو ينفذ ما اخبرته به!
الجدة انزعجت من كلام فارس وقالت : ان كانت هناك مشاكل فأنت سببها ، طالما لديه قوة فيجب ان.....
قاطعها فارس وقال بغضب : انه ليس سلعة تبيعنها وقت ما فنيت قيمتها وتأخذينها وقت ما زادت قيمتها انتي وابنك ! حقا تثيران غضبي ابقي بعيدا عنه رجاءا ! ، وتذكري بعد ما فعلتيه لا يحق لك لومه على شيء ،

جلال تدخل وقال : لقد كانو يقولون سنة واحدة ، ما معني ذلك ؟
فارس ابدي انزعاجه وقال : امر عائلي لا يحق لكم التدخل فيه ، لذا سننصرف الآن ، هيا بنا !

ميرا بقلق : زين اراك لاحقا !
زين لم يستدر فقط اجاب بصوت خافت : حسنا!

ميرا استاءت من عائلتها وجدتها فقالت : سأذهب قبلكم !
سامي انهد وامسك يدها وقال : لنذهب معا !

غادر الاثنان فقال كرم : يبدو ان الصغيزين غاضبين من تصرفاتك يا امي ! ، لن تستطيعي كسبه لصفنا ان كنتي ستعاملينه هكذا ! ، هو ايضا حفيدكي لذا كما تعاملي الآخزين يجب ايضا ان تعامليه !

الجده بإستياء : سأفعل ذلك بعد ان يصبح مهذبا معي ! ، وينضم للعائلة وقتها فقط سأعامله بلطف !، لكن الآن معاملته بلطف لن تجدي نفعا..

تحركت مايا فقالت الجدة : ماذا تفعلين ؟

مايا بغضب : هل تقبلين ان يهين احدهم ابنائكي ويقسو عليهم بعد ان كان قد حطمهم واذاهم ؟! لا لن تقبلي لذا لما يجب علي ان اتقبل رؤيتكي تؤذين ابني ؟!

الجدة بغضب : لا تكوني حمقاء !!! ، الا تريدين ان ينضم لعائلتنا ؟!

مايا بغضب : اريد بالطبع ولكن يجب ان يكون بإختياره ، ما فائده انضمامه ان كان يكرهنا !!! ، سيكون غير سعيد بالطبع ، انا بخلاف ابنك سعادة زين لدي اهم من سعادة العائلة واسمها !! ، الآن اسمحي لي بالانصراف اخشي قول كلام اندم عليه لاحقا !

الجدة بإنزعاج : هذا ما كان ينقصني ، العائلة تتفكك الآن بسببه !

كرم بسخرية: لا اظن ذلك صحيحا ! ، عائلتنا هي السبب في المشكلة ، ولكن بالتأكيد لا فائدة من النقاش معك سأذهب !!
.
.
في ممرات المدرسة كان يسير زين وأصدقائه وهم شاردوا الذهن وغضبانين ولم ينتبهوا ل ايمن الذي كان ينتظرهم

ايمن بإنفعال : ما بكم !! تبدون كجثث !

انتبهو اليه

فهد قال بإنزعاج : اسف اقد التقينا ببعض المزعجين !
ايمن باستغراب : من ؟
زين ابتسم لايمن وقال : انسي الامر يجب ان نذهب قبل ان نتأخر الموضوع لا يستحق !
منير ببرود : معك حق تماما القمامة يجب اهمالها ، بأي حال لنذهب !

ساروا جميعا الي الصف حيث كانوا جميعا في صف واحد وحين وصلوا الي الباب وصل سامي وميرا من الإتجاه الآخر

ميرا بقلق توجهت نحو زين وانحنت قائله : آسفة حقا بشأن ما حدث !

سامي بغير مبالاة : لا تلفي بالا لما قالته فهي تظن انها بهذه الطريقة ستعيدك للعائلة !
منير بسخرية : يبدو ان تفكيرها معاق تماما لكي يجعلها تفكر بأن اسلوبا كهذا قد يجعله يعود للعائلة !

فهد تنهد وقال : حسنا يكفي يجب ان ندخل الآن !

بمجرد ما دخلوا حل. الهدوء المكان وذلك لان زين كان هو الطالب الذي احدث ضجة ومعه ايمن ابن المدير و سامي وميرا من عائلة الزيات و معهم شابان وسيمان وبنت جميلة ، بالتأكيد سيحدثون ضجة..

سامي وميرا توجها للجلوس في المقاعد الامامية

زين بغير مبالاة : انا سأجلس بالخلف فانا لست مهتما بالمحاضرة !
ريم بسخرية : انا ايضا ، فهذا المكان لا يوجد شيء جيد فيه !
فهد : انا ايضا !
منير ببرود : لم اجلس يوما في الامام ولا انوي ان افعل ذلك الآن لنذهب !

الطلاب كانوا يسمعون حوارهم وينظرون اليهم بفضول

شيرو قال مستفزا : انظروا من هنا ! زين والباقين ايضا ، ما الذي جاء بكم هنا ؟
فهد ابتسم بإستفزاز وقال : لص سرق اخي الصغير ،وجئت لمعاقبته واستعادة اخي !
ضحك شيرو وقال : حقا ؟ حسنا انا سعيد الآن لأنني سأستطيع ان القنكم الدرس الذي ذكرته سابقا !
منير بحقد: تما انا فقد قيل لي انني يمكنني الانتقام من ذلك االلص هنا ؟! ، ولكنني لم اتوقع ان التقيه بهذه السرعة !

ريم كانت تنظر بحقد نحوه وزين لم يكن اقل حقدا بعد ان كان سبب مشاكلهم ..

شيرو ابتسم مدعيا البراءة وقال : يا لذلك اللص الشرير اتمني ان تجدوه ، لكن الآن فهو وقت الدرس !

كان سامي وميرا ينظران لنظرات استفهام نحوهم حيث انهما لا يفهمان ما يجري فقال زين بعد ان تنهد : سأخبركما لاحقا !

وصعد هو والباقين الي المدرجات ليجلسوا في الخلف

فقال شيرو مدعيا الغباء : لما تصعدون ! هناك مقاعد فارغة هنا !

زين ببرود : لا تشغل بالك بنا فقط ابدء المحاصرة لا تهتم اين نجلس !

شيرو ابتسم وقال : لالالا يمكن انتم جدد يجب ان تجلسوا هنا في الامام ، لكي تفهموا !

ريم نظرت نحوه بحقد وقالت : سكرا لاهتمامك المفرط ولكننا سنفهم لا تشغل بالك!
شيرو ابتسم بخبث وقال : انتم لم تفهموا قصدي ! ، هذا امر من استاذكم ، من اليوم ستجلسون في الامام وبلا نقاش والا ستعاقبون!!

فهد كان علي وشك الرد ولكن ربن اميك بيده ليشد انتباهه ففهم فهد ما يريد زين فتنهد ولم يرد عليه وجلسوا في المقدمة وطوال الدرس كان ينظر نحوهم ليستفزهم وكذلك كان يوجه الاسئلة ، بعد انتهاء المحاضرة كانو متعبين جدا بسبب التوتر والغضب ولم يستطيعوا الرد عليه..

شيرو كان يخرج من الصف فإستدار وابتسم بسخرية وقال : كان درسا ممتعا متشوق للقادم ، حظا سعيدا!!

بمجرد ان خرج ، انفجرت ريم وضربت الطاولة التي امامها بغضب وقالت بإنفعال : سأنفجر من الغضب !! ، الا يمكن ان نترك محاضرته !!؟
فهد بدا علي وشك الانفجار هو الآخر فقال : اوافقكي الرأيلن اتحمل كلمة اخري منه !!

زين بإنظعاج : كان يتعمد ازعاجنا على اي حال لنعد للخلف قبل مجيء الاستاذ الآخر!!

نهض سامي من مكانه واضعا يده في جيبه وقال : اذا تركت محاضرته ستعاقب لذا من الأفضل لكم تن تتحملوا !
ميرا محاولة تهدئتهم : هو ليس بذلك السوء

فهد بإنفعال : بل هو اسوء من ذلك ! ، لقد خدعنا وهو الذي اجبر زين علي المجيء!!
سامي وميرا بتفاجأ : اجبره ؟!
ميرا بقلق : هل يعقل انك تكره المكان ؟!

زين بإستياء : اكثر مما تتصوزين !! ، ذلك الشخص استخدم خدعه قذرة لافقد السيطرة علي قوتي ويجبرني علي المجيء !!

سامي مستفهما : اي خدعة ؟! وما هي قوتك ؟

زين نظر نحو سامي وقال بغير مبالاة : الخدعة كانت....

قاطعه دخول الاستاذ...

كان الاستاذ هذه المره اسوء ممن كان قبله ، فالاستاذ كان مراد !

اراد زين المغادرة بعد ان نظر بصدمة وشعر بغضب شديد ولكن امسكه فهد من يده وميرا نظرت اليه بقلق وقالت : لا تغادر ! ستعاقب ان فعلت ! ثم انه لديه دروس طوال السنة يستحيل ان تتغيب عن جميعها!!

زين كان غاضبا بشدة ولكنه حاول ان يجلس ويهدأ ، عادت ميرا وسامي الي مكانهما ولكنها ظلا ينظران نحو زين الءي كان خافضا رأسه ولكن الغضب واضح عليه ، لاحظ مراد ذلك لكنه تظاهر انه لم ينتبه واكمل الشرح ، الا ان غضب زين زاد فالرجل الذي تخلي عنه وقسي عليه كان ف نظر الآخزين ابا وأستاذ عظيم ، مضي الدرس ببطيء شديد ومراد كان يشرح الدرس الا انه كان يلتفت نحو زين من حين لآخر لكنه لم بحاول ان بكلمه او ينبهه على الانتباه للدرس حتي ، واخيرا انتهي الدرس..

نهض زين من مكانه بسرعة وغادر قبل مراد ، فلحق به فهد وريم ومنير بعد ان نظروا لمراد بحقد شديد..

نهضت بعدهم ميرا بقلق وخرجت وبعدها سامي نهض من مكانه وظل واقفا ثم تنهد بإرهاق وقال وقال في نفسه : لا يمكن ان تلومه علي هذه الكراهية ، ولكن كيف سيقضي باقي السنة ان كان يكره معظم الاساتذة !

مراد نظر نحو سامي الواقف في مكانه فقال : ما الامر ؟
سامي رفع رأسه ليري والده امامه فقال : لا شيء مهم لا تشغل بالك سأذهب الآن !

وغادر سامي ولم يكن يرغب في اي نقاش آخر معه والده لذا قرر التصرف بأمر زين دون الرجوع له ، لان وجود والده يجعل من زين شخصا مختلفا وصعب التفاهم معه !

كاوري ومايكل كانا ايضا في الصف ، وكانا يراقبان ما حدث ، خرج الجميع لانه وقت الغداء وتوجهوا نحو الكافتيريا، وزين كان مازال منزعجا ولم ينطق بكلمة كان يسير ورأيه للأسفل فإصطدم بأحدهم ووقع ارضا فتأوه وقال: انا اسف !لم اكن منتبها
جين ابتسم وقال : لا بأس لا تقلق !
ثم نظر لزين عن قرب وبدا علي التفاجأ وقال : اذا انت هو ، لم اتخيلك هكذا ، سررت بلقائك !
زين بإستغراب : هل انت ايضا ....
ميرا جاءت بسرعة وقالت بقلق : انت بخير زين ؟ منذ رأيت ابي وانت تكاد تنفجر ، اوه اخي ماذا تفعل هنا ؟؟
جين ابتسم وقال : كنت اتمشي بالصدفة !
زين عقد حاجبيه وغادر
جين ابتسم وقال : اذا فهو يكرهني ، هل يلومني علي ما حدث أيضا ؟! حسنا لا يهم انه يبدو ظريفا حقا عندما يغضب ! هل نذهب لتناول الطعام ؟

ميرا بعد ان نفخت خديها بطفولة قالت : لقد استغرق مني وقتا للحاق به والآن بفضلك قد غادر وسأضطر للحاق به مرة اخري!

جين ابتسم ووضع يده علي رأسها وقال : لا تقلقي هو الآن سيكون في الكافيتريا ستجدينه هناك!

في الكافتيريا

دخل زين والباقين معه ، زين وجد خاله هناك وبمجرد ان رأي الخال زين علم انه منزعج فقال : ماذا حدث ؟!

ريم بإنزعاج : المزعج شيرو والقذر مراد اخذانا دروسا ، واخر ما حدث ان زين التقي بأحد اخوته هنا !

الخال انهد ونهض ووضع يده علي رأس زين وقال : انا اسف حقا لااني لا اقدر علي المساعدة في ذلك ولكن هلا تحملت قليلا ؟
زين بحزن خفض رأسه وانسدلت بعض الخصلات علي وجهه قال : سأحاول !

فرفع فارس رأسه ليري مراد وباقي العائلة معه
الجدة ببرود : تتحدث وكأنه رأي شبحا ! ، لا يجب ان يكون سعيدا لرؤية وا....
فارس لحقد نظر الجدة وقال : ارجو منكي ومن عائلتكي الذهاب ، ابعدوا عني رجاءا لقد سئمت من رؤيتكم لهذا اليوم !

الجدة بغضب ضغط علي العصا التي تتكيء عليها وقالت : سنذهب الآن ولكن اعلم ان ما اريده سيحدث ، هيا بنا !

غادرت عائلة الزيات وجلسوا علي طاولة مخصصه لهم وبالرغم من جلوسهم بعيدا عن زين واصدقائه وخاله الا ان ميرا وسامي انظارهما كانت معلقة علي زين وفارس والآخزين اما مراد فقد كان يركز علي زين وفارس وكيف يتحدثان ويبتسمان وسمع احدهم يقول : انظروا الي السيد فارس ، حقا انه يحب ابنه ، حقا انهما يبدوان كصديقين ، اشعر بالغيرة من علاقتهما القهوة !

سبب هذا الكلام لمراد شعورا بعدم الراحة والانزعاج اما مايا فكانت انظارها معلقة علي زين وحدة وكانت تتأمله كما لو انها تريد ان تشبع عينيها من رؤيته...

بعد ان انتهي زين والباقون نهضوا وتوجهوا نحو السيارة التي جاءوا بها وركبوا
الخال قال لهم بينما يحرك المقود : اذا انتم مستعدون للتدريب ؟
اجابوا جميعا : اجل !

ابتسم لهم وقال : اذا سنذهب الي المنزل وبعدها الي مكان التدريب
زين بإستفهام : اين سنتدرب ؟
الخال بإبتسامة : ستعلم حين نصل !

تحركت السيارة بينما الجميع يشاهد المناظر الجميلة وبعد ان وصلوا للمنزل ادخل فارس السيارة ثم قال لهم : اتبعوني سنذهب للمكان مشيا !

فساروا خلفه حيث كان يتجه الي الغابة ، كانت أشجارها كبيرة وطويلة جدا ، واصوات الحيوانات عالية اضافة الي احتوائها على وحوش !

فتحركت ريم وامسكت بكتف زين من الخوف
نظر زين للخلف ثم ابتسم وتابع السير في صمت

الخال مطمئنا لهم : لا تقلقوا الحيوانات في جهة اخري بعيدة عن هنا لذا يمكنكم التدرب دون خوف من الوحوش !

فهد بإستفهام : الا يمكننا التدرب في البيت ؟
الخال تابعوالسبر وقال : لا ، تحتاج إلي مكان هاديء وواسع لانك ستتدرب تدريب عقلي وجسدي ، اما بخصوص فواكم فستحتاجون ان يشرحها لكم الاساتذة ، ولكن كل شخص سيشرح له استاذ معين لان قواكم مختلفة ، ولكل واحد منكم نوع معين من الطاقات ،

شرد زين بذهنه مجددا حيث تذكر ما قاله خاله سابقا

الخال توقف فجأة فإسطدم به ىين الذي كان شاردا

زين بإنفعال : خالي ! لما توقفت فجأة !

الخال ابتسم مازحا وقال : اولا انت كنت شاردا وهذا ذنبك ! ثانيا لقد وصلنا الي المكان بالفعل !

زين نظر خلف تلخال فوجد شلال كبير جدا بالاضافة لوجود ازهار الكرز الجميلة ويوجد بالقرب منها غرفة صغيرة تطل علي الشلال

ارتدوها وبدئوا محاولة السير بها الا انهم كانو بطيئين جدا
زين بإرهاق : اذا لهذا السبب ايقظتنا من الصباح الباكر ! ، علي هذا الحال لن نصل في الموعد يجب ان نسرع !
منير قال : كيف....يفترض....بنا...ان نسرع....انا...بالكاد....
وظل يلهث ولم يستطع إنهاء كلامه..

ريم تلهث : لنحاول الاسراع هيا بسرعة حتي نستطيع مغادرة هذا الجحيم !

وحاولوا زيادة سرعتهم ولكنهم وصلوا المدرسة مرهقين جدا ووقعوا ارضا وظلوا يلهثون !

مرت عائلة الزيات من نفس المكان فرأت ميرا زين والباقين جاثين علي الارض
ميرا بقلق : زين فهد ريم منير ماذا يحدث !
سامي استدار ورآهم علي الارض واستدار باقي افراد العائلة ومايا اصابها الخوف الشديد
ريم رفعت رأسها بينما تلهث : نرحبا ميرا لا تقلقي مجرد تعب ! بينما نظرت بحقد نحو الباقين

فهد بتعب : لا يمكن ان اتحمل اكثر !
زين يلهث : يجب ألا تستسلم بهذه السهولة الا تريد انهاء الامر والعودة!!
منير استلقي علي الارض وقال : صحيح فأنا ازداد كرها للمكان كل يوم ازين انهاء الامر بسرعة !
ريم ابتسمت وقالت : الخبر الجيد هو اننا يمكننا نزعها الآن !

فنهض الصبيان بسرعة وقاموا بنزعها
سامي بإستغراب : ما هذا ؟
زين قال : اعطاني اياه ابي وقال ان نلبسه حتي نصل الي المدرسة ، استغرق الامر ساعتين حت وصلنا !
ميرا بفضول : لما ؟! هل تسمح لي بحمله ؟
زين : أجل تفضلي
ميرا بمجرد ان مسكته وقع منها واحدث حفره في الارض نظرت اليه بخوف
وقالت : يا الهي ما هذا الشيء ؟! كيف استطعتم المشي به ؟!
منير وقف وقال : نتائج المشي هو الارهاق الذي تزينه لذا دعونا نرتاح فلدينا طريق العودة !
فهد بإنزعاج : اللعنه هذا متعب !
شيرو جاء يسير ببطء ابتسم وقال بسخرية : اذا لما لا تطيلون البقاء هنا حينها ستكون الامور اسهل !
زين بغضب : افضل ان اصعب الامور واغادر افضل من تسهيلها والبقاء !
شيرو ابتسم وقال : هذا ما سيحدث ، علي اي حال بالتوفيق!
غادر زين والباقي وبقي شيرو وعائلة الزيات
مراد ببرود : ما معني ذلك ؟! ماذا قصدت بالبقاء أكثر ؟
شيرو ابتسم بمكر وقال بسخرية : لما تسأل ؟! هل أستيقظ احساس الابوة لديك ؟ اوه اسف نسيت انه ابن فارس وليس ابنك يا لي من غبي! اسأل والده ان اردت ان تعرف ، الآن علي الذهاب !

مراد تحولت ملامحه الي الحقد وامسك شيرو من قميصه بيتما ظل شيرو ينظر اليه بخبث دون ردة فعل فترك مراد قميصه وغادر..

تاركا الباقين خلفه دون قول اي كلمه

مر باقي اليوم بهدوء حيث كان الاساتذه أشخاص لا يعرفهم زين وقد ابلغوهم ان الدروس التطبيقية لإستعمال القوة ستبدأ في وقت قصير خلال اسبوع الي اسبوعين استغل زين والباقين المحاضرات للراحة من التمزين وبعدها جاء وقت الغداء..

فهد قال بينما يمشي ببطيء وتكاسل : لا اريد ان ينتهي الغداء ، فور ان ينتهي سيتوجب علينا ارتداء تلك الاوزان وفوق هذا لدينا تدريب علي السيف ايضا !

ريم بتفاجأ : ماذذذذذاااا ؟!!! هل تقول اننا سنتدرب بينما نرتديها ؟!!
زين بقلق : لا مستحيل انا بالكاد استطيع المشي لا اظن ان خالي سيطلب امرا غير معقول كهذا !!
فارس ابتسم بمكر وقال : بالطبع ستفعلون ! اخبرتكم ان التمزين لن يكون سهلا ، الامر ليس مستحيل ربما مع بعض المحاولات او العديد منها سيكون الامر سهلا !

منير بإستياء : بظأت افقد الامل في مسألة انهاء التدريب !
ريم استجمعت شجاعتها وما بقي من معنوياتها وقالت مدعية الحماس : هيا يارفاق لا تيئسوا امنية وزينة ومازن ينتظرون عودتنا ثم الا تريدون ان نعود للمدرسة وحياتنا بعيدا عن هؤلاء المجانين ؟ لذا تشجعوا !
منير بسخرية : انتي تقولين ذلك ولا تبدين مقتنعه بكلامك!
ريم احمرت خجلا وضربت الطاولة امام منير وقالت مهددة : انا احاول ان اشجعكم هنا لذا لما لاتتقبل او تصمت !
زين ضحك وقال : انتي حقا مخيفة حين تفضبين ، لكن انتي محقة يجب ان نبذل جهدنا مهما بدا الامر يائسا !
فارس ابتسم وشبك يديه ووضعهما اسفل ذقنه وقال : اذا هيا نتناول الطعام!

الجدة ( والدة فارس ) جاءت وقالت : تبدون نشيطين خلاف ما توقعت !
زين بحماس : جدتي ماذا تفعلين هنا ؟! متي جئتي ؟!
الجدة ابتسمت بحنان وقالت : لقد سئمت البقاء بالمنزل وكنت قلقة عليكم لانكم لم تأكلوا امس !
فهد ابتسم وقال : لقد كنت متعبا حدا حتي نسيت انني حائع ، لم اكن اعلم ان الخال يمكن ان يكون قاسيا هكذا !!
الخال مدعيا البراءة ابتسم وقال : قسوة ؟! متي قسوت عليكم ؟! ان كنت تريدها فحسنا سأريكم اياها في التدريبات القادمة !
منير بصدمة : كل هذا ولست قاسيا ! يبدو اننا سنهرب من التدريب في النهاية !!

فارس ابتسم بمكر وقال : تهربون ؟! لا تحلمون بذلك وانا موجود !
ضحكت الجدة علي الحوار فضحك الباقون معها

دخلت عائلة الزيات الي الكافتيريا وكالعادة توجهت انظارهم نحو فارس والباقين
حين رأت مايا والدتها توجهت نحوها وقالت بحزن : مرحبا امي ! كيف حالكي
زين تحولت ملامحه علي الفور ، وادار وجهه للجهة الاخرب اما ريم ظلت تحدق بمايا بإحتقار..

اقبل مراد وامه والباقين ايضا
والدة مراد بينما تتكيء علي العصا : طالما الجميع هنا لذا يجب ان نأكل معا لما لا تنضموا الينا للغداء ؟ بالطبع لن اقبل الرفض
تنهدت الجدة وقالت بعد ان استدارت لهم وحاولت اخفاء انزعاجها وابتسمت : ربما في وقت لاحق !
الجدة ( والدة مراد) جاراتها بإبتسامة مصطنعه : انا مصرة علي ذلك ! ،ام انكي تقولي اننا لسنا عائلة ؟!
الجدة تنهدت بإنزعاج وقالت : سأنضم اليكم وحدي فك....
جلال تقدم وتوجه قرب والدته وقال : يجب ان ينضم الينا فالاجواء متوترة مؤخرا ويجب تحسينها !
فارس لإنزعاج نظر الي النافذة وقال : الا تظن ان هذا متأخر قليلا ؟
كرم تحرك وتوجه نحو زين ووقف امامه ثم استند بيده علي الطاولة وانحني قائلا له : هل تري كل هذا الشجار ؟ هل يمكن ان تنضم الينا في الغداء لأن الامور بدئت تتأزم ولن يكون الأمر....
منير نهض من مكانه بغضب واراد التدخل لكن فهد امسك بيده فإلتفت اليه منير مستفهما فترك فهد يده وتقدم ووقف بجانب زين وسحبه من يده لينهض فظل الجميع ينظر لفهد بما فيهم زين...

فهد ابتسم لفارس وقال : قلت لنا اننا يجب ان نتدرب صحيح ؟ لذا سنترك البالغين يحلو مشاكلهم بينهم بينما نحن سنذهب لإكمال التدريب ، منير ريم هيا بنا !

نهض الاثنان بسرعة بينما نظر فهد نحو زين وابتسم له بلطف كمن يطمأنه فتحرك ربن بسرعة ولحق بفهد ..

ابتسم فارس والجدة حيث اعجبهم تصرف فهد ولكن ردة فعل عائلة زالكر كانت معاكسه حيث مراد والجدة كانا غاضبين جدا ومايا وسامي وميرا شعروا بإستياء لانهم كانو يرجون ان يشاركوهم الغداء لعلهم يتقربوا منهم وكرم ابتسم ابتسامة غامضة ، انضم فارس والجدة الى عائلة الزيات تجنبا للمشاكل ولكن فارس كان غاضبا من مشاركة مراد لنفس الطاولة لذا لم يتناول الكثير وغادر بسرعة

بعد ان خرج زين والباقين توقف فهد فجأة ونظر نحو زين وقال بجدية : سيحدث ذلك كثيرا لذا حاول ان لا تكتئب !
منير وضع يده علي كتف زين وقال : للأسف هو محق سيحدث ذلك كثيرا ، لذا ربما يجب ان تتعلم كيف تضبط اعصابك حتي تتعامل معهم وبالطبع سنتعلم نحن ايضا لان هناك الكثير من المستفزين !!

زين طرف بعينيه عدة مرات وابتسم إبتسامة دافئة وقال : سأبدا بتعلم ذلك ! فهذا سيكون اكثر شيء مفيدا في هذا المكان ! هلا ذهبنا الآن ؟
ريم جلست علي الارض وقالت بإستياء: هناك مشكلة واحدة !
منير نظر اليها وقال بينما يده في جيبه: ما هي ؟
ريم بإنفعال : لما نأكل شيئا من الامس سيغمي علي من الجوع !!
فهد بإنزعاج : هذا صحيح لقد افسدوا غدائنا !
زين تنهد وقال : لنعد للمنزل ونأكل وبعدها نذهب للتمزين!
فهد بإستياء : لكن الخال قال اننا يجب ان نمشي من هنا الي الغابة بالاثقال !
زين اشتكي وقال : لكن نحن لا نملك طاقة للمشي ومع الاثقال يصبح الامر مستحيلا !
فهد قال بإنزعاج : كله بسبب أولئك المزعجين ! هيا بنا لا فائدة من التذمر لنحاول العودة مبكرا للعشاء !

نهض الجميع وارتدوا الاثقال وبدئوا السير ببطيء شديد
وبدئوا بالتعرق بشدة وحين وصلوا جاسوا علي الارض يلهثون

فارس بغير مبالاة : لقد تأخرتم كثيرا ، لقد شعرت بالملل !
زين بفزع من رؤية فارس فقال بإنفعال : افزعتني ! الم يكن من المفترض انك تأكل معهم ؟! كيف وصلت!
فارس ابتسم وقال : لقد فقد رغبتي في الاكل فغادرت وتركت امي تعاني وحدها ! ، اشعر انني ابن سيء ولكن هذا ليس وقت ذلك الكلام ، حان وقت التدريب قفوا جميعا !

ريم برجاء : ارجوك! دعنا نرتح قليلا !

فارس نظر اليهم وظل صامتا ، مرت ٥ دقائق دون اي كلمة
فارس ابتسم فجأة وقال : حسنا سنبدأ الآن !
فهد بإنفعال : لحظة ! لحظة ! ماذا كان ذلك ؟!
فارس ابتسم بمكر وقال بينما امال رأسه قليلا : طلبتم راحة فأعطيتكم ٥ دقائق لترتاحوا !
زين نهض وقال بإرتباك : متي استرحنا ؟
ضحك فارس بمرح وقال : مرت ٥ دفائق مذ قالت ريم نريد ان نرتاح فأعطيتكم ٥ دقائق دون قول شيء لترتاحوا !
منير نهض بصعوبة وقال : لم اكن اعلم انك سادي هكذا ! يبدو انك تستمتع بتعذيبنا !
ابتسم فارس واستدار ليجلس علي الصخرة وقال : اكثر مما تتصورون ! والآن خذوا اسلحتكم !

توجهوا نحو اسلحتهم والتقط كل منهم سلاحة الذي سبق واختاره وبدئوا بالتدريب

كانو ابطيء من امس كثيرا بسبب الاثقال التي تقيد حركتهم وتجعلها ابطيء

مرت عدة ساعات وبدء الظلام يحل ، الخال وقف امامهم وقال : توقفوا الآن واتركوا الاسلحة الآن اريدكم ان تحاولو التركيز وان تصفوا ذهنكم لمدة نصف ساعة دون التفكير بأي شيء!

جلسوا علي الارض وحاولو التركيز لكنهم لم يستطيعوا ان يكملوا اكثر من ربع ساعة لكنهم كانو افضل من اليوم السابق !

انهي الخال تدريبهم وامرهم بالعودة مع الاثقال
ساروا ببطيء شديد ابطيء من قدومهم لانهم قد ارهقوا تماما بسبب التدريب

وصل الجميع الي المنزل عدا زين الذي كان يسير ببطيء شديد ابطيء منهم حتي فطلب منهم اان يسبقوه وسيعود هو وحده
اما الباقين فدخلوا المنزل وتوجهوا مباشرة نحو الاريكة حيث كان الخال جالسا هناك يعمل على جهاز الحاسوب لتنظيم أمور الشركة..

جلسوا علي الاريكة يلهثون من التعب ونزعوا الاثقال فقال الخال بسخرية : يالكم من ضعفاء ! هذا فقط وتشعرون بالتعب ؟ اشعر بالاحباط حقا !
ريم تلهث وقالت بإستياء : خالي لا تمزح معنا ! هذا التدريب مدمر حقا اشعر وكأن شاحنة دهستني !

الخال انتبه الى ان زين غير موجود فقال بقلق : اين ربن ؟! الم يعد معكم ؟!
منير قال بينما يلهث : لقد كان بطيئا فطلب ان نذهب قبله وهو سيلحق بنا !
جاءت الجدة وقالت : اذا لننتظره قبل الاكل
فهد بإسيتاء:لكنني سأموت جوعا لو لم آكل شيئا ليذهب احدكم ويأتي به !
ريم استلقت علي الاريكة وقالت : لنستحم بينما يعود لن يتأخر !
منير بإستياء : حسنا ولكن ان تأخر بعدها سنأكل بدونه !

في الغابة
كان زين يسير وحده ببطيء بينما يلهث بإرهاق ويقف بعد عدة خطوات
سمع صوت في الغابة فإستدار لينظر حوله بخوف وسرت قشعريره في جسده فهو يخشي الاشباح كما وانه توقع وجود بعض الوحوش او الحيوانات فظل ينظر حوله فلم يجد شيئا..

قرر متابعة السير والإسراع في المشي ، فسمع صوت تحطم الاخشاب علي الارض ، فتصنم في مكانه وتجمد الدم في عروقه استدار لينظر خلفه
فرأي رجل عجوز غزي الشيب رأسه و ذقنه بالكامل وهناك آثار جروح علي وجهه..

ففزع زين ورجع الخلف ووقع ارضا بسبب الارتباك
وبعد ان رآه ظل يطرف بعينيه وتنهد براحة وقال : ايها الجد ماذا تفعل في هذا الوقت المتأخر لقد افزعتني !
ضحك الرجل العجوز وقال : هل كنت تظنني شبحا او شيئا كهذا ؟
زين احمر وجهه وادار وجه للجنب وقال : لا ،لبس كذلك انه فقط... لا يهم فقط ماذا تفعل هنا في هذا الوقت المتأخر؟
العجوز ابتسم وقال : انا من يجب ان أسأل ماذا بفعل *** في هذا الوقت هنا ؟
ابتسم زين وقال بإرهاق : تمزين ! خا...اقصد والدي يقوم بتدريبي وطلب مني العودة سيرا ولكنني اشعر بالارهاق لذا تأخرت في العودة..
العجوز ابتسم بود وقال : اذا لنعد معا فانا ايضا انوي العودة !
ابتسم زين وقال : سأطون سعيدا بذلك ولكن انت تسكن هنا في الجزيرة ؟
العجوز ابتسم بثقة وقال : اجل مع عائلتي !
ابتسم ىين ووضع يده خلف ظهره وقال بحماس : انت تذكرني بجدي ، كنت اسكن معه قبل المجيء الي هنا ، انه لطيف جدا ! اظن لو تحدثتما معا ستصبحان صديقين !
ضحك العجوز بمرح وقال : حقا ! ارغب في لقاءه اذا ما اسمك ؟
زين ابتسم ونظر امامه وقال : زين ! ، وانت ايها الجد؟
العجوز ابتسم وقال : لا داعي فأنت تناديني بأيها الجد دون الحاجة لاسمي !
ضحك زين وقال : انت محق!
قال العجوز بينما ينظر للسماء : انا احب ان آتي الي هنا في الليل حيث السماء مليئة بالنجوم والاشجار الخضراء تتحرك يمينيا ويسارا ومجري الماء الذي يعكس تلألؤ النجوم لطالما احببت هذا المنظر لقد كان ابني ايضا يأتي معي سابقا ولكنه لم يعد يفعل !

زين ادار رأسه للخلف بينما تابع المشي وقال : لما يعد يفعل !
العجوز تنهد بحزت وقال : ربما بسبب ما عاناه بسبب ضعفه او بسبب ما خسره اشعر بالذنب كثيرا لأجله اردت اسعاده وحمايته ، لكنني حطمته بسبب خوفي الزائد عليه في النهاية حين آتي الي هنا اتذكر ما كان يخبرني به دائما !

زين نظر للأمام ولم يعلق فهو لم يكن يعلم ما يجب ان يقول ليخفف عنه فإكتفي بالصمت

فقال العجوز لتلطيف الأجواء : انا ام ارك قبلا هنا ! هل انت جديد ؟
زين ابتسم بود وقال : اجل جئت هذه السنة !
العجوز ابتسم وقال : اذا لديك طريق طويل امامك !
زين اسامر بالسير وقال : ربما لكن لا انوي البقاء سأغادر بعد سنة لذا انا ابذل كل جهدي !
العجوز مستفهما : تغادر ؟! هل قوتك ضعيفة ليسمحوا لك بالمغادرة ؟
زين نظر للخلف وقال : لا اعتقد انها ضعيفة لكن ابي قال انه سيتصرف ليخلصني من هذا المكان ! انا اكره المكان وهناك اشخاص لا ارغب في رؤيتهم ابدا !
العجوز تنهد وقال بحزن : لا اظنها فكرة جيدا ، اقصد مغادرة هذا المكان لا اؤيدها فهذا المكان هو الانسب لذوي القدرات والاشخاص الذين تكرهم قد تحبهم يوما ما من يدري !
زين اخفض رأسه بحزن وقال بصوت منخفض : لا اظن اني سأفعل يوما ! لقد عاملاني وكأني غير موجود !
ثن رفع رأسه وابتسم للعجوز وقال : اسف لم اقصد ازعاجك بهذه الامور ! انظر لقد وصلنا ، سرني التعرف عليك كثيرا ، انت حقا شخص لطيف ارجو ان نلتقي لاحقا !
العجوز ابتسم وقال : انا ايضا سعيد بذلك ، اراك لاحقا !
غادر ربن ولوح العجوز بمرح وعاد للمنزل
بينما ظل العجوز واقفا ينظر نحو القمر بحزن وقال في نفسه : لسبب ما الذكريات تعود اكثر من ذي قبل ! هل السبب هو.... سنة واحدة ! هذا مستحيل ! انت لا تعرف شيئا لذا تظن ذلك ولكن للأسف لن يحدث !

دخل زين الي المنزل وكان قد ارهق تماما الا انه لم ينتبه بسبب كلامه مع العجوز ، حين دخل وجدهم قد بدئوا بالفعل ..

زين بإستياء : لا اصدق انكم بدئتم من دوني !
الخال بطريقة درامية : ولا اصدق انك استغرقت كل ذلك الوقت للعودة ! ، هل كنت ترتاح في الطريق !
زين حرك رأسه نافيا وقال : لا ، لا بل التقيت برجل رافقني في الطريق وبقينا نتحدث قليلا لذا كنت اسير ببطيء !
الجدة بإستغراب : ماذا يفعل رجل عجوز وسط الغابة في هذا الوقت !
زين قال بينما ينزع الاثقال : قال انه يتذكر الماضي حين كان يأتي مع ابنه الى هناك ، الآن سأستحم وآتي لتناول الطعام!

ذهب زين واخذ حماما باردا وبعد ان انتهي ذهب ليجلس علي طرف سريره واستلقي هناك وظل يفكر في كل ما حدث ويحدث معه ، فدون ان ينتبه اغمض عينيه ونام !

دخل الخال الي غرفة زين عندما تأخر ليطمئن عليه فوجده نائما
ابتسم وقال : يا الهي ! قال انه سيأتي ليأكل وها قد نام ! يجب ان يأكل غدا والا سيغمي عليه !
قام الخال بحمل زين ووضع رأسه علي الوسادة وغطاه وخرج

الجدة بإستغراب : اين هو ؟
الخال تنهد وقال : لقد نام ! لم اخبره بالامر ربما سأنتظر بعد مرور عدة ايام بعد ان ينهي تدريباته الجسدية والعقلية سأخبره بالامر حينها ..

الجدة تنهدت بحزن وقالت : حسنا !

في اليوم التالي
استطاعوا الوصول الي المدرسة بوقت اسرع ولكنهم تأخروا في الاستيقاظ لذا لم يتناولو الفطور

زين في قاعة الدرس واضعا رأسه علي الطاولة قال : سأموت جوعا !
ريم بإستياء : انا ايضا !
زين رفع رأسه وقال : علي الاقل انتم تناولتم العشاء !
جاء ايمن وميرا وسامي
سامي بإستغراب : ماذا هناك ؟ الم تأكل العشاء اوالفطور ؟
زين نظر الي سامي وقال بإستياء : ولا غداء الامس ولا عشاء قبل الامس !
ميرا بصراخ : ماذا ؟ هل جننت ام تتبع حمية غذائية؟ سيغمي عليك هكذا ! هل جميعكم كذلك ؟
منير بإستياء : نحن تناولنا عشاء الامس لكن دون فطور أو غداء !
ايمن بإنفعال : بجب ان تأكلوا شيئا هذا سيء علي صحتكم !
جتك بإنزعاج : سنفعل ذلك علي الغداء لذا من الافضل ان ينتهي الدرس بسرعة والا سوف امسح الارض بالاستاذ !
شيرو ببرود : تنسح الارض بمن ؟ لم اسمعك !!

استدارو جميعا بصدمة
فهد في داخله : اللعنة ! ما هذا الحظ !
منير نظر بإنزعاج وقال في نفسه : اسدي لي معروفا ومت !
ريم في داخلها : يالحظي السعيد !
زين وضع رأسه علي الطاولة مجددا وقال في نفسه : هذا ما كان ينقصني ! اشعر برغبة في البكاء حقا !

استمر الدرس وكان شيرو كما في السابق يزعجهم ولكنهم ضبطوا اعصابهم
اما الدرس التاني فكان استاذا لا يعرفونه ، انتهي الدرس فتوجهوا جميعا الي الكافتيريا فكان الخال والجده هناك بإنتظارهم ، بينما عائلة الزيات كانت في انتظار سامي و وميرا ، وذهب ايمن الي والده

الخال ارجع ظهره للخلف وشبك ذراعيه وقال : هيا تناولوا الطعام بسرعة ، لا شك انكم جائعون خصوصا انت زين !
زين : لا يمكن ان تتخيل كم انا جائع !
الجدة بقلق : لا يجب ان تدع التدريب يلهيك عن تناول وجباتك ، من اليوم سأبدأ بإعداد وجبات لكم لتأكلوها
ريم لمعت عينيها وقالت : شكرا لكي ، انتي الافضل !
منير ابتسم بثقة وقال : يبدو اننا لا يجب ان نقلق على الطعام بعد الآن !
زين نظر لفارس وقال : لا بأس بتناول الطعام في التدريب صحيح ؟
فارس ابتسم : اجل ، ف انا لا اريدكم ان يغمي عليكم ولكن احرص ان لا تتأخر كالامس فالغابة خطيرة جدا في الليل !

زين ابتسم وقال : سأحاول !

جاء الطعام وبدئوا بتناوله بسرعة كبيرة كما لو انهم لم يأكلوا من سنة !

فرأت ميرا لك بينما كانت جالسة مع عائلتها ، فضحكت بظرافه فنظر الجميع لها عدا سامي الذي ابتسم هو الآخر لمنظرهم ..

كاوري بإستفهام : ميرا لما تضحكين ؟
ميرا ابتسمت وقالت : لا شيء مهم
كاوري بإستياء : منذ متي وانتي تخفين الاسرار عني ؟
مايكل ببرود : لا بد انها ضحكت علي شقيقها التوأم الجالس هناك ! الا يمكنكي رؤية اين كانت تنظر !!

كاوري بإستغراب : وما المضحك هم يأكلون الطعام وحسب ؟
ميرا تنهدت وقالت : كل ما في الأمر هو انه اخبرنا انه لم يأكل الطعام أمس ولا العشاء اول امس !
توقف مراد عن الاكل ليستمع فقد جذبه الامر
مايا بقلق وارتباك : لما ..لم يأكل ؟

ميرا لم تعلم ما تجيب فهي تعلم انه يكره ان تحدثهم عنه ولكن ايضا لا يمكن ان لا تجيب فأجاب سامي بدلا عنها : لقد كان مشغولا بالتدريب لذا لم يجد وقتا لذلك ..

الجدة ( والدة مراد) نظرت بود نحو سامي وقالت : وما هي تلك التدريبات ياعزيزي ؟
سامي تنهد وقال : هو لم يخبرني بهذه التفاصيل المملة ولكن قال " ابي يتولي تدريبنا انا واصدقائي"

الجدة بإنزعاج : والده !! من يدعوه بوالده !!
سامي بإنزعاج : انا اخبركي ما قاله وحسب ! لا داعي للغضب !!
الجدة تنهدت وقالت : لنتابع طعامنا وحسب !

مايا ظلت تنظر الي زين في قلق وقالت في نفسها : ارجو ان يكون بخير ! يجب ان اكلم اخي ، يبدو انه يقسو عليه هذا مبالغ فيه !

مراد ظل ينظر الي طبقه ببرود وفكر في نفسه ساخرا : لنري ما سيفعله والده وكيف سيدربه علي قوته !

مرت الايام وكانت التدريبات تزداد صعوبة الا انهم بدئوا يعتادون عليها واصبحت لديهم مهارات عالية في استخدام اسلحتهم بحيث اصبحوا من بين افضل ٣٠ طالب في المدرسة في اللياقة البدنية والقتال وصار يتدربون بينهم من هلال قتالات بالسيف واحد ضد واحد بالاسلحة ..

كل ذلك بفضل تدريبات فارس اما علاقة زين ب الزيات فقد زادت علاقته ب سامي وميرا بشكل كبير وصار يخبرهما بمعظم ما يحدث معه بينما كان سامي وميرا يتجنبان الحديث عن الموضوع امام عائلتهم حتي لا يضطروا الي اخبارهم بأمور زين بينما استمرت محاولات عائلة الزيات علي ادخال زين للعائلة وازعاجه في كل استراحة غداء ولكن الأمور كانت هادئه نسبيا ولكن بدئت المشكلة الحقيقة وهي ان التدريبات علي القوة بدأت وكان الخال متوترا جدا بسببها لانه سيضطر ان يجعل زين يتدرب ادي مايا ! وربما مراد ايضا ..

كما وان التدريبات مع الاساتذة ايضا ستبدأ اي انها ستكون هناك احتمالية كبيرة علي اكتشاف حقيقة كون زين هجين !

في غرفة زين كان زين وحده في المنزل حيث كان الخال في الخارج وكذلك الجدة اما فهد والآخزين فقد جائا ميرا وطلبت ان يخرجوا معها ولكن زين اخبرهم انه سيستحم اولا ثم يلحق بهم
انهي استحمامه وخرج من الحمام و وقف امام المرآة وبينما يقوم بتمشيط شعره نظر الي نفسه ، وفجأة شعر ان العالم يدور من حوله فإستند علي الجدار ليساعده علي الوقوف وقام بفرك عينيه لعل الرؤية تتضح امامه ولكن لا فائدة بعد مرور عدة دقائق بدأ جه يؤلمه وكان يحترق من الداخل فإحتضن جسده بذراعيه وضغط بيده بقوه وبدا يتسارع نفسه وفقد توازنه وكان واقفا بصعوبة واضطربت الرؤية

وكان آخر شيء رآه هو مايا ممسكه به والدموع في عينيها والقلق بادي علي وجهها ..

فقد زين توازنه ووقع فأمسكت به مايا بين ذراعيها قبل ان يقع وتجمعت الدموع في عينيها وقالت بقلق وانفعال : زين اجبني ارجوك ! ماذا بك ؟
ولكن زين كان يتأوه من الالم ولم يجيب فإحتضنته بقوة بين يديها وظلت تقول : يالهي ماذا افعل!

ارادت اخراج هاتفها بسرعة من حقيبتها ولكنها كانت مرتبكة جدا فأفرغت كل محتويات الحقيبة واخذت تبحث عن ااهاتف حتي وجدته واتصلت ب فارس بسرعة فلم يجب ، فزاد بكائها فلم تعلم ما يجب ان تفعل بينما تري زين يتألم امامها..

حاولت ان تهدء نفسها ومسحت دموعها ولكن دموعها لم تتوقف عن النزول
بعد مرور دقيقتين بدأ زين يستعيد تركيزه
فنظرت اليه مايا بسرعة
فأمسكت مايا بيده وقالت بخوف : ماذا هناك ؟! اخبرني هل انت بخير ؟!
فأومأ برأسه واغمض عينيه بألم ثم حاول التحرك للسرير ففهمت مايا ذلك فأمسكت به وقامت بإسناده واخذه للسرير وجلست بقربه ممسكه بيده بيديها الاثنتين وبدأت بالبكاء
بقي زين مستلقي وكان ينظر اليها بينما يؤلمه جسده
فكر في داخله : انها قلقه جدا لم اتوقع ان تقلق هكذا ، اتسائل هل كل الامهات هكذا ؟ ام هي تبالغ في ردة فعلها ! بماذا افكر !!! يجب ان افكر في سبب هذا الالم بدل من هذه الامور السخيفة!

ظلت مايا جالسه بقربه بينما هو مستلقي بهدوء وعيناه شبه مفتوحة طوال الوقت وينظر الي السقف ، كان الصمت سائدا ولكن مايا مستمرة في امساك يده والبكاء بصوت منخفض زين لم يقم بسحب يده او اخبارها بأن بكائها ازعجه لانه شعر بالاسف لأجلها ، ونوعا ما كان يشعر بالسعادة لانها قلقة عليه ولكنه لم يكن يريد الاعتراف بذلك !

بعد ان مرت ربع ساعة تحرك زين فنظرت اليه مايا بقلق وقالت : هل تحتاج شيء ؟ هي تريد ان احضر لك شيء ؟! هل هناك شيء يؤلمك ؟!
زين كان ينوي ان يقول لا ولكنه اراد ان يشغلها لكي تتوقف عن البكاء فقال : اجل ، اريد ماء !
نهضت مايا بسرعة تاركه يده وقالت سأحضره حالا ابقي مستلقيا ولا تتحرك !

زين اومأ برأسه بينما يفكر في داخله : سأصاب بإنفصام في الشخصية قلبي لا يعلم ما يريد ! انا لا ازال غاضبا منها ولكن لا اريد ان اراها تبكي ! الاسوء من كل هذا اني مدين لها الآن !!!

عادت مايا بسرعة واحضرت الماء وتوجهت اليه وساعدته علي النهوض كان يريد اخذ الكوب ولكنها امسكت الكوب بيدها واشربته الماء بنفسها ثم تركت الماء جانبا وساعدته ليستلقي وقالت : هل تشعر بالتحسن ؟

اومأ زين برأسه بهدوء كان يبدو كطفل صغير رغم انه اراد ان يبدو قويا ولا يسمح لها بالاقتراب ولكن بمجرد ان ساعدته وشعر بحبها احس انه يريدها ان تبقي ولم يجد القوة الكافية ليرفض مساعدتها او ليقسو عليها..

قالت مايا بقلق : هل انت جائع ؟ اصنع لك شيئا ؟! لابد انك لم تأكل !
زين تحدث بصوت منخفض وقال : لا داعي لست جائعا ، يمكنكي الذهاب لقد تأخرتي بالفعل !
مايا بإنفعال : كيف اتركك وحدك لا يمكن ! انت مريض !
ثم انتبهت لنفسها وقالت بحزن : الا اذا كان يزعجك وجودي ! 
كان يريد ان يقول نعم ليحزنها كما احزنته ولكن عقله وقلبه خاناه وكذلك لسانه وقال : لا ، لست منزعجا !
فصدمت مما سمعت وكذلك زين صدموه لم تكن اقل
زين في نفسه : ما هذا الذي اقوله ! هل فقدت عقلي ؟ هل نسيت من تكون هذه المرأة ؟ كيف اقول اني لست منزعجا ؟ انا غبي حقا !! ارغب في الموت ما هذا الاحراج !!

فنظر الي مايا ليري ردت فعلها فتوسعت عيناه وقال بإرتباك : لما...تبكين ؟
مايا بإستغراب : ماذا ؟
فرأت ان دموعها كانت تغطي وجنتيها دون ان تشعر
فقال زين بإرتباك : هل...قلت...شيئا ازعجكي ؟
مايا حركت رأسها نافية وقالت : لالا علي العكس ، انا سعيدة !
فقال بإستغراب : اذا لما تبكين ان كنتي سعيدة ؟
مايا قالت بينما ابتسمت وهي تمسح دموعها : احيانا النساء تبكي من السعادة وليس الحزن فقط !
زين في نفسه : النساء معقدات ! هل جدتي هكذا أيضا ؟ انا لا افهمها حقا !!

بقيت مايا معه حتي تحسن تماما واصبح قادرا علي الحركة
فنهض فإنتفضت مايا وقالت : انت متعب يجب ان ترتاح !
زين قال بهدوء : انا بخير بالفعل لذا لا داعي للق....
مايا تحركت و اردات اعادته للسرير فقالت : لا بجب ان تتحرك !!
فقال : انا حقا بخير كثرة الاستلقاء تشعرني بالدوار !
فتنهدت مايا وقالت : هل حقا انت بخير ؟
زين اومأ برأسه وقال : همم اجل ، لءا...يمكنكي المغادرة..لا...بد.....انهم ينتظروكي هناك !

مايا بحزن : حفا ! اذا سأذهب! ... اعتني....بنفسك !
تحركت مايا ببطيء وكان زين يريدها ان تبقي ولكنه لا يريد ان يعترف بذلك لذا تركها تذهب زلكن حين وصلت الي الباب قال زين بعد ان اخفض رأسه ليخفي ملامحه : انا مدين لكي اليوم ، لذا ان كان بإمكاني رد الدين فاطلبي ما تشائين !
مايا استدارت وقالت بإستغراب : دين ؟!! لا لا لست مدين لي بشي يكفي..
ثم قالت بسعادة : ان سمحت لي بالاعتناء بك !
ولكن زين قال : ان لا ازال مصرا ان كان هناك شيء يمكنني ان افعله لكي فإطلبيه !
مايا بقيت صامته تفكر وفجأة استعت عينيها كما لو انها تذكرت شيئا فقالت : هناك شيء !!
زين رفع رأسه ونظر اليها وقال بإستغراب : ماذا ؟
مايا خفضت رأسها وانسدل شعرها ليغطي وجهها وقالت : هل تسمح لي...ان احضنك قليلا ؟
زين نظر بإستغراب وقال : فقط هذا ؟
مايا اومأت رأسها بسرعة وقالت : نعم ، هذا كل ما اريده !
زين ادار وجهه بإحراج وقال : حسنا لا بأس ..
فرفعت مايا رأسها وقالت بسعادة : حقا؟! هل....تسمح لي؟
زين بإرتباك : اج...اجل!

فتقدمت اليه مايا بسرعة واحتضنته وبدأت دموعها بالنزول اما زين فقد كان هادئا كطفل صغير لم يتحرك بل علي العكس دفن رأسه في صدرها ليستشعر دفء والدته لأول مرة شعر برغبة في البكاء ولكنه منع نفسه وبقي هادئا في حضنها اما هي فقد شعرت بسعادة كبيرة فهي واخيرا بعد ١٥ عاما استطاعت ان تحتضن طفلها مجددا لذا كانت تبكي دون توقف كطفلة صغيرة دون ان تصدر صوتا ...

الفصل الحادي عشر من هنا



 

stories
stories
تعليقات