رواية مصاص دماء الفصل التاسع عشر 19بقلم غزلان

 


رواية مصاص الدماء الفصل التاسع عشر بقلم غزلان


(بارت طويل، إستمتعوا)

غيرت ثيابها من خاصة النوم إلى أخرى ثقيلة ثم خرجت وهي تسير بعصبية و بعض التعب 
فالمرض لايزال يرافقها 

عليها محادثة جيون جونغكوك اللعين في نظرها في موضوع تحميمه لها !

لكنها سرعان ما توقفت مكانها بإستغراب و قلق حينما وجدت أن ممرات القصر قد إمتلئت فجأة 

الخادمات يتحركن بسرعة هنا وهناء وتبدو على ملامحن التوتر 

و الكثير من الحراس بأزياء قتالية غريبة يتحركون في الأرجاء 

ما الذي يحدث !

تقدمت بخطواتها ببطء وهي تنظر من حولها، سكان القصير جميعهم في حالة عجلة 

حتى أنها نادت زوراَ المستعجلة كثير من المرات لكنها إكتفت بالإعتذار و الركض بعيداً

كان هناك حراس عديدون للغاية ضخام البنية يقومون بإرتداء أزياء واقية كخاصة الفرسان بمساعدة الخادمات 

إتجهت سريعاً نحو جناح الملك جيون والذي كانت الخادمات تحطن به ويقمن بإلباسه دروعاً كخاصة الحراس لكنها كانت أكثر فخامة و قاتمة اللون 

كان يبدو مثل فارسٍ ذو هيبة كبيرة 

رفع قبعة الزي لتغطي وجهه ولا يظهر منه سوى عيناه الحمراء الحادة 

حمل سيفه الأسود الكبير و الذي كان أطول من إميليا حتى!

ثم تحرك بخطوات رزينة لخارج الغرفة ولا يصدر منه سوى صوت إحتكاك المعدن الذي يرتديه ببعض 

وقف أمامها وكان طوله شاهق مقارنة بتلك الصغيرة التي رفعت رأسها نحوه وهي في شدة حيرتها 

لا أحد يعطيها الوقت ليشرح لها ما يحدث بالضبط 

كانت نظرات الغرابي الملتحف بذلك الزي المعدني القاتم 
حادة نحو ملامح إميليا 

تخطاها يكمل خطواته نحو خارج القصر 

قررت الصغيرة اللحاق به، و خصوصاً أن جميع الحراس قد خرجو برفقته و الخادمات قد وقفن أمام البوابة الرئيسية وهن يحنين رأسهن بإحترام وكانت من بينهم أليس 

ركضت إميلياً لتقف أمام البوابة وهي تسند نفسها عليها محاولة لإلتقاط أنفاسها 

رأت المظلم يمتطي حصانه الأسود القاتم مثل هيئته و حوله مساعديه بأحصنة بنية قاتمة 

و جانباً عدد هائل من الجنود !

والشيء المشترك بينهم جميعاً أن عيناهم كانت تشع باللون الأحمر القاتم!

توجهت لتقف قرب أليس و تتحدث بصوتِ مرتجف فالمنظر أمامها ليس بشيء بسيط 

"م.. ما الذي يحدث !!"

"أرسلت مملكة المستذئبين المجاورة وثيقة تتحدى فيها الملك جيون، وهو قد لبى التحدي"

"تقصدين أنه ذاهب لحربٍ مع تلك المملكة ؟!" 

"أجل"

كانت إميليا متجمدة مكانها بصدمة 

لم تكن تعلم بوجود ممالك لمخلوقات ثانية غير مصاصي الدماء 

بل وتقوم الحروب بينهم !

هي بالكاد كانت تصدق بموضوع الأشباح في عالمها و الآن مصاصي الدماء و المستذئبين ؟!!

كانت أنظارها معلقة على الغرابي الذي رفع حبل قيادة حصانه و إنطلق هو ومساعديه و جنوده بسرعة فائقة 

وقد تعالت هتافات سكان القصر و شعبه مشجعون لملكهم جيون 

"لكن لما لا يستعملون قواهم للقتال ؟"

"طالبت مملكة المستذئبين بنزال بالسيوف فقط من دون أية قوى ليحتم النزال من الأقوى بينهم ولو قتلو جميعاً"

"هذا خطير !"

"تماماً، لكن الملك جيون لا يهاب شيئاً، لا تستخفي بقوته، يمكنه محو مملكة كاملة بنفسه"

غادر الجميع لأعماله مجدداً بعد توديع الامبراطور

و إميليا عادت لغرفتها وعقلها مشوش للغاية

*يومان قد مرت"

طوال هذه اليومان كانت فقط تتناول طعامها ثم تنام أو تقرأ كتبها بملل شديد 

لقد ترك الرئيس جيون حديقته مفتوحة لأجلها لكنها تشعر بالخجل من الذهاب لهناك 

فقد أدركت متأخرة أنها تعود له و أنه قد رآها بذاك المنظر سابقا أسفل المطر 

خرجت من غرفتها بثياب النوم تسير في الأروقة الهادئة و المظلم 

فالساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل و الجميع قد أخلد للنوم

قررت الفضولية دخول غرفته والتي قد تركها بدون حراسة !

وجدت أنها فرصة جيدة لإستكشاف غرفته أكثر و النظر لأغراضه 

دخلت الغرفة و أغلقت الباب خلفها بخفة 

كانت الغرفة مضاءة بتلك الشموع المنتشرة على جدران الغرفة 

الشموع تضل دوماً مشتعلة بسبب أن الخدم يغيرونها حينما تذوب كلَّ يوم 

لقد رأت الغرفة سابقاً حينما نامت فيها أول يوم لها في هذا القصر و كذلك حينما حاولت قتل جيون 

غرفة جيون تعتبر أكبر و أفخم غرفة في القصر و الذي يعود سبب ذلك أنه الملك بطبيعة الحال 

هي لا تنكر أن الغرفة شديدة الجمال رغم ألوانها الباهتة و المظلمة 

رائحته الخاصة كانت تهيمن على رائحة الغرفة وذلك كان يشعرها بالإسترخاء 
عطره دوماً ما كان يبعث الدفئ 

توجهت نحو خزانة ثيابه وقامت بفتحها على وسعها 

"يااه ألا يعلم هذا الشخص بوجود ألوان أخرى غير الأسود !!"

جميع ثيابه كانت سوداء قاتمة غير البعض الذي كانت تتراوح ألوانهم بين الرمادي الباهت و الأحمر الدموي القاتم 

حملت أحد قمصانه السوداء و رفعته ضد جسدها تتفقد حجمه مقارنة بها 

كان كبيراً جداً عليها بحق ! بينما عندما يرتديه جيون يكون ضيقاً عليه و يظهر صدره بوضوح !

قامت بطوي القميص و حملته بين يداها، قررت أخذه 

ظلت تبعث بين أغراضه 
و إستغربت من كونه لا يملك أية جواهر أو زينة مع أغراضه 

يبدو أنه لا يحب الجواهر و الزينة أبداً

لكنها عثرت على علبة حمراء قاتمة تحتوي بداخلها على خاتم أنثوي واحد فقط 

كان شديم الجمال و يلمع وسط تلك الغرفة المظلمة

قد سحر عيناها و بذات الوقت شعرت أنها رأته من قبل 

تماماً !! لقد كانت ترتديه تلك المرأة الشقراء في اللوحة الكبيرة التي رأتها سابقاً 

هل يعقل أن تلك المرأة والدته أو من العائلة الحاكمة؟

أعادت علبة الخاتم مكانها و إنسحبت تبحث بعيناها في أرجاء الغرفة الكبيرة 

لفت إنتباهها هذه المرة هاتف موضوع على سرير جيون بإهمال !

إقتربت بإستغراب، فهي متأكدة أن لا تكنولوجيا ولا هواتف مخترعة هنا !

أو ربما أحضره معه بما أنه كان في عالم البشر سابقاً قبل إحضاره لها لهنا 

حملت الهاتف بين يداها الرقيقة وهي تتفحصه بعيناها 

مهلاً! هذا هاتفها الخاص !!!

بمجرد ما أشعلت الهاتف حتى وجدت قائمة الصور أمامها و بالضبط على صورة تخصها وهي تضحك في أحد المخيمات التي أقامتها ثانويتها قبل عام 

هل كان يشاهد صورها طوال الوقت الماضي ؟!

عيناها كانت متوسعة بصدمة كبيرة، هي لم تتوقع أن هاتفها بحوزته و أيضا كان يتصفح صورها !

ولم تتوقع أيضاً أن الهاتف قد يعمل هنا بالرغم من عدم وجود أي إشارة  

رفعت نظرها سريعاً حول البطارية التي كانت على وشك النفاذ 

شتمت وهي تتحرك بمكانها بهمجية فلا وجود لأي كهرباء حتى تشحنه 

أخذت الهاتف و قميص جيون ثم غادرت الغرفة سريعاً حينما سمعت بأصوات أقدام قادمة من بعيد 

لاشك بأنه أحد الخدم 

لكنها وقبل أن تغادر من أمام باب غرفة جيون أوقفها صوت فتات تناديها 

"أنتِ !، ماذا تفعلين هناك !"

إستدارت ببطء و توتر ترى من المتكلم لكنها سريعاً ما جعدت ملامحها بغيض حينما وجدت أنها تلك الشقراء هِيمي الملتصقة بالغرابي 

أعادت إميليا شعرها للخلف بنظرة متعالية حول التي تنظر لها بحقد 

"ليس من شأنكِ" 

ألقت كلماتها بإستفزاز ثم أخذت خطواتها نحو غرفتها التي تقع بجوار غرفة جيون 

لكن أوقفتها كف هِيمي وهي تضغط على ذراعها لتوقفها عن السير 

كانت تنظر هيمي بغضب كبير نحو إميليا المبتسمة فقد نجحت بإستفزاز الشقراء بسهولة 

"لقد سألتكِ ! ماذا كنتِ تفعلين في غرفة الرئيس جيون و لمَ قميصه بين يداكِ !"

"اووه لقد كنت أتجول قليلا في غرفته و أخذت قميصه لأني أحب رائحة جونغكوكي، هل لديكِ مانع ؟!"

أفلتت إميليا ذراعها من بين أيدي الشقراء التي كانت أطول منها وهي تبتسم بنصر حينما رأت أنها كانت مصدومة 

"جونغكوكي ؟؟" 

"أجل هو جونغكوكي هل لديكِ أي مشكلة، من الأفضل أن تحذري من تصرفاتك نحوي و إلاَّ سأخبره بالأمر ليقوم بقطع لسانكِ هذا !، لا تنسي أنكِ مجرد مساعدة مهمتها الوحيدة خدمته لاغير ! و الان تصبحين على خير"

نطقت إميليا كلماتها ثم توجهت لغرفتها بخطوات مرحة و هي تدندن بأغنيتها المفضلة  

هي لا تعلم من أين أتت بتلك الجرأة الكاملة حتى تدعو الرئيس جيون بجونغكوكي 

لكنها أفرغت غيضها من تلك الشقراء المتطفلة و الملتصقة دوماً بجيون 

_صباح اليوم الموالي ..

إستيقظت إميليا بخمول شديد على إثر الضجيج الذي كان خارجاً

أبعدت الغطاء عن جسدها و نهضت بكسلٍ شديد بخطوات بطيئة نحو زجاج شرفتها 

طلت لخارج القصر لتجد الكثير من جنود و مساعدي جيون الذي كان يمشي من بينهم بدرعه الأسود 

وكانت الدماء تغطي أغلب الجنود، فبعضهم قد أصيب بسبب النزال 

كان الجميع يقوم بتحية الملك العائد لقصره و بين يداه رأس زعيم مملكة المستذئبين

دلالة على نصره الساحق لعدوه 

حالما رأت إميليا المنظر حتى خرجت سريعاً من غرفتها متناسية أنها بفستان النوم الأبيض و الذي كان قصيراً بعض الشيء ما يظهر ساقاها العارية و الناعمة 

حتى أنها كانت تركض حافية القدمين و شعرها المبعثر نحو بوابة القصر لترى الملك جيون بوضوح أكثر 

وقفت أمام الباب بمنظرها المبعثر و اللطيف تنظر بلهفة نحو الغرابي الذي كان بعيداً عن الباب بمسافة ليست بطويلة كثيراً

كان يلقي رأس عدوه جانباً بينما يقوم أحد مساعديه بنزع الدرع الأسود الفولاذي عن جسده كاملاً

لتظهر ملامح وجهه الجامدة و شعره الغرابي المبعثر قليلاً

ومن ثم بنطاله الأسود الملتصق حول ساقاه المشدودة 

وقميصه الأبيض الضيق و الذي كان ملوثاً بالدماء 

لم تكن دماء أعدائه...

كانت دمائه الخاصة
لقد تلقى ضربة ماكرة من عدوه قبل قتله له 

كانت الضربة السيف قوية لدرجة أنها شقت الدرع الفولاذي و شقت معها كتف جيون 

كان كتفه ينزف بغزارة فهو لم يتوقف عن القتال رغم إصابته القوية 

لم يكن يظهر على ملامحه أي ألم أو إهتمام كما لو أن شيئاً لم يحدث 

هرعت الخادمات بالأدوية و المعقمات نحوه حتى يقمن بإيقاف نزيف جرح كتفه 

بينما هو كان يمدد عضلات جسده و رقبته المتشنجة بسبب الدرع 

و عيناه مصوبة نحو تلك الصغيرة المتجمدة مكانها بصدمة فقط !
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1