رواية حرم الفهد الفصل الأول 1 الجزء الثالث بقلم سميه أحمد






رواية حرم الفهد الفصل الأول 1 الجزء الثالث بقلم سميه أحمد 


_طب ابعد كدَ علشان النهاردة العائلة كلها عندنا. 


نظر إليها من أعليٰ إليٰ أسفل ليقول بهيام:

_مش عارف القيها من ولادي ولا من العائلة والله. 


وقفت أمام المرأة وهيا تُرتب حجابها، سألها«فهد» قائلًا: 

_«داغر» فين؟!. 


=رجع أمبارح بليل.


استقام ليقول وهو ذاهب ناحية المرحاض:

_طب تمام أبقي بلغية يستنني فِي المكتب. 


خرجت«غرام» لتريٰ ابنتها«فيروز» جالسة عليّ الأريكة المخملية بتوهان، ذهبت ناحيتها لتضع يديها عليّ كتفاها لتتسأل:

_مالك يا حبيبي. 


أبتسمت وهيا تحاول أخفاء دموعها: 

_ مفيش يا ماما، هو «داغر» رجع أمبارح صح؟! 









مسحت بيديها عليّ رأس أبنتها بحنية وقالت: 

_لو حاولتي تخبي عليا أي، هيفضل قلبي يحس بيكِ، الأم بتحس بأطفالها مهما حاولوا يخبوا عليها. 


وقفت «فيروز» لِتُقبل يد «غرام» بحُب لتقول: 

_ يا ماما يا حبيبتي صدقيني مفيش حاجة وبعدين حتي لو في أنتِ ناسية أنا بنت مين؟! 


_بنت أكبر تاجر مجوهرات واللواء«فهد البحيري» وأخت المقدم«داغر البحيري». 


اردف بتلك الجملة «فهد» بقوة، وقف بجانب «غرام» ولف ذراعية حول خصرها، ليكمل حديثة قائلًا: 

_مامتك مش مستوعبة هيا متجوزة مين. 


قهقهت بقوة عليّ حديث أباها لتقول بمرح: 

_ مش كدَ يا بابا راعي أن كلنا سناجل فِي البيت. 


أبتسم لها ليقول وهو يسترجع ذكرياته: عارفة يا «ربانزل» بتفكريني بمين؟! 


ضيقت عيونها لتتسأل بفضول: 

_بـ مين يا بابي. 


نظر لـ«غرام» بحُب شديد وقال: 

_بـ مامتك شبهك فِي كُل حاجة بس الفكر إنها قوية عنك أنتِ هادئة عنها شوييتن تلاتة، نفس رقتها وحنيتها، هشة شوية، أنطوائية مش بتحبي تحتكِ بأشخاص كتير، يعني اللِّي فِي حياتك يتعدو علي الصوابع ده لو تعرفي غيرنا أصلًا. 


_«روبانزل» بس تتحب هيا مختلفة عن ماما بس فِي الشكل نسخها منها. 


أردف بتلك الجملة «داغر» وهو ذاهب ناحية«فيروز»، نظرت «غرام» إليهِ بحُب شبيه أبيه فِي كُل شيء الملامح والطبع والشخصية وطيبة القلب ونفس الأخلاق، ولكن الأختلاف بينهم أنهُ أشد قوة من أبيه. 


اقترب خطوة من«غرام» ليقبل جبينها قائلًا بأبتسامة بشوشة:

_صباح الخير يا ست الكُل. 


كانت فِي غرفتها مُستمعه لأصواتهم بالخارج، مسحت دموعها بكف يديها الصغير، وهيا تحاول لِمامِ شيتات نفسها، توضت وأدت فرضها، وخرجت وجدت جميع العائلة يتناول وجبة الأفطار، جلست دون أن تلقي التحية لتبداء بتناول طعامها بصمت مُريب. 


_وهنفضل عليّ الحال دَ كتير يا «ماسة»؟! 


تركت «الشوكة» من بين يديها لتصدر صوت قوي لتغلق عيونها وهيا تحاول أن تسيطر عليّ دُموعها لتعيد فتحها مرة أخرة قائلة بصوت مُتعب: 

_ جايز أوفق لنفسي. 


_بس المركب لازم تمشي. 


=بس أنا مش عارفة أمشيها حياتي واقفة. 


وقف «فهد» وذهب ناحيتها ليقف خلفها وينحني بظهره ويهمس لها قائلًا بقوة وهيا يحاول بث الأمل بها: 

_بس أنا مربتكيش علي الضعف دَ، مش الحُب اللِّي يهزمنا ويخلينا ندمر نفسنًا بالعكس لو هو بيستنزف طاقتنا يبقا بلاه، ولو المركب معرفش يسوقها اللِّي غايب وسبها فِي نص البحر تغرق أنا اللِّي هنقدها أنا أفديكِ بروحي يا «ماسة». 


وقفت وعانقت «فهد» بقوة وبدأت تبكي بهيسترية، وصوت شهقاتها أصبح مرتفع لتقول من وسط بكائها: 

_أنا مش عارفة أنسا، خمس سنين ومش قادرة أنسي، حُب زي اللعنة مش سايبني في حالي، يارتني ما فتحت قلبي لحد. 


شعر بغضة فِي قلبه من صوت بكاء صغيرته ليهمس لها قائلًا: 

_مش سهل علينا النسيان، ولأ سهل أننا نكمل حياتنا فِي أشخاص بتبقي واقعية وقاسية شوية وبتكمل حياتها، وفِي أشخاص، الدنيا بتقف عندهم لما بتنتهي العلاقة، ربنا انعم علينا بنعمة«النسيان» بس فِي حاجات مش بتتنسي، زي أول دقة قلب، أول نظرة، أول أعتراف، أو موقف، أو بعض الكلمات اللِّي أذتك نفسيًا، أحنا بنأخد وقت علشان نحاول نتأقلم ونتعايش مع الوضع هنكمل ايوة بس علشان نفسنًا، لان أحنا مجُبرين نكمل، الحياة مش بتقف عليّ حد وفعلًا مش بتقف عليّ حد الناس هتعيش وتكمل حياتها بس الشخص الأكتر أذية هيكمل بس بقلب مكسور. 


همست لأبيها من وسط بكائها:

_ بس أنا مش عايزة أكمل حياتي. 


أستقام ليقف بجوار أبيه ليقبل رأسها ويقول:

_ بس أحنا عايزينك، منقدرش نكمل حياتنا من غير «ماسة»، هو مكنش عايزك بس أحنا كلنا عايزينك. 

رسمت أبتسمه عليّ محياها لتقترب من أبيها وتعانق أختها وأبيها قائلة:

_ أتعودنا عليّ وجود بعض ومش مجرد شخص يقدر يطفينًا أحنا أتشربنا حنان وحب وأحترام بما فيه الكفاية. 


نظرت لزوجها لتقرب من أبنتها قائلة:

_ أنا عودتك إنك تكوني جيش لنفسك وسط مليون شخص، مش قصة حب فاشلة تأذي بنتي وتدمرها، أنا بنتي أقواء من كدَ بكتير. 


وقف بجوار تؤامه قائلًا بمرحة المعُتاد:

_ يا ماستي وربنا هو وش فقر اصلًا حد يسيب القمر دَ. 

نظر لـ«فيروز» ليقول «عُمر» و«فيروز» فِي آن واحد بمرح: 

_سيبك اللِّي خلع كان فقري ومش وش دلع. 


أبتعدت عن أبيها لتنظر لهم بحُب، نظرات الأطمئنان تبث من أعينهم، عيون تحتويها الدفأ والحُب والسكينة والأطمئنان والأهم من هذا وذاك هو الأمان، عائلة تحتوي نفسها بنفسها، مسحت دموعها بقوة وهيا خجولة من نفسها لتبتسم قائلة بينها وبين نفسها:

_ يحطوني الأمان من هنا وهناك والحُب والطمائنية عائلة إن مِلتُ تُسندي قبل إن اقع، إن المرء جيشه الأول هو العائلة") 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


_والسنيورة بقيٓ متشيكة كدَ ورايحة فين عليّ سنجة عشرة.


أغلقت عيناها بغضب لتكور يديها وهيا تحاول ألا تفرغ غصبها بأختها لتقول بهدوء: 

_ياريت يا «أسراء» تشليني من دماغك علشان دَ مش أسلوب حقيقي وأنا مش هسكت وأعدي كتير. 


وقفت أمامها قائلة بغضب أعمي: 

_اي هتعلميني أزاي أتكلم معاكِ وأعدل أسلوبي، مبقاش غير بتاعت معهد التمريض تعلميني، شوفي نفسك يا حبيبتي وتعاليٰ أتكلمي معايا. 


صرخت«عشق» قائلة: 

_قولتلك مليون مرة مالكيش دعوة بحياتي ولا معهدي ولا تقديري، عُمر الكليات القمة ما كانت مقياس لحياتنا وشخصيتنا، تبقي شخصية هبلة ومتخلفة لو تفكيرك كدَ العالم أطور وبقي مُتقدم وأنتِ لسه تفكيرك رجعي ومتخلف، متحتكِيش بيا وحاولي تخرجيني من دماغك علشان كدَ هنخسر بعض، فِي النهاية أحنا أخوات لازم يبقي فِي بينا احترام شوية عليّ الأقل علشان خاطر بابا وماما مش علشاني ولا علشانك لإنك فِي كُل الأحوال متفرقيش معايا اصلًا. 


تناولت حقيبتها لتخرج خارج غرفتها لترزع باب الغرفة بغضب وغادرت المنزل متوجه لبيت خالها «فهد» 


ـــــــــــــــــــــــــــــــ


_«آيان» سبني خليني أقوم. 


فتح إحدي عيناها قائلًا بصوت ناعس: 

_نامي يا حبيبتي مش ناقص صداع. 


حاولت كتم ضحكتها لتقول بصرامة مزيفة: 

_أبعد كدَ علشان هتأخر عليّ «غرام» بسببك. 


جلس متأففًّا بضيق: 

_يالله، يعني اليوم الوحيد اللِّي بشم فيه نفسي كاتمين عليا ومش عارف أقعد معاكِ. 


عانقتهُ قائلة بعشق لم يقل بسبب مرور الزمن بل زاد أضعاف مُضعفة: 

_يا حبيبي أنتَ عارف إننا لازم نشوف بعض كُل اسبوع وبعدين المحروس إبنك لو كان هنا كان هيبقي وسطنا لكن إزاي «يوسف باشا» لازم يعاند. 


نظر أمامه قائلًا بتوهان: 

_حتي لو كان هنا «فهد» مكنش هيسمحلو يقرب ناحية بيتهُ وأهله، كان هيفضل لوحدوهُ. 


حاوطت بكلتا يديها وجهة: 

_أبنك اللِّي عمل فِي نفسهُ كدَ،«ماسة» تتقل بالدهب والألماس مفيش بنت فِي جمالها، بس إبنك مش وش نعمة، سابها يوم فرحها عايز رد فعل «فهد» تكون عاملة أزاي وهو كسر قلب بنتهُ، أحنا نحمد ربنا إن «فهد» مبعدش عننا وطردنا من حياتهُ، بالعكس نفس الحُب والأحترام بينا، حتي «ماسة» أحسن من إبنك هو دمرها يا حبيبي ومش سهل إنها تعيش حياتها. 


ابتعد عنها ليذهب ناحية المرحاض قائلًا بغموض: 

_متحطيش اللؤم عليّ إبنك بس لأن أنتِ متعرفيش ظروفهُ، لو كُنتِ تعرفي كُنتِ هتحمية بعيونك مش بروحك بس.

 

عقدت حاجبيها لتركض ناحيته وتقف أمام الباب قائلة بصرامة: 

_المعني؟! 


رفع كتفية قائلًا ببرود: 

_مفيش أعتبريني متكلمتش أصلًا. 


تشكلت عضة بحلقها لتقول بخوف وشفاتين مرتعشة: 

_أبني فِي حاجة صح؟! أنتَ مخبي عليا إي؟! 


جذبها من خصرها ليعانقها قائلًا: 

_هو زي الفل يا حبيبتي وواخدة بالو من فرع الشركة اللِّي فِي فرنسا وعليّ إيدك كُل يوم بيكلمنا. 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


_أبنك لو مرجعش خلال شهر من برا لا هو أبني ولا أعرفو يا «أسر»، هو العُمر فيه كام سنه علشان يبعد عني مش كفاية أربع سنين. 


تنهد قائلًا بقلة حيلة: 

_يا حبيبة قلبي أنا حاولت كتير بس إبنك عنيد أعمل اي تعبت منهُ وهو مش سامع الكلام نهائي بيعاند. 


نزلت دموعها لتصرخ قائلة بغضب: 

_حاول تاني خليه يجي أجباري، هو أنا هتحرم من أهلي زمان ومن ولادي دلوقتي، عايشين عليّ أرض الواقع لكن مسافر برا، مهو متنيل عايش مرتاح ومبسوط يروح يشتغل برا ليه؟! 


ذهب ناحيتها ليعانقها وهو يرتب عليّ ظهرها بحُب ليهمس لها قائلًا: 

_وغلاوتك لهخليه يجي قبل أخر الشهر، دموعك غالية عليّ قلبي ومش علشان الحيوان إبنك تعيطي، حتي فِي بعدو منكد عليّ اللِّي خلفوني، جتها نيلة اللِّي عايزة الخلف. 


أبتسمت من وسط دموعها، ابتعد عنهُ حينما سمعت صوت طرقات عليّ باب غرفتهم لتمسح دموعها قبل أن تراها أبنتها. 


_أي يا قوم ناسين إن فِي كائن عايش معاكوا ولا خلاص علشان زين باش مشي هترجعو لأيام الشقاوة. 


نظر لها بصرامة: 

_بنت عيب. 


غمزت بمرح: 

_ولد عيب. 


ابتسم لها «أسر» لتركض لحضن أبيها قائلة: 

_سرسوري وحشتني كُل دَ نوم يعم. 


قبل جبينها: 

_حسسيني لمرة واحدة إني ابوكي، دَ أنتِ بتحترمي «زين» عني والله. 


عوجت«نور» فاه قائلة بسخرية: 

_ما البركة فيك لولا دلعك ليها كانت هتبقي زي الألف تمشي عليّ العجين متلخبطوش. 


نظر لأمها ببراءة مصطنعة قائلة: 

_هو أنا عملت حاجة يا مامي، دانا ملاك. 


_أه واضح ملاك بجناحات كمان، امال لما بنروح عند عمتك بتقرفينا أنتِ و«عمر» ليه وعاملين زي العيال الصغيرة. 


ظهر عليّ ملامحها الضيق لتقول: 

_هو اللِّي بنأدم مستفز والله، عيل رخم اوي. 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صعدت الدرج بسرعة لتطرق الباب بقوة، فتح لها «عمر» ليقول بمرح: 

_ست «عشق» عندنا، سرنجة وانا بقول العمارة نورت ليه. 


ازحت «عمر» عن الطريق بغضب لتقول: 

_خالو موجود. 


اومأ لها بهدوء ليشير ناحية غرفة المكتب، لم تنتظر رده لتسرع وتفتح الباب عليّ مصرعية، لتنزل رأسها للاسفل بخجل حينها رأت «داغر» و«فهد» يجلسان سوايًا. 


غمغمت قائلة: 

_أسفة كُنت مفكرة خالو بس اللِّي موجود. 


نظر لها بسخرية: 

_عليّ اساس لو أنا لوحدي مش اسفة. 


نظر لأبنه ليقول: 

_سبنا لوحدنا يا «داغر». 


استقام لينظر لها من الأسفل إليٰ أعليٰ ليمر بجوارها ويهمس: 

_نورتي يا حبيبي. 


أحمر خديها ليغادر «داغر» وتجلس عليّ المقعد أمام «فهد». 


_شوفلي حل يا خالو، أنا تعب من «أسراء» دَ مش أسلوب كُل يوم نفس الموال نفس الخناقة مش سيباني فِي حالي، عايشة تنكد عليا، مفيش أحترام، ولما برد عليها بتجري أول واحدة علي ماما وتقعد تقولها «عشق) عملت وسوت وهيت وفِي الآخر أنا اللِّي بطلع غلطانة وماما بتزعل مني. 


نزلت دموعها لتحاول عدم الأنفجار أمام «فهد» لتتشكل غضة بحلقها، لتكمل بصوت باكي: 

_قعدت معاها وحولت أعرف هيا بتكرهني ليه؟! مقالتش وقولتلها أنا عملت أي فيكِ، دَ أنتِ اختي، قالتلي أنا بكرهك لله فِي لله، هيا صحبة ماما أوي وعلاقتهم قوية وبابا كذالك وبيحبوها أوي وبيسمعوا كلامها حتي لو بتكدب لما باجي ابرر لنفسي بلقيهم مصدقين «أسراء» مفيش حد مصدقني غير«غيث» بس، ماما مكنتش رافضة ولا معارضة فكرة المعهد اللِّي دخلتهُ نهائي بس من كُتر كلام «أسراء» بقت تقولي أنتِ فاشلة مش شاطرة فِي حاجة مبتعرفيش تعملي حاجة وغبية، مفيش حاجة مفيدة بتعمليها غير إنك جميلة بس، أنا مش وحشة يا خالو صدقني، هو ليه بيعملوني كدَ عملت أي كُل ذنبي إن هيا بتكرهني، أوقات بحس نفسي فعلًا فاشلة هيا معاها حق، أنا بقيت خايفة اتعرف علي حد وأعيش حياتي خايفة اترفض فِي الأماكن اللِّي بحبها، فقدت الثقة فِي نفسي حاسة كُل الأماكن رفضاني حتي أقربهم ليا، أنا مش وحشة صدقني، أنا خايفة والخوف متملك مني، أهلي ذات نفسهم مش حابين وجودي، هل هيبقي عندي ثقة فِي شريك حياتي هل هيبقي عندي ثقة إنهُ بيحبني بجد،أهلي ذات نفسهم محبونيش هو مش مضطر يحبني، يمكن لأني متحبش هو أنا فيا أي أتحب، أنا بقيت كتلة عقد نفسية ماشية عليّ الأرض. 


ترقرت الدموع بعين «فهد» من حديث تلك الصغير التي لا تكمل العشرون عامًا، ليذهب ناحيتها ويعانقها لهمس لها قائلًا: 

_حقك عليا أنا اسف، أنتِ تتحبي أنتِ جميلة فوق الوصف، ذكية وطيبة وجدعة ومفيش فِي جمالك، أنا بحبك وغرام بتحبك وكلنا بنحبك مش لازم مامتك وباباكي يحبوكي. 


أرتفع صوت بُكَـائها لتقول: 

_بس كلامهم بيفرق وبيفرق أوي كمان، بقيت حاسة إني هتخذل فِي أي وقت مش حاسة بالأمان، بيقولو يا خالو لو أهلك مشربينك حُب وأمان وحنية هتبقي حاسس إن الدُنيا جميلة وفيها ناس كويسة، بس أنا محستش كدَ لأنهم عمرهم ما أهتمو بيا، لما بصاحب بنت جديدة وبلقيها شخصية كويسة وبتحبني وبتساعدني، بقول بيني وبين نفسي هتأذني أمتي؟! بقول بيني وبين نفسي أرجوكِ متبقيش زيهم كفاية عليّ قلبي مبقتش قادرة حمل وجع وخذلان الكُل سابني فِي نص الطريق فِي نص الرحلة، مفيش حد كمل معايا غيري. 


"يمكُن للمرء إن يكمل حياتهُ حتي لو شعر بالرفض من قِبل العالم بأكملة، ولكن حينما يشعر بالرفض من العائلة لو أحتضنة العالم بأسرة وأحبه جميع البشر سوف يشعر بالرفض فِي كُل مكان أحبه، العائلة عالم الطفل منذ صغرة حتي لو أصابة المشيب سوف يُروادهُ نفس الشعور" 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

كان جميع العائلة تجلس فِي الرسيبشن. 

عائلة «فهد» و«آيان» وزوجتة وأبنته،«أياد» وعائلته، وأسر وأبنته. 


لم يستطيع التحدث معها بسبب وجود الجميع بعد خروجها من مكتب أبيه، لكن لمح بعض الدموع بعيناها، ذهب ناحية عرفتهُ ليغمر لأخته الصغيرة.

 

دلف للداخل ليعض شفاتيه بغيظ لينظر لـ«فيروز» بضيق: 

_«عشق» مالها. 


رفعت كتفاها لتقول: 

_معرفش متكلمناش، هيا لما خرجت كانت العائلة كلها جت ومعرفتش أتكلم معاها، بس أكيد كالعادة مشكلة بينها وبين«أسراء»، أنا مش فاهمة بجد هو عمتو ليه بتعمل كدَ، حتي «غيث» مش قادر يوقفهم عند حدهم. 


لكم الحائط بغضب: 

_تتصرفي كدَ وتخليني اقابلها إن شاءلله حتي تقوليها رايحين مشوار، فِي ظرف ساعة لو مظبتيش وخرجتيها من الشقة علشان نتقابل هولع فيكِ. 


مطّت شفيتها بضيق: 

_يووه وأنا مالي يا «داغر». 


ضغطت عليّ أسنانه بغضب: 

_«فيروووزز» متخلنيش أتعصب بحاول اتحكم فِي نفسي علشان متزعليش. 


اومأت بهدوء لتخرج للخارج وتجد«غيث» في وجهها نظرت إليهِ بضيق، عقد حواجبة بأستغراب ليقف أمامها قائلًا: 

_خير يا قطة بتبصيلي كدَ ليه؟! 


نظرت إليهِ بضيق لتفرغ غضبها بهِ: 

_بقولك اي لما أنتَ شاطر وتموت وتنكد عليا، مش بتنكد عليّ أختك العقربة ليه، سايبها تضايق صحبتي ليه؟! 


اقترب منها خطوة للتراجع للخلف ليقول: 

_وانتِ كُنتِ عايشة معانا فِي البيت علشان تعرفي بدافع عنها كدَ ولا لا. 


فركت يديها بتوتر: 

_برضو مجوبتش عليّ سؤالي، عمتو بتعامل «عشق» كدَ ليه. 


أطلق زفيرًا حارًا ليقول بألم: 

_مفيش سبب تقدري تقولي تميز بينهم لأن «اسراء» فاهمه دماغ ماما وصحبتها وبتعرف تدخلها من ثغراتها، متعرفيش السبب، بس الأكيد أنها بتحبها. 


عوجت فاه بسخرية: 

_واضح الحُب بينقط منها، متنكرش حقيقة أن«عشق» بقت كومة عقد بسببكوا. 


عض شفاتيّه بغيظ: 

_هو أحنا مورناش غيرهم اعملك أي بجد، حاولت بدل المره عشرة لدرجة إني سبت البيت، قولت لـ«عشق» تعالي اقعدي معايا فِي بيت منفصل ونروحلهم كُل فين وفين. 


ضيقت عيناها قائلة: 

_أنتَ عارف إن «عشق» متعلّقة بيهم رغم أذيتهم. 


ألتفت يمينًا ويسًارا: 

_مش هتقوليلي برضو روحتي فين؟! 


تشكت غضة فِي حلقها لتجيبة بمرواغة: 

_مش لازم تعرف وقولتلك متتعداش حدودك معايا. 


ذهبت سريعًا ولكن قبل إن تخرج قال بغموض: 

_صدقيني لو عرفت مفيش حد غيرك هيتأذي، هتفرق معايا لما أعرفها منك أنتِ. 


ترقرت الدموع من عيناها لتغادر سريعًا قبل إن يشعر بها. 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_يا «بينار» سبيني فِي حالي أنتِ و«جودي» قولتلك أنا كويسة. 


أردفت بتلك الجملة«ماسة» بضيق، أقتربت منها«جودي» قائلة بمرح: 

_أنا شاكة إنك كويسة، مش متعودة عليكِ كدَ بصراحة. 


اومأت «بينار» برأسها قائلة بمشاكسة: 

_بصراحة معاها حق امبارح بعتلك عليّ الواتساب ومش بتردي وقفلتي وكمان مش بتتكلمي، ومش متعودى عليكِ هادية كدَ. 


جلست عليّ الفراش، لتقول وهيا تنظر أمامها بتركيز: 

_متعملوش نفكسوا عُبط، إنتوا عارفين كُنتِ قافلة ليه؟!


مسكت يديها قائلة: 

_بس دي مش نهاية العالم.

 

أعادت نظرها لـ«جودي» لتقول ببكاء:

_بس دي نهاية العالم،«يوسف» كان كُل حياتي، متخيلة الشخص الوحيد اللِّي بتحبيه حُب الطفولة والمراهقة والشباب، اليوم اللِّي بحلم بيه من وأنا عندي 18سنة يصبح أسواء كابوس، واسواء يوم متخيلة الشخص اللِّي حلفتي وقولتي للكُل تيجي من الكُل ومتجيش منهُ، أهي بقي مجتش غير منهُ، وجت بس جت صعبة أوي، صعبة لدرجة إن عقلي مش مستوعب ولا قلبي قادر يصدقة إنهُ بالجبروت دَ، بس أنا مستاهلش بعد الحُب دَ كُلو يسبني يوم فرحي، أخوكي قدر يقتلني بسكينة باردة، عارفة أنا نفسي أسامحهُ بس مش قادرة، جوايا حاجة بتمنعني، أخوكي يكرهني فيه زي ما كان حابب وأهو حصل بس حصل بطريقة بشعة أوي. 


نزلت دموعها بصمت وهيا تريٰ صديقتها هكذا، وما يزيد الأمر سواء أن من فعل ذلك هو أخاها، لم تجد طريقة سوا أن تعانق صديقتها. 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذهبت ناحية غرفتهُ لتجده يخرج منها ذهبت ناحيتهُ سريعًا لتبتسم قائلة: 

_حمدالله عليّ السلامة يا «داغر». 


نظر إليها بتقزز ليجيبها بأمتغاض: 

_الله يسلمك ممكن تبعدي عن طريقي عايز أعدي. 


أقتربت خطوة قائلة: 

_مش هبعد لأن طريقك هو طريقي، ولو الكُل رفض أنا مش هسيبك، ولأ هسمح لوحده غيرك تأخدك مني لو قتلتها. 


نظر إليها بكُره ليقترب خطوة ويقول بخبث: 

_مش هتقدري عارفه ليه؟! 


ضيق عيناها بعدم فهم: 

_ليه؟! 


همس بفحيح كالأفاعي: 

_علشان لو فكرتكِ تقربي منها بس هخليكِ تشوفي الدُنيا ألوان، هشرب من دمك يا «أسراء» لو فكرتكِ تيجي عليها بس. 


دَب الرعب قلبها لتتراجع للخلف بخوف لتقول بصوت قوي عكس الخوف التي بداخلها: 

_متقدرش تعملي حاجة يا «داغر»، خالو مش هيسمحلك وهيقف فِي وشك. 


نظر إليها بغرور قائلًا: 

_شايفة العائلة دي كلها متقدرش تعارض كلمة واحدة مني، وخالك ميقدرش يقف فِي وشي فـ أتقي شري وابعدي عن سكتي وعن اللِّي يخصني لأن مش بتهاون مع حاجة بتخصني. 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خرجت لتجلب لـ«ماسة» كوب ماء لتجد ذلك المشاكس أمامها تأففت بضيق: 

_لو عايزة حاجة تسد نفسك مفيش زي «عمُر البحيري». 


أتكَي بجسدة عليّ الرخامة قائلًا بمرح: 

_ومفيش حاجة بتسد نفسي غيرك والله، بتعكري مزاجي والله. 


قلبت عيناها بملل لتقول وهيا تَسكُب الماء: 

_بجد مش عارفة هستحمل خلقتك بكرة فِي المستشفى إزاي، كدَ كتير والله يعني حتي فِي الاجازة هشوفك فِي بيت العائلة. 


نظر لها بأستفسار: 

_هو أنتِ مش واخده بالك إنك بتهزقيني فِي بيتي؟!!. 


قالت وهيا تقلدهُ بضيق: 

_هو أنتِ مش واخده بالك إنك بتهزقيني فِي بيتي نننني بنأدم رخم والله. 


كادت بأن تغادر المطبخ لتسمعه يقول بمرح: 

_هو أنتِ مقسومة عليّ صفر؟! 


أستدارت له قائلة بأستغراب: 

_لا ليه؟! 


غمز بوقاحة قائلًا:

_أصل ملكيش حل. 


أبتسمت بخجل لتغادر المطبخ سريعًا 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فِي منزل راقي فِي بلدة فرنسا، كان يجلس أمام «المُصحف الشريف» يتلوء سورة الكهف بصوتهُ العذب فِي يوم الجمعة، أغلق المُصحف بعدما انتهاء من قرائتها. 


ليخرج للخارج ليجد «يوسف» ينظر للصورة الموضوعة أمامه وبعض الدموع فِي عينه، أغلق عيناه بحزن ليعاود فتحها مرة أخرة ليقول: 

_لما أنتَ كدَ وعارف السبب هيا تعمل أي؟! 


مسح دُموعه سريعًا ليقول وهو يحاول تغير مسار الحوار: 

_هيا عندها عائلتها سيبك بقيٰ. 


أجابه قائلًا بصرامة: 

_أنتَ عارف«ماسة» بتحبك قد أي، وجود الكُل ميقدرش يعوض غيابك بلاش تضحك عليّ نفسك. 


أستقام ليذهب ناحية المرخاص ليقول«زين» بصوت مرتفع: 

_لو بتحبها شيل كرامتك وغروك عليّ جنب وحاول علشانها بدل ما حد تاني يحاول علشانها وتروح منك. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


جذبتها بقوة ناحية باب المنزل قائلة: 

_تعالي عايزة أتكلم معاكِ شوية. 


نظرت إليها بعدم فهم: 

_طب ما نتكلم فِي اوضتك يا «فيروز» ولا هو لازم برا البيت.

 

تأففت بضيق: 

_بقولك أي يا «عشق» متخلنيش أرزعك قلم يجيب أجلك أتنيلي اطلعي معايا نتكلم فوق السطع علشان عايزاكِ فِي زفت موضوع. 


خرجت هيا و«عشق» لتصعد للطابق العلوي من المبناء، وقفت فِي المنتصف لتنظر للسماء وتأخد نفس عميق وتخرج بهدوء وهيا تحاول اطمئنان نفسها، أبتسمت لتلفت وتقول وهيا تظن «فيروز» خلفها: 

_عارفة يا «فيروز» ءءءءاا... 


نظرت إليهِ بصدمة حينما وجدت«داغر» خلفها لتصمت وتنظر إليهِ وهيا تحاول استدراك نفسها. 

وبعد مدة من الصمت قال: 

_ملقتش غير الطريقة دي اتكلم معاكِ بيها، مدام أنتِ رافضة القُرب ومش حابة هحاول أنا، لو دي الطريقة اللِّي هتخليني افهم سبب تغيريك يبقي هعمل كدَ. 


نظرت إليه قائلة: 

_عايز اي يا «داغر». 


اقترب خطوة لتتراجع للخلف ليقول بمكر: 

_كُنتِ بتكلمي مع بابا فِي أي وطلعتي معيطة ليه؟! 


صرخت بغضب: 

_مش من حقك تعرف كفاية بقي سبني في حالي كفاية بجد، أنا مش عايزة حد فِي حياتي ولا عايزة حد يحبني. 


عض شفاتِيه بغيظ ليقول بغضب: 

_بت أنتِ غبية اقسملك بالله ما هسيبك، متخلنيش أتغابا عليكِ هو اللِّي بيحصل فِي حياتك هتطلعية عليّا أنا مالي. 


ربعت يديها قائلة بجدية: 

_لم بعتلك ماسدج مردتش عليا ليه؟! 


اطلق زفيرًا حارًا قائلًا بهدوء:

_أنتِ عارفة إني كُنتِ فِي مهمة وبنقفل الزفت وقايلك إن التنفيذ انهاردة وهقفل وقفلت ولما رجعت المكتب فتحت الفون وشوفت الماسدج ورنيت عليكِ خمستلاف مرة ومردتيش. 


رفعت حاجبها قائلة بضيق: 

_مش مبرر عليّ فكرة، تكلمني وأنتَ فِي نص المهمه عادي. 

نظر إليها بصدمة ليقول بضيق: 

_اه ماشي هبقي استاذن من اللواء المرة اللِّي جاية واقول معلش هرد علي «عشقي» علشان هرمونات النكد بطلعها عليا لما برجع. 


رفعت كتفاها ببرود: 

_عليّ اساس إن اللواء دَ مش خالو «فهد». 


مسح عليّ وجهة بغضب ليهمس : 

_صبرني ياااارب. 


ابتسم لها لتقول بهدوء مزيف: 

_فِي أي يا حبيبي. 











أبتسمت له قائلة: 

_خلاص لقد عفونا عنك. 


شقت أبتسامة جانبية وجهة لتظهر غمازته اللِّي ورثها من أبيه ليقول: 

_ما كان من بدري ولازم تتطلعي عيني. 


لتقول بأستفزاز: 

_برضو مش هتجوزك مهما عملت. 


وضع يدية بـ بنطاله ليقول بنبرة مليئة بالحُب: 

_الحقيقة أنا باخدك على قد عقلك وبسيبك تصيحي براحتك وتقنعيني إنك رافضه الفكرة ومش هتتجوزي ، لأني مش عايز احرقلك النهاية بس أحنا هنتجوز فِي الأخر .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دلفت داخل غرفتها دون أن يراها أحد، فتحت خزنتها لتخرج منها شريط دواء لتتناول منهُ، كادت بأن تفتح باب غرفتها وتغادر ولكنها تسامرت محلها حينما سمعت صوت «فهد» خلفها: 

_أي دَ يا «غرام». 


أستدارت بخوف لتقول بشفاتين مرتعشة: 

_ءءءءاناا. 


هدر بغضب: 

_اي الشريط دَ ولأخر مرة بسألك. 


آتي عليّ أثر صوتهُ كُل من بالمنزل، نظر «داغر» للجميع ليقول بصرامة: 

_انزلو تحت. 


أجابته «نور» قائلة: 

_بس يا... 


قال بصرامة: 

_لو سمحت اتفضلوا تحت. 


خرج الجميع من المنزل ولم يبقي سوا «غرام_وفهد_وداغر» فتح باب الغرفة ليتسمر محلة حينما قالت «غرام»....... 

                الفصل الثاني من هنا 

تعليقات



×