رواية البريئة الجزء الثالث الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani

 

رواية البريئة الجزء الثالث الفصل الثالث  بقلم Lehcen Tetouani

#
........ عادت أمي الى المطبخ و قد بدأ القلق واضحا عليها
وقلت ماذا هناك يا أمي سألتها فردت علي: أم نزار تقول أن هناك عريس لك من معارفهم
رميت المنشفة من يدي بعصبية وقلت لها لا أريد أن أتزوج يا أمي لا أريد 







ردت علي يا ابنتي الزواج ستر للبنت فكري في المستقبل
 لا أنا ولا والدك سندوم لك
قلت لها يا أمي لا يعلم الغيب الا الله ولا أحد منا خالد فيها يا أمي لما نوجع رؤوسنا بقصص تنسيناها هذا العريس سيهرب لمجرد أن يعرف أني مطلقة وعقيم

صاحت امي بوجهي: لست عقيم و ام نزار قالت بأنها أخبرته بقصتك ولا مانع عنده اصلا هو أرمل وله ولد وبنت
قلت نعم نعم فهمت الان يا أمي قلتها والدموع تخنقني  قاطعتني قائلة:لا يذهب عقلك بعيدا الرجل في بداية الاربعين من العمر ليس عجوزا كما تخيلت

بعد يومين زارتنا أم نزار رفقة الجماعة في غرفتي جلست انظر الي الفساتين التي وضعتها أمي على سريري لاختار منها واحدا أدخل به على الضيوف

تذكرت هذا الموقف من خمس سنوات مضت عندما زارنا حامد وأمه خالتي الطيبة انتابني شعور بالتقزز و أنا أتخيل نفسي مرة أخرى أدخل على الضيوف ليعاينوا البضاعة ثم يقررون هل سيشترون أم ينصرفوا عنها لبضاعة أخرى.

تسألت مع نفسي لما تتعب الفتاة نفسها وتتزين لرجل مادام الامر سينتهي بها خادمة في بيته وجارية يشبع بجسدها رغبته ليلا احيانا حتى دون ان ينظر اليها؟
حسمت الامر وقررت الا اعيد الكرة عقيم مطلقة لكني انسان يحق له اتخاذ قراراته وأن يحفظ كرامته لن اسمح لاحد أن يهينني مرة اخرة.

أخرجت عباءة سوداء فضفاضة من الخزانة لبستها ووضعت حجابا رماديا من القطن ثم جلست انتظر اذن امي لي بالدخول على الجماعة.










كاد يغمى عليها عندما رأتني ضربت على فخديها بيديها وقالت: اتريدي أن تفضحينا اهكذا ستقابلين الرجل الذي جاء لخطبتك؟

قلت لها بل جاء ليعقد صفقة في سوق النخاسة نظرت الي في استغراب وقالت: سوق نخاسة الله يسامحك يا بنتي على العموم هذا ليس وقت النقاش غيري ملابسك و ادخلي على الجماعة وفيما بعد نتحدث لن نجبرك علي شيء لا تريدينه. فقط الله يستر عليك لا تفضحينا أمام أم نزار والجماعة.

شعرت بشيء من الذنب اتجاه والدتي فقمت ولبست فستانا طويلا بسيطا باللون الازرق البحري وضعت كحول خفيف و حجابا  ثم دخلت على الضيوف lehcen Tetouani 
قطع دخولي عليهم حديثهم وتحولت انظارهم الي
فأحسست بالعرق يتصبب مني خجلا قامت أم نزار من مكانها وهي تقول اهلا بعروستنا أمسكت بيدي واجلستني بجانبها

عندما رفعت رأسي كان سمير أمامي مباشرة ينظر الي و على وجهه ابتسامة ادركت حينها أن تصرف أم نزار كان مقصودا
كنت استرق النظر من حين لاخر الى سمير واحيانا تتقابل نظراتنا فيبتسم لي غير آبه بالعيون التي تراقبنا.

جاهدت نفسي كي لا انظر اليه لكن وسامته كانت تغري عيوني كيف لي أن أتجاهل ذاك اللمعان في عيونه العسلية؟ شعره الناعم و ابتسامته التي كانت تضيء سمار بشرته فتسحر الناظر ولا يملك الا أن يقول سبحان ابداع الخالق فيما خلق شتان بين عبوس حامد وابتسامة سمير التي أسرت قلبي من أول نظرة.

دخلت في صراع مع نفسي الوسامة ليست كل شيء ماذا لو كان كل الرجال علي شاكلة حامد ماذا لو أهنت وضربت مرة أخرى؟ الطلاق لا يمكنني أن أتحمل لقب مطلقة للمرة الثانية لا!!! لا!!!! لن أتزوج لا لن أفعل

دون أن ادرك وجدت نفسي أفكر في سمير نظرته وابتسامته لا تفارقانيصوته يرن في اذني كمعزوفة رومانسية
مر اسبوع على زيارته لنا لم اتذوق ليلة من لياليه طعم النوم لا مزاج لي لشيء حتى القراءة










أما أمي فلا حديث لها الا عنه أخبرتني عشرات المرات عن الحادث الذي فقد فيه زوجته عن موت والديه وهو في الخامسة من العمر وكيف اعتنت به أخته الوحيدة عفاف عن ابنائه صفاء ذات الثانية عشر ربيعا و أحمد الذي بلغ منذ شهر السادسة من عمره.

كنت استمع اليها دون أن انبس ببنت شفة.
اتخذت قراري سأتزوج سمير وأتحمل هذه المرة مسؤوليتي بنفسي لن يتذمر من عقمي هو أب ولا أظنه متعطشا للمزيد والا ما كان اختارني انا دون غيري سأعتني بصفاء وأحمد وكأنهم ابنائي.

قطعت أمي حبل أفكاري عندما دخلت علي فجأة وطلبت أن تتحدث.
كنت اعرف ما تريد لكني تركتها تفتح الموضوع بطريقتها
قالت: يا ابنتي تأخرنا بالرد على الجماعة وأم نزار أخبرتني أن سمير اتصل بها أكثر من مرة
أمسكت بيدها ووضعتها على صدري وقلت لها: أنا موافقة يا أمي.
لم تتمالك المسكينة نفسها فحضنتني بقوة و هي تردد الله يسعدك يا بنتي وكأنها تذكرت شيئا قامت مسرعة باتجاه الهاتف ألو ألو  أم نزار وافقت وافقت........ 😢😢😢

تعليقات



×