رواية البريئة الجزء الثالث الفصل الخامس والاخير بقلم Lehcen Tetouani
...... تقول مباشرة بعد خروجنا من المختبر توجهنا الى الطبيبة قرات النتيجة سكتت دقيقة قبل ان ترفع رأسها وتنظر الى سمير سألته ان كان يعاني من مشاكل في الكلي أو الكبد فأجابها بالنفي مرة أخرى سالته هل سبق له أن تعرض لكسر في اعلى الفخد أو الحوض
سكت برهة قبل أن يقول لها:كسر في الحوض اثر حادث سير قديم
قالت: هل أجريت عملية جراحية؟
رد هو لا فقط تطلب مني علاجا بالادوية وعدم بذل اي مجهود والراحة لما يقارب من ستة أشهر.
نظرت اليه بدهشة دون أن اعلق!!! امعقول نفس الحادث الذي ماتت اثره أم أحمد زوجته سؤال طرحته على نفسي.
تنهدت الطبيبة وقالت: للاسف لديك خلل في عنق المثانة أو ما يسمى بالقذف العكسي في هذه الحالة يتدفق المني الى المثانة بدل خروجه وغالبا بسبب ذلك الكسر.
نزلت كلمات الطبيبة كالصاعقة علي وعلى زوجي الذي تغيرت ملامحه و ارتعشت يده التي كان يضعها علي المكتب.
حاول أن يخفي عني صدمته فقال بلطف: ارجوك حبيبتي اريد أن أتحدث مع الطبيبة على انفراد.
ابتلعت ريقي بصعوبة و نهضت من مكاني متوجهة نحو الباب اقفلته و اتكأت عليه مقاومة وقوعي على الارض بسبب الدوخة التي شعرت بها.
سمعت بدون قصد صوت سمير وهو يترجى الطبيبة أن تدله على حل لهذه المصيبة.
قال لها: اتوسل اليك ليس من أجلي ولكن من أجل تلك المسكينة التي ظلمت كثيرا بسبب وهم العقم الذي لزمها لسنين طويلة.
قالت الطبيبة: يؤسفني استاذ سمير أن أقول لك وبصراحة لا يوجد حل وددت فعلا لو استطيع أن أفعل شيئا لاجلكما
يا الله يا سمير!!! قلتها بصوت جعل كل من في القاعة ينظر الي كان وقع كلماته أشد من كل معاناتي
خرج من عندها و الدموع تتراقص في عيونه العسلية التي عشقت لمعانها الالم يعتصرني لا أطيق أن اراه هكذا حزينا
نسيت مصيبتي و غرقت في حزني لرؤيته يتألم من أجلي
بدأ الهدوء يعود اليه بعد اسبوع من زيارتنا الاخيرة للطبيبة
جلس على حافة السرير و نظر الي نظرة طويلة وأنا ممدة قبل أن يقول لي: أنا أسف لاني خذلتك حاولت أن اتكلم لكنه اشار الي بان ادعه يكمل حديثه وقال الحمد لله ليس لديك اي مشكل في الانجاب
سكت برهة ثم اردف قائلا بصوت مخنوق لك حرية الاختيار يا بنت الحلال وسأكون سعيدا لسعادتكم lehcen Tetouani
نهضت من مكاني بسرعة عانقته بشدة و قلت له: تريد أن تتركني يا سمي لا تفعل أرجوك لا حياة لي بدونك
قال لي افهميني فانا لن اقبل ان أكون أنانيا
قلت له ستكون كذلك ان تخليت عني أنا أحبك ولا اريد من هذه الدنيا الا أن أكون معك أنت زوجي وابني وكل شيء. دموعي تتساقط كزخات المطر وقلبي أشعر كأنه سيخترق صدري و يخرج من شدة الخوف نعم الخوف من فقد سمير ماذا سيحدث اذا لم أنجب لاشيء فانا عشت كل هذه السنين بلا ابناء.
أمسكت بيده قبلتها وأشرت اليه بأن يتبعني فتحت باب غرفة أحمد كان نائما ووجهه يشع براءة نظرت الى سمير وقلت له هذا ابني أغلقت الباب برفق عليه
وتوجهت الى غرفة صفاء كانت تقرأ كتابا نظرت الينا وابتسمت فابتسمت وقلت لها اردنا ان نتفقدك فقط هزت رأسها وابتسمت من جديد أغلقت الباب وابتعدت عن غرفتها قليلا ثم وقفت وعانقت سمير وقلت له وهذه ابنتي ايضا
لا أريد من هذه الدنيا غيركم فلا تحرمني منك ومن اولادي سقطت دمعته على رأسي نظرت اليه و مددت يدي امسح دموعه قال لي كم أنا محظوظ بك
قلت أنا المحظوظة لاني قابلتك أنت حبي الاول والاخير اولادك أولادي انت لي وانا لك وحدك.
كانت صفاء تقف خلفي وقد سمعت ما دار بيننا مدت يدها حتى لمست دراعي التفت اليها ارتمت في حضني ضمنا سمير اليه وقبلنا بحرارة كعائد من رحلة طويلة أضن أنه الشوق
ويجعل من يشاء عقيم ...... النهاية