![]() |
رواية المنبوذ الفصل الثامن 8 بقلم وليد ابراهيمالمنبوذ الجزء الثامن بقي زين ينظر للبحر من الشرفة والهواء يحرك خصلات شعره وهو غارق في التفكير في قريته وعائلته واقصداقئه وحياته الجديدة ، وقد وضع سماعات الاذن وهو يستمع الي الموسيقى ، لذا لم ينتبه لايمن الذي طرق الباب عدة مرات وحين لم يلتقي جوابا دخل ليبحث عن زين ظنا منه انه هرب ولكن حين رآه تنهد براحة ثم ذهب اليه و وضع يده علي كتفه لكي ينتبه له ففزع زين واستدار بسرعة وحين رآه قال : هو انت ياخي ، خضتني ! ايمن بغير مبالاة تقدم و وقف بجانبه وقال : انا خبطت ع الباب وانت مردتش ، كنت بتعمل ايه سرحان مع جمال البحر ولونه ؟ زين بسخرية : لا سرحان مع الذكريات ! ايمن مستفهما : تقصد اي ؟ زين اغمض عينيه واخذ نفسا عميقا وقال: ولا حاجة انسي اللي قولته ، كنت جاي ليه ؟ ايمن ابتسم بحماس وقال : انت مش حاسس بالملل ؟ زين تنهد وقال بإنزعاج : وهو في حاجة اعملها هنا ! ايمن ابتسم وقال : طيب خلينا نتمشي ، وهقولك ع القوانين واحنا بنتمشي ! زين بنظره جادة وضع يده في جيبه وقال : مش عاوز ، خايف نقابل حد وهيبقي يوم مش فايت وانا مش ناقص ! ايمن بإستغراب : شخص ؟ تقصد شيرو ! زين بسخرية: مش شيرو لوحده ، في ناس كتير تانية مش عاوز اشوفهم ! ايمن بسخرية : وصلت امبارح وعندك ناس كتير تكرههم !! زين ابتسم بسخرية هو الآخر وقال : في ناس مجرد وجودهم في الحياة وحده كفاية انه يتعبك ! ايمن تنهد وقال: هتقابلهم دلوقتي او بعدين ، مجرد ما نروح المدسة ، مفيش مهرب ، تجاهلهم وبس ! زين سار نحو السرير واستلقي ثم قال : قولي القوانين واحنا هنا ! ايمن بإنزعاج : انت فعلا عنيد جدا ! ، طيب زي ما تحب هنفضل هنا اول حاجة في المدرسة لازم تحترم كل الاساتذة تاني حاجة الالتزام بالزي المدرسي تالت حاجة الالتزام بالحضور وعدم الغياب رابع حاجة لو كان عندك قوة مميزة او ليك سلطة ، بل ال ٣ قوانين اللى انا قولتهم واشرب ميتهم ! زين ابتسم بسخرية : يعني طول ما انت عندك قوة او سلطة تقدر تتجاهل القوانين براحتك ومحدش يقدر يكلمك ! اي السخافة دي ، القوة مش كل حاجة ايمن ابتسم وقال : جايز تكون مش كل حاجة عندك ف القرية لكن هنا هي كل حاجة !! زين في نفسه : القوة القوة ، القوة هي السبب ف ان اهلى اتخلوا عني ، وبسببها اخدوني بالقوة ، وبسببها هقابل اللى اتخلوا عني وهتحرم من اللى بحبهم ! ايمن : زين ! يبني ! رحت فين ؟ زين نظر نحو ايمن وقال له : اي ؟ ايمن بإستغراب : سرحت فين ؟ زين وضع يده فوق عيناه وقال : كنت بفتكر حظي الحلو جدا ايمن بسخرية : انت اكيد تقصد العكس صح ! زين ابتسم وقال : انت اذكي من ما يبان عليك ! ايمن استلقي بقرب زين وقال: متبقاش لئيم كدا ، انا ذكي ويمكن اذكي منك كمان زين بحزن: ايوة انا مش ذكي ، لو كنت ذكي مكنتش وقعت في الفخ بالسهولة دي ! ايمن نظر نحوه بحزن وقال : الموضوع مش موضوع ذكاء ، ولكن موضوع قوة ، وبعدين انت عملت الصح لو حد مكانك كان عمل نفس الشيء ! زين بغضب : دا كلام فارغ عشان اقنع نفسي ، لو مكنتش ضعيف مكنش…… ايمن قاطعه وقال ببلاهة : طيب طيب انت غبي ، المهم دلوقت انهم بخير انسي اللي حصل ! زين بحزن : مستحيل انسي الشعور دا ! كان صعب جدا ! ايمن وقف وضرب زين علي رأسه فتأوه وقال : عملت كدا ليه ، الخبطة بتوجع ع فكرة ! ايمن بإستياء : قوم نتفرج ع التلفزيون او نعمل اي حاجة ، انسي اللى حصل ، لو افتكرته تاني هضربك تاني! زين عقد حاجبيه وقال : وانت اي اللى مضايقك قوي كدا !! ايمن بإستياء : انا دلوقت اتأكدت انك غبي ! ، قوم وخلصني نقضي وقت شوية ! . . . . . مرت الايام وكان زين لا يتعامل مع اي احد سوي ايمن وظل يتذكر خاله واصدقائه وجديه بحزن ، ويحلم بهم دوما وكان ايمن دائما يحاول التخفيف عنه ، واصبح ايمن وزين مقربين جدا ، خصوصا ايمن الذي اعتبره كأخيه ، حيث كان يعيشان معا ويلعبان معا ، ويشتكي احدهم للآخر ومنذ وجود زين ، ماعاد يشعر بالوحدة من غياب والده لانه صار لديه من يكلمه ويسمعه .. مر علي ذلك شهزين وانقضي الوقت وحان وقت بداية عام دراسي جديد ! . . . . . بداية العام الدراسي ارتدي زين الزي المدرسي وكان زين يشعر بتشائم كبير ، لأنه سأل ايمن اذا كان سيلتقي اليوم بجميع الأساتذة وكان الجواب نعم ، حيث كل استاذ سيعطي نصائح بداية العام الجديد ، لذا شعر زين بالتوتر لأن فرصة لقاء والديه كبيرة ، كلما تذكرهما شعر بالغضب ، فهو يلومهما على كل ما حصل ، لو لم يأتي سيف الى زين لينتقم من مراد لما جاء شيرو خلف سيف وعلم بأمر زين ، ولما اخذه للمدرسة ، لذا كرههما من اعماق قلبه ، نظر نحو نفسه في المرآة ثم تنهد بحزن ، حيث كان من المفروض ان يكون مع أصدقائه الآن يضحك ويمرح معهم.. فدخل ايمن ليراه علي هذه الحالة فضربه علي ظهره بمرح وقال : صباح الخير زين بإنفعال : خير ايه ! انت كسرت ظهري !! ايمن ضحك وقال : طيب مش مهم ، النهاردة اول يوم دراسي ، واول يوم لينا في المدرسة مع بعض ، افرد وشك شوية ع الاقل ! زين بسخرية :واي الشيء اللي يخليني افرد وشي !! ، علي العموم يلا نمشي خرج زين وايمن الس الخارج حيث كان ينتظرهما سايتو بسيارته الفاخرة، وبمجرد ان ركبا انطلقت السيارة نحو المدرسة نزل زين وايمن وسايتو من السيارة سايتو ابتسم وقال : هذا يومك الاول، ارجو ان تقيم بعض الصداقات، سأقوم بتعريفك بالطلاب لذا حين يرن الجرس انتظرني قرب باب القاعة زين ببرود : مفيش داعي سايتو ابتسم وقال : بل ذلك ضروري، اريدك ان تكون صداقات لا ان تعيش في الظل ! زين نظر نحو سايتو ببرود سايتو نظر نحو ابنه وقال : خذ زين وعرفه بالمكان فهو لم يأت المدرسة من قبل ايمن ابتسم وقال لوالده : حاضر ، تعالي يا زين زين بغير اهتمام : ملوش لازمة ، معنديش مزاج استكشف حاجة ايمن سحب زين من يده وبدأ بالسير وقال : متبقاش ممل اوي كدا ، دا يومك الاول هنا ، لازم اعرفك ع المكان عشان على الأقل متتوهش ! زين تنهد بغير اهتمام وقال : اعمل اللي انت عاوزة، انا مليش نفس اني اجي هنا اصلا! ايمن بطريقة درامية : ايه ! مش عاوز تيجي معايا ، ايوة ما انت عاوز تروح لصحابك في القرية هما دول صحابك لكن انا لا ، عاوز تروح نفس المدرسة بتاعتهم ومش معايا انا الممل صح ! زين بحزن : اعذرني ، انت عارف اني بكره كل حاجة في المكان دا ماعدا انت ! ايمن ابتسم بسعادة وقام بعناق زين : ابعد....يبني...عني...هتخنقني ! ايمن ابتعد وقال بسعادة : بس انت قولت بتكره كل حااجة معادا انا ، انا مبسوط ب دا ! زين : طيب طيب خلينا نمشي ولا هنفضل واقفين طول النهار وابوك يجي يعاقبنا وهو شكله بيتلكك اصلا ضحك ايمن وامسك بيده وبدأ بالركض : يلا بينا ، واتفائل شوية ممكن يحصل شيء كويس ! زين بسخرية : شيء كويس ؟ هنا ؟ هه مستحيل انا بتوقع اوسخ السيناعارفهات ! خلينا نوصل بسرعة بس. وصلا الي ساحة كبيرة حيث كان يتجمع الطلاب حين رأو ايمن توجهوا نحوه وبدئوا بإلقاء التحية فشعر زين بعدم الراحة وحاول المغادرة مستغلا الازدحام الا ان ايمن انتبه لذلك وامسك زين من يده واعتذر من الطلاب وقال : اسف ، لازم امشي وركض بسرعة ومعه زين احد الطلاب انتبه لزين وقال : هذا الطالب من هو !؟ احدي الطالبات : يبدو وسيما جدا ! طالب آخر : ألا تظنون انه يشبه سامي وميرا كثيرا !؟ طالبة أخري : اتسائل من يكون !! ظل ايمن يسحب زين بين حشود الطلاب حتي وصلا الي القاعة و وقفا عند الباب ايمن ابتسم وقال لزين : هنا هناخد الدروس ، استني شوية وبابا يجي ع يعرفك بالطلاب زين بإنزعاج : قلت ان مفيش داعي ل دا ! ، هدخل عادي مش مهم ايمن بقلق : زين عارف انك متضايق ، بس متعارضش بابا ، لانه لما بيغضب بيكون شخص قاسي جدا ، ارجوك استناه زين تنهد ونظر نحو ايمن وقال : طيب المرة دي بس ، لو حاولت تجبرني اني اصاحب حد هنزعل !! ايمن ابتسم لزين بود وقال : هستناك في القاعة ، اول ما تخلص تعالي واقعد معايا كان ايمن يتوجه الى الداخل فأمسك زين بيده فإلتفت ايمن مستغربا فقال زين: اسمع، مش عاوز نكون مع بعض قدام الطلاب ، عشان كدا مش هقعد جمبك ، ونبقي نتكلم لما نرجع البيت ايمن بإنزعاج : ليه !! زين ابعد يده عن ايمن وقال : مش عاوز اصاحب حد، ودا هيخليهم يكرهوني ، وهيكرهوك انت كمان معايا او يتنمروا ايمن بحزن : مش مهم ، هفضل معاك وبس مهما حصل ، متشغلش بالك بحاجة سايتو : زين ؟ ايمن ؟ ما الامر ؟ ايمن متفاجأ : بابا انت هنا من امتي ! ، كنا بنتناقش عن المكان اللى هنقعد فيه وبس سايتو : اذا ادخل اولا ايمن ، سأعرفهم بزين ثم سيلحق بك . ايمن نظر نحو زين وقال : هستناك ، متتأخرش ! زين نظر نحو ايمن ولم يقل شيئا . . . . . دخل ايمن وكان الاساتذة باافعل موجودين وكذلك الطلاب كان الاساتذة يعطون النصائح والارشادات عن السنة الجديدة وبعد ان انتهوا دخل سايتو فحياه الاساتذة واستغربوا وجوده فهو في العادة لا يتواجد هنا ، فعم الهدوء القاعة وقف سايتو في منتصف المنصة وقفة تدل على الوقار وقال : صباح الخير ، اولا ارحب بكم في السنة الجديدة وارجو ان تبذلوا جهدكم ، ثانيا لدينا طالب جديد هو ابن شخص مهم لدي ، بالتأكيد تعرفون السيد فارس ! بدأ الطلاب بالتهامس وعم المكان الضوضاء فتقدم شيرو وقال بحزم : سكووووت ، اللي هيتكلم هيتعاقب ! كان زين واقفا في الخارج يستمع فضحك بسخرية وقال في نفسه : عقاب ! الناس دي مالها كل خطوة بعقاب ! شكل خالي اهشر مما توقعت ، بس انا مشوفتهوش بيستعمل قوته ! كانت مايا ومراد وكرم وجلال حاضزين ضمن الاساتذة حين سمعت مايا اسم فارس اتسعت عيناها فنظر اليها مراد والباقين فأشارت برأسها نافية علمها بالأمر جميع الأنظار كانت موجهه نحو سايتو والكل في حالة ترقب ينتظر ان يكمل سايتو كلامه سايتو ابتسم وقال : السيد فارس لديه ابن ولكنه اراد ابقائه بعيدا عن هنا ولكن قوته خرجت عن السيطرة لشا قررت إحضاره الي هنا خوفا عليه ولكنه غير معتاد علي ذلك المكان وهو يكره المدرسة لذا اريدكم ان تكونوا لطفاء معه فهو قد اضطر ان يبتعد عن والده وحياته فجأة .. زين كان يستمع وابتسم بسخرية كان يرغب في الدخول والصراخ علي سايتو لكنه امسك نفسه عن ذلك.. سايتو : زين تفضل !! زين اغمض عينيه وتنهد واستدار ليدخل الي القاعة وحين دخل حل المكان الصمت ، جميع الانظار انتقلت من سايتو الي زين ، الجميع يحدق به بنظرات ذهول ، عدا عن كرم جلال مايا ومراد الذين كانت الصدمة واضحة علي وجوههم لم ينطق ايا منهم بحرف واحد وانظارهم ثابتة عليه .. مايا في نفسها : الولد دا مش ابن فارس !! ، دا ابني !!!! ، مش مصدقه ! ، هو ايه اللي بيحصل ؟ لم تشعر الا ودموعها نزلت من عينها اما مراد فقد بدت ملامح الصدمة والقلق عليه وقال ف نفسه : الواد دا ؟ طب ازاي ؟ ضغط علي يديه بقوة خافيا غضبه بصعوبة كرم في نفسه : الواد دا معقول يكون ابن مراد اللي اتخلي عنه ! جلال في نفسه : السنة دي شكلها مليانة مفاجآت سامي كان جالسا مع الطلاب قال في نفسه : الولد دا ! شبهي جدا ! لو مقالوش أنه ابن خالي فارس كنت قولت انه اخويا التوأم ! لكن دا مستحيل ، مفيش سبب يخليه يعيش مع خالي لو كان اخويا ، بس لي شبهي اوي كدا !! ميرا بإستغراب في نفسها : ملامح بابا وماما اتغيرت لجأة لما شافوا الولد دا لي ! ، وبعدين هو شبهي قوي كدا ليه ؟ ، مستحيل يكون اخويا التوأم ، لان هو معاش معانا ، وماما وبابا مقالوش حاجة عن وجود اخ مفقود ، وبعدين لي خالي اخفي وجود ابن ليه ؟ ، حاسه ان في حاجة غريبة بتحصل ، خصوصا ردة فعل بابا وماما ! سايتو صمت وترك مجال لزين ليعرف عن نفسه نظر زين ببرود نحو الطلاب وظل صامتا سايتو : ما الامر !؟ زين ببرود : معنديش حاجة أقولها! سايتو ابتسم وقال : حسنا ، لا بأس يتعتاد الوضع قريبا ، الآن اذهب واجلس قرب ايمن قبل ان يتحرك زين تحركت مايا لا إراديا نحوه شيرو ابتسم بخبث : هو بجد ابن اخوكي ، ولا انتي مقابلتيهوش قبل كدا ؟! مايا لم ترد فقد كانت تحت تأثير الصدمة تقدمت مايا ببطيء نحو زين متجاهلة وجود الجميع ومراد كان جامدا في مكانه غير مصدق ما يحدث بقي الطلاب يحدقون بما يحدث وزين لاحظ اخيرا وجودها هي ومراد فتحولت نظراته الباردة الي نظرات حقد وغضب وكره كانت عينيه تطلق شررا من الغيظ وكان ينظر اليها بإحتقار واستصغار مايا لم تهتم كانت تركز بملامحه ودموعها كانت تنهمر فقد تمنت رؤيته واحتضانه لكنها فقدت الامل بعد ان كانت تري رفض زوجها الا ان ابنها الآن امامها ! لقد كانت معجزة وتحققت لها .. رفعت يدها ووضعتها علي خده الا ان يد زين ارتفعت بقوة وابعدت يدها بقوة اكبر وتزاد نظرات الحقد الزياته والغضب في عينيه كان يريد الصراخ عليها اراد ان يجعلها تتألم كما تؤلمه كانت نظراتها ودموعها تؤلمه ولكنه حافظ علي بروده بينما كان يحترق من الداخل ! بعد ان ضرب زين يد مايا ظل الجميع ينظر اليه بصدمة والي تصرفات مايا بإستغراب مراد كان متجمدا في مكانه حيث كانت نظرات الحقد الزياته التي يوجهها زين كافية لشغل تفكيره ولا احد يعلم بما كان يفكر ! بعد ان دفع زين يد مايا سامي وميرا وقفا كانا يريدا توبيخ زين علي انه غير مهذب مع والدتهما وانه تجاوز حدوده الا انهم توقفا بعد ان رأيا ان مايا حاولت الاقتراب منه مجددا وازدادت دموعها البعض فسر ذلك انه ابن اخيها الوحيد وطبيعي ان تتأثر اما البعض كان مستغربا ولا يملك تفسيرا !! حين حاولت وضع يدها عليه هذه المره وقف احدهم حائلا بينها وبينه بينما امتدت يد اخري تسحب زين للخلف فإتسعت اعين الجميع بصدمة بمن فيهم زين ، مايا ، مراد ، سامي ، ميرا الجدة بنظرات باردة : مايا ، خليكي بعيدة عن حفيدي ، حتي لو كنتي انتي مش هسامحك لو اذيتيه ! كانت ملامح زين تحمل الصدمة والسعادة معا فقال وعيناه تتلألأ بسعادة وكان علي وشك البكاء إلا انه منع نفسه كي لا يبدو ضعيفا : بابا ، تيتا ! . . . . . . . الشخص الذي سحب زين من يده لم يكن سوي الخال فارس والشخص الذي وقف حائلا كانت الجدة .. مايا ما تزال تبكي وقالت بإنفعال : ماما ، ممكن تشرحيلي اي دا !!!! الجدة بإنفعال : دا مش وقت الكلام دا اجلي كلامك دا بعدين! مايا بإنفعال : بس ... الجدة بحدة : قولت اجليه ! كانت انظار الجميع موجهه نحو ما يجري علي المنصة .. سامي بإنفعال : تيتا انت بتقسي علي ماما كدا ليه !! ميرا بقلق : صحيح انا مش عارفه ايه االي بيحصل ، بس انتي بتقسي عليها اوي.. الجدة بغضب : متتدخلوش في امور الكبار ، انتو متعرفوش حاجة !! فتفاجأ سامي وميرا بصراخ جدتهما عليهما ونظر سامي بحقد نحو زين ظنا منه انه السبب وكان يلومه علي ما يحدث ، تدخل فارس وتوجه نحو سايتو وقال بإنزعاج وحاول اخفاء غضبه : عاوز اكلمك ! سايتو ابتسم ومد يده لمصافحة فارس : اولا ارحب بك فقد مر وقت طويل قبل ان نلتقي ، وسأكون سعيدا بالحديث معك ولكن من كان يظن انك ستطلب مني ذلك ! فارس بسخرية : مفيش داعي تتعامل بلطف ، الكل عارف انك ثعلب ماكر ! احد الأساتذة بإنفعال : انتبه لكلامك يا فارس انت نسيت بتكلم مين ؟!! سايتو اشار بيده للمعلم ليسكت ، ثم نظر نحو فارس وقال : اظنني اعرف ماذا تريد ، بأي حال لنذهب ونتحدث فارس نظر نحو زين ثم نظر نحو سايتو وقال ببرود: زين هييجي هو كمان امي لازم تشرح ليه اللي هيحصل من هنا ورايح!! سايتو ابتسم ثم اغمض عينيه لثواني ثم فتحها و وضع يده تحت ذقنه وقال : لديه دروس يجب ان يحضرها لذا لما لا تؤجل…… فارس ابتسم بسخرية ثم تحولت نظراته الي نظرات جادة وقال : دروسك القيمة دي ممكن تستني لكن في حااجات مينفعش تستني!! سايتو تنهض ثم ابتسم وقال: لا بأس هذه المرة فقط ، ذلك لانك شخص عزيز علي ! فارس ابتسم بسخرية ثم قال بغضب : كنت هصدقك لو مكنتش اعرف انهي نوع من الناس انت ! الجدة نظرت نحو ابنها ثم قالت لتزيل غضبه : خلينا نمشي دلوقت ، في حاجات كتير عاوزه اقولها لزين توجهت الجدة نحو زين وامسكت يده وقالت بحنان: لو تعرف قد اي كنت خايفة عليك ، يلا نمشي هشرح ليك كل حاجة.. مايا بإنفعال : امي !! بعد المحاضرات هاجي ليكي ، لازم تشرحيلي كل حاجة !!!!! الجدة ببرود : مش مضطرة اعمل كدا ، ملكيش علاقة بإبن اخوكي !! مايا بغضب: امي !! بطلي تعملي كدا !! مراد تقدم ووضع يده علي كتف مايا فإستدارت مايا ونظرت اليه بنظرات حزن وعتاب كمن يلومه علي ما يحدث مراد بغضب: انتي مضطرة تشرحي ايه اللى بيحصل ، هنيجي ، ومن حقنا نعرف ايه اللى بيحصل !! الجدة بسخرية : من حقك ؟ انت مين اصلا وبصفتك اي ؟! ملكش دعوة بزين بأي شكل من الأشكال! شيرو بسخرية : ايوة يا مراد ياحبيبي ، انت ملكش علاقة بالموضوع ، لان الموضوع ميخصش عائلة الزيات ، يخص فارس وعيلته ف متتدخلش ! مراد بغضب: خليك برا الموضوع مش نقصاك انت كمان !! سايتو : ليهدأ الجميع الآن ، فارس تفضل معي الس مكتبي واخبرني بقرارك ، والجدة خذي زين واشرحي له ولكن لا تفكري في اخذه بعيدا !! الجدة بإنزعاج: مش هعمل حاجة زي دي اصل انا عارفه انهي نوع من الأشخاص انتو !! سايتو ابتسم وقال: يسعدني ذلك ! وغادر الجميع ، بقي الاساتذة والطلاب عدا عن مايا ، مراد ، جلال ، كرم ، الذين غادروا لينقلوا الاخبار الي كبير عائلة الزيات ( جد زين) اراد سامي وميرا اللحاق بهم لكن مراد منعهم وامرهم بالبقاء في الصف ايمن كان جالسا والقلق يسيطر عليه وشعر بالحزن والخوف ، قلق من ان يأخذوا زين بعيدا ، فنهض من مكانه دون ان يطلب الاذن فسأله الاستاذ بإستغراب : في حاجة ؟ ايمن لم يجبه تجاهله وغادر ، ظل الطلاب ينظرون بإستغراب اليه سامي كان غاضبا جدا وظل يفكر : هو اي دا ! ولي امي كانت بتبكي ، وتيتا متعصبة اوي كدا ! ، حتي بابا كان بيتصرف بطريقة غريبة ، والولد دا حاسس ان ف حاجة وراه ! ، نظراته ل امي كانت نظرات غضب وكره ، ونفس الشيء مع بابا ، ممكن يكون في حاجة حصلت في الماضي معرفهاش ؟ ، مش عاجبني الوضع دا ، بكره كدا لازم اعرف كل حاجة ، لو امي مقالتليش هروح اسأل الواد دا بنفسي !! ميرا في نفسها: زي ما توقعت ، ماما وبابا يعرفوه لأن رد فعلهم غريب ! ، لو اهلى مقالوش ليا هدور في الموضوع دا بنفسي !! في غرفة سايتو كان جالسا علي كرسيه مبتسما واضعا يده اسفل ذقنه ومسندا يده علي مكتبه بينما فارس جالس علي الاريكة لا يفصل بينهما سوي مكتب سايتو ابتسم وقال: اذا ماذا تريد مني ؟ فارس تنفس بعمق محاولا تهدئة غضبه وشابكا يديه واضعا قدم فوق قدم ثم قال بإنزعاج : وجودي هنا ملوش علاقة باللي حصل في الماضي ، فمهما حصل انا مش هغفر اللى حصل وقتها ! سايتو ابتسم وقال : اعلم ذلك ، ولذلك لم اتوقع قدومك مجددا ، ولكنك اتيت ومن تلقاء نفسك ، هل يستحق زين كل هذا ! فارس ابتسم وانزل قدميه وقال : ايوة لانه ابني يستحق اني اضحي بحياتي عشانه ! سايتو ابتسم وقال: اليس ابن مراد ؟ كيف انتهي به الامر ابنا لك ؟! فارس ببرود لكن بنبرة غاضبة : التافه الرخيص الاناني ، مهتمش غير بنفسه واتخلي عن زين عشان سمعته وسمعة عيلته ، والشخص اللي ربي زين هو انا ، عشان كدا هو ابني انا ! وقدام الكل هقول كدا ، ومش هكرر كلامي ، زين ابني وهحميه بنفسي ، عشان كدا جيت هنا عشان اقولك اني كسرت الختم اللي عملته من ١٦ سنة ، وقوتي رجعت دلوقت ، وعاوز انضم للمدرسة !! سايتو ضحك بصوت عالي وقال : لا اصدق ذلك فبمعرفتي بك فهناك تتمة للموضوع !! فارس ابتسم بسخرية وقال: مكنتش اعرف انك عارفني اوي كدا ! ، ايوة في تتمة للموضوع ، هفضل هنا لغااية ما زين يقدر يسيطر علي قوته ووقتها هختم قوتي وقوته ونمشي ! سايتو بإنزعاج قليلا : حقا انت تريد اخذه اذا ! لنقل انني موافق وننتظر ماذا يخبيء المستقبل ! بالمناسبة بالنسبة للطلاب.. فارس ابتسم مقاطعا سايتو : ايوة ينطبق الامر عليهم هما كمان ، وعلي امي ، هنمشي بعد سنة وزين هيعيش معانا في بيتنا القديم على الجزيرة خلال السنة دي سايتو ارجع جسده للخلف واستند علي الكرسي وقال : اين والدك ؟! فارس ابتسم بثقة وقال : كان عاوز يجي بس احنا طلبنا منه يفضل في القرية سايتو ابتسم مخفيا انزعاجه : حقا ؟! بأي حال مرحبا بك هنا ارجو ان تستمتع بالبقاء ولكن سؤال اخير قبل ان تغادر انت تعرف ماهي قوة زين صحيح ؟ فارس ابتسم بثقة وقال : ايوة استخدمت الكرة اللى بتكشف القوي ! سايتو : اذا انت تدرك ان قوته مميزة جدا صحيح ؟! فارس ابتسم بثقة : ايوة بس مش هغير رأيي!! سايتو بإنزعاج : انه يملك قوة والديه!! ابتسم بسخرية واتبع قائلا عفوا الذان كانا من المفروض ان يكونا والديه مما يعني انه الوحيد في الجزيرة بهذه الصفة ! فارس بغير اهتمام : يعني ؟ سايتو تنهد ونهض من كرسيه وتوجه نحو النافذة و وضع يديه خلف ظهره وقال : تعلم كم من النادر وجود شخص بقوة هجينه تحمل نوعين من القوة صحيح ؟ !! كل من علي الجزيرة يملك نوعا واحد بما فيهم انا وانت الا هو ! -خلال هذه المحادثة وصل جاسوس لعائلة الزيات وبدأ يسترق السمع فسمع التالي- فارس بغضب نهض من مكانه وقال : يعني اي ؟؟ قراري مش هيتيغير متحاولش !! سايتو تنهد بإنزعاج واستدار ونظر نحو فارس وقال: حسنا! هذا الكلام سابق لآوانه عموما استمتع بوقتك هنا ان احتجتم الي اي شيء أخبرني وتذكر ان قوة زين مميزة جدا لذا يجب ان تكون حذزين من الذين يسعون خلفه لذا انا اريد حمايته فقط ! فارس بسخرية: شكرا علي لطفك بس خليك بعيد وكل حاجة هتبقي تمام ! غادر فارس المكان وكان غاضبا جدا من رؤية سايتو فهو يلومه علي كل ما حدث في الماضي والحاضر وتوجه نحو مكان والدته وزين فقد اراد محادثة زين فقد اشتاق اليه كثيرا ولم ينتبه لوجود ذلك الشخص الذي كان يسترق السمع .. . . . . . . في منزل عائلة الزيات الجد وهو كبير عائلة الزيات جالس في غرفة كبيرة ا وبها اثاث فاخر جدا وجالس حوله افراد عائلته وبقربه ابنائه مراد وكرم وجلال وبقربهم زوجاتهم ويجلس امامهم باقي افراد العائلة وقرب الباب يقف الرجل الذي كان يسترق السمع وقد اخبرهم بكل ما سمع .. احد افراد العائلة: سيدي ماذا سنفعل ؟! لا يمكننا تركهم يحتفظون به!! رجل آخر : اجل سيدي وجوده في عائلتنا سيرفع كثيرا من شأننا ، فسايتو كان يتحدث عن قوته كما لو انها امر مهم يجب ان نأخذه ونعرف قوته ! العم كرم : الكلام اسهل من الفعل ، احنا اللى اتخلينا عنه لما فكرناه من غير قوة ،انت متخيل حجم الكره والحقد اللى جواه تجاهنا !! انت مشوفتش نظراته ل مراد ومايا ، انا حسيت انه كان بيتمني يقتلع قلوبهم ويرميها للكلاب !! حزنت مايا من هذا الكلام وخفضت رأسها بحزن وكانت علي وشك البكاء رجل من العائلة: هذا كله بسبب مراد ومايا لو لم يتخليا عنه ما كنا في هذه المشكله! غضب مراد من هذا الكلام وكان على وشك الرد ولكن مايا سبقته ونهضت من كرسيها وضربت الطاولة بقوة ونظرت نحو الجميع بحقد وقالت بصراخ : ذنبي ؟ ، ذنبي انا ؟!! ، مين اللى قعد يقول لازم نقتله وانه عار علينا ؟ مين اللى قال لازم نرميه ومش هنعترف بيه ؟ انا صح ؟ مين اللى مدالوش فرصه انه يفتح عينيه ويشوف عيلته حتي ؟! انا بردوا صح ؟! كل اللى في المكان دا مذنبين ، وانا اولكم عشان سمحت لأمثالكم انهم يبعدوني عن ابني !! مراد محاولا تهدئتها : مايا اقعدي ! مايا بغضب نظرت نحو زوجها بحقد وقالت : اقعد!!! انت نسيت انك كنت عاوز تقتله !!! انت مش احسن منهم في حاجة بالعكس انت اوسخ منهم كلهم !! بدأت بالبكاء فنهض مراد وحاول تهدئتها فظلت تضرب صدره بيدها وتقول بإنفعال : انت السبب ! مكنش ينفع تتخلص منه ! انت ابوه لكن معندكش احساس ! ازاي قادر تواجه نفسك بعد اللى عملته دا ! انت حتي مسمحتش ليا اني ازوره او اشوفه او حتي اسأل عنه، حرمتني منه ، حرمتني من ابني وحتة مني ! من غير اي احساس ! مراد امسكها بقوة وقال بغضب : اهدي !! الجد ضرب الارض بعصاه ونطق وقال : دا مش وقت نلوم بعضنا فيه ، لازم نرجعه بأي طريقة للعيلة ، مراد ومايا هعتمد عليكم في الموضوع دا !! مراد : حاضر يا بابا ادينا شوية وقت ! مايا والدموع بعينيها نظرت بغضب ودفعت يد زوجها وغادرت بغضب دون قول اي كلمة ، ظل الجميع ينظر نحوها .. الجد تنهد وقال: مراتك شكلها بتلومنا علي اللي حصل ، اتصرف معاها خصوصا انه مع والديها هنحتاجها ! مراد : هتصرف ، اسمحلي امشي دلوقتي ! الجد : تقدر تمشي ، وانتو كمان ، هتتصرف العيلة الاصل في الموضوع انصرف الجميع وكل شخص كان يخطط بطريقته الخاصة .. بعد ان غادرت مايا صادفها سامي وميرا سامي كان ينظر نحو والدته الغاضبة كان تول مره يراها غاضبة هكذا ، بلع ريقه بصعوبة ، و استجمع شجاعته وقال : ماما ممكن اكلمك في حاجة ؟ مايا تنهدت وحاولت الا تبدي غضبها وقالت : اسفة ياحبيبي بس تعبانة دلوقت ! ميرا بقلق : ماما في ايه ؟ هو الموضوع بسبب الطالب الجديد ؟ سامي بإنزعاج : من ساعة ما وصل والكل متضايق ، انا بكرهه بجد حتي من غير ما اعرفه !! مايا نظرت بغصب نحو ابنها ولاول مرة صرخت قائلة : وانت تعرف هو عاني قد ايه!!! ، الكل متضايق !!!! ، الاوساخ دول بما فيهم انا وابوك دمرنا حياته بدون اي ذنب يذكر ، هو معملش حاجة ، استحق نفس المعاملة بتعاتكم ، ولكن بدون اي ذنب يذكر اتحرم من كل حاجة ، بسبب انانية ابوك وضعفي .. بدأت بالبكاء بصوت مرتفع وقالت من بين شهقاتها : بسبب ..كوني عديمة ، الفائدة كان هو بيعاني ، بسبب ان ابوك مبيفكرش غير ... غير ف اسمه هو كان بيعاني .. واتحرم...اتحرم من كل حاجة ... متتجرأش وتقول انك بتكرهه عشان انت متعرفش عنه اي حاجة نهائيا ولا عاني ازاي وقد اي ، والوحيد اللى يستحق الكره والغضب تجاهنا هو زين ومحدش مننا يحق ليه دا ، كل عيلة الزيات مذنبين !!! بقي ابنها وابنتها ينظران اليها في صدمة وكأنهما لا يصدقان ما يسمعان مراد بإنفعال : بطلي الكلام دا احنا كنا مفكزين ان..... مايا قاطعته بصراخ: كفاية بقي كفاية اسكت !! ، مش عاوزه اشوفك ولا اسمع صوتك ، انتي بتحسسني بالقرف اما اشوفك غور من وشي!! ، معندكش ضمير ولا احساس ولا قلب ، انت مش حاسس بأي تأنيب ؟ معندكش احساس انت ايه ياخي !! وغادرت راكضة بسرعة والدموع تنزل علي وجنتيها دون توقف ... بينما مراد واقفا في مكانه في صدمة ، فزوجته التي لطالما اطاعته هاهي الآن غاضبة وتصرخ في وجهه ! وسامي وميرا ينظران بقلق واستغراب لكل ما يحدث.. كان مراد غارقا في تفكير عميق ، وضغط علي يديه واسنانه بغصب ثم استدار ورحل تاركا الصغيزين في حيرة ميرا بقلق : ماما تقصد اي ؟!! هو يبقي اخونا ؟!! سامي بإنزعاج انزل رأسه للأسفل وضغط علي يديه بقوة : انا مش هستني اكتر هروح اتحقق بنفسي ! . . . . . في مكان آخر علي الجزيرة في منزل كبير كان زين والجدة هناك الجدة بحنان نظرت نحو المنزل وقالت : اي رأيك ياحبيبي في البيت ؟ دا كان بيتنا من زمن زين بإستغراب : تيتا هو احنا اغنياء ؟ الجدة ضحكت بمرح وقالت : ايوة ، تلاقيك بتسأل نفسك ليه عايشين في بيت صغير ، السبب هو ان احنا حبينا نعيش حياة بسيطة خالية من المشاكل ، عشان كدا اخترنا الطريقة دي ، تعال ندخل باقي الغرف ، وهقولك علي كل اللى عاوز تعرفه ... بقيا يتجولان وزين كام ينظر حوله بينما الجدة كانت تزيل قطع القماش التي كانت تغطي بها الاثاث.. زين سأل بفضول : جدو فين ؟ وايه اللي هيحصل من هنا ورايح ؟ الجدة توقفت عن المشي ونظرت الي زين وامسكت يده وقالت : تعال نقعد في الاوضة دي وهقولك علي كل حاجة ، في ناس مستنينا هناك !! زين بإستغراب: ناس !!!!!! الجدة ابتسمت وقالت : هتعرف لما ندخل ، يلا وسحبته من يده وكانت متحمسه جدا لتريه ما بالداخل كطفل ذاهب الي مدينة الملاهي وضع زين يده علي المقبض وفتحه ببطيء وحين دخل توسعت عيناه بسبب المفاجأة وقبل ان يقول اي شيء كانت ريم تحتضنه وتبكي وتقول بإنفعال : وحشتني ياغبي ! ، ازاي تمشي كدا من غير ما تقول اي حاجة!؟ ابتسم زين وبرقت عيناه بسعادة وتقدم نحوه فهد ومنير وقال فهد بسعادة : عدي وقت طويل ومتقابلناش صحيح ؟ ياتري وحشناك ولا !؟ ابتعدت ريم الى الخلف وهي تشعر بالحرج ابتسم زين وكان علي وشك البكاء فوضع فهد يده علي رأس زين ومسح شعره بلطف فقال زين : وحشتوني جدا بجد ! ، انا مبسوط اوي انكم بخير .. ووضع رأسه علي كتف فهد ابتسم الجميع لرويته سعيدا هكذا ولكن فجأة ابعد زين يده عن رأس فهد وقال بإستفهام : ثانية بس ، المدرسة دي محدش بيدخلها غير أصحاب القوي ، انتو ازاي دخلتوا ؟؟ الجدة نظرت نحو زين ثم ابتسمت وقالت : نسيت اقولك لن عيلتنا من اصحاب القوي وبنمتلك قوي احنا كمان ، انا بملك قوة دفاعية بتتمثل في تكوين الدروع ، وجدك بيملك قوة ختم القوي وكسر الختم ، بحيث الشخص ميقدرش يستعملها الا بعد ما يكسر الختم ، وبالطريقة دي قدرنا معيش بعيد عن المشاكل ، لان قوة خالك هجومية ، وقوته بتتمثل في انه بيقدر يكون ثقب اسود يسحب اي حاجة بما في ذلك طاقة الشخص اللي قدامه ، زائد مهارته عالية جدا في المبارزة واستخدام السيوف ، وهو من ضمن اقوي ١٠ مقاتلين مع سيف ، عشان كدا جدك ختم قوته وعشنا في القرية ! زين بحماس : كنت عارف ان خالى جامد ، بس متوقعتش انه يكون للدرجادي ، بس ثانية طب وريم وفهد ومنير ؟ ريم بخجل : انا بقدر اشوف المستقبل عن طريق احلامي وقوتي هي التنبؤ ، فاكر لما قولتلك اني شوفت شيرو بس مش فاكرة فين ؟ زين اومأ برأسه ايجابا ثم ظل مترقبا بفضول لما ستقوله ريم ريم اكملت : كنت شوفته في الحلم ، وكان شايلك وواخدك بعيد ، يعني شوفت اللي حصل في الغابة ، بس مقدرتش افتكر انا شوفته فين ، اسفه لو كنت افتكرت مكنش كل دا حصل.. زين ابتسم وقال: متعتذريش دا مش ذنبك ، طيب وفهد ومنير! فهد ابتسم لزين وقال بينما هو مستند علي الحائط شابكا ذراعيه معا : بالنسبة ليا ، تقريبا ابويا كان بيمتلك قوة ، لكنه كان عاوز يعيش حياة مستقرة هو كمان ، فطلب من جدك انه يختم قوته وقوتي انا كمان اول ما اتولدت ، عشان منقعش في المشاكل ، بس لما قولتله عن رغبتي في اني اجيلك واساعدك قالي اني ممكن اختار كريقي زي ما انا عاوز وانه هيستناني ارجع ، وقوتي هي التحكم في الجليد ! منير توجه نحو النافذه وتحدث دون ان ينظر : بالنسبة ليا ، انت فاكر ازاي اتقابلنا صح ؟ في الليلة دي كنت هربت من بيتي ، لاني كنت الوحيد اللي بيمتلك قوة ، لس عيلتي كانت بتكره اصحاب القوي الخارقة ، وكانو بيعاملوني وحش جدا ، فهربت وقتها وجدك لقاني ، وبعد ما عرف اللي حصلي ، عرض عليا اني اختم قوتي واعيش في القرية ، وقتها جابني البيت مكان ما قابلتك وبعدها قررت اني افضل ، وجدك اداني البيت اللي بعيش فيه دلوقت بس.... صمت للحظات ، كان زين علي وشك الاعتذار لانه ذكره بأمر مؤلم دون ان يقصد لكن قبل ان يفعل استدار منير وهو يبتسم بسعادة وقال : اول صديق ليا واقع في مشكلة ، عشان كدا قررت اني استعملها ، على قد ما كرهتها لانها تلسبب في معاناتي ، على فد ما انا ممتن لوجودها لانها السبب في اني اقدر اساعدك ، بالمناسبة قوتي هي التحكم في الاشباح ، اقدر اصنع اشباح تهاجم اعدائي و بردوا بقدر امتلك وحوش زين ابتسم وقال : انا بمتلك افضل عيلة في العالم ، انتم كلكم وزينة وخالي وامنية ومازن اغلي ما املك ، انا مستعد اعمل اي شيء عشان تفضلوا بخير ! فهد ابتسم وقال : واحنا كمان ، هنفضل معاك ، بالنسبة لمازن وامنية وزينة مقدروش يجوا ، عشان كدا قالولنا نقولك انهم هيكونوا في انتظارك وبيعبتولك سلامهم زين بقلق : طيب ازاى هنمشي ، ولو كان جدي بيقدر يختم القوي لي ميختمش قوتنا دلوقت ؟! نظرت الجدة اليه وقالت : قوتك خرجت عن السيطرة ولازم تسيطر عليها عشان تقدر تختمها ، عشان كدا هتقعدوا انتو ال ٤ هنا سنة تتدربوا كويس عشان تقدروا تتحكموا فيها ، وبعد كدا هخلي جدك يختمها ليكم وليا انا وخالك ، ونرجع للبيت وقتها ابتسم زين بسعادة : هتدرب على قد ما اقدر عشان ارجع في اسرع وقت !! الخال : هتحتاح تبذل جهد كبير عشان تقدر تعمل كدا زين بسعادة: خالو !! وتوجه نحوه وقام بمعانقته فوضع الخال يده علي رأس زين وقال بحنان : وحشتني ، انت بخير ؟! زين دفن رأسه في صدر خاله وقال: وانتو كمان وحشتوني ، وكنت حاسس بالوحدة رغم ان ايمن حاول يساعدني ولكن كنت حاسس بالوحدة الخال بإستفهام : ايمن ؟! مين ؟! زين نظر نحو خاله وقال : اوه نسيت اقولكم ، ايمن يبقي ابن الرئيس سايتو ، لكن لطيف وطيب بجد ،ساعدني كتير جدا ، عاوز اعرفكم عليه !! فهد ابتسم وقال : لو كان صاحبك ف مفيش مشكلة ! الخال تنهد ثم ابتسم وقال: رغم اني مبطيقش ابوه ،بس مفيش مشكلة عاوز أقابله عشان اعرف اذا كان خطير ولا لا سمعوا طرقا علي الباب فقال زين بإستغراب : انتو مستنيين حد ؟ الخال : لا استنوا هنا هشوف مين ذهب الخال وتوجه نحو الباب وقام بفتحه فبدت عليه ملامح الاستغراب والتفاجأ بقي ينظر الي الطارق لفترة ثم قال بإستغراب بينما يقف فارس امام الباب كمن يحاول منعه من الدخول ورؤية من بالداخل : ازيك ياخالو ! الخال بقيت ملامحه هادئه بينما عقله منشغل في سبب مجيء سامي وقال : اهلا ، عاوز ايه ؟ سامي التسم وقال : ممكن ادخل ؟ الخال ىفع احد حاجبيه وقال : ليه عاوز تدخل ؟ في حاجة عاوزها من هنا ؟ سامي ابتسم وقال : وايه الغريب ف اني ازور جدتي وخالي بعد وقت طويل عدي ومشوفتهمش فيه ! الخال ابتسم وقال : البيت لسه مش نصيف تعالي بعدين لما ننضفه سامي تنهد وظهرت عليه ملامح الانزعاج وقال: انت عارف سبب وجودي صح ، مفيش داعي للتظاهر الخال نظر بنظرات جادة وقال : معرفش ، انا مستغرب وجودك ، توقعت نتس كتير تيجي لكن انت متوقعتش ، جاي لي ؟ سامي بإنزعاج : عاوز اقابل الواد اللى اسمه زين دا !! الخال تحولت نظراته الباردة الي نظرات تهديد وقال : عاوز ايه منه !!؟ سامي انتبه لنظرات خاله وشعر بالخوف قليلا ولكنه اخفي ذلك وقال : عاوز اسأله عن شوية اسأله ، زي مثلا هو مين ، وليه اهلي متعصبين جدا كدا من ساعة ما وصل ، وامي قصدها ايه بانه اتظلم وحرم من كل شيء بسبب عيلتنا ! الخال بغضب : اسمعني يا سامي ، انت ابن اختي وامرك يهمني ، عشان كدا هحذرك ، متضايقش زين بالاسئلة دي ، روح واسأل اهلك الزبالة عن اللى عملوه لو اتسببت بالألم لزين بأي شكل من الاشكال هكون انا اللي هيدفعك التمن واضح ؟!! سامي ابتسم بسخرية وقال : يعني هو ابنك فعلا ! الخال بثقة: ايوة هو ابني ! سامي ببرود : عاوز اشوفه ! ، على الاقل قوله كدا ولو رفض همشي ! الخال بإنزعاج : متزنش.... كان الخال قد تأخر فذهب زين اليه ليسأله عن ما يريد ان يأكله زين : خالو احنا هنجهز الغداء عاوز ت..... توسعت عينا سامي من رؤية زين عن قرب فقد كان الشبه كبير جدا والأهم من ذلك هو أنه نادي فارس ب خالي سامي بغضب: اي دا ؟ انت مش قولت انه ابنك !!!!!! الخال بغضب نظر نحو سامي بإنفعال وقال : تعلم الادب!! متعليش صوتك وتصرخ ف وجهي! اهلك معرفوش يربوك !! ويعلموك ازاي تتكلم مع اللى اكبر منك !! سامي تراجع للخلف وقال : اسف ، بس ارجوك قولي مين الشخص دا واي قصته! زين كان ينظر نحو سامي بصدمه ، لكن سرعان ما تبدلت ملامحه الي حزن عميق واخفض رأسه بحزن ، انتبه الخال لذلك وشعر بالغضب من سامي كان علي وشك ان يوبخ سامي ولكن زين سبقه وقال : خالي هو اللي رباني ، عشان كدا هو ابويا!! سامي تنهد وقال : طيب جاوبني علي السؤال دا وارجوك بصراحة ، هل انت اخويا ؟!! زين تنهد بعمق وقال بحزن بعد ان اغمض عينيه : لا ، خالي هو ابويا وهو مش والدك ، ازاي هنكون اخوات ؟ عيش حياتك زي ما انت ومتدخلش نفسك في مشاكل انت في غني عنها !! جاءت الجدة واتسعت عيناها : سامي ايه اللى جابك هنا ؟ سامي بغضب تجاهل جدته ووجه كلامه ل زين بإنفعال : انت مفكر اني هلف ضهري واعمل نفسي مش واخد بالى من اللي بيحصل ؟؟؟؟! زين بغضب : خلاص روح واسأل اهلك الزبالة رغم اني بشك انهم هيقولولك حاجة بس متحاولش تشبع فضولك حتي لو كنت هتتسبب ف انك تؤذي غيرك !!! الخال ضغط علي يديه وقال لسامي : لازم تمشي يلا سامي فهم ان خاله يريده ان يغادر وايقن ان زين لن يضيف اي شيء جديد لذا قال : متفكرش ان الموضوع خلص لحد هنا ، انا مش هقف غير لما اعرف كل حاجة !! ميرا بحماس : ازيك يخالو ازيك يتيتا ! وازيك يازين ، اسمك زين صح ؟ ، اسفة لو اخويا سبب ازعاج ، ممكن اشارك معاكم في الغداء ؟ متغدناش مع بعض من زمان !! الخال بإستغراب : من امتي وانتي هنا ؟ سامي بإنزعاج: لي جيتي ورايا !!؟ ميرا ابتسمت وقالت : مجيتش وراك ، بس كان عندي شوية اسئلة ، بس واضح انها بتضايقه ، فهتغدي معاهم وامشي ! الخال كان على وشك الرفض فهو لم يرد لزين ان يختلط بهم ولكن فجائه زين بقوله : مفيش مشكلة تقدروا تتغدوا معانا ! الخال بقلق استدار نحو زين وقال بقلق : بس !! زين ابتسم وقال مطمئنا : متقلقش هكون بخير ايمن ظهر من بين المنازل وقال بإرتباك : مش هتمانع لو انضميت ليكم صح ؟ زين ابتسم بسعادة وقال : ايمن ، اهلا بيك اتفضل ! نظر نحو خاله وقال : خالو دا ايمن ، اللى انا قولتلك عليه مفيش مشكلة لو اتغدي معانا صح ؟ تاخال تنهد وابتسم وقال: مفيش مشكلة كان سبب قبول زين هو انه كان لديه فضول لمعرفة اخوته فهم ليسوا ملومين علي ما حدث خصوصا التوأمان الذان لم يعرفا بوجوده سامي بإنزعاج : انا همشي ! ايمن وميرا دخلا للداخل حيث كان يوجد اصدقاء زين فعرفهم بايمن وعرفت ميرا بنفسها فهد في نفسه : دي اخت زين التوأم ، شبهه جدا فعلا ريم كانت تحدق بميرا في فضول وقالت في نفسها : ياتري جت لي ؟ ، وليه بتتصرف وكإن مفيش حاجة حصلت ؟ حاسه انها بتخطط لحاجة ! منير بإنزعاج في نفسه: الولا اللى اسمه ايمن دا رخم جدا ، والبت دي شبه زين اوي ، هيكون بخير وهي موجودة ؟ زين ابتسم لهم وقال : هروح احضر الغداء مع تيتا خليكم هنا واتعرفوا على بعض ايمن ابتسم وقال لزين : شكلك مبسوط جدا ! ووجه نظره نحو فهد والاخزين ثم قال بإبتسامة : زين كان دايما يتكلم عنكم ومقدرش ينساكم شكله بيحبكم اوي !! فهد بإبتسامة : وهو كمان وحشنا جدا ، احنا عيلة في النهاية !! ميرا بحماس : ياتري ازاي بقيتوا عيلة ؟ انتم مع بعض من وانتو صغيزين ؟ ريم بإنزعاج قالت في نفسها : شكلها بتحقق معانا لازم انتبه واركز معاها! فهد ابتسم وقال : ايوة مع بعض من واحنا صغيزين ! منير بإنزعاج: في سبب للسؤال دا ؟ ميرا بإرتباك : اسف هو سؤالي ضايقكك ؟ فهد ابتسم وقال لها : ولا يهمك ، هو بيتضايق علي حاجات تافهة ، ليه منغيرش الموضوع ؟ ، مثلا اتكلمي عنك وعن عيلتك ! ميرا بقلق : عيلتي ؟ طيب انا من عيلة الزيات وانا اصغر فرد فيها ، عندي اخ توأم و ٥ اخوات اكبر مني ، وعندي عمان وعمه وابن عم وابن عمه والداي لطيفان جدا وقويان فهد بإنزعاج : اعتقد ان كدا كفاية ! لقد اوقفها فهد لانها قالت انهما لطيفان وان سمع زين ذلك فبالتأكيد سيسبب له ذلك الالم خلال ذلك كان الغداء جاهز تقريبا والجدة والخال خرجا قليلا للقاء بعض الاشخاص وبقي زين يكمل اعداد الطعام فسمع طرقا علي الباب فترك ما بيده وقام بتجفيف يده بالمناديل وتوجه نحو الباب لفتحه وبمجرد ان فتحه اتسعت عيناه بصدمة ثم ما لبثت انت تحولت الى نظرات حقد وغضب وضغط زين علي يده بقوة شديدة ولم يكن الطرف الآخر اقل صدمة فقد ظل يحدق بزين بنظرات غامضة ثم تمالك نقسه٥ وقال ببرود : فين الجدة وفارس ؟ زين تجاهله حيث كان الغضب والحقد هو الشيء الوحيد الذي يسيطر عليه ويمليء عقله كيف لا والذي امامه هو والده الذي تخلي عنه...!!!؟ الفصل التاسع من هنا |
رواية المنبوذ الفصل الثامن 8 بقلم وليد ابراهيم
تعليقات
