رواية المنبوذ (كامله جميع الفصول) بقلم وليد ابراهيم



رواية المنبوذ الفصل الاول 1 بقلم وليد ابراهيم 




المنبوذ 
------------

القصة طويلة ولا داعى للملل سوف تتضح الامور بالتوالى 

في ذلك اليوم الممطر والعاصف في عائلة الزيات كانت زوجة الإبن الأصغر ( مراد ) ، في غرف من غرف القصر تعاني من آلام الولادة لتزف البُشري بولادة التوائم الثلاثة ، كانت ولادتها متعسرة للغاية حيث انها ظلت ٣ ساعات كاملة في عملية الولادة ، وكان اول من يخرج من رحمها التوأم الأكبر سامي ، و تلاه اخته التوأم ميرا ، ثم خرج آخر التوائم وكان على عكس توائمه ، كان هادئا للغاية ولم ينبت ببنت شفة على الإطلاق ، بل وكأنه خرج من عالم آخر يتأمل وجوه الناس من حوله ، وتعجب ودهش جده و جدته وابوه وامه من ذلك ف اخواه لم يزالا يبكيان حتي الآن وهو صامت صمت قاتل ، ولكن ما لبث ان تحولت الدهشة الي غضب وصياح شديد من الجد ، عندما ارادوا ان يتحققوا من قدرات الثلاثة توائم فصدموا من ان التوأم الأصغر والذي قامو بتسميته زين، انه لا يملك اي قدرة على الاطلاق ، فصاح الجد ف غضب شديد

الجد : اي الكلام الفارغ دا ، ازاى يعني معندوش قدرة ، انا مش ممكن ابدا اقبل بيه ك حفيد ليا ، معقولة حفيدي انا يبقي عار بالشكل دا ، مش ممكن ، ارميه ف اي دار ايتام ميهمنيش ، لكن مستحيل اقبل بيه ك حفيد ليا

صدمت الأم مما سمعت من الجد وجعلت تتوسل وتترجي الجد والجدة ليرجعوا عن قرارهم ، ولكن هيهات هيهات لا رجعة فيه وجعلت تبكي بحرقة على وليدها وفلذة كبدها .

الجدة : انا بتفق من زوجي في القرار دا ، احنا مش محتاجين اشخاص عديمي الفائدة هنا

اخوته الاكبر لم يقدروا على إبداء اي ردة فعل الا انا الحزن كان باديا على وجوهم

الأب مراد : وانا كمان مستحيل اعترف بيه وبوافق والدي في قراره ، ارميه

صعقت الأم من هول ما سمعت من زوجها وقالت في توسل وبكاء شديد

الأم : انت ازاى جالك قلب تقول كدا معقول دا ابنك ومن لحمك ودمك ياخي انت اي ، ازاى انت مش ممكن يكون عندك قلب مش ممكن

الأب في غضب شديد : البتاع دا مش ابني، ولا عمري هعترف بيه ، ولآخر مره هقولها انا مش مسئول عنه ارمييه

الأم في بكاء وتوسل : طب ارجوك على الأقل خليني اوديه لأهلي يربوه

الأب : مستحيل سمعتي هتسوء لو حد عرف بالبتاع بتاعك دا مش ممكن

جعلت الام تبكي وتتوسل واضطر الأب الي الموافقة، اتصلت الأم بأهلها وجائوا لأخذ الطفل ورحلوا ...................

بعد مرور عشر سنوات

في يوم مشمس جميل والسماء صافية والشمس ساطعة ونورها يبعث الأمل في قلوب الناس ، يركض في شوارع القرية صبي في سن العاشرة من عمره ، وترتسم على وجهة ابتسامة دافئة وساحرة ، تمليء وجهة الملائكي بعينيه الفضيتان ، وشعره الأحمر الناري ، ويدلف الى المنزل .

زين: تيتاااا ، انا رجعت
الجدة : اهلا اهلا حضن ليااا

ركض زين ليرتمي في حضن جدته الدافيء

الجدة: حبيبي مترحمش منك ابدا ، قولي بقي يومك كان عامل ازاى انهاردة
زين بإبتسامة دافئة : كان يوم تحفة ، صحابي كانو بيلعبوا كورة قدم انهاردة ولعبت معاهم ، " هرش دماغه وقال بمزاح " اي نعم مش بعرف العب قوي بس اديت دوري هههه

ثم سرح قليلا واخذ يجوب المنزل بيعنه ثم سئل سارحا : اوماال جدو وخالو فين ؟
الجدة : قاعدين في الاوضة جوا بيتكلموا ، تعالا معايا نحضر الغداء تلاقيك مفرهد بعد اللعب دا كله يلا
زين: عندك حق يلا بينا

ثم ذهبوا الى المطبخ لتحضير الطعام

________________________________

في جانب آخر في مدرسة لذوي القدرات الخاصة ، حيث توجد كل العائلات القوية ، حيث تعيش هناك عائلة الزيات ، *** في سن العاشرة مع أخته التوأم واصدقائه ، يتمشون في حديقة المدرسة الخضراء الجميلة ، يسمع صوت من خلفه

صوت : سامي الزيات

يستدير سامي للخلف بشعره البني المائل للأشقر و عينان زرقاوتان : نعم يا آنسة
تجيب الفتاة في خجل : ممكن تساعدني في المذاكرة انهاردة
تجيب اخته ميرا فتاة بشعر اشقر وبشرة بيضاء صافية كالحليب و عينان زرقاوتان كالبحر في صفائهما : مشهور كالعادة ياخويا يا رايق 😉
سامي : ميرا لي متحطيش لسانك دا ف بقك وتخرسي خالص 😑
تبستم بمرح وتقول : وماله من عينيا بس كدا
سامي بإبتسامة صافية عذبة ينظر الى الفتاة : ممكن

في القرية

كانت الشمس مشرقة والرياح معتدلة والهواء نقي ، كان الطلاب في المدرسة ، ثم جاء زين والقي التحية

زين: صباح الخير

رد الطلاب : صباح النور

وثم عادوا يتحدثون مع بعضهم مرة اخري ، ثم ذهب زين الي مقعده وجلس مع أصدقائه ، فهد و منير ، مازن ، زينة ، امنية

فهد صبي بشعر اسود وعينان زرقاوتان كان بمثابة الأخ الاكبر والحكيم الذي يستشيره الطلاب في امورهم

اما منير فهو صبي بشعر اسود وعينان بنيه ، كان كالتوأم بالنسبة ل زين وصديقه المقرب يخبره بكل أسراره، ودائما ما يكونان معا ، شخصية باردة نوعا ما لا يعطي مجالا للآخزينعدا زينطبعا، ودائما ما تكون ردوده فظه

مازن هو صبي بشعر اشقر وعينان خضراوتان ، شخصية مرحة جدا ويعمل على اسعاد اصدقائه عندما يكونوا مكتئبين ، وهو افضل من يلجأ اليه اصدقائه عندما يكونون في مشكله

زينة هي فتاة فتاة بشعر بني وعينان سوداوتان ، فتاة مرحة وجريئة ، وهي رئيسه مجلس الطلاب وهي تحب فهد ايضا .

امنية: فتاة جميلة لأبعد الحدود بشعر اسود كالحرير و عينان عسليتان وبشره صافية وبيضاء خجولة ورقيقة وتحب رين

بدأ زين يتحدث مع اصدقائه وكانوا يريدون الخروج معا لعمل الواجب و التنزه والاستمتاع ، ثم دخل الاستاذ وقال : صباح الخير ، انهارده في طالب جديد انضم لينا ، رحبوا بيه من فضلكم

ما ان انهي الاستاذ كلامه دلفت فتاة صدم الجميع عند رؤيتها ، يا للهول ما هذا ان جميلة جدا ، لكنها تبدوا من النوع البارد ايضا ، حسنا ايا يكن ها هي تتحدث ، قطعت الفتاة هذا السكوت ببضع كلام عرفت فيها عن نفسها بالمختصر الشديد : اسمي ريم و اتشرفت بوجودي هنا

ولم تنتظر وذهبت الى اخر الحجرة وجلست في مقعد بمفردها ترتدي الزنط الذي يخبيء معظم وجهها ولكن ينسال شعرها على كتفها

وكان مقعدها بالقرب من مقعد منير

اكمل الاستاذ شرحه ثم بعد ان انهي طلب منهم ان يكتبوا تقريرا عن الوالدين ، بداء الاستياء على وجه ريم اما زين بدا على وجهه الحزن ، وكان اصدقائه ينظرون اليه ويعلمون السبب ، يرجع السبب الى ان جدا زين اخبراه ان والداه توفيا فور ولادته، لم يعرف زين شعور الأب والاب قط لذلك بدا على وجهة الحزن ، وقلق اصدقائه عليه فهم يعلمون انه يتيم

ظل زين يفكر في مسألة التقرير ثم عاود الابتهاج وتذكر انه ليس وحيد ولديه جده وجدته ، وخاله ايضا ، لم يرد ان يقلق اصدقائه فجائوا اليه بعد انتهاء الحصة

منير : محتاج مساعدة يصحبي ؟
مازن : مساعدة ؟ من مين ؟ منك انت ؟ يا راجل قول كلام غير دا انت مبتعرفش تقول كلمتين حلوين على بعض لحد دا حتي ابوك وامك

وضحك الجميع على كلام مازن ، ف بدا الانزعاج على وجه منير
وقال : على اساس انك ابن البطه البيضه وانا ابن البطه السودا يعني ، ما كلنا في الهوا سوا بلاش فضايح بقي انت كمان مبتعرفش

شعر زين بإهتمام اصدقائه به فضحك
ثم قال: مش عارف اشكركم ازاى بجد ، شكرا ليكم على اهتمامكم دا
منير : انت عبيط ياض انت اخويا
مازن : ولو اني عمري ما اتفقت معاك في حاجة بس في دي عندك حق

ضحك الجميع

ثم قال زين وهو يبتسم : بجد بشكركم على اهتماكم دا بس متقلقوش ، هطلب المساعدة من جدي وجدتي وهما افارس هيساعدوني ، بس خليني دلوقت في موضوع الخروجة دا ، ليه منخرجش بعد المدرسة ؟

وافق الجميع
وقال فهد : بالمناسبة انا عازمكم انهارده علي حسابي
ردت زينة: ياسيدي ياسيدي اي الكرم دا ، كسرتوا البلاطة ولا ايه ؟
قال فهد : لا انا الاخ.الاكبر هنا وهكسر البلاطة فعلا ، بس فوق دماغك لو مسكتيش

ضحك الجميع على جملة فهد
وقال منير : ثانية بس بمناسبة اي انت الاخ الاكبر واحنا كلنا نفس العمر تقريبا
رد زين: عشان تقريبا فهد هو اكتر حد عاقل فينا وبيتصرف بنضج صح ؟
رد منير : لا مش صح لكن مش مهم
فهد : انت بس مش عاوز تعترف بس مش مهم بردوا
امنية: طيب يعم العاقل انت وهو خلينا ننجز في يومكم اللى مش فايت دا عشان نلحق نروح قبل ما الليل يليل عشان ورانا واجب ولا نسيتم
زين: عندك حق يلا بينا

نهضوا ليخرجوا ف اصطدم زين بفتاة وانسكب الكوب الذي كانت تحمله ، ف نظر اليها زين اذ بها ريم ،
ف قال لها في اسف شديد: بجد اسف مكنتش اقصد هشتريلك واحد بداله

ردت ريم : لا عادي مفيش مشكله حصل خير

امنية: انتي الطالبة الى انضمت جديد لينا مش كدا

ريم : ايوة انا

زينة : اهلا بيكي ، انا زينة ، ودي امنية، ودا فهد ودا مازن ، واخيرا وليس اخرا المزعج منير

منير : بقول اسكتي بس

ضحكت ريم ثم قالت : اتشرفت بيكم

زين: اهلا احنا كنا خارجين دلوقتي حالا ممكن تيجي معانا لو حابه مفيش مانع

ريم: ...............

زين: متقلقيش هشتريلك عصير هناك بدل اللى اتكب بسببي

ريم: انا بس مش عاوزة اتقل عليكم وانتو شلة مع بعضكم

الجميع عدا منير: لا ابدا ولا تتقلي ولا حاجة هنكون مبسوطين لو جيتي

امنية: هنطلب ايه ؟

الجميع : بيتزا

فهد : خلاص هطلب ٣ بيتزا

زين: ومتنساش العصير انا وعدت ريم

ريم : لجد انسي مفيش داعي

زين: لا ازاى ميصحش انا قولت كلمة خلاص

ريم : اللى تشوفه

منير : يحنين ، اي الحنية والطيبة دي كلها ياض

زين: اي المشكله ف كدا هي الطيبه وحشه ؟

فهد و امنية وزينة : ملكش دعوة ب طيبته يا منير هو احسن حاجة فيه طيبته خليك انت في غشوميتك و غبائك

منير حط رجل ع رجل وبلا مبالاة بيبص للسقف ومربع ايده ورا راسه : طيب

ريم ابتسمت : انت فعلا شخص لطيف يا رين

احمر وجه زين خجلا وقال : شكرا

جاء الطعام وبدئوا بالنقاش حول موضوع التقرير ، فشعرت ريم بالازعاج من ذلك وحاولت اخفاء ذلك
انتبه زين لها وكذلك فهد ، لكن لانها حاولت اخفاء ذلك ، قرروا عدم ازعاجها ، انتهو من الطعام وقرروا الرجوع الى المنزل ، وبقي زين وريم ، كان مرتبكا ، لا يعرف عن ماذا يتحدث نظر الى النهر وكانت الشمس تغيب ، كان منظر الغروب غاية في الروعة والشمس تنعكس على جدول الماء ، فقال لها
زين: منظر جميل اوي
ثم اكمل قائلا: صحيح هتعملي اي في التقرير بتاع المدرسة
انزعجت لينا وقالت: مش عارف لسه مقررتش ، وانت هتعمل اي هتسأل والديك ؟
بدا الحزن على زجه زين وقال: معنديش اب وام ، للاسف ماتو وانا صغير ف اللفة ، وعايش مع جدي وجدتي

قالت ريم : انا بحسدك

صدم زين من كلامها ، فلما قد تقول ذلك ، أراد سؤالها ، ولكن ريم قالت
ريم : آسفة ، مضطره امشي

ووقفت ثم ذهبت ركضا

وقف زين مصدوما لما فعلتة ريم

عاد الى المنزل ليجد خاله هناك ،

زين: ازيك يا خالو انا رجعت

الخال : ازيك يحبيبي اي اخبارك

زين: بخير يا خالو ، اومال فين جدو وتيتا ؟

الخال : راحو مشوار صغير عند ناس صحابهم وجايين ، محتاج حاجة ؟

زين: اه كنت محتاجهم ضروري ، امتي هيرجعوا ؟

الخال : خلال ٣ ايام ، خير في حاجة ولا اي

زين:ياااه ٣ ايام لي ، لا بس اخدنا تقرير انهارده وكنت محتاج مساعدتهم

الخال : تقرير عن اي ، ممكن تسألني

زين: الوالدين

فجأة تحولت ملامح خاله الي الحزن ولكن حاول اخفاء ذلك ثم قال بإبتسامة : مفيش مشكله ، انا هساعدك في التقرير ده بكل حاجة تحتاجها متقلقش

زين بسعادة : شكرا يا احلى خال ف الدنيا ، بس خد بالك هعتمد عليك اوعي تسوحني ، هههه

الخال : عيب عليك ، بص هظبط

زين: يخوفي تعشمني وتغدر بيا

الخال : يبني عيب عليك قولتلك هظبطك

زين: يسترررر اما نشوف

الخال هو رجل طويل شعره اسود وعيناه سوداوتان شخصية قوية واثق من نفسه دائما ، غير متزوج ، يحب زين ويعتبره ك ابنه

__________________________

في المدرسة

قدم زين التقرير بعد ان ساعده خاله في ذلك ، وقد حصل على تقدير جيد جدا ، اما فهد وزينة كان تقديرها ممتاز ، ومنير والآخزين كان تقديرهم متوسط ، عدا ريم التي كان تقديرها مقبول

مع مرور الوقت صارت ريم صديقه ل زين و اصدقائه يخرجون معا ويتنزهون دائما وصارت بينهم نوع من الألفة ، وكان زين لا يزال يشعر بالفضول للإستفسار عن سبب قولها لذلك الكلام ، والذي كان انها تحسده على موت والديه ، كيف يعقل هذا !! ، اتحسده على موت والديه ، كيف لعقل ان يستوعب ذلك ، سحقا كان يكاد يموت من الفضول ليعرف السبب ، وكان صدره يخالجه ليسألها ، ولكن كلما حاول سؤالها كانت تتهرب منه دائما ، فلم يعاود لسؤالها مرة اخري ، وخلال هذه الفترة صارا مقربين جدا من بعضهم البعض ، يتحدثان معظم الوقت ، خصوصا في طريق العودة من المدرسة ، وبدأت تتولد داخل زين مشاعر الاعجاب نحوها ، ف ريم كانت شخصية قوية وتهتم بأصدقائها وفوق ذلك كانت ذكية وجميلة جدا ،

وفي ذلك اليوم الصيفي الحار خرج زين واصدقائه من المدرسه

فهد : اخيرا اجازة الصيف جات

امنية: حصل بجد انا مش مصدقه الدراسة كانت متعبة جدا مش مصدقه اننا

خلصنا ، انا كنت مستنيه الاجازة دي جدا

زينة: ومين مكنش مستنيها كلنا كنا متسنينها ، دي كانت سنة رخمة وصعبة جدا حتي بالنسبة ليا

منير : فعلا كانت سنة رخمة شبهك وطويلة اوي ، كويس انهي خلصت الواحد مستني الاجازة بفارغ الصبر اخيرا هرتاح منكم يا سلاام

مازن : مين قال انك هترتاح مننا قاعدين على قلبك يخويا ، ولا انت مش ناوي تيجي معانا وهتسيب زين؟

منير : مين قال اني هسيب زين دا انا هقيم عنده وبعدين اعرف اهله كلهم وهو اخويا التوأم وطبيعي نبقي مع بعض

زين: هيبقي ممتع فعلا ، انا بكره القعدة ف البيت لوحدي وهتسلوني ف البيت ، هنلعب بلايستيشن ونتفرج على افلام للصبح

امنيةبخجل : ممكن انا كمان ابقي معاكم

فهد : مستحيل انتي سخنة يماما؟

امنية بخجل : ليه

زينة : مش مصدقة ان امنيةبنفسها يتطلب ياشيخة دا انتي بتكفرينا كل سنة عشان تخرجي

امنيةبخجل : انا .. انا قصدي اننا صحاب وعادي نفضل مع بعض ولا اي

زينة وفهد بخبث وغمزه : ولا اه

امنية: اي دا ف ايه

زينة وفهد الابستامة على وجههم : ولا حاجة يا قطة

قال مازن في ذلك الوقت : طب طالما كدا بقي ف انا كمان هبات عندك يازين، بس تفتكر خالك هيوافق ؟

زين: عادي مفيش مشكله خالى شخص لطيف وطيب افارس مش هيمانع ، بس كل واحد فيكم يجيب معاه العاب وهو جاي لزوم التسلية ، اما الاكل في هيبقي عليا انا متعطلوش هم

ريم كانت صامته ولم تشارك في هذا الحديث وبدت شاردة الذهن ف قال زين: ريم هتيجي انتي كمان ؟

ريم بإنتباه : نعم ، اجي ؟، اجي فين ؟

زين: يووووه دا انتي مش معانا خالص ، كنا بنتفق اننا هنبات عندي هنقضي الاجازه مع بعض ، ف بسألك اذا حابه تشاركي معانا ؟

ريم : آسفو بس مش هقدر

زين: ليه اشمعنا ؟

ريم: آسفة مضطرة امشي ، باي

زين: لح...

ذهبت ريم قبل انا يكمل كلامه

زينة : هي كانت متضايقة ولا انا بيتهيألي

امنية: لا دي كانت زعلانه مش متضايقة

منير ببرود : طيب وانتو اي دخلكم

مازن : دي صحبتنا يغبي ، اللي شبهك عمرهم ما هيفهموا للأسف

منير : اخرس

فهد : هنعمل اي ؟

رين: انا قلقان ، هروح وراها عشان حاسس ان في حاجة

فهد : تمام واحنا هنيجي معاك كلنا اصحاب مينفعش نسيب بعض

ذهب الجميع خلف ريم
وعندما وصلوا الي بيتها سمعوا صوت صراخ عالي ، كان ل رجل وما لبثوا ان سمعوا صوت صراخ آخر كان ل امرأة افزعهم ذلك ،لكن كانو قلقين على ريم فقرروا ان يعرفوا ماذا يحدث

الأم : انتي قليلة الادب وملكيش لازمة اصلا ، ليه ما تبقيش زي اخوكي الكبير

الأب : بشعر بالعار كونك بنتي ، اتصرفي بشكل محترم قدام الضيوف على الأقل ، ولا انتي مصرة على انك تهيني نفسك ، ميت مرة قولتلك خلي اسلوبك حضاري ومتعمليش الافعال السخيفة زي الجري في الممرات وانتي مبتسمعيش كلامي

الأخ : بعتذر يجماعة عن تصرفات اختي

الضيوف : مفيش مشكله هنتوقع اي منها يعني

ريم في نفسها : متعيطيش متعيطيش انتي قوية وانتي مغلطيش هما السبب

الأم : اخفي من قدامي دلوقتي مش عاوزة اشوف وشك دا

احدي الضيوف كانت فتاة بعمر ريم تقريبا كانت تنظر الى ريم بنظرة احتقار واستهزاء وتضحك عليها مما زاد شعور الألم عند ريم ، رأي الاصدقاء ما حدث لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء رغم اشتعالهم غضبا لما حدث لصديقتهم ، فهي لم تفعل شيئا لتجازي هكذا ، ولكن عائلتها كانت متشدده جدا ، كان زين يفكر في حلا لمساعدة ريم فلقد آلمه ما اراه وعلم لما اخبرته ريم بأنها تحسده لما رآه من قسوة اهلها عليها وتمسكهم بالعادات الغبية ، ولا تشغر بحب ولا اهتمام احد من عائلتها لا اخيها ولا ابيها ولا امها ، ويسيئان اليها أيضا امام الضيوف غير مكترثين بما تشعر ، سحقا اي عائلة هذه ،

ذهبت ريم الي غرفتها تحاول كتم دموعها ولكنها لم تستطع واجهشت في البكاء وتحاول خفض صوت بكائها كي لا يسمعها احد ، ولقد اعتادت علي مثل هذه المواقف ، فدائما ما تحدث مثل تلك الأمور ، ولكن مازال الامر مؤلما بالنسبة لها ، ولكن وجود اصدقائها خفف عنها القليل ،

____________________________
في القرية
في منزل زين

زين: انا رجعتتتت

الجد : صوتك عالى لي يبني بالع ضفدعة

انطلق زين الى حضن الجد وقال : وحشتني اوي كنت فين، واي دا اووف ، هدومك كلها تراب كدا لي

الجد يضحك : هههه وانت كمان وحشتني، كنت شغال في الأرض ، رغم انه شغل متعب بس بستمتع بيه

زين: العضمة كبرت بقي ياجدي خلاص كفاية عليك كدا

الجد : يا ابن الكلب انا لسه بصحتي ههه

الخال : بتتكلم ولا كإنك شاب ف العشريين ، اي يراجل يعجوز دا انت معدي الستين ، متتعبش نفسك ف شغل الأرض عشان كفاية عليك كدا ، وانت يازين ادخل غير هدومك دي عشان نتغدي انا على لحم بطني من الصبح

زين: ههههه ، حاضر

الجده : زين انت هنا ، يلا بسرعة تعالا خد الغدا معايا

زين من جوا الاوضه : حاضر يا تيتا

كان زين يبدل ملابسه ووقف امام المرآة ثم تذكر ريم وماحدث في منزلها وكيف كانو يعاملونها فأصبح حزين وشارد الذهن وافاق على صوت جدته

الجدة : زين انت واقف عندك بتعمل اي ، وبعدين ندهت عليك الف مرة مبتردش ليه

زين: معلش سرحت شوية

الخال : اوبااا، الحلو سرحان ف اي بق في مزة ولا اي ؟

زين: .......................

الجد : اي دا بجد !! هي مين !! عاوز اشوف الزوجة المستقبلية ل حفيدي

الجده : اسمها اي عندها كام سنة ساكنه فين مجبتهاش معاك لي

زين: اييييييي اهدو اهدو الموضوع مش كدا خالص ، احنا بس مجرد اصحاب وهي عندها مشكلة وانا كنت بفكر ازاى ممكن اساعدها

الخال : مشكلة؟ اي المشكلة؟

الجدة : قلقتني ، خير اي المشكلة؟

الجد : ممكن تقولنا واحنا ممكن نقدر نساعدك

زين: الحقيقة ان اهلها بيعاملوها بطريقة وحشة و بيقسوا عليها بدون سبب ، وانا خايف اتدخل لان مليش دخل بالموضوع والموضوع ميخصنيش بس في نفس الوقت مش قادر معملش حاجة

الخال : فهمت قصدك بس اعذرني انت متقدرش تعمل حاجة لان الموضوع فعلا عائلي وانت ملكش دخل

الجد : وانا بوافقه في الرأي دا ، الموضوع فعلا عائلي واي تدخل هتتأذي انت وممكن تأذيها كمان اكتر

الجده : وانا مش موافقاكم الرأي دا

زين بفرحة : بجد عندك حل

الجده : الحل الوحيد هو انك تكلمها وتقولها تكلم عيلتها ولازم تعرف اي المشكلة عشان تعرف تلاقي حل ليها الاول ، افارس في سبب لسوء معاملتهم، لو عرفت اي هو جايز تقدر تحل المشكله وتحسن علاقتها بيهم

زين: مش عارف لي مفتكرش لانها بتكرههم اصلا ، وخايف اقولها تقولي وانت مالك واني بتدخل في حاجة متخصنيش

الجد : اعمل الى انت شايفه صح ومتندمش على النتيجة مهما كانت اي هي

زين: شكرا ليكم على النصيحة ، صحيح افتكرت انا اتفقت مع صحابي اننا هنقضي الاجازة هنا وهيبيتوا معايا بعد اذنكم طبعا ، ممكن ؟

الجد: طبعا مفيش مشكله خدوا راحتكم

زين: تسلملي يا راجل ياعجوز

الجد يضحك: يابن الكلب قولتلك انا لسه شباب

________________________

بعد بضعة ايام
طلب زين من ريم ان يلتقيا واراد ان يخبرها بالموضوع فلقد حس ف الايام السابقة يفكر في ذلك وحسم امره على اخبارها بذلك ، فذهب الي الحديقة وجلس ينتظرها

ريم : اهلا ، اسفة اتأخرت عليك ؟

زين: لا عادي ولا تأخير ولا حاجة ، ثم ان المكان جميل معنديش مانع انتظرك العمر كله هههه

ريم ابتسمت بحياء : حصل بحس براحة نفسية هنا ،بس ليه طلبتني ؟

زين: كنت عاوز ..... قبل ما نتكلم هشتري ايس كريم ، تحبي اشتريلك بطعم اي ؟

ريم : مفيش داع....

قبل ان تكمل حديثها قاطعها زين قائلا : اعتبريها هدية ينفع ترفضيها ؟

ريم : خلاص هات بطعم الشيكولاته

زين: ثواني وراجع

ذهب زين الي شراء المثلجات ثم عاد وتناولها هو وريم ، واثناء تناولهم كان زين يراجع نفسه ويراجع قراره وكيف سيخبرها وكيف سيتجنب غضبها و هو يعلم انا ستغضب وتقول له لما يتدخل فيما لا يعنيه ، ظل شاردا حتي لم ينتبه الي ريم التي كانت تنادي عليه من مده

ريم : اي يعم بقالي ساعة بنادي انت رحت فين

زين: معلش سرحت شوية ، خير ف اي

ريم : انت البي في ايه انت اللى طلبتني يبني

زين: اه صح ، الصراحة في موضوع كدا كنت عاوز اكلمك فيه ، بس انا خايف انك تضايقي وانا مش عاوز اضايقك وقضيت الايام الى فاتت عمال افكر وقولت اني لازم اقولك

ريم : اي يبني انت قلقتني في ايه

زين: الموضوع انه ف آخر يوم في المدرسة لما انتي سبتينا ومشيتي قررنا ان احنا نروح وراكي ولكن شوفنا اهلك وكانو قاسيي....

ريم : زين اسكت متكملش ، مش شايف انك بتدخل في حاجات متخصكش ؟

زين: انا اسف بس ....

ريم بغضب : مبسش ، مش عايزه اسمع حاجة انت بتضايقني بكلامك دا ، وتركته وذهبت راكضة الي المنزل وعيناها امتلأت بالدموع ، فلقد شعرت بالضعف امامه وهي تكره ذلك ، لم ترد ان يعرف اصدقائها بذلك ولكنهم عرفوا ، لم تعلم كيف ستواجه بعد ذلك الموقف ، تعلم انه كان يريد مساعدتها وقصد الخير ، لكن يصعب عليها تقبل كونه يعلم بذلك

______________

زين ظل واقف في مكانه حزينا تائها شارد الذهن، لا يعلم ماذا يفعل فهو كان خائفا من اغضابها ولكن حدث ما كان يخشاه ولم ينتبه زين الى شخص يراقبه من بعيد ينظر اليه بعينين مخيفتين ويبتسم ابتسامة تنذر بالشر
قائلا : اخيرا لقيته

الفصل الثاني من هنا

 

تعليقات