رواية وسقطت بين يدي الشيطان الفصل الثالث عشر 13بقلم مى علاء


 

رواية وسقطت بين يدي الشيطان الفصل الثالث عشر بقلم مى علاء

اشرقت شمس يوم جديد 
فتحت ريحانة عينيها ببطئ و نظرت لمكانه و من ثم اغلقتهما بنعاس و ما لبثت ان فتحتهم مرة آخرى و نظرت لمكانه و لم تجده .. فأعتدلت إلى وضع الجلوس و هي تمرر نظراتها حولها باحثه عنه .. فلم تجده ايضا ، فتنهدت و هي تمسح وجهها بكفها و من ثم اقتربت من حافة السرير و انزلت قدميها حتى لامست اصابعها الارض و قبل ان تنهض سمعت طرقات احدهم على الباب فأذنت له بالدخول 
- صباح الخير انسة ريحانة 
قالتها زهرة و على وجهها إبتسامة مشرقة ، فبادلتها ريحانة الإبتسامة و هي تقول
- صباح النور 
- في حاجة عايزه اقولهالك
- ماشي ، بس استنيني .. هدخل الحمام و ارجعلك 
قالتها ريحانة و هي تنهض من على السرير ، فأومأت زهرة برأسها و هي تقول
- حاضر
إتجهت ريحانة للحمام و دخلته ، بينما جلست زهرة لتنتظرها 
.......................................................... 
كان الشيطان يعتلي جواده الاسود و هو يتجول في الأراضي الخضراء الواسعة ، كان يتابع بنظراته الحادة العاميلن الذين يعملون في هذة الأرض .. كانوا يعملون بجد و هذا اعجبه ، فأوقف جواده و قال بصوت مرتفع
- ليكم مكافأة على شغلكم ... هزودكم في الرواتب الشهر دة ، ولو فضلتم تشتغلوا بجد هكافأكم اكتر 
ساد الصمت بعد قوله و تعالت الدهشة على وجوه العاملين ، فألتفت بجواده ببطئ و من ثم ضرب الجواد باللجام فركض . 
.......................................................... 
- حاولي تجيبي الورق دة بأي طريقه عشان مهم للسيد جلال
قالتها زهرة لريحان بعد ان خرجت من الحمام ، و اكملت 
- الورق دة يبقى معاكي قبل ما تهربي من هنا ، انا قلتلك التفاصيل اللي موجوده في الورق ، حاولي تلاقيهم 
اومأت ريحانة برأسها بشرود و من ثم سألت
- عندي سؤال 
- اتفضلي 
- القصر اللي جلال عايز ورقه ، قصر مين ؟ 
نظرت لها زهرة و قالت 
- القصر بتاع السيد بهجت الله يرحمه او بالأصح القصر بتاع اجداد الشيطان و السيد جلال 
- الشيطان و جلال!
قالتها ريحانة بإستغراب في حين اومأت زهرة برأسها ، فأكملت ريحانة 
- وهو فين القصر دة؟ 
- دة القصر .. اللي انتي عايشه فيه دلوقتي
نظرت لها ريحانة ببلاهه و قالت 
- انا مش فاهمه حاجة 
- مش فاهمه اية؟ 
- انتي بتقولي ان القصر دة بتاع اجداد جلال و الشيطان ... ازاي؟ ، مش دة قصر الشيطان بس! ... فأية اللي دخل جلال و ....
و من ثم صمتت لبرهه و هي تفكر ، و من ثم اتسعت مقلتيها في ذهول و هي تقول 
- هو في قرابه ما بين الشيطان و جلال؟ 
ساد الصمت لدقائق حيث قطعته ريحانة 
- مش بتردي عليا لية؟ 
تنهدت زهرة و قالت 
- في حاجات كتير متعرفهاش و منهم ان السيد جلال و الشيطان .... اخوات 
انفجرت شفتيها في ذهول و صدمة مما سمعت . 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دخلت غرفة الطعام و جلست في مقعدها ، نظرت لمقعده الخالي و تنهدت في حين اتت الخادمة و قالت بخفوت 
- تحبي احط لحضرتك الفطور و لا هتستني سيدنا ؟ 
نظرت لها ريحانة بشرود و صمتت لبرهه قبل ان تقول 
- هستناه 
اومأت الخادمة برأسها و عادت للوراء ، بينما ظلت ريحانة تنظر للهاوية بشرود و ضياع !
.......................................................... 
خرج جلال من قصره و إتجه لسيارته فأسرع السائق و فتح باب السيارة لسيده "جلال" ... فصعدها و اغلق السائق الباب ، امسك جلال بهاتفه و ضغط على عدة ارقام و من ثم وضع الهاتف على اذنه و هو ينتظر رد الطرف الآخر 
- كل دة عقبال ما ترد يا عجوز انت 
قالها جلال بغضب بعد ان رد الطرف الآخر ، فتأسف الطرف الآخر و قال 
- معلش يا سيد جلال .. سمعي على قدي و...
قاطعه جلال
- مش وقت سمعك دلوقتي ، ها .. وصلت الكلام اللي قلتهولك لريحانة؟ 
- ايوة 
- كويس ، تبقى تعرفني بكل جديد ، و حاول تخلي ريحانة تجبلنا الورق اسرع 
- حاضر يا سيدنا 
اغلق جلال الخط دون ان يرد و من ثم نظر من خلف زجاج النافذة و هو يقول للسائق
- سرع 
- حاضر 
قالها السائق و من ثم زاد من سرعه السيارة 
.......................................................... 
تلف لغرفة الطعام بهدوء و جلس في مقعده ، فأقتربت الخادمة و بدأت في تقديم الطعام بينما كانت ريحانة تحدق به بشرود و ضياع .. احقا جلال و الشيطان اشقاء؟ لا يوجد اي تشابه بينهم سواء شكلا او شخصية ! ، و ما يحيرها ان جلال لم يخبرها عن هذا ابدا .. فلماذا لم يخبرها؟ و ما سبب تلك العدواة التي تشتعل بينهم؟ ، لاحظ الشيطان تحديقها به ... فنظر لها بطرف عينيه ببرود و من ثم نظر امامه و بدأ في تناول طعامه ، فهزت رأسها و هي تتنهد و تنقل نظراتها لطبقها و من ثم مددت يدها و امسكت بقطعة خبز و غمزتها بالمربة و وضعتها في فمها و هي مازالت تفكر ... فهناك اسئلة كثيرة تريد ان تعرف اجابتها . 
،،،،،،،،،،،،،،
بعد ان انهى طعامه ، نهض و نظر لها نظرة عابرة قبل ان يخرج من غرفة الطعام و يتجه لمكتبه ، بينما كانت ريحانة تتابعه و فور خروجه القت بالملعقة على الطاولة بإهمال و عادت بظهرها للخلف و هي تدلك رأسها بضيق في حين تتأفف و تحدث نفسها بضيق 
- هتجنن من كتر التفكير .. هتجنن 
و من ثم نهضت و خرجت من غرفة الطعام و سارت في الممر و صعدت السلالم و توقف في الطابق الذي يوجد فيه جناحه ولكنها تذكرت جده "عبد الخالق" فنظرت حولها و من ثم صعدت للطابق الثالث بحذر و إتجهت لغرفته و دخلتها بعد ان طرقت الباب بخفوت ، اقتربت منه ببطئ و هي تنظر له فهو كان نائم و من ثم توقفت و اللتفتت و إتجهت للباب مرة آخرى لتغادر و لكنها 
- جايه تزعجيني لية 
قالها بمزاج و هو مغمض العينين ، فتوقفت و قد شعرت بالفزع لوهله و لكن سريعا عادت لطبيعتها و إرتسمت على شفتيها إبتسامة و هي تلتفت له و تقول و هي تقترب
- انت صاحي! .. افتكرتك نايم 
- كنت نايم .. بس صحيت لما دخلتي و ازعجتيني 
- اسفه على ازعاجك بس جيت اطمن عليك 
قالتها و هي تجلس على الكرسي الذي يوضع بجانب السرير ، فإبتسم لها بسماحة و قال 
- انا كويس ، شكرا لأنك جيتي و اطمنتي عليا 
إبتسمت له و قالت بعد صمت 
- ممكن اطلب منك طلب
- اطلبي
- ممكن اناديك ب .. جدو 
قالتها بخفوت و خجل وهي تخفض رأسها ، فإبتسم بحنان و قال 
- اكيد ، انا بعتبرك حفيدتي 
إتسعت إبتسامتها و هي ترفع رأسها و تنظر له و تقول بسعادة 
- شكرا يا جدو 
نظر لها وقال بجدية مصتنعه 
- بس في شرط 
نظرت له بإستغراب فأكمل 
- متبقيش مزعجه يا حفيدتي و متتعبيش جدك ... مفهوم ؟
اومأت برأسها و هي تقول 
- انا حفيده مطيعه .. مش هتعبك ، متخفش ... بس " اكملت بجمود مصتنع " انا كمان عندي شرط 
رفع حاجبه و قال 
- مستغله ، قولي 
- تجاوب على اسألتي ... كلها و بدون كدب
قهقه و قال 
- يا سوسه ، عشان كدة عايزاني ابقى جدك !
ضحكت بخفة و قالت 
- لا طبعا ، انا عايزاك تكون جدي 
- مش مصدقك 
قالها بمزاح ، فنهضت و قالت 
- عشان تصدق .. هسيبك عشان ترتاح ، اهو انا حفيده مطيعه 
إبتسم و قال 
- ماشي ، حاسبي ليشفوك الشيطان وانتي خارجه من هنا 
اومأت برأسها و قالت 
- متقلقش ، سلام 
و من ثم إتجهت للباب و فتحته و خرجت و اغلقت الباب بهدوء و من ثم تقدمت من السلم و نزلت بضع خطوات و من ثم توقفت و هي تتنفس بعمق و تجلس على احدى السلالم و شردت . 
استيقظت من شرودها على صوت زهرة التي قالت بقلق
- انتي كويسه؟ ... قاعده هنا لية؟ 
نقلت نظراتها لزهرة التي كانت تحمل صينية و قالت 
- عادي 
اومأت زهرة برأسها و قالت 
- الدوا .. يلى خديه 
مددت ريحانة ذراعها و اخذت كوب الماء و قرص الدواء و شربته ، و قالت 
- شكرا 
إبتسمت زهرة و عادت للخلف ببضع خطوات بينما نهضت ريحانة و قالت 
- فين الشيطان؟ 
- في مكتبة 
.......................................................... 
- وصلت للحدود؟ 
قالتها عايدة للطرف الآخر الذي تحدثه عبر الهاتف ، فرد الطرف الآخر و الذي كان جلال
- عايزه تعرفي لية؟ 
- مش انت اخويا .. يعني لازم اطمن عليك 
قالتها عايدة بخبث ، فرد جلال بتهكم 
- عشان تطمني عليا و لا عشان توصلي المعلومات للشيطان !
- اخس عليك .. بتقول على اختك الوحيدة كدة 
- انا معنديش اخوات ... ماتوا 
- لاه لاه .. هتموتني و انا لسه عايشه ... للدرجة دي بتكرهني 
قالتها بحزن مصتنع ، فقال بنفاذ صبر 
- عايزه اية يا عايدة .... انجزي 
- عرفت انك عايز ورق القصر .. عايز الورق لية ؟ 
- عرفتي منين؟ 
قالها بحدة ، فقهقهت و قالت بتباهي 
- كل صغيرة و كبيرة بتحصل بعرفها من مصادري الخاصة ، ها.... انت مردتش على سؤالي 
- انتي عارفه جوابي 
- اممم .. بس انا مش هسمحلك تاخد القصر دة يا اخويا 
- نعم! 
- انت عارف اني بخطط عشان اتجوز الشيطان .. و القصر دة هيبقى بتاعي لأني هبقى مراته و....
- انتي خيالك واسع 
قاطعها جلال بتهكم و اكمل 
- عمر ما الشيطان فكر فيكي و لا عمره هيتجوزك عشان هو عارف دماغك و عارف انتي عايزه توصلي لأية 
اغاظها قوله و اشعرها بالغضب فقالت بحزم 
- استنى عليا .. انا هتجوزه و اصبر و شوف 
- هستنى و اشوف
قالها ببرود قبل ان يغلق الخط ، بينما هي القت بالهاتف على السرير بغضب و هي تتمتم 
- هتشوف يا جلال ... هتشوف 
.......................................................... 
طرقت ريحانة بقبضتها على باب مكتبه و من ثم دخلت بعد سماع اذنه لدخولها ، تقدمت منه ببطئ و هي تشعر بالإرتباك و التردد ، رفع نظراته لها و تابعها حتى جلست على المقعد المقابل لمكتبه ، ظلت صامته و هي تبحث عن بداية لحديثها و لكنها لم تجد . 
- لو هتقولي حاجة قولي لو مش هتقولي اخرجي 
قالها بجمود و هو يعيد انظاره الباردة إلى الكتاب الذي يمسكه بين يديه ، فرفعت نظراتها له و قالت بتلعثم 
- هو انا ... كنت عايزه ... اطلب .. قصدي اسألك عن حاجة 
ظل صامتا ، فأرتبكت اكثر فشابكت اناملها ببعضهم بتوتر و هي تقول بجزع 
- انا عارفه ان السؤال ميخصنيش و مليش اسأل فيه بس هو سؤال محيرني ، المهم .. 
- ايوة .. المهم 
قالها بنفاذ صبر و هو يرفع نظراته لها ، فأبتلعت ريقها بصعوبة و قبل ان تخرج حروفها التفتت للباب بعد ان سمعت طرقات احدهم عليه 
- ادخل 
قالها الشيطان امرا ، فدخلت عايدة و توقفت عندما رأت ريحانة معه ، فشعرت بالضيق و لكنها لم تظهر ضيقها حيث تقدمت و جلست على المقعد المقابل ل ريحانة و وضعت قدم على آخرى 
- جيتي لية؟ 
قالها الشيطان بجمود ، فإبتسمت عايدة و هي تنقل نظراتها له و تقول بدلع مصتنع 
- كنت جايه اطمن عليك و اشوفك ، اصلك وحشتني
- عايدة 
قالها بصرامة و هو يضع الكتاب على مكتبه ، فإتسعت إبتسامتها و قالت بوقاحه ممزوجة بالدلع
- يا عيون عايدة 
نظرت لها ريحانة بإستحقار لأسلوبها الوقح ، بينما كور الشيطان قبضته بنفاذ صبر و قال 
- عايدة .. قولي عايزه اية ، مش فاضيلك 
- يعني مش فاضيلي و فاضلها !
قالتها بحزن مصتنع ، فتحولت نظراته للحدة و اتى ان ينهض فسبقته عايدة بقولها و هي تضحك 
- خلاص هقول .. بس متتعبش نفسك و تقوملي 
رمقها بغضب فقالت و هي تنظر لريحانة
- عايزه نتكلم لوحدنا .. اطلعي برة
نظرت لها ريحانة بإحراج و من ثم نقلت نظراتها له و نهضت و قبل ان تخطوا خطوة واحدة قال الشيطان بجمود 
- اقعدي 
نظرت له ريحانة ببلاهه و ظلت واقفه ، فأعاد ما قال بحدة 
- قلت اقعدي ، مش سامعه! 
جلست و هي تنظر له بجزع ، بينما نظرت له عايدة بغيظ و قالت ببرود مصتنع 
- خلاص ، عايزها تسمع اللي هقوله .. براحتك 
و صمتت لبرهه قبل ان تقول 
- مش عايز تحقق امنية امك بقى و تتجوز ... اصل انا عندي واحدة هتعجبك 
نظر لها ببرود و قال بجمود
- بتتخطي حدودك 
- مفيش حدود بين الأخوات 
- اخوات! 
قالها بتهكم ، فصمتت عايدة لبرهه قبل ان تقول بجدية 
- بص ... بدون لف و دوران ، انت عارف اني بحبك و عايزه اتجوزك و...
اتسعت مقلتي ريحانة في ذهول مما قالته عايدة ، بينما قاطعها الشيطان عندما قهقه بسخرية و هو يقول 
- مش كنا اخوات من دقيقة! 
- انت عارف ان انا و انت مش اخوات إلا اسما ، لأني انا اتولدت من ام و اب غير امك و ابوك 
- مش حاسه بالإحراج من نفسك! .. مش مكسوفه!
- لا مش حاسة بأي احراج او كسوف عشان...
قاطعها 
- عشان الفلوس و الثروة هتعملي اي حاجة 
- لا ... عشان بحبك 
- عليا يا عايدة ، دة انتي بنت بهجت بيه 
- بنت بهجت في الدم بس تربيه امك 
اظلمت عينيه فجأة و لاحظت ريحانة ذلك ، بينما اكملت عايدة بطريقة مستفزة 
- فبالتالي انا طالعة بجحة ومش بتكسف زي امك فهي اللي مربياني ، و زي ما بيقول المثل اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها 
- عايدة 
نادها بهدوء مخيف ، بينما اكملت عايدة بلا مبالاة 
- فاللأسف انا طالعة لأمك في طباعها السيئة كلها ، اصلا معتقدش ان في اي صفة حلوة فيها 
- عايدة ، حاسبي على كلامك 
قالها بحدة و هو يكور قبضته ببطئ و الغضب بدأ يتملكه ، فإرتسمت إبتسامة جانبية متسلية على وجه عايدة و هي تقول ببرائة مصتنعة 
- مالك ؟ ... هو انا بقول حاجة غلط او بتبلى عليها مثلا! 
و من ثم نظرت امامها ببرود و اكملت بطريقتها المستفزة 
- و اصلا انت عارف ان كلامي صح ، و لا عايزني افكرك بالماضي اللي مضى ! 
- برة يا عايدة 
قالها بهدوء غاضب ، في حين كانت ريحانة تتابعة بنظراتها المترقبة لتعابير وجهه و نظراته الغريبة الذي يحاول أخفائها خلف نظراته الحادة الغاضبة ، انتفضت بفزع عندما هتف بغضب جامح 
- اطلعي برة يا عايدة 
شعرت عايدة بالخوف و نهضت و غادرت سريعا ، بينما ظلت ريحانة جالسة في مكانها و هي مخفضة الرأس . 
- ريحانة 
قالها من بين تنفسه الخشن ، فرفعت نظراتها له ببطئ في حين تسارعت دقات قلبها و تملكها ذلك الشعور مرة آخرى . 
- اطلعي برة 
- نعم! 
قالتها ببلاهه ، فضرب المكتب بقبضته و هو يقول بغضب 
- بقول اطلعي برة 
نهضت بسرعة و هي تشعر بالخوف و إتجهت للباب بخطوات سريعة و وضعت كفها المرتجف على قبضة الباب و برمتها وخرجت و اغلقت الباب بهدوء و وقفت امام باب مكتبه ، فسمعت صوت إرتطام زجاج على الأرض .. فتراجعت للخلف بدهشة و صعدت السلالم بسرعة . 

كان صدره يعلو و يهبط من سرعة تنفسه الخشن ، و عيناه مظلمة كسواد الليل و كلمات عايدة السيئة عن والدته تتردد في اذنه .. فهو لا يتحمل سماع اي كلمة عنها لذلك هو غاضب ، امسك بسيجارته الفاخرة و اشعلها و وضعها بين شفتيه و من ثم ابعدها و نفث دخانها بغضب . 
.......................................................... 
بدأ الليل يسدل ستائره 
مستلقيه على السرير و هي تنظر للهاوية و كانت شارده ... حيث كانت تفكر في امور عدة و منهم "الشيطان و عايدة" ، كيف لعايدة ان تحب شقيقها! ، تذكرت كلمات عايدة ** انت عارف ان انا و انت مش اخوات إلا اسما ، لأني انا اتولدت من ام و اب غير امك و ابوك ** ، اعادت تكرار هذة الكلمات حتى فهمت ما علاقتهم ببعض ، فأعدلت إلى وضع الجلوس و هي تحدث نفسها بصوت مسموع 
- يعني اللي فهمته ان الشيطان و عايدة مش اخوات ، و لما قالت انها جت من ام و اب غير امه وابوه يعني مفيش غير حاجتين ، يا اما امه اتجوزت ابوها او ابوه اتجوز امها و بقوا اخوات بالأسم بس 
و من ثم صمتت لبرهه و هي تتعمق في التفكير 
- هي قالت ان امه ربته ... و دة معناه ان ام الشيطان اتجوزت ابو عايدة ، فبالتالي امه ربتها 
تنهدت بضيق و هي تحك جبينها و تكمل 
- بس هي لية قالت عليها الكلام دة؟ ، اكيد في سبب 
عادت برأسها لوسادتها و صمتت لدقائق قبل ان تضيق عينيها قليلا و تقول بتساؤل 
- اممم هو ممكن تكون حالة الشيطان اللي عليها دلوقتي بسبب امه ؟! 
هزت رأسها بعنف و هي تتأفف 
- و انا اية دخلي .. مش لازم اعرف السبب ورا اي حاجة بتحصل او حصلت ، انا ههرب من هنا و مش هرجع فمش هستفاد لو عرفت 
و بعد ان انهت جملتها اعتدلت و قالت بآسى 
- بس المشكلة ... عندي فضول اعرف 
مسحت وجهها بعنف و هي تنهض و تتجه للحمام و قبل ان تصل للأخير توقفت و سألت نفسها بحيرة 
- طب هو جلال جه منين؟ 
.......................................................... 
امسك جلال بهاتفه و نظر للأسم الذي يتصل به و على وجهه إبتسامة خبيثة و قال 
- كنت مستني اتصالك 
و من ثم وضع الهاتف على اذنه و قال 
- عز الدين بيه بيتصل بنفسه ، واحشني يا خال
- فين الورق يا جلال
قالها عز الدين بحدة بعد ان تجاهل قول جلال ، فرد الأخير بعدم فهم مصتنع
- ورق اية يا خال؟ 
- الورق اللي خليت ابني يسرقه 
- انت قولت .. أبنك اللي سرق ، فأسئله وداه فين 
- الورق معاك يا جلال ، و انا عارف 
- انت بتظلمني
- مش بظلمك ، الورق معاك لأن ايمن سرقه من عندي و ادهولك 
- طب المطلوب؟ 
- رجع الورق 
- اممم و المقابل
- المقابل!
- ايوة 
- الورق دة ميخصكش يا جلال ، رجعه
- ما انا عارف انه ميخصنيش ، فعشان كدة اخدته ، ولو عايزه ... أنت عارف بقى 
- عايز كام يا جلال 
- مش عايز فلوس
- نعم! 
- عايز العقد 
- نعم! 
قالها عز الدين بصدمة و هو يسعل ، بينما اكمل
- اي عقد ؟ 
- بتاع فيروز هانم .. الله يرحمها 
- مش معايا 
- ما انا عارف انه مش معاك ، بس هتقدر تطلبه من الشيطان 
- مستحيل اطلبه 
- خلاص ، قول سلام على ورق صفقتك اللي حطيت فيها كل فلوسك و ثروتك
و فور انتهائه من قول جملته اغلق الخط و نظر من خلف زجاج الشرفة بإنتصار و قال 
- و من هنا ... هنبدأ اللعب صح 
و من ثم التفت و إتجه للأريكة و جلس ، فأعلن هاتفه عن وصول رسالة ، ففتحها و قرأها فتحولت ملامح وجهه للغضب
.......................................................... 
خرجت ريحانة من الحمام على اثر سماعها لضجة كبيرة في الخارج ، فتقدمت من الباب و فتحته و خرجت و توقفت لبرهه و من ثم تقدمت و إتجهت للسلم في حين كانت عايدة تنزل ، فأوقفتها ريحانة و سألتها 
- هي اية الدوشة اللي تحت دي ؟ 
نظرت لها عايدة ببرود و قالت 
- معرفش ، انا هنزل و اشوف 
و من ثم تركتها و نزلت فتبعتها ريحانة و هي تشعر بالقلق . 
- في اية؟ 
قالتها عايدة و هي تنظر لذلك الرجل الذي يركع على الأرض امام الشيطان و يبدو انه نال الكثير من الضرب ، في حين رفع الشيطان نظراته الحادة لناحيتها و من ثم اعادها للرجل و قال بغضب
- و لأخر مرة هسألك .. مين اللي باعتك كجاسوس لهنا ، قول 
نظر له الرجل بخوف و لم يرد ، فتنفس الشيطان بخشونة و من ثم قال بهدوء غاضب 
- شكلك مش خايف و حابب تموت ، ماشي
فتقدم الحارس و مد كفه الممسك بالمسدس لسيده ، فأخذه الشيطان و وضع سباطة المسدس على رأس الرجل ، فبكى الرجل و هو يترجاه بقوله 
- لا ... لا يا سيدنا ، متموتنيش ، انا عندي عيال و عايز اربيهم ، ابوس ايدك 
و امسك الرجل بيده و اصبح يقبلها فدفعه الشيطان بقوة فوقع الرجل على الأرض بينما قال الشيطان 
- اخر فرصة ، هتقول و لا 
ظل الرجل صامتا ، فإبتسم الشيطان إبتسامة جانبية و قال 
- براحتك .. أنت اللي اخترت مصيرك 
و بعد ان انهى جملته سحب المطرقة بأصبعه للخلف فأصبح المسدس جاهز للإطلاق .
كانت ريحانة تتابع ما يحدث و هي تشعر بالشفقة على الرجل ، فتقدمت من الشيطان و وقفت امامه قبل ان يضغط على الزناد ، فنظر لها بقسوة بينما قالت هي بشجاعة لم تدرك من اين اتت بها 
- متقتلهوش .. حرام 
- ابعدي 
- حرام يا بيجاد تقتله ، هو مأجرمش 
- قلت ابعدي
صرخ بها ، فقالت بعناد 
- مش هبعد ... حرام تموت الناس 
- دة خاين ، و الخاين نهايته القتل بالنسبة ليا 
ارتجف جسدها لكلماته و شعرت ببعض من الخوف ولكنها تخلصت من شعورها الأخير و قالت برجاء 
- سامحه ، سامحه عشان عياله ، حرام يكبروا من غير ابوهم 
إبتسم الشيطان بتهكم و قال 
- اسامحه! ... مفيش حاجة اسمها مسامحة عندي 
- خلاص ... اقتلني قبله 
قالتها بحزم ، فنظر لها ببرود و قال 
- هقتلك قبله 
و وضع اصبعه على الزناد ، فأغمضت عينيها بخوف 
- خلاص ... هقول كل حاجة 
قالها الرجل قبل ان يضغط الشيطان على زناد المسدس ، فنظر له الشيطان بينما اكمل الرجل بتردد 
- السيد جلال .. هو اللي باعتني ، و مش لوحدي 
فتحت ريحانة عينيها بسرعة و التفتت و نظرت للرجل ، بينما قال الشيطان 
- مش لوحدك! 
نظر الرجل لريحانة بطريقة غريبة و صمت ، فقال الشيطان 
- كمل 
فنظرت ريحانة للرجل برجاء و خوف قبل ان ينقل الرجل نظراته للشيطان . 

يتبع.........
تعليقات