رواية عروستى ميكانيكي الفصل الثالث و العشرون بقلم سما نور الدين
كاد أن يحطم عنقها أمام هذا الشرطي بعد تلك الورطة بذهابهما للقسم ، فالتزم الصمت تماماً طوال الطريق وهو يتبع سيارة الشرطة التي تسير أمامه ، كانت تجلس بجانبه تفرك بكلتا يديها عندما نظرت إليه فوجدت أوداجه ترتعش وصوت اصطكاك أسنانه يصل إلى مسامعها ، سعلت بصوت خافت وهي تضع قبضة يدها أمام فاهها وحاولت النطق بأول كلمة التفت مسرعاً بوجهه ذو الملامح القاسية وصرخ بوجهها :
- أقسم بالله لو سمعت كلمة منك لهتشوفي مني اللي عمرك ماشوفتيه في حياتك كلها ، أنا على شعرة واحدة من ارتكاب جريمة قتل فحفاظاً على حياتك تخرسي لغاية ما أخلص من الورطة اللي دبسدتينا فيها دي فاااهمة !!
انكمشت بكرسيها وأشاحت بوجهها سريعاً ناحية النافذة تتابع الطريق بصمت ، كانت تريد الدفاع عن نفسها ولكنها شعرت بالعجز تماماً فلم تستطع أن تنطق ولو بكلمة واحدة وانصاعت لأمره تماماً ، في قسم الشرطة وأمام غرفة الضابط طلب منهما أمين الشرطة أن ينتظرا داخل الغرفة لحين قدوم الضابط المكلف بالعمل هذه الفترة ، أما السائق فظل بالخارج يجلس أرضاً بممر رواق القسم .
وبعد برهة من الوقت والصمت يخيم بأجواء الغرفة كان إبراهيم يجلس على الأريكة الجلدية بمكتب الضابط خافضاً رأسه ومائلاً بجذعه للأمام مستنداً بمرفقيه فوق فخذيه ويضرب قبضة يده براحة يده الأخرى ، رفع رأسه عالياً وقال وهو ينظر للفراغ أمامه بصوت خافت ولكنه مسموع :
- الله يخربيت اليوم اللي شوفتك وعرفتك فيه .
انتبهت إيمان الجالسة بجانبه بعد أن آثرت الصمت هي الأخرى فالتفتت إليه تقول من بين أسنانها بعد أن فاض بها الكيل :
- أنا الحق عليا إني مخليتش الراجل النصاب دا يعمل عليك مصلحة .
شعرت بالغيظ واستطردت هتافها بجانب وجهه :
- وكمان متبقاش أنت السبب وفي الأخر تلزقها فيا .
اتسعت عينيه والتفت إليه وقال بصوت مستنكراً وهو يشير لنفسه :
- أنا !! أنا السبب في اللي إحنا فيه ، أنا اللي قلت للظابط أنا عايز أعمل محضر ويالا بينا ع القسم .
تكتفت واستندت بظهرها فوق ظهر الأريكة وقالت بأريحية :
- لا بس لو كنت اتخانقت مع الراجل النصاب دا ومسكته ضربته واديته كام لوكمية في وشه ، كانت الناس هتتلم وتسلك بينكو وكانت هترسى في الأخر على إن كل واحد فيكم يركب عربيته وشكراً خصوصاً إن هو اللي غلطان بس هو شافك واحد هادي ومتأني قال فرصة أطلع من وراه بقرشين حلوين .
ضرب كفيه ببعضهما وهب واقفاً ليقف أمامها يضحك ويقول ساخراً :
- أنتي فاكراني إيه !! مين دا اللي يتخانق في الشارع والناس تتلم عليه .
وقفت بقبالته لا تحيد بعينيها عن عينيه وقالت :
- يكون في علمك الراجل النصاب دا اتبلى علينا ، ولولا إني اتكلمت قدام الظابط وجيبت سيرة الكاميرات كان زماننا مبرطشين جوة التخشيبة .
تخصر ومال بوجهه أمامها يقول بعد أن تقطب جبينه :
- مبرشطين !!
مالت شفتيها جانباً وقالت ساخرة :
- حضرتك بليد أوي في اللغة بص يا باشا لازم تكون مستعد لأي حوار يحصلك فجأة ، يعني وقت الإحترام تكون محترم ووقت البلطجة تكون بلطجي يعني من الأخر كدة لازم تكون الباشا المحترم البلطجي عشان تعرف تعيش في الدنيا دي من غير ما حد يعلم عليك .
أشارت باصبعها لجانب رأسها ثم قالت :
- فاهمني ولا توهت مني .
ضرب بأصبعه جبهتها وقال بصوت هادئ حاد :
- أنتي اللي لازم تفهمي يا هانم إن حسابك معايا هيكون عسير بعد المهازل اللي حصلت النهاردة في أول يوم ليكي في الشركة ، وحسك عينك يا إيمان تفتحي بوقك قدام الظابط لما ييجي فاااهمة !!
صرخ بكلمته الأخيرة بوجهها بعد أن اقترب منها وهو ينظر لها نظرات قاتلة ، ارتجت أضلاع صدرها من الخوف ولكنها حاولت أن تخفي ذاك الشعور فقالت بصوت هادئ وهي تلوح له بيدها :
- أنا مالي أنت حر ، أنا عملت اللي عليا .
التفتا الاثنان عندما فتح الضابط باب مكتبه ، فأتسعت عيني إيمان وفغر فاهها عندما دقق الضابط بالنظر إليها محدقاً بها حتى قال وهو يشير لها بأصبعه :
- أنتي !! أنتي تااااني .
تخطت إيمان زوجها الذي كان يناظرهما بتعجب وقالت بصوت عال وهي تلوح بيدها :
- عم الشباب حضرة الظابط شاهر بيه ليك وحشة والله يا باشا .
اقترب منها بتوجس وهو ينظر إليها من أسفلها لأعلاها ثم قال :
- أسطى إيمان أنتي إيه اللي جابك هنا ؟؟ ضربتي مين المرادي وإيه التغيير المريب دا ؟!
ابتسمت إيمان وقالت :
- لا حضرتك دا موضوع كبير بس شكل حضرتك اترقيت وجيت هنا ، مبروك يا باشا عقبال ما تبقى معيد يا رب .
ضحك الضابط بصوت عال وقبل أن يجبها وجد من يمسك بمرفقها بقوة ويدفعها وراءه ويمد له يده للمصافحة وهو يقول بصوت جامد كملامح وجهه :
- إبراهيم سالم رجل أعمال وصاحب البلاغ وإيمان هانم تبقى مراتي .
نظر الضابط ليد إبراهيم فقام بمصافحته وهو يقول بتعجب واضح :
- أهلاً .
ثم نظر لإيمان ليجدها تهز رأسها بالإيجاب وابتسامة باهتة تزين شفتيها ، استطرد إبراهيم قوله مسرعاً
- أنا متنازل عن البلاغ وياريت حضرتك تسمحلنا نمشي .
تخطاه الضابط واتجه لمكتبه وقال بعد جلوسه فوق كرسيه :
- تفضل يا إبراهيم بيه استريح زميلي قال إن التقرير اللي فيه تفريغ كاميرات الشارع اللي حصل فيه الحادثة على وصول وساعتها هنعرف مين اللي غلطان .
نظر إبراهيم شزراً لإيمان التي جلست بقبالته ثم نظر للضابط وقال بصوت قوي :
- أياً كان مين الغلطان أنا مستعد للتسوية الودية بدون محاضر .
سمعا طرقاً على الباب ليدخل عسكري أدى تحيته ثم أعطى مغلفاً ورقيا للضابط ، فتح الضابط المغلف وأخرج منه ورقة بيضاء وأخذ يقرأ ما فيها ثم رفع عينيه لينظر لإبراهيم وقال :
- التقرير بيقول إن سواق العربية النص نقل هو اللي غلطان وهو اللي كسر عليك ، يعني تقدر تعمل محضر .. .
توقف الضابط عن حديثه عندما صاحت إيمان بحماس بوجه زوجها :
- شوفت مش قلتلك إنه كداب وكان عايز ينصب عليك .
نظر إبراهيم لها نظرة مخيفة جعلها تتراجع بظهرها للوراء وتتوقف عن الإسترسال بكلماتها ، التفت للضابط وقال :
- زي ما قلت لحضرتك أنا متنازل عن أي بلاغ وبعتذر لتضييع وقتكم .
هب إبراهيم واقفاً واستطرد قوله :
- تسمحيلنا نمشي .
وقفت إيمان وهي تنظر للضابط الذي قال وهو يشير بيده ناحية الباب باستسلام لرغبة ابراهيم القوية :
- اتفضلوا .
أمسك إبراهيم بذراع زوجته ليدفع بها ولكن بهوادة لتتقدمه ، وعندما خرجا من الباب وقف السائق وهو ينظر لهما بخوف ويذدرد ريقه بصعوبة ، اقترب منه إبراهيم ووضع بيده ورقة مالية وأكمل طريقه وبيده زوجته التي كادت أن تهتف ولكن قبضة إبراهيم التي شدت على ذراعها جعلتها تصمت مرغمة .
عاود الصمت يخيم كسحابة فوق رؤوسهما مرة ثانية ولكنها انقشعت بكاملها عندما قال إبراهيم بصوت أجش :
- تعرفي الظابط دا منين ؟!!
تعجبت من سؤاله ولكنها أجابته بعفوية قائلة دون النظر إليه :
- كان ظابط قسم المنطقة بتاعتنا وكان هو اللي بيقفل المحاضر اللي كنت بعملها في العيال الصايعة اللي جوة وبرة الحارة .
رفع حاجبيه وهز رأسه وهو يقول ساخراً :
- ماشاء الله دا أنتي خبرة بقى وزبونة دايمة في الأقسام .
فهمت مغزى كلماته اللاذعة فردت بثقة :
- والله تقدر تروح وتسأل وتقرا المحاضر اللي اتعملت ، هتلاقيني صاحبة حق في كل مرة .
أمسك إبراهيم بذراع زوجته ليدفع بها ولكن بهوادة لتتقدمه ، وعندما خرجا من الباب وقف السائق وهو ينظر لهما بخوف ويذدرد ريقه بصعوبة ، اقترب منه إبراهيم ووضع بيده ورقة مالية وأكمل طريقه وبيده زوجته التي كادت أن تهتف ولكن قبضة إبراهيم التي شدت على ذراعها جعلتها تصمت مرغمة .
عاود الصمت يخيم كسحابة فوق رؤوسهما مرة ثانية ولكنها انقشعت بكاملها عندما قال إبراهيم بصوت أجش :
- تعرفي الظابط دا منين ؟!!
تعجبت من سؤاله ولكنها أجابته بعفوية قائلة دون النظر إليه :
- كان ظابط قسم المنطقة بتاعتنا وكان هو اللي بيقفل المحاضر اللي كنت بعملها في العيال الصايعة اللي جوة وبرة الحارة .
رفع حاجبيه وهز رأسه وهو يقول ساخراً :
- ماشاء الله دا أنتي خبرة بقى وزبونة دايمة في الأقسام .
فهمت مغزى كلماته اللاذعة فردت بثقة :
- والله تقدر تروح وتسأل وتقرا المحاضر اللي اتعملت ، هتلاقيني صاحبة حق في كل مرة .
ردد بنفس السخرية التي تشوب نبرة صوته :
- طبعاً طبعاً .
زفرت بضيق ثم تكتفت بذراعيها أمام صدرها ونظرت للطريق من خلال نافذتها دون أن تجيب ، أغمضت عينيها لما آل اليها الحال كمتهمة أو كإنسان معرض للسخرية ، مر بعض الوقت لتجد نفسها أمام باب الفيلا عندما توقف إبراهيم بسيارته وقال بصوت أجش آمراً إياها :
- انزلي .
كتمت أنفاسها وهي تنظر إليه لتجده يضع هاتفه ومفاتيحه بجيب سترته ويخرج من السيارة التي أغلق بابها بقوة ، اتجه ناحيتها وفتح الباب وأمسك بمعصمها ليخرجها من السيارة وهو يقول بصوت غاضب :
- مش قلت انزلي ، دي كمان مابتسمعيش فيها الكلام .
لا تعرف لما أصابها الخرس فجأة حتى عندما ضغط بقوة فوق معصمها فلم تصدر حتى أنين لألمها ، سحبها وراءه لتجد نفسها بغرفة جدها الجالس بسريره وعمتها تجلس بقبالته تساعده في تناول طعامه ، أبعد الجد يد ابنته الممسكة بالملعقة وقال بعد أن تجهم وجهه من منظرهما سوياً :
- في إيه يا إبراهيم ؟! مالك دخلت كدة من غير استئذان وجارر مراتك وراك !!
دفع إبراهيم بإيمان لتقف أمام سرير جدها وصاح بصوت حاد :
- أمانتك اللي أمنتني عليها أهي يا جدي ، بسلمهالك تاني لأني بعلن قصادك وقصاد عمتي إني فشلت ، فشلت أخليها أد المسئولية ، لأن ومن أول يوم ليها في الشغل معايا حصلتلي مصايب مكنتش أتخيل إنها تحصلي ، دا غير طبعاً اللي حصل في الشركة ومع المدرسين ، مافيش مدرس قعد معاها ربع ساعة على بعضها ، كل مقابلة انتهت بمهزلة ولا اللي حصل قدام الموظفين واللي أكيد عمي دلوقتي على علم بيه وطبعاً هيستغله في القضية ، دا غير إن الهانم كانت السبب في إني لأول مرة في حياتي أتخانق في الشارع وفي الأخر تختم بمصيبة أكبر وأروح القسم .
كان يغدو بأرجاء الغرفة يميناً ويساراً ينظر للأرض ويزفر بضيق وغضب والكل يحدق بها ، ماعدا تلك التي تقف وتفرك بكلتا يديها وتهرب من أعين عمتها وجدها لشعورها أمامهما فجأة بالخزي مما فعلت والتي لم تكن تعلم حينها أنها قلبت الدنيا حولهم رأساً على عقب ، كانت تريد الدفاع عن نفسها ولكن قطع عنها ذلك صوت زوجها العال وهو يقول :
- من دلوقتي ماليش دعوة بحفيدتك ، حفيدتك اللي هتكون السبب في إننا نخسر كل حاجة .
أنهى حديثه وخرج مسرعاً من الغرفة لتتبعه عمته وهي تناديه بصوت عال :
- إبراهيم استنى بس .
التفتت إيمان تنظر للباب الذي فتح على مصراعيه ثم نظرت لجدها الجالس بفراشه ينظر لها مبتسماً ورفع ذراعيه وكأنه يناديها لتنغمس بينهما ، رمشت عدة مرات لتجد دمعاتها تجري فوق وجنتيها وشفتيها تلتوي جانباً بابتسامة باهتة ، جرت ناحية جدها الذي احتضنها بقوة ويقول :
- حبيبة جدك .
ولأول مرة تجد نفسها تبكي بحرقة ومن بين شهقاتها تقول وهي ترفع رأسها تنظر لجدها :
- أنا مكانش قصدي أنيل الدنيا كدة .
أخذ جدها يربت بيديه فوق ظهرها وهو يقول :
- أنا عارف وفاهم أنه مكانش قصدك ، متزعليش من إبراهيم هو لسة شاب والشباب معندهمش صبر لحاجة ، شوية وهيهدى وييجي يصالحك كمان .
كانت تستند برأسها فوق صدر جدها ، فهزت رأسها بقوة وقالت :
- لا يا جدي مش عايزة حد يصالحني ، هو في حاله وأنا في حالي .
رفعت رأسها وقالت وهي تشير بإصبعها للباب :
- على فكرة بقى هو اللي مفتري وأنا أصلاً معملتش حاجة ، المدرس اللي اسمه أستاذ مستر نبيل مراته كانت تعبانة وخلاص كلها يومين وتولد والراجل مسكين مسئولياته كتير وأنا ساعدته ، والنحنوح التاني بتاع الإنجليزي عربيته كانت عطلانة قمت ساعدته وصلحتهاله ، عملت إيه أنا بقى غلط دلوقتي !! هما في الكتب مش بيقولوا ، المدرس مدرسة اذا اتعاملت معاها كويس كأنك عملت الواجب مع مدارس كتير فهو هيرد الواجب دا بواجب أحسن منه ، وبكدة يبقى عداك العيب وأزح .
ضم الجد حاجبيه وضاقت عينيه فيما سمعه وهو ينظر لها بتساؤل دون أن ينطق ، فاعتدلت إيمان بجلستها فوق الفراش وهي تقول :
- إيه مالك يا جدي ؟!! هو أنا اللي قلته فيه حاجة غلط لموأخذة .
رفع الجد حاجبيه ومط شفتيه ثم قال وهو يهز رأسه :
- والله يا حبيبة جدك أنا اللي أعرفه وفاكره ، إنهم قالوا في الكتب إن الأم هي اللي مدرسة إذا أعددتها أعدت شعب طيب الأعراق ، لكن المدرس قالوا عنه حاجة تانية خالص .
انتبهت حواس إيمان واقتربت من جدها وهي تتسائل :
- قالوا عنه إيه يا جدي ؟!!
أمسك الجد بكف حفيدته وربت فوقه وقال :
- قالوا عنه حاجات كتير زي إن العلماء ورثة الأنبياء ، وقالوا كمان عنه قف للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولاً .
هزت إيمان رأسها من أعلى لأسفل وهي تتمعن بداخلها بتلك الكلمات ثم قالت :
- عليه الصلاة والسلام .
صاحت بوجه جدها لتستطرد قولها بثقة :
- شوفت يا جدي يبقى أنا مغلطتش لما ساعدتهم وعملت الواجب معاهم صح ؟!!
ضحك الجد وهو يردد مجيباً وداعماً لها :
- صح يا حبيبة جدك .
ارتسمت على وجهها ابتسامة رضا وقالت هامسة له :
- عارف يا جدي حتى لو بعد الشر خسرنا القضية وبقينا ع الحديدة ساعتها ولا يهمك يا حبيبي ، هخدك معايا بيتي وهخدمك ومش هخليك محتاج حاجة دا غير أهل الحارة كمان أجدع ناس مش هيسيبونا أبداً ، دا غير كمان هتاكل أحلى أكل من إيد خالتي تهاني ، نتشيلش هم حاجة أبداً ، أنا في ضهرك يا جدي .
ضمها جدها مرة أخرى بحضنه وهو يردد :
- بنت أيوكى بصحيح يا حبيبة جدك .
وأثناء ذلك كان إبراهيم بغرفته يجمع بعضاً من حاجياته والقليل من ملابسه بحقيبة سفر صغيرة ، لتقف عمته أمام الفراش قبل أن يغلق الحقيبة وقالت :
- مكنتش أعرف إن نفسك قصير وبتستسلم بسرعة كدة ، اللي أعرفه عنك وخصوصاً لأني أنا اللي مربياك إنك راجل وأد المسئولية .
رمى إبراهيم بقطعة ملابسه أرضاً وقال بصوت غاضب :
- مش مع إيمان يا عمتي دي مستحيل تتغير ، أنا هسافر كام يوم أريح فيهم أعصابي وبعدين نشوف هنعمل إيه مع الاستاذ كمال في القضية .
عقدت زهرة ذراعيها أمام صدرها وقالت بجدية :
- مافيش سفر يا إبراهيم أنت ناقص تقولي إنك هطلق مراتك .
أجابها مسرعاً دون أن يدرك تلك التي تقف بجانب الباب والتي توقفت لتسمع ما يدور بالداخل عنها لأنها السبب فيما يحدث :
- طبعا يا عمتي هطلقها