رواية عروستى ميكانيكي الفصل السابع و العشرون27 بقلم سما نور الدين


 

رواية عروستى ميكانيكي الفصل السابع و العشرون بقلم سما نور الدين

..لكمة قوية نزلت فوق وجه ابراهيم الذي ترنح وتراجع للوراء خطوتين وكاد ان يتعثر بجلبابه فيقع ..وعندما اراد ان يرد الضربة كانت ايمان تصرخ وتقف حائلا بينهما وهي تهتف بصوت عال أمام وجه صلاح الغاضب..
.."..لا يا خالي..دا جوزي.."..
..وبلحظة كان رجال وشباب الحارة يحاوطان كل منهما ويمنعانهما من الاشتباك ببعضهما مرة اخرى ..
..وبعد القليل من الوقت وبعد ان انفض الجمع من حولهم وبفضل الشيخ ورجال الحارة تم تسوية الموقف ..ذهب الجمع لسبيله.. وبوسط صالة شقة ايمان كانت عزة تقوم بوضع لاصقة طبية فوق جبهة صلاح الذي كان مغمض العينين يحاول وبشق الانفس منع ذراعيه من محاوطة تلك التي تنظر بهيام وولع لوجهه وهي تقول بصوت هادئ..
.."..سلامتك ياسي صلاح .."..
..تحركت تفاحة عنق صلاح بصعوبة وهو يقول..
.."..الله.. يسلمك..يا انسة عزة .."..
..في حين كانت ايمان وبقوة تدفع بقطعة قماش مبللة بالماء البارد فوق عين ابراهيم وهي تقول بنزق..
.."..الواحد قبل مايتهور لازم يفكر الاول لحسن يتعور ..مبسوط للي حصلك ياباشا قدام الناس..".. 
..امسك ابراهيم بقطعة القماش المبللة وانزلها من فوق عينيه المصابة وهو يقول بصوت حاد ..
.."..عايزاني افكر في ايه وانا شايف مراتي في حضن واحد وبتقوله حبيبي ..احمدي ربنا اني مكسرتش دماغك ساعتها .."..
..توقف الكلام بحلق ايمان عندما سمعت صلاح يقول بصوت قوي وهو ينظر شزرا لابراهيم..
.."..ساعتها انا اللي كنت كسرت رقبتك ..قبل ماتلمس شعرة واحدة منها.."..
..انتفض الاثنان ووقفا استعدادا لبدء معركة جديدة عندما أشار ابراهيم لصلاح بيده وهو يقول بصوت غاضب..
.."..ماتتدخلش بيني وبين مراتي..ولولا انك خالها انا كنت......"..
..توقف ابراهيم عن تكملة تهديده عندما وقفا كل من ايمان وعزة كفاصل عازل بينهما ..
..بينما هتف صلاح بقوة ..
.."..كنت ايه ..وريني كدة نفسك.."..
..خرجت الخالة تهاني من المطبخ مسرعة وهي تهتف قائلة..
.."..صلوا ع النبي يا جماعة..يااستاذ ابراهيم استهدى بالله ..وانت ياصلاح يابني اهدا واقعد .."..

..زفر كل منهما بضيق وعاودا الجلوس باماكنهما ..اغمضت ايمان وعزة اعينهما وهما يتنفسان باريحية ..
..استطردت الخالة تهاني قولها وابتسامة هادئة تزين شفتيها ..
.."..ياولاد انتو دلوقتي عيلة واحدة و مينفعش يحصل كدة بينكم ..احنا دلوقتي نفطر وبعدها نشرب الشاي مع بعض ونتفاهم ..ها ..ايه رايكم.."..
..صاحت ايمان بحماس قائلة وهي تهب واقفة..
.."..احلى كلام والله ..احنا نفطر الاول لحسن انا هموت من الجوع.."..
..اصطكت اسنان ابراهيم ببعضهما وقال بغيظ موجها حديثه لزوجته بعد ان وقف بجانبها..
.."..هو انتي مابتفكريش غير في الاكل وبس.."..
..قالت من بين اسنانها بغيظ ..
.."..الحق عليا اني بروق الجو بينكو..بدل ماتشكرني..انا لو كنت سيبتو عليك كان عجنك.."..
..امسك بمرفقها يهزها بقوة وهو يقول بجانب اذنها ..
.."..بتقولي ايه ..انا اللي لولا الناس اللي حاشتني كنت فرمته .."..
..وقف صلاح ليهدر به..
.."..سيب دراعها احسنلك .."..
..كادت السنة معركة جديدة ان تندلع لولا صوت الخالة تهاني الذي صاح بقوة ..
.."..هو مافيش احترام للست الكبيرة اللي واقفة معاكم ولا ايه ..بس انا اللي غلطانة واعتبرتكم بني ادمين كبار وعاقلين.."..
..طأطأ الجميع رؤوسهم بتخاذل حتى قال صلاح ..
.."..حقك على راسي ياست الكل.."..
..اسرع ابراهيم بقوله وهو ينظر بغضب لهذا القريب الذي ظهر فجأة..
.."..انا اسف ياست تهاني .."..
..اشارت الخالة للبنتان لكي يقوما بتحضير مأدبة الافطار ..وجلست هي فوق الاريكة التي تتوسط كرسي ابراهيم وصلاح..وبعد برهة صغيرة كان الجميع يفترش الارض حول ورق الجرائد الذي يحمل فوقه الكثير من الاطباق..كان الجميع يتناول طعامه في صمت..نطق ابراهيم قائلا وهو ينظر لايمان التي تجلس بجانبه ..
.."..ليه مقولتيش ان ليكي قرايب..زي الاستاذ.."..
..نظر صلاح له شزرا عندما شعر بنبرة صوته المشوبة بكاملها بالسخرية العارمة ..فتلعثمت ايمان وهي ترد بهدوء لتخمد تلك النيران المستترة قائلة..
.."..ااا..انا ذات نفسي مكنتش اعرف ان ليا خال الا من كام شهر بس.."..
..عاودت القول ولكن بنبرة صوت حزينة..
.."..حتى امي الله يرحمها مكانتش تعرف ان ليها اخ .."..
..استكملت الحديث الخالة تهاني قائلة بصوت هادئ..
.."..الله يرحمها ..المرحومة أم ايمان ابوها سابها من وهي لحمة حمرا على ايد امها وطفش ..ولغاية ماكبرت واتجوزت مكانتش تعرف حاجة عنه.."..
..توقفت الخالة وهي تنظر لصلاح ثم قالت..
.."..لغاية ما جيه اسم النبي حارصه وصاينه صلاح يدور على اخته ..بس كان امر ربنا نفذ واسترد امانته ..لكن ربنا عوضه ببنتها .."..
..اكمل حديثها صلاح عندما قال..
.."..ابويا الله يرحمه لما مشي من هنا ..راح اسكندرية عاش فيها واتمرمط كتير لغاية ما قابل امي واتجوزها ..كانت هي صغيرة اوي عنه ..بس قبل ما يموت قالي عن اختي ووصاني اقابلها وابلغها انها تسامحه ..لكن للاسف ملحقتش ..و عشان كدة ايمان بعتبرها اختي مش بنت اختي .."..

..امسكت ايمان بذراع خالها وقامت بتقبيله من وجنته وهي تقول بحب..
.."..حبيبي يابو صلاح..معرفتش ارحب بيك..بس تتعوض انا مش هسيبك انهاردة..لازم نقعد مع بعض وتحكيلي عملت ايه في الاولمبيكيات.."..
..ربت صلاح فوق وجنتها وهو يقول ضاحكا ..
.."..الميدالية الذهبية يامانوش ..هو خالك اي حد..انا عايزك انتي تقوليلي ..ازاي تتجوزي من غير ما تقولي ..للدرجاتي انا ماليش قيمة عندك.."..
..ارتسم الحزن فوق صفحة وجه ايمان وقالت مسرعة وهي تحتضن ذراعه العضلي..
.."..عيب عليك ياخالي لما تقول كدة ..انت حبيبي ..انا هحكيلك على كل حاجة.."..
..نظر لابراهيم ثم عاود قوله بنبرة ماكرة وهو يحاوط رقبتها بذراعه..
.."..ايوة طبعا لازم تحكيلي ..وانا اللي كنت جايبلك عريس ..بطل من ابطال رفع الاثقال.."..
..رمى ابراهيم بقطعة الخبز ورفع رأسه عاليا يزفر بضيق وهو يقول..
.."..اليوم دا شكله مش هيعدي على خير.."..
..نظر لصلاح واشار له بأصبعه وهو يهدر بصوت عال..
.."..انا بحذرك لاخر مرة تثير فيها اعصابي لان ساعتها انت اللي هتندم.."..
..ضحك صلاح وقال ساخرا وهو يلوك الطعام بأريحية ..
.."..اييوووه ياجدع.. هو حد داسلك على طرف يأاخ..".. 
..تنحنحت ايمان واتسعت عينيها التي كانت تنتقل بين زوجها الغاضب وخالها الساخر..فمالت ناحية وجه صلاح وقالت بجانب اذنه ..
.."..خف عليه ياخالي ..مش كدة.."..
..امتعض ابراهيم من جو الحميمية الذي يجمع بينهما فأمسك بذراعها لكي يبعدها عن ذاك الذي تلتصق به وهو يقول بصبر نافذ وبصوت حاد غاضب..
.."..بتقوليله ايه ..بتسأليه على العريس.."..
..صاحت ايمان مسرعة بقولها..
.."..والمصحف ابدا.."..
..استطرد قوله بنبرة مخيفة..
.."..احنا بعد الاكل هنمشي على طول ..مش عايزين نتاخر على جدي.."..
..كادت ان تعترض ..ولكنه الجمها بنظرة قاتلة وقال بصوت حازم خافت..
.."..ولا كلمة ..فاهمة.."..
..لم ترد ان يتصاعد الامر بينه وبين خالها اكثر من ذلك فآثرت الصمت ولكنها من الغيظ كزت بأسنانها فوق بعضها ولم تجاوبه غير بإشارة من رأسها بالايجاب..
..وبعد الانتهاء من الافطار توجهت عزة وايمان للمطبخ لعمل الشاي وغسل الاطباق ..أما الخالة تهاني وابنها بلاطة فجلسا كحائل فاصلا بين الشابان المتحفزان لبعضهما..

..هب ابراهيم واقفا وقال موجها حديثه لتهاني..
.."..بعد اذنك ياست تهاني ..هاغير هدومي عشان هاخد ايمان ونمشي.."..
..رفع صلاح قدمه فوق الاخرى وضرب فخذه وهو يقول بنزق..
.."..إخس على كدة..بتوزع الست من البيت ..ياخسارة يامانوش ياحبيبتي..جوزك طلع واحد جلف .."..
..اقترب ابراهيم مسرعا ناحيته ولكنه توقف امام الخالة تهاني عندما اسرعت بحجزه أمامها فصرخ يقول وهو يلوح بذراعه..
.."..احترم نفسك يابني ادم انت..انا ساكتلك من الصبح .."..
..اسرعت ايمان وعزة بالوقوف عند باب المطبخ لمشاهدة مايحدث والاقتراب عند الضرورة فوجدا الخالة تهاني تربت فوق صدر ابراهيم بيدها وهي تقول ..
.."..حقك عليا ياحبيبي..متزعلش ..صلاح بيهزر معاك ..مايقصدش .."..
..صاح صلاح بقوة ..
.."..لا بقى اقصد ياخالتي.."..
..دلفت البنتان ثانيا للمطبخ فقالت ايمان وهي تتنهد بيأس..
.."..مش عارفة ليه ..صلاح مش طايق ابراهيم .."..
..بدات عزة بوضع السكر بأكواب الشاي الساخن وهي تقول بنبرة ساخرة وهي تهز راسها..
.."..اوباااا دا احنا بقينا نقول ابراهيم من غير الباشا ..وزعلانين عشان سي صلاح مش هاضمه...انت وقعت ولا ايه يا جميل.."..
..رمتها ايمان بالمنشفة الصغيرة وهي تقول غاضبة..
.."..اتلهي على عينك..وقعت ايه وبتاع ايه..انا فين وهو فين يالوزة .."..
..رمت عزة بالملعقة واقتربت من ايمان تضرب رأسها من الخلف وهي تقول غاضبة..
.."..انا بردو اللي اتلهي ..انتي هبلة يابت ..انتو الاتنين زي بعض ..ولاد عم ..لحم ودم واحد ..دا غير انه جوزك اصلا.."..
..اخفضت ايمان رأسها بعد ان ارتسم الحزن بوجهها وقالت..
.."..جوازنا شوية كدة وخلاص ..بعد القضية والمشاكل ماتروح لحالها..ساعتها هنتطلق وهو هيروح يتجوز البت التركية بتاعته اللي اسمها شين شين.."..
..رفعت ايمان رأسها وقالت بصوت قوي بعض الشئ..
.."..اوعي تفتكري اني زعلانة ..خااالص ..كدة احسن.."..
..تخصرت عزة وهي تقول بغيظ..
.."..ماهو انتي يإما هبلة ..او عبيطة ..اختاري حاجة من الاتنين..الراجل كان هياكل علقة موت من صلاح عشانك ..دا غير سيرته اللي على كل لسان في الحارة..الكل عمال يحكي ع الباشا اللي راح يجيب فطار وهو بيقول للبياعين...اسكوزمي وبليز..هو لو مكنتيش غالية عنده كان سمع كلامك وراح اشترى الفول والعيش وهو باشا كبير كدة.."..
..تكتفت ايمان بذراعيها أمام صدرها وقالت بهدوء وهي تنظر للفراغ امامها..
.."..هو بيعاملني كدة بس عشان انا بنت عمه وجدي موصيه عليا..يعني مافيش حاجة من التخاريف اللي في دماغك دي..واصلا انا مش بفكر فيه اساسا.."..
..امسكت عزة بكتفي ايمان وقالت بصوت جامد ..

.."..ايمان متكدبيش ..انتي بتحبي جوزك .."..
..نفضت ايمان كتفيها وقالت وهي تمسك بالصينية وتهم لتخرج من المطبخ هاربة من حصار صديقتها ومن فضح نفسها..
.."..انا مش هرد عليكي ..عشان شكلك اتلحستي من اول ماشوفتي خالي صلاح ..وياريت تتلمي وتتقلي شوية عشان شكلك باين اوي ..انتي شوية وهتقوليله هات بوسة .."..
..تسمرت ايمان بمكانها عندما وجدت ابراهيم أمامها يميل بوجهه لوجهها وهو يقول ..
.."..حاضر ..مقدرش ارفض وانتي بتطلبيها لتاني مرة.."..
..لثم شفتيها بقبلة سريعة فاتسعت عينيها واهتزت الصينية بيدها فأسرع ابراهيم بإمساكها غامزا لها واستدار وهو يقول ..
.."..ياريت تلبسي بسرعة ع بال مااشرب الشاي مع خالك الرخم هرقليز.."..
..اصابتها الحازوقة فضربتها عزة بقبضتها فوق ظهرها وهي تقول..
.."..قولتيلي بقى ياختي انتي فين وهو فين ..هنيالك ياسطى..ماشية معاك حلاووووة..انا مش بحسد ..انا بقر بس .."..
..ارتج صدر ايمان بقوة وهي تشير بيدها ناحية الصالة وتقول بذهول واضح فوق صفحة وجهها..
.."..دا باسني .. انا اتباست ياعزة .."..
..ضحكت عزة بصوت عال وهي تقول ..
.."..ولسة هتتباس ياعباس..عقبااالي..بس تفتكري سمع كنا بنقول ايه.."..
***
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1