رواية عروستى ميكانيكي الفصل الثالث والثلاثون بقلم 33سما نور الدين


 رواية عروستى ميكانيكي الفصل الثالث والثلاثون بقلم سما نور الدين

..هرولت كل من ايمان وعزة ليقتربا من مكان المشاجرة التي انفضت بفضل رجال الحارة وشيخ الجامع.. هرب محمود ومن معه والتف الجميع حول ذاك المتكوم ارضا ..فحمله صلاح والشاب طيارة ..صرخت ايمان بقولها فور مشاهدتها لمراد محمولا مغشيا عليه والدماء تسيل من رأسه..
.."..يالهوي ..مراد ..جرالك ايه ...ماله ياخالي ..يالهوي مات .."..
..صاح بها صلاح ..
.."..مماتش ولا حاجة ..الضربة خلته يغيب عن الوعي..عربية ..عايز عربية حالا نوديه على اقرب مستشفى.."..
..توقف توكتوك بجانبهم ليصيح بهم سائقه ..
.."..اركب ياكابتن نوديه المستشفى اللي على اول الشارع الرئيسي.."..
..ركب صلاح حاملا مراد وهو يقول لايمان ..
.."..حصليني على هناك.."..
..صاحت ايمان بعزة وهي تقول ..
.."..تعالي ناخد عربية مراد من الجراج .."..
..واثناء ذلك خرج ابراهيم من بوابة المطار ليجد السائق إمام واقفا بانتظاره ..اسرع السائق ناحية ابراهيم ليحمل عنه حقيبته وعندما وقفا الاثنان بجانب السيارة اسرع ابراهيم بقوله..
.."..هات مفاتيح العربية وروح انت ع الفيلا وطمن عمتي .."..
..وضع إمام الحقيبة بالسيارة واعطى ابراهيم المفاتيح وهو يقول ..
.."..امرك ياافندم .."..
..وبعد مايقرب من النصف ساعة وصل ابراهيم لجراج العم اسماعيل ليترك سيارته كعادته عندما اتى هنا مرتين مع ايمان...ولكنه وجد الشاب طيارة عند باب الجراج يهرول ناحيته ويميل بجذعه ورأسه ليستند بكفيه فوق اطار النافذة ويقول ..
.."..ابراهيم باشا ..اتفضل ..هو حضرتك جيت تحضر الفرح متاخر..ولا متعرفش باللي حصل.."..
..ظهر القلق بملامح وجه ابراهيم الذي اسرع بقوله..
.."..هو ايه اللي حصل.."..
..وكانت اول كلمات طيارة في سرد ما حصل..
.."..الواد محمود اتعرض للاسطى ايمان فكابتن صلاح واخو حضرتك وقفوله وعلموه الادب ..بس واحد ابن .......ضرب اخو سعادتك على دماغه.. فاتكوم على الارض ..وهما دلوقتي في المستشفى اللي على اول الشارع.."..
..اسرع ابراهيم بقيادة السيارة مخلفا ورائه ذوبعة هائلة من التراب المتناثر وكذلك صوت صرير حاد صدح بالارجاء..
..كانت ايمان برفقة عزة والخالة تهاني وصلاح وبضعة من رجال الحارة يقفون بتحفز امام باب الغرفة القابع بها مراد بقسم طوارئ المستشفى..
..زفرت ايمان وهي تقول..
.."..هما بيعملوا ايه جوة كل دا ..بقالهم ييجي ساعة ..ليكون الواد مراد جراله حاجة ومخبيين علينا .."..
..ربتت عزة فوق كتفها وهي تقول ..
.."..اطمني ياايمان ..الدكتورة قالت غرزتين وهيبقى تمام ..متقلقيش كدة .."..
..اتسعت عيني ايمان عن اخرها وهي ترى ابراهيم بنهاية الممر يدب الارض من تحت قدميه متجها ناحيتها..ربتت فوق وجنتها فشهقت عزة وهي تقول بصوت خافت ..
.."..احيييه الباشا جوزك وصل وشكله على اخره ..تيجي نهرب ولا نجري نستخبى في اي حتة.."..
..حاولت ايمان ان تتماسك فامسكت  بذراع عزة بقوة وهي تقول ..
.."..امسكي نفسك يابت..ولا يقدر يعملنا حاجة.. صلاح موجود .."..
..فأجابتها عزة بصوت مرتعش ..
.."..امسكي نفسك انتي ياختي ..جسمك كله بينتفض اهو .."..
..حاولت ايمان الوقوف بثبات وعينيها لا تحيد عن عيني زوجها الذي وقف بقبالتها ينظر اليها من اسفلها لأعلاها بتفحص وقلق ثم قال بصوت جامد مثل ملامح وجهه..
.."..انتي كويسة .....الزفت اللي اتعرضلك عملك أي حاجة .."..
..اصابها الخرس فلم تنطق بكلمة فعاود ابراهيم سؤاله وهو يمسك بكتفيها ..
.."..ايمان ..ردي عليا.."..
..قام صلاح ووقف بجانبه ليحاوط كتفي ايمان بذراعه وقال ..
.."..مراتك اللي سيبتها تيجي الفرح من غيرك كويسة وبخير ..محدش قدر يلمس شعرة منها.."..
..انزل ابراهيم كفيه وقال بصوت حاد وهو ينظر لصلاح بغضب..
.."..تقصد مراتي اللي خرجت من غير اذني.."..
..اجابه صلاح بنظرة صامتة ليستطرد ابراهيم قوله ..
.."..مراد فين.."..
..اشارت ايمان بأصبعها ناحية الغرفة وهي تقول بصوت حاولت بشق الانفس ان يخرج من حلقها..
.."..مراد هنا ..بيخيطولوا راسه غرزتين .."..
..نظر اليها ابراهيم بقوة وتوعد وهو يقول بصوت هادئ..
.."..تمام.."..
..وبداخل غرفة الفحص انهت الطبيبة ربط الضمادة التي تلتف حول رأس مراد وقالت وهي تتجه لمكتبها..
.."..حمدالله ع السلامة استاذ مراد ..انا هكتبلك على دوا مضاد حيوي و كمان  مسكن لانك اكيد هتحس بصداع خلال اليومين الجايين ..وبعد اسبوع تغير على الجرح.."..
..كان مراد ينظر للطبيبة ببلاهة مشدوها بجمالها ورقتها ...عندما لم تسمع الطبيبة أي رد ..رفعت رأسها عن دفتر كتابة الوصفات الطبية لتنظر لذلك الصامت ببلاهة وتسائلت ..
.."..حضرتك سمعت انا قلت ايه .."..
..هز مراد رأسه بالنفي ..فشعرت الطبيبة بالقلق ورمت بقلمها واسرعت تتجه ناحيته لتميل بجذعها وهي تنظر لعينيه بتمعن وقالت..
.."..لا ارجوك ..انا شوفت الاشعة اللي اتعملت ومافيش اي ما يدعو للقلق ..هما غرزتين بس والتغيير عليهم هيكون سهل وبسيط كمان .."..
..كان مراد يتفحص كل انش من ملامح وجهها الرقيق..انفها الصغير ووعينيها الواسعة التي تتوسطهما دائرة بنية لامعة..شعرها البني الناعم متكوما على كتفها بهيئة ذيل حصان كما يقولون ..وعند شفتيها المكتنزتين الوردية تسمرت عيناه وقال بصوت خافت وهو يشير ناحية قلبه..
.."..اعتقد يادكتورة ان المشكلة هنا ..حاسس ان قلبي هو اللي لازم يتعمل عليه اشعة..ولا ايه رايك يا دكتورة......هو انتي اسمك ايه .."..
..استقامت الطبيبة وهي تنظر له شزرا وقالت بصوت حاد وهي تعاود الاتجاه لمكتبها الصغير لتمسك بورقة الوصفة الطبية وتمد يدها بها له   ..
.."..اتفضل يااستاذ ..وقت حضرتك انتهى ..مع السلامة .."..
..وقف مراد وهندم من ملابسه وقال وهو يبتسم لها ويمسك بالورقة ..
.."..شكرا يا دكتورة ..بس ياريت كارت العيادة بتاع حضرتك عشان لو حصل اي مضاعفات .."..
..ظهر الضيق على وجه الطبيبة وهي تقول بنزق وتنظر بعيدا عن وجهه..
.."..معنديش عيادة ..ولو في حاجة ممكن تتفضل تيجي هنا تاني ..واي دكتور هيقوم بالواجب ..اتفضل.."....وقبل ان يحاول معها مرة اخرى لكي يعرف اسمها.. فتحت الممرضة الباب بقوةو هتفت بصوت عال..
.."..الحقينا يادكتورة اسيا ..حادثة كبيرة والاصابات كتير .."..
..هرولت اسيا لتخرج من الغرفة دون ان تسمع هتاف مراد بها وهو يقول ..
.."..اسيا ..اسمك جميل يا دكتورة اسيا.."..
..وما ان خرجت الطبيبة اندفع الجميع داخل الغرفة ناحية مراد وفي مقدمتهم ايمان التي هربت من نظرات ابراهيم الغاضبة فهتفت بمراد وهي تتفحص رأسه بكلتا كفيها ..
.."..انت كويس..طلع فيك حاجة ..ماتنطق يابجم وتطمني ..".. 
..ازاح مراد رأسه من بين كفي ايمان وهو يتأوه ويقول ..
.."..انا كويس ..كويس يا....."..
..صمت مراد تماما عندما وقعت عينيه على ابراهيم الذي يقف عند الباب ويضم قبضتيه بقوة حتى ابيضت سلامياته ..
..ابتلع مراد ريقه بصعوبة ثم نظر لإيمان وقال متعجبا ..
.."..انتي مين ...انا معرفكيش .."..
..تعالت شهقات الجميع وبالاخص ايمان التي ضربت صدرها وهي تصيح ببكاء ..
.."..يالهوي ..المذاكرة وقعت منك.."..
..تقدم ابراهيم الذي اصدر ضحكة سخرية خافتة وضرب كتف مراد بقوة وهو يقول ..
.."..ماتستعبطش وقوم معايا .."..
ثم استطرد قوله وهو ينظر لإيمان ..
.."..وانتي اتفضلي قدامي.."..
..رضخ مراد وقال ..
.."..حاضر ياابراهيم .."..
..التفتت ايمان بحدة لمراد تحدق به فهدرت أمام وجهه ..
.."..يعني انت فاكره هو ومش مذاكرني انا.."..
..صاح ابراهيم بغضب امامهما ..
.."..قلت يالا انتو الاتنين قدامي ع البيت.."..
..صمتا الاثنان فقال شيخ الجامع ..
.."..نطمن على الجدع الاول عشان نمشي.."..
..التف الجميع حول مراد ليطمئنوا عليه فصافحهم جميعا ..ليقف امامه رجل كبير بالعمر يصافح مراد بقوة ويقول له بصوت متخاذل ..
.."..حقك عليا انا يابني ..واي تعويض يرضيك انا تحت امرك .."..
..نظر مراد لإيمان بتساؤل عن هذا الرجل فقالت ..
.."..الحج شافعي ابو محمود.. "..
..لم يجب الرجل الا ابراهيم الذي قال بصوت قوي ..
.."..حق مراتي وابن عمي انا اللي هاخده ياحج ..وابنك حسابه معايا انا دا لو مكانش الموضوع وصل للشرطة .."....نظر الرجل لإيمان وهو يقول ..
.."..حقك عليا يابنتي ..انا عارف ان ابني غلط في حقك ..ومش في حقك انتي بس كفاية انه خرب ليلة اخوه ..ووطى راسي قدام اهل الحارة كلهم.."..
..كادت ان تدمع عيني ايمان من خنوع الرجل وانكساره فأسرعت بقولها ..
.."..لا ياعم شافعي متقولش كدة ..محمود لسة صغير وطايش وبكرة ربنا يهديه ..وعن نفسي يامعلم شافعي انا متنازلة ومسامحة كمان عشان خاطر أم العريس اللي زمان قلبها متشحتف على ولادها الاتنين..وبالنسبة لمراد هو كمان متنازل ..مش كدة يامراد.."..
..رمقت ايمان مراد بنظرة تحذيرية فتلكأ بكلماته وهو ينتقل بنظره بينهما ..
.."..ايوة ..ايوة ..انا متنازل.."..
..زفر ابراهيم بضيق فربت الشيخ فوق كتفه وهو يقول ..
.."..المسامح كريم يابني .."..
..خرج الجميع من المستشفى بعد الانتهاء من الاجراءات ..ورحل رجال الحارة لمنازلهم ..نظر ابراهيم لزوجته التي تلتصق بذراع صلاح وقال..
.."..اتفضلي قدامي .."..
..تلعثمت وهي تقول ..
.."..انا ..انا هبات انهاردة في بيتي .."..
..هدر بها ابراهيم وهو يمسك بمرفقها ..
.."..لو تحبي نعمل فضيحة تانية انا معنديش مانع ..لاني عندي رغبة شديدة في اني اضرب حد ..والحد دا اتمنى يكون خالك.."..
..وقف صلاح حائلا بينهما بعد نزعه لمرفق ايمان من قبضة ابراهيم وقال ..
.."..عايز تنفث عن غضبك يبقى معايا انا .."..
..رفع ابراهيم قبضته عاليا ولكن ايمان اسرعت بوقوفها امامه قبل تفاقم الموقف وصاحت بزوجها ..
.."..انا هاروح معاك .."..
..هتفت الخالة تهاني ..
.."..صلوا ع النبي ياجماعة..وانتي حبيبتي روحي مع جوزك ..وانت يامراد يابني حمدالله على سلامتك ..الحمد لله انها جت على اد كدة ..يالا كل واحد على بيته الوقت اتاخر اوي.."..
..انزل ابراهيم بقبضته جانبا وامسك صلاح بكتفي ايمان لتستدير وتواجهه ليقول لها بصوت خافت..
.."..لولا انك غلطانة وخرجتي من غير اذنه زي ما قال انا كنت كسرتلك دماغه ..بس هو المرادي معاه حق ..روحي معاه وراضيه..ولو عاملك حاجة كلميني وانا هاجي اكسرهولك.."..
..التوت شفتي ايمان بابتسامة باهتة وهزت راسها بالايجاب..
..رفع صلاح اصبعه لابراهيم الذي كانت اسنانه تصطك ببعضها من الغيظ والغضب وقال..
.."..اياك تزعلها انا بقولك اهو.."..
..رفع ابراهيم اصبعه بدوره وهو يقول ..
.."..اياك انت تتدخل بيني وبين مراتي.."..
..زفر صلاح بضيق فوجد الخالة تهاني تتأبط ذراعه وتسير به قائلة ..
.."..يالا ياابني اسندني عشان نروح ..انهاردة كان يوم كله تعب ..سلام ياولاد وخلوا بالكوا وطمنيني عليكي يا ايمان لما توصلي .."..
..حاولت ايمان ان تجمع شجاعتها فقالت وهي تهندم من فستانها..
.."..حاضر ياخالتي.."..
..استطردت قولها وهي تمشي وراء ابراهيم نحو سيارته المركونة بجانب سور المستشفى..
.."..انا هروح معاك بس عشان خاطر جدي اللي مستنيني.."....لم يعرها ابراهيم أي اهتمام ونظر لمراد الذي يتأوه بصمت ..
.."..هتعرف تسوق ولا هتركب معانا .."..
..لمعت برأس مراد فكرة ماكرة وقال وهو يتأوه ..
.."..لا ..انا مش قادر اسوق ..خلي العربية هنا ..وانا هاجي بكرة الصبح اجيبها.."..
..وبعد برهة من الوقت وثلاثتهم بالسيارة تكتفت ايمان وهي تقول بغيظ ..
.."..وياترى السايحة المايعة اللي كانت معاك في اسكندرية مجاتش معاك ليه ..دا حتى المكان الشيعبي كان هيعجبها خالص.."..
..ظل ابراهيم ينظر للطريق دون ان يلتفت اليها او حتى يقوم بالرد عليها ..فاذدردت ايمان ريقها لتوجسها منه خيفة ...فهمست لنفسها ..
.."..ربنا يستر .."..
..وبتلك الساعة وقفت اصلي هانم وابنتها نرمين بصالة الانتظار بالمطار يبحثان بعينيهما عن غايتهما ..وبعد مرور عدة دقائق ظهرت التشين وهي تجر حقيبتها وتلوح لهما بيدهما والابتسامة الواسعة تفترش كامل وجهها ..
..رفعا الاثنتان ذراعيهما لرد التحية لتهمس اصلي بابتسامة ماكرة ..
.."..اخيرا وصلت وفي معادها مظبوط .."..
..حاولت نرمين ان تبتسم ولكنها فشلت بذلك وهمست بصوت مسموع ومن بين اسنانها بغيظ..
.."..مش عارفة ليه يامامي صممتي انك تبعتي تجيبيها ..هتعمل ايه يعني ..اصلا ابراهيم مكانش بيحبها.."..
..لكزتها اصلي بكوعها وهي تقول بنزق ..
.."..اسكتي خالص انتي مش فاهمة حاجة ..التشين دي هي الكارت الاحمر اللي هيطرد البنت البيئة اللي اسمها ايمان دي برة حياتنا نهائيا .."..
..تنهدت نيرمين باستسلام وابتسمت غصبا عنها لتلك التي اتجهت اليهما ووقفت بقبالتهما وهي تقول بلغتها التركية ..
.."..Merhaba .. Nasılsın .. Yen İbrahim.."..
..*..مرحبا ..كيف حالكما..اين ابراهيم ..*..
..لتجيبها اصلي وهي تتأبط ذراعها وتشير بعينيها لنرمين ابنتها بجر حقيبة التشين..
.."..ابراهيم مسافرا وسوف يأتي غدا ..الم اقل لك عبر الهاتف اننا سوف نفاجئ ابراهيم بمجيئك ..هيا معنا للبيت لترتاحي بعد رحلتك الطويلة هذه..فأمامنا الكثير من الوقت لكي نحكي عن ابراهيم..".. 
..وبوقوف السيارة أمام باب الفيلا اسرعت ايمان بالخروج ليلتفت ابراهيم ورائه ناظرا لمراد وهو يقول..
..".. انزل وماتدخلش عايزك.."..
..ارتسم البؤس بملامح مراد وهو يقول باستسلام ..
.."..عايز مني ايه ياابراهيم ..مش كفاية اللي حصلي من تحت راس مراتك.."..
..ضرب ابراهيم كتف مراد وهو يهدر به ..
.."..ولما انت عارف انها مغناطيس كوارث سيبتها تروح ليه ممنعتهاش ليه.."..
..ازاح مراد بيد ابراهيم وهو يقول ..
.."..هو مين دا اللي يقدر يمنعها ..انت فاهم ان ايمان كانت هتسمع كلامي..انت قولتلي خلي بالك منها ..ولما لاقيتها رايحة لوحدها روحت معاها ..وحصل اللي حصل وفعلا انا وخالها اللي شبه هرقليز دا منعنا الحيوان انه يلمسها..وحصل اللي حصل..المفروض تشكرني يابني ادم.."..
..تنهد ابراهيم بيأس وهو يقول..
.."..الحمد لله انك كنت معاها ..يالا ننزل.."..
..عندما دلفت ايمان داخل الفيلا اسرعت لحجرة المعيشة لتجد جدها وعمتها يشاهدان فيلما بالتلفاز ..انفرجت اسارير كل منهما وهي تقبلهما وتقول بصوت مرتعش ..
.."..يا مساء الورد عليكم.."..
..نظر الجد ليدها الفارغة وقال ..
.."..فين يابنت الحاجة الحلوة اللي قلتي انك هتجيبهالي من الفرح.."..
..كان وجه ايمان شاحبا فجلست تلتصق بعمتها وهي تقول..
.."..ما انا جايبالك حاجتين ياجدي  ..حاجة حلوة ..و....وحاجة مش حلوة.."..
..تقطب جبين كل من الجد والعمة زهرة ليتفاجا بدخول ابراهيم ومراد الذي يتأوه بصوت عال ويقول..
.."..اه يادماغي ..راسي هتنفجر...منها لله اللي كانت السبب..ومني ليها بوسة للي عالجتها.."..
..لكزه ابراهيم وهو يقول بنزق..
.."..انت هتندب..اتنيل اسكت.."..
..اتسعت عيني الجد وشهقت زهرة بفزع وهي تسرع ناحية مراد وهي تقول..
.."..مراد ..حبيبي مالك ..جرالك ايه .."..
..رمشت ايمان عدة مرات عندما نظر اليها جدها فقالت ..
.."..مش قلتلك ياجدي حاجتين حلوين وحشين..الحاجة الحلوة ان حفيدك رجع من السفر بالسلامة..والحاجة الوحشة ان حفيدك التاني دماغه اتفتحت وخد غرزتين..بس.."..
..لم يدرك الجد هل يضحك أم يقلق فعاود النظر لابراهيم الذي جلس بجانب زوجته وقال..
.."..حمدالله على سلامتك يابني..مراد ماله ..حصله ايه.."....اغمضت ايمان عينيها بقوة استعدادا لوصلة التأنيب والتجريح من قبل زوجها وبقية عائلتها على انها السبب فيما حدث ولكنها فتحت عينيها على اتساعها عندما سمعت ابراهيم يقول ..
.."..مافيش حاجة ياجدي ..دي حادثة بسيطة ..روحت الفرح عشان اوصلهم ..لان مراد اتصل بيا وقالي ان عربيته عطلت ..مراد وهو بيركب العربية اتزحلق ووقع على راسه ..جرح بسيط غرزتين بس ..مش كدة يامراد.."..
..جلس مراد وهو مازال يتأوه وقال..
.."..اه ...اه طبعا..انا اتزحلقت..كان في قشرة موزة زحلقتني ..منها لله بقى اللي رمتها .."..
..تعجبت ايمان وفغر فاهها مما سمعته وهي تنتقل بناظريها بين ابراهيم ومراد ..
..رمقتها عمتها زهرة بريبة ولكنها تغاضت وجلست وهي تقول..
.."..اهم حاجة انكو بخير ..ها ..اتعشيتو.."..
..وقف مراد وهو يقول ..
.."..لا ياعمتي انا تعبان وعايز انام ..تصبحوا على خير .."..
..ثم وقف ابراهيم يشير لإيمان ويقول..
.."..احنا كلنا تعبانين وهننام يالا ياايمان.."..
..رفعت ايمان عينيها وقالت وهي تتلعثم وتحتضن وسادة الاريكة الصغيرة بقوة..
.."..يالا على فين ..انا مش عايزة انام ..انا هسهر مع جدي عمتي.."..
..وبصوت جامد كملامح وجهه قال ابراهيم ..
.."..قلت يالا معايا ..عايزك في موضوع.."..
..وقبل ان تعترض بخوف قال جدها ..
.."..قومي يابنتي مع جوزك شوفيه عايزك في ايه.."..
..وضعت الوسادة جانبا وببطئ شديد وقفت فأمسك ابراهيم بمرفقها وهو يهمس بجانب اذنها ..
.."..خايفة ولا ايه يااسطى ايمان .."..
..التفتت بوجهها لوجه المبتسم بحدة وردت بصوت خافت ..
.."..انا مابخافش غير من اللي خالقني وبس ياباشا.."..
..ليسرع ابراهيم بقوله وهو يسير بجانبها متجها للسلم ..
.."..هنشوف يابنت عمي.."..
..اتجه بها ناحية غرفتها وهو ممسك بمرفقها حتى ضاقت ذرعا به وقالت غاضبة وهي تحاول ان تفك أسر ذراعها دون جدوى..
.."..هو انت قابض عليا ياجدع انت ..ماتسيب.."..
..دلف بها للغرفة دون أن يجيبها حتى اغلق الباب ثم دفع بها بهوادة ليتخصر بعدها ويقول وهو يغدو الغرفة ذهابا وايابا بخطوات بطيئة..
.."..ايه بقى ياانسة ايمان.. سمعان كلام ومابيتسمعش .. كل مصيبة بنقع فيها واقول معلش اهو لسة بنتعرف على بعض وبكرة الامور تهدا..بس لا ..في كل مرة الجنان وقلة الادب بتزيد..ومقدرش اشتكي لجدي عشان صحته..وعمي والله يرحمه .."..
..كانت تتابعه بعينيها مثل.. (بندول الساعة القديم)..وتحاول ان تبلع ريقها بشق الانفس ..توقفت انفاسها عندما توقف هو بقبالتها قائلا..
..".. يبقى مافيش حل غير انا جوزك اللي اربيكي واعلمك الادب من اول وجديد.."..
..تراجعت للوراء وهي تشير له بأصبعها وتقول بصوت مهزوز..
.."..تكونش فاكرني مراتك بجد...وكمان انا مؤدبة ومتربية غصبن عنك..قليل الادب ياباشا هو اللي يروح يتسرمح مع الاجنبيات اللي لابسين من غير هدوم و يسمحلها تقوله ياحبيبي..حابه برص وعشرة خرص انشالله.."..
..ابتسم بتهكم بعد ان كتف ذراعيه وقال..
.."..بتغيري عليا ياايمان.."..
..فغر فاهها وهي تشير لنفسها ..
.."..أنا اغير..وكمان عليك ..لا ياباشا اصحى لنفسك كدة ..واتفضل اطلع برة بقى.."..
..ارتسم الغضب بملامحه وقال وهو يهز رأسه..
.."..هو انا زي ما قلت بالظبط محتاجة تربية من اول وجديد عشان تعرفي ازاي تكلمي جوزك باحترام.."..
..هدرت به بقوة ظنا منها انه سيتراجع عنها ويتركها ..
.. "..بقولك ايه ...انا ...انا حرة واعمل اللي انا عايزاه ..وبفكرك اهو.. الجوازة دي جوازة فيستك ..يعني اونطة ..ومش محتاجة فكاكة عشان تعرف يعني ايه اونطة..".. 
..اقترب ابراهيم منها بخطوات بطيئة ثم نزع عنه سترته وهو يقول ..
.."..انا هثبتلك دلوقتي ان الجوازة اونطة ولا حقيقية يا... ياسطى ايمان.."..
..اتسعت عيني ايمان واخذت في التراجع للوراء ..اذدردت ريقها بصعوبة ورفعت سبابتها امامه مرة اخرى تحذره قائلة والتوتر واضح بصوتها..
.."..ماتلعبش في عداد عمرك ..وابعد عني احسنلك ..انا بقولك اهو .."..
..التوت شفتي ابراهيم بابتسامة ساخرة ..فمد يده ليمسك معصمها ويدفع بها ناحيته بقوة ..شهقت ايمان بخوف عندما وجدت ذراعيها الاثنتان ملتويان وراء ظهرها وصدرها يلاصق صدر ابراهيم العاري..فصاحت به..
.."..روح للبتاعة بتاعتك وسيب ايديا ...انا مش عايزة اعملها معاك..هتزعل في الاخر.."....لم يجبها سوى بابتسامة ساخرة وهو يتفحص ملامح وجهها بعينيه ..
اخذت تتملص من بين ذراعيه دون جدوى..حاولت ان تضربه برجليها ولكنه دفع بها ناحية الحائط ليرتطم ظهرها به ..توقفت عن محاولاتها تماما وتسمرت بمكانها عندما رأت ابراهيم يقول بصوت جاد..
.."..انا مافيش في حياتي غيرك يا بنت عمي.."..
..مال بوجه ليقبلها فصرخت به ..
.."..اقسم بالله لو بوس_......"..
..وضاعت بقية حروف كلماتها مابين شفتي ابراهيم التي التهمت شفتيها بقوة دون رأفة او مراعاة انها قبلتها الاولى..لم يدع لها فرصة الهروب بإمالة وجهها يمينا وشمالا لتفك اسر شفتيها ..سمع قوت انينها المكتوم فواصل هجومه بشراسة اكبر ولم يدعها الا فقط لالتقاط انفاسها التي كادت ان تنقطع تماما ..كان صدرها يعلو وينخفض بسرعة كبيرة ..شعر بضربات قلبها القوية المتسارعة تضرب صدره هو ..فتحت ايمان عينيها لتجده ينتقل بعينيه بين شفتيها وعيناها ..وكان الصمت للحظة هو سيد الموقف فمال بوجهه مرة اخرى واغمضت هي عينيها لاستقبال هجومه الثاني ..وقبل ان تتلامس الشفاه انتفضت ايمان على اثر طرقات قوية فوق سطح باب غرفتها..ففتحت عينيها والتفت راسها ناحية الباب وعاودت النظر لابراهيم الذي كان مازال يحدق بها ..تبعثرت كلماتها وهي تنطق بصوت خافت..
.."..ال ..الباب.."..
..فمال ابراهيم وقام بتقبيل جانب شفتيها وهو يقول بصوت خافت ايضا..
.."..ماله الباب.."..
..شعرت بالخدر يسري بجسدها وقالت بتلكؤ..
.."..في ..في حد بيبوسه..آ آ آ...قصدي في حد بيخبطه.."..
..سمعت صوت ضحكته الخافتة والتفت برأسه ناحية الباب وقال بصوت عال..
.."..مين.."..
..فصاحت دادة فاطمة من وراء الباب وهي تقول..
.."..انا دادة فاطمة..جدك عايزك في اوضة المكتب يابني.". .
..اجابها ابراهيم مسرعا ..
.."..قوليله دقيقة وأكون عنده يادادة.."..
كانت ايمان تحدق بجانب وجهه فما كان منها الا انها همست ..
.."..القمر دا جوزي انا.."..
..التفت ابراهيم اليها بسرعة وقال متسائلا..
.."..بتقولي حاجة حبيبتي.."..
..شهقت ايمان واحتبست كلماتها بحلقها ولكن كان عقلها يصرخ بقوله..
.."..يالهوي يالهوي..دا بيقول حبيبتي .."..
..هزت ايمان راسها بالنفي ..تركها ابراهيم على مضض واتجه ناحية الباب بظهره ..رفع لها سبابته وهو يقول محذرا اياها..
.."..هشوف جدي عايزني في ايه وراجعلك على طول ..وبحذرك اوعي تهربي مني .."..
..غمز لها وهو بستطرد بقوله ..
.."..عشان لسة في اثباتات كتير هتعرفي منها اذا كانت الجوازة فيستك ولا لأ..أمين يامنيتي.."..
..اغلق ابراهيم الباب وراءه..فأسرعت ايمان ناحيته وأحكمت اغلاقه بالمفتاح..وبعدها استندت بظهرها فوقه وتراخي جسدها لتجلس ارضا ...وبعد ان استعادت ثباتها الذي بعثره ابراهيم بقبلته الجامحة ..لطمت خديها وهي تقول بنواح..
.."..ياخيبتك ياايمان..ياخيبتك ياوكستك...اتباستي ياختي ..سيبتيه يبوسك كدة عادي وكمان هيمانة فيه...هتبصي في وشه ازاي دلوقتي ..وهيبقى ليكي عين تكلميه ازاي بعد كدة...وهتقوليله ايه ...هتقوليله ايييييه.."..
..اسرعت ناحية دولابها لتستبدل فستانها ببجامة وردية من اختيار عمتها..ثم اسرعت بالخروج من الغرفة لتتجه مهرولة ناحية غرفة عمتها التي وجدتها جالسة ارضا تمارس رياضة اليوجا خاصتها..رفعت ايمان رأسها لأعلى بيأس وقالت وهي تضرب فخذيها بكلتا يديها..
.."..ياختااااي على نوجا واليوم اللي عرفتيه فيها ياعمتي .."..
..جثت ايمان بركبتيها ارضا بجانب عمتها وقالت بصوت عال وهي تهز عمتها ..
.."..ابوس حواجبك ياعمتي مش وقت النوجا بتاعتك دي ..فوقيلي كدة واسمعيني .."..
..لم تعرها عمتها المغمضة العينين اهتمام او اجابة سوى باصطكاك اسنانها غيظا ..فزفرت ايمان بضيق واضح ولكنها شهقت بقوة عندما سمعت صوت ابراهيم العال مناديا اياها ..
..ظلت تلتفت برأسها يمينا ويسارا تبحث لنفسها عن مهرب ولكنها لم تجد سوى ان تجلس مثل عمتها بالضبط..
.دلف ابراهيم لغرفة عمته يبحث بعينيه عن تلك الهاربة التي لم يجدها بغرفتها ..وما ان رآها تجلس بتلك الوضعية مثل عمته ..صدحت ضحكاته بصوت عال ..اقترب منها وجثى بركبة واحدة فوق الارض واستند بذراعه فوق ركبته الثانية المرفوعة لصدره وقال ساخرا وهو يتمعن بوجهها وعينيها المغمضتين..
.."..دا في تطور كبير حصل للأسطى ايمان مراتي وانا معرفش ..يوجا مرة واحدة ..طب يبقى لازم امتحنك
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1