رواية عروستى ميكانيكي الفصل الرابع والاربعون بقلم سما نور الدين
""في الفضاء قابلتك ولا اعلم انك ستملأ فضاء قلبي بحبك !!
حاربت قلبي ولكن دقاته كانت بسهام قوية حقنتني بداء حبك !!
دوائي قربي منك ولن ارضى غيره بديلا ... !!
هل لي بالدواء ام سيبقى قلبي عليلا ...!! ""
(خاطره على لسان ايمان لابراهيم بقلم العبد لله 🙈🙈🙈)
..ردت زهرة بغمزة وابتسامة خافتة لمراد التي ضربت كتفه اسيا وهي تقول بصوت خافت ..
..".. ليه قلتلها كدة ..دلوقتي هتتخانق مع جوزها .."..
..امسك مراد بكف اسيا يقبلها وهو يقول بهدوء وابتسامة حانية ..
.."..حبيبتي دي خطة عشان يتصالحوا مش يتخانقوا .."..
..سحبت اسيا يدها مسرعة وهي تنظر حولها بتوتر وهمست بخجل ..
.."..مراد مايصحش اللي عملته دا ..العيون كلها علينا .."..
..كان يتفحصها بعينيه وهو يقول بحب ..
.."..بحبك يااسيا .."..
..رفعت اسيا عينيها اليه بصدمة جعلت قلبها بتراقص بين جنباته ثم اخفضتهما مرة اخرى وهي تهمس بإسمه ..الذي همس بدوره قائلا ..
.."..ياحياة مراد ..مراد قلبه تعبان و عايز دكتورة تكشف عليه ويكون اسمها اسيا .."..
****
..كل ذلك حدث في حين تابعت زهرة ابنة اخيها بعينيها وهي تتجه مسرعة ناحية ابراهيم الذي تفاجئ بزوجته التي امسكت بمرفقه وتجره بجانبها وهي تقول بصوت حاد خافت ..
.."..لموأخذة عايزاك في كلمة ضروري .."..
..قطب ابراهيم جبينه وتركها تقوده حتى وجد نفسه يخرج من الشقة ويقف بقبالة زوجته بجانب سور السلم ..رفعت ايمان اصبعها أمام وجهه وهي تهدر بقوة ..
.."..شوف بقى ..احنا صحيح خلاويص مع بعضينا وانتهينا... بس الا دبلتي انا بقولك اهو .....البت المكببة دي اخدتها منك وقاستها ولبستها ولا لا .."...
..ضاق مابين حاجبي ابراهيم وهو ينظر لأصبعها التي تلوح به امامه وقال بتعجب ..
.."..هي مين اللي اخدتها ..وقاست ايه ..واصلا مين دول اللي خلاويص .."..
..ضربت كتفه بأصبعها عدة مرات وهي تقول بغضب كالذي يشع من نظراتها ..
.."..ابراهيم ..ماتمثلش عليا ..البت بتاعتك اللي اسمها محدش عارف معناته ايه ..لما شافت دبلتي ..اخدتها ..يعني مسكتها بايديها ..حطيتها في صوباعها اللي عايز قطعه .."..
..كتم ابراهيم ضحكته و مع انه لم يفهم او يعي مايدور ولكنه بدأ يجاريها فقد كانت امامه بغيرتها الواضحة لذيذة شهية تستحق ان تؤكل ..فقال بصوت بارد ..
..".. ونفترض ان دا حصل ..انتي زعلانة ليه ..مش هي دي الدبلة اللي بمنتهى السهولة قلعتيها ورميتيها ..بتسالي عليها ليه دلوقتي .."..
..ظهر الحزن جليا فوق صفحة وجهها وهي تردد بضعف ..
.."..يعني اخدتها منك ياابراهيم ...سمحتلها انها تلبسها .."..
..ثم تفاجأ بها تنقلب كموج البحر الغادر عندما ضربت مقدمة صدره بقبضتها وهي تصرخ ..
.."..وبعدين انا مارميتهاش .."..
..دارت مقلتيه ناظرة للمكان ليرى ان كان احدا ما انتبه لصراخها وقال وهو يمسك بمعصمها ..
.."..وطي صوتك ..الناس هتتلم علينا .....ولأ ياايمان انتي بالفعل رميتيها ..".
..خفت حدة صوتها ولكن زاد غضبها وقالت وهي تحاول ان تخلص معصمها من بين قبضته ..
.."..انا مرميتهاش ياابراهيم .. وحتى لو رميتها دبلتي وعايزاها ومقبلش واحدة تانية تلبسها .. "..
..شعر كمن نكز قلبه عندما رأي لمعة الدموع بعينيها ..فترك معصمها وهو يقول بهدوء..
.."..اطمني يابنت عمي ..محدش لمس دبلتك .."..
..رمشت بعينيها واسرعت بمسح دمعتها الهاربة فوق وجنتها وهي تقول بصوت باكي جعل قلبه يرتجف حبا بها ..
.."..بجد يابراهيم طب .. طب هاتها .."..
..مال ناحيتها ليقترب وجهه من وجهها اكثر وقال بصوت جامد ..
..".. بأي حق .. "..
..ظلت تنتقل بعينيها الدامعة بين عينيه تحاول ان ترى ولو بصيص امل في حكايتهما الطويلة ..لم تجد اي اجابة غير ..
.."..بتسأل بأي حق يابن عمي ..انا هقولك ....بحق اني حبيتها ..بقت غالية عندي من اول ماشوفتها .. لما لمست صباعي حسيت انها بقت حتة مني .. كنت هموت من الغيرة لما عرفت ان ممكن واحدة تانية لمستها واتجننت لما اتخيلت انها لبستها ......عرفت دلوقتي انها حقي .."..
..ظهر التأثر بملامح وجهه وهو يتفحص ملامحها ..ثم نظر حوله حتى يستطع ان يقترب منها ويغمسها داخل صدره يلثم شفتيها بقبلة حارة ولا يتركها الا وهي تعترف بحبه اكثر واكثر ..
..امسك بكتفيها وقال وهو يهزها بغيظ ..
.."..حرام عليكي اللي بتعمليه فيا دا .."..
..فتح صلاح الباب ليجد ابراهيم يهزها بعنف ..فدفع به بعيدا عنها وهو يقول ..
.."..انت شكلك اتجننت .."..
..استدار ابراهيم له بحدة واقترب منه وهو يهدر به بغضب ..
.."..انت زودتها اوي ولازم تقف عند حدك .."..
فاسرعت ايمان بالوقوف كحائل بينهما وهي تتوسل برجاء ..
.."..بس ..بس ..ياخالي محصلش حاجة ..احنا كنا بنتكلم عادي .."..
..خرجت على اثر اصواتهم عمتها زهرة وقالت وهي تمسك بإطار الباب وتنتقل بعينيها بينهم وبين من بالداخل ..
.."..ايه اللي موقفكم هنا ..وصوتكم عالي ليه..اتفضلوا على جوة ..والد العروسة حس ان في حاجة مش مظبوطة ..اتفضلوا جوة ولا عايزين تبوظوا الليلة .."..
..ظل الاثنان ينظران لبعضهما شزرا حتى دفعت ايمان بهوادة صدر خالها وهي تقول ..
..".. يالا ياخالي ندخل ..."..
..افسحت زهرة لهما المكان بفتحها الباب على مصراعيه وما ان دلف للداخل ايمان وصلاح حتى وقفت زهرة بقبالة ابراهيم وهي تقول بصوت هادئ ..
.."..ممكن تحكم عقلك شوية وبلاش عصبية .."..
..زفر ابراهيم بضيق واغمض عينيه وه. يلتفت برأسه للناحية المعاكسة ثم قال بتأفف ..
.."..عمتي لو سمحتي.."..
..وضعت زهرة يدها فوق صدره وهي تقول بحنو ..
.."..حبيبي اهدا ..عشان خاطر جدك ومراد و.....وايمان مراتك ..".
..نظر لزوجته التي جلست فوق كرسيها بجانب خالها الجلف وهي تختلس نظرات جانبية له قرأ فيها رجائها بأن يهدأ من اجلها ..
..اخفض عينيه لعمته وقال ..
.."..متقلقيش ياعمتي ... انا هادي اهو .."..
..وقفت والدة العروس امامهما والتوتر ظهر جليا فوق ملامحها وهي تقول ..
.."..في حاجة يابني ..حصل حاجة .."..
..ابتسمت زهرة وقالت بصوت هادئ ..
.."..لا خالص مافيش حاجة ..دا ابراهيم جاله تليفون شغل ومضطر يمشي ..فانا بقوله ميصحش عشان خاطر مراد .."..
..ابتسمت السيدة بعد ان اطمئنت وقالت بتودد ..
.."..معلش يابني خليك ..الشغل ممكن يتاجل شوية ..لكن فرحتك بابن عمك لا ..وكمان ماينفعش تمشي من غير ماتتعشى .. دا حتى ابو اسيا يزعل اوي وياخد على خاطره .."..
..ابتسم ابراهيم وربت بيده فوق كتف السيدة وهو يقول ..
..".. اكيد يا حجة .. شكرا ..مكانش في داعي تتعبي نفسك .."..
..ابتسمت السيدة وهي تقول ..
.."..تعبكم راحة يابني ..اتفضلوا وخمس دقايق بس والعشا يكون جاهز .."..
..مرت عدة دقائق وكان الجميع حول مائدة اعدت خصيصا لهذا العدد الضخم ..وقامت اسيا وايمان وزهرة بمساعدة الام بتحضيرها ..
..جلست ايمان بجانب صلاح الذي قال ..
.."..ايمان الافتتاح هيكون بعد يومين ومتحاجلك معايا .."..
..اختلست ايمان نظرة لزوجها الذي لم تحد عينيه عنها ولو للحظة واحدة ثم نظرت لصلاح وقالت ..
.."..تحت امرك ياخالي ..هفضي نفسي خالص ومن بكرة هاكون معاك .."..
..استطردت قولها ولكن بنبرة صوت خافتة ..
.."..على ياخالي انت ظلمت ابراهيم ..احنا كنا بنتكلم عادي ..هو كان ماسكني بيعاتبني مش حاجة تانية .."..
..وضع صلاح قطعة من اللحم يلوكها بفمه ثم قال بتهكم ..
.."..انتي بداري عنه ..خايفة عليه لاكسرلك دماغه ..مش هو دا اللي قلتي هطلعي عينيه .."..
..امسكت بذراعه العضلية بكفيها وهي تقول بصوت خافت وابتسامة تزين وجهها ..
.."..ياحبيبي مانا هطلع عينه ..بس المرادي والله هو كان بيعاتبني ..متخافش عليا ابدا ..بنت اختك سبع .."..
..حاوط عنقها بذراعه لتميل ناحيته فقبلها من راسها وهو ينظر بحاجب مرفوع لذاك الذي يغلي غضبا وغيظا بمكانه ..
..كاد ان يهب ابراهيم بوقفته فامسكته زهرة بقوة لتمنعه وهي تقول بخفوت..
.."..اتهد مكانك بقى .. ثم انت مالك بيها ..انت مش خلاص هتسيبوا بعض .. "..
..التفت بحدة لينظر لعمته وقال ..
.."..انا مستحيل اسيب ايمان ..ايمان مراتي وهتفضل مراتي ولو غصب عنها هي شخصيا .."..
..ابتسمت زهرة وتنهدت بأريحية وهي تقول ..
.."..الحمد لله ...واخيرا ...المهم ان هي تفهم الكلام دا وتستوعبه كويس ..عشان تتجوزوا بقى وتخلصوني عشان تعبت منكم انا وبابا .."..
..رمق ابراهيم زوجته بنظرة غاضبة وهي تحاول ان تتملص من ذراع صلاح وقال بتوعد وغيظ..
.."..هيحصل .."..
..انتهى اليوم بمغادرة الجميع على اتفاق بإقامة حفل خطوبة اسيا ومراد بجانب عقد قران زهرة وكمال بعد اسبوعان من اليوم ..
..وعند باب بيت الطبيبة كان صلاح يقف موجها حديثه للجد وزهرة بدعوتهما لحفل افتتاح مشروعه الجديد وقد قبل الجميع الدعوة ماعدا ابراهيم الذي نظر له ببرود وامتعاض وقال ..
.."..هنشوف لو وقتنا يسمح .."..
..وبتلعثم قالت ايمان لفض حالة التوتر التي سادت الموقف ..
.."..طبعا ياخالي طبعا هنيجي ..وانا معاك طبعا مش هسيبك .."..
..امسك ابراهيم بذراع زوجته ليلصقها جانبه وهو يقول بصوت جامد كملامحه ونطرة عينيه لصلاح ..
.."..يالا ياايمان .."..
..ليعلو صوت صلاح وهو يقول بتهكم ..
.."..زي ما اتفقنا يامنوش ..متتأخريش عليا .."..
..وبعد برهة من الوقت كان الجميع بطريقهم للبيت ..وبسيارة الجد مالت زهرة ناحية ابيها وهي تقول..
.."..كله تمام يا بابا ..انا اتاكدت من ابراهيم ..وخلاص باقي المهمة عليه هو في رجوع ايمان .."..
..هز الجد العجوز رأسه وهو يقول بصوت هادئ ..
..".. تمام ..كنت عارف انهم في الاخر هيرجعوا لبعض وان جنانهم مش هيستمر كتير ..الحمد لله اني اطمنت عليهم ..ودلوقتي الدور على اخوكي المحترم .."..
..ربتت زهرة بيدها فوق مرفق ابيها وهي تقول ..
.."..انا عارفة ان ذنبه كبير يابابا ..بس هو في الاخر ابنك ..بليز يابابا ..حل الموضوع من ماتأذيه .."..
..وبنظرة ميتة قال العجوز ..
.."..هو اللي هيختار عقابه يازهرة ..هو اللي هيختار ......."..
..انتفضت ايمان عندما ضرب ابراهيم مقود السيارة بقوة دون ان ينطق ..
فزفرت ايمان بضيق وهي تقول..
.."..انا مش عارفة ايه اللي ركبني معاك .."..
..التفت اليها ابراهيم بحدة وهو يقول بسخرية ..
.."..اومال ياهانم كنتي عايزة تركبي مع مين .."..
..شبكت ذراعيها وهي تستند بظهرها باريحية فوق ظهر كرسيها وقالت بهدوء ..
.."..اركب في عربية جدي ..كنت هرغي ساعتها مع اؤمؤم بدل الركوبة الغم دي .."..
..اصطكت اسنان ابراهيم بغيظ ثم قال بنبرة صوت حاول ان تكون هادئة ..
..".. انتي عارفة انك حسابك تقل اوي ..ويكون في علمك كلمة كمان تعصبني ..مش عارفة هعمل فيكي ايه .."..
..نظرت اليه وهي تقول بسخرية ..
.."..ودا على اساس ايه ان شاء الله احنا مش خلاويص .."..
..رفع ابراهيم اصبعه يهدد ويتوعد وهو يلوح به قائلا..
.."..اسمع منك كلمة خلاويص وانتهينا تاني يابنت عمي هكسرلك دماغك ..انتي مراتي وهتفضلي مراتي ..فاهمة ولا لا .."..
..حاولت ان تخفي ابتسامتها ولكنها لم تستطع فأسرعت بالنظر للطريق عبر نافذتها الزجاجية وهي تهمس بصوت غير مسموع ..
.."..فاهمة.."..
..ولكنها انتفضت فجاة والتفتت اليه تنظر شزرا لجانب وجهه وهي تقول بصوت غاضب ..
..".. والبت شفطيناز دي موضوعها ايه بقى بالظبط .."..
..التوت شفتي ابراهيم وهو يقول ..
.."..اشكيناز زميلة دراسة ياايمان ..بعد ماتخرجت اتجوزت وسافرت ..ومن حوالي شهر اتصلت بيا وقالتلي انها اطلقت ورجعت مصر و عايزاني اساعدها انها تلاقي مكان كويس تشتغل فيه ..وانا عرفت منها انها عندها خبرة في التسويق و عشان الزمالة القديمة قلتلها تيجي تشتغل في شركتنا ..وبس ..مافيش اكتر من كدة .."..
..اعوجت شفتيها وهي تتمتم ..
.."..حنين اوي حضرتك .."..
..ثم ارتفعت حدة صوتها وهي تقول ..
.."..يبقى يامحترم تقولها بلاش مياصة وهي بتتكلم معاك ..وتناديك بإسمك من غير دلع ماسخ ..وتفضل في مكتبها مش كل شوية تنطلك زي نطاط الحيط .. امين .."..
..هز ابراهيم راسه ياسا و استسلاما وهو يردد ..
.."..امين يا ايمان هانم .."..
..تراخى جسدها وهي تعتدل بجلستها قائلة ..
.."..طب ..يعني ..احنا دلوقتي ايه ..متصالحين ولا متخانقين ولا خيلف خلاف مع بعضينا .."..
..ثنى ابراهيم ذراعه فوق حافة نافذته وقال وهو يستند براسه الى كفه ..
.."..مع اني مش فاهم اخر جملة .. واني لسة مسامحتش في إهانتك ليا ..بس احنا نعتبر لسة في مرحلة التفاهم وبناء الثقة .."..
..رفعت ايمان احدى شفتيها لأعلي امتعاضا مما سمعته ثم قالت ..
.."..ايوة يعني هاخد دبلتي امتى ..قبل مانبني ولا مانخلص بونا .."..
..هدر بها بغيظ ..
.."..دبلتك اللي رميتيها دي مش هتاخديها الا بشروطي انا ..فاهمة ولا لا ..وشروطي دي هقولك عليها بعدين ..بعد مااتاكد ان اللي حصل مش هيحصل تاني و انك واثقة في نفسك قبل ما تكوني واثقة فيا وفي حبي ليكي .."..
..ابتسمت لجانب وجهه وهي تقول باريحية لم تشعر بها الا الان وبعد فترة كانت تسودها الحزن والالم ..
.."..حلوة كلمة حبي ليكي دي ...وماشي ياسيدي ..اووكي ..نتفاهم ونبني ونثقثق ..مادام في الاخر هاخد دبلتي حبيبتي .."..
..وعند باب الفيلا وقف ابراهيم بسيارته وفك حزام مقعده لينظر مستغربا لايمان وقال ..
.."..ايه مش هتنزلي .."..
..فكت حزامها هي الاخرى واستدارت وهي تقول ..
..".. بص ..طالما احنا لسة في مرحلة التفاهم ..وانت جوزي ..وانا جوزتك ..عايزة اقولك واعرفك اني من بكرة ولمدة تلات اربع ايام ..هبات في بيتي مع خالي وستي هنية .. واديني بلغتك اهو عشان متظرظرش.."..
..قطب ابراهيم جبينه وهو يتساءل ..
.."..ليه ..وكمان انا مش موافق ان مراتي تبات برة بيتها يوم واحد ..مش تلاتة اربعة.."..
..كتمت غيظها وهي تقول ..
.."..ابراهيم ..انت لسة قايل اننا بنتفاهم ..يبقى تسمعني عشان تفهم ..خالي صلاح الكام يوم الجايين هيبقى مشغول لشوشته في افتتاح المشروع بتاعه ..ومش معقول اسيب خالتي تهاني لوحدها مع ستي هنية ..هي كمان ليها بيتها وعيالها ..لازم اكون معاها تساعدها ..امين يابن عمي .."..
..زفر بضيق وهو ينظر أمامه ثم قال ..
.."..ماشي ..عشان بس الست هنية .. لكن بعد كدة تحطي في راسك ان ممنوع بعد كدة البيات برة البيت .."..
..تخصرت ايمان وهي تتذمر قائلة ..
..".. على فكرة بقى دا بيتي ..بيت ابويا .. ومالكش انك تعترض .."..
..خرج ابراهيم من السيارة وقبل ان يصفق بابها في وجهها قال ..
.."..انا قلت اللي عندي ..وبلاش تناطحيني عشان متزعليش في الاخر .."..
..صفق الباب بقوة جعلتها تنتفض وتنفخ وجنتيها لنزفر بغيظ وغضب وتقول وهي تخرج من السيارة لتلحق به وهي تهدر بعصبية ..
.."..استنى عندك يا عم انت ..انا مخلصتش خناق .."..
..اسرعت بخطواتها لتلحق به فوجدته يصافح كمال الذي كان مترقبا دخول الجد العجوز ..فهدأت واقتربت منهما لتصافحه وهي تقول بتهكم ..
.."..عم القانون ..مساء الفل ..طب والله كويس انك جيت عشان اباركلك وابلغك ان جدي حدد معاد الجواز بعد اسبوعين ان شاء الله .."..
..اتسعت عيني كمال هلعا وهو يردد بلا وعي وبصوت عال ..
.."..اسبوووعين ...لييه.."..
..اجابه العجوز الذي ظهر عند الباب وورائه زهرة ..
.."..من غير ليه ..انا قلت اسبوعين يبقى اسبوعين ..عند حضرتك مانع .."..
..امتعض وجه كمال وهو ينظر لزهرة التي رفعت كتفيها واخفضتهما بإستسلام وقلة حيلة ليقول من بين اسنانه بغيظ واضح أمام جميعهم وهم يكتمون ضحكاتهم بصعوبة ..
.."..لا طبعا ياعمي ..معنديش .."..
..ضاق مابين حاجبي الجد وهو يقول بنزق ..
.."..ثم انت جيت في الوقت دا ليه.. ايه مافيش تليفون تبلغني فيه باللي عايز تقوله وجيت عشانه .."..
..مط كمال شفتيه وقال والحرج يشوب نبرة صوته..
.."..يا عمي .. لو سمحت نتكلم في المكتب .."..
..تخطاه العجوز متجها للمكتب وهو يقول ..
.."..اتفضل تعال ورايا .. "..
..تقدم كمال من زهرة ليقول لها هامسا بغضب ..
.. ".. عمي من ساعة ماتقدمتلك وهو بيعاملني وحش ليه .."..
..عاودت زهرة رفع اكتافها وهي تتمتم بكلمة ..
.."..معرفش ياكمال ..معرفش .."..
..صاح صوت العجوز بإسم كمال عاليا فأجفل الجميع كاتمين ضحكاتهم ماعدا كمال الذي اسرع باتجاهه للمكتب بهمهمات غير مفهومة ..
..وبوجه ملامحه تتسم بالامتعاض اشار الجد وهو يقول ..
.."..اقعد وفهمني في ايه .."..
..جلس كمال وهو يستند بذراعه فوق سطح المكتب وقال ..
.."..سمير كلمني في التليفون .."..
ففي خلال هذا اليوم كان كمال بمكتبه يدرس احدى القضايا الهامة فصدح رنين هاتفه ..نظر كمال للهاتف فوجد اسم سمير يضيئ شاشته فتعجب وهو يجيبه ..
.."..سمير ..خير ..".
..وبصوت كان يشوبه الكثير من الانكسار ردد سمير ..
.."..انا عايز اقابل بابا بس بعيد عن البيت والشركة .."..
..جلس كمال فوق كرسي مكتبه وقال ..
.."..هكلمه وابلغك .."..
..ردد سمير بكلمة شكرا واغلق الهاتف وبأكتاف متهدلة رمى بهاتفه فوق الطاولة الصغيرة التي امامه ..
..تأففت اصلي وهي تنظر له وتقول ..
.."..المفروض انك تكون مطمن ان اللي بيبعت الورق دا هو عمي حافظ بيه ..لان لو حد غريب كان ممكن ابتزك .."..
..رفع عينيه لينظر لها بغضب فابتلعت ريقها بصعوبة وهي تنكمش بمكانها ..قال سمير بصوت اجش هادئ ..
.."..بتقوليلي اطمن ..على اساس انك متعرفيش مين هو حافظ بيه ..بابا لو قرر انه يسجني بالورق اللي معاه محدش هيقدر يقف قصاده ..حتى لو هربت من البلد ..عنده اللي يقدر يجيبني لحد عنده .. وعشان كدة انا عايز اتكلم معاه .. ادعي ربنا انتي بس انه يوافق والا هفضل كدة زي اللي محكوم عليه بالاعدام ومش عارف هيتعدم امتى .."..
****
..شبك الجد العجوز اصابع كفيه ببعضهما وتنهد وهو ينظر للفراغ امامه ثم قال ..
.."..بلغه اني هقابله في مكتبك ياكمال ..بكرة الساعة 10 الصبح .."..
..هز كمال رأسه بالموافقة وهو يقول ..
.."..امرك ياحافظ بيه .."..
.امتعض وجه العجوز وقال وهو يتجه لباب غرفته بكرسيه ..
.."..قولي ياعمي انت عارف مبحبش تقولي حافظ بيه ديه ..ومافيش جواز قبل اسبوعين ..امين .."..
..رفع كمال حاجبيه تعجبا واسرع بقوله ..
.."..امين مين ياعمي بس .."..
..شوح له الجد وهو يقول بتهكم ..
.."..اسال ايمان وهي تقولك .."..
..حاول كمال اللحاق بالجد وهو يردد بتوسل ..
.."..حاضر هسالها ..بس ياعمي اسبوعين كتير ..خليها اسبوع او خليها بكرة .."..
..وصل الجد لغرفته واغلق الباب بوجه كمال الذي وقف واسنانه تصطك غيظا حتى سمع صوت زهرة وهي تقول من خلفه ..
.."..كمال ..انت واقف كدة ليه .."..
..التفت اليها بكامل جسده ثم اتجه اليها مسرعا رافعا اصبعه بوجهها وهو يقول بغضب ..
.."..ابوكي مصمم ان الجواز يبقى بعد اسبوعين .."..
..شبكت ذراعيها امام صدرها وقالت بصوت حاد ووجهها يتسم بملامح جامدة ..
.."..اولا ..اسمه باباكي او حافظ بيه ..ثانيا هو حر في قراراته ..عن نفسي موافقة يكون بعد اسبوعين .."..
..ضم قبضتيه ولكنه حافظ على ثباته امامها وحاول ان تكون نبرة صوته باردة وهو يقول ..
.."..اوك يازهرة هانم زي ماتحبي حقك طبعا ...وانا بردو هعرف اخد حقي كويس اوي ..الصبر جميل يازهرتي.."..
..شعرت زهرة بالقلق يعتمل بمعدتها وهي ترى عينيه تنظر لها نظرات عابثة ماكرة ..فكت ذراعيها وقالت بتلعثم وهي تهرب من نظراته ..
.."..انا ..انا هروح اشوف ايمان .."..
..ضحك كمال وهو ينظر اليها ولخطواتها المتعثرة بكعبيها الذي اظهر انوثتها بشكل مثير وهو يقول بتوعد ..
.."..ان غدا لناظره قريب .."..
..وعند باب الفيلا تقابل كمال بمراد الذي كان يخطو خطوات راقصة فوق درجات السلم الرخامي وشفتيه تصدر صفيرا يشبه لحنا لاغنية رومانسية..
تصافحا وتبادلا التهنئة واسرع مراد بسؤال كمال ..
.."..عمي كمال بما ان حضرتك محامي كبير ..ممكن تقولي ازاي اقنع والد خطيبتي ان الخطوبة تكون كتب كتاب وجواز بالمرة .."..
..ضحك كمال وقال ساخرا وهو يربت فوق وجنة مراد بأصابعه ..
..".. كنت نفعت نفسي ياحبيبي ..تصبح على خير ياعريس .."..
..دلف مراد للداخل فوجد زهرة تقف حائلا بين ايمان وابراهيم الذي صاح بغيظ ..
.."..ياعمتي من فضلك ..دلعك دا هو اللي بيخليها تتنطط علينا .."..
..صاحت ايمان بدورها وهي تحاول الوصول اليه ولكن ذراع زهرة يمنعها ..
.."..ايه اتنطط دي يامحترم ..شايفني قرد قدامك ..وكمان انت متقدرش تعمل حاجة من اساسه .."..
..وقف مراد بالقرب منهم وقال وهو ينظر لغرفة جده ..
.."..لا ياجدي مافيش حاجة .."..
..تسمر الجميع بمكانه خوفا من الجد الذي نظروا تجاه غرفته فوجدوا بابها مغلق ولا يوجد احد هناك ..فاتجهوا بانظارهم شزرا الذي ارتسم على وجهه ابتسامة سمجة لم تدم طويلا عندما قام كل من ابراهيم وايمان بضربه بالوسادات ..فقام بتغطية راسه وهو يقول بتلعثم ..
.."..طب ..اعرف بتتخانقوا ليه ..وبعدين اضربوني .."...
..ضحكت زهرة وهي تجلس فوق اريكتها تنظر بحب لابناء اخوتها وبداخلها تشكر خالقها بتلك النعمة...
..وبعد برهة من الوقت كانت ايمان بغرفة زهرة جالسة بجانبها فوق الفراش تهز ساقها بعصبية وهي تسمع عمتها وهي تقول ..
.."..هو مافيش مرة تتصالحوا فيها الا وبعدها بخمس دقايق تتخانقوا تاني ..
"
..هبت ايمان واقفة تقول بصوت غاضب ..
..".. ياعمتي ماهو السبب ..هو كان خلاص وافق اني هروح ابات الكام يوم الجايين في بيتي مع خالي وستي هنية ..يقوم فجأة الجنونة تطلع ويقولي .."..
تخصرت وبدات تقلد نبرة صوته الاجش وتقول ..
.."..هعدي عليكي كل يوم الصبح اخدك الشركة وارجعك في اخر اليوم ..ياكدة يامافيش مرواح.."..
..وضعت زهرة يدها فوق فاهها لتكتم ضحكتها التي قطعتها فور دخول ابراهيم الغرفة وهو يقول ..
.."..محدش قالك قبل كدة انك فاشلة في التقليد ..ودمك تقيل ..نصيحة مني متكررهاش تاني .."..
اشارت اليه ايمان باصبعها ولكنها كانت تنظر لعمتها وتقول بغضب ..
.."..شوفتي جر الشكل .."..
..نظرت عمته له باستنكار وقالت بصوت هادئ ..
.."..ممكن تقعدوا الاتنين قدامي وتسمعوا هقولكم ايه وتنفذوه ..والا والله هنزل لبابا واحكيله وشوفوا انتو بقى لو تعب او زعل منكم .."..
..زفرا الاثنان بضيق واتجها للاريكة ليجلسا سويا فوقها ..فاغتنم ابراهيم الفرصة والتصق بها فالتفتت اليه ايمان بحدة وهي تحاول ان تتزحزح بعيدا عنه ..ولكن كان ابراهيم لم ينظر اليها وظل كلما ابتعدت انشا يقترب هو بالمقابل حتى منعها ذراع الاريكة من مواصله زحزحتها فقالت من بين اسنانها ..
..".. ماتزحزح شوية ياعم انت الكنبة واسعة .."..
..ظل ابراهيم بمكانه ملتصقا بها وقال دون ان ينظر اليها ..
.."..مالكيش فيه ..انا مرتاح كدة .."..
..تأففت زهرة وهي تقول ..
.."..قسما بالله لو ماعقلتوا لاطردكم برة الاوضة ..انا تعبانة وعايزة انام .."..
..تنحنح ابراهيم وقال وهو يعتدل بجلسته محاوطا كتف ايمان بذراعه..
.."..اسف ياعمتي ..اتفضلي عايزة تقولي ايه .."..
..حاولت ايمان ان تتملص من قبضة ذراعه حول كتفها ولكنه شدد من قبضته وهو يهمس ..
.."..اسكتي بقى عشان عمتك .."..
..تسائلت عمته وهي تنظر اليه ..
.."..انت ليه مصمم ان ايمان تروح معاك الشركة كل يوم .."..
..ابتسم ابراهيم وهو يقول بصوت بارد وكفه يربت فوق كتف زوجته ..
.."..ما حضرتك عارفة ياعمتي ..ان الشغل بقى معتمد اعتمادا كلي على وجود ايمان في الشركة وامضتها لازم تكون جمب امضتي بكل ورقة.."..
..رددت زهرة قائلة بهوادة ..
.."..ايوة بس ياحبيبي انت عرفت ان خالها محتاجلها اليومين دول ..فمافيش مانع الشغل اتأجل يوم او اتنين ..او تبعتلها حد بالورق لحد عندها تمضيه .."..
..هبت ايمان واقفة وهي تقول بحماس ..
.."..الله ينور عليكي ياعمتي ..البت لوزة ماهي بتشتغل في الشركة ..يبقى يبعت الورق معاها .."..
..امتعض وجه ابراهيم وقال بجدية..
.."..وتفتكري اني ممكن اجازف وابعت ورق مهم مع صاحبتك .."..
..تخصرت ايمان وهي تنظر له شزرا وتقول بغضب ..
.."..قصدك ايه ..هي لوزة عبيطة ممكن تضيع حبة ورق .."..
..وقبل ان يجيبها ابراهيم بغضب هو الاخر ..وقفت وهتفت بهما بغضب ..
.."..اسمعوا انتو الاتنين ..هو حل واحد مافيش غيره .. ايمان هتروح معاك الشركة بكرة بس عشان تخلص كل الشغل ..وبعدها هتقعد اليومين التانيين مع خالها ..وكذلك انت ياابراهيم لو في اي حاجة انت بنفسك تاخد الورق المطلوب وتروح لمراتك في بيت خالها عشان تخلصه وبالمرة تقعد معاها وتتفاهموا وتشوف لو عايزة حاجة او حتى تساعد خالها لو احتاجك ..دا اللي عندي واللي هتنفذوه ..ويالا اتفضلوا كل واحد على اوضته .."..
..هرولت ايمان لعمتها تقبل وجنتيها بقوة وهي تقول من بين قبلاتها..
.."..عفارم عليكي ياست الكل ..اهو كدة الاحكام ولا بلاش ..تصبحي على خير ياقمر .."..
..ارتفعت شفة ابراهيم العليا امتعاضا وقال وهو يتجه اليهما ..
.."..امرك ياعمتي واجب النفاذ ..عشان خاطرك انتي بس ..تصبحي على خير .."..
..رمت زهرة بجسدها فوق الفراش وهي تزفر بأريحية فور خروج ايمان وابراهيم من غرفتها فقالت وهي تنظر للسقف..
.."..واخيرا هنام .."..
..ليصدح صوت هاتفها عاليا لتجد اسم كمال فوق شاشته ..فارتسمت فوق شفتيها ابتسامة خجول وهي تجيبه ..
.."..الو ياكمال ..انت لسة صاحي .."..
..ليجيبها كمال هائما بجمال صوتها الناعم ..
.."..مع اني متغاظ منك ومن ابوكي ..بس مقدرتش انام الا لما اسمع صوت حبيبتي .."..
..اصدرت ضحكة خافتة ناعمة اذابت قلبه اكثر واكثر لتهمهم بعدها بإسمه غير عابئة بصوت من بالخارج والذي كان عبارة عن صراع بالايدي بين ابراهيم وايمان الذي هتفت بصوت خافت غاضب ..
.."..يعني ايه مش هتديهالي ..بقولك روح هاتها ..انت مدوخني عليها ليه .."..
..امسك ابراهيم بمعصميها ليمنعها من مواصله ضرباتها فوق صدره وقال ..
.."..محدش قالك اقلعيها وعشان تلبسيها تاني لازم اسامحك الاول على اهانتك ليا وبعد مااسامحك في حاجة من الاتنين لازم تنفذيها .."..
..وقفت هادئة والتعجب مرتسم بملامحها وهي تقول ..
.."..حاجتين ايه ان شاء الله اللي لازم انفذ واحدة منهم بعد ما تمن عليا بالسماح .."..
..فجاة لثم وجنتها ثم قام بعضها وهو يقول ..
.."..هقولك عليهم بعد مااسامحك "..
..وضعت يدها فوق وجنتها بعد ماتأوهت من وجع العضة ..
..ارتبك ابراهيم من احمرار وجهها وصوت اعتراضها الناعم ونظراتها البريئة فهرب من امامها وهو يقول ..
.."..انا هنام ..تصبحي على خير .."..
..مسدت فوق وجنتها وهي تهمس ..
.."..وانت من اهله يابن عمي .."..
..وبصباح اليوم التالي ..كانت ايمان تستند بوجنتها الى كفها فوق سطح مكتب ابراهيم الذي كان يجلس فوق كرسيه يقلب باصابعه اوراق الملف الذي امامه مختلسا بين الحين والاخر نظرات جانبية التي تجلس بتأفف وملل واضح ..
..مد يده لها بالملف وهو يقول بجدية..
.."..اتفضلي امضي ..مع اني مش موافق انك تمضي من غير ما تعرفي الملف دا بيتكلم عن ايه .."..
..اخذت منه الملف وبدأت بتوقيع اسمها بجانب اسمه بنهاية كل ورقة وهي تقول ..
.."..معلش الايام جاية كتير ابقى اعرف واتعلم ..انا دلوقتي بالي مشغول .."..
..وبامتعاض قال ابراهيم ..
.."..مشغول بايه ياست المشغولة .."..
..رفعت جفنها لاعلى لتنظر اليه بتوعد وتشير له بالقلم ..
.."..من غير تريقة ..وكمان مش لازم تعرف انا مشغولة بايه ..مش انت لسة مسامحتنيش ..يبقى مش هقولك على حاجة .."..
..وقف ابراهيم واستدار حول مكتبه بخطوات هادئة وقال عندما وقف بقبالتها وامسك كتفيها لتقف امامه لا يبعد بينهما الا انشات بسيطة ..
.."..ماهو علشان اسامحك لازم تصالحيني .."..
..امسك بخصرها ودفع بها داخل صدره بقوة وهو يقول ..
.."..ولا انا غلطان.."..
..ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تبعد صدره عنها بكفيها الضاغتين على صدره وقالت ..
.."..انت ..انت راجل اونطجي .."..
..وبصوت يشوبه الكثير من البراءة الزائفة قال ..
.."..انا اونطجي ..ابدا ..ابسلوتلي ..دا انا راجل مظلوم ومراته مزعلاه .."..
..ضاقت عينيها وهي تميل بوجهها جانبا وتقول ..
.."..والنبي ايه .."..
..ليجيبها هو مسرعا ..
.."..والنبي اه .."..
..وقبل ان يميل ليلثم شفتيها الممطوطة صدح صوت هاتفها عاليا ..فانتفضت بعيدا عن ذراعي ابراهيم تبحث عنه فوق سطح المكتب حتى وجدته وهي تقول بصوت يشوبه الكثير من التوتر ..
.."..ايوة ياخالي .."..
..تأفف ابراهيم وزفر بغضب واستدار حول مكتبه ليعاود الجلوس فوق كرسيه وهو يتمتم بسبات خافتة لصلاح وللساعة التي راي فيها هذا المخلوق البغيض ..
..هتفت ايمان بصوت قوي وحماسي ..
.."..حاضر ياخالي ..لا ..لا ..مش هتاخر .....عزة ..ماشي ماشي ..هجيبها معايا ......على طول يابو صلاح حاضر ..."..
..اغلقت ايمان هاتفها وهي تقول بوجه باسم لابراهيم الذي ينظر لها بجمود..
.."..خالي في صالة الالعاب بتاعته وعايزني انا وعزة وانت يعني لو حبيت نروحله دلوقتي ..عشان كل المعدات وصلت وعايزنا نكون معاه ونساعده .."..
..قلب ابراهيم القلم بين اصابعه وهو يقول بتذمر ..
.."..احنا ورانا شغل كتير ..ماينفعش نروح دلوقتي ..ساعتين تلاتة كدة وابقى اوصلك .."..
..ظهر الحزن بملامح وجهها وهي تقول ..
.."..ابراهيم ..عشان خاطري ..انا اتخنقت من قعدة المكتب ..انا هروح انا وعزة ..ولو انت عايز تيجي بعدين اوكي ..ها قلت ايه .."..
..رمى ابراهيم القلم فوق سطح المكتب وقال وهو يقف وينفض طرفي سترته للامام كعادته وهو يقول ..
.."..اتفضلي ياهانم قدامي ..هوصلك واشوف بالمرة معاكي مشروع الرخم خالك .."..
..تبدلت ملامحها تماما من الحزن للسعادة والفرح وكادت ان تقفز فرحا لتجاوب ابراهيم معها ليترسخ بعقلها واخيرا انه يحبها وان مهما كانت الفروق فأمام سلطان الحب لاقيمة لها ولا معنى ....
..وصل ثلاثتهم للصالة التي كانت بمنطقة وسط البلد ..مكان حيوي وجاذبا لكل المستويات ..فتأففت عزة وهي تقول ..
.."..انا مش عارفة ايه اللي خلاكي تجيبني معاكي ..مالي انا ومال مشروع الاستاذ البطل خالك ..".
..ضحكت ايمان وهي تنظر حولها للمكان الواسع وقالت ..
.."..ياختي انا ماليش دعوة ..خالي هو اللي طلبك بالاسم ..قالي هاتي عزة معاكي ..ابقي اسأليه انتي بقى .."..
..لمح صلاح بمن يقف عند الباب فأسرع بخطوات واسعة اليهم يتخطى المعدات المغلفة باكياسها البلاستيكية والمرمية ارضا حتى وصل اليهم وهو يقول بصوت عال وملامح وجه باسمة ..
.."..اهلا اهلا ..تعالو اتفضلوا .."..
..تعلقت ايمان بعنق خالها وهي تقول بصوت عال ..
.."..الف الف مبروك ياخالي ..ربنا يباركلك فيه ويبقى اجمد واجدع جيم في مصر كلها .."..
..مد ابراهيم يده لينزع زوجته من حضن خالها لتقف بجانبه وهو يقول ..
.."..اهلا بيك ..مبروك الافتتاح .."..
..ضرب صلاح كتف ابراهيم بذراعه العضلي بقوة وهو يقول بحماس ..
.."..الله يبارك فيك ..بس الافتتاح بعد يومين وانت اكيد هتشرفنا .."..
..لم يدع صلاح فرصة لابراهيم ليجيبه ونظر لعزة التي كانت تهرب بعينيها عن نظراته الثاقبة ولكن شعرت بالهواء ينقطع عن رئتيها وجدران قلبها تذوب عندما سمعت نبرة صوت صلاح الحانية وهي تقول..
.."..نورتي الجيم ياانسة عزة .."..
..استطرد قوله عندما وقف بقبالتها ..
.."..كنت عايز اتكلم معاكي كلمتين ..ايه رايك تيجي معايا افرجك ع الصالة ونتكلم بالمرة ..."..
..كانت تتعهد مع نفسها من قبل انها لن ترضخ لرغبة قلبها المتلهف لرؤيته ..وانها ستكون مثل التمثال لا حياة فيه عندما يتحدث معها ..ولكن كل تلك التعهدات ذهبت مع الريح كقطع اوراق ممزقة عندما سمعت صوته واستقبلت نظراته فقالت بصوت خافت متلعثم..
.."..ماشي ...مافيش ..مانع ..نتفرج ...ونتكلم .."..
..ذهبا الاثنان سويا دون ان يعوا ولو بايماءة للاثنان اللذان كانا يشاهدان مايحدث بحواحب مرفوعة وشفاه ملتوية ..
..امسك ابراهيم بكف ايمان لتسير بجانبه حتى وصلا لمقعد جلدي عريض بجانب الحائط ..جلسا فوقه ينظران لما تحتويه الصالة العريضة من معدات تختلف في اشكالها والغرض منها ..
وبعد برهة من الوقت قليلة كانت ايمان تنظر بتلذذ لعزة وهي تغدو ذهابا وايابا بارجاء النادي وصلاح يلاحقها ولكنها تتعمد تجاهله انتقاما منه ..
..اجفلت عندما وجدت من ينقر بأصابعه فوق ذراعها وشفتيه قريبة من اذنيها يسألها بصوت خافت ولكنه قوي..
.."..هو كان لونه ايه ؟!!! .."..
..التفتت برأسها لتجد وجهه كاد ان يلامس وجهها فقالت بتعجب وهي تتراجع برأسها للوراء قليلا ..
.."..هو ايه دا ؟!!! .."..
..اعتدل بجلسته ووضع ساق فوق الاخرى ثم شبك ذراعيه وهو ينظر امامه مستندا بظهره على الحائط ويقول بهدوء..
.."..انا حاولت افتكر لونه بس مقدرتش ..".
..التفت اليها وغمز بعينيه وهو يعاود قوله بصوت ماكر ..
.."..اصلي ساعتها كنت بدقق باللي تحت القميص .."..
..زفرت بضيق وقالت وهي تلتف بجسدها جانبا وتتخصر بيد واحدة قائلة بتأفف..
.."..انا مش فاهمة حاجة من اللي بتقولها ..ماتجيب من الاخر وتقول انت عايز ايه .."..
.. انزل ساقه وفك ذراعيه ليلتفت هو الاخر بقابلتها متخصرا بدوره قائلا ببرود ..
.."..عايز اعرف قميص النوم اللي كانت لابساه مراتي لما كانت بترقص وتغني بصوتها الوحش قدام مرايتها لونه ايه .."..
..فغر فاهها ثم اطبقته بغيظ وحاولت ان تجد كلمات تجيب بها وقاحته فلم تجد الا ابتسامة زوجها وهو يقول ..
.."..اهدي ياايمان في ايه..هو لونه مشكلة اني اعرفه ..دا مجرد فضول ..عشان الصورة تكتمل مش اكتر ولا اقل .."..
..رفعت اصبعها كالعادة أمام وجهه وهي تقول بتوعد ..
.."..احترم نفسك انا بقولك اهو ..عيب .."..
..التوت شفتيه بابتسامة جانبية وهو يردد بهدوء ..
.."..هو عيب اني اسال مراتي قميص نومها لونه ايه ..مش يمكن بسالها عشان حابب انها بعد كدة تلبس الالوان اللي بحبها ...واللي على مزاجي.."..