رواية عروستى ميكانيكي الفصل السابع والاربعون بقلم سما نور الدين
الفصل السابعة والاربعون
وقفت نيرمين تنظر لذلك الشاي الذي يقترب ناحيتهم بتوجس وعندما نظرت لايمان لتفهم مايحدث وجدتها تقوم بتقبيل وجنة ابراهيم الذي نظر لها بصدمة لذيذة وهو يسمعها تسرع بقولها وهي تميل بجانب اذنه .."..ممكن تهدى وبلاش عصبية عشان خاطر الست فاطمة.."....امتعض وجه ابراهيم وهو يتنهد بضيق وبالأخص عندما وقف امامهم قصي بقامته المشدودة وابتسامته الرزينة وقال وهو يمد يده ليصافح ايمان .."..مرحبا انسة ايمان .."..
..كز ابراهيم باسنانه وقبل ان يصيح بوجهه ..تشبثت ايمان بمرفقه وشدت بقبضتها حوله وهي تقابل مصافحة قصي بيدها الاخرى المرتعشة كصوتها وهي تقول .."..اهلا استاذ قصقص .."..
..وبلحظة لفظت نيرمين رشفة العصير التي كادت ان تبتلعها بصوت عال ..فاختلط صوت سعالهابضحكاتها ..نظر قصي لقميصه الابيض الذي تلطخ بقطرات العصير ..كتم كل من ابراهيم ومراد ضحكاتهما ليقول قصي بنزق لتلك التي لم تستطع كتم ضحكاتها العالية..".. معلش اعرف شو يلي عملتيه هاد؟ وشو الشي يلي عم يضحكك ؟.."...استعادت نيرمين رباطة جأشها وقالت بعيون متحدية ..
".. Of course...بضحك على اسمك .".
..sorry على القميص مستر
قصقص.."..
..زاغت عيني ايمان بينهم وهي تقول باحراج .."..هو انا غلطت في اسمك تاني ..معلش متأخذنيش ..اصلي بعافية شوفية في حكاية حفظ الاسامي دي .."..استدارت نيرمين بعد ان نظرت ببعض التعالي لقصي واتجهت ناحية عمتها لتجلس بجانبها ..تابعها قصي وكأنه نسى ماحوله ولم يدرك ذلك الا عندما تنحنح مراد وهو يقول .."..اتفضل قصي ..تحب تقعد معانا هنا ولا مع جدي جوة في الفيلا .. اعتقد انك تدخل ولو حتى عشان قميصك يتنضف .."..لم يحد قصي بعينيه عن تلك التي اختلست نظرة او اثنين اليه وهو يقول .."..بالحقيقة انا جيت لانو السيد حافظ طلب مني اجي بخصوص المشروع الجديد للسيارات .."..اتسعت عيني ايمان وهي تهتف بلهفة .."..مشروع عربيااات ..عربيات ايه .."..شعرت بأصابع زوجها تنغرز بلحم خصرها فكتمت تأوهها وهي تسمع زوجها يقول بصرامة .."..يبقى تتفضل لجدي ..هو اكيد منتظرك .."..
..ابتسم قصي بتهكم وقال بتحدي واضح .."..على ما اظن انه ايمان خانم لازم تجي معي لانو المشروع بخصني انا وهي وبس.."..كاد ان ينقض عليه ابراهيم بعد ان اكتسى الغضب ملامحه فأسرعت ايمان بقولها وهي تمنع بشق الانفس تقدم ابراهيم خطوة تجاه قصي .."..لا ماهو انت بقى متعرفش ..ان المشروع دا لا يمكن لا يمكن يتم الا وابراهيم جوزي معانا احنا الاتنينتين مع بعضنا احنا التلاتات ..ولا ايه يامراد .."....قالت كلمتها الاخيرة وهي تنظر وتشير لمراد بعينين متسعتين ليفهم مغزى حديثها المتخبط الكلمات ..فتلعثم مراد وهو ينتقل بنظره حول وجوههم جميعا وقال وهو يقف حائلا مترنحا بينهما..
.."..اه ..اه ...طبعا ... مافيش مشروع هيتنفذ الا واحنا الاربعات مع بعض ..انت ياقصي وابراهيم وانا وايمان ونيرمين وناهد وكلنا كلنا .."..
..امسك مراد بمرفق قصي وسار به ناحية الباب ليقول قصي بتهكم ..".. هو دائما هيك ابن عمك قالب خلقته و مطالع قدارته ومعصب .."..بضحكة سمجة قال مراد .."..مظنش انك تحب تشوفه وهو معصب كتير لانك اكيد هتزعل في الاخر .."....وقفت ايمان متخصرة بقبالة ابراهيم بعد ما نفضت ذراعه بعصبية وقالت بصوت غاضب خافت.."..هو في ايه..مالك ومال الجدع دا "..
..بحث بعينيه عن مكان ليأخذها بعيدا عن اعين القليل من الحاضرين ..
..فامسك بكفها وسحبها ورائه لتهمس بغضب وهي تحاول التملص منه دون جدوى لتجد نفسها ترتطم بظهرها الى جذع الشجرة العريض لتشهق عندما التصق بجسدها وهو يهمس بشفتيه التي لامست شفتيها .."..اول واخر مرة تدافعي عن راجل تاني ..واعملي حسابك مافيش اي شغل مع الزفت دا حتى لو جدك أمر بكدة ..امين يابنت عمي .."....رمشت بعينيها عدة مرات وحاولت ان تنطق ولكن صدرها الذي اخذ يعلو ويهبط بقوة والممتلئ بانفاسه لم يجعلها تنطق الا بكلمة المعهودة ...."..امين .."..لثم شفتيها بقوة وهو يغمسها بقوة بين احضانه ..اغمضت عينيها تجاوبت معه ببطئ ولكنها ما ان تذكرت امر ما فتحت عينيها على اتساعهما لتزيحه عنها بكل مااوتيت من قوة وهي تهتف بالنهاية ...."..انت بتعمل ايه ..احنا هانحمرق ولا ايه .."..لم يستطع ان يبتعد اكثر من خطوة واحدة ليعود يحاوط جسدها بين ذراعيه وهو يقول بتعجب رافعا حاجبيه...."..يعني ايه هانحمرق يامنيتي .."..تأففت بضيق زائف وهي تحاول ان تزيح ذراعيه عنها ثم قالت بعد فشلها الذريع ....".. يعني ياابو المفهومية احنا لسة ماصفيناش اللي بينا .. يبقى ايه ...يبقى ماتقربش مني ..فاهم ولا نعيد من اولكشي.."..استخدم اسلحته التي تذيب مقاومتها ذوبانا وبدون ان يفلتها من بين يديه قال هامسا وهو يستند بجسده الى جسدها ...."..لا متعيديش ..ونصفي ياستي اللي بينا ..انتي قولي ازاي ..وانا هنفذ على طول .."..لم يجدها تجيبه الا بسكونها بين ذراعيه واغماض اعينها استعدادا بترحاب لقبلته المتلهفة..فابتسم وهو يتفحص ملامحها بعينيه ..فأحب ان يلهو معها قليلا ليزيد من غيظها الذي بات يعشقه كما يعشقها بكل ما فيها ..وعلى مضض من نفسه ابتعد عنها خطوتين للوراء ليجدها تقطب جبينها ويضيق مابين حاجبيها لتهمس بتعجب وتساؤل وعينيها مازالت مغمضتين
.."..ابراهيم ...ابراهيم انت فلسعت ولا ايه.."..حك انفه وهو يكتم ضحكته ..فوضع كفيه بجيبي بنطاله وتنحنح بصوت هادئ ....لتفتح هي عينيها لتنظر له بعينين ضيقتين وهو يقول.."..لا ياحبيبتي مفلسعتش ..انا بس مستني اعرف هنصفي اللي ما بينا ازاي .."..ذمت شفتيها واستقامت بوقفتها ثم اشارت له بأصبعها وهي تهدر بقوة وعصبية واضحة.."..طب ايه رايك بقى ..عمر اللي بينا ماهيصفى ابدا ابدا ...واوعى تقرب مني تاني انا بقولك اهو .."...وبخطوات تدب الارض من تحتها اسرعت بالهروب من امامه وهي تغلي وتزبد تاركة ورائها من تصدح ضحكاته عاليا..وما ان ظهرت بوسط الحديقة صاحت عمتها بصوت عال وهي تقف بجانب عائشة وإمام ..
.."..ايمان ..تعالي حبيبتي .."..اتجهت اليها ايمان لتقف بجانب عمتها التي قالت .."..دادة فاطمة كانت بتدور عليكي ..عائشة مش عايزة تلبس الشبكة الا وانتي واقفة جمبها .."..
..ابتسمت ايمان بعد ان استعادت بعضا من الثبات المبعثر بفعل زوجها العابث.. وقالت بإمتنان واضح .."..حبيبتي ياشوشو ..مبروك وعقبال الفرح الكبير .."..استطردت قولها وهي تشير لإمام بإصبعها مهددة اياه قائلة ..
..".. عارف لو زعلتها ياسطى اؤمؤم ..هعمل فيك ايه.."..
..رفع إمام يديه استسلاما وهو يقول .."..تمام ياايمان هانم .."
..ضحك الجميع من حولها والذين كانوا عبارة عن العاملين بالفيلا وبعض اصدقاء إمام ..انتفضت ايمان عندما وجدت من يقف بجانبها محاوطا خصرها هامسا بأذنها .."..هو انا عملت حاجة عشان تزعلي مني ..ولا زعلانة عشان معملتش .."..التفتت تنظر اليه بعينين ضيقيتين من الغيظ ليواجهها بابتسامة عابثة هامسا بمكر .."..ريحتك حلوة اوي يامنيتي ..ماتجيبي بوسة .."...اتسعت عينيها بفزع وهي تقول من بين اسنانها.."..ياريت نلم المسائل عشان الناس بتبص علينا .."..
..قال بعد ماغمز لها بإخدى عينيه ..
.."..طب ايه رايك نطلع اوضتي او اوضتك ونحل المسائل دي .."..
لمحت مراد يلوح لهما بيديه عند باب الفيلا ..فضربت معدة ابراهيم بكوعها ليتأوه قائلا بخفوت والم مكتوم ..
.."..خلاص اختاري انتي نحلها فين .."..
..انتفضا على اثر صوت زغرودة فاطمة بعد ما ارتدت ابنتها ذهب شبكتها ..تمت تبادل المباركة والمصافحة بين الجمع الملتف حول العروس ..كان ابراهيم ملتصقا بجانب ايمان ..لتتأفف وهي تحاول بحركة خفية ان تزيحه بعيدا عنها ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل فقالت بغيظ..
.."..انت لازق فيا كدة ..ما تروح تشوفلك حاجة تعملها .. مراد بيشاورلك.."...
..تأتأ ابراهيم وهو يشير لها براسه بالرفض ثم قال ..
.."..مواريش غيرك لغاية يوم الفرح .."..
..اتى اليهما مراد وهو يلوح بيده ..
.."..ايه مش شايفين وانا عمال اشاورلكم ..جدي عايزكم .."..
..اغتنمت ايمان الفرصة لتتخطاهما وتسرع بخطواتها ناحية الباب ..لتقف متسمرة بمكانها وابراهيم يصيح بقوة بإسمها ..ثم يقول ..
.."..ايمااان ..استني عندك .."..
..امسك كف يدها بٱمتلاك واضح وقال وهو ينظر لها بقوة ..
.."..لما ندخل جوة ونتكلم في الشغل ..ماتوجهيش اي كلام للي اسمه قصي ..مفهوم ..."..
..التوت شفتيها بامتعاض ورددت ..
.."..هو حكم قراقوش وخلاص ..واصلا هو انا بفهم حاجة في شغلكوا عشان اتكلم ..".
..شدد قبضة يده حول كفها وهو يسير بجانبها ويقول ..
.."..من غير لماضة ..اللي قلته يتسمع وبس .."..
..من بين اسنانها اجابت ..
.."..طيب .."..
..وبحجرة المكتب اجتمع اربعتهم وكان على رأس اجتماعهم الجد العجوز الذي قال بصوت هادئ وبحزم واضح ..
.."..انا زي ما قلت المشروع دا هيكون بإسم قصي وايمان ..وابراهيم هيشرف من بعيد لو ايمان احتاجت حاجة ..
..اسرع قصي بقوله ..
.."..أظن انو مافي داعي نعزب السيد ابراهيم انا بكون تحت أمر ايمان خانم باي وقت بتريده وبخدمها بشو مابتريد .."..
..هب ابراهيم ليقف وهو يقول بغضب ..
.."..دا لو اصلا ايمان هانم هتشاركك في اي مشاريع من اساسه ..ومع فرض المستحيل انها ممكن تشارك اي مشروع معاك ..فحضرتك ولو غصبن عنك هتلتزم بأنك مش هتتكلم معاها ولو كلمة واحدة ..فاهم .."..
.. ضرب الجد الذي اخفى ابتسامته سطح المكتب بقبضته وهو يقول بغضب واهي ..
.."..بتقول ايه ياولد.."..
..وقفت ايمان وهي تسرع بقولها ..
.."..ياجدي اصل انت مش واخد بالك ..ابراهيم قصده يعني .."..
..استدارت حول المكتب وهي تستطرد قولها ..
.."..انه ياجدي ياحبيبي .. فرحي بعد كام يوم ..يعني لا هيبقى عندي مخ افكر بمشاريع ولا غيره ..المشروع دا لو عايز ناس ..لازم تكون ناس فاضية ..زي ...زي ..اااه ..زي نيرمين مثلا ..بدل ماهي قاعدة فاضية كدة موراهاش حاجة ..اهي تساعد وتشتغل بدالي في الشركة وتمسك مع المحترم دا المشروع.. ومراد معاهم كمان .."..
..مالت تقبل وجنة جدها وهي تقول ..
.."..مش كدة ولا ايه ياجدجود ياحبيبي.."..
..دارت مقلتي الجد بين الجمع المحدق به وتذكر ان ايمان بدون ان تقصد جعلته يفكر فيما يجب ان تكون عليه نرمين بعيدا عن والديها ..فقال ..
.."..موافق ..لكن بشرط ..بعد الجواز عايزك تتعلمي الشغل بالشركة وتكوني احسن من مراد وابراهيم .."..
..امسكت ايمان برأس جدها تقبله وهي تقول ..
.."..تحت امرك ياجدي .."..
..ابتسم الجد لقصي وهو يقول ..
.."..يبقى متفقين ياقصي يابني ..بكرة انت ونيرمين تمضوا العقد ....."..
..هتفت نيرمين التي كانت واقفة عند الباب ..
.."..عقد ..عقد ايه ياجدي ..معقول .."..
..دلفت لوسط الغرفة وهي تعاود هتافها بغضب ملوحة بيدها ..
.."..No way..ياجدي.."..
..ثم اتجهت بخطوات مسرعة لتقف بقبالة قصي الذي نظر لها بتعجب مثل البقية وهي تهدر بغيظ ..
.."..تاني ياجدي ..هتعمل معايا زي ما عملت مع ابراهيم وايمان وتجوزني لواحد معرفوش ..وكمان يطلع البني ادم السمج دا ..مستحيل ياجدي ..مستحيل .."..
..اتجهت لمراد وهي تصرخ ..
.."..وانت موافق كمان يامراد.."..
..امسك مراد بمرفقها ليجذبها ناحيته بعنف وهو يقول بغيظ من بين اسنانه..
.."..ممكن تخرسي ..جواز ايه ياغبية اللي بتتكلمي عنه.."..
..وقف قصي بقميصه الملطخ وهو يقول ..
.."..انا بعتذر سيد حافظ بس مشروع متل هاد مستحيل تكون انسانة متل هي وبهل عقلية مسؤولة عنه.."..
..ضحكت ايمان ضحكة هبلاء وهي تتجه لنيرمين التي كانت تقف كالتمثال الشمعي وحاوطت رقبتها وصاحت ساخرة..
.."..لا ..لا ..يااستاذ مهند ..دا نيرمين بتهزر معانا ..عملت علينا حركة من حركاتها ..اصلها بتحب التمثيل اوي ..كان نفسها من زمان تطلع زي زينات صدقي ......"..التفتت ايمان برأسها لتنظر بعيون متسعة لعيني نيرمين الجامدة فربتت بيدها فوق وجنتها وكانها تصفعها بلطف وهي تستطرد قولها .."..مش كدة يابنت عمي ..بس الحركة انهاردة مكنتش اد كدة بصراحة..احنا كنا بنتكلم في شغلانة كبيرة اوي ..عربيات وصفعات مع راجل العمليات مهند بيه ..وانتي شريكته في العملية ..وليلة كبيرة اوي يابنت عمي .."..تلعثمت نيرمين وهي تنتقل بنظرها حول الجميع الذي منهم من كان ينظر بغيظ والباقي كاتما ضحكته مثل ابراهيم الذي قال .."..نيرمين ..انتي هتبدأي اول حياتك العملية بمشروع كبير مع استاذ قصي ..وانا ومراد هنكون معاكي ..ومع ذلك لو مش موافقة ..مافيش مشكلة .."..نظرت نيرمين لجدها فوجدت نظراته جامدة كملامح وجهه فبلعت ريقها وقالت بعد ان اعتدلت بوقفتها ..
.."..I'm sorry..ياجدو.."..
..ثم نظرت بتحدي لقصي الذي رسم ابتسامة سخرية فوق شفتيه وقالت ..
.."..وحضرتك هتشوف العقلية دي هتكون ازاي اد المسئولية... ويمكن ..لا دا من المؤكد انها هتتفوق كمان .."..
..همس قصي بصوت مسموع ..
.."..ما بظن .."..ضيقت نرمين عينيها لشعورها بالغيظ ليقابلها قصي بنظرات سخرية واضحة..ولم يقطع عليهما مبارات نظرات التحدي تلك الا قول الجد بصوت جامد .."..منتظرك بكرة ياقصي يابني وسلامي للوالد .."..هز قصي راسه للجد وهو يقول ..
.."..الله يسلمك حافظ بيه ..استأذن انا .."..خرج قصي من الغرفة فصاحت ايمان بأريحية كبيرة .."..اشهد ان لا اله الا الله ..سيدنا محمد رسول الله ..خلصت الشغلانة .."..ثم نظرت لنرمين وعاودت قولها وهي متجهة للباب .."..وفي ناس دلوقتي هتتشلوح فانستأذن احنا ..سلامو عليكو .."..تابعها كل من مراد وابراهيم كاتمين ضحكاتهما ولم يعيروا اهتماما لهمسات نيرمين بأسمائهم لنجدتها او الوقوف معها ..وعندم وجدت نيرمين وحدها اختلست نظرات جانبية للعجوز الذي شبك اصابع كفيه فوق سطح مكتبه ليقول بعد لحظات انتظار كادت ان تفتك باعصابها .."..اقعدي يانيرمين .."..التفتت اليه مطأطأة الرأس وبخطوات بطيئة اتجهت لكرسيها لتجلس وهي تهمس .."..اسفة ياجدو .."...مال الجد للأمام وقال وهو ينظر لحفيدته الصغيرة...".. عندك شك يانيرمين اني ممكن اعمل أي حاجة ضد مصلحتك او ضد ارادتك.."...رفعت عينيها التي تنظر اليه ببعض الحيرة ثم هزت رأسهابالنفي ..ليستطرد الجد قوله ..".. انا بحب احفادي كلهم وعايش بس عشان أمن ليكم مستقبلكم اللي هو بيد الله سبحانه وتعالى ..محبش ان حفيدتي تكون انسانة ملهاش اهمية في المجتمع اللي هي عايشة فيه ومحبش بردو يكون كل همها في الحياة انها تكون حياة مرفهة تافهة .."...سكت للحظة ثم قال .."..الثروة اللي احنا عايشين تحت ظلها دلوقتي ..ممكن في ثانية تضيع ..زي ماحصل من تلاتين سنة ..ثروتي راحت نتيجة دخولي لمناقصة مكنتش اعرف كل خباياها ..وكنت على وشك اعلن افلاسي ..لكن عمك احمد الله يرحمه وقف جمبي واعاد بناء الشركة من جديد والثروة اللي ضاعت رجعت مضاعفة.."..
..ظهر الاهتمام جليا على ملامح وجه نيرمين ..
..فابتسم لها العجوز وقال ..
..".. تعرفي ان الوحيدة اللي مش خايف عليها لو الثروة دي كلها ضاعت تبقى مين .. "..
..اسرعت نيرمين بسؤالها ..
.."..مين ياجدو .."..
..قال الجد وهو ينظر لها بقوة ..
.."..ايمان بنت عمك ..عارفة ليه ..لأنها بنت قوية عرفت ازاي تعتمد على نفسها .. ودا لانها استغلت الحاجة الوحيدة اللي هي شاطرة فيها واللي كانت عبارة عن شغلتها ..الميكانيكا ..ولذلك انتي كمان لازم تعتمدي على نفسك وبس..مش على ثروة جدك ..فهمتي يانرمين .."..
..ابتسمت نيرمين وهي تقول ..
.."..فهمت ياجدو فهمت .."..
..وقفت واستدارت حول المكتب لتحضن جدها وتقبله وهي تقول ..
.."..اوعدك ياجدو اني هعمل بكل كلمة قلتهالي ..وهكون احسن من ايمان كمان .."..
..ضحك الجد وهو يربت فوق وجنتها بحنو متمنيا ان تنجو حفيدته من سيطرة وانانية والديها ......
..بعد بضعة ساعات كانت ايمان تجلس بغرفة عمتها تستند بخدها الى كفها الصغير ..تتأفف بملل وضيق ..حتى انتفضت بفعل صياح عمتها التي قالت ..
.."..فهمت يابنت ..".
..مدت ايمان ذراعيها للأمام وهي تقول بتوسل ..
.."..هاتيلي مصحف يا عمتي احلفلك عليه اني مافهمتش حاجة من اللي قولتيه دلوقتي ..كوز ايه اللي هستحمى فيع .. ومين البت سونا دي اللي هنروحلها دي ..ومجالس تقشير بصل ايه اللي هنقشره .."..
..فغر فاه عمتها ثم اطبقت شفتيها وهي تسرع اليها تمسك برقبتها بكلتا كفيها لتارجحها يمينا ويسارا وهي تهتف بغيظ..
.."..الجاكوزي والساونا وجلسات تقشير البشرة والعناية بيها بقت الحاجات الغريبة دي ..انتي ايه ..عايزة تجننيني .."..
..جحظت عيني ايمان وخرج لسانها ليتحشرج صوتها وهي تتوسل ..
.."..هموت ياعمتي هموت.. خلاص حقك عليا ..خديني واعملي فيا اللي انتي عايزاه ..بس سيبيني اعيش لغاية الفرح ابوس ايدك .."..
..تركتها عمتها لتجلس بجانبها وهي تلهث لتمسد ايمان رقبتها وهي تقول بصوت باكي متصنع ..
.."..حرام على فكرة ..انا عملت ايه يعني .. خلاص ياستي ..خديني للي عايزاني اروحلهم دول ..بس بشرط رجلك على رجلي .."..
..اغمضت زهرة عينيها وتنهدت ببطئ ..فالتوت شفتي ايمان وهب تهمس بنزق ..
.."..هي الست نوجة حضرت ولا ايه .."..
..فتحت زهرة عينيها لتحدق بها بنظرة غاضبة فرفعت ايمان يديها وهي تقول بإستسلام ..
.."..ياحبيبتي اهلا وسهلا بيها وبيكي ..بصي ياعمتي ..انا هسيبلك نفسي خالص وتحت امرك في اي حاجة ..امين .."..
..رفعت زهرة ساقها فوق الاخرى وهي تقول بعلياء ..
.."..امين .."..
..صفقت ايمان بحماس وهي تردد ..
.."..إشطة عليك يا جميل واخيرا عرفنا امين .."..
..باستنكار هتفت العمة زهرة ..
.."..بنت وبعدين معاكي .."..
..سكنت ايمان تماما وهمست ..
.."..معاكي ..اؤمريني .."..
..امسكت زهرة بيد ايمان وقالت بهدوء ..
.."..ايمان ياحبيبتي انتي عروسة ..والعروسة لازم تستعد كويس جدا لأهم يوم في حياتها ..ومن هنا ليوم الفرح لازم حاجات كتير نعملها ..اوكي حبيبتي .."..
..هزت ايمان رأسها وهزت كتفيها وهي تقول باستسلام ..
.."..دييل ياعمتي ..يعني انا اقدر اقول لا ولا اعترض ...انا من ايدك دي لايدك دي ..المهم اطلع في الاخر حاجة محصلتش..والوح رقبة ابن اخوكي .."..
..ضحكت زهرة بصوت عال وهي تؤكد بقولها ..
.."..هيحصل حبيبتي .."........
..وبغرفة ايمان التي بدلت ملابسها بمنامتها القطنية وقبل ان تحتضن سريرها صدح صوت هاتفها والذي انارت شاشته بإسم صلاح الذي قال ..
.."..منوش ..طمنيني عليكي .."..
..تربعت ايمان فوق فراشها وهي تقول ..
.."..الحمد لله ياخالي ..تمام .....معلش ياخالي سامحني اني سيبتك كدة .."..
..ابتسم خالها وهو يجلس بالشرفة يحتسي كوبا من الشاي وهو يراقب عزة وهي تنشر غسيلها فوق حبال شرفتها تختلس نظرات جانبية له ..قال صلاح بصوت عال قاصدا ان يصل صوته لأذانها ..
.."..ولا يهمك حبيبتي ..بس مش هسمحلك ابدا ماتحضريش الافتتاح ..بعد بكرة ياحبيبتي الاقيكي اول الحاضرين ..".
..تسمرت عزة بمكانها تنظر اليه بإنشداه الذي تحول لغضب وغيظ ..رمت قطعة الملابس المبتلة فوق الطبق وخرجت بخطوات قوية متجهة لغرفتها دون ان تعير اهتماما لنداء والدتها ..
..ختمت ايمان حديثها مع خالها الذي فاجئها بانه سوف يطلب يد عزة من والدتها الخالة تهاني يوم الافتتاح حتى تكون الفرحة فرحتان ..فهتفت بسعادة لسماع الخبر وأكدت عليه بانها سوف تحضر الافتتاح ..
..ظلت ايمان تتلاعب بهاتفها وهي تفكر كيف ستقوم بإقناع زوجها لحضور الافتتاح ولكنها اجفلت عندما سمعت رنين هاتفها واسم عزة واضح بشاشته..
..ابعدت الهاتف عن اذنها عند سماع صراخ عزة بقولها ..
.."..شوفتي خالك المحترم ياهانم .."..
..وضعت ايمان الهاتف فوق اذنها مرة اخرى وهي تقول ..
.."..وطي صوتك اللي صرعني دا وفهميني بالراحة في ايه .."..
..كان لهاث عزة واضح صوته عبر الهاتف وهي تصيح ..
.."..خالك كان بيكلم واحدة دلوقتي وبيقولها ياحبيبتي و كان عمال يتحايل عليها عشان تحضر افتتاح الزفت الجيم بتاعه....."..
..تنبهت ايمان لكلمات عزة الغاضبة وفجاة صدحت ضحكاتها عاليا لتصطك اسنان عزة غيظا وهي تهتف بها ..
.."..بتضحكي ياايمان ...طبعا ..ماهو خالك ..وطبعا لازم تحاميله وتفرحي عشانه...ماشي ياصاحبة عمري ...مااااشي ..انا هقفل السكة .."..
..لحقتها ايمان وهي تقول من بين ضحكاتها ..
.."..استني يابت ..استني يا مجنونة دا كان بيكلمني انا .."..
..جلست عزة ارضا فوق ركبتيها وبتلكؤ ووجها جامد الملامح قالت ..
.."..كان... بيكلمك...انتي ..بجد ياايمان ولا بتضحكي عليا .."..
..تنهدت ايمان بيأس وهي تقول ..
.."..والله كان بيكلمني انا ..بأمارة ماكان بيقولي ..مش هتنازل انك متحضريش الافتتاح ....."..
..تجهمت ملامح عزة وهبت لتقف وهي تهتف بغيظ ..
..".. خالك بيشتغلني يابنت اسطى احمد ..طب والله لاوريه ..واوريكي انتي كمان ..يالا اقفلي ..ومن غير تصبحي على خير كمان .."..
..هتفت ايمان مسرعة ..
.."..يامجنونة استني ..هقولك على حاجة .."..
..لم تنصاع عزة لطلب ايمان ورمت بهاتفها الذي اغلقته بوجه ايمان فوق فراشها وظلت تغدو وتروح بارجاء غرفتها الضيقة حتي وقفت وهي تتخصر قائلة ..
.."..ماشي ياكابتن صلاح ..ماااشي .."..
..ظلت ايمان تضحك وهي تقول ..
.."..يابن اللاعيبة ياخالي .."..
..صرخت فجاة عندما قام ابراهيم بقرص خصرها ثم رفع يده للسماء وهو يقول بتهكم ..
.."..ليه يارب ..يعني لما اتجوز بعد كل دا ..مراتي تطلع هبلة ..بتضحك وتكلم نفسها .."..
..هبت ايمان لتقف وتقول بغضب ..
.."..صرعتني وكمان بتشكيني لربنا .. انت ازاي اصلا تدخل اوضتي كدة ..هي وكالة من غير بواب.."..
..جلس فوق طرف الفراش بأريحية ثم فاجئها بشد يدها لتقع فوقه فتمدد بظهره غير عابئ بشهقاتها وهو يقول ..
.."..اوضة مراتي ..ادخلها وقت مانا عايز .."..
..وقبل ان تصرخ بوجهه رفع رأسه ليهجم على شفتيها بقوة غير عابئ باعتراضها الواهي او همهامتها الضعيفة ..مال بها جانبا حتى اعتلاها وعندما وجد انها كادت ان تفقد انفاسها فرفع راسه منتزعا شفتيه على مضض ..لتفتح هي عينيها وتقول بصوت خافت ضعيف متقطع وهي تمسك بكتفيه ..
.."..ابراهيم.. انت.. مجنون ..ايه اللي بتعمله دا .."..
..لثم شفتيها مرة اخرى بلطف وهو يهمس امامها ..
.."..مقدرتش انام من غير ماابوس مراتي ..واسالها تاني.. عايزاني اصالحها واخليها تسامحني ازاي .."..
..حاولت ان تزيحه بعيدا عنها ولكنها فشلت بذلك فتمسحت براسها بالفراش وتنهدت وقالت وهي تلاعب وجنته الخشنة بأصابعها ..
.."..يعني لو طلبت اي طلب هتعمله .."..
..مسح بشفتيه خدها ومن بين قبلاته على رقبتها كان يقول ..
.."..اي ..طلب ..هيخلي...حبيبتي ..تسامحني ..هنفذه ..فورا.."
..ابتسمت بنعومة وهي تهمس بجانب اذنه ..
.."..حبيبتك عايزة تحضر افتتاح الجيم بتاع صلاح .."..
..رفع رأسه بعد ان تجهمت ملامحه ثم اعتدل بجذعه ليقف وهو ينظر اليها بجمود ثم قال ..
..".. انسي الموضوع دا تماما ياايمان ..تبقي تروحي تباركيله على الافتتاح في يوم تاني ..لكن يوم الافتتاح دا لأ .."..
..استقامت بجذعها لتجلس وهي تقول رافعة رأسها اليه ..
.."..وليه مروحش يوم الافتتاح بقى ..ايه الفرق يعني .."..
..زفر بضيق وقال ..
.."..الفرق ياهانم ان يوم الافتتاح هيكون هناك الزفت صاحبه اللي اسمه عمرو ولا حسام مش فاكر ...وانا لو شوفته المرادي محدش هيوحشني عنه .."..
..وقفت ايمان واقتربت منه تمسك بين اطراف اصابعها قماش بلوزته القطنية وهي تقول بصوت هادئ ..
.."..ياابراهيم وانا مالي وماله بس ..انا رايحة لخالي افرح معاه ..وكمان انا متاكدة انه مستحيل يحضر بعد الشلفطة اللي اتشلفطها على ايدك.."..
..اقتربت منه اكثر لتفاجئه وهي تقف على اطراف اصابعها تحاوط عنقه وتهمس أمام وجهه ..
.."..عشان خاطري ياهيما ..هسامحك بجد وانسى اي حاجة لو وافقت .."..
..حاوط خصرها ليلصقها بجسده وهو يتصنع التأفف ..لتعاود هي دلالها وهي تهمس بنعومة ..
.."..انت عارف ان خالي هيخطب عزة في اليوم دا وهتبقى الفرحة فرحتين..يرضيك بردو محضرش خطوبة صاحبة عمري ..يرضيك يا صاحبي.."..
..لم تعي انه وافق منذ اول مرة تمارس عليه دلالها ونعومتها ولكنه أحب ان يشاكسها فقال وهو يضمها بقوة ..
.."..هو انا موافق ..بس مش عارف ليه يامنيتي حاسس ان لسة مش مقتنع .."..
..ضحكت بخجل وقامت بتقبيل وجنته وهي تهمس بجانب اذنه ..
.."..ها ..اقتنعت .."..
..التفت بوجهه ونظر لشفتيها بتمعن وهو يقول ..
.."..لسة شوية .."..
..وقبل ان تميل ايمان ويستجيب لها ابراهيم انتفضا الاثنان على اثر صوت زهرة العال ..
.."..انتو بتعملوا اااايه .."..
..تراجع ابراهيم للوراء خطوتين وتنحنح وهو يحاول ان يجد كلمات مناسبة فلم يجد غير تلك الكلمات الغير مفهومة ..
.."..ماعملناش ..لسة ..كنا ...هنعمل ..لا ياعمتي احنا كنا عملنا .."..
..اطبقت ايمان شفتيها وعينيها بقوة وهي خافضة رأسها لاسفل تحاول هندمة منامتها وهي تهمس بخفوت ..
.."..اسكت ..اسكت ابوس ايدك ..انت بتنيلها زيادة .."..
..وجدت عمتها تقف كحائل بينهما وتقول بحزم وبإشارة من اصبعها بينهما ..
.."..انتو الاتنين ممنوع منعا باتا انكو تنفردوا ببعض لحد يوم الفرح ..مفهوم .."..
..رفعت ايمان رأسها ويدها عاليا وصاحت ..
.."..مفهوم ياعمتي .. دا هو ياعمتي هو ..انا كنت قاعدة بأمان الله في اوضتي هو اللي طب عليا ..وانا اقوله ..اخرج ..عيب ياابراهيم ..عيب يابن عمي ..وهو ولا سمع كلامي ..واديكي شوفتي بعينيك مين اللي عند مين في اوضته .."..
..اتسعت عيني ابراهيم وفغر فاهه وهو يرى زوجته تبيعه دون ذرة ندم واحدة ..وعندما هم بالحديث قالت زهرة وهي تكتم ضحكتها بصعوبة ..
.."..اتفضل برة ياابراهيم ..واياك تدخل الاوضة تاني ..انا بحذرك .."..
..صاحت ايمان وهي منتشية بفرح..
.."..ايوة ..اياك ..لحسن هقول لعمتي وجدي كمان .."..
..تراجع ابراهيم بظهره ناحية الباب وقال متوعدا اياها ..
.."..اوك ...ماشي ..ابقي شوفي مين اللي هيوديكي الافتتاح يابنت عمي .."...
..تخصرت بمكانها وتراقصت وهي تقول ..
.."..انت خلاص وافقت ..والراجل بيتربط من لسانه..ولا هتبقى عيل وترجع في كلمتك .."..
..اتسعت عينيه وظهر الغيظ جليا بنظراته فتقدم اليها ولكن عمته منعته من هذا التقدم واخذت تدفع به للوراء وهي تهتف ..
..".. اطلع برة قلت ..وبطل جنان انت وهي ..يالا برة .."..
..استجاب ابراهيم على مضض لدفع عمته له ولكنه اشار لزوجته بيده اشارة توعد لتقابل ايمان اشارته بخروج لسانها له قبل ان تغلق العمة الباب وهي تقول ..
.."..يالا على اوضتك ..والتزم باللي قلتهولك ياولد ..هانت ياابراهيم كلها كام يوم وتبقوا مع بعض طول العمر .."..
..امسك ابراهيم برأس عمته ليقبل مقدمتها وقال بصوت هادئ وابتسامة تزين شفتيه ..
.."..حاضر يا عمتي ..تصبحي على خير .."..
..اتجهت العمة لغرفتها ولكنها نظرت اليه فوجدته مازال متسمرا أمام غرفة زوجته فاشارت له بحزم ان يذهب لغرفته ..فابتسامة سمجة هز رأسه ورجع للوراء خطوتين ..دلفت العمة لغرفتها فاسرع ابراهيم يمسك بمقبض باب ايمان لتصيح العمة ..
.."..على اوضتك ياابراهيم.."..
..ارتعشت نواجذه من الغيظ وهو يتأفف من الغيظ ورجع لغرفته بخطوات تدب الارض من تحته تارك ورائه زوجته التي كانت تتصنت بجانب بابها وهي كاتمة ضحكتها .....
باليوم التالي مساءا كان الجميع بالفيلا بملابسهم الفاخرة جالسين بانتظار ابراهيم الذي تعمد التأخير عنادا في زوجته التي تجاهلته عن عمد طول اليوم ..وما كاد ان يخطو داخل الفيلا حتى صاح الجد ..."..اتأخرت ليه يابني ..مش كنا روحنا احنا وانت حصلتنا على هناك ..معرفش ايه الحكمة في انك تصمم اننا نستناك ..مع انك كنت المفروض تيجي بدري عن كدة عشان كنت تحضر توقيع عقد الشراكة بينا وبين قصي ..لكن هقول ايه دماغك ناشفة .."..قبل ابراهيم راس جده متعمدا عدم النظر لتلك التي تغلي وتزبد من الغيظ والغضب ..وقال..."..البركة فيك ياجدي ..وكمان انا اسف ع التاخير ..كان في شغل كتير اوي ويدوبك خلصت وجيت بسرعة اهو .."...تافف الجد وهو يحرك كرسيه في مقدمتهم وهو يقول ..
.."..طب يالا .."....اجابه ابراهيم وهو يسير بجانبه ...."..يالا ياجدي .."....ذمت ايمان شفتيها وتأبطت ذراع عمتها وهي تهمس بغيظ ...."..شايفة ابن اخوكي معبرنيش ازاي ..يا خسارة الفستان الحلو والمكياج اللي تعبت فيه البت نيرمين .."....ضحكت العمة وهي تربت فوق ظهر كف ايمان وقالت ..."..حد قالكوا قبل كدة انكو مجانين انتو الاتنين .."...قالت ايمان وهي تلوح بيدها .."..يوووه ياعمتي ..كتيررررر....مبعدش ياجيمي .."...وبعد ساعة كانت ايمان تقف بجانب خالها صلاح تتشبث بمرفقه وهي تلح عليه .."..يالا بقى ياخالي مستني ايه .."...قال صلاح وهو ينظر لتلك التي تجلس بجانب والدتها كالتمثال بوجه جامد .."..يعني مش شايفة صاحبتك ضاربة بوزها شبرين ازاي ..من ساعة ماغلست عليها وهي مخصماني مابتكلمنيش .."...بحماس قالت وهي تهز ذراعه بقوة ..
.."..روح بس دلوقتي كلم خالتي تهاني وانت هتلاقيها نطت وفطت من الفرحة .."...تنهد صلاح باستسلام وقال ..."..اتكلنا على الله .."...ظلت ايمان تهتز بعصبية لتجد زوجها يقف بجانبها ويقول بحزم ..."..اقفي عدل ياهانم ..بدل مااقلب الليلة على دماغك انتي وخالك.. التريلات اللي خالك عازمهم بيبصوا عليكي .."...ومن شدة حماسها لم تحد بعينيها عن خالها وتأبطت ذراع زوجها وهي تقول بسعادة ..."..صلاح هيطلب عزة للجواز دلوقتي ياابراهيم ..دلوقتي ..دلوقتي .."..
..انزل ذراعها ليحاوطها بذراعه هو لتنغمس بجانبه وهو يقول مشدوها بفرحتها .."..للدرجاتي فرحانة .."...تشبثت بطرف سترته وهي تقول .."..اوي اوي ياابراهيم ..صاحبة عمري هتتجوز الراجل اللي بتحبه ..و الراجل دا يبقى خالي حبيبي ..يبقى ازاي مفرحش اوي ..دا هتنطط من الفرحة .."...شد من قبضته حول خصرها وهو يقول بحزم ..."..مافيش راجل حبيبك غيري ..فاهمة ولا لا.."...ضحكت بنعومة وهي تستند بجانب وجهها على صدره وهي تهمس ..
.."..انت حبيب قلبي يابن عمي.."..
..زفر بغيظ وقال وهو يهز جسدها بقوة ...."..انتي يابت انتي غاوية تجننيني ..جاية تقولي الكلمة دي هنا ..ماتيجي نمشي من غير ماحد مايحس .."....رفعت راسها لتقول بصوت جامد كعمتها ...."..لا يامحترم.. لسة اربع حاجات تحصل وبعدها نبقى مع بعض لوحدنا .."..تقطب جبينه وهو يتساءل .."..ايه بقى الاربع حاجات دول .."...استقامت ايمان بوقفتها واخذت تعد على اصابعها.."..الكوز ...وسونا ..والتقشير ...وفي الاخر الفرح .."..رفع حاجبه وهو يقول بسخرية .."..فرح ..ايه الكلمة الغريبة دي .."..
..رفعت كتفيها ببلاهة وهي تقول ..
.."..اسال عمتي وهي هتشرحلك ..انا بذات شخصيتي مش فاهمة .."..
..هز ابراهيم راسه وعاود محاوطة جسد زوجته بذراعه وقال باستسلام..
.."..ماشي هسألها..الله يكون في عوني .."...واثناء ذلك اتجه صلاح للخالة تهاني التي كانت تجلس بجانب ابنتها وشيخ الجامع الذي اصر صلاح على حضوره هو وبعض رجال الحارة وقال .."..منورين يا جماعة شرفتوني بحضوركم .."...قام رجال الحارة بتحية صلاح وقالت الخالة تهاني.."..يجعلها فاتحة خير عليك يابني.. الف مبروك ياحبيبي .."..لم يشعر صلاح بنفسه وهو يفرك كلتا كفيه ببعضهما وهو يقول بتوتر .."..بصراحة ياخالتي ..انا صحيح فرحان انهاردة لكن فرحتي الحقيقية هتكمل لو ..لو وافقتي عليا ..قصدي ..انا يشرفني اطلب منك ايد بنتك الانسة عزة .."..شهقت عزة وتخضبت وجنتيها وتبدل حال جمود ملامحها من حال لحال فاخفضت رأسها لاسفل تاركة والدتها التي تهللت اساريرها وهي تقول بصوت يشوبه الكثير من السعادة .."..والله يابني ..انت ..انت واحد تتمناه اي أم لبنتها .."..نظرت الخالة تهاني لشيخ الجامع ورجال الحارة التي ارتسمت على وجوههم جميعا ابتسامة الرضا والقبول فاستطردت قولها .."..عن نفسي .. انا موافقة ..بس بردو لازم اسال صاحبة الشأن .."..قال صلاح وهو ينظر لتلك الخافضة راسها بقوة .."..انا بقول بعد اذنك طبعا ياخالتي اننا نسالها دلوقتي ..عشان نقرا الفاتحة بالمرة و نفرح كلنا .."..نظرت تهاني لابنتها وهي تردد ..".وماله يابني نسالها..ايه رايك ياعزة .."..ظلت عزة على وضعها ..لم تنطق بكلمة ..فتوجس صلاح خيفة من ان ترفضه فبلع ريقه بصعوبة والخالة تهاني تعاود قولها ..".. يابنتي قولي رايك ايه ..الجدع واقف مستني .."...تنحنحت عزة لكي ينجلي صوتها فقالت وهي مازالت مطأطأة راسها .."..اللي هتوافقي عليه ..انا كمان موافقة عليه ياأم عزة .."...ابتسمت الخالة تهاني ونظرت لصلاح الذي تهللت اساريره وقالت .."..خلاص ..يبقى نقول مبروك يابني .."...التفت صلاح براسه للوراء ناظرا لابنة اخته يناديها فلبت هي النداء فورا واتت مسرعة تقف بجانب خالها وكفها متشبث بكف زوجها ..فقال صلاح ..يبقى نقرا الفاتحة بحضور كل الناس ..لغاية ما اجي انا ووالدتي نخطبها رسمي في البيت ياخالة تهاني ..نظرت الخالة لشيخ الجامع تلتمس منه الرضا الذي نالته من الجميع وقالت .."..على بركة الله .."..صاح صلاح لكل الموجودين يدعوهم لقراءة فاتحة خطبته على عزة ..فالتف الجميع حوله وبدأو بقراءة الفاتحة التي ما انتهت قرائتها حتي قفزت ايمان بحضن خالها الذي دار وهي تهتف بالمباركة ..التوت شفتي ابراهيم وبقوة نزع زوجته من حضن خالها ليمد هو يده بالمصافحة قائلا بنبرة صوت رسمية جدا .."..مبروك ياكابتن .."..شد صلاح بذراع ابراهيم الذي وجد نفسه بحضن صلاح ظهره يستقبل عدة ضربات قوية ولسان صلاح ينطق بسعادة بجانب اذن ابراهيم ..".. الله يبارك فيك ..جدع انك جيت..مش هنسالك حركة الجدعنة دي .."...فرك ابراهيم عضلات ظهره من بعد شعوره ببعض الالم من قوة ضربات صلاح القوية وهو يقول بإمتعاض..." .. في الاول والاخر احنا اهل ..ومبروك للمرة التانية .."..كانت ايمان اثناء ذلك تحتضن عزة بقوة ولسانهما يكاد ان ينخلع من كثرة الزغاريد ..وبعد برهة من الوقت وتبادل المباركات وتناول الحلويات والعصائر ..بدا الجميع بالانصراف ليبقى بالنهاية افراد العائلة الواحدة ..فقال الجد موجها حديثه للجميع .."..انا يا جماعة يشرفني حضور كل الموجودين لحفل زفاف احفادي ابراهيم وايمان وبنتي زهرة وخطوبة مراد .."..عاود الجميع تبادل التهنئة والمباركات مرة اخرى ..وبعدها استاذن البعض الرحيل ومن ضمنهم الجد وزهرة ..وقف ابراهيم بقبالة ايمان ليقول لها بترقب .."..طبعا عايزة تباتي في البيت مع خالك..صح .."..مطت شفتيها للامام وقالت وهي تميل بوجهها .."..يعني ..لو انت موافق ..يبقى ياريت .."..وبابتسامة سمجة قال بتهكم .."..لأ ..مش موافق ..واتفضلي قدامي .."..زفرت بغيظ بعد ما ضاقت عينيها ..وتمتمت ببعض الكلمات غير المفهومة وهي تتقدمه للحاق بعمتها فقال بصوت عال من خلفها ..
.."..انا سامع على فكرة .. والحساب يجمع يابنت عمي ..".......
مرت الايام سريعا وكاد ابراهيم ان يموت غيظا من عدم رؤيته لزوجته طوال تلك الايام والتي كانت خلالها ملتصقة بعمتها بكل المشواير الخاصة بتحضيرات الزفاف ..من مشواير شراء كل مايلزم العروس من ملابس وحاجيات ..ومشواير لمركز التجميل ..وبيوم الحناء والتي صممت ايمان على اقامته بالحارة واتباع عادات هذا اليوم بكل تفاصيله ..اقام صلاح صوانا كبيرا بالحارة امتد من اولها لنهايتها وقبل انتهاء منتصف النهار وصلت ايمان وعمتها وعزة من مركز التجميل الذي قامت احدى موظفاته والمتخصصة برسم الحناء بنقش اجمل وارق الرسومات على مناطق متفرقة من اجسادهم جميعا ...
ليحتفلوا بالجانب المخصص للنساء..احضرت الخالة تهاني صينية الحناء لتقتطع جزء صغير منها وغمسته بكف ايمان والتي كانت ترتدي عباءة مغربية منقوشة ومطرزة بخيوط ذهبية والتي تسمى ببلاد المغرب بالتكشيطة ..أما زهرة فارتدت فستان كلاسيكي بسيط متنوع الوانه بين الفضي والاسود يناسب عمرها ..فما كان من عزة التي قامت ترقص بفستان اشتراه لها صلاح والذي ما ان نظر اليها نظرة قاتلة من بعيد حتى لملمت حالها وجلست كالقطة المذعورة بجانب ايمان التي ضحكت وهي تقول .."..اتارينا بنخاف ونترعب و احنا مش واخدين بالنا .."..قرصتها عزة بفخذها وهي تقول بتأفف .."..نقطينا بسكاتك ياختي ..ولا قومي انتي ورينا الشجاعة .."..بحثت ايمان بعينيها عن ابراهيم الذي كان جالسا بجانب كمال الذي ساله بغيظ.."..ممكن اعرف ياابراهيم يابني ...انا بعمل ايه هنا بالظبط.. انا واحد لسة كاتب كتابي على عمتك في الفيلا الصبح قبل ما تروح البيوتي سنتر ..يعني المفروض اخدها ونسهر برة لما ترجع ..ممكن افهم بقى ايه اللي جابنا هنا.."...ضحك ابراهيم بخفوت وهو يردد ..."..صدقني ياعمي انا لو اعرف كنت هقولك ..بس انا زيي زيك بالظبط وكل اللي اعرفه ان انهاردة الحنة .."..تكتف كمال وهو ينظر لكل هولاء المحدقين به .."..يابني حنة ايه بس ..ناديلي عمتك عشان نمشي من هنا .."..اشار ابراهيم لظهر صلاح وقال لكمال .."..ماظنش ان الوحش دا هيسمحلك ياعمي بالخروج من هنا قبل ما تنتهي مراسم الليلة كلها .."..تمتم كمال بياس واستسلام .."..لله الامر من قبل ومن بعد .."...التحق بهم مراد وقال بحماس وهو يجلس بجانبهم .."..في حاجة او فقرة فاتتني .."...نظر كل من ابراهيم وكمال لمراد نظرات اشمئزاز واضحة ورددا بنفس الوقت .."..لله الامر من قبل ومن بعد .."..انضمت اسيا وجلست بجانب زهرة وايمان اللتان رحبا بها بحب وود واضح ..تعددت الفقرات تلك الليلة والتي كانت عن رقصات شعبية خاصة باشهر المدن المصرية كالاسكندرية وبورسعيد والنوبة ...صدحت الاصوات العالية المبهجة بكل مكان وتوزعت الحلوى والمشروبات على كل اهل الحارة ..وبدات شباب الحارة بالرقص امام ابراهيم العريس وشاركهم صلاح بفرحة كبيرة حتى انه ارغم ابراهيم على المشاركة والذي اعترض عنها في بادئ الامر ولكن سرعان ما اندمج بين الشباب وبدا بتقليد بعضا من حركاتهم سعيدا بمراقبة ايمان له بسعادة كبيرة ..انتهت الليلة بسلام وعند منتصف الليل اقتربت ايمان بخطوات بطيئة ناحية غرفتها وهي تحلم بلقاء بين وبين فراشها لتنام نوما عميقا تفتقده منذ عدة ايام ..ولكنها وجدت من يكمم فمها ويحاوط خصرها حاملا اياه ناحية غرفته ..لم يستمر ذعرها كثيرا عندما اطمئنت لمن قام بخطفها والذي كان عبارة عن زوجها الذي اشتاق اليها حد الموت ..فتركته حتى انزلها على قدميها بعد اغلاق باب غرفته ..فلوحت له بيدها وصاحت بصوت خافت ولكنه حاد .."..انت مجنون يابني انت ..حد يخطف مراته يوم الحنة ..وكمان ياابراهيم انا هموت وانام ...سيبني الله يخليك واخطفني بكرة .."..وقبل ان تخطو اولى خطواتها امسك بكتفيها ليرتطم ظهرها بالحائط بهوادة وهو يقول بغيظ .."..ياباردة يامعدومة الحب..بقالك اد ايه ماشوفتنيش ولا كلمتيني ..غير هما كام كلمة بالتليفون ..ايه ماوحشتكيش .."..ابتسمت بنعومة وعيونها تقاوم النعاس بشق الانفس وقالت.."..وحشتني طبعا ياحبيبي ..ومين قالك بس اني مكنتش بشوفك ..انا اصلا مكنتش بعرف انام الا لما اشوف عربيتك تدخل جراج الفيلا ...انت بس اللي ماتعرفش انا شوفت ايه في الكام يوم اللي فاتوا ..انا شوفت اللي محدش شافه ياابراهيم ..كفاية السونا وبخار السونا ...انا كنت بدوب زي السكر في الشاي او الملح في الشوربة السخنة ياابراهيم ..وكله عشان خاطر مين .."..ضربت صدره وهي تهتف بغضب .."..ماهو عشان خاطرك انت .."..ابتسم ابراهيم وغمسها بحضنه يمسد برقة فوق شعرها وظهرها وهو يقول بصوت هادئ .."..اسف حبيبتي ..اسف ..عمتك هي اللي صممت تعمل كدة..معلش حبيبتي .."...لم يجد اجابة غير سكون جسدها وتخاذله بين ذراعيه وسماع صوت شخير خفيف ..فاسرع بحملها بين ذراعيه وهو يتمتم بسباب خافت الصوت..نزل بجذعه قليلا ليفتح الباب وبعد محاولتين فاشلتين رجع لفراشه واضعا اياها برفق وقبل ان يرجع للباب لفتحه ظل ينظر اليها وهو يهمس لنفسه .."..خليها تنام هنا جمبي ..مش هيحصل حاجة اساسا وهي نايمة زي القتيل .."..فرد جسده بجانبها ووضع راسها فوق ذراعه واضعا راسها داخل تجويف عنقه والتي ما ان شعرت بدفئ جسده همهمت قليلا وحاوطت جسده بذراعها لكي تنعم بنوم هادئ مريح لاقصى حد ..دون ان تعي لذلك الذي ظل يسب نفسه بأفظع الشتائم ندما على نومه بجانبها مانعا نفسه عنها بشق الانفس..مرت ساعات الليل ببطئ شديد حتى ظلل النوم بسلطانه جفون ابراهيم عند شروق الشمس ..لم يشعر الاثنان عند الصباح الا بمن تضربهما بالوسادة فوق راسيهما بقوة وهي تهتف بغضب .."..ياقلالات الادب والتربية ...خلاص مش قادرين تصبروا يوم واحد ..يوم واحد بس ياوقح منك ليها.."..دافعت ايمان عن نفسها بكلتا يديها وهي تصيح بتعجب والم .."..هو في ايه ياجدعان ..حد يضرب العروسة يوم فرحها ..طب اعرف طيب بنضرب ليه..."..وثب ابراهيم من فوق فراشه وهو يحاول ان يتحاشى تلك الضربات ويقول.."..في ايه ياعمتي بس ..انتي قبضتي علينا في وضع مخل ..ماحنا نايمين مؤدبين وبهدومنا اهو .."..توقفت زهرة عن ضربهما بعد ان شعرت ببعض التعب ..فاستقامت ايمان بجذعها لتجلس فوق الفراش وقالت وهي تحاول ان تبعد شعرها عن عينيها .."..انا من حقي اعرف انا بنضرب ليه يوم فرحي .."..تخصرت زهرة وهي تهتف بها .."..في عروسة تنام في حضن جوزها قبل يوم فرحها يامؤدبة .."..رمشت ايمان عدة مرات وهي تنتقل بعينيها بين ارجاء الحجرة ..فاتسعت عينيها ووثبت فجاة من فوق الفراش وهي تصرخ قائلة .."..انا ايه اللي جابني هنا .."..نظرت لابراهيم الذي لوح لها بيده كتحية فاشارت له وهي تهتف لعمتها .."..هو اللي خطفني امبارح ياعمتي ..انا بريئة والله العظيم ..حتى اسأليه .."..امسكت زهرة بأذن ايمان التي تأوهت بشدة واخذت تردد وهي مسحوبة بفعل يد عمتها .."..ياعمتي وانا مالي ..ماسكة فيا انا ليه .."..خرجت العمة وايمان من الباب تاركين ورائهم هذا الذي يضحك بسعادة بعد ما رمى بجسده فوق الفراش محتضنا وسادة زوجته وهو يقول ."..واخيرا هنام .."..وعند عصر هذا اليوم كانت حديقة الفيلا مكتظة بالمدعوين والمدعوات والذين كانوا اكثرهم من رجال وسيدات الاعمال اما القليل منهم كانوا عبارة عن بعض من جيران ايمان والحارة ..كالخالة تهاني وابنائها وصلاح وشيخ الجامع وبعض اقارب الطبيبة اسيا ..كانت الحديقة مزينة بطريقة احترافية بالوشاحات البيضاء الشفافة ولمبات كريستالية صغيرة الحجم بالوان مختلفة متناثرة على كافة الاشجار ..وطاولات صغيرة متفرقة بكل مكان بطريقة هندسية مدروسة ..والنادلات والندلاء متوزعين بين المدعوين يوزعون المقبلات الشهية قبل افتتاح بوفيه العروسان..وعلى جانب الحديقة فرقة شبابية تعزف موسيقي هادئة لحين حضور العرائس والعرسان ..وكان اول من ظهر هي زهرة بفستان كلاسيكي طويل محتشم باكمام قصيرة درجات اللون الابيض والزهري الفاتح واضحة به تماما اما زينتها البسيطة فقد ابرزت جمال ملامحها وكانها بالثلاثين من عمرها ..يتأبط ذراعها زوجها كمال والذي كان يرتدي بدلة سوداء انيقة للغاية تدل على ذوق راق لرجل في مثل عمره ..تابعهما مراد واسيا التي كانت ترتدي فستان وردي اللون مطرز اكتافه بنقوش فضية كما عند جانب الخصر ..
..ونهايتها مسك كما يقولون ..ظهرت ايمان بفستانها الابيض المنفوش بأكمام طويلة شفافة ومطرزة.. وطرحتها الطويلة الشفافة والمطرزة ..تتابط ذراع زوجها الوسيم ببدلته الرسمية والتي كانت تمتزج بموديلها بين الكلاسيكية والعصرية معا ..جلس ثلاثتهم كلآ بمكانه.. والجد بكرسيه على مقربة منهم ينظر لهم بعيون دامعة ولكنها كانت دموع الفرحة ..فرحة اطمئنان على ابنته وحفيدته اللتان سوف يكونا تحت حماية رجلين يشهد لهما بالاخلاق والسمعة الطيبة غير الحب الذي يملأ قلبيهما ..وقف ابراهيم بقبالة زوجته ليزيح عن وجهها مقدمة الطرحة ..وما ان رأي وجهها حتى ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة عريضة وقال .."..ماشاء الله ..حبيبتي ايه الجمال دا .."..تخضبت وجنتي ايمان ولم تستطع ان تنظر له اكثر من ذلك فأخفضت عينيها خجلا وهي تقول هامسة .."..تسلم ياحبيبي ..انت كمان زي القمر .."..قام بتقبيل جبينها بقوة ..ليهتز جسدها بقوة ..فساعدها لكي تجلس ثم جلس بجانبها ..يتلقون مصافحة ومباركة المدعوين ..وبعد مرور اكثر من ساعتين على هذا الوضع ..
..همست ايمان بجانب اذن ابراهيم .
.."..افراح الناس الاغنيا حاجة تسد النفس ..ان مافي مزمار بلدي ولا حتى فرقة اغاني مهرجانات يحيوا الليلة...خلي بالك احنا لو فضلنا كدة هتلاقيني نمت جمبك وشخرت كمان ..".
..امسك ابراهيم بيد ايمان يقبلها وقال متوسلا اياها ..
.."..ابوس ايدك الا دي ياايمان ..استحملي هي ساعة وهنقوم عشان نسافر بدري ..".
..التفتت اليه وهي تهتف بحماس ..
.."..ايه دا احنا هنسافر ..هنسافر فين .."..
..نظر لها وهو يسألها ..
.."..انا حجزت جناح بفندق في الجونة ..هنقضي هناك اسبوع عسل ونرجع ان شاء الله .."..
..وببلاهة تسائلت ..