رواية وسقطت بين يدي الشيطان الفصل الرابع4 بقلم مى علاء


 

 رواية وسقطت بين يدي الشيطان الفصل الرابع بقلم مى علاء



تشعر بما يحدث حولها ، صوت الطبيب و من ثم صوت زهرة التي تنادي بأسمها بقلق ، بدأت تتململ و تفتح عينيها ببطئ ، نظرت ل زهرة التي إبتسمت بإرتياح عندما وجدتها تستيقظ .. و من ثم مررت ناظريها حولها لم تجد احد .. فأعادت ناظريها لزهرة التي بدأت في الحديث
- حمدالله على سلامتك يا انسه ريحانة ، انتي كويسة دلوقتي؟ ، الدكتور قال انك اتعرضي لإنهيار عصبي بس جت بسيطة الحمدالله ....
لم تعد تسمع حديث زهرة الباقي .. و لا تراها ، فقد عادت بها ذاكرتها للماضي التي ظنت انها نسيته 

************************★************************
كانت تسكن في منزل صغير يتكون من غرفة واحدة و مطبخ صغير و حمام 
كانت في العاشرة من عمرها ، تتذكر ذلك اليوم الذي اتت فيه والدتها بعد إنتهاء ايام العدة لوفاة زوجها .. اتيه و معها رجل غريب ، تتذكر في حينها قول والدتها وهي تقدمه بسعادة لها
" - تعالي يا ريحانة يا حبيبتي ، سلمي على باباكي الجديد ، و جوزي "
تتذكر صدمتها و رفضها للأمر و للأسف رفضها لم يغير شيء ....
عندما اتى المساء .. كانت نائمة على الأرض في غرفة النوم ، كانت ترتجف تحت ذلك الغطاء .. ضاغطه على اذنيها بكفيها بقوة و هي ترتجف بخوف كلما تسمع صوت تأوهات والدتها و هي تقيم علاقتها الزوجية مع الزوج الجديد ، اتتخيلون .. طفله لم تصل لسن المراهقه بعد ترى و تسمع ما يحدث بين زوجين! 

************************★************************
استيقظت من ذكرياتها على اثر يد زهرة التي تمسك بيدها التي بدأت ترتجف ، سحبت يدها و اعتدلت لتصبح في وضع الجلوس و من ثم ضغطت على يدها بقوة و قالت بضوت ضعيف
- عايزة ابقى لوحدي 
اومأت زهرة برأسها و قالت وهي تنهض 
- لو احتجتي حاجة ناديني ، هبقى اعدي عليكي عشان اديكي الدوا 
- انا كويسة و مش محتاجة ادوية ، ممكن تسيبيني لوحدي 
قالتها بإقتضاب ، فغادرت زهرة بهدوء 
اغمضت عينيها بتعب فظهرت لها صورة والدتها و زوجها في تلك الحالة ، هزت رأسها بعنف و هي تهمس " بس .. بس " ، فتحت عينيها و من ثم ازالت الغطاء من على جسدها و انزلت قدميها لتلامس اصابعها الأرض و نهضت، اقتربت من الطاولة لتأخذ كوب الماء ، وضعت يدها المرتجفه على الكوب وحملته فكاد ان يسقط من بين يديها ولكن وجدت شخص يلتقطه من يدها قبل ان يفلت منها ، رفعت ناظريها فوجدته ، فتراجعت للخلف تلقائيا و بخوف ، ارتسمت على وجهة إبتسامه جانبية وقال 
- مش عايزة تشربي !
قالت بصوت خافت مرتجف قليلا
- مش عايزة 
اومأ برأسه و هو يعيد الكوب مكانه و من ثم وضع يديه في جيوب بنطاله و قال بجمود
- ليكي حق تخافي مني .. بس مش لدرجة اللي حصل .. ولا اية ؟! 
نظرت له و صمتت ، فأكمل بغموض 
- وراكي ماضي كبير و غامض .. و في يوم هيتكشف 
شعرت بأنه يعرف شيء عنها او ما شابه .. و لكنها تجاهلت شعورها و كذبته 
نظرت له بإستنكار و بعض من الضيق عندما قال بتهكم
- مش ناويه تغيري الشوال اللي لابساه دة ! 
- عاجبني 
- اممم ، ماشي .. خليكي لابساه ، حلو عليكي 
لم ترد ، فأكمل بهدوء وهو يلتفت 
- تعالي ورايا 
- لفين؟ 
لم يرد ، فسارت خلفه لخارج الجناح 
اخذها لأحد الغرف الكبيرة و الواسعة جدا ، كانت غرفة الطعام حيث في منتصفها سفرة كبيرة جدا ممتلئة بأصناف متعددة من الطعام ، كانت رائحه الطعام تملأ الغرفة ، رائحته شهيه فعلا ، بدأت تشعر بالجوع و لكن تجاهلت شعورها بالجوع و قالت
- جبتني هنا لية؟
كان قد جلس على السفرة ، فألتفت لها و نظر بسخرية ، فقالت
- انا مش عايزة اكل 
- تعالي اقعدي 
قالها بهدوء 
- قلت مش عايزة اكل ، هرجع ل....
قاطعها بصرامة افزعتها قليلا
- قلت تعالي اقعدي ، مش هعيد كلامي
خضعت لأوامرة و تقدمت و اتت ان تجلس في احد المقاعد البعيدة فأمرها ان تجلس بالمقعد الذي بجانبه ، كادت ان ترفض ولكن نظرته الحادة لها جعلتها تنفذ ما امرها به 
ظلت تنظر للطعام و لم تأكل منه شيء ، فقال بعد ان بلع الطعام الموجود في فمه 
- كلي
- مش عايزة 
- مش بمزاجك 
نظرت له و رفعت حاجبها بإستنكاء عندما اكمل... 
- مادام قعدتي على السفرة هنا و معايا يعني لازم تاكلي و إلا هتشوفي تصرف مش هيعجبك 
- يعني اكل بالعافية ! 
تجاهل قولها و امسك بقطعه اللحم و وضعها في فمها بالقوة ، فنظرت له بغضب و هي تحاول مضغها ، إبتسم لها بطريقه مستفزة و اكمل طعامه 
بعد ان انتهوا من تناول الطعام ، غادر هو القصر بينما هي عادت للجناح وهي تشعر بالراحه فقد علمت ان اليوم هو يشرف بنفسه على القرية و لن يعود إلى غدا صباحا ، فدخلت للجناح و نامت سريعا على اثر الدواء الذي تناولته 
...........
عاد للقصر على الثالثه بعد منتصف الليل على غير ما سمعت هي ، إتجه لطريق جناحه و وصل و دخل فوجدها نائمه على السرير بسلام ، إتجه للخزانه و اخرج ملابسه و إتجه للحمام ليأخذ حمام ساخن يريحه .....، بعد ان انتهى من حمامه الساخن خرج و إتجه للسرير و اراح جسده عليه و اقترب منها و حاوطها بذراعه من خصرها ليصطدم ظهرها بصدره القوي 
كانت هي نائمه ، فتحت عينيها بفزع عندما شعرت بيد تضع عليها ، نظرت من فوق كتفها فوجدته هو ، فأرتجف جسدها لا إراديا 
سمعته يهمس في اذنها
- متخفيش ... مش هعملك حاجة 
اعادت رأسها للوضع السابق و من ثم اغلقت عينيها بألم ... فهي مجبرة على تحمل كل هذا ، صارت تبكي في صمت 
لم تنم طوال الليل .... 
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 
اشرقت شمس يوم جديد 
شعرت بحركته فأغمضت عينيها و مثلت النوم ... و اتقنته 
فتح عينيه ببطئ و وقع ناظريه عليها ، فهو كان على نفس الوضعية التي نام بها و هي ايضا ، إبتعد عنها ببرود و إتجه للحمام ، ففتحت عينها بعد ان سمعت صوت إغلاقه لباب الحمام ، اعتدلت و هي تتثاءب 
ظلت جالسه .. ساكنه في مكانها دون ان تفعل شيء ، بعد مرور ربع ساعة تقريبا ، سمعت صوت توقف تدفق المياة فعلمت انه سيخرج في اي لحظة فأستلقت على السرير و مثلت النوم مرة آخرى . 
خرج من الحمام و هو يضع منشفة صغيرة على كتفه ، التفت ليراها فوجدها على حالتها .. نائمه ، فإتجه نحو الخزانة و فتح الدرفة الوسطى بالمفتاح ، فتحت عينيها و كانت تتابعه بالخفاء ، وجدته يخرج اوراق من الرفوف الموجودة داخل الضلفة الوسطى ... 
اثناء قرائته للورق شعر بأنها اتسيقظت فألتفت فوجدها تعتدل لوضع الجلوس فقال وهو ينظر لها 
- شكلك نمتي كويس 
- نمت كويس اوي
قالتها بسخرية ، إبتسم إبتسامة جانبية و قال وهو يلتفت 
- اكيد 
و من ثم اعاد الورق مكانه و اغلق الخزانة و التفت و إتجه للباب وهو يقول 
- خلصي و إنزلي للفطور 
نظرت للساعه و قالت 
- مش عايزة افطر 
- متتأخريش 
فتح الباب و خرج ، فنهضت هي مسرعة و إتجهت للخزانة و فتحت الضلفة الوسطى منها .. و فتحت ، فهو لم يغلقها بالمفتاح 
نظرت بحيرة للأوراق الكثيرة الموجودة في الخزانة .. التقطت بعض الأورق و اخذت تنظر فيهم و تقرأهم 
انتفضت بفزع عندما سمعت طرقات احدهم على الباب ، فأعادت الورق للخزانة سريعا و اغلقتها و من ثم هتفت سامحة للطارق بالدخول ، و كانت زهرة 
دلفت زهرة للجناح و هي تحمل بعض الملابس الجديدة ، قالت بإبتسامه 
- صباح الخير انسه ريحانة ، إنشاءالله تكوني احسن النهارضة 
اومأت برأسها ، بينما تقدمت منها زهرة و هي تقول 
- سيدنا الشيطان بيقدملك اللبس دة 
و اعطتها اياه ، اخذتها منها ريحانة و قالت بإستغراب 
- ليا؟ 
- ايوة ، و كمان لسه جديد 
فهمت ، فأومأت برأسها و هي تنظر للملابس ، بينما اكملت زهرة حديثها
- و كمان سيدنا بيأمرك ان خلال عشر دقايق تكوني تحت "و اقتربت منها و همست " و سيدنا جلال بيقولك ا..
قاطعتها و هي ترفعت رأسها و في عينيها لهفة كبيرة و هي تقول 
- جلال .. جلال عامل اية؟ .. بتقولولوا حالتي ازاي هنا ؟ مش عايز يرجعني؟ 
ردت زهرة بهدوء و هي تشعر بالشفقة عليها
- اي حاجة بعرفها عنك بوصلها لسيدنا جلال ، و عرفتوا انك اتعرضتي لأنهيار عصبي
- وردت فعلوا؟ 
قالتها بلهفة و امل و على وجهها إبتسامه ، فكذبت زهرة عندما رأت لهفتها الكبيرة عليه 
- قلق عليكي اوي 
- و ها بيقولك اية كان 
قاطتعها بلهفة اكثر ، فقالت زهرة 
- بيقولك انك تستعجلي و تجيبي المعلومات اللي طلبها 
تلاشت إبتسامتها و ظهرت سحابة حزن في عينيها .. أومأت برأسها بقهر و ألم و التفتت و إتجهت للحمام بصمت حزين 
.......................... 
دلفت لغرفة الطعام ، وجلست في مكانها بهدوء ... فأقتربت الخادمة و بدأت في تقديم الطعام و بعد ان انتهت الخادمة .. غادرت 
قال بحدة وهو ينظر للجريدة الذي يقرأها 
- مش قلت عشر دقايق و متتأخريش 
- مش نزلت ! 
ابعد الجريدة قليلا و نظر لها و كاد ان يقول شيء ولكن سبقتة
- عايزة اشوف القصر 
رمقها بحدة قبل ان يطوي الجريدة و يضعها على الطاولة الصغيرة ويبدأ في الأكل ، وقد تجاهل طلبها ، نظرت له بضيق قبل ان تنظر لطبقها و تبدأ في الأكل 
بعد ان انتهى من تناول طعامة ، امسك بالمناديل و مسح يدية و نادى على احد الخدم فأتت احداهم ... فقال وهو ينظر لريحانة 
- خدي ريحانة و وريها القصر 
اومأت الخادمة برأسها ، بينما مسحت ريحانة يدها بالمناديل و نهضت و سارت مع الخادمة 
............................................................... 
ضرب بقبضته على المكتب بغضب و هو يقول 
- يعني اية مرضيش يخرج البضاعه من الحدود إلا لما يفتشها ! هو مش عارف دي بتاعة مين ولا اية 
قال احد رجاله بخفوت
- الظاهر ان وصلوا اخبار على ان البضاعه دي فيها سلاح 
نهض بغضب و قال 
- حتى لو وصلتلوا الأخبار ، إحنا كان بينا اتفاق و هو خالفوا ، و البادي اظلم 
و غادر غرفة مكتبه و من ثم القصر 
...............................................................
كانت تنظر لكل غرفة و كل مكان تدخله في هذا القصر بإنبهار ، كان القصر كبير جدا و كان يتميز بزخرفات و ديكورات حديثه لم تراها من قبل ، توقفت في منتصف المرر في الطابق الثالث عندما لاحظت انعزال احد الغرف عن الباقي و اختلاف ترتيب الغرف في هذا الطابق عن البقية ، فسألت الخادمة بحيرة وهي تشير للغرفة المنعزلة 
- هو في اية في الأوضة دي عشان تبقى بعيدة عن الباقي؟ " ثم اخفضت صوتها و اكملت " في سر اكيد 
ابتسمت الخادمة و اتت ان ترد و لكن قاطعها صوت الفتاة التي كانت تخرج من تلك الغرفة 
- حاجة متخصكيش انك تسألي عليها 
رفعت ريحانة حاجبها بدهشة و هي تقول
- انتي مين؟ 
- المفروض انا اللي اسألك مش انتي! 
- انا ريحان...
قاطعتها بقول مستفز 
- اممم ، اكيد انتي واحدة جديدة من اللي بيرخصوا نفسهم ليه .. صح! 
شعرت بالغضب من قولها ، فقالت 
- لمي لسانك يا انتي 
إبتسمت إبتسامه ساخرة و تجاهلتها و امرت الخادمة ب
- جيبيلي قهوة و ابعتيها ل اوضتي 
اومأت الخادمة برأسها ، بينما غادرت الفتاة ، فألتفتت ريحانة للخادمة و سألتها بغيظ
- مين دي؟
- دي الأنسه عايدة اخت سيدنا الشيطان من الأم 
اومأت برأسها ، فأكملت الخادمة
- عن اذنك ، انا هروح اعمل القهور للأنسه و هبعتلك خدامة تكمل معاكي 
- ماشي 
و غادرت الخادمة ، بينما ظلت ريحانة واقفه .. تنظر للغرفة ، هل تتقدم و تدخلها لتعرف ما فيها ، فربما تجد اي شيء توصله لجلال . 
اقتربت من الباب بخطوات سريعة حتى وصلت له ، وضعت يدها على قبضه الباب و اتت ان تبرمها و تدخل و لكن مجيء الخادمة المفاجأ و السريع جعلها تنتفض ، عندما رأت الخادمة انتفاضها ، قالت اسفة... 
- اسفة مكنش قصدي اني اخضك ، بس كنتي بتعملي اية؟ 
هزت ريحانة رأسها اكثر من مرات قبل ان تقول بتلعثم خفيف
- اا .. كنت مستنياكي ، اة مستنياكي " ثم اكملت بمرح مصطنع " مش يلا ؟ 
اومأت الخادمة برأسها و سارت خلفها 
...............................................................
ترجل من السيارة و ظل واقف لبرهه و هو ينظر للقصر بطمع 
- في يوم هيبقى كل القصر دة بتاعي 
قال هذة الجملة قبل ان يتجه لبوابة القصر الداخلية. 
دخل للقصر منفرد دون حراسه و إتجه لمكتب الشيطان . 
كان جالس على كرسي مكتبه و هو يريح رأسه للخلف و مغمض العينين ... فتح عينيه بهدوء عندما شعر بدخول الحارس الذي حياه و من ثم قال 
- السيد جلال برة طالب مقابلة حضرتك 
أمره بأن يدخله ، فخلال ثواني كان جلال يقف امام الشيطان 
رفع ناظريه له ببرود و قال 
- شكلك جاي تتكلم عن البضاعة 
- انت خالفت الأتفاق اللي بينا 
- اي اتفاق ! 
قالها الشيطان بطريقة مستفزة ، فرد جلال
- اي اتفاق!؟ ، انت هتستعبط 
ظلت نظرته الباردة كما هي ، فأكمل جلال 
-هفكرك .. اتفاق انك متتعرضش ليا ولا لأي حاجة تخصني بذات شغلي 
- لغيت الأتفاق دة 
قالها ببرود ، فرد جلال بحدة 
- مش بمزاجك تلغيه وقت ما انت عايز 
- بمزاجي ، لما اعرف ان البضاعة فيها سلاح 
- مش اول مرة يبقى فيها سلاح و انت عارف 
نهض و دار حول المكتب حتى وقف امام جلال ، و قد تحولت نظراته للحدة و قال بهدوء مخيف
- انت عارف ان اكرة ما عندي الخيانة او مخالفة الأتفاق ، و انت عملت كدة 
بلع جلال ريقة بصعوبة و قال 
- امتى خالفت الأتفاق؟ 
امسك بياقة قميصة وجذبه له بقوة و قال بغضب 
- بلاش تعيش دور العبيط .. انت عارف انا بتكلم على اية كويس و عارف كمان ان بعملتك ممكن اطير رقبتك و اخلص منك و من حركاتك القذرة 
و من ثم تركه و قال بهدوء
- بس لا ، هستنى عليك شوية لغاية ما تجيب اخرك معايا 
و من ثم التفت و عاد لكرسي مكتبه و جلس و وضع قدم على الآخرى ، فنظر جلال له بغيظ و قال و هو يرفع سبابتة بتوعد 
- في يوم هتتبدل الأدوار ، و في وقتها مش هرحمك 
إبتسم بسخرية و قال 
- صبر نفسك بالكلمتين دول 
التفت جلال و غادر مكتب الشيطان و هو يستشيط غيظا و غضبا .
كانت تنزل على سلالم القصر و خلفها الخادمة ، توقفت بصدمة عندما رأت جلال يسير في ممر الطابق ، هزت رأسها غير مصدقة و من ثم إرتسمت إبتسامه على وجهها كادت ان تصل لأذنها و هي تنزل السلالم ببطئ . بينما كان هو يسير فتوقف فجأة امام السلم عندما شم رائحتها الذي يعرفها جيدا ، فألتفت .. فوجدها ، شعرت هي بدقات قلبها التي اصبحت تنبض بقوة لإشتياقها له ، نظرت له بلهفة و سعادة ولكنه قابل نظراتها تلك بجفاء نظراته لها .. ألمتها ، مرت ثواني و من ثم التفت و غادر.
شعرت بالدموع تمتلأ في عينيها ، فألتفتت سريعا و جرت لإتجاه الجناح التي تقيم فيه . و قد رأتها زهرة ، فلحقتها بعد ان اغلقت مع المتحدث 
.............................................................. 
طرق الباب احد الشباب العاملين لديه ، دخل بعد سماع الأذن 
- شكلك جبتلي المعلومات اللي عايزها 
قالها الشيطان بإبتسامة جانبية فور دخول الشاب ، فإبتسم الشاب و هو يتقدم و يقول
- عرفنا مكانوا اخيرا ، كان مستخبي في بيت المزرعة بتاع ابوة الجندي في القرية الرابعة ، وهو حاليا هناك و رجالتنا حاصينوا و مستنين اوامرك يا سيدنا 
اومأ برأسه و قال بقسوة 
- نزلوه الميدان ، و جمعوا الناس ، إعداموا النهارضة .. إعدام الخينة 
اومأ الشاب برأسها و من ثم استأذن و غادر ليفعل ما امرة به سيده 
بينما هو اعاد رأسه للخلف بعد ان التقط سيجارته الفاخرة و اشعلها بتلذذ و هو ينظر للهاوية من بين دخانها .. و قال بتوعد شيطاني
- مهما هربتوا و روحتوا فين ، هلاقيكم و هقتلكم واحد واحد 
بعد ان انهى جملته ، نفث دخان سيجارته بتلذذ اكثر 
............................................................... 
جالسه على حافه السرير واضعه كفيها على وجهها و هي تبكي .. تشعر بألم كبير يعتصر قلبها ، طرقت زهرة الباب قبل ان تدلف للجناح ، تقدمت و جلست بجانبها و ربتت على ظهر ريحانة بحنان و هي صامته .. فهي تعلم لما تبكي و تشعر بالشفقة عليها 
بعد مرور وقت ليس بكثير ، تنهدت زهرة وهي تقول
- بتعيطي لية؟ .. متعيطيش 
رفعت رحيانة رأسها و قال من بين شهقات بكاءها 
- لية بيعاملني كدة ؟! .. هو انا بقيت و لا حاجة بالنسبه لية عشان يعاملني بقسوته دي و لو حتى نظرة 
- ليه عذر ، متنسيش انك في قصر الشيطان و لو حد شاف اي رد فعل ليه و ليكي غيراللي حصل كان انتي هتبقي محور شك 
نظرت لها ريحانة و قد توقفت دموعها عن التساقط ، و قالت ببلاهه 
- بجد ! .... صح 
و من ثم إبتسمت بإرتياح ، فقالت زهرة 
- طيب .. يلا قومي و اغسلي وشك قبل ما سيدنا الشيطان يرجع الجناح 
نظرت بإستغراب و قالت بتساؤل 
- مش المفروض هو في الشغل ؟ 
- لا 
اومأت برأسها بسخط و من ثم نهضت و إتجهت للحمام ... و دخلته 
............................................................... 
يقف الناس في الميدان يتهامسون حول المنصه عن ذلك الشاب الذي يقف على المنصه و الذي يبدو عليه انه تلقى الكثير من اللكمات و الضربات حتى نزف انفه و تورم وجهه و يمسكه رجلين ضخمين البنية من ذراعيه 
كانت ريحانة تقف بعيدا عن ذلك العدد الكبيرمن الناس ، كانت بجانب زهرة التي امرها سيدها بأن تذهب للميدان و تأخذ ريحانة ، فهذا الحدث مهم و سيدهم الشيطان يلزم اهل القرية جميعا على الحضور ..
وصل سيارته ، فنزل السائق سريعا و جار حول السيارة حتى يفتح الباب لسيده ، فخرج من السيارة الأخير و هو يرتدي نظاراته الشمسيه الفاخرة تلك التي تخفي قسوة و غضب نظراته عن الجميع ، سار من بين الناس بعد ان فتح حارسه الطريق له .. و ها قد وصل للمنصه و صعدها و وقف امام الشاب الذي سيلقى مصيره الآن 
قال الشيطان بصوت عالي يمتلأ بالسخرية 
- فاكر نفسك هتهرب مني ! ، اهو لاقيتك و هقتلك 
صمت لثواني قبل ان يكمل ببرود 
- تعرف انت غلطتك اية؟ 
رفع الشاب رأسه بصعوبه و ألم و من ثم نظر له ، فأجاب وهو يخلع نظراته الفاخرة حيث ظهرت قسوة نظراته 
- غلطتك .. انك انت ابن الجندي 
- ابويا كان اكتر واحد صادق و أمين معاك ، بس انت و اشكالك بتنكروا الناس اللي زيوا ل.....
قاطعه بقهقهته العالية التي تمتلأ بالإستمتاع و من ثم قال وهو يجز على اسنانه 
- بنكر الاشكال اللي زي ابوك و زيك .. عشان كدة هتلحقوا ، تبقى تسلملي عليه بقى 
قال الأخيرة بسخرية قبل ان يشير لرجال خلفه فيتقدمون و هم حاملين زجاجات جاز و من ثم يسكبوها على الشاب حتى تملأه و من ثم اخرج هو قداحته و ضغط على زنادها فأخرجت النار .
إرتسمت على وجهة إبتسامه شيطانيه و هو يلقى القداحه على الشاب .. فأشعلته ، اخذت الناس تصرخ و تبكي و تسب .. مع صرخات الشاب المخيفه .
أرتدى نظارته مرة آخرى و من ثم التفت و عاد لسيارته بهدوء ، بينما هي واقفه من بعيد مصدومة غير مصدقة ما حدث 
التفتت لزهرة و قالت و عينيها ممتلأه بالدموع و يديها ترتجف قليلا 
- نهايتي هتبقى كدة ! 

يتبع .....
تعليقات