رواية بيت السلايف الفصل الثالث عشر بقلم خديجة السيد
الفصل الثالث عشر
_________________
أسدل الليل ومن خلف النافذة الزجاجية حيث لم تكد تنام سوى بضعة سويعات قليلة وذلك لأنها تنتظر زوجها منذ ان فارقها في النهار لم يعد حتي الان؟ بينما تتراوح تعابيرها بين ابتسامة ترتعش حينا ورجفة خوف تلمع بين زرق عينيها احيانا.
انتبهت على صوت الباب وهو يفتح دخل دياب وهي تقترب تبتسم جميله قائلة في سعادة:
- حمد لله على السلامه اتاخرت اوي؟ انا حضرت الغداء و كنت مستنياك من بدري
رد دياب التحية بهدوء معتذر عن التاخير توردت وجنتيها بحمرة الخجل قائلة:
- الاكل اكيد برد هنزل اسخنه ثاني عقبال ما تاخذ الدوش بتاعك
هز دياب راسه بنفي قائلا :
- لاه مش مهم ما تتعبيش نفسك وتنزلي تسخنى ثاني انا عاكله اكده؟ عتسبح واچي الاول
ابتسمت جميله ابتسامة هادئه، وتركها ودخل الي المرحاض وبعد مده ليست قليل خرج دياب وقف يستند بكتفه الى جدار باب المرحاض في حين لم تنتبه اليه وهو يقترب منها ، ابتسم ابتسامة حانية وهو يراقبها وهي تقف مولية اياه ظهرها ترس الاطباق الطعام وتضعها علي الطاولة
لاحظت ان هناك ضل, قطبت ونظرت بعينيها تطالعه عينان همّت بالكلام عندما عاجلها بابتسامة زادته وسامة:
- خابره انك عجبتني چوي النهارده وانتي بتضربي احلام؟ على راي البنت فرحه يا ريتني كنت موجود اني كومان و شفتك وانتي بتضربي فيها
نظرت اليه عينيه في دهشة, لتبتسم بخجل:
- هو انت للدرجه دي بتكره احلام, انت وفرحه, انا مش بحبها ولا بكرها بس مش فاهمه هي ليه بتكرهني من اول يوم جيت فيه هنا او بتعمل معايا كده ليه؟
حمحم دياب قائلا فيما يضع يده على وجهها قبل ان يحيط وجهها بيديه مرادفا امام شفتيها العنبريتين:
-سيبك منها هي اكده بتكره كل الناس ومش بتحب حد حتى نفسها, المهم بعد ما مشيت عملت امعاكي حاچه ثاني
اسبلت عينيها خجلا من جراء لمسه يديه التي لم تعتاد بعد على الرغم من انها ليست عروس جديدة ولكن عيناه كفيلة بجعل من الحجر الخشن يذوب :
- لا بعد ما فرحه مشيت طلعت قعدت في الاوضه هنا وما شفتهاش من الصبح
كان اثناء حديثها يقربها منه شيئا فشيئا فيشعر بطراوة جسدها بين يديه ليبتر عبارتها ملتهما شفتيها في قبلة عميقة حملت كل شوقه ولهفته, ثم ابتعد قائلا بهمس: ماشي زين؟
اتسعت عيناها بذهول اذ بها تُبعد فمها عن اكتساحه القوي لها وتشهق هاتفة بصوت متقطع:
-لا بس هي اكيد مش هتسكت صح
تافف دياب بغيظ وقال بحده:
- چري ايه يا چميله واحنا اللي عنعيد وهنزيد شكلنا اكده معملناش حاچه؟ لسه كيف ما انتي ضعيفه وخايفه منها
هزت راسها برفض سريعا قائله:
- لا والله ما قصدي انا بس بتكلم معاك عادي
مال بوجهه حتى لفحتها انفاسه الساخنة وهو يجيب فيما تغيرت وتيرة انفاسه التي تسارعت فقطبت في ريبة خاصة وقد تسلطت عيناه على ثغرها الوردي:
-يعني هي لو فكرت تبجح امعاكي في الحديد عيكون رد فعلك ايه
شحبت جميله وهي تبتلع ريقها بصعوبة، تقول بضعف من قربه:
- هاه هضربها ثاني ومش هسكتلها ولو فكرت بسـ
لم يمهلها الفرصة للكلام ومال عليها مقتطفا ثغرها في قبلة عاصفة ولكن بحنان، قوية ولكن برقة، حتى ان الدموع كادت تطفر من عينيها لروعة الاحاسيس التي حملتها اليها لاول مرة في حياتها وحياته هو ايضا، فما كان منها الا ان طوقت عنقه بذراعيها ليعتصر جسدها الرقيق اليه فتلامس عضلات جذعه العلوي القوية لتندلع الشرارة، حملها دياب بلهفة من بين قبلاته النارية يضعها فوق طاولة الاريكة امامه الطعام حتى اذا ما لمست جسدها الفرش انتفضت هي وهمت بالكلام ولكنه قاطعها مبتلعا كلماتها مغيبا اياها في عناق طويل بينما امتدت يده لتطفا ضوء المصباح المجاور لهما
ليدخل في بحورها يجذبها معاه فيدفن اصابعها بين طياته متلمسا نعومته مستنشقا عبيره الذي طالما حلم به تلك اللحظة، تائه في عالمها وهو غير واع لتلك الغزالة التي ترفرف بين ذراعيه محاولة الفكاك منه، وقبل ان يهبط على ثغرها يلتقط شفتيها في قبلة ملتهبة فيما رفعت احد يديها اشعلت الضوء بسرعه ..
نظر لها نظره نارية اخافتها فقد منذ قليل كانت تشعر بانها طفله بين يديه وشعور الحنان قائلا بحده: في ايه عاد؟
ابتلعت ريقها بصعوبة بينما يجول بعينيه عليها من قمة راسها حيث تجمع شعرها في شنيون رقيق اعلاه بينما تهدلت بعض خصلاته وتعدل نفسها بخجل وتخضب وجهها حياء وهربت بنظراتها بعيدا وهي تقول بخفوت واضطراب محاولة دفعه بعيدا عنها:
- فرحه بنتك نائمه هناك علي السرير انت مش واخذ بالك منها ما ينفعش تشوفنا واحنا؟ ااا
ممكن تصحى
نظر بتلقائية الي الفراش ليلاحظ ابنته نائمه بالفعل؟ كيف نسي ذلك؟ ولكن الشوق كان قد استبد دياب فلم يعي سوى ان في المكان الصائب تماما في احضانه وبين ذراعيه، يلمسها بيديه ويستنشق عبير انفاسها.. ابتعد عنها مسرعا يرتدي ملابسه قبل ان تستيقظ ابنته لينظر وهي تنظر الى اسفل تفرك يدها بخجل,قائلا باحراج هو الاخر:
- احم چميله ابجي حاولي مع فرحه انها تنام جنب خيتها ملك خلاص كفايه اكده هي كبرت ما ينفعش تنام وسطينا
نظرت اليه متحدثه بتوتر:
-بس ممكن ما ترضاش وتزعل مني؟
هز راسه برفض هاتفا بجدية واصرار:
- لا مش هتزعل ولا حاچه هو كان من الاول مكانها جنب خيتها, بس كانت بتنام جنبي بعد موت امها بس كفايه اكده, ما عدتش صغيره عاد؟ ابجي حاولي معاها انتي بس وهي عتوافج هي بتحبك وهتسمع حديدك؟
***
في جناح عيسي يجلس يشاهد التلفزيون عـلي مسرحيه العيال كبرت وتجلس بجواره فرحه تقوم باطعام صالح بيدها كالطفل الصغير رغم تجاوز سن السبع سنوات لكنه سوف يفضل مدللها الوحيد ،حاول مرارا صالح يتناول هو بيده وهو يتابع تناول طعامه ولكنها رفضت وبشدة
لاحظ عيسي اهتمام زوجته بابنه نظر اليها بحب بدءاً من تفحص ملامحها من شعرها المتناثر حولها بلونه البني وخصلاته الندية، مرورا بثوب نومها الحريري بلونه الاحمر، عار الذراعين بفتحة عنق واسعة شبه دائرية مزمومة مزينة بربطة على هيئة فراشة في منتصف الصدر، كانت تضع قطعة من الخبز المغمس بالجبن الابيض الحادق بفمه صالح حينما اصدر ضحكه ساخره:
- ما تجعدي على حچرك بالمره وتهشجيه كيف العيال الصغيره لسه عيل صغير اياكي
قال صالح بابتسامة يغيظ أبيه بشده:
- وانت متضايج ليه يا بوي ما اللي متضايج يعمل زينا
نظر عيسي الي ابنه قائلا بغضب مصطنع:
- اه يا جليل الحيا بترد عليا كومان
اطلقت ضحكه عاليه فرحه لتقول:
- عيب يا صالح اكده كمل اكل انت وما لكش صالح
عيسي بضيق:
- هو ديه اللي ربنا جدرك عليه عيب يا صالح اجعدي انتي بس دلعي فيه ولا اكنه كيف البنته
ضحكت بخجل فيما همست وهو يطالعها غارقا في سحر عينيها:
- في ايه يا عيسى انت غيران بچد من ابنك
اشاح عيسي وجهه بعيد بعبوس شديد مثل الاطفال ابتسمت فرحه وعينيها ترسلان اليه نظرات حب صادقة ثم نظرت الى صالح الذي يتابع التلفزيون باهتمام لتضع قطعة الفطير الذي صناعته في الصباح بيديها وتغمسه في طبق العسل النحل الصافيه واقتربت اللقمه من فم عيسي وهي تنظر اليه بابتسامة حب و هم عيسي بقضم اللقمه المغمس بالعسل و اصابعها معها فشهقت وابعدت يدها بعد ان دفعت باللقمة الى فمه وهي تضحك:
- اخص عليك يا عيسى كنت عتاكل صوابعي بدال العسل
ما ان ابتلع لقمته حتى امسك بيدها مقبلا اناملها الطرية لتشعر بخشونة ذقنه النامية بينما يحكّها شاربه الكث الخشن على نعومة بشرتها، ضحكت بخجل فيما همس وهو يطالعها غارقا في سحر عينيها:
- واللي يفرج بين العسل و طعم يدك يا فرحه ما الاثنين واحد؟ مسكرين كيف بعض؟
افلتت يدها بصعوبة وتمتمت بخجل كانها عروس جديدة ولكن بعيناه فهي كفيلة بجعل العجوز تشعر وكانها صبية ابنة ستة عشر قالت بخفوت:
-ربنا ما يحرمني منك يا عيسي
-ولا ما يحرمني منيّكي يا فـــرحـــتــي
***
في صباح يوم جديد تشرق الشمس بنورها الساطع علي مدينه الصعيد كان دياب يجلس علي شط الترعة وهو شارد لفت انتباه تلك الصبيه الذين يلعبوا الكره ظل يتابعهم لفتره من الزمن حتي لفت نظره ذالك الصبي الشيطاني الذي تعمد ايقاع الاخر وتلك المشاجره التي قامت بينهم ودفاع احدي الصبيه عن صديقة احيت في ذاكرته تلك المشاهد القديمة التي من حين لاخر يحن اليها يحن الي ذلك الوقت الذي كان لا يوجد للحقد ولا الكره مكان بين القلوب
- فلااش بااااك
كان يلعب هو وعيسي وسط الصبيه وكان دياب اكثرهم حرفة فكان ياخذ الكره من عيسي وهو يقول :
- هات يا عيسي
وما ان اخذ الكره من بين ارجل عيسي حتي ظل يمررها بين اقدام الصبيه في الفريق المنافس ووصل الي المرمي وسجل الهدف وما ان الكره عدت تلك الخط التي حدده حتي صرخ بفرحة وهو يجري ويقول : چوووون
وكان كل فريقة يجري خلفة ليهنائوه علي مهارته الفائقة وكان يوجد ذلك الصبي الذي في الفريق المنافس ينظر اليهم بغل وبالاخص الي دياب تقدم منه وقال بغيظ:
- انت غشاش الكره مدخلتش
نظر اليه دياب بغضب :
-انت عتجول ايه اني معغشش
الصبي :
- لاا عتغش عشان تكسب وتتمنظر علي العيال ثم لكزه بيده في كتفة بقوه فارتد دياب علي اثرها الي الخلف ثم نظر اليه بغضب وتقدم من الصبي وامسك تلابيبه وقال :
-انت عتجول ايه يا مخبول انت
نفض الصبي يده بقوه وتقدم منه ليضربه وهو يقول :
- اني مش مخبول انت اللي متكبر وانا ععرفك مجامك
وما ان رفع يديه ليهوي بها علي صدغة وجد احدهم يمسك يديه وما كان سوه هو نصفة الاخر كما يسمه كل البلد وجه الصبي نظره اليه وقال :
-بعد يدك انت كُومان
عيسي بغضب :
- انت اتجنيت ايااك عايز تضُرب دياب وانا موچود
الصبي بغل : واضُربك انت كُومان
عيسي بحده: والله طب تعالي نشوف
وتشاجروا الاولاد مع بعضهم وما مر من مده حتي كان الفوز للصديقين او للوجهان لعمله واحده ثم نظروا الي الصبي باستحقار وذهبوا من حيث اتوا؟
فاق دياب من ذكرياته الحانيه عندما زادت تلك المشاجره بين الصبيه وتقدم منهم ليحل تلك المشاجره،التفت دياب الي مكانه حتي يجلس مره اخري امام ترعه مكتبه العمل ليتفاجا بعيسي امامه ينظر اليه بهدوء وقال بقصد:
- ايه يا دياب مش عتجول لي اتفضل ولا عتطلع مش صاحب واجب واصول ذيي
هبّ دياب متقدم منه وهو يهتف بحنق:
- انا طول عمري صاحب اصل يا عيسى مش كيف ناس جليله الاصل و بطل حديدك الماسخ ديه و ترمي عليا بالحديد العفش, اني كيف ما اني متغيرتش؟ الدور والباچي على ناس تانيه بوشين؟ ونسيوا العيش والملح اللي كلنا سوا؟
اوما براسه بياس قائلا بجدية:
-رايد كام يا دياب من نصيبه ابوك اللي دفعوا في الارض زمان؟ ونخلص من المشاكل ديه
جز علي اسنانه بغضب وقال بحده:
-هو اني بشحت منك ايااك ورايد ترميلي حسنه؟ ديه حج ابويا الله يرحمه يا عيسى
عيسي بصوت حازم:
- ومين جالك ان اني بارميلك حسنه كيف ما انت بتجول ؟ اني باجول لك حج ابوك اللي دفعه الـ 5000 اللي ساعد بيهم ابويا زمان؟ مش كيف ما مدحوك عليك, وفاكر ابوك اشتري الارض كلها من ابويا
هتف دياب بصوت اجش صارم:
- جلت لك مش بشحت منك ؟ لسه كيف ما انت طماع و اناني وتاكل حج غيرك؟ ارچع ما كنت وريح حالك يا عيسى وحجي وحج ابويا عاعرف ارچعه بنفسي زين
صاح عيسي بصوت غاضب و عالـي فقد طفح الكيل منه قائلا:
- ما كفاياك عاااد بجى شر وانتجام على الفاضي عمال افوتلك وعدتلك كثير وانت اللي فيك فيك نفسي افهم دماغك ديه فيها ايه مش رايد تفكر و تفتح عينك على الحجيجه ليه؟ جلتلك بدل المره الف الارض دي ارض ابويا اني واخواتي, و عمي حماد الله يرحمه ويسامحه ساعه ابويا اديله جزء بسيط مساعده مش اكتر
قال دياب مثله بصرخة غضب ناري:
- مهما تجول جول يا عيسى برده مش عتصدج غير اللي سمعته بودني؟ واني سمعت بنفسي ابوك بيجول لابويا ان الارض بجت بتاعته خلاص واشتريها منه ، رايد انسي بعد كل ديه؟ هو كان حد جاللي عشان انسى يا عيسى و اكذبه ، جلت لك ارچع مكان ما جيت وانا ععرف ارچع جچي زين حتى لو بالدم
اتسعت عيني عيسي بصدمه وهتف يتساءل بخزع:
- بالدم رايد تجتلني يا ولد عمي ولا ايه هي وصلت لكده الظاهر امي كان معاها حج لما جالت لي انك اتغيرت فعلا وما بجتش دياب صاحبي وابن عمي وعشره عمري كيف زمان
لمعت عينا دياب ببريق التحدي وسارع بالانصراف وهو يقول بغل فقد عز الامر علي بدا الانتقام :
-بالضبط اكده يا عيسى اللي واجف جدامك واحد شايل لك كره الدنيا دي كلها في جلبه؟ فخذ حذرك مني الايام اللي چايه زين يا عيسى
***
كانت كعادتها تجلس نادين بداخل المكتب تتحدث مع زوجها زين علي انها اسيا تلك الشخصية الوهميه اطلقت ضحكه عاليه من قلبها وهي تكتب له عبر مراسلة الفيسبوك؟
- ما كنتش اعرف ان انت دمك خفيف اوي كده؟ خلاص مش قادره تعبت من كثر الضحك
ابتسم زين باتساع وكتب لها هو الاخر جالس في مكتبه
-وانتي كنتي تعرفيني قبل كده ده انتي لسه عارفاني من كام شهر
ارتبكت نادين في حديثها لتكتب قائله لتغير الموضوع:
-اه ما انا قصدي كده؟ كنت في الاول حساك على طول زعلان من حاجه؟ لكن دلوقتي غيرت فكرتي عندك؟ بجد يا بخت مراتك بيك
ابتسم زين بحزن يكتب:
-مش اوي كده؟ انا بالنسبه لها زوج عادي وخلاص
جزت علي اسنانها بغيظ شديد تكتب:
- يااه شكلها مراتك بتكرهك اوي كده؟ ومش مبسوط معاها
هز راسه برفض يكتب بصدق:
-مش كده نادين ما فيش اطيب من قلبها و احن منها بس للاسف حياتها كلها شغل و رقم واحد في حياتها الشغل وبس
تنهدت نادين بضيق وياس تكتب :
- طب ما هو لازم الواحد يشتغل ويعمل الحاجه اللي بيحبها؟ مش كده ولا ايه
زين بجدية :
-طب طالما هو كده ليه اللي حواليا مش شايفين او هي بالذات اني الرسم رقم واحد في حياتي برده زيهم
صمتت نادين ولم تعرف بماذا تعلق ، ليرسل لها زين متسائلا
-ساكته ليه مش لاقيه رد؟
ابتلعت ريقها بتوتر وارسلت له :
- لا مش كده طب طالما انت مش مبسوط معاها ما طلقتهاش ليه وتنفصلوا بهدوء مش هيبقى كده احسن وكمان تعرف تشوف نفسك و تحقق احلامك
-انا فعلا فكرت في كده بس ما كانش عشاني واحقق احلامى, كان عشان صعبت عليا نادين بجد, وكنت حاسس ان انا طول الوقت ظلمها معايا ولما طلبت منها اننا نطلق هي كمان كانت موافقه على كده
قالت نادين بغضب و بسخرية هاتفه:
-اه وبعد كده رجعت في كلامك عشان مصلحه اخوك وموضوع الارض
إرسالاً رساله له قائلة بحنق :
- طب اللي حصل بعد كده ما طلقتهاش ليه؟
تنهد زين مجيب بحزن عميق ليكتب:
-اخويا الكبير و والدتي رفضوا جدا موضوع الطلاق وزعلوا مني جدا, قالوا ان ده مش حل, هتقدر ازاي تشوف مراتك مع واحد وبنتك بيربيها واحد ثاني لو بعد الطلاق فكرت تتجوز يعني
استغربت حديثه لتقول بحده, تكتب:
- طب ما حقها معلش يعني بس ده كده ظلم
هتف زين بصدق وجدية:
-انا عارف وقتلهم ساعتها هي حره بعد الطلاق تعمل اللي هي عاوزاه بس فجاه كبر الموضوع قوي, و والدتي قالتلي لو طلقتها ما تبقاش ابني ولا اعرفك ورفضت اني حفيدتها تتربى بعيد عنها وعني، انا كمان انفعلت جدا ساعتها وقلت لاخويا الكبير من غير ما اقصد انت ظالم واناني وده كان بالنسبه لي صعب جدا لاني اخويا الكبير عيسي هو اللي مربيني ، زعلت من نفسي جدا ساعتها ان عليت صوتي عليه وقلت له كلام يجرحه زي كده ، عشان كده ما لقيتش قدامي حل غير اني ارجع في كلامك وما طلقتهاش
صمتت نادين بصدمه تستوعب حديثه, هل بالفعل هذا هو سبب التراجع في الطلاق ام مثل ما كانت تفكر وسمعت حديثه مع والدها وهو بخصوص الارض لاخيه؟ وعلي اي شيجار يتحدث حدث مع اخيه عيسي و والدته عديله بسبب موضوع الطلاق؟ فهي لا تعرف او تعلم كل هذا الحديث ولم يتحدث معها مطلقاً، هل بالفعل هذا السبب ام لا ويخترع اي اسباب لها؟
لتكتب بسرعه:
- يعني هو ده بس سبب انك ما طلقتهاش ما اكيد في سبب تاني؟
عقد حاجبيه باستغراب متسائلا:
-وليه اكيد في سبب تاني يعني ؟ ايوه هو ده السبب هو ممكن بالنسبه لك يبان سبب عادي بس انتي عشان ما تعرفيش اخويا عيسى بالنسبه لي يبقي ايه, ده هو اللي مربيني من وانا صغير يعني بالنسبه لي اكثر من اخ؟ يعني ما كنتش اقدر على زعله؟
هي بالفعل تعرف طبيعيه العلاقه بين عيسي واخواته جيدا لا احد يستطيع ان يرفض له طلب من حبهم له، لكنها مازالت غير مقتنعه لتكتب بعدم تصديق؟
- بصراحه يعني مش مصدقه ان ده السبب بس يعني مافيش سبب ثاني او حاجه حصلت خليتك تغير رايك وما تطلقهاش؟
عقد حاجبيه بدهشة وتعجب وهتف:
-سبب زي ايه؟ وايه اللي يخليني اكذب عليكي وما اقولكيش الحقيقه ، بس والله العظيم ما بكذب ودي الحقيقة فعلا
تساءلت نادين بقصد وذكاء بانه لو اكذب عليها في الرد احتمال كبير بان يكذب في موضوع شيجارو مع اخيه عيسي و والدته عديله
- طب ومراتك تعرف انك رجعت في كلامك ليه؟ وليه ما طلقتهاش
اجاب زين بهدوء :
-لا الحقيقه ما تعرفش, خفت يعني اقول لها تفهم غلط وان رجعتها عشان لمجرد بس كلام اخويا و والدتي فما كانش ينفع اكون بصالحها واحكيلها حاجه من الموضوع ده
- امال انت قلتلها ايه لما سالتك رجعت ليه في كلامك في موضوع الطلاق ولا مسالتش؟
-لا طبعا اكيد سالت بس انا قلت لها الطلاق مش حل وتعالي ندي لنفسنا فرصه ثانيه؟ طالما اهلك واهلي مش موافقين علي اننا ننفصل؟ اصل كمان باباها ما كانش موافق علي الطلاق؟
تنهدت نادين بضيق وحيره شديدة فقد احست بحيره وضياع شديد من حديثه وهو بالفعل قال لها هكذا، ثم تساءلت نادين بغضب شديد تكتب:
- طب وانت كده مش اسمك اناني وانك رجعتها عشان اخوك و والدتك بس مش عشان نفسك يعني عشان مصلحتك برده في النهايه
اجاب زين رد جعلها تدخل في دوامه ضياع وحيره اكثر قائلا بحزن :
-لا مش صح عشان انا فعلا كنت ناوي ابدا معاها من جديد بس هي كالعاده ما اديتنيش الفرصه
***
كانت عديله تجلس اعلي الأريكة بالصالون تشاهد التلفاز اقتربت منها الخدامه بتردد كبير:
- ست عديله كنت رايده اجول لك حاچه؟ بس تديني الامان الاول وما تزعليش مني
نظرت اليها عديله وهي تعقد حاجبيها متسائلة بحده قائله :
- في ايه يا بت مالك رايده تجولي لي ايه؟ ما تنطجي على طول
هتفت قائله باصرار:
-اديني الامان الاول واني اجول لك
تنهدت عديله بضيق شديد وقالت بقلق:
- اديتك اخلصي وجولي قلقتيني في ايه؟
نظرت حولها بخوف ثم ابتلعت ريقها واقتربت منها بتوتر وقالت بصوت منخفض:
- الست الهانم مرات چلال بيه؟ شفتها امبارح وهي ماسكه شنطه هدومها و خارچه من الدار؟ ولما ععيط (ندهت) عليها وحاولت امنعها تخرج, زعجت فيا وجالتلي ما لكيش صالح بيا وچولي لي اللي مشغلك عشان يعرف زين يمد ايده عليا
اتسعت عيني عديله بصدمه وشهقت وقالت بغضب:
-والهانم كيف تخرج من الدار من غير اذن جوزها مش عامله لجوزها جيمه حتى؟ لو حد من اهل البلد شافها في نصاص الليالي اكده يجول علينا ايه ماهي صحيح تربيه البندر
استمتعت الي خطوات قدم لتعرف بانها فرحه واشارت عديله الي الخدامه باعينها بان ترحل من امامها, هزت راسها بالطاعة و رحلت .
تقدمت فرحه بابتسامة عريضة:
- اصبح الخير يا مرات عمي؟ حالا هروح احضر الفطار واعملك كوبايه اللبن بالعسل بيدي
بدلتها الابتسامه عديله وقالت:
- لا سيبك من الفطار دلوج؟ و تعالي اجعدي جنبي يا فرحه رايده اتحدد امعاكي في كلمتين
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بعدم تصديق:
انتي بتبتسمي و بتتحددي امعايا اني يا مرات عمي؟
عديله بغيظ:
-هو في حد واجف جصادي غيرك ما تجعدي رايده اتحدد امعاكي
جلست فرحه بجانبها بعدم ارتياح متسائلة باهتمام:
- خير يا امرات عمي؟
أبتسمت عديله وقالت بحب :
- تعرفي يا بت يا فرحه انك زمان وانتي صغيره اتولدتي على ايده اني, اصل انا وامك كنا زمان اصحاب چوي, بس بجى اللي حصل زمان يلا الله يسامحها و يرحمها فرجنا عن بعض، بس اوعى تفكري ان اني في يوم كرهتك, حتى بعد اللي عملوا اخواتك؟ ما هو كومان دياب و ضاحي كانوا كيف ولادي بالضبط
هزت فرحه راسها قائله بابتسامة:
- خابره كل ديه زين يا مرات عمي, وفاكره كومان واني صغيره كنتي بتحبيني جد ايه ودائما لما كنتي تيجي تزورينا تسالي عليا وتجيبي لي حاچه حلوه و تاخذني في حضنك، وانا كومان بعد كل اللي حصل لسه وعفضل احبك يا مرات عمي انتي وچلال و زين هم بالنسبه لي كيف اخواتي بالضبط واكثر
قالت عديله بحنان :
- وهما كومان يا حبيبتي بيعتبروكٍ اكده اني خابره انك طيبه وحنينه طول عمرك يا فرحه كيف امك الله يرحمها ، عشان اكده رايده اطلب منك طلب واني خابره انك مش عتكسفيني صوح؟
فرحه بحب:
- اطلبي اللي انتي رايده يا مرات عمي ان شاء الله عيني ما تغلاش عليكي
ابتسمت بخفة لتقول بجدية:
- تسلمي يا حبيبتي يا بنت الاصول؟ هو اني لي غيرك يا فرحه ديه انتي حبيبتي؟ وبنتي اللي مخلفتهاش, وعشان اكده انا جلت لو اتكلمت امعاكي بهدوء انك توافجه عيسى يتجوز ويجيب اخ لي صالح, هتوافجي على طول،عشان انتي بنت اصول وطيبه وحنينه مع الكل، واكيد مش عتبخلي على سعادة جوزك عيسي وسعادتي اني كومان؟
تلاشت ابتسامه فرحه وتحولت الى صدمه, لتكمل عديله قائله بحذر:
- اوعى تفكري ولا يچي في عجلك بس لو وافجتي ان عيسي يتجوز وطلبتها انتي منه بنفسك؟ مش عيبجى ليكي بالعكس عتفضلي انتي ست الدار ديه كليتها برضه ديه حتي ممكن اجول لعيسى يسكنها بره الدار ويسكنها في دار ثانيه وما تشوفهاش خالص ولا تحسي انه متجوز من الاساس عليكي، ايه رايك يا فرحه؟
تنهدت فـرحـه بضيق مكتوم لتقول متسائله ببرود: -رايده اللبن بعسل النحل كيف كل مره على الفطار ولا رايده حاچه ثانيه معاه يا مرت عمي
عقدت حاجبيها بدهشة متسائلة بغيظ :
- فطار وعسل ايه دلوج انتي مركزه في اللي انا بجوله ولا شكلك انطرشتي
نظرت فرحه متحدثه اليها باستفزاز: هو انتي ما تعرفيش يا مرات عمي اصل الحديد اللي مش بيلد عليا بيدخل من ودني دي ويخرچ من الودن التانيه ولا اكن سمعت حاچه من الاساس؟ كيف الهوى اكده في الچو مش بيتشاف ولا بيتسمع؟
جزت علي اسنانها بعنف هاتفه بضيق شديد:
-خابره انتي امك الله يرحمها ما كانتش طيبه لا دي كانت حربايه وبتعرف تتحلب على الناس وانتي ما شاء الله طالعه كيفها بالضبط؟ بچي انا عماله اتحدد امعاكي واجول ممكن دماغها تلين وتطلع بتفهم
امسكت فرحه ضفيره من شعرها الذهبية للخلف ظهرها لتقول بعدم مبالاة مصطنعه :
- الله يسامحك يا مرات عمي الشتيمه مش بتلزج؟
صاحت عديله بحده قائله بعصبية :
- جومي فزي من جدامي يا بت, يلا بلا حرجت دم وابجي تعالي تفي على قبري يا فرحه لو عيسي ما عملهاش واتجوز عليكي, او مش بعيد يكون عملها اصلا ومتجوز عليكي ماشي يا بت فاطمه
تطلعت فرحه اليها بغضب وصمتت لتكمل عديله قائله بغيظ: ماشي يا فرحه
دخل عيسي من باب السرايا في حين كانت فرحه تهتم بالرحيل ليقول عيسي: سلام عليكم
أشارت فرحه باليد له بمعني أهلا بضيق ورحلت عقد حاجبيه متسائلا باستغراب: هو في ايه؟
عديله بحنق:
- سيبك منها وتعالي اجعد جنبي احوالك بجيلها كام يوم مش عجباني هو انت صحيح في العزاء انت واخواتك اتخانجتوا مع دياب
جلس عيسي بجانب والدته وقال متنهدا :
- مش عارف ميتي بس دياب عيفتح عينه على الحجيجه صعبان عليا جوي ياما, دياب مش وحش هو بس مضحوك عليه وفاهم غلط؟ بسبب سوء تفاهم وانا نفسي اوضح سوء التفاهم ديه
صاحت عديله بغضب وقالت:
- وانت مالك وماله جال على راي المثل اكل مسني واعيش مهني، ولا كبابك اللي قتلني
هز راسه هاتفا بياس:
- ياما دياب كان بالنسبه لي اكثر من اخ مش ابن عمي وبس يصعب عليا و وجعني اشوفه اكده معمي على الحجيجه
لوت عديله شفتها بسخرية هاتفه بحده:
- هو احنا اللي خلنا معمي على الحجيجه يا عيسى اللي بيشيل قربه مخرومه بتخر عليه وهو اللي اختار الطريق ديه ما حدش غصبه؟ وريح نفسك مهما تجعد تنصح فيه مش عيصدجك عشان هو خلاص مش نفس دياب ابن عمك وصاحبك كيف زمان وكيف ما جلتهالك جبل سابج ديه واحد ثاني رايد الشر ليك وبس
صمت عيسي بضيق وحزن علي صديقه, ليدلف جلال من باب السرايا فمن الواضح بأنه كان ينام خارج المنزل الليله ولا يعلم ماذا حدث, قائلا:
-سلام عليكم
لتقول عديله متسائله باستهزاء:
- يا اهلا بالموكوس الثاني يا فرحتك بعيالك يا عديله واحد عمال يچري ورا واحد مش يتمنى له غير الشر ويجول لى ابن عمي والثاني مختوم على قفاه ومش داري مراته فين
عقد جلال حاجبيه متسائلا بحده:
- في ياما بتجولي ايه, تجصدي مين بالحديد ديه
-جصدي انت يا ماله بختي؟ انت كنت فين من امبارح كنت بايت فين و مش دريان الهانم مراتك خدت شنطتها وسابت الدار في انصاص الليالي؟
اتسعت عيني جلال بصدمه وهتف بغضب ناري: -نـعـم, اسيف سابت البيت؟
***
في فيلا احمد السيوفي علي طاوله الطعام وقت الافطار اقتربت ثريا بتردد تجلس بجانب زوجها قائله:
-صباح الخير يا احمد
نظرت هايدي ابنتهم اليهم بحزن لاجل خصمهم منذ زفاف اسيف, وضع احمد معلقه الطعام بحده قائلا:
- هو انا مش قلتلك ما لكيش دعوه بيا وما تتكلميش معايا بعد كده
تنهدت ثريا بضيق شديد وقالت:
- في ايه يا احمد هتفضل تعاملني بالطريقه دي لحد امتى؟ هو انا عملت ايه لكل ده عشان مخاصمني بالشهور كده كل ده عشان الهانم بنتك طب هو انا كنت قلت حاجه غلط يعني؟ ما انتي ما كنتش شايف حالتك كانت عامله ايه بسببها وهي ولا بترد عليكي ولا تعبرك بالعكس بتتعبك اكثر
احمد بغضب :
- بنتي وانا حره معاها يا ثريا بس ده برده ميدكيش الحق انك تقولي عليها مش متربيه وانا ما عرفتش اربيها
ثريا قائلة بندم:
-انا اسفه ما كانتش اقصد انا قلتها ساعه غضب كنت متنرفزه منها اوي بسبب الحاله اللي انت كنت فيها لما كانت مش بترد عليكي من ساعه جوزها ومحملك ذنب اللي هي فيه
هايدي بترجي:
-خلاص بقى يا بابي سامحها عشان خاطري هي ما كانتش تقصد
صمت احمد لحظه وهو يفكر وكاد أن يتحدث استمع الي صوت ابنته اسيف كانت تنزل علي سلالم الفيلا قائلة بابتسامة عريضة:
- صباح الخير
التفت اليها الجميع بدهشة وتعجب كبير من اي اتت نهض احمد قائلا بصدمه:
-اسيف انتي هنا من امتى؟ وجيتي ازاي؟
جلست على طاولة الطعام تاكل بلا مبالاة:
- جيت امبارح بالليل بس لقيتكم كلكم نايمين ما رضيتش اصحيكم هو انت صحيح كنت بتزعق ليه يا بابا صوتك كان عالي
احمد بغضب:
- سيبك من صوتي وفهميني ايه اللي خلاكي تسيبي بيت جوزك في وقت زي ده هو انت لسه ذي ما انتي تصرفاتك متسرعه و مش بتفكري
اسيف بعناد:
- انا ما عملتش حاجه غلط وكان لازم اسيب البيت في اقرب وقت, انت ما تعرفش اللي حصل هناك بسببهم
احمد بحده:
- تتصلي بيا وتقولي لي وانا هتصرف ,وعلى كده جوزك يعرف انك هنا, ولا كالعاده مش بتاخذي اذن حد
اسيف بعدم اهتمام:
-لا ما يعرفش
جز علي اسنانه بحده وقال بصرامه:
-هتفضلي طول عمرك متهور يعني تخرجي من غير اذن جوزك وتقولي لي مش غلطانه واكيد سبتي البيت لسبب تافه واتلككتي طبعا
نهضت اسيف بانفعال:
- انا ولا متهوره ولا بتلكك بالعكس انا سكت كتير ومش بيرد على قله ادبهم معايا هناك, وعديت حاجات كثير شفتها هناك منهم بس لحد يمد يده عليا اهي دي اللي مش هسكت خالص
احمد بصدمه وهتف بحده:
- مين ده اللي مد ايده عليكي؟ جلال؟
ربعت يديها امام صدرها لتقول ببرود:
- ايوه هو الاستاذ اللي انت جوزتهلي جلال وقبل ما تقولي انتي اللي عصبتي ولا اتلككتي انا استحملت امه إللي كل شويه عمال تحدفنى بكلام زي الدبش وبسكت ومش برد حتى كمان وصلت للهانم بنت خالته صفيه برضه كانت بتقل ادبها عليا وكنت بسكت وبعدي كتير وكل ده من غير سبب ولا عملتهم حاجه، وحتى لما البيه جلال مده ايدي عليا على كنت قاعده في الاوضه لوحدي وما عملتش حاجه, بس الهانم أمه قومته عليا والفت كلام ما قلتهوش والبيه اللي المفروض جوزي صدق على طول بدل ما يسالني حتى الاول؟
تنهد احمد مجيب:
- برده غلطتي لما سبتي بيتك من غير اذن جوزك على العموم انا هتصل بي وافهم منه اللي حصل
جلست على الطاولة مره اخرى قائلة بجدية:
-اعمل اللي انت عاوزه مش فارقه معايا بس في النهايه تطلب منه حاجه واحده بس ان يطلقني
شهقت ثريا قائلة :
-طلاق ايه بس يا اسيف؟
صاحت اسيف بغضب مكتوم:
- خليكي في حالك وما تدخليش في اللي مايخصكيش ما انتي ليكي حق من انتي السبب في الجوازة دي من الاول
ثريا بضيق:
-انا ما ليش دعوه بجوازك واتكلمي معايا كويس انا قد امك مش عيله صغيره بتلعب معاكي
تجاهل احمد بضيق حديث ثريا وقال بنبرة حادة: -طلاق ايه انتي لسه متجوزه عشان تطلبي من اول مشكله الطلاق؟ قلتلك سبيلي الموضوع وانا هتصرف
رحل لداخل المكتب وبعده ثريا الي فوق, عقدت حاجبيها متسائلة بشك:
- هو مال امك وابوكي متخانقين ولا ايه؟
تنهدت هايدي مجيبه بحنق:
- اسيف مش وقت شماته دلوقتي عشان خاطرك كفايه اللي مامي في بسببك عشان ما كنتيش بتردي علي بابي من وقت جوازك وهي اتعصبت وهو زعل من كلامها بسببك
تطلعت اسيف فيها بحده قائله باستفزاز:
- مممم زعل من كلامها معني كده انها قالت حاجه مش لطيفه عليا؟ بس والله كويس طلعت بتحس زينا اهو
نهضت هايدي بعصبية:
-اسيف اتكلمي على مامي كويس مامي طيبه مش بتعمل حاجه لحد وحشه مش عارفه ليه دائما بتكرهيها من غير ما تعملك حاجه
ابتسمت اسيف بسخرية هاتفه:
- مامي خطافه الرجاله بقيت طيبه والله ضحكتيني هي في واحده تخطف راجل من مراته وبنته وتبقى طيبه وحنينه؟ تؤ تؤ ما ينفعش طبعا يا هايدي يا حبيبتي؟
ثم تلاشت ابتسامتها وتحولت لغل: -اتكلمي علي حاجه تكوني عارفاها كويس بعد كده يا شاطره هي اه معملتش حاجه بس عملت لاقرب حد لي حاجات كثير؟
جزت هايدي علي اسنانها بغيظ ورحلت من امامها بغضب شديد
***
اغلق جلال الهاتف بغضب وقال:
- الهانم سابت البيت وراحت عند ابوها و هو عاوزني اجي عشان نتكلم هو لي عين يتصل اصلا و بنته سابت البيت من غير اذني؟ مش كفايه قله ادبها معايا
هتفت صفيه بلهفة:
- اوعى تروح ليها يا چلال وسيبها هناك في دار ابوها لحد ما تتربى
عديله بجدية:
-يروح فين هو انت ممكن تروح تجيبها بعد اللي عملته يا چلال, اياااك تروح سيبها هو حد كان طردها من الدار ولا جالها امشي,هي اللي مشيت بمزاجها
جزت فرحه علي اسنانها بغيظ منهم ليقول عيسي بنبرة حادة قائلا:
- بــس خلاص ما حدش يدخل نفسه في اللي ما لوش فيه, وانتي يا صفيه روحي دلوج على دار ابوكي
نظرت الى الجميع باحراج و بغيظ مكتوم نهضت للخارج, لتقول عديله بحده:
- استني يا صفيه خديني امعاكي
نظر عيسي الي رحيل والدته للخارج وهتف عيسي بجدية:
- انت مديت ايدك علي مراتك فعلا يا چلال من ميتى واحنا بنمد ايدينا على حريم ولا بنضرب ستات
ابعد عينه جلال عن اخيه باحراج وقال:
- ما ضربتهاش يعني بالمعنى يا عيسى, ده انا يدوبك شدتها من شعرها بس, عشان تعمل كل الهوليله دي وتسيب البيت؟ وبعدين ما هي اللي ابتدت من امبارح عمال تنرفز فيا وتعصبني وانا عمال افوت لها كثير, وفي الاخر راحه تقول قدام امي وصفيه ان انا ملزمهاش ومش قادر عليها.
صاحت فرحه بحده قائله بغيظ:
- لا ما هو الظلم وحش بجى واني مش جادره اسكت لحد اكده؟ مراتك يا چلال ما جالتش كده بالحرف, هي جالت انك لو ما سمعتش حديد امك وما صدجتهاش تبجي ما تلزمهاش؟
جز جلال علي اسنانه بغضب وقال:
- فرحه ما تحاوليش تدفعي عنها, امي اكيد مش عتكدب وتالف حاچه هي قالتها
فرحه بحده: -لا غلط يا چلال مش ديه اللي حصل واسمعني زين بجى
نظر لها كل من عيسي وجلال باستغراب و باهتمام واكملت فرحه:
- هي ما جالتش اكده من جليل, وامك والست صفيه مستلمينها من اول يوم جواز معامله وحشه و حديد عفش وتجطيم في الرايحه والچايه والشهاده لله هي ما كانتش بترد في الاول و فوتت كثير جوي ليهم بس لكل صبر حدود بجي و هما جابوا اخرها خلاص؟ حتى كلمه ما يلزمنيش دي؟ ما قلتهاش كيف ما امك فهمتك، هي جالت لو صدج حديد امه يبجى ما يلزمنيش؟
صمت جلال بصدمه وهتف عيسي بجدية:
- و اللي دخل امك في الحديد ديه وصفيه كومان؟ ما تفهمني الموضوع كله يا چلال
اطلق زفرة عميقة وتمتم بحنق غاضبا:
- حصل اللي حصل خلاص, بس ده برضه ما يديهاش الحق تمشي وتسيب البيت في وقت زي ده من غير اذني؟ مش هي مشيت خليها تشوف مين بقى اللي هيرجعها, خلاص ما بقتش عاوزها وفاض بيا بمشاكلها .
***
في مكتب دياب حماد الجبالي جلس صلاح امامه ضاحي وقال بابتسامة عريضة:
-ما صدجتش نفسي لما اتصلت بيا بس يا رب يكون اللي في بالي صوح
هز دياب راسه هاتفا بخفوت وهو شارد الذهن:
-ايوه هو يا عمي, اللي نفسك يحصل من زمان
اتسعت أبتسامتة بمكر ليقول بسعاده:
- ايوه اكده اخيرا هننتجم لي ابوك الله يرحمه
هتف ضاحي بغضب :
- شوفت ولد المركوب عيسي قال ايه لدياب؟ جال له مستعد اديك جرشين وننهى الخلاف اللي ما بينا مستنيين حسنه منه ولاه بنشحت منه اياااك
قال صلاح يزعل مصطنع:
- تؤ تؤ ملوش حج صوح؟ ناوي على ايه يا دياب يا ولدي؟
تنهد دياب مجيب بتردد وحذر:
- نفذ اللي اتفجنا عليه زمان واني رفضت يا عمي صلاح، بس من غير نجطه دم واحده فهمني يا عمي
صلاح بخبث هاتفا:
-عيني يا ابن حماد يا ولد الغالي ,ما تجلجش عنفذ اللي اتفجنا عليه بالحرف الواحد و من غير نجطه دم واحده كومان
***
بـعــد اســـبــوع، بـداخل كـافـيه
قال مصطفى بصدمه:
- نعم انتي بتهزري يا اسيف سبتي البيت وطالبه الطلاق
تطلعت اليه بعينيها الذهبيتين الواسعتين متعجبة من صدمه هاتفه:
- ايوه امال عايزني بعد اللي عمله فيا افضل على ذمته
بينما تسأل وهو يتطلع اليها بامتعاض:
-هو كان حصل ايه لكل ده، كل ده عشان سمعني وانا بتكلم معاكي؟ تقومي سايبه البيت؟ بصراحه يا اسيف هو معاه حق وانتي مزوداها اوي
عقدت حاجبيها مستنكرة حديثه وزمجرت:
-افندم هو ومين اللي معاه حق هو انا كل ما احكي لي حد يقولي هو معاه حق وانا اللي غلطانه بقول لك مد ايده عليا ده غير الست والدته اللي مطهقاني في عيشتي هناك، وتقول لي معاه حق انت معايا ولا معاه
هتف مصطفى بهدوء وقال موضح:
- يا اسيف انا مع الحق هو عشان انتي صاحبتي بجد وخايف عليكي لازم انصحك،اي واحد مكانه هيسمع مراته بتكلم واحد حتى لو كلام عادي اكيد هيعمل اللي عمله، وكمان هو ما يعرفنيش ولا يعرف عني حاجه، ماشي معاكي حق انه غلط لما مد ايده عليكي بس اكيد ده كان رد فعل غصب عنه وقت تسرع وعصبيه
استفزها صدقًا فهدرت بحدة:
- برده ده ما يدلوش الحق ان يمد ايده عليا هو فاكر نفسه مين عشان اسكتله
قال مصطفى مرادفا:
- فاكر نفسه جوزك يا اسيف انتي مش عاوزه تقتنعي لحد دلوقتي انه جوزك ولي الحق في كل اللي بيعمله
لتردف اسيف بنبرة مغتاظه:
- اه جوزي بالغصب
قال وهو ياخذ نفسًا عميقًا بهدوء قاصد فهو يعرفها جيد:
- يبقى بتتلككي بقى عشان تسيبيه ومش مسألة مد ايده عليكي ولا حاجه
اضطربت و أبتعدت عن عينيه قليلًا متسائلة بغيظ وعناد:
- مين قال لك كده انا متعصبه لحد دلوقتي ومش عارفه ازاي سمحت لي يعمل كده معايا بس ماشي كله باوانه وانا مش هسكتله بعد كده على اي حاجه
***
ركض، و ركض، في اخر الليل وهو يركب ذلك الاصيل الضخم الاسود اللون وكان العقل والقلب والروح شاردة الي مكان بعيد وهو مكان الشــوق مر اسبوع واحد فقط وكانه زمن وعمر طويل ولم يرى غابات عينيها الخضراء الذي ضاع فيها وشعر انه فقد فيها شيئا لم ولن يستعيده ابدا منذ ان راها؟ لكن العناد امتلكه بشده هو لم يخطا في شئ معها حتي تذهب، بل هي من اخطات وكثير، يريدها وبشده يعترف ، بهذا لكن كبرياء يمنعه؟
وقد ترجل من فوق فرسه العربي الاصيل الضخم الاسود اللون, وقد وقف في فسحة خضراء على تل مرتفع يشرف على البلدة,
فقد صعد الى غرفته ليبدل ثيابه قبل ان يتجه من فوره الى الاصطبلات ليصعد فوق عشق فرسه الأصيلة ليقوم بنزهة طويلة معها, كي يخلو الى نفسه ويتخلص من تلك الانفعالات التي تمور في صدره, فكما هو اشتاق اليها والي ملامحها, فهو من النادر ان يغضب او ينفعل مهما حدث, وحدها تلك الشيطانة الصغيرة التي منذ ان وطئت بقدمها الي قلبه و اصبح عاشق متيم؟
- مالك يا چلال مش جايلك نوم ولا ايه؟
القى عيسي بسؤاله الى جلال الذي وجده يقف في الحديقة الواسعة المحيطة بالقصر تحت شجرة باسقة لمح اخيه من فوق النافذة ونزل له
انتبه جلال الى شقيقه فالقى اليه بنظرة عابرة قبل ان يعيد عيناه الى الاعلى حيث يشاهد النجوم التى تلمع في السماء وكانها الماسات تلمع فوق غطاء اسود , اجاب جلال بهدوء:
-ما جانيش نوم جولت اتمشى في الهوا شويّْ اقترب منه عيسي واسند ذراعه على جذع الشجرة بجواره وقال بابتسامة صغيرة:
- وشيخ الشباب ايه اللي طير النوم من عينه؟ ايه وحشتك مش اكده؟
التفت اليه جلال بصدمه وهرب من السؤال الذي لا يعلم هو نفسه اجابته وقال بحده:
- هي مين دي اللي وحشاني؟
اجاب عيسي بهدوء: مراتك؟
زفر جلال بعمق ونظر اليه وقال بهدوء غريب عليه:
-رايد مني ايه عيسي سبت فرشتك ونزل ليا ليه؟ اطلع انعس احسن و هملني في حالي يا ولد ابوي, انا ما فيش حد واحشني مش هي اللي اختارت الرحيل مع السلامه والقلب داعيلها
قال عيسي وهو يربت على كتفه بابتسامة حانية: خلاص, جلبك ابيض يا چلال, ما تزعلش اكده وتكبر الموضوع وهو ممكن يتحل بمجرد زياره لابوها, ولو رايدني اچي معاك اني مستعد؟
اكمل عيسي بضحك خبيث:
- بدل ما هي مطيره النوم من عينك اكده و مخليه حالتك واعرة جوي
تمتم جلال نفسه وهو يتذكر ملامحها التي ضاع فيها وشعر انه فقد فيها شيئا لم ولن يستعيده ابدا, او تذوق طعم الراحة من بعد رحيلها قال بهمس: -امطيّرة النوم من عينيه بس ديه روحي كومان كانها مش معايا, وخذتها معاها وهي ماشيه من اهنه
نظر اليه عيسي بعدم تصديق وهتف بضحك:
-يا ولد ابويْ رحت فين تاني؟ لاه لاه, اكده المسالة واعرة جوي, انت للدرجه دي وجعت
زفر بحنق وقال بصوت عالي:
- وبعدهالك يا عيسى مالك ومالي عاااد, هملني احسن و روح انعس و مالكش صالح بي انا ععرف احل مشاكلي زين لحالي
تنهد عيسي قائلا بهدوء:
-طب براحتك اعمل اللي لادد عليك, بس بعد اكده ما تتسرعش في حديد امك يا چلال امك بتغير من مراتتنا جوي, مش جادره تصدج لحد دلوج الرچاله اللي قعدت سنين تربى فيهم طول عمرها بيروحوا من حضنها لحضن واحده ثانيه في ثانيه اكده, حتى اني كل يوم والثاني واني راچع من الشغل تجعد تجول لي لسته مشاكل جد اكده عملتها فرحه.. فكره فرحه عملت حاچه صوح ولا حتي بصدج؟ لاه هي دي غيره منها بس
ابتسم عيسي بحب مكمل:
- ولله امك عامله كيف العيله الصغيره عشان اكده ما تهتمش بحديد امك وجلها حاضر ونعم و فهم مراتك اكده كومان عشان تعيش مرتاح كيف ما اني عملت مع فرحه, بس شد حيلك يلا ورجعها؟
لمعت عيناه ببريق عزم وتصميم:
- هرجعها والمره دي مش هخليها تمشي وتروح من بين ايدي ثاني؟
***
في نفس الوقت ونفس العيون الساهرة في النجوم والسماء الصافيه, تنظر منها من نافذة غرفتها وهي تلك المتمردة اسيف .
استقلت على سريرها وعقلها يلتطم بعدة امواج مهلكة ولكن جلّ ما يسيطر عليها لماذا لم يتصل بها جلال حتي الان او حتي اهتم بسؤال عنها واحد فقط عن طريق والدها؟
لا زال لم يتصل بها منذ ان رحلت من السرايا؟ هل من الواقع ان قد مل منها؟ هل ربما يريدها ان تتصل هي به بعد كل ما دار بينهما ليلة رحيلها؟ قضمت شفتها السفلى بتفكير ؟
طيلة الليله اخذت تفكر باختفاءه الغريب ،هناك شيء غريب لماذا لا يتصل بها؟ ما خطبه؟ او ما خطبها هي؟ لا تنكر بانها اشتاقت الي اسلوبه الحلو وحديثه المعسل معها طول الوقت حتي اذا كانت هي من اخطات؟ و نظراته اليها ايضا كانت تشعرها بانها اكثر انثي محظوظة في هذا العالم كله؟ كانت تتوقع انه سوف ياتي اليها مسرعا مهما حدث؟
لكن الان يتجاهلها بطريقة غريبة قاسية وهو الذي ينتظر منها كلمة واحدة جميلة ، متوجسة هناك شيء قد حدث لا بد؟
كانت تود تجاهله رغم غيظها من تصرفاته؟
اين العشق الذي كان يتحدث عنه اليها؟
اهو مخادع مثل ما قالت والدتها لها منذ زمن؟
تفاجأت حينما تسال عقلها اتتصل هي به؟
تطلعت الى الهاتف بعينيها الواسعتين متعجبة من اسلوبها المثير للشفق هذه ليس هي اسيف، العناد والكبرياء الذي يتعلم منها خضعت بهذه السهولة؟
ابعدت عينيها عن الهاتف سريعا وهي تعاتب نفسها بشده؟
تبًّا له حقير محال وقعت الي طريقه المثيره معها كان في الليلة الماضية يخبرها انه يعشقها ومستعد علي فعل اي شيء لاجلها؟
ابتسمت بسخرية علي تفكيرها التي وصلت ل معه .
***
في منزل دياب, كانت تجلس فرحه مع جميله التي كانت منذ نصف ساعة تتحايل علي فرحه الصغيره بالطعام لكنها رفضت وتركتها للخارج وكزت فرحه جميله في خصرها فمالت تلك الاخيرة عليها، همست تسالها:
- هي ما لها البت ديه يا چميله عماله تتدلع اكده ليه في الاكل؟ سيبك منها وبطلي منهدى, لما الچوع يجرصها عتيجي تاكل غصبا عنها
تنهدت جميله بزعل واجابت:
- اصلها زعلانه مني يا فرحه؟ عشان طلبت منها من اسبوع تنام جنب اختها
تساءلت فرحه باستغراب:
-وهي كانت بتنام فين جبل سابج
قالت جميله بتلقائية:
- كانت بتنام جنبي انا و دياب, من ساعه لما اتجوزنا, بس دياب قال لي اتكلمي معاها و خليها تنام جنب اختها ومن ساعتها زعلانه مني
عقدت فرحه حاجبيها بدهشة متسائلة :
- بتنام جنبكم من ساعه لما اتجوزته
جميله بعتاب:
- ايوه ده كله من دياب, مش عارفه ليه مش عاوز اسيبها تنام جنبنا ,دي انا اما صدقت البنات ياخذوا عليا هيرجعوا يشيلوا مني ثاني
فرحه بعدم تصديق وساخرا:
- لا بصراحه ما لوش حج, انتي هبله يا بت يا چميله؟ ولا بتستعبطي؟ انتي متاكده يا بت انتي كنتي متجوزه جبل دياب
جميله ببراءة:
- ايوه كنت متجوزه ومات الله يرحمه, بس ده ايه علاقته بكلامي؟ ما تتكلمي معاه انتي يا فرحه قولي لاخوكي يسب فرحه تنام جنبنا انا مش متضايقه منها, بس مش عايزها تزعل
نظرت فرحه حولها بتفحص عن شئ ما, تساءلت جـميـله باستغراب:
- بتدوري على ايه عاوزه حاجه؟
قالت فرحه بغضب:
- بدور على حاچه افتح بيها نفوخك واني كنت باجول ما فيش اغبى من البت صفيه اتاري فيه يا اختي وجاعده جدامي اهو
جميله بتعجب:
-و انا عملت لك حاجه عشان تشتميني يا فرحه دلوقت
فرحه بغيظ شديد:
- يا غبيه يا ام مخك تخين كل ديه ومش فاهمه؟ والله الراچل لازم يجولها لك اكده دبش في وشك؟ ولا انتي استحلتيها عشان ساكت؟ يعني مش فاهمه رايد ايه منك
احمر وجهها خجل وقالت بتردد:
- مش متاكده يعني
هتفت فرحه بحنق قائله:
- لاه ده اني لازم احدفك بحاچه بجد, صحيح العقل زينة حتى لو كان في بهيمة؟
أردفت جميله بضيق:
- الله يا فرحه بقى
تساءلت فرحه بحنق قائله:
- ولما يرچع من بره و يلاجي البت فرحه نائمه جاركم بيعمل ايه؟
قالت جميله بخفوت:
- بيقلب وشه ويبصلى اوي ويسكت
تنهدت فـرحـه بضيق وقالت بحده:
- طب فتحي مخك معايا واسمعيني بدل ما الراچل يطفش ويسيبك ويزهج منك؟ اني مش خابره نسوان ايه دي؟ اللي مش عارفه تثقف نفسها .. امال الست امينه شلبايه تعبه جلبها ليل ونهار برامچ ليه؟
***
يتبع.