رواية دره القاضى الفصل الثالث عشر 13بقلم سارة حسن


 

رواية دره القاضى الفصل الثالث عشر بقلم سارة حسن

 
تداعب ييدها الكأس بشرود و سط الموسيقي العاليه والضوضاء الصاخبه من حولها.
اقترب منها شاب وبيده كأس به ماحرمه الله، قال طارق بلسان ثقيل آثر ثمالته:
-ايه ياهيام ياحبيبتي سرحانه في ايه 
نظرت له  هيام بصمت ثم لفت وجهها للجه الاخري بضيق ،اغمضت عينيها و اصدرت تنهيده خانقه محدثه نفسها.. 
هذا الذي باعت حسن لأجله، خانها لمرات لا تعرف عددها لم يترك صديقه لها الا وخانها معها، مع اهانتها بضربها اذا طلب منها المال و لم يجد واستغلالها من كافه النواحي النفسيه و الماليه وحتي الجسديه بطرق عنيفه و همجيه، مقارنته بحسن ليست عادله بالمره حسن صانها وحبها و وقف امام والده لأجلها، قدم لها كل شئ يملكه قلبه و ماله و رجولته معها،و هي لم تفعل سوي انها باعت الغالي بالرخيص و ماهي الا شئ اراد طارق الحصول عليه لغيرته من حسن ، و في النهاية ذاقت نفس الالم التي اذاقته لحسن و هي الخيانة. 
ردت عليه بعد الحاحه في السؤال فقالت هيام بضيق:
-ماليش ياطارق بس مصدعه فين ريم
اجابها طارق بتفحص لإحدى الفتيات:
-ريم هناك اهي 
تركته و اتجهت لصديقتها علي احدي البارت قائله لها وهي تجذبها من ذراعها:
-ريم عايزاكي 
تسائلت ريم بفضول :
-مالك  يا هيام 
اجابتها هيام بعد ان جلست و تجرعت كأسها بأكمله:
- انا شوفت حسن 
- حسن؟ فين 
اجابتها وهي تطرق باظافرها الملونه بلون الاحمر القاني علي الطاوله :
-قابلته صدفه و لما سالته ازيك قالي مافتكرش اننا اتقابلنا قبل كده نكر انه يعرفني اصلا ياريم
ردت عليها ريم بسخريه وهي تأكل احدي التسالي بلا مبالاه:
-و انتي كنتي مستنيه أيه ياخدك في حضنه بعد اللي عملتيه فيه مثلا ، بصراحه برضو اللي عملتيه فيه ماكانش شويه 
هتفت هيام بضيق و قالت :
-عارفه ياريم عارفه، انا بضرب نفسي بالجزمه اني عملت كده، انتي ماتعرفيش طارق دخل عليا ازاي و اترسم وانا زي الهبلة صدقته و طلع واطي بعت الغالي بالرخيص اوي ياريم اوي، و حسن ماكنش يستاهل مني كده ابدا 
قالت ريم  وهي تتجرع نخبها :
-و انتي هاتعملي ايه يعني سيبي طارق مادام مش مرتاحه معاه 
بضحكه مستهزءه اجابت صديقتها:
-و انتي فكرك مافكرتش فكده بس عمره ماهيطلقني عشان الفلوس والمنظره
-يعني عايزه ايه دلوقتي ياهيام طلعيه من دماغك بقي
شردت هيام  و قالت بخفوت:
-مش قادره مش قادره ياريم نفسي يرحعلي تاني و اسيب طارق و ابقي معاه
-انتي عايزه ترجعيله وهو؟ 
قالت بأمل :
-مش عارفه بس هحاول يمكن لما اظهر تاني في حياته افكره بزمان، حسن كان بيعشقني مستحيل يكون نسيني خالص كده 
ونظرت لاامام باصرار :
-هارجعه ليا تاني مش هلاقي زي حسن أبدا 
.................. 
خرجت من منزلها  و اغلقت البوابه من خلفها،تبحث بعينيها عنه و لم تجده بمكانه في الورشه،كان هو ينظر لها من بعيد و ابتسم لبحثها عنه ،تحركت دره عده خطوات تستكمل طريقها و لكن حثها قلبها علي النظر للخلف و فعلت و وجدته واقف واضع يديه في جيب بنطاله وعينيه عليها فاقترب هو منها وقال حسن :
-صباح الخير يادكتوره
اهدته ابتسامه رقيقه فأشرق صباحه :
-صباح النور ياحسن
ابتسم لها حسن و تسائل:
-احسن النهاره 
اجابته وهي تومئ برأسها مبتسمه ،:
-اايوه الحمدلله
اقتربت منهم شهد تعدل من حقيبتها مسرعا ، و عندما شاهدته هتفت شهد بمرح :
-ازيك يابو علي
ضحك حسن بصوت عالي و قال :
-كويس ياشهد انتي عامله إيه 
قالت بإيجاز :
-تمام ،يالا بقي يادره هانتأخر
تسائل بفضول :
-تتاخرو علي ايه
اجابته شهد بأستفاضه :
-أبدا ياسيدي رايحين نشتري شويه حاجات اخييرا ست دره فضيت و رضيت عليا و هاتيجي معايا
اجابتها دره بحنق:
-انتي اللي زنانه
شهقت شهد بغرور:
-انا ده انا نسمه و كيوت 
نظر لها حسن محدثآ لنفسه(ماجمع الا اماوفق)
جذبتها دره من ذراعها :
-طب يالا ياكيوت 
والتفت الي حسن قائله :
-سلام ياحسن 
تابعها بعينيه حتي ابتعدت عن انظاره، منسجمآ مع دقات قلبه المتسارعه بحضوره حتي اختفت عن انظاره:
-هاتعملي فيا ايه يابنت سعد الحكيم 
............ 
بعض مرور عده ساعات و حسن و سيف منكبين علي بعض الاوراق والاعمال انتفض سيف فجاءه  و قال دون مقدمات 
-حسن انا عايز أتجوز 
رفع حسن حاجبيه  في تفاجئ ونظرة الغريبه ثم ضحك قائلا:
-تتجوز مره واحده 
اكد اليه سيف وقال باصرار:
-ايوه عايز أتجوز مره واحده فيها حاجه دي
-لا ياسيدي مافيهاش حاجه و طبعا عارفين مين ست الحسن و الجمال 
التمعت عينيه وبريق المرح بعينيه :
-اااه ياحسن هي اللي مجنناني عايز الحقها قبل ماتتخطف مني
-خلاص ياعريس نروح نخطبهالك 
-بجد ياحسن ،طب و انت مش ناوي و لا ايه 
ببسمه هادئه اجابه حسن :
-ادعيلي ياسيف 
-ربنا يفرحك ياصاحبي
ثم دخل احدي رجاله وقال:
-ريس حسن في ناس عايزينك بره
أجابه حسن و قال 
-طيب جاي
خرج حسن ثم تسمر مكانه عندما رأها مستنده علي سيارتها تتابع الماره ببرود وتكبر ، ملابسها  كما هي لم تتغير تظهر مفاتنها بسخاء علي الموضه دائما. 
اقترب منها حسن و وضع يديه في جيبي بنطاله وبنظره استعلاء قال:
-خير
التفتت له هيام وبعينين متلهفتين هتفت :
-حسن ازيك
كرر حسن جملته بجمود:
-قلت خير
بصوتها المغوي اقترب منه خطوه زاحده:
-خير ياحسن انت وحشتني اوي
صمت قليلا و فجائها بضحكته العاليه، و اقترب منها اكثر ولكن ظلت المسافه بينهما اكثر من كافيه و قال بتهكم :
-لا والله وايه كمان
ارتبكت وظهر الضيق علي وجهها، ولكنها قالت هيام مبرره:
-حسن انا عارفه انك 
قاطعها بعينين حادتينن وصوتا مشددا علي حروف كلماته :
-عارفه ؟ عارفه ايه انا مش عايز اشوف و شك مش عايز حتي افتكر ايامي مع واحده زباله زيك 
استمرت هيام باصرار بصوتآ مترجيآ اقرب للتوسل اليه :
-لا ياحسن انا بحبك انا هيام ، اكيد ماكرهتنيش انا عارف انك غضبان وزعلان و كل حاجه بس انا هافضل احاول لحد ماتسامحني، انا بحبك يا حسن وماقدرتش اشوف راجل من بعدك ومش هبطل احاول ارجعك لحضني هاحاول كتير كتير اوي ياحسن 
و في الجانب الاخر، علي اول الشارع  دره و شهد بعدما انهو رحله التسوق و اتوا في نفس توقيت وجود هيام ليكمل حظ حسن العاثر. 
قالت شهد فجاءه:
-دره دره شوفي مين اللي واقفه هناك دي
نظرت دره مكان ما اشارت اليه شهد ، واتسعت عينيها بصدمه لاقتراب تلك المرأة من حسن و ملابسها المحدده لجسدها والتي توحي بالتأكي انها ليست من هذه المنطقه ،ضيقت حاجبيها بضيق وقد شعرت بسخونه تجتاحها. 
و قفت امامها سميه بترحاب قائله:
-دره شهد و حشتوني يااندال مش بتسالوا عليا 
اجابتها شهد بابتسامه وعينيه علي دره بترقب:
-سميه عامله ايه 
-الحمدلله مامتك عامله ايه دلوقتي 
-كويسه اتحسنت كتير
نظرت سميه لدره الساهمه في شئ ما خلفها :
-ازيك يادره
التفتت إليها دره من شرودها من المشهد المبتذل الذي امامها وقالت :
-كويسه ياسميه 
يالا ياشهد اتاخرنا علي ماما
....... 
التفت حسن برأسها الجهه الاخري نافخآ بضيق من تلك الضيفه الغير مرحب بها... 
ورأها حسن ،رأها مع شقيقتها قادمه اتجاه منزلها والذي يكون امامه مباشره،اغمض عينيه بنفاذ صبر عندما رأي نظراتها له ، 
نظرت هيام لما يتطلع عليه حسن وجدت فتاتين بيقتربوا منهم و واحده عينيها لم تفارق حسن و هو ايضا عينيه ثابته باتجاها... 
التفت حسن اليها قائلا بصبر نفذ وغضب:
- امشي من قدامي ياهيام دلوقتي انا مش طايق اشوق وشك، و اوعي تيجي هنا تاني 
وعاد بنظره لدره التي لم تعيره اي انتباه ودخلت للمنزل و اغلفت خلفها الباب بقوه
قالت هيام بتاكيد :
-ماشي ياحسن هامشي بس مش هاوعدك انك مش هاتشوفني تاني
واتجهت لسيارتها و قادتها لخارج منطقه القاضي،و عقلها يعيد مشهد عينين حسن لتلك الفتاه ونظرات الفتاه المعاتبه له
ضربت علي المقود بغضب بالغ صارخه :
-لا ياحسن مش هابعد ماحدش هاياخدك مني 
وبهياج صرخت:
-مين البنت دي مييين
مسدت شعرها بعنف وهي تقضم شفتيها بتفكير في حل او طريقه لتتقرب منه اكثر وستتكفل هي بصده و بروده معها،هيأ لها غرورها وثقتها الزائد ان ربما ببعض الدلال و الانكسار الزائد قد يخضع لها، نفخت وهي تعرف جيدا ان حسن ليس من الرجال الذين يأتوا بالاغواء... 
توققت بسيارتها تضرب باصابعها المقود في حركات رتيبه ثابته.،و عقلها يعمل بلا هواده حتي ابتسمت بجانب فمها و عضت علي شفتيها في خبث ، امسكت بهاتفها لاجراء مكالمه ما لبدء خطتها. 
يتبع
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1