![]() |
رواية انبض بقلب حبيبي الفصل الخامس عشر 15 والفصل السادس عشر 16 بقلم عائشة حسينالخامس والسادس عشر……… ارتجفت ابتسامة عمرو ليبدلها بترقب حذر وهمس مقتضب -شرط أيه… .؟ قطب يوسف جبينة بأسف ليسترسل بخبث -الفلوس والشغل مش بتاعي لوحدي ....ولازم اضمن حقهم… مضطر أسف اخد عليك ورق بيها همس عمرو بتردد -تقصد شيكات اومأ يوسف وهو يجيبه بنبرة باردة -بالضبط كده ..ارجو أنك متزعلش مني … انا طبعا مش هأذيكم بيها بس روتين . تنهد عمرو متحيراً ،مسح وجهه بكفه وهو يتطلع لللفراغ امامه بتخبط ،لفحهم الصمت لدقائق ليرفع عمرو رأسه ويجيب بقلة حيلة -تمام ....اعمل اللازم وأنا موافق…. وجاهز للأمضاء فأي وقت . غامت عينا يوسف بإنتصار غير معلن ،اطلق نظراته المتشفيه زخات وز خات ،صوب سهمه المسموم في خاصرتهم ليقيدهم ويتفنن في إخضاع المتمردة .وها قد فرد كامل سطوته واحاطها كالكنعكبوت… قبل أن يراجع عمرو نفسه… او يبدل قراره اخرج يوسف الاوراق وضعها امامه قائلا -اتفضل امضي… . ازدادت نظرات عمرو قتامة وهو يطالع اوراق قيده ،… رفع يوسف سماعة هاتفة وهو يثبت نظراته على عمرو قائلا باسلوب عملي -حول المبلغ الناقص من حسابي الخاص لحساب المجموعه وأعمل اللازم… اغلق بعدها الخط وترقب ردود عمرو الذي امسك القلم بتثاقل وخط على الاوراق بسرعة تناقض تشوشه وتخبطه… طفت ابتسامة يوسف وهو يتابع امتثال عمرو ووقوعه فريسه سهله . ....ليهمس داخله بعزم -إنتِ ليا ياقطة… ..مهما كلفني الامر *********************** وقف يمشطها بنظرات مشتعله… مابين رغبة وحنان … .عقد ذراعية وقترب متسائلا بإستنكار -بتعيطي ليه دلوقت… .؟ مسحت دموعها بأناملها وعدلت من جلستها ،هامسة وهي تخفض رأسها هرباً من نظراته -مفيش… . اقترب ببطء ورزانه ،جاورها على الفراش… ليهمس بعتب حاني -متزعليش… كنت خايف تعطلي الدكتورة .. هزت رأسها مع حركة كتفها كعلامة على التفهم ،ليجذب كفها ويعانقة بكفه قائلا بنبرة أكثر دفئاً -مش عايز اشوفك بتعيطي… عادت لتهز رأسها من جديد ،ليقبض على كفها ويديرها ناحيته قائلا بنبرة تقطر حنان -مش عايزك تزعلي لسفرها… وإلا كده هتحسسيني أني ماليش لزمة .. رفعت نظراته اللامعه برفض ،فيحرك هو انامله على خدها حركات دافئة متوشخه بنظراته الشغوفه… لاقتراب يريده . قشعريرة سرت في جسدها من أثر لمساته ،سهام عينيه اصابتها بالخنوع والاستسلام… ليقترب متسارع الانفاس يلهث خلف عاطفته… يضم حنايا شفتيها بين شفتيه يسحبها لعالمه ..محققا هدف طمح له ،… لكن هو ليس بالصبور… آنه متئلمة صدرت عنها ..ليخفف من حدة لمساتة المتحكمة… مستبيحاً بكفيه جسدها ..أصدرت شهقه ناعمة ابتلعها بتلذذ ليبتعد دون أن يترك لها المجال هامساً -أنتِ مراتي ياروكا… وكأنه بحاجه تذكيرها اكتساحه المصحوب همسه اشعل بذاكرتها رماد ذكرى حديثه عن احتياجاته ..فماهي إلا خادمة برتبة زوجة ..فعلام الدفاع والتمرد لقد وضع بنود ثفقته وهي قبلت… فالرفض والتعند او ربما الدلال… كلمات لاتنير قاموس رفاهيتها المظلم… استسلمت فاردة اشرع عشقها له ربما بذلك تهرب من أمواج ذلها العالية وتأنيب ضميرها الشرس… ذكرت نفسها بما لاتنساه هي معاقة… مثلها لا يحب ولا يُحب فلتتمتع قليلاً بلذة قربه دافنه حسرتها في رماد الضعف *************** القى جسدة المنهك على فراش والدته ،عيونه تعتنق سقف الغرفه بشرود… روحه منهكة بل غائبة يسير بلا هدي… يجتاز أيامة ببقايا رائحة مازلت عالقة بفراشها ووسائدها… تختنق انفاسه فيهرول ممسكا بمسبحتها التي بمداعبتها يسري الأمان والهدوء بنفسه… .... زاغت عيناه في صورة لمعذبته تعتنق ذلك السقف… ليدفن رأسه بالوسائد هرباً لكن ضحكتها تزحف لأذنه… فتلهب ذكراه… . دخول ياسين المتعجل جعله يهرب من كل ذلك عنوة ،باغته ياسين بنداء مرافق لنظرات متفحصه -حضرت الأكل يلا بقا… علشان ترتاح،شوية اعتدل سيف بجمود يحاود ملامحه… .رمق ياسين بنظرة طويلة لييشير له قائلا -تعالى ياياسين عايز اتكلم معاك . جلس ياسين بجانبه منتبهاً ،لكن هاجس يخبره بأن الأمر متعلق بالهاربه… زفر سيف بحرقة ليهمس وهو يحاول الهرب بعينيه من نظرات ياسين المدققه -أنا طلقت هنا… تنهيدة راحة متوشحه بهتاف عابث من ياسين -احسن حاجه عملتها… لم تطل ملامح الدهشه على سيف من رد فعل ياسين المفاجئ… فسرعان ماتدثرت دهشته بحقيقة أن تلك المدلله لم تعد تناسبه بعد هروبها وتجبرها…… هو لايريد واجهة لفترينته ..بل يريد زوجه تسير معه في طريقة كتفها بكتفه ،راضية قانعه متفهمة ،تتحدى مع الظروف وتتحمل ،لكن هي اثبتت عدم صلاحيتها لذلك… هتف ياسين وهو ينهض -البنات عشرة وشنطة بجنية بلا وكسه . اخرجه ياسين بمزاحه وأحال عبوسة لضحكة مستمتعه… فوحده القادر على تبديد حزنه بضحكة صافية… . نهض سيف واتجه مع ناحية الطعام ،تناول القليل قائلا بثبات -عمرو كلمني وعايز رقم أدهم… لأنه عايز يخطب أيمان،. زفرة حانقة صدرت عن ياسين ،ليتدارك سيف الأمر قائلا -عمرو كويس… الي حصل بيني وبين أخته مش مبرر نرفضه ..كل شئ قسمة ونصيب ابدى ياسين عدم اقتناعة بالحديث لكن سيف خفف من وتيرة انفعاله بحيرة -كنت ملاحظ ذبذبات بينهم وحقيقي مش عايز اظلم حد فيهم… وهنا هي الي طلبت الانفصال وانا وافقت…… هما ذنبهم ايه… .؟ هز ياسين رأسه ساخراً -حتى لو موافقتش… عمرو هيوصل لأدهم… والمصالح بتتصالح… أنا اتعودت محدش يهتم بمشاعرنا وكيفت نفسي على كده… . تنهد سيف بحزن لما آل اليه حال ياسين ،ليبتسم مغيراً الحديث -لما تكلم علي اشكرهولي… . لمعت عينا ياسين ليهتف بصخب -بقولك أيه ..عارف المحل الي فالعمارة الي جنبا.. اومأ سيف بفهم ليردف ياسين بحماس -أيه رأيك نتأجرة ونعمله مكتبه وتوفق بينها وبين شغل التاكسي . بدت علي سيف ملامح الاقتناع ليحك ذقنه متابعاً -فكرة كويسة ،بس لازم ادرسها واشوف .. هتف ياسين بثقة امتزجت بحماسة -أنا ممكن اساعدك .. استوقفه سيف برفض وتحذير مبطن -لا… ..أنت تفضل بعيد وتأخد بالك من دروسك ومذاكرتك هتف ياسين بمهادنة ممتصاً غضب سيف -المهم بس فكر وادرس الموضوع وبعدين نشوف تابع سيف طعامه بآليه هامساً بضعف -يامسهل يارب . *************** تابعت أمل عملها بآلية ،تتنقل بين نزيلات الدار تواسى واحدة وتضاحك الآخرى… طرقت باب أحدى الحجرات لتستأذن لها النزيلة عالية سيدة وحيدة لم تنجب ،تركت كل امولها لابناء اخيها المتوفي… .قامت بتربيتهم وتزويجهم بعدها جاءت للدار… . امسكت احمر شفاهها القاتم تصبغ به شفتيها المتغضنين ،لتهز أمل رأسها قائلة -مدام عاليا .. نهرتها عاليا بعنف وهي تزم شفتيها -قولنا آنسه ابتسمت أمل متابعه بمرح زائف -طيب ياآنسه رفضتي الوجبه ليه ..؟ تركت السيدة مرآتها قائلة بنزق -خضار سوتيه ليه هو أنا عيانه .. جلست أمل بجانبها تناغشها قائلة بمكر -زا مفيد علشان رشاقتك… تصنعت عاليا التفكير لتردف بإستهجان وهي تعاود تلطيخ شفتيها -متقلقيش عليا ،أنا مهما أكلت بتخنش… . صمت غلفهم لتضيف عاليا عينيها متسائلة -هو أنتِ متجوزة… ؟ قبول ثم رفض… لترمقها عاليا بتفحص ونظرات ثاقبة… .هاتفة -ايه نص نص… .اصدرت عاليا ضحكة عالية أحاطت أمل بالخجل ،لتستأذن أمل تعود ادراجها خشيه من تحقيقات عاليا التي تحصرها فين حائط الحزن ونيران الفقد ***************** -مش عارفة أبدأ منين بس محتاجه أفهم… نطقت بها جهاد وهي تتطلع لسيف الجالس أمامها جامد الملامح حاد النظرات . ارتخى جسد سيف المتصلب بترقب حذر يميل للأمام فاركاً جبهته بحيرة -ده هيفيد بأيه… . تحدثت جهاد عملية قائلة -معلش… الي عملته مع ابني ميدلش غير على انك انسان محترم… بعيد كل البعد عن جريمة بشعه… صمت لفحه ،ليسترسل بعدها بإسهاب يحكي لها ماحدث… .وبعد مدة طويلة هاتفته جهاد وهي تُخرج هاتفها -اديني رقم نجوى… أو عنوانها -لا نطقها سيف قوية حادة لاتتحمل النقاش والمراوغه… ضيقت جهاد عينيها بحيرة لتردف وهي تتفحص ملامحه بأعين خبيرة -ليه لا… ؟ نهض سيف منهياً الحوار ،مصراً بتعنت… مقابلة نجوى ستجلب عليه مالا يحمد عقباه هي لن تضحي بسمعتها وهو لن يكشف سترها أمام أحد… شعلة من الشك أضاءت عينا جهاد… صرح بإقتضاب أنه كان في موعد لكنه لم يتطرق لشئ آخر… استأذن سيف يرسم على محياة ابتسامة مهتزة وغادر دون حديث ودون أن تكتفي من معلوماته الآخرى… ضيقت عينيها بعزم ،لن تترك الأمر معلقا ستفهم وستبحث بذاتها بعيداً عن… .دخول صديقتها أجفلها ،لتهتف الآخرى وهي تدير رأسها للخلف -مش دا… . قاطعتها جهاد وهي تقف مقابلها -ايوه هو سيف مطت صديقتها شفتيها بإستياء متسائلة -بس ازاي… .وايه جمعكم . -تصوري هو الي انقذ كريم . قالتها جهاد بتخبط ساخر ،وهي ترمق الباب الذي خرج منه للتو… جلست صديقتها متابعة بعزم -لا بقا أنتِ تحكيلي بالتفصيل . اومأت جهاد بقلة حيلة ،علها تجد في الحوار ملاذ أمان من وحوش افكارها الضارية ،وصخبها .. ******** اصر جدها أن تذهب للمدرسة ،فماحدث رغما عنها ولن تُعاقب علي ذنب لم ترتكبه… جلست على مقعدها تنكمش بجسدها ،تخفض عينيها للأرض بخوف وخجل ،العيون تتطلع اليها بإهتمام ينهشها ،والهمهمات تزيدها ارتجاف… . ظلت على حالها حتى رنى لمسامعها صوت يكمن فيه عذابها… .نفس النبرة المقززة ونفس الشعور يختلجها… زاد ارتعاش جسدها ،لترفع رأسها بحذر… تطالع عينين تعرفهم جيداً ..وكيف لا وهي لاتتذكر سواهم… انتابها الرعب وزاد ارتجاف جسدها ليصمت الجميع متابعين بدهشه لكنه متوشح بغروره اقترب متسائلا -أنتِ كويسة… ثبتت نظراتها المهتزه في عمق عينيه القاسيه… لتتسارع انفاسها بخوف ورعب… صدع بأذنها نفس الصوت وتكرر امامها المشهد -ازيك ياقطه… بجد طلعتي مُزة . انتفضت تشدد من احتضان حقيبتها مغادرة الصف ،تشهق بجنون ودموعتا تصطف على وجنتيها كجنود… همس من بين شهقاتها -هو… .هو… .مش سيف… . هزت رأسها كالمغيبة… لبتلعها بعدها الشارع . رأيكم السادس عشر… .. بعد مرور شهر… . جلست على فراشها تنكمش ،ترتعش ونحيبها لايتوقف عينيها تتطلع للفراغ وجذوة من النيران تشتعل بها ،نيران الكره .نيران والقهر…… منذ أن علم أعمامها بما حدث لها وأمر القضيه جلبوها هنا عنوة وحبسوها في حجرة مُظلمة… .يدخل إليها الطعام بحرص شديد… تحاول الحديث فيخرسوها بنظرات قاتمه حادة كنصل السكين ،… .ادركت بذكائها أنه لم يكن سيف بل هو شريف… وعندما غادرت لتخبر جدها الحبيب… تفاجئت بوجود رجال كثر من الصعيد والذي تبين بعد ذلك انهم اعمامها… وتم الضغط عليها وأخذها بتجبر قاس من بين ذراعي جدها قليل الحيلة ضعيف البنيله… اجفلت من صوت فتح الباب ليزداد انكماشها وتكتم انفاسها زعراً وضع الطعام أمامها بصمت ،لكن أبت إلا أن تنازع -جددددي فين… ؟ الجواب كان نظرة قاسية يتطاير منها الشرر ،ابتلعت ريقها وعادت لتهمس بقوة واهيه -عايزه أشوف جدي… زمجرة خرجت متلحفة بالغضب لينكب عليها الرجل يقبض على خصلاتها قائلا بفحيح مميت -طول ماأنتِ أهنه متسأليش واصل… .خابره أكده ولا لا ..؟ رفعت له عينين مهتزتين تمتلأن بالدموع المترافقه مع هزة رأسها المستسلمة .. ليتركها وينتفض مغادراً صافعاً الباب خلفه… . مالت بجسدها تتناول طعامها الممزوج بدموعها المالحه… تنتظر برجفه القادم . ************** ضربت جهاد الطاوله بأسف قائلة -البنت أختفت هي وجدها . تنهدت صديقتها قائلة بعيون تلمع بصخب الافكار -تفتكري راحو فين… ؟ زرعت جهاد المكان ذهابا وايابا التفكير ينهش عقلها ،لتستوقفها صديقتها قائلة -ماتهدي بقا… ؟ توقفت جهاد ماسحه جبهتها لتجيب بخيبه -متغاظه… البنت اختفت فجأة كده… .طيب والقضيه وسيف . علا رنين جرس الباب لينطلق كريم هاتفاً بسعادة -أكيد عمو سيف .. عدلت جهاد من ملابسها ،مماجعل صديقتها تتأملها بأبتسامة لزجة ،لتنهرها جهاد قائلة -بتبصيلي ليه… ؟ صديقتها بنفس الابتسامة -لا مفيش… دخل سيف يحمل كريم ،محيياً -السلام عليكم ردت جهاد السلام وتبعتها صديقتها ،ليهتف كريم بصخب -يلا بقا ياعمو علشان نذاكر أومأ سيف برأسه وغادر بالصغير ،فمنذ الحادث ارتبط كريم بسيف مما دفع جهاد أن تلقي بعرض تدريس كريم بوجه سيف الذي اعترض بالبدايه لكنه فالنهاية ازعن لطلبها وظل يتردد على الصغير… .لم تكتفي جهاد بهذا الحد بل تواصلت مع صديقاتها… .وتم الاتفاق مع سيف… رفض في بادئ الأمر لكنه وافق حبا في مهنته واحتياجاً للمال خاصه مع دروس ياسين ورغبته في تركه للشقه… ثبتت جهاد نظراتها على سيف الذي انغمس مع الصغير يشاكسه احيانا ويدرس له… .مع اختفاء زياد الكثير تعلق كريم بسيف… . هتفت صديقتها بصوت اشبه للصراخ -جهاد افاقت جهاد من شرودها مجفله -ها لتهز صديقتها رأسها بخيبة -لا دا أنتِ حالتك بقت صعبه… في ايه يابنتي . عقدت جهاد حاجبيها مُجيبه بإرتباك -حالة ايه… غادرت بعينيها حيث يجلس سيف وصغيرها ،لتنهض صديقتها زافرة بحنق -لا… أنا أمشي افضل . همست جهاد بعدم اكتراث فيما كانت عينيها لاتفقد اثرهما -مع السلامة فغرت صديقتها فمها وهي تُنقل نظراتها بين الاثنين ،جهاد المعجبه… .وسيف اللامبالي… أو ربما الغافل .. ضربت كفيها وغادرت وهي تغمغم بأسف -كده كتير… جهادوسيف . غادرت جهاد للمطبخ أفكارها تصرخ بأسمة ،هي نفسها لاتعرف كيف ومتى تعلقت به ،لما يشغل بالها لهذا الحد وماسر السعادة التي تتملكها حينما يكون قريب منها… نفضت أفكارها وغادرت حامله بين يديها النسكافية المفضل لديه وبعض قطع البسكوت المعده خصيصا له . ************* حصار غريب فرضه عليها ،يعاملها بتملك يثير جنونها اهتمامه بها يخنقها ويكبلها…… كل ذلك وسط صمت الجميع… جلست برتابه تتناول طعامها الذي تصر على تناوله بمفردها بعدما أصبح يوسف شريك دائم في تلك الوجبات… لكن اليوم وعلى غير العادة استسلمت وجلست ،نظرات عينيه تُخيفها وكلماته تخنق أنفاسها… ابتسمت بفرحة حينما لمحت طبق المعكرونة جذبته بعجاله… وتناولته بنهم شديد… فيما كانت الذكرى تسلط ضوئها على عقلها… .يعشق المعكرونه خاصه بالصلصه الحاره دائما ماكانت تطهوهها له… دون أن تدري اكتسحت الدموع وجنتيها دون أن تشعر مما جعل الجميع يراقبها ،همست والدتها بعتب حاني -هنا .. بادلتها هنا الهمس -نعم ياماما… همست الأم بفزع وهي تناولها محرمة ورقية -مالك ياحبيبتي.. عقدت هنا حاجبيها مُجيبة بدهشه -تمام مالي .. أشارت لها والدتها وقلبها ينتفض من حالة هنا الغريبة -بتعيطي .. اصدرت هنا شهقه يرافقها ارتفاع لاناملها تتحسس به وجنتيها ..لتتأكد ..لتُجيب بإرتباك مفضوح ونبرة تقطر الماً -الظاهر من الشطه الي فالمكرونه اجابت والدتها ومازالت الحيرة تملأ وجهها -المكرونه مفيهاش شطه . صمتت هنا وامتنعت عن الرد فماعساها أن تقول ،أنها اشتاقته بشده… انها من اختارت الفراق والأن تبكي لوعة… جز يوسف على أسنانه بغيظ ،بنظرة واحدة لها أدرك أن ذكراه تهاجمها وأنها مازالت تدور في فلكه… .وعليه يجب أن يتحرك حتى لايترك لها المجال… اتجهت الانظار ناحية عمرو الذي دخل وجلس قائلا -خلاص حجزت التذاكر… . انتبه له الجميع قائلين بسعادة -على خير… .. شعر عمرو بالحنق من تردد يوسف عليهم بغير الكثير حتى أنه وأكثر من مره يتركه بالعمل ويأتي هنا… وحينما يرجع يجده ببالمنزل لقد سئم جرأته وتصرفاته تلك لكنه ببساطه لا يستطيع الاعتراض فيوسف حاكها ببراعة وأغلق فمه بلاصق معروفه… نهض يوسف الذي لاحظ التوتر السائد قائلا بلهجة أمره -هنتظر بالصالون لاني عايزك ياعمرو أنت ووالدك فموضوع مهم . تبادل عمرو النظرات مع والده ،الذي نطق بحيرة -اتفضل ياابني البيت بيتك… غادر يوسف وفي اعقابه والد عمرو أما عمرو فتصنع اللامبالاه وبدأ يأكل طعامه بنهم… لتسائله الأخرى بترقب -إيمان جهزت كل حاجه… ؟ أجابها عمرو بإقتضاب ونفور -ايوه تلاعبت هنا بطبقها قائلة وقلبها يوخزها بألم -وسيف رأيه أيه… .؟ اجابها عمرو بملامح جامده وهو يتحاشى النظر إليها فمنذ طلاقها وتصميمها يتجنب الحديث معها ويهمله -متشغليش بالك إنتِ سيف أعقل من أنه يربط مصيرنا بخيبته فيكي . عضت هنا شفتيها بألم فكلمات عمرو تزجرها وتلقي بالسموم في اوردتها .… حبست دموعها هامسة -طيب ياعمرو ربنا يتمملك بخير… ولو مش عايزني أحضر كمان براحتك . رفع عمرو عينيه مطلقاً زفرة غاضبه ليهتف بحنق -لو وجود سيف هيضايقك براحتك ،لو ميهمكيش خلاص اتمنى تحضري… قالها عمرو وهو ينهض موقفا الحديث عند هذا الحد فهو مشتت مابين كونها أخته وبين مافعلته ..غادر تحت انظارها الحزينة… ومع وصوله لباب الصالون خرج يوسف… .ليقف أمامه ويهديه نظره غريبه لم يستطع تفسيرها… .وبعدها غادر المنزل .. تسائل عمرو بريبه وهو يجاور والده -هو في ايه… .؟ اجابه والده وهو يتلاعب بحبات مسبحته ـيوسف طالب ايد هنا.. احتدت ملامح عمرو وقست نظراته ليغمغم بغضب اهوج -بيصطاد فالميه العكره ابن ال…… هتف والده مترقبا -بتقول حاجه ياعمرو… . هز عمرو رأسه برفض ليتطلع لوالده قائلا -وأنت رأيك أيه يابابا . اجابه والده بقرار نافذ -المهم رأي اختك… .بعدين هي لسه طالعه من تجربه فاشله .... ابتسم عمرو ساخراً فبداخله يعلم أن أخته هي الفاشله وليست علاقتها بسيف هي العنيدة المتسلطة صاحبة الدلال المبالغ به… .هي من فشلت في اول اختبار لها مع زوجها واثبتت سطحيتها وتفاهة شخصيتها…… لذلك يرى أن يوسف رغم أنه يكرهه لكن ربما يكون هو تلزوج المناسب لهنا هو من يستطيع كبح غرورها بسطوته وتحكمة… ****************** طول عمرى باخاف من الحب وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه وأعرف حكايات مليانه آهات ودموع وأنين والعاشقين دابوا ما تابوا طول عمرى بأقول لا أنا قد الشوق وليالى الشوق ولا قلبى قد عذابه وقابلتك انت لقيتك بتغير كل حياتى ما أعرفش إزاي انا حبيتك ما أعرفش إزاى ياحياتى من همسة حب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه وقف مقابلها يده تقبض على فرشاة الالوان وعينيه لاتحيد بنظراتها عنها ،ذابت خجلا من نظراته التي تلتهمها وتحاصرها ،لكنها تماسكت وتغاضت عنها واكملت تلوين قلوبها… ذم شفتيه كالأطفال قائلا بشقاوة التمعت جليا بعينيه -القلب ميبقاش كده . تلون محياها بالخجل اللذيذ ،ليشملها الصمت وتبتعد عنه قليلا لكنه استغل الفرصه ..وقف خلفها مختضناً جسدها يمسك يدها ويرسم بها قائلا خلف اذنها بأنفاس مشتعله -الرسم يبقا كده ياروكا . ارتعشت كل خليه في جسدها من هذا القرب المهلك ،انصهرت من حرارة انفاسه التي تلفح بشرة عنقها ولولا تشبثه بها لانهارت خجلا… شغلها بالرسم قليلا فيما امتدت يده الشاغرة وازاحت غطاء رأسها فتناثرت خصلاتها ومرغت وجهه ،اصدرت رقية شهقه ناعمة وحاولت الاستدارة فهمس بصوت اجش مملوء بعاطفته -اثبتي مكانك… . عاوت النظر لرسومتها بتركيز مشتت ،ليباغتها بهمسه وهو يرسم قلبين متداخلين وعلى جانبي كل واحد كتب وهو يهمس بحنان امتزج بعشقة -روكا& أدهم دخول إيمي جعله يبتعد عنها محمحماً بخجل… .هتفت إيمي وهي تراقبهم بعيون صقرية -اصبرو شوية… .راعو اني آنسه . اخفضت رقية رأسها خجلا بعدما القت بوجه أدهم نظرة عتاب… .لتردف إيمي مُغيظه لأدهم -يلا ياروكا نحضر الأكل وخليه يشتغل لوحده . أومأت رقية بطاعه رغم نظرات أدهم الرافضه المهدده ،لكنها تصنعت التجاهل وغادرت ،رنين هاتفة ضج بنغمه مخصصه ليزفر بضيق ويرفع الهاتف مُجيبا بضيق وصبر نافذ -الووووو جائه صوتها غائم بعاطفه ودلال -ازيك يادومي… كز على اسنانه متمالكاً غضبه ليردف بغيظ -عايزه ايه دلوقت… ؟ اجابته ببرود وصبر طويل -ايه ياقلبي بطمن عليك ياعريس… . زفر أدهم قائلا -مش وقته اجابته بعاصفه -بقا كده ياأدهم بتلعب بيا فالأخر تتجوز المعاقه دي صرخ بغضب أهوج وهو يسارع لأغلاق الباب -اخرسي… اجابته بغضب ماثل وتوعد -تلعب بيا أنا ياأدهم ماشي .. أغلق الهاتف منهياً الحوار ،فيما توعدته الأخرى بإصرار -وربنا ماهسيبك تتهنى أنت ولا هي . ***************** غاصت بين الحروف بكيانها كله .مستمتعه حد النشوى بما تقرأ… .صرخة راجي وعلي بأذنها جعلتها تنتفض فزعه وتُلقي الكتاب… حينما تبينت الخدعة نظرت إليهم بتوعد وتهديد ،ليصيح علي بزهو -خضيناها ركضت ياسمين خلفه متوعده -بقا كده ياعلي .. صفق علي قائلا بإنتصار لمع بعينيه -لينا ساعه ننادي عليكي . قطع راجي طريقها لتصطدم به فيتمسك بها قائلا -وقتك كله بقا قراءة… . شعرت بقبضتيه تحاوط خصرها بتملك جعل وجهها يصطبغ بحمرة الخجل.. تملصت من بين ذراعية تطلع للمكتبة قائلة -عايزيني فأيه بقا… .؟ صاح علي وهو يقف بينهم بثبات -عايزين نأكل ياست ياسمين مش كل يوم تعطلينا كده.. داعب راجي خصلاته معاتبا -هي معاها مذاكرة زيك بالضبط ،نراعي ظروفها… نفض علي بكفه مشيرا بسبابته -لا أنا بجوع ولو مجتش فمواعيدها هأكل واسيبها… ركضت ياسمين خلفه تهدده وتتوعده بالضرب لحماقته ،ليضحك راجي بنشوى من صخبهم ،لقد ملأو حياته الخاوية… ..يشعر بالدفء والمحبه ،سكون منزله تحول لصخب من نوع لذيذ… .لم يعد وحيدا تعتنق عينيه الظلمة بل ضلعاً مهما في عائلة صغيرة مليئة بالسعادة والحب… تبعهم راجي ..ليجد ياسمين تجثو أمام كرسي والدتها قائلة -آسفه أتأخرت… قرصتها رحمة قائلة بفرحة -سماح بس تكلميني عن الكتاب الي قرأتيه… ابتسمت ياسمين محتضنه والدتها ،لتهتف بسعادة -أكيد يارحومتي… .زي كل يوم هنسهر سوا ونتكلم فيه . صاح علي برفض وهو يدس الطعام بفمه -لا ياستي نامي مع جوزك… مش كل يوم ازعاج وتأخريني فالنوم . دوى الصمت معلنا الاضطراب والتوتر بين الجميع،… ..ادارت رحمة دفة الحديث بمهارة -يلا نأكل الاكل هيبرد . اومأ الجميع مقتربين من الطاولة ..الأفكار تتصارع والأعين تبوح بالكثير ،… .بآليه تناولو طعامهم… .راكلين الهم والافكار ساعين خلف السعادة فالجميع يستحقها بعد ماتجرع من العناء ************ تجولت بخطى متثاقلة ،عينيها تدور على الأساس لكن عقلها مُغيب… .لكزتها والدتها وهي تنهرها بعنف -في ايه يابت… ؟ من ساعة ماطلعنا واحنا بنلف وأنتِ كل حاجه ايوه… كويسة… . اسبلت نجوى جفيها بألم وهي تهمس بتعب حفر اخاديده على وجهها -تعبت ياماما وبعدين ايه لزمة اجي معاكي . اشارت لها والدتها كعلامة الريبة -أنا مش مرتاحة للجوازه دي… .ولا دا شكل عروسة موافقة . زفرت نجوى بحنق من حصار والدتها ،لتكتف ذراعيها قائلة بتملق تتدارك به الموقف -ياماما ماأنا واثقة فذوقك وعارفه هتختاريلي احسن حاجه ،محدش هيجيب زيك انت ياجميل . مصمصت والدتها قائلة -ايوه كلي بعقلي حلاوة يابت . داعبت نجوى فك والدتها قائلة بإبتسامة زائفة -وأناأقدر ياجميل . لفت الأم ذراعها حول ذراع نجوى قائلة بحسرة امتزجت بمهادنتها -مش عارفة عاجبك أيه فابو نص لسان ده ،يابت اصبري وبكره يجيلك الأحسن… ومتسمعيش كلام أبوكي . ابتعدت نجوى تتمالك نفسها بأعجوبة ،تتطلع لفاترينة العرض قائلة -بصي ياماما شوفي الصالون ده… نفخت الأم بقلة حيلة واقتربت قائلة -غيري الكلام زي ابوكي… .والله أنا مامرتاحة للجوازة دي… . الهتها نجوى بالحديث ،حتى لاتصطدم بتساؤلات والدتها والحاحها… .فيكفيها ماتعاني . **************** طريقة اليوم مزدحم ،زفر بإرتياح حينما ابتعد عن الزحام قليلا ،الأرهاق يسدل ستائرة على ملامحه المنهكة… . انحدرت سيارته عن المسار ،فيتطلع للمرآة ليجد سيارتين تُضيقان عليه الطريق… .حاول الخلاص منهم لكن يبدو أنهم مصرين على مضايقته…. ثانية فأخرى اعترضت احداهما طريقة وقطعته ،اضطر متعباً للوقوف… . هجم عليه رجل ضخم صائحاً بغضب وهو يطرق باب السياره -انزل… . تهجمت ملامح سيف ،مسح وجهه وهبط متسائلا -خير… . لم يكمل عبارته ليقع بعدها أرضا فاقد الوعي نتيجة ضربة قوية على مؤخرة رأسه انتهى الفصل… ً الفصل السابع عشر من هنا |
رواية انبض بقلب حبيبي الجزء الثاني 2 الفصل الخامس عشر 15 والفصل السادس عشر 16 بقلم عائشة حسين
تعليقات