رواية وسقطت بين يدي الشيطان الفصل الخامس عشر15 بقلم مى علاء


 

رواية وسقطت بين يدي الشيطان الفصل الخامس عشر بقلم مى علاء


كانت زهرة تسير في الطابق الرئيسي للقصر و هي تحمل صينية و تتجه بها للسلم و من ثم صعدت الأخير حتى وصلت للطابق الثاني و قبل ان تكمل صعودها توقفت و التزمت الصمت لكي تتعرف على من الذي يصعد خلفها ... فنظرت خلفها فوجدت الشيطان يصعد و هو مازال في الطابق الأول ، فألتفتت و نظرت لإتجاه جناحه و إتسعت مقلتيها بفزع على ان تكشف ريحانة ، فأسرعت لجناحه و دخلته دون ان تطرق الباب و هذا ما سبب لريحانة الفزع . 

وصل الشيطان للطابق الثاني و إتجه لجناحه 
- شيطان 
قالتها عايدة و هي تقف على نهاية السلم ، فتوقف و التفت ببرود و نظر لها بينما تقدمت هي منه حتى وقفت امامه و قالت 
- معرفتش احصلك النهاردة ، كنت فين؟ 
- ملكيش دعوة 
تخطت إحراجه لها و سألته 
- صحيح .. عرفت مين اللي ورا اللي حصل إمبارح ؟ 
- انتي عارفه كويس هو مين اللي ورا اللي حصل 
- انا! .. دة انا معرفش حاجة
قالتها بدهشة مصتنعة ، اضاق عينيه و هو يقول بتهكم 
- يعني مش عارفه ان اخوكي جلال هو اللي ورا اللي حصل 
- جلال! ... مستحيل
قالتها بصدمة مصتنعة ، فنظر لها من طرف عليه ببرود و من ثم إلتفت و إتجه لجناحه ، فتأففت عايدة بغضب و هي تلتفت و تصعد السلم . 
،،،،،،،،،،،،،،
اغلقت زهرة الخزانة بعد ان اعادت كل الأوراق لمكانها و من ثم التفتت و تقدمت من ريحانة و هي تتردد في حين كانت ريحانة جالسة على السرير و هي تنظر للأرض و الصدمة مازالت تتملكها
- اسفة
قالتها زهرة بأسف وهي مخفضة الرأس ، و من ثم رفعت رأسها و نظرت لريحانة فشعرت بالشفقة و الحزن بعد ان رأت دموعها التي تحبسها بين جفونها ، فأكملت زهرة بندم 
- مكنش لازم اقولك على الحقيقة بس انا اتضايقت عليكي و حسيت بالشفق.... 
- مش عايزه اسمع حاجة ، سيبيني لوحدي يا زهرة 
قاطعتها ريحانة بصوت متحشرج و هي مازالت على وضعها ، فظلت زهرة تنظر لها لبرهه قبل ان تتراجع ببضع خطوات للخلف و تقول
- حاضر ، عن اذنك 
و من ثم اخذت الصينية من على الكومود و إتجهت للباب .. و توقفت امامه و التفتت برأسها لريحانة و هي تشعر بالأسف عليها و من ثم نظرت امامها و وضعت كفها على مقبض الباب و قبل ان تبرمه و جدت احدهم يبرمه من الخارج .. ففتح الباب و ظهر الشيطان ، فأخفضت زهرة رأسها إحتراما له و هي تتراجع ببضع خطوات للخلف ، فنظر لها الشيطان بهدوء ، فقالت بخفوت
- عن اذنك يا سيدنا 
اومأ برأسه فتخطته و غادرت ، فتقدم لداخل الجناح و هو يبحث عنها بعينيه فوجدها جالسة على السرير . 
- مالك؟ 
قالها الشيطان بهدوء بعد ان لمح شحوب وجهها ، فرفعت نظراتها له و قال بخفوت متحشرج 
- مفيش حاجة
انهت جملتها و لاوته ظهرها و هي تستلقي على السرير تحت انظاره التي تراقبها بعيون ضيقة ... فتقدم ببعض من التردد و امسك بالغطاء و وضعه على جسدها فأغمضت عينيها و سالت دموعها على وجنتيها فحدق بها لبرهه قبل ان يجلس على حافة السرير و يمد كفه على وجنتها ليمسح دموعها ففتحت عينيها ببطئ و نظرت له بعيون يكسنها الحزن و الخيبة ، فقال بهدوء مصتنع يخفي خلفه قلقه 
- لسه خايفة من اللي حصل؟ 
نقلت نظراتها لكفه الذي يحتضن وجنتها و من ثم عادت و نظرت له و صمتت لبرهه قبل ان تبلع ريقها و تقول بهمس 
- ممكن تحضني 
ظل يحدق بها دون ان ينطق بكلمة ، فتراجعت للخلف و امسكت بكفه و جذبته بضعف ، فخلع حذائه و استلقى على السرير بجانبها .. فأقتربت منه و خبئت جسدها الصغير بين احضانه ، فحاوطها بذراعه و ربت على ظهرها ... فأصبحت تبكي بألم و هي تتذكر كل كلمة قالتها لها زهرة منذ دقائق 
********************* 
اعادت ريحانة نظراتها للأوراق في حين تقدمت زهرة بخطوات سريعة حتى توقفت لتضع الصينية على الكومود في حين كانت تقول من بين انفاسها اللاهثة 
- سيدنا الشيطان طالع ، لازم نشيل الورق بسرعة 
و من ثم التفتت و تقدمت من ريحانة التي تقف امام الخزانة و هي تكمل
- لحسن حظنا ان الحارس اللي برة مش موجود
انهت جملتها و هي تأخذ من ريحانة الأوراق لتعيديها مكانها و لكنها توقفت و نظرت للأوراق بصدمة فنقلت نظراتها سريعا لريحانة التي تغيرت ملامحها للصدمة و هي تقوت 
- الكلام اللي مكتوب عن جلال ... حقيقي؟ 
ظلت زهرة تحدق بها بحيرة ،، فماذا ستجيب؟ اتقول الحقيقة ام ماذا؟! ، أعادت ريحانة سؤالها 
- زهرة .. قوليلي الحقيقة ، الكلام اللي مكتوب دة ... حقيقي؟ 
ظلت زهرة صامتة ، فمدت ريحانة كفها و امسكت بذقن زهرة بحدة و رفعته و قالت 
- الكلام دة كله غلط .. صح ... قوليلي انه كذب 
نظرت لها زهرة بنظرات زائغة ، فتراجعت ريحانة للخلف و هي تهز رأسها نفيا في حين تقول بإستنكار و عدم تصديق 
- جلال مش كدة ، جلال عمره ما يبيع سلاح او يقتل حد او ينصب ، جلال عمره ما عمل اي حاجة من دي ، انا عارفاه و متأكدة ان.....
قاطعتها زهرة بصوتها المرتفع نسبيا 
- لا السيد جلال كدة .. السيد جلال بيبيع السلاح و بيقتل الناس و بينصب و بيعمل علاقات مع عشيقاته و بيخدع و بيشتري البنات ، زي ما اشتراكي 
اتسعت مقلتي ريحانة في صدمة ، في حين تنهدت زهرة و هي تنظر لريحانة بشفقة و تقول بهدوء 
- السيد جلال مش ملاك زي ما انتي شايفاه ، دة العن من الشيطان نفسه 
تراجعت ريحانة و هي تشعر بالصدمة و جلست على السرير بإهمال في حين التفتت زهرة و جمعت الأوراق و اعادتهم مكانهم 
********************* 
قبضت على قميصه و هي تغمض عينيها بقوة في حين تزداد في بكائها و هذا ما سبب له القلق و ظهر عليه حين قال 
- ريحانة ... مالك؟ انتي تعبانة ؟ 
- ايوة .. انا تعبانة اوي 
قالتها بصوت يكاد يسمع من بين شهقاتها ، فأبعدها قليلا و قال 
- اية اللي واجعك 
اقتربت و دفنت وجهها في صدره و هي تقول ببكاء 
- مش جسمي اللي واجعني 
ظهرت الحيرة على ملامح وجهه بينما اكملت بتعب 
- انا تعبانة .. عايزه انام
و من ثم اصبحت تبكي في صمت 
.......................................................... 
القى جلال بجسده على السرير و هو يتنهد بتعب و من ثم نظر للهاوية و شرد ، فقطع شروده صوت رنين هاتفه ، فأخرجه من جيبه و نظر للشاشة و إبتسم بمكر و هو يرد 
- ازيك يا خال
- الحمدالله ، امتى هترجع القرية 
- امممم ... بعد يومين 
- طب اول ما توصل القرية تعلالي
اعتدل جلال إلى وضع الجلوس و هو يقول بإستنكار 
- اجيلك! .. لا انت اللي تجيلي 
- انت اللي عايز العقد ... يبقى تيجي و تاخده بنفسك و لو مش عايز تيجي يبقى العقد راح عليك 
قالها عز الدين بغضب قبل ان يغلق الخط ، فألقى جلال بهاتفه على السرير بغيظ و نهض 
.......................................................... 
ساد الظلام و الهدوء في القرية 

فتحت عينيها بصعوبة و نظرت له و من ثم مررت نظراتها الزائغة حولها و هي تتذكر ما حدث ، فأعادت نظراتها له و حدقت به لبرهه قبل ان تبعد ذراعيه عنها بحظر و تنهض و تتجه لخارج الجناح بهدوء . 
،،،،،،،،،،، 
في مطبخ القصر
جلست زهرة على الكرسي و هي تتنهد بآسى ، فهي منذ ان قالت لريحانة عن الحقيقة ... لم يكف عقلها عن التفكير ، هي تشعر بالندم و الشفقة على ريحانة . اخفضت رأسها و هي تمسح جبينها بكفها .. و فجأة توقفت عن حركتها و هي ترفع نظراتها بإستغراب لريحانة التي تقف في بداية المطبخ ، فنهضت زهرة سريعا و هي تقول 
- انسه ريحانة! ... محتاجة حاجة؟ 
تقدمت ريحانة و جلست على الكرسي المقابل لكرسي زهرة و من ثم نظرت للأخيرة بثبات و قالت بهدوء مصتنع
- اقعدي يا زهرة ... عايزه اتكلم معاكي
جلست زهرة على كرسيها و نظراتها معلقه بريحانة التي اكملت 
- عايزاكي تقوليلي كل حاجة عن جلال ، عايزه اعرف الحقيقة 
ظلت زهرة صامته و هي تشعر بالحيرة ... اتخبرها ام لا ، فلمحت ريحانة حيرتها ، فنظرت لها برجاء ، فتنهدت زهرة و قالت 
- عايزه تعرفي اية بظبط ؟ 
- كل حاجة ، و اولهم ... ازاي جلال اشتراني 
تنهدت زهرة بعمق وهي تقول
- مدام عايزه تعرفي ازاي السيد جلال اشتراكي ... فأنا هحكيلك اللي حصل من الأول 
اومأت ريحانة برأسها و هي تعلم ان بعد ما ستسمعه عن جلال ستصاب بالإنهيار ولكنها ستتماسك في حينها ... فهي تريد ان تعرف الحقيقة حتى لو هذه الحقيقة ستجعلها تتخلى عن حبها . 
نظرت زهرة للأرض و بدأت في سرد ما حدث منذ سنتين 
- فاكره الراجل اللي وصلك لقصر السيد جلال 
اومأت ريحانة برأسها ، فأكملت زهرة 
- الراجل دة وداكي عند السيد جلال و عرضك عليه مقابل فلوس " صمتت لبرهه قبل ان تكمل و هي تخفض رأسها بحرج " دة كان ابويا
تغيرت ملامح ريحانة للشحوب و ساد الصمت لدقائق قبل ان تقول الأخيرة 
- كملي
- في وقتها السيد جلال وافق على عرض ابويا و شغلك في قصره كخدامة عادية و بعد فترة شغلك كخدامة خاصة ليه ، و اللي سمعته عن السيد جلال انه مش بيعين اي خدامة خاصة إلا لسبب معين
قضبت ريحانة جبينها بإستغراب و هي تقول
- سبب معين! 
اومأت زهرة برأسها و هي تقول
- هتعرفي السبب و هتفهمي كل حاجة بعد ما اكملك 
نظرت لها ريحانة بتركيز حيث اكملت زهرة 
- في الفترة اللي كنتي بتشتغلي فيها كخدامة خاصة كان السيد جلال بيشتري ادوية مهدئة و كان بيحطهالك في اي حاجة سايلة بتشربيها قبل ما تنامي 
حدقت بها ريحانة بذهول و قالت 
- نعم! .. ادوية مهدئة ؟ 
اومأت زهرة برأسها و هي ترفع نظراتها لريحانة و تقول 
- السيد جلال عرف ان عندك عقده من صغرك و انك بتخافي و بتجيلك اعراض لم...
قاطعتها ريحانة 
- وهو عرف ازاي و انا مقلتلهوش إلا بعد ما إتجوزنا 
هزت زهرة رأسها و قالت 
- مش عارفه ، انا بحكيلك اللي إتقال و اللي سمعته من ابويا 
هزت ريحانة رأسها بخفه و هي تنقل نظراتها للهاوية ، بينما اكملت زهرة 
- كان بيديكي المهدأت قبل ما يعترف بحبه ليكي و تتفقوا على الجواز ، و قبل موعد عقد الجواز العرفي بيومين حطلك دوا منوم و ........ 
توقفت زهرة عن إكمال جملتها و هي تشعر بالخجل مما ستقوله ، في حين نقلت ريحانة نظراتها لزهرة و قالت بقلق 
- و اية ؟ ....... كملي
بلعت زهرة ريقها بصعوبة و هي تنظر حولها بتشتت ، في حين هتفت ريحانة بحدة بسبب شعورها بالقلق و الخوف مما ستسمعه 
- بقولك كملي يا زهرة ... كملي
اخفضت زهرة رأسها و هي تكمل بخفوت و حرج 
- بعد ما عمل الدوا مفعوله و نمتي ، دخل اوضتك و " صمتت لبرهه قبل ان تكمل بصعوبة " نام معاكي و سرق برائتك 
إتسعت مقلتي ريحانة بصدمة و من ثم هزت رأسها بعدم تصديق و إستنكار لما قالته زهرة ، في حين قالت
- مستحيل ... مش مصدقه اللي بتقوليه ، كلامك مش منطقي .. يعني ازاي انا محستش بحاجة في وقتها ! ... و ازاي انا ملاحظتش دة في يوم جوازنا ؟! 
نظرت زهرة لريحانة بشفقة و من ثم قالت بأسف
- عارفه ان اللي قلته صعب تصدقيه بس انا بقولك الحقيقة زي ما طلبتي مني 
لمعت عيني ريحانة بالدموع و هي تقول بإنكسار 
- يعني جلال بجد عمل فيا كدة؟! 
اومأت زهرة برأسها ، و من ثم ساد الصمت الذي قطعته زهرة بقولها
- اكملك ؟
- هو لسه في كمان ! 
قالتها ريحانة بمرارة و آسى ، فقالت زهرة 
- لسه في حاجة اخيرة ، بعد جوازكم .. انتي اكيد فاكره حملك الأول .. لما حملتي بالبيبي لمدة شهر و بعدها مات 
ظهر الحزن في عيني ريحانة و هي تومأ برأسها ، فأكملت زهرة 
- كان السيد جلال هو السبب في موت ابنك ، الإبر اللي كان بيدهالك على انها مقوية للمناعة و للطفل دي كانت إبر بضر حملك و كمان كان بيديكي دوا للأجهاض على اساس انها فيتامينات ، فمات الطفل .. فأدى رشوة للحكيم عشان يقولك انك مش هتقدري تحملي تاني مع ان كان ممكن تحملي ، هو كان بيديكي حبوب لمنع الحمل لغاية اللحظة دي .. بس انا مقدرتش اكمل اللي كان بيعمله فوقفتها بدون ما السيد جلال يعرف 
سالت دموع ريحانة كالشلالات على وجنتيها ، في حين انهت زهرة حديثها 
- و في حاجة متعرفهاش ... انك مش الوحيدة اللي اتجوزها السيد جلال عرفي ، هو اتجوز كتير قبلك بس انتي الوحيدة اللي احتفظ بيكي للمدة الطويلة دي . 
تنهدت زهرة و هي تقول بأسف
- انا اسفه ... اسفه عشان خبيت عليكي و معرفتكيش الحقيقة من الأول ، اسفه لأني سببتلك الصدمة دي .. اسفه لأني كنت طرف في اللي حصل و اسفه لأني خيبتلك املك ، بس انتي كدة كدة كنتي هتعرفي الحقيقة في يوم من الايام ، و الأحسن ليكي انك عرفتيها دلوقتي عشان تفوقي من الوهم اللي انتي كنتي عايشه فيه و تلحقي نفسك قبل ما تهربي مع السيد جلال لأنك لو هربتي معاه مكنتيس هتقدري تهربي منه ابدا ، عارفه ان اللي سمعتيه صعب عليكي جدا و ممكن يسببلك انهيار و اكتئاب بس صدقيني انتي هتنسي بسرعة و هتندمي لأنك حبيتي واحد زيه و....
قاطعتها ريحانة بإنفعال و هي تبكي
- ازاي هنسى و انا مش مصدقه اللي سمعته؟ ...صعب عليا اني اصدق اللي سمعته و اللي عرفته عن الشخص الوحيد اللي حبيته ، جلال كان بالنسبالي كل حاجة .. عمري ماكنت اتوقع انه يأذيني او يعمل فيا اي حاجة من اللي قلتيها .. عمري ما اتخيلت انه وحش للدرجة دي ، تصرفاته معايا و حنيته مكنتش سمحالي اني افكر ازعل منه لو عاملني وحش او زعلني .. دة انا حتى سامحته بعد ما اجبرني على اني اجي هنا و انفذله طلباته ، و ازاي اصدق ان نظراته اللي كانت بتبينلي حبه ليا كدب!؟ .. قوليلي ازاي يا زهرة قوليلي .
سالت دمعة من عين زهرة و هي تستمع لما تقوله ريحانة ، حقا تشعر بالألم و الآسى من اجلها ، فوضعت كفيها على كفي و قالت بألم 
- والله عارفه انه صعب عليكي... و عارفه قد ايه انتي بتحبيه و بتثقي فيه و دة باين من طريقه كلامك عنه ... بس هو ميستحقش حبك ولا يستحق ثقتك و لا يستحقك انتي كمان ، هو خدعك من البداية و انتي عشان بتحبيه كنتي زي العاميه مش شايفه حقيقته . 
اطلقت ريحانة تنهيدة تمتلأ بكل الوجع و الألم الموجود بداخلها و هي تطبق جفونها فتنهمر دموعها الحارقة على وجنتيها ، فهي تعلم ان زهرة تقول الحقيقة و انها محقه في قولها الأخير ، ولكن بداخلها صوت يرفض تصديق ما قيل . فأصبحت تشعر بالضياع و التخبط . 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في جناح الشيطان 

فتح عينيه بتثاقل و نظر بجانبه فلم يجدها فأعتدل و نظر حوله و من ثم ناداها 
- ريحانة... ريحانة 
نهض ببطئ و إتجه للحمام و طرق الباب فلم يسمع اي استجابة من الداخل ، فوضع كفه على قبضه الباب و فتحه و نقل نظراته في ارجاء الحمام الذي كان خالي ، فألتفت و إتجه لباب الجناح و فتحه و هو ينوي ان يسأل الحارس عليها ولكنه لم يجده ، فألتفت مرة آخرى و عاد للسرير و جلس على حافته و من ثم مال قيليلا و سند مرفقيه على فخذية و هو ينظر امامه بجمود و عيون ضيقة في حين كان يفكر إلى اين ذهبت؟ ... هل من الممكن ان تكون هربت! ،إبتسم بسخرية على اعتقاده و من ثم تلاشت ببطئ وهو يحدث نفسه 
- مستحيل تهرب مني .. من الشيطان ، مش بالبساطة دي هتخرج من قصري ، دة انا حتى مش هسمحلها تهرب 
نهض بحدة و خرج من الجناح و هو يخفي قلقه امام نفسه ! 
،،،،،،،،،،،،،،،،
خرجت زهرة من المطبخ و إتجهت لغرف الخدم بعد ان امرتها ريحانة بالمغادرة ، في حين كانت الأخيرة جالسه على الكرسي و هي تنظر امامها بتغيب ، فهي كانت في عالم الذكريات .. ذكرياتها مع جلال ، فكانت مع كل ذكرى تتذكرها يعتصر فيها قلبها من الألم . فطبقت جفونها بقوة فسالت دموعها على وجنتيها ببطئ و من ثم فتحتهم و نهضت و سارت بخطوات غير منتظمة لإتجاة الباب في حين ظلت بعض الصور والمشاهد من ذكرياتها مع جلال تترائى امام عينيها كما لو كانت شريط سينمائي ، خرجت من المطبخ و سارت في الممر و فجأة توقفت و تسقطت على الأرض -في وضع الجلوس- و هي تبكي بقهر و ألم ، فوضعت كفيها على وجهها و هي تزداد في بكائها فما تشعر به من ألم يذبحها . 

وصل للطابق الرئيسي و توقفت لبرهه بعد ان سمع صوت في الأسفل ، فنظر من بين الدرابزين بترقب و من ثم نزل للطابق الأخير و الذي يوجد فيه مطبخ القصر و غرف الخدم . توقف في نهاية السلم و نظر للممر المظلم نسبيا و من ثم تقدم بخطواته الثابتة لنحوه و هو ينظر بعيون ضيقة لذلك الظل المنعكس على الحائط .
- ريحانة
قالها الشيطان بلهفة ممزوجة بالقلق وهو يتقدم منها بخطوات سريعة بعد ان رأها بحالتها تلك ، و جثى على ركبتيه و هو ينظر لها بقلق و من ثم مد كفيه ليبعد كفيها من على وجهها .. فكانت عينيها حمراوتين من كثرة البكاء ، فمسح عينيها من الدموع بأنامله و من ثم مسح وجنتيها فرفعت نظراتها له ببطئ ، فتبادلوا النظرات لثوان قبل ان ترتمي بين ذراعيه حيث طوقت رقبته بذراعيها بقوة و اكملت بكائها ، ذهل في البداية من حركتها المفاجئة و لكنه تخلص من ذهوله سريعا و هو يضع ذراعيه على ظهرها بتردد و من ثم قال بخفوت حاني
- خلاص اهدي .. متعيطيش 
بعد ان انهى جملته اصبح يربت على ظهرها بحنان مما جعلها تبدأ بالإسترخاء و التوقف عن البكاء تدريجيا ، فأتى ان يبعدها عنه ولكنها لم تسمح له بذلك حيث كانت متمسكه به و بقوة . 
- سيبني كدة 
قالتها بضعف ، فنظر لها من طرف عينيه و إبتسم بصدق و قال 
- ماشي 
وقف على قدميه و هو ممسكها من خصرها و من ثم حملها بين ذراعيه ، فأرخت ذراعيها قليلا و هي تسند رأسها على صدره و تتنهد ببعض من الراحة ، فنظر لها من فوق و هو يتجه للسلم .. فصعده حتى وصل للطابق الثاني ومن ثم إتجه لجناحه و دخله ، و اقترب من السرير و اجلسها عليه و جلس بجانبها و ظل صامتا و هو يحدق بها ، فقالت برجاء 
- ممكن متسألنيش مالك
حدق بها لبرهه قبل ان يومأ برأسه ، فإبتسمت ببهوت و هي تهمس له 
- شكرا 
إرتسمت إبتسامة حانية على شفتيه ، فعندما رأت ذلك مدت ذراعها و وضعت اناملها على شفتيه و هي تقول بإعجاب 
- إبتسامتك حلوة 
لا تعلم ماذا حدث لها ولكنها شعرت للحظة انها تناست حزنها امام إبتسامته تلك ! ، نظر لها لبرهه و من ثم ضحك بخفة و هو ينهض و يقول 
- مش هتنامي؟ 
اومأت برأسها و قالت 
- هنام بس محتاجة حاجة
- اممم 
ظلت تنظر له و هي تشعر بالتردد و الخجل مما تريد ان تطلبه منه ، فهي تريده .. تريد ان تشعر بدفئ صدره و ان تشم رائحته فهذا يشعرها بالراحة و الأطمئنان و في حين آخر هذا يشعرها بالغرابة و الخوف ! ، تنهدت بآسى و نظرت له و قالت 
- خلاص انسى 
و من ثم ابعدت الغطاء و استلقت في مكانها و وضعت الأخير عليها ، بينما هو إبتسم بخبث ... فهو يعلم ما الذي تريده ، فألتف حول السرير حتى توقف امام الأخير من ناحية نومه و اغلق الأضواء و من ثم استلقى في مكانه ، في حين وضعت ريحانة كفيها اسفل رأسها و هي تفكر في ما الذي ستفعله او ما الذي يجب ان تفعله ! . 
- ريحانة 
قالها بهدوء ، فإلتفتت له برأسها فقابلت وجهه حيث شعرت بأنفاسه ، فبدأ قلبها يدق بسرعة و هو يقول
- تعالي انيمك 
- نعم!
قالتها بعدم إستيعاب و هي تنظر له ببلاهه ، فإبتسم إبتسامة جانبية و هو يرى تعبير وجهها تحت ضوء القمر الخافت و من ثم مد ذراعه و قرابها منه و ادراها في مواجهة له و ضمها لصدرة .. و فور استنشاقها لرائحته استرخت و شعرت بالراحة ، في حين همس في اذنها 
- و كدة هتعرفي تنامي و ترتاحي 
- عرفت ازاي؟
- انتي عرفتيني 
- انا! 
- نامي
رفعت رأسها و نظرت له و من ثم اعادت رأسها لوضعها السابق و هي تتنهد بعمق قبل ان تغمض عينيها و تستسلم للنوم سريعا ، في حين ظل هو مستيقظا بسبب مشاعرة المختلطة التي تشعره بالتخبط في الفترة الأخيرة . 
.......................................................... 
أشرقت شمس يوم جديد 

فتحت ريحانة عينيها ..فوقعت نظراتها عليه ، فحدقت به لبرهه و هي ترسم إبتسامة صغيرة على شفتيها دون سبب ، و من ثم أبتعدت عنه و نهضت و إتجهت للخزانة و فتحتها و اخرجت ملابس لترتديها و من ثم اغلقتها و إتجهت للحمام . 
.......................................................... 
- اللي حصل غصبن عني يا بابا 
قالتها زهرة لوالدها عبر الهاتف ، فهتف والدها بغضب
- يعني اية غصبن عنك ... أنتي خربتي بيتنا يا زهرة ..... السيد جلال مش هيسبنا في حالنا 
- متخفش يا بابا ان...
قاطعها 
- مخفش اية بس .. دة لو السيد جلال عرف هيموتني و هيفضحك 
- مش هيقدر يعملنا حاجة 
قالتها زهرة بثقة ، و اكملت 
- و اصلا مش انا اللي عرفت الانسه ريحانة على حقيقته هي اللي اكتشفت بنفسها و بعد كدة جت سألتي فقلتلها 
- و انتي تجاوبيها لية هاا .. انتي كنتي عايزه تعرفيها من الأول يا زهرة ، انتي اللي مخطته لكل دة .. أنتي عايزه تنهي على ابوكي يا زهرة !
قالها الأخيرة بمرارة و حزن ، فقالت زهرة بسرعة
- صدقني يا بابا اللي عملته و اللي هعمله كله لمصلحتنا 
- لمصلحتنا ازاي يا زهرة ! ، انا حاسس انك مخبية عني حاجات ، قوليلي يا بنتي الحقيقة ، انتي بتخطتي لأية ؟ 
صمتت زهرة لبرهه قبل ان تقول
- انا هقفل يا بابا عشان ورايا شغل .. سلام
اغلقت زهرة سريعا دون ان تنتظر رد والدها ، و من ثم نهضت و إتجهت للمطبخ . 
- اعملوا الفطور و طلعوه لجناح سيدنا 
قالتها رئيسة الخدم ، فقالت زهرة 
- لية لجناحه ؟
نظرت لها رئيسة الخدم و قالت 
- سيدنا هو اللي امرنا بكدة 
اومأت زهرة برأسها و لم تهتم كثيرا حيث تقدمت لتبدأ في عملها 
.......................................................... 
خرجت ريحانة من الحمام و من ثم توقفت و هي تنظر حولها ، لا تجده ... أين ذهب؟ ، تقدمت بهدوء و هي مازالت تنقل نظراتها في ارجاء الغرفة بحثا عنه ، توقفت امام المرآة و نظرت لصورتها المنعكسة لبرهه و من ثم اخذت المشط و بدأت في تمشيط شعرها ، و بعد ثوان طرق احدهم على الباب 
- ادخل
دخلت زهرة و هي تحمل صينية بها طعام ، و تقدمت و وضعت الأخير على الطاولة و هي تقول 
- صباح الخير يا انسه ريحانة... اتفضلي الفطور 
نظرت لها ريحانة بإستغراب و قالت
- جايبينه هنا لية؟ 
- سيدنا امرنا بكدة 
قضبت ريحانة جبينها بحيرة و هي تقول بتساؤل 
- لية؟ 
- معرفش 
- طب هو فين؟
هزت زهرة كتفيها بعدم المعرفة ، فحدثت ريحانة نفسها و هي تعود و تمشط شعرها 
- طب هو راح فين؟ 
- انسه ريحانة... ممكن اسألك سؤال 
قالتها زهرة بتردد ، فنظرت ريحانة‎ ‎لصورة زهرة المنعكسة على المرآة و قالت 
- اسألي 
- انتي كويسة؟ 
التفتت ريحانة و نظرت لها ، في حين اكملت زهرة 
- يعني بقيتي احسن من إمبارح خاصا بعد اللي سمعتيه مني ؟ 
هزت ريحانة رأسها و قد فهمت ما تقصده زهرة بسؤالها ، فتنهدت و قالت بآسى 
- انتي اية رأيك ؟ 
- انا شايفاكي عادي .. يعني احسن من إمبارح 
- ممكن اكون احسن من إمبارح !
قالت ريحانة الأخيرة في حين لمعت عينيها بالدموع ، فإبتسمت زهرة بحنان و قالت 
- لا ... انتي اكيد احسن من إمبارح 
نظرت لها ريحانة بعدم فهم ، في حين اكملت زهرة 
- حاولي تبيني انك احسن قدام نفسك .. ان الموضوع مش فارق معاكي ، ايوة في البداية انتي اتصدمت و عيطي كتير بس دلوقتي وقفي كل دة ، متعيطيش عليه .. متعيطيش على اللي اذاكي خلي دة مبدأ عندك ، حاربي دموعك و متخلهاش تنزل ، خليكي قوية ، انتي إنهارتي في يوم بس بقية الأيام هتبقي قوية .
ساد الصمت بعد ان انهت زهرة قولها ،فظلت ريحانة تفكر في ما قالته زهرة ... هي محقة بما قالته . 
- كلامك صح و انا معاكي .. بس هياخد وقت عشان انفذه 
- اكيد بس حاولي 
اومأت ريحانة برأسها قبل ان تلتفت و تلتقط ربطة شعر لتربط شعرها و من ثم إتجهت لباب الجناح ، فقالت زهرة سريعا 
- مش هتفطري ؟ 
- هفطر تحت مع الشيطان 
- الشيطان!
قالتها زهرة بإستغراب و شك ، في حين خرجت ريحانة من الجناح ، فألتفتت زهرة سريعا و حملت الصينية و لحقت بريحانة . 
.......................................................... 
خرجت عايده من جناحها و إتجهت لغرفة عبد الخالق ، و دخلتها دون ان تطرق الباب ، فرمقها عبد الخالق بضيق فلم تهتم حيث جلست و نظرت له ببرود و هي تقول
- ازيك يا جدو 
- مش كويس بعد ما شفتك 
- طب اجبلك الدوا عشان تبقى كويس!
- جايه لية يا عايدة؟ 
- مفيش ، جيت اطمن عليك 
- مش اطمنتي خلاص ... امشي بقى 
- اممم ، انت عايز تخلص مني لية ؟ 
قالتها بحزن مصتنع ، فقال بقسوة
- عشان كل ما بشوفك بفتكر ابوكي الندل و بفتكر اللي عمله في بنتي 
قهقهت عايدة بطريقة مستفزة و هي تقول 
- ابوكي الندل! ، ماشي .. هعدي شتيمتك بمزاجي .
- امشي يا عايدة 
- مش همشي إلا لما تقلي .. عملت اية في الموضوع؟ 
- موضوع اية؟
- العقد بتاع فيروز هانم 
نظر لها بإستحقار وقال بحدة 
- لو عايزه العقد روحي اطلبيه من الشيطان ، قلتلك الكلام دة قبل كدة 
- امممم انت مصر برضك على موقفك!
- ايوة مصر 
- اممم ماشي ... انا هعرف اجيبه لوحدي 
و من ثم نهضت و إقتربت منه و امسكت ذراعه و ضغطت عليها بقسوة و هي تقول بإستمتاع شرس في حين كانت عينيها تلمع بالشر 
- نهايتك قربت يا جدو ... صدقني 
و من ثم تركت ذراعه و إبتعدت و غادرت الغرفة ، فقال بكرة 
- امتى هنخلص منك ... امتى!
.......................................................... 
كانت ريحانة جالسة في غرفة الطعام و كانت تنتظره ولكنه تأخر ولم يأتي ، فنهضت بضيق و إتجهت للخارج ولكنها تراجعت و جلست في مقعدها مرة آخرى عندما وجدته يتلف للغرفة ، بينما تقدم الشيطان وجلس في مقعده بهدوء و من ثم ساد الصمت قبل ان ينظر لها و يقول بهدوء 
- مكلتيش فوق لية؟ 
- عادي ... كنت عايزه اكل هنا 
اومأ برأسه متفهما و هو ينقل نظراته امامه و من ثم اشار للخادمة بأن تقدم الطعام ، ففعلت .
- بقيتي احسن من إمبارح؟ 
رفعت نظرتها له و اومأت برأسها و هي تقول بخفوت
- ايوة ... شكرا 
لم يرد و بدأ في تناول طعامه ، بينما ظلت هي تتابعه فلاحظ ذلك ... و قال 
- بتبصيلي لية؟ في حاجة عايزه تقوليها !
إرتبكت قليلا في البداية و من ثم استرجعت هدوئها و هي تقول بفضول 
- معندكش فضول تعرف اني لية كنت بعيط إمبارح؟ 
- لا 
قالها بهدوء و من ثم رفع نظراته لها و اكمل 
- انتي طلبتي مني اني مسألكيش و انا بحترم طلبك 
حدقت به لبرهه قبل ان ترسم على شفتيها إبتسامة صغيرة و هي تقول 
- متوقعتش منك الرد دة 
نقل نظراته لطبقه و عاد لتناول طعامه بهدوء في حين اكملت هي 
- تعرف ... انا اكتشفت حاجة فيك ، اكتشفت انك مش وحش للدرجاتي ، احيانا بحس انك دافي جدا من جواك برغم القسوة اللي بتبينها للناس و ليا ، انت بجد مش بالسوء دة ... في ناس اسوء منك بكتير و.....
قاطعها بقهقهته الساخرة ، فنظرت له بإستغراب ، في حين قال بتهكم 
- هو عشان عاملتك كويس إمبارح يبقى خلاص بقيت ملاك و مش وحش للدرجة دي و الكلام اللي قلتيه! 
- لا ... مش عشان عاملتني إمبارح كويس ، أنا بقالي فترة حاسه بكدة 
لمعت عينيه بخبث و هو ينظر لها و يقول
- حاسه بأية؟ 
لمحت خبثه في طريقته ، فإرتبكت و زاغت بنظراتها بعيدا عنه و هي تقول
- و لا حاجة 
و من ثم نظرت لطبقها و بدأت في تناول طعامها ، فإبتسم إبتسامة جانبية قبل ان يمسك بكوب الماء و يحتسي منه القليل . 
.......................................................... 
- الفلوس دي مزورة 
قالها الرجل بغضب ، فأبتلع جلال ريقة بصعوبة و من ثم قال بذهول مصتنع 
- مزورة؟ ... أزاي مزروة ؟
- اسأل نفسك 
- قصدك اية!؟
نهض الرجل بحدة و اقترب من جلال و انهضه بقوة و امسكه من ياقة قميصة بقسوة و قال من بين اسنانة 
- انت فاكرني عبيط يا جلال! ... دة انا سالم يا جلال ... سالم اللي محدش يقدر يلعب بديله معاه ، عشان هقطعهوله 
ابعد جلال يد سالم من عليه و قال بثبات اتقنه 
- انا اديتك المليون و نص فمش مشكلتي ان حد بدلها من عندك عشان يلبسها فيا 
و من ثم تقدم منه و اكمل بخفوت
- ممكن يكون في جاسوس هنا و لا هنا ، اتأكد من رجالتك ليكونوا خاينين 
- جلال
هتف بها سالم بغضب جامح و اكمل بهدوء مخيف
- انت لعبت بديلك معايا ... و هدفعك التمن
- هدفعني التمن على اي اساس! 
قالها جلال بحدة حقيقية ، في حين التفت سالم و جلس في مقعده و وضع قدم على اخرى و من ثم اشار لحراسه فتقدموا في إتجاه جلال و تجمعوا حوله ، فنقل جلال نظراته حولهم ببعض من القلق و قال بصوت مرتفع 
- انا مزورتش اي فلوس 
- لسه بتكدب ! ... أضربوه 
تقدم حراس سالم و بدأوا في ضرب جلال بقسوة ، فأمسك سالم بهاتفه و ارسل رسالة للشيطان و كتب فيها " المهمة تمت " و من ثم وضع الهاتف بجانبة و إبتسم بإنتصار 
.......................................................... 
بعد ان انهى طعامه نهض ، فأبتعلت ما في فمها من طعام سريعا و نهضت ، فنظر لطبقها و من ثم لها و قال 
- شبعتي كدة ؟! 
اومأت برأسها ، فقال امرا اياها 
- اقعدي كلمي اكلك كله .. أنتي مكلتيش
نظرت لطبقها الممتلأ بالطعام فهي لم تأكل الكثير ، و قالت 
- شبعانه 
نظر لها نظرة عابرة قبل ان يلتفت و يتجه للخارج ، فلحقته و لكنها توقفت على باب الغرفة عندما وجدت عايدة تتقدم منه و تعوق طريقه .
- ابعدي 
قالها الشيطان بجمود لعايدة ، فإبتسمت عايدة و قالت 
- وحشتني 
- عايدة مش فاضيلك 
- لو مش فاضيلي انا هتكون فاضي لمين؟! 
قالتها بدلع ، فرمقها بحدة و هو يتخطاها فأسرعت و اعاقت طريقه مرة آخرى و قالت 
- استنى ... عايزه اقولك حاجة
نظر لها بنفاذ صبر فقالت بجرأة 
- امتى هنتجوز بقى ؟
حدق بها لبرهه قبل ان يقهقه بسخرية و يقول 
- نتجوز! 
- ايوة نتجوز .. أنا بحبك من زمان و اكتر من مرة قلتلك اني بحبك و اني عايزه اتجوزك و...
قاطعها بصوته الأجش الحاد 
- عايدة .. أمشي من وشي دلوقتي 
- انت رافضني لية؟ ... رافضني عشان بنت بهجت و لا عشان في واحدة في قلبك! 
قالت الأخيرة بخبث ، فإبتسم إبتسامة جانبية ساخرة و قال ببرود 
- ايوة ... رافضك عشان في واحدة في قلبي 
نظرت له بغضب و قالت 
- وانا مش هسمح بكدة 
- بجد!
قالها بتهكم ، فهتفت بغضب
- مين هي؟ 
كانت ريحانة تتابع ما يحدث من بعيد فلم تسمع حديثهم بوضوح .. و هذا اشعرها بالضيق بجانب شعورها بالغيرة ! .
ظل ينظر لها ببرود و إستمتاع مما زاد عايدة غضبا ، فأقتربت منه و امسكته من ياقة قميصه و قالت بغضب جامح 
- مش هسمحلك تكون لغيري مهما حصل .. أنت ليا و كل حاجة ليك ليا ، فاهم؟! 
بعد ان انهت جملتها لمحت ريحانة التي تقف امام بابا غرفة الطعام ، فقالت له و هي تنظر لريحانة 
- اللي في قلبك ريحانة؟ 
نقلت نظراتها له و قالت بحزم 
- صدقني مش هسمح بدة ابدا 
و من ثم اقتربت منه و وضعت شفتيها على شفتيه دون تردد او إحراج ، فصدمت ريحانة مما فعلته عايدة و ظلت تحدق بهم و هي تشعر بالغيرة و الغضب! ، فأخفضت رأسها لكي لا ترى ما يحدث و لكنها لم تستطيع حيث رفعت نظراتها مرة آخرى لهم و بدون ان تشعر تقدمت منهم بخطوات غاضبة ، لا تعرف ما سبب غضبها و لكنها غاضبه ، توقفت قبل ان تصل لهم و إرتسمت على شفتيها إبتسامة شامتة و هي ترى الشيطان يدفع عايدة بعيدا عنه بقسوة فأصطدم ظهر عايدة بالحائط بقوة و قسوة مما سبب لها الألم . 

يتبع....
تعليقات