رواية انبض بقلب حبيبي الجزء الثاني 2 الفصل الخامس 5 والفصل السادس 6 بقلم عائشة حسين



رواية انبض بقلب حبيبي الجزء الثاني 2 الفصل الخامس 5 والفصل السادس 6 بقلم عائشة حسين 





بدالفصل الخامس 
 هل كان صفير الرياح عويلا ام نحيب ثكلى وانفاس محموم لاهبه… ضرب الرياح نافذتها فارتعدت… نهضت تصارعها لاغلاق النافذه لكن الرياح تأبي الا ان تهمس بأذنها 
 رفرف القلب بين الحنايا والضلوع ،وضج العقل… نهضت بمراره تشاهد المعارك الدائرة بالخارج… ساقتها قدماها ،ارتجف الجسد وجحظت العينان صرخت وهي تصك وجهها 
 -ماما….. 
 هبطت بسرعه تصارع دموعها رفعت رأس والدتها عن الارض ..وضمتها لأحضانها بقوة… تلطخ فستانها القطني بالدماء… تعالت صرخاتها فردعتها صرخة عمتها 
 -اخرسي خالص… .
 اتسعت عينا ياسمين ،وتلبسها شيطان الغضب وضعت رأس والدتها ببطء وحذر ووقفت تجاه عمتها مدت كفيها وقبضت على عنقها بقسوة وعنف… 
 بدأت العمة تلوح وازداد اتساع عينيها خلعا ،ابتسمت ياسمين بتشفي وحقد وهي ترى عمتها تختنق وتسلب اخر انفاسها… هزتها بقوة نابعه من قهرها واحتضان عقلها لصورة والدتها المسجاة لاحول لها ولاقوة ..هتفت من بين اسنانها المطبقة وعيون تلمع بجحيم 
 -موتي بقا وخلصينا ..
 بدأت العمه تنازع تحاول ردع ياسمين لكن الاخيره تفوقها قوة وبأس… 
 بدات ياسمين تدفعها للحائط وتزيد من احكام قبضتيها على عنق الأخرى التي تتوسل بنظراتها ..
 دخل العم مندفعا بقوة وهو يهتف 
 -سيبيها… انتِ اتجننتي… 
 قيدها العم بقوة وحاول نزع كفيها لكن ياسمين كانت مستميته… واخيرا استطاع العم ونزعها بدا بصفعها وضربها حتى انهارت تنزف الدماء من شفتيها وانفها ..
 ابتعدت العمة تمسد رقبتها ،تتطلع حولها بغير هدى لا تصدق انها نجت من الموت المحقق… 
 زحفت ياسمين ناحية والدتها تبكي وتنوح…… 
 اتصل العم بالاسعاف التي اتت وحملت المصابه ،فيما تكالبت ياسمين لتصعد معها مما دفع المسعف ان يرضخ ويأخذها ..
 عاد العم للمنزل وجد اخته مازالت تمسد رقبتها صرخ بها 
 -ايه الي عملتيه ده… ؟
 رمقته العمة بنظرات جليديه ثم هتفت ببرود 
 -الي لازم يحصل… .
 اقترب منها قبض على مرفقها واوقفها لتواجهه لايما 
 -انتِ اتجننتي ..وصلت للقتل .
 حاولت نزع ذراعها والتملص منه مبرره 
 -وانا ايش عرفني هتموت كنت بأدبها… واسكتها علشان متعارضناش .
 دفعها لتسقط متهاويه على المقعد وهو يضرب كفيه بقلة حيله 
 -واهي ماتت… هنتصرف ازاي دلوقت ..؟
 اعتدلت عاقده ذراعيها وهي تبث فحيحها 
 -أنت خايف ليه… ماتت خير وبركه عاشت يبقا يحلها الحلال ..
 جز على اسنانه واسترسل بحنق وصل لاخره 
 -الله يخرب بيتك وبيت دماغك .
 غادر من امامها ،فيما لوحت هي بلامبالاه .. امسكت المرآة تتطلع لرقبتها ،وعيون تلمع بانتصار 
 ****************
 ركضت هنا تفتح شرفتها بإبتسامة تداعب ثغرها طربا بمياه المطر ....وقفت تفرد كفها مستقبله القطرات بسخاء ونشوة… ليصدع صوت سيف بالأعلى محذراً
 -ادخلي ياهنا لاتبردي ..
 اعطت ظهرها لحائط الشرفه ورفعت عينيها قائلة 
 -لا مش هبرد ياسيف… 
 هز رأسه بنفاذ صبر واعاد تحذيره 
 -ادخلي طيب… ياأما تطلعي عايزك .
 ادعت التفكير ثم هتفت قائلة 
 -طيب لو طلعت تخليني اقف تحت المطر .
 ابتسم لها بمهادنه وهتف بحبور 
 -طيب تعالي… 
 دخلت الحجرة واغلقت الشرفه عدلت من وضع حجابها وغادرت راكضة ،في دقائق كانت تمتثل أمامه ....تفحصها بأهتمام واضح كانت نظراته غريبه عليها بها شئ خفي… هو نفس لايعرف سر تلك النظرات شي داخله يدفعه لان يحفر ملامحها .
 عقدت هنا حاجبيها وتقدمت متسائلة بحبور 
 فين الناس ..الي هنا ..؟
 تقدم سيف ببطء وعينيه لاتفقد اثرهما ..يهمس بثقه 
 -وأنا مش كفايه… ؟
 رمشت بعينيها تتطلع حولها برهبه ،فتلك النبره لاتبشرها بخير… 
 قطع استرسال افكارها هتاف ياسين 
 -العيب فمين يازمن ،بندفع تمن ذنب ناس تانين 
 بتر ياسين عباراته حينما لمح هنا واقفه وصاح ضاحكا 
 -مسعده هنا… .
 عبثت هنا وزمت مردفه بحنق 
 -ياسين… وبعدين بقا ...؟
 ضحك ياسين وجلس قائلا 
 -اه طبعا خايفه على منظرك قدام حبيب القلب ،. … .بس سؤال ياهنا انتِ بتحبي كتلة الغلاسه ده ازاي ..؟
 ارتبكت هنا وزاد تور وجهها خجلا لتهمس بعتاب ونبرة رقيقة 
 -اخص عليك ياياسين… .متقولش عليه كده .
 كان الآخر يقف بكل غرور يدس كفوفه داخل جيوب بنطاله يلتهم ملامحها المحببه بشغف ..
 مصمص ياسين وهو يهتف بتهكم ساخر 
 -ياعيني… ماكان غلس دلوقت اخص عليك ياياسين… حله ولقت غطاها… سبحان مغير الأحوال… .ذم ياسين فمة واتجه للمطبخ قائلا 
 -هروح اشوف حاجه أكل النقاس مع الي زيكم بيجوعني ..وأنا مش حمل بهدله ضعف وفقر دم ..
 اقترب سيف من هنا وحينما حاول مسكها خرجت إيمان من الحجرة… ترفع خصلاتها للأعلى بمشابك الغسيل… ترتدي كنزة صوفيه باكمام طويله… وبنطال جينز… 
 حملقت فيها هنا مستفهمه 
 -ليه كل ده… .؟
 هزت إيمي رأسها مجيبه بحماس 
 -برد ومطر… .والواحد صحته بالدنيا .
 خرجت والدة سيف تلحق بركاب المرح قائلة 
 -ازيك ياهنا… .
 تقدمت هنا لتساعدها ،واحتضنتها تقبل وجنتيها قائله 
 -ازيك ياطنط… 
 جلستا على المقعد ،ثم هتفت وداد 
 -اتصل ياسيف بطنطك ماجده وعمرو ييجو يتعشو معانا واهو نشهر وندردش بماان بكره اجازه 
 اومأ سيف بترحاب وسعادة وهاتف عمرو الذي استغل الفرصه وحضر ركضاً .أما والد هنا فقد سافر باكرا لوجود عمل مهم ..
 قام سيف بتهيئة المكان… جلس الجميع ملتفين في وضع دائرة… سيف وهنا بجانب بعضهم وايمان وياسين بجانب بعض وماجده ووداد واخيراً عمرو الذي ظل يضع قبضته تحت ذقنه يزفر بين الحين والآخر بعجز وقلة حيله .
 همس سيف في أذن هنا 
 -نونه… 
 التفتت له هنا بعيون تلمع قائله 
 -عيونها… .
 ابتسم سيف بزهو وهمس قائلا 
 -ممكن اطلب طلب… 
 شعرت هنا بجدية الموقف وسارعت هامسه بتاكيد 
 -اكيد… .
 صمت سيف قليلا ينظر لها ثم عاود الهمس قائلا 
 -ممكن… اقصد ..نفسي تقولي لماما ياماما… 
 كتمت هنا ضحكتها داخل صدرها على منظر سيف وخجله من الطلب… فكرت بحيله… ثم صمتت لفترة طويلة وانكست رأسها… مماجعل سيف تنحسر ابتسامته ويشيح هامسا بحزن 
 -عارف أد ايه بتحبي مامتك… بس كان نفسي معرفش ليه… ؟
 نهضت هنا بعد فترة قصيرة اجادت فيها اللعب بأعصاب الآخر… وتقدمت ناحية وداد هاتفه 
 -ماما وداد… .اعملك قهوى ولا شاي… 
 تطلع الجميع فاغرين فمهم ناحية هنا الواقفه عينيها منصبه على حبيبها تنتظر رد فعله… 
 عض سيف جانب فمه بتوعد لها واشاح بملامح مقتطبه بعيدا… .
 هتفت وداد بسعادة 
 -حضريلنا العشاء يانونه بالمره ..
 هتفت هنا وهي ترمق سيف بنظرات ذات مغزى 
 -طيب حد يساعدني فيكم ياقوم… 
 لم تجد هنا من يرد ..فغادرت للمطبخ متحيره ،واثناء وقوفها أمام الموقد… شعرت بذراعين تتسللان وتحيطان خصرها بتملك… ..ارتعش جسدها خجلا لكنها ظلت ثابته… همس سيف بحراره وهو يقترب من أذنها
 -متشكر… .
 اجابت هنا ببرود ظاهري 
 -فالخدمة يااستاذي… وابعد بقا لا حد يدخل .
 همس سيف وهو يقترب اكثر ويضمها أكثر 
 -محدش يقدر… .
 لتجلل ضحكة ياسين المطبخ ويغني هازا كتفيه 
 -وعملنا البحر طحينه وكتبنا عليه اسامينا ولاحاجه تأثر فينا 
 انتفض الاثنان خجلا ،وابتعدا… أما ياسين فسحب كرسي وجلس واضعا ساق فوق الأخرى يملي طلباته على هنا… 
 جز سيف على اسنانه بغيظ من افعال ياسين… واقتحامه للمطبخ رغم تحذيره له قبل ان ياتي بالايقترب لكن ياسين ممن يفعلون العكس… دائما 
 جهزت هنا الأكل بسرعه والتف الجميع يتناولونه بسعادة… لاول مره قرب سيف الطعام من فم هنا ..مماجعلها تتسمر خجلا وتتخبط فرحا… هز سيف رأسه كعلامه أن تفتح فمها… 
 هتف ياسين بغبطه 
 -يادين النبي… .الحب ولع فالدره ياسعديه… 
 فتحت هنا فمها وتناولته من سيف .
 تبادل عمرو النظرات مع إيمان التي اشاحت متصنعه الانشغال لكن اوتار قلبها تعلن برضوخها ونظراتها المتلهفه توشي بما تكنه ،تراقبه خلسه كما يراقبها .
 واثناء جمع الاطباق ..ضرب البرق بقوة فارتعدت هنا وافلتتهم من يدها ..وارتجفت رهبه… تقدم منها سيف ملهوفا هلعا متسائلا 
 -في ايه ياقلبي… .
 اتسعت عينا هنا واجابت بنبرة مرتعشه ،وهي تضع كفها على صدرها 
 -مش عارفه ياسيف ..حسيتها صرخه… وصلت لقلبي ..
 ابتسم سيف بشحوب وهمس وهو يداعب وجنتها 
 -بتخافي منه… ؟
 تطلعت له هنا بأعين زائغه وهمست وهي مازالت ترتعش 
 -لا خالص… بس معرفش ايه حسيتها قبضه فقلبي ياسيف .
 ود سيف لو احتضنها ليهدأ من روعها ،لكن خجله منعه من فعل ذلك أمام الحاضرين… .بالاخص كاميرا الترقب المسمى ياسين ..الذي يسجل كل شارده ووارده… 
 انتهت الأمسيه وهنا بقية الوقت واجمه شارده تختطفها الافكار… وتتخبط دقاتها بين جنباتها ،يتعالى وجيب قلبها وينخفض ومع جل انخفاضه تضيق انفاسها… .غادرت تحت انظار سيف الحزينه… .ونفسه التائقه لقربها وتهدأتها… 
 ******
 الفراق ....جسد شغوف يتشح بالسواد يجلس في طرف المكان ينتظر عابثا بمكنونات المفارق ...يبتسم فتظهر انيابه يتغذى على الخوف والحزن المرتسم في الوجوه ...يراقب بصمت يحتضن الزمن ويغفو على عقارب دقاته 
 حل الأرق ضيفاً ثقيلا على الجميع هنا تتبعثر افكارها ،تشعر بشوش وسيف يجول بالشقه بغير هدف ....خواء ونظرات فارغه ...ساقته قدماه لحجرة والدته طرق فاجات بالدخول ،دخل بثقل متسائلا 
 -لسه صاحيه ياأمي ...؟
 توقفت عن مداعبة خرزات مسبحتها ،ترفع وجهها المضئ هامسه وهي تضرب على جانب فراشها 
 -تعالى ياحبيبي ....
 اقترب سيف بفرحه طفل صغير جلس بجانبها محتضنا كفها ،حدجته والدته بنظرات غريبة بها لمحه من الشوق غريبة ...جعلته يهمس 
 -الجميل بقا سهران ليه ...؟
 رفعت وداد كفها وملست بحنو على خده قائلة بنفس لمحه الشوق 
 -تعرف انك شبه ابوك اوووي ياسيف .
 ضحك سيف مداعبا بشقاوة 
 -امممم قولي بقا انه وحشك ..
 انزلت كفها تمنع نفسها عن التحديق به لتجيب بابتسامة رقيقة 
 -اكيد دا عشرة عمري ....عادت تحرك خرزات مسبحتها قائلة 
 -أنت زيه فكل حاجه الا حاجه واحده.
 قطب سيف جبينه قائلا 
 -ايه هي بقا .....
 صبت وداد نظراتها ناحية سيف ،تطلعت لعمق عينيه مردفه بصدق 
 -عدم الصبر والتحكم فالغضب ....ياسيف ...
 تراقصت ابتسامة على ثغرة .واقترب طابعا قبله على كتفها بحنو فباغتته بحديث ثقيل على نفسه 
 -اصبر ياابني ....افهم ...واتحكم فغضبك متخلهوش يعميك ،ويضعف عزيمتك ...خليك قوي بثقتك فالله ..
 ذهول مغلف بحيرة شعر به سيف ليهمس بمششاكسه -مالك بس ياامي ....وايه الكلام ده ..متقلقينيش .
 تغاضت عن حديثة واكملت بشرود ارعبه 
 -هنا ....اوعى تخليها نقطه ضعفك ياسيف خلي حبك ليها مصدر لقوتك ياابني .
 ارتجف سيف ،وتضاربت افكاره لكنه قطعها بقيامه وهتافه 
 -لا بقا انا اقوم انام ...مش مرتاح .
 ابتسمت ببشاشه وعادت لتتأمله مضيفه 
 -في ايه منصحكش ابدا ....
 هز سيف رأسه برفض معنفاً 
 -لا لا ...بالطريقه دي مش عايز ..تصبحي على خير 
 اقترب يطبع قبلة ،ثم سار ناحية الباب ...لكنها استوقفته بطلب هز كيانه 
 --خلي بالك من ياسين ياسيف ....ومن نفسك وافتكر كلامي كويس كل محنه بعدها منحه وجزاء الصبر كبير
 استدار سيف يبتلع ريقه بفزع ،انزلقت عيناه عليها بجزع ،ليركل افكاره هازيا ...
 -لا بجد في ايه ياامي ....
 افاق سيف من غمغماته المرتعشه على ذراعي والدته تفتحان ...بانتظار اندفع سيف ناحيته يحتضنها بقوة كانت قوتها هي ندا له ...وطال العناق واستبد القلق به ليبتعد هامسا بحشرجه وصوت مخنوق 
 -مالك ياأمي ....
 ضربته بحفه على خده معاتبه 
 -ميبقاش قلبك خفيف كده ....بوصيك محدش ضامن عمره 
 عاد سيف يحتضنها ودموعه تتعلق بأهدابه في خجل 
 -ربنا يخليكي ليا يارب .
 همست بحبور زائف 
 -مقلقش ياحبيبي ....بس اهي هلفطه ...
 رفض سيف الخروج فلامته برقة 
 -يلا بقا علشان الحق انام ...قبل الفجر ...خرج متزمتاً ،يجر ساقيه بتثاقل مرير ...دخل حجرته وركن الى الحائط يطلع للخارج من خلف زجاج الشرفه ..لاول مره ينتظر بزوخ الفجر برهبه .
 وخيم الصمت والسكون الا من ضحكات الفراق وشغفه ،اندفع يتراقص بين الجفون ....لا يخفي سعادته ويتباهى بسطوته ....
 واعلنت الشمس خروجها على استحياء ،تتخفى بين الفنيه والأخرى خلف سحابات اليأس ،....وتبخر الفراق بعد ان تغذى على ضالته .
 افاق سيف على ضربات ضوء الشمس ،...نهض بتكاسل ...متجهاً للخارج ...اول شئ قام به هو تفقد والدته بحث عنها فالشرفه كعادتها ،...والمطبخ فلم يجدها فاتجه لحجرتها ...طرق فلم تجيب تأكل قلب سيف قلقا ...فاضطر لفتح الباب ....وجدها ساكنه مكانها ...حرك ستائر النافذه وهو يهتف 
 -ايه الكسل ده ...يادودو .
 شعر بالسكون يحيطه ،...فسارع مقترباً من فراشها لمست كفه جبينها فانتفض ،جسدها بارد كالصقيع ...انحنى سيف يهمس بارتباك 
 -امي .....
 وزاد النداء حتى تحول لاستجداء وتوسل 
 -امي ...في ايه ...
 اسدل الحزن ستائره وانتفض لسيف وهو يتصور الفكره ،يتخيلها ....نهض محملقا في جسدها وهو يرتجف وكأن حمى تلبسته ..عاد جالسا مره أخرى ...يهزها بقوة يدفعهاخوفه ويزج بها المجهول الذي ينتظره ....
 دخل ياسين الحجره قائلا بتثاؤب 
 -في ايه ياعم .....
 سكن ياسين وهو يراقب سيف جاحظ العينين ،اصطبغ وجهه بالقلق واقترب بعد انا همس سيف 
 -ماما ياياسين ...
 دق ناقوس الخطر اذهانهم .ليدلف ياسين بتخبط يفتح الباب يبحث عن مغيث ،عقله يرفض الفكرة لكنه يرددها بتساؤل 
 -ماما ماتت ...
 لكن القدر لم يمهله ليعطيهم الصفعة الأخرى ،سد رجال ضخام الجثة الباب هاتفين بعنف ارتسم على ملامحهم 
 -سيف الرازي ...موجود 
 حرك ياسين رأسه بتشوش ،نقل نظرات بهستيريا بين حجرة والدته والرجال ...لكنهم لم يمهلوه الرد ودفعوه باحثين بدقة وصمت عن هدفهم ...
 شعر سيف بالحركة ،وحينما تطلع للباب وجد من يسأله بجفاء 
 -أنت سيف ...؟
 هز سيف رأسه وحرك نظراته ناحيتهم 
 لينكب عليه رجلان ويقيدان ذراعيه ،كان من الغفلة والمفاجآة ما جعله يصمت ،ويرمش بذهول ...قادانه للخارج لكنه تحكم في غصته متسائلا 
 -في ايه ...؟
 هتف آخر وهو يضع كفه على كتفه مضيقا عينيه بثقة 
 -هتعرف فالقسم ...
 اخذاه للأسفل امام ناظري ياسين المرتجف ،...الذي لم يتمالك نفسه وجلس بركن منزوي يبكي كالاطفال ....لكن بدون مقدمات اندفع للاسفل باحثاً عن من ينقذه ويلوذ به .
 كده ...كده ياقلبي ياحته مني ياكل حاجه حلوه فيا ،كده كده هتمشي وتسيبني وحدي فالحياة والدنيا ديا ...يعني مش هشوفك تاني هنا ...مش هلمسك مش هحكي ليك عن حاجه وجعاني .
 بعد مرور ساعات ربما في اعراف الحزن دهور طويله لا قبل لنا بها ....
 وقف ياسين يراقب المشهد بعينين مغرورقتين بالدموع ،لوح له الفراق بسخرية وهو يتوارى خلف التراب مع والدته ...شد أدهم على كتفه بقوة هامسا 
 -شد حيلك ياياسين .
 لم يتمالك الأخير نفسه ودفع نفسه لأحضان أدهم يبكي بحرقة ،
 أما الأخر فهو مكبل عاجز وكأنه القي في دوامة وبئر سحيق متشتته افكاره بين والدته ومايحدث له .....
 ..أما هنا وإيمي فهما جالستان تتباعدان كل واحد تنزوي بركن بعيد عن الأخرى ...دموعها لاتتوقف والافكارها لا تتوقف ..
 تحاول ماجدة جاهدة أن تثني اي منهما ،عن اعراضها عن الطعام لكن لافائدة ،اجابه متمثلة في شئ واحد ...الا وهي الدموع ..
 ***************************
 على جلستها منذ أن دخلت المشفى متكومة في ركن تراقب الجميع بصمت وتبلد ،قلبها يخفق بين جنباتها وعقلها يدور في شريط سينمائي طويل عما سوف يحدث لها أن ماتت والدتها ....
 واخيرا شعرت في جنبها بركله قاسيه ،جعلتها ترفع رأسها وتحدق فالشخص بنظرات سوداء 
 هتف بجفاء وعيون تشع برودا 
 -قومي روحي ...بلاش فضايح ...
 عادت لوضعها هامسة بصقيع نافر 
 -مش همشي غير لمااطمن علي امي .
 -وافرض مطمنتيش ،او ماتت هتفضلي كده .
 نطقها بجمود وغضب ،اشعل فتيل قهرها ...لتنهض موازيه له تضع عينها بعينه في تحدي صامت اجفله عن المتابعه وجعله يرضخ ويخفض هو نظراته في تهرب واضح ...
 بذرة حنين غُرست في قلبها ،لاتدري لما شعرت بافتقاده ...شعور بالاحتياج له تملكها وطغى عليها ....تريد حنانه وان كان كاذبا تريد مساندته وان كانت مزعومة ....لاحت لها صورته وكأنهاطوق نجاة ...شردت للبعيد وصوت خافت ينادية 
 -فينك ياقاسم ...
 لم تستطع كبته او مجاراته بالافصاح علانيه انها تريده الان ...تريد نظراته التي تحيطها بالعنايه ...وتشملها بالرعاية ...
 فاقت على صوت عمها الحازم ....
 -قومي روحي جايلنا ضيوف ...لازم تكوني موجوده .
 الذهول في قاموسها لا وجود له ،ففي صحائف من كمثل عمها لا داعي للدهشه او الذهول ...هو للقسوة عنوان لكل شئ..، ونهج يتبعه بحرافيه وتلذذ .
 صاحت لا يلجمهاخوف او يردعها زعر 
 -مش همشي ....من هنا ...
 عدل العم ملابسه نافضا غبار وهمي ليرد بإزدراء واضح 
 -خلاص هروحها معاكي ....
 تصلب جسدها في مكانه ،وتباطئت خطوتها بتردد همست 
 -يعني ايه ....
 استدار العم يلوح بكفه بعدم اكتراث 
 -الي فهمتيه ...واظنك عاقله كفايه ..
 استوقفته ممرضه قائلة برسميه 
 -لوسمحت يافندم ،اتفضل للحسابات ضروري .
 حدج العم ياسمين بنظرات ثاقبه وثغر ملتوي في سخرية وقال بتهكم صرع انفاسها 
 -اهي بنتها قدامكم خليها تدفع ....
 دلو من الماء المثلج صب فوق رأسها فاستحالت قوتها ضعفا وانهارت ارضا تعانق عينيها بياض الارض ...لقد وضعها في مأزق ،واحكم دائرة الخناق حولها ...
 *******************
 امتثل سيف أمام وكيل النيابه...الذي هتف برسمية 
 -حضرتك بتنكر اعتدائك على الطالبه 
 )نيرمين الوكيل (....
 ضاق سيف ذرعاً وارتفع صوته ناكراً 
 -محصلش والله ماحصل .
 انحنى الضابط للامام مسترسلا بعملية 
 -تفسر بأيه وجود ساعاتك بجانب المعتدي عليها ..؟
 زفر سيف بقوة ،ثم رفع كفه ممسدا جبهته بتعب ...ليتابع 
 -قولت لحضرتك اني نسيتهافالمدرسه .
 تابع وكيل النيابه اسئلته 
 -الطالبه قالت ان الاعداء عليها تم الساعة 1والعامل قال أن مفيش حد غيرك كان موجود فالوقت ده ...وانه شافك وانت داخل المدرسه بسرعه ....تفسر ده بأيه ..؟
 هتف سيف بضعف اظهرته نبرته 
 -انا فعلا رجعت تاني لاني نسيت الساعه وورق ...ورجعت علشان اخدهم ..لقيت الاوضه مقفوله فاضطريت امشي ..
 اتكأ وكيل النيابه بملل قائلا 
 -العامل كان موجود ليه لو كلامك صحيح مطلبتش منه يفتح ويجبلك حاجتك .
 نظر سيف امامه بخواء مردفا 
 -لان كان معايا مشوار مهم ..وكنت اتأخرت .
 نهض وكيل النيابه من مكانه وتقدم قائلا 
 -وقت وقوع الجريمة كنت فين ...؟
 شرد سيف قليلا ليستحضر صورة نجوى وهي تتوسله وتحول جعله يقسم بالا يخبر احد انه يعلم بشئ او انها اخبرته بشيئاً .
 افاق سيف على حث الوكيل له من خلال طقطقته بالقلم ليقر سيف 
 -في البيت ....
 تابع وكيل النيابه قائلا 
 -عندك شهود على كلامك ...او حد شافك وانت خارج من المدرسه تاني .
 اغلق سيف عينيه ،لايريد الزج بياسين وهنا وعائلته في تحقيقات ونيابه ...لذلك اضطر ليحسم الامر قائلا 
 -لامحدش شافني ..ومعنديش شهود ....
 صمت سيف برهة ليرفع نظره قائلا 
 -والله العظيم ماأنا .
 عاد الوكيل ليجلس قائلا بأسف 
 -للاسف كل الشهود والاثباتات تدينك ياسيف ،البنت اثناء وقوع الاعتداء قالت ان في حد نادى عليك وقالك يلا ياسيف ....قبل ما حد ييجي ...دا غير وجود ساعتك في مكان الاعتداء ...وشهادة عم صلاح بانه شافك فعلا راجع للمدرسه ،وانك الوحيد الي بتأخر الطالبات للوقت ده .
 هتف سيف بقوة دافعاعن نفسه التهم 
 -انا فعلا باخرهم وده لاني مش مدرسهم الاساسي وهما كانو طالبين مني بعض الشرح قبل الامتحان ونظرا لانشغالي طول اليوم بعملي بضطر اخد الحصص الاخيرة واراجع للصفوف الأولي لقرب امتحاناتهم .
 هز وكيل النيابه رأسه وهتف بإقرار وهو يمسد رابطة عنقة 
 -قررنا نحن وكيل النيابه --------حبس المتهم سيف الرازي اربعة ايام على ذمة التحقيق على أن يراعى التجديدفي الميعاد .
 مع انتهاء كلماتهضغط الزر الموضوع بجانبه ودخل الشرطي ليقيد سيف بأساور حديديه ويسير به حيث زنزانته ..
 **********************
 هتفت جهاد وهي تلملم اوراقها ،
 -عم راضي مجاش انهردا ...
 تقدمت صديقتها قائلة بأسف وحزن 
 -مسمعتيش بالي حصل دا الموضوع مالي الجرايد .
 انتبهت جهاد وتركت اوراقها قائلة بحيرة 
 -خير ...
 ثبتت صديقتها عويناتها مردفة 
 -حفيدته ياستي ...مدرس في مدرستها قام بالاعتداء عليها ...
 ارتدت جهاد كما لو صاعقة اصابتها لتهمس بدهشة 
 -ايه .....ازاي ده ....ومين المدرس ده .
 فتحت صديقتها اوراقها تقرأها متابعة بعدم اهتمام 
 -اهو واحد فاسد من الي بنسمع عنهم اليومين دوووول .
 ضيقت جهاد عينيها قائلة وهي تحمل حقيبتها 
 -منهم لله ...ناس مبتراعيش ربنا ...ثم تبدلت ملامحها وهتفت باهتمام 
 -هي فمستشفى ايه ...؟ والمدرس ده اسمه ايه وفمدرسه ايه ...
 ضحكت صديقتها متابعه بتأوه ساخر 
 -اه ....طالما جهاد حطت مناخيرها يبقا الله يرحمك يامسكين .
 تابعت جهاد بتحدي وهي تقسم 
 -مش هسيبه لو ثبت ادانته ،مش هسيبه غير وهو مع عشماوي .
 **************
 رأيكم ..ريفيوهاتكن ..بقا ....



الفصل السادس 
جلست فادية بجانب رقية تتفحصها باعين حانية ، مدت كفها تملس بحنان هامسة
-روكا قومي ياقلبي علشان نفطر سوا .
تململت رقيه في نومتها وابتسامة شقية داعبت ثغرها الوردي لتنهض بتكاسل قائله 
-صباح الخير يافدوتي .
حركت فادية كفها واحتضنت فك رقية قائلة 
-صباح الفل قومي بقا نفطر سوا قبل مااسافر .
عبست رقية وتحولت ابتسامته لتعضن مستاء مماجعل فادية تهمس بعتاب 
-قولناايه بالليل هما يومين وهرجع ....وانتِ عارفه شغلي ياروكا .
تشبعت ملامح رقية بابتسامة مزيفه واقتربت قائله 
-خلاص يافدوتي ....بس بتوحشيني .
بريق من رضا والحب اضاء عيني فادية لتجذب رقية لاحضانه تغمرها هامسة 
-وانتِ كمان بتوحشيني ياروكا 
ابتعدت فادية عنها تجلب لها الجهاز خاصتها وتقترب لتلبسها اياه ، انكمشت رقية وتجمدت ابتسامتها على شفتيها .......امر ساقها شائك جدا وجدار تمنعها ورفضها المساعدة لاتريد من احد ان يتعداه هى حساسه جدا قبيل هذا الامر ......فادية لا يخفى عليها اضطراب رقية فازعنت لرغبتها البادية فعمق نظراتها وضعته بجانبها وابتعدت تخطو للخارج قائله 
-نسيتيني البيض ياروكا يلا بقا .
شكرت رقية بداخلها تفهم فادية لها ، كم هي ممتنه لها ...
صوت زقزقة عزف على اوتار ضحكتها لتنطلق بعد ان ارتدت جهازها ناحية عصفورين اقرنت قولها بوضع بعض حبات الطعام لهم 
-صباح الفل يازقزوقة ...شكلك مبسوطة اوي ...بس انا مش مبسوطة علشان مشفتهوش تفتكري راح فين ؟
اصدرت العصفورة صوت ناعم دفع رقية للضحك قائله 
-امممممممممم طيب ياستي هطلع افطر مع فدوتي وارجعلك نكمل تنجيم .
، جلست تاكل فاقدة الشهيه تتلاعب بفتات خبزها،هتفت فادية محذرة 
-روكا مش ناكل كويس ، دا زقزوقة متأكلش اكلك ده .
جعدت رقية انفها معترضه 
-ده اكلي يافدوتي .
ضربت فادية جبينها لائمة 
-يوه نسيت .
استفهمت رقية بحيرة
-نسيتي ايه ....؟
-ادهم ....
نطقتها فادية محاطة بابتسامة ماكره وتركت باقي حديثها معلق يتردد صداه داخل قلب الاخرى،غادرت وعادت تحمل بين كفيها طبق مغطى، الفضول دفع رقيه ان تتسائل 
-ايه ده .....وماله ادهم .
وضعت فادية الطبق امامها قائلة ببطء 
-ادهم اداني الطبق ده وقالي ادهولك وانا نسيت التهمت السعادة ملامح رقيه الجامدة قربت الطبق بشغف احاط انفاسها المتلهفه صرخت وهي تصفق 
- مخروطة ....
بدات تاكل بنهم حد الشراهه،تستحضر صورته المشاكسة بين جفنيها فتعلو شهيتها وتتعمق ابتسامتها بينما هي على هيامها كانت فادية تراقبها باستمتاع لكن ذلك الاستمتاع صدع وحل محله الحزن تتسائل داخلها هل ادهم يحب رقيه كما تحبه ؟ هل يشعر بنفس مشاعرها ؟
هى خائفة من ان يكون اهتمام ادهم مجرد شفقه ولين فالتعامل ليس الا تلك الفكرة تجزرها ويلغب احيانا عليها طابع اليقين فادهم كما عهدته بشوش مع الجميع حاني القلب ورقيق مرهف الحس . تخاف من صدمة تلك على رقية فيبدو انها متعلقة به للغاية ترى ذلك في ابجادية نظراتها حين تسمع اسمه ولهاث انفاسها حين تراه، افاقت على همهمات رقيه لتضيق عينيها قائلة 
-اكلي وحش واكل سي ادهم حلو .
اسبلت رقيه جفنيها خجلا وهمست 
-لا بس انا بحب المخروطة اووي .
استرسلت فادية بمشاكسة 
-وسي ادهم عرف منين انك بتحبيها ....ولا في حاجات انا معرفهاش ياست روكا ؟
رفعت رقيه نظراتها المهتزة وامالت راسها قائلة 
-لا ابدا يافدوتي ....بس بابا الله يرحمه كان بيجبهالنا من البلد وكنت بحبها واحيانا ماما لما كانت بصحتها كانت بتعملهالي....وادهم شافها معايا مره واكل منها وعجبته وطلب مني اعاينله منابه ....تحشرج صوت رقيه واختنق بغصة بكاء وتابعت قائله 
-بس لما بابا مات محدش بقا يجبهالنا وادهم جبهالي كام مره ولما سالته قالي ان واحد صاحبه صعيدي والدته بتبعتهاله وبيديله وهو قرر زي ما كنت بديله هيديني .
هل القى بها حديث رقية المتواري بين غياهب الحيرة ، همهمت بنظره حادةة 
-مش فهماك ياادهم ...؟

خلت الاصوات الا من صوت نشيج ياسين الباكي رغم كونه نائم الا انه يبكي وينازع في احلامه ، همست ايمان وهي تجاهد دموعها 
-وبعدين ياادهم ....؟
دفن ادهم وجهه بين كفيه بارهاق واضح ليرفع راسه هامسا 
-مش عارف يا ايمي ....القضية صعبه جدا والادله كلها ضده .
تعالى بكاء ايمان وعادت لتهمس بضياع 
-الحل ايه ؟....انا مبقتش عارفه ايه الي بيحصل ده ؟
صرخة ياسين باسم والدته جعلتهم ينتفضو مهرولين ناحية حجرته ركضو للداخل لكن اطرافهم تجمدت امام انتفاضة ياسين وهيئته وهو يحتضن ملابس والدته ،استدارت ايمان تضع ذراعها على الحائط وتسند راسها عليه باكية بحرقة ...
تنهد ادهم بتعب واقترب هامسا لايمان 
-وبعدين كفاية عليا ياسين ياايمي .
اندفعت ايمي ناحية المطبخ هامسة وهي تهز راسها رفضا ملتاعا 
-مش قادرة ياادهم مش قادره .
تركها ادهم وغادر ناحية ياسين اقترب منه وجلس يحاوط كفيه بذراعه قائلا 
-في ايه ياياسين ماتجمد كده مكنتش فاكرك عيل بالشكل ده .
شخصت عينا ياسين وبدا كمن تذكر شيئا غاليا والتفت مرددا بهذيان مرير 
-عايز اشوف سيف ؟
عاود ادهم الحديث بهمس هادىء 
-حاضر ياياسين بس ....
قطع ياسين كلامه وقد لمعت عينيه باصرار وتصميم 
-عايز اشوف سيف 
مسح ادهم وجهه بكفه واستسلم بقنوط 
-حاضر ياياسين هنروح ، ليصله صوت آخر ممتلىء عزما وتصميم ولم يكنالا صوت هنا 
-وانا كمان ياادهم .
جلس سيف يضم ياسين لصدره بقوة يربت بحنان على ظهره واما ذلك كله كانت هنا جالسه تتأكل غيرة فهو حتى لم ينظر اليها اكتفى باحتضان ياسين وتهداته وبضع كلمات مقتضبه رحبت بالجمع .
ربت ادهم على ساق سيف منهيا التناغم الحزين بينهم قائلا 
-ما تهدو بقا خلينا نتكلم .
لم يبتعد ياسين عن حضن سيف مما دفع سيف للقلق متسائلا 
-في ايه .....؟ وماما اخبارها ايه ...؟
صمت ساد واقترن بنظراتهم جعل سيف ينتفض ويحملق زاعقا 
-في ايه .....؟
همس ياسين بصوت خفيض متمزع 
-ماما ماتت ياسيف وسابتنا .
تصلب جسد سيف وثبتت نظراته تجمدت ملامحه الا من عضله في فكه اهتزت بعنف ....
نطق عمرو باسف 
-البقاء لله ياسيف شد حيلك .
تمالك سيف نفسه مبتلعا ريقه الجاف ، سيطر بقوة على بوادر انهياره وهمس بارتعاش
-البقاء لله .
لم تستطع ايمان كبح دموعها فنهضت وغادرت الحجرة ، 
هتف ادهم بجديه 
-سيف المحامي عايز يعرف كنت فين .....حسب كلامك انك كنت على موعد مع حد مين هو وفين ؟
احاط سيف نفسه بالصمت فاضطر ادهم ليعنفه 
-وبعدين ياسيف السكوت مش هيفيدك القضية مستوفيه وكل الادله ضدك .
اطلق ادهم زفيرا غاضبا ونهض يتبع ايمان ولحق بهم عمرو الذي اخذ بيده ياسين تاركل لسيف حرية الخلوة مع هنا لتسانده وتخفف عنه .
ظلت هنا تفرك كفيها بتوتر خانق ترفع نظراتها الغاضبه تجاهه وحينما طال الصمت اضطرت للنهوض واقتربت منه هامسة ببرود اجفله 
-البقاء لله .
رفع سيف نظراته وكم كانت خاوية بها بعض الذهول وكانه كان ينتظر شيئا لم يحدث ، جلست هنا بجانبه يكسوها الغرور همست وهي تمد كفها تضعها على كتفه 
-سيف القضية ....
قطع سيف حديثها ورفع راسه يتطلع لها بحنان امتزج بحزنه 
-مش انا ياهنا لو مستنيه انا اقولك فاانا بقولك مش انا ...انا مظلوم .
تشتت افكارها من مباغتته ابتسمت ابسامة ميته يقطر منها الزيف قائله 
-انا متاكدة من ده .
ليست متاكده هل انحنت شفتيه بابتسامة ساخره ام انها تتوهم لكنها ركلت كل ذلك وعادت لتهمس بنفس الارتباك 
-كنت فين ياسيف ....؟
عاد سيف ليهمس بامل واعين ذابله 
-كنت بره المدرسه ، مشوار ضروري .
همست بترقب وغضب 
-ايوة مع مين ....وليه خايف تقول الا لو كنت ....
رفع كفه كعلامه ان تتوقف وتصمت نظرة واحدة كانت كفيلة لان يعرف انه اساء الاختيار وانساق خلف جموح مشاعره ،ذلك الاهتزاز البادي في نظراتها افقده القدره على التحكم وحروف شكها المنسابه من شفتيها حفت بسم زعاف ، حينها فقط تذكر كلمات والدته له بخصوصها .....ثبتت نظراتها واختفي شغفه وشوقه خلف جدار بروده وذلك القلب الملتاع شوقا بين جوانبه هدأ حد الموت واختناق الانفاس ....فقط همسه تتوشح بسخرية وخيبة امل 
-امشي ياهنا ....
هي عنيدة قاسية تتحكم بها اهوائها تمردها اللعين اطفا بمياهه الباردة نيران شوقه اقتربت بثقة لا تملكها...
وهمست بتصميم 
-انت متغير كده ليه ...؟
هل هو يعاني خللا او ماشابه لهذا هل هذا وقت لتمردها ودلعها المبالغ به .عادت تسترسل بدموع 
-من ساعة مادخلنا مشفتش غير ياسين ....وانا 
صرخ بها سيف مفتقدا كل ذرة تعقل 
-وانا ....دا وقت عتاب ولا وقت تفكري فيه في نفسك مش شايفه ياسين ياشيخه داانا انا كنت مستني منك اقل شىء اشوف فعنيكي ذرة حنان دي امي الي ماتت .....اقترب سيف وهزها قائلا 
-عارفه يعني ايه امي .
تملصت منه هنا واتجهت ناحية الباب تبكي بحرقة ، خرجت وتركته يكابد ويحارب ألامه وحده.
********************* 

في زنزانة اليأس تحتضر الاحلام ويجلد الحزن الكيان بالنيران ، ويصبح الوجع صديق يواسي خيبة الامال .
هل تقودها قدماها ام تقودهاا نيرانها وخوفها من المجهول لاتدري كيف وصلت ولا كيف تحملت سيقانها تلك المسافة بين المشفى والمنزل حتى حرارة الشمس حدت من لهيبها رحمة ورأفة ، رفعت رأسها تناظر تجمع الغيوم كم بدت اشكالها مخيفة تبعث فين النفس الفزع لكن الفزع داخلها عليه ان يزاحم ليصل لعقلها الممتلىء بضجيج ....
تنهدت براحة عند اقترابها من الوصول نبتت ارادة جديدة لسيقانها المنهكة فركضت للداخل تتطلع حولها بأمل زائف ....
رمقتها العمة بحدة وهى تتابع تهذيب اظافرها لكن ياسمين كانت غير مباليه هتفت وهى تتطلع حولها 
-فين أخوكي ....؟
رفعت العمة رأسها ببرود واجابت بتهكم 
-معرفش ...
فلمعت عينا ياسمين بشراسة واضحة واقتربت منها ببطء مخيف اشعل حواس الاخرى توجسا وخيفه ، لتهمس وهى تزدرد ريقها بوضوح 
-اعتقد طلع بس جاي ....
وقبل ان تنهي كلامها قطعه دخول العم ، استدارت ياسمين وعينيها تنضخ الف عزم وتصميم ، صب العم نظراته الباردة ناحية ياسمين قائلا 
-خير مالكم ...
تدافعت ياسمين تسوق امامها شجاعة واهية تتشبث باطراف اللامبالاه تاركه خلفها كل ذرة تعقل،هتفت بقسوة واضحة 
-عايزة فلوس للمستشفى ....
جلس العم بأريحيه تفوح منها رائحة الكبر ليهتف أسف زائف 
-منين ياحسرة ...
صاحت ياسمين بغضب هادرمن اعماقها الموجوعه 
-من فلوسنا ....
اسبل العم جفنيه مردداً بخشونه 
-لاحولا ولاقوة الا بالله...
وقفت ياسمين بينهم تنقل نظراتها المحترقة بينهم فيما لسانها يردد
-عايزة حقي انا واخويا ....امي بتموت 
اصدر العم ضحكة تتشح بالسخرية قائلا 
-منين يادوب ابوكي الفلوس الي سبهالكم بنصرف بيها عليكم .
عادت ياسمين تصرخ بصبر نافذ ونبرة امتلئت وجعا 
-يعني ايه ...
هتفت العمة ببرود وهي تتطلع لاظافرها بتفحص 
-يعني مفيش وامك طلعيها والاعمار بيد الله لو ليها نصيب هتعيش .
تلك كانت القشه التي قسمت ظهر البعير بل كانت الريح العاتيه التى اودت بالعقل مودع الهلاك...
بريق عقد ذهبي اختلط ببريق عينا ياسمين المشتعلة ليشكلا حلقه تجذب كالمغناطيس.
اندفعت تقبض عليه بقوة تريد انتزاعه لكن عمتها استماتت فالدفع المصحوب بافظع الشتائم 
-يابنت الكلب عايزة تسرقيني .
نهض العم يفض الاشتباك قبض من الخلف على ياسمين مكبلا ذراعيها لكنها استدارت ونالت من وجهه عبث كقطة شرسه بخريطة وجهه مطمورة الملامح زانتها بابشع الجروح مما جعله يصرخ ناهرا ببذاءة تكاثر عليها وابرحوها ضربا حتى انتهت بين جدران حجرتها تسعل بألم نزيف انفها وشفتيها لايتوقف قهراً وحزنا ، تحالف مابين دمائها ودموعها صنع لوحة ملطخة عنوانها الحسرة والهلاك والتعاسة .
غائب الوعي دموعه تسن سيوفها رافضه مغادرة حصونها ربما لانها قد لاتحتمل كل هذا الوجع او تخليها عن حصونها سيدمر كبريائها الملعون فلا طاقة لها بكل هذا الالم الذي يضج بأعماقه .
لم تكن والدته بل صديقتة المقربه وسيدة قلبه عاش ثلاثتهم اجمل الايام واروع اللحظات ، نزعة شيطانيه او لنقل حنين وبصيص شوق لمعذبته رنى به لها ، ليتها كانت عاقله بمايكفي هو يريد احضانها كتعويض وبسمتها الحانية كبلسم لا عناد لا غرورو لا غيرة ، لم تكن متفهمه بما يكفي لتستوعب حزنه ....لما القلب دائما متسرع يسىء الاختيار ويتعمد ان يلقي باحضانه داخل احضان من صقيع ....يخفق دون تفكير وهدايه ....
ياسين حالته صعبة لم يظنه ضعيفا هكذا لكن المصاب جلل والامر عظيم هو بحاجه له عليه ان يتنازل لاجله ولأجل أمانه وضعتها غاليته في رقبته وعلى نجوى ان تتحمل نتيجه افعالها فلابد من عقاب قاسي حتى تتعلم ، 
قرر ان يعترف ويطلبها للشهادة لن تخذله اكيد نهض ينفض ملابسه وانساق بأمل ناحية الباب طالبا مثول ليفيض بما اخفاه ويطلق جماح لسانه المعقود صوناً وتقديراً
هجم والدها على الحجرة ينفث لهيب عضبه تبعته زوجته قائلة بحدة 
-في ايه يا راجل ....؟
تغاضي عن حديثها وانكب يقيد خصلات نجوى التي بلغ منها التعب واضعفها تمطوحت بين يديه بوهن ،صاح والدها وهو يشدد من لف خصلاتها حول كفه 
-النيابه طلباكي ليه يابت ...؟هببتي ايه ياوش المصايب ؟
ضربت الام صدرها مردده بصدمه 
-يالهوي نيابه عملتي ايه يابت انطقي ...؟
زاغت نظراتها وبدت اصواتها كما لو انها آتيه من بئر سحيق تشوشت رؤيتها وباتت الصور ضبابيه ...صمود ، مقاومة ....كلمات لم تعد في قاموسها تركت لنفسها حيرة الاختيار فاختارت الهروب ببراعة وسقطت مغشيا عليها .
صرخت الام بجزع 
-بنتي .....
بهتت ملامح الاب وجثا ملتاعا يحاول إفاقتها وبعد محاولات دؤبه من كليهما فاقت نجوى تتطلع حولها بزعر سيطرت عليها رعشة الخوف .... 
وقفت أمام وكيل النيابه تتجنب النظر لسيف تنكس راسها بانكسار فاسترسل وكيل النيابه بعمليه 
-ما قولك فيما نسب اليكي ....؟
تطلعت من خلف اهدابها لسيف بنظرة جانبيه ،ثم عادت لتنكس راسها وصوتها ينازع ليخرج 
-ابدا انا مقابلتش الاستاذ سيف .
صدمة وقعها كلكمة اصابته في معدته ، لكن سرعان مااخفى صدمتة خلف قناع السخرية ز
هتف سيف بحدة يشوبها الاسف 
-متأكده يانجوى أنك مقابلتنيش ....؟
هزت رأسها وغصة تخنقها وتزجرها غلبتها قائلة بثقة خادعه 
-محصلش ...أنا فالوقت ده كنت فالبيت وتقدر تسأل.
عاد سيف ليهتف بتعنيف 
-واتصالك يا نجوى وارقامك الي عالفون .
اغمضت نجوى عينيها تبتلع دموعها ثم عادت لتهمس بصوت خفيض تتملكة بدايه بكاء 
-التليفون ضاع مني ....من فترة يامستر .
تقوس فم سيف بسخرية وارتدى عباءة الصمت خرجت نجوى لكن قبل ان تخطو للخارج وقفت امام سيف تتحرك شفتاها بأسف وتهطل دموعها ندم لكن سيف اشاح بعيدا عنها ببرود رافضا بقوة ماتجود به عليه من اعتذار .


الفصل السابع والفصل الثامن من هنا




 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1