رواية انبض بقلب حبيبي الجزء الثاني 2 الفصل التاسع 9 والفصل العاشر 10 بقلم عائشة حسين
الفصل التاسع والعاشر مر يومان هما الجحيم بعينه سيف لايبرح حجرته منذ ان دخلها يرفض رؤيه احد يأس الجميع من تعنته ورفضه الخروج ، وان خرج لا يجلس معهم بل يغادر ويعود ليلا انامله لا تخلو من سيجاره الحارق ، لحيته نمت كثيرا وخصلاته شذبها فلم تعد الا قصيره مشعثة توشي بحالته المزريه ..... ضاق ادهم ذرعا ونهض متقدما ناحية حجرة الاخر طرق قائلا -سيف لو سمحت اطلع مينفعش كده انت مش عيل . لم يكمل ادهم كلامه اللاذع المصحوب باندفاعه الحانق وهجومة المتعمد حتى خرج سيف يحاط بغمامه من الدخان ، سعل ادهم بشده وابتعد عن باب الحجرة يتنفس بعمق وماان هدأ سعاله حتى نظر لسيف الذي جلس ببرود على المقعد هتف باستهانه -وهو ده الحل من وجهة نظرك . اهداه سيف نظرات لا مباليه ليردف بعد ان اخذ نفسا عميقا -قولي انت الحل يا سيادة الصحفي الهُمام . مسح ادهم وجهه يستجمع شتات امره ليردف بغضب -الحل انك تواجه متهربش وتستخبي تندب حظك اعتدل سيف يطفىء سيجاره ببطء مغيظ وهو يهمس ببرود -فطرتو ولا لسه ياادهم . رفع ادهم راسه مستغيثا ليعاود النظر له قائلا -سيف .... نهض سيف وسار ناحية المطبخ قائلا بنفس البرود لكن به لمحه من المراره لم يخطئها ادهم -ادهم بجد مش وقت كلام انا تعبان . لم يمهلة ادهم الحريه وسار خلفه قائلا بعنف -امال امته وقته فوق لنفسك ولحياتك ، الحياه مبتقفش على حد ولاشىء . استدار سيف صارخا بعيون مشتعله من الغضب والحزن -لا بتقف احيانا ...عارف امتى ؟ لما روحك تفارقك وانت متحسش بيها ، فبتقف .....لما بين يوم وليلة حد ياخد قلبك ويسيبك تايه ساعتها بتقف ، صاح ادهم بعناد مماثل وهو يجذبه من ذراعه -0وقفت نشغلها من تاني بروح جديدة وقلب اجمد ،وعقل فهم واستوعب ، نعافر علشان نعيش .. هدر سيف بحدة وعنف وهو يضرب الطاوله -ومين قالك عايز اعيش ...؟ اتجه ادهم ناحية الدرج واخرج نصل حاد ولوح قائلا بغموض وسخرية - خلاص خد موت نفسك - صمت سيف يضغط على خصلاته بقوة عاود ادهم لنهره قائلا -انت بتعاند مين ...؟والدتك وده قضاء ربنا اعترض بقا ، ومراتك باكي عليها ليه ...؟هى متستاهلش تعمل فنفسك كده علشانها حتتة بنت تعمل فيك كده ليه ؟ علشان بتحبها ....منعول ابو الحب الي يعمل فيك كده ...قلبك لو كسرك كده ارميه تحت رجلك ... رفع سيف كفه ناويا الهبوط بها على وجنة ادهم لتكون صرخة ايمي رادعه -حرام عليكم بتعملو فبعض كده ليه ...؟ توقف سيف عما انتواه واخفض كفه ليردف ادهم بغيظ وخيبه -ماتضرب ياصاحبي ...اظاهر انت مش عايز الي يفوقك حابب تعيش دور الضحية والمجني عليه ، ادفن راسك فالرمل ووقف حياتك وحياة الي حواليك . صرخت ايمي وهى تركض واقفة بينهم تتوسلهم ببكاء مش وقته ....شوفو ياسين فين ...؟ اعتلت الصدمة وجه سيف المتغضن بالم وهمس برهبة ماله ياسين ....؟ سخر منه ادهم قائلا بجمود وتعنيف -ماانت لو بيهمك حد كنت عرفت ان اخوك امانة والدتك ليه يومين مدخلش البيت ومش عارفين طريقة لكن انت موقف حياتك على ناس محبتكش ومغمض عينك عن االي بيحبوك ومحتاجينلك . اتسعت عينا سيف ونقل نظراته بينهم متسائلا بهلع ارتسم على محياه -مدورتوش عليه ...؟ هتفت ايمى وهى تكتم شهقاتها فيما قلبها يعتصر الما -ادهم دور عليه كتير ومفيش فايدة ....؟ ارتبك سيف وارتعشت كل خليه في جسدة ليستند على الطاولة وقد خارت قواه ،انسحب ادهم مشيرا لايمان باصرار وتعند -جهزي نفسك علشان نمشي . هتفت ايمان برفض وهى تقيدة من مرفقة متوسلة -وياسين .... نفض ادهم يدها وغادر قائلا -اخوة يدور عليه يمكن لما يحس انه السبب فضياعه يفوق ويعرف انه لسه الحياة موقفتش ولابتقف وان في حد محتاجله ، ولازم يفكر فيه زي مابيفكر في نفسه . تطلع له سيف مخفيا مرارتة خلف قناعه الصلب ، كل كلمة تفوه بها ادهم اصابته بجرح عميق نعم كان انانيا ونسى ان ياسين بحاجه له وانه بدونه ضائع لا محاله . انهار سيف على مقعده يسند جبهته على قبضتيه ، يجلد ذاته بسياط الندم ، فيما غادر ادهم وتبعته ايمي متوسله ان يظلا حتى يطمئنا على ياسين لكنه اصر بقوة وعناد فاضطرت ان ان تنصاع مجبرة وتغادر معه . وقفت فرحة تبعثر اشياء عاطف بهمجيه امتزجت بغضبها قائله -أنت هتقلب البيت غرزه ياعاطف . لوح لها عاطف بعدم اكتراث .فاستشاطت غضبا وواصلت تحطيم الزجاجات… ليهتف عاطف بغضب مجنون -ماتخرسي بقا هو بيتك لوحدك… وقفت فرحة تتخصر مشيرة بمقت -لا ياحبيبي… بيتنا كلنا ومش هسمحلك تعمل البيت غرزه لاصحابك الحشاشين . هتف عاطف وقد تلبسه مارد الحنق -مش ليكي متكونيش موجوده . التوئ فم فرحة قائله -ليه هو انت كمان عايز تجبهم وانا موجوده . ضرب عاطف صدغه في حركة لا مباليه هاتفا -اخلصي يافرحة متطيريش الدماغ الي عاملها . تأففت فرحة بضيق لكنها تماسكت هامسة بمكر -قسما بالله ياعاطف لو جبتهم تاني ماهيحصلك كويس . ابتعد عاطف هامسا بسخرية -انا مبتهددش ومحدش يحكم عليا . التقطت فرحة نفسا وهدأت من ثورتها قائلة بفحيح -اممم ولا حتى الدكتورة فادية . حملق فيها عاطف بقوة وملامح لاتفسر ،لتسترسل فرحة باستنكار -اظن الدكتورة لو عرفت مش هتسكت ،وياسلام لو عرفت انهم رد سجون ومخدرات . صاح عاطف باقتضاب وهو يجاهد ليفتح عينيه -اخلصي عايزه ايه… ؟ ابتسمت فرحة بإنتصار قائلة -ميدخلوش ياعاطف… انا برجع تعبانه وعلى اخري ولو حصل ورجعت لقيتهم هنا اوصحيت لقيتهم مش هيحصل خير . اومأ عاطف راداً بإقتضاب -خلاص فهمنا بطلي رغي . انهى عاطف جملته وغادر في نوم عميق مجبرا بعد تناوله جرعه مكثفه من المخدر الذي ارهق جسده . ********************* جلست رقية تحت أعمدة الأناره بالشارع تنكمش على نفسها تبسط كتاب على حجرها وتقرأ بتركيز ..شديد… صوت حاني يغمره الدفء همس بهلع -رقيه… . رفعت رأسها تطالعه بخوف امتزج بشوقها ،لتهمس بعد أن افاقت من تأمله المشتاق . -بذاكر… تطلع أدهم حوله يقيم المكان ،ثم اخفض اليها نظره وقد اهداها نظره لائمة التقطتها بذم لشفتيها… لاحظ هو توترها فلانت نبرته -ليه بتذاكري هنا وفالوقت ده… ؟ ذمت شفتيها مردفه بنبرة حزينه -فرحة رجعت تعبانه ورفضت تخليني اشغل النور وانا معايا اختبار ولازم اذاكر فملقتش حل غير كده . همس ادهم بشفقة وهو يلتهم ملامحها بعشق -طيب ليه مش قاعده ما الدكتوره… ؟ عبست رقية بطفوليه شهية وتلاعبت بكتابها قائلة -الدكتورة مسافره… . ابتسم ادهم بشغف ،ليهمس بعتاب حاني -مروحتيش عند ايمي ليه… ؟ رفعت له نظرات تملأها السعادة لتهمس بحبور وقد انزلقت نظراتها على ملاحه بشوق -ماانا معرفش انها جات… هي وحشتني اووي . همس أدهم وقد اخفض رأسه قليلا يبثها شوقاً اختلط بأنفاس ثائرة -هي ..بس ..؟ ارتبكت وتلعثمت لكنها ابدا لم تحيد بنظراتها عن عينيه التي تجذبها كمغناطيس… لعقت رقيه شفتيها التي جفتا من ارتعاشة خجلها… ليزدرد ادهم ريقه ويستقيم وقد ازداددت وتيرة انفاسه الراغبة وتعالى وجيب قلبه حتى كاد يفتضح امره… همس بانفاس محمومة مشتعلة ،وقد جاورها في الجلوس بعد ان ترك مسافه فاصله بينهم -هفضل معاكي لغايه ماتخلصي . حاولت رقية الاعتراض وقد جذبتها ملامحه المرهقة .لكنه اسكتها واضعا سبابته على شفتيه -اشششششش…. تركت رقية كلماتها معلقة فالهواء ،فقد غابت بين طيات ابتسامته وتلحفت بحنانه المنصب من مقلتيه.. ليهز راسه قائلا وهو يشير لكتابها -ذاكري يلا… عادت تخفض رأسها وقد زحفت الحمرة لوجهها فكيف لها التركيز وهو بجانبها يصوب نظراته تجاهها يعد عليها انفاسها ويحتكر نظراتها… .ابتسم أدهم بإستمتاع من ردود افعالها ليقرر العبث بكاميرته عل ذلك يلهيه عنها ويعطيها فرصة للاستذكار دون خجل… مر وقت طويل واعلن الفجر راياته… واحتدت برودة الجو مماجعلها ترتجف ..شعر بها أدهم فخلع جاكته واقترب واضعا له حول كتفيها ..وهو يحتويها بنظراته .. زاد ارتجافه وتعلقت بنظراته وساد صمت مشحون بعواطف جياشه ،في مضمار العشق تصارعت الانفاس والدقات ،ليتركها أدهم وقد انتزع نظراته انتزاعا… عاد لمكان جلوسه يرتجف هو الآخر لكن ليس بردا ..بل شوقاً ورغبه تنازع لدفنهابين احضانه الملتاعه ،ليبثها شوقاً وعشقاً يحفظه لها بل لها وحدها . شحنه سلبيه احاطتهم… لتنهض رقيه تشدد من ارتدائها لسترته… بادلته نظره طويلة ختمتها بابتسامة لاتدري لها سببا وغادرت هاربه من هذا العشق اللا محدود . *********** نهضت تشعر بتعب شديد في جسدها يبدو انها تعاني من نزلة برد مزمنه ،جرت ساقيها جراً ناحية المطبخ خوفاً من بطش زوجة اخيها… وتعنيفها لها… واثناء سيرها ضرب مسامعها صوت جميله -ايوه ياشريف… ايوة بنفذ كل الي قولتلي عليه ..بالضبط شيلتها شغل البيت كله ،لا لا فلوس ايه خيرك سابق… لفت أكل سحابة من الجنون واندفعت تفتح الحجرة ،هجمت على جميلة قائلة -بقا كده متفقه معاه… .عليا… تلعثمت جميلة واخفضت الهاتف قائلة -لا ..اصل… دفعتها أكل قائلة بعنف وعيون تطلق شرارات غاضبه -أنتِ مالك… .اصلا… ولاعايزه تخلصي مني. تماسكت جميلة وهتفت بصلابه زائفة -عايزه تساعدك ده جزاتي… .الراجل بيتمنالك الرضا… صاحت أمل وقد تفاقم غضبها -أنا حره… وأنتِ متدخليش تخصرت جميلة ورمقتها بنفور متابعه -لما تكوني كاتمة على نفسي وممخليانيش اخد حريتي فبيتي يبقا اتدخل . تراقصت ابتسامة ساخره على فم امل المضموم بقسوة وهتفت معترضه -دا على اساس شيلاني شيل… دا انا خدامة بدفع تمن نومتي علي الارض أنا وبناتي بكنس واطبخ واغسل وطالع عيني… كل الي بتتمنيه ونفسك فيه بعمله… مصمصت جميلة مردفه بصقيع -مش احسن ما تدوري فالشوارع… انتي وبناتك… تنهشكم كلاب السكك… بصقت امل من فمها جانبا لتسترسل بإزدراء -ماهو أنتِ من ضمن كلاب السكك… السعرانه هتف اخوها بعنف وحده .مستوقفا الحديث -أمل ..أنتِ اتجننتي .. تصنعت جميلة البكاء واندفعت ناحيته قائلة بخبث -عاجبك كده… .سمعت اختك ضمها بذراعه واشار لأمل قائلا -هي حصلت ياأمل .. صاحت أمل بأندفاع احمق -مراتك تستاهل تعالى بكاء جميلة المزيف وولولت بخيبه -عيني عليكي ياجميله ..وعلى حظك ملكيش ضهر ولاسند صاح اخيها بعيون تشع نيرانا وقد لعبت كلمات جميلة المعنفه على اوتار رجولته -اخرسي ياأمل… وإلا اقتربت أمل مستفهمه بذهول -وإلا ايه… عاد ليهتف بصبر نافذ -أمل متختبريش صبري . هدرت أمل وقد اعتلاها الهم -صبر ايه ..أنت أخ أنت ..سايبها تبهدل فيا ،مشغلاني خدامة وأنت موافق… .وراضي ومستمتع… علشان ايه ..؟علشان وحدة لا عندها ضمير ولاذمة ممشياك وراها زي التيس اقرن قوله بفعله حيث هبطت كفه تصفع روح أمل المنهكة قبل وجنتها .. -امشي اطلعي بره ياأمل . كان ردها ابتسامة معبقة بألم ،تلمست وجنتها غير مصدقه وماإن ادارت راسها حتى لمحت ابتسامة التشفي اللعينه على وجه جميلة .. خرجت أمل من الحجره تلملم بقايا كرامة بُعثرت ،سامحه لدموعها الهبوط ..عادت تلملم اشيائها وايقظت فتاتيها مغادرة للشارع حيث لا مأوى ولا سكن… تتخبط في خوفها تتعثر في توهانها . **************** نالت وعداً من فرحة بان لايحضر عاطف احد من اصدقائها لكن مالا تعلمه تلك المسكينه أن فرحه تماطلها وتهادنها بتملق زائف حتى تخدمها رقيه وتقوم على خدمتها… نامت بعمق ..لتستيقظ على انفاس كريهه تضرب وجهها وكف خبيثة عبت بجسدها… شهقت بفزع وهى ترى الماثل امامها يلتهم جسدها بشهوة مقززة… تنزلق نظراته على ذلك الجسد برغبة واضحه… .لملمت جسدها وتلفحت بغطائها انفاسها تعلو وتهبط وعيونها تتسع صاحت بضعف اجبرها عليه الموقف -عاطف .. ابتسم الشاب مرددا وهو يمسح فمه -عاطف نام ومش هيصحى قبل بكره… وأنتِ ليا الليله ياقط العاشر احتل الرعب كل خليه في جسدها ،احتضنت جسدها بقوة وهى ترمق الواقف امامها بهلع تتابع حركاته المشمئزة وهي تتخبط في صدمتها… . امسك الشاب ساقها وحاول سحبها فنفضتها بقوة صارخه -عاطف همس الشاب بعتاب -لا لا… .اهدأ ياجميل .. تحفزت خلاياها وحاولت الاعتدال علها تجد منفذا للهرب منه… حمدت ربها انها نامت بجهازها من شدة تعبها ،حاول الاقتراب فزحفت لجانب الفراش بانفاس متقطعه ،زاد اقترابه الخطير منها فنهضت بقوة تناقض ارتعاشتها وضعفها وكأن لجسدها اراده بعيدة عن عقلها… . قفز بغتتة يحاول الامساك بها بين براثنة لكنها اعادت الصراخ وهي تضربه بكلتا يديها… .زاد من تمسكه بها واقترب يقبلها بعشوائية وعنف… فلم تجد بد من ان تقبض باسنانها علي احد ذراعيه… فصرخ موبخاً -يابنت العضاضه… ركضت ناحية الباب مستغله انشغاله وفتحته… فماكان من الا ان توعدها وركض خلفها يجز على اسنانه… كان اسرع منها بسبب ضعف ساقها احاطها بذراعيه ورفعها وهو يهتف باصرار لعين -أنتي ليا ياقطه .. عادت رقية تصرخ بقوة اكبر… -عاطفففففف… فتح عاطف عينيه بتثاقل وهمس -سيبها ثم عاد ليغلقهما من جديد… حملها عائدا للحجرة وهي تزداد صراخا -عاطفففف عاد للمنزل متاخراً ومع اول صعود له سمع صوت صراخ قادم من ناحية منزل رقيه .عقد حاجبيه واسترق السمع فلم يسمع شئ فظن انه واهم… خطوة أخري وسمع صوتها اشد قوة ..فاندفع ناحية الباب لتتوالى صرخاتها صافعه اذنه بقوة… .قبضة اعتصرت قلبة وانتفض جسده ثائراً ضرب الباب بقوة مناديا -رقية… سمعته فتحول ندائها واستغاثتها له -ادهم ..الحقني… دفعها الشاب للفراش بتغيب وبدا بتمزيق ثيابها وعيونه تلم بإثارة وعنف… لم ينتظر ادهم ردا فصرخاتها مزقته لاشلاء واستغاثتها صنعت وحشا بداخله ..دفع الباب بكامل جسده… ما بين خوف يأس ورجاء وقع فريسه… دار حول نفسه يبحث عن منفذ فلم يجد الا سيخ من الحديد اخذه وبدا يحطم في قفل الباب… .لكنه كان سندا منيعا… .ابتعد وعاد يدفع جسده بقوة فوجد نفسه اخيرا داخل الشقه… التقط انفاسه الغائبه… جال بنظراته فوقعت عيناه علي عاطف ممدد ارضا وحوله عشرات من الزجاجات الفارغه… والمخلفات… خفت صوت وقية وبدا ضعيفاً لكنها لم تفقد أملها في مناداته… اتجه ادهم ناحية الحجرة ووجهه يتهجم غضباً… قبض على الشاب وبدا يضربه بعنف وهو يزمجر كالاسد الجريح… سقط الشاب ارضا فما يتعاطاه وتغيبه سهل لادهم مهمة القضاء عليه رغم الفارق الجسدي التقط انفاسه وهرول ناحية رقية التي اهدته نظرة ممتنه محفوفة بالحزن وغابت عن الوعي… انتفض قلبه بين ضلوعه… دثر جسدها بملاءة الفراش وحملها دون قيود يحركة خوفه ويتغذى جزعه على رفضه… بعد مدة بدأ يزرع الارض ذهابا وايابا ،يلكم كل تطاله يده دموعها كخناجر وصرخاتها تشطره بقوة… . خرجت إيمان ترمقه بضعف قائلة -مش راضيه تبطل عياط .. تحرك لسانه بترقب عفوي -عملها حاجه… ؟ صدرت عن إيمان إيماءة مُحيرة فكرر سؤاله -لمسها… زفرت إيمان بحزن قائله -مش عارفه ياأدهم مبتتكلمش… بس عياط .. اشار لها ادهم قائلا بتعجل -ساعديها تغير هدومها وانا هحاول اجبلها مهدئ… او اي شئ… اعطاها أدهم المهدئ بعد تقييد ايمي لها ونزاعها المستميت فغفت وهي تهذي -أدهم الحقني .. قطعت نياط قلبه الصب ،وقف يرمقها بشفقه… وعجز كبله حد الاختناق… ليخرج ويرفع هاتفه -الووو.. ايوة يادكتورة ..لازم تيجي ضروري -في ايه ياادهم .. -مش وقت مناقشات وزفت . -انت اتجننت بتكلمني كده ازاي مسح وجهه مسترسلا بحماقه -حضرتك في مصيبه ولازم تيجي ينفع -مصيبة ايه… رقية كويسه هتف بعنف قائلا -لا مش كويسة وهي عندي لغاية ماترجعي اغلق الهاتف دون ان ينتظر ردا… لايعرف سببا للاحتداد على فادية لكنه ذبيح القهر ملقى في اتون الغضب المشتعل… ************ رفض فكرة اليأس ،بحث حتى اتعبته قدماه… هل فقد ياسين كما فقد والدته… ؟ هل ضاع بسبب انانيته وحبه لذاته… رفعه هاتفه لايعرف للمره الكام وحاول الاتصال بأصدقاء ياسين -ايوه ازيك يا سعد ،ياسين متعرفش فين ..نهض منتفضاً بذهول ليهتف بعدها بحسم -انا هروح واشوفه سلام… دخل سيف المكان وهو يشتعل غضباً ،يتطلع حوله بإستنكار انفاسه تضيق ويتصلب جسده ممايراه حوله… جال بنظراته في صمت حتى وجده حول طاوله يتجرع من كوب… اندفع سيف ناحيته بعيون قاسيه وروح ميته قبض على قميصه واداره له فابتسم ياسين مهللا -المستر هنا… لكمه سيف على فكه مما دفع الفتيات يتقدمن ناهرين -أنت مين… ؟ سحبه سيف خلفه بإمتهان فيما كان ياسين غائبا يضحك بهستيريا… وقف الامن حائلا يمنع خروج سيف فدفعهم سيف معنفاً -وسع انت وهو… اشتبك سيف معهم ،ليأتي صوت رنان وينقذه -سبوه .. التفت سيف ليجد نهى خلفه ،ابتسم ساخرا وعاد ليقبض على ياسين الذي تركه مستعدا للقتال .. اقتربت نهى قائلة -استاذنا .. صاخ سيف وهو يصوب نظراته الشرسه ناحيتها -نهى… تجمدت ملامح نهى واختفت ابتسامتها لتقترب قائلة -البقية فحياتك سحب سيف ياسين دون حديث وغادر فتبعته نهى موصية بنبرة جادة -خلي بالك منه ..ده زعلان منك اوووي اجفل سيف من كلامها لكن سرعان ما تجاهلها مغادراً… جلس امامه على الكرسي يشعل سيجارة منتظرا ان يسترد وعيه الكامل… استيقظ ياسين يفرك عينيه ،ليصطدم بنظرات سيف الصقريه فينكمش… نهض ياسين بعدم اكتراث فناداه سيف -اقعد .. لوح ياسين بعدم اهتمام وهَم ليخرج .فنهض سيف ودفعه قائلا -قولتلك اقعد صاح ياسين بغضب وهو يدفع سيف -سيبني فحالي… رمقه سيف بإزدراء وهو يدفعه ليجلس -ماله حالك ياسي ياسين ماانت كنت متنعنش وعايش حياتك خمره ورقاصات والله اعلم ايه .. رفع ياسين حاجبه واجاب ساخرا -خليك والنبي فحالك… اقعد عيط على حتت بت سابتك وسيبني فحالي . صفعه جعلته يرتد للخلف من قوتها ،ليهيم ياسين صارخاً -هو ده الي قدرت عليه… هو ده اخرك… تضربني .. اشار سيف بسبابته مستوقفاً -ياسين ..الزم ادبك صاح ياسين دون اعتبار لشئ يحكمة الالم ،فيما كانت دموعه شلالاً ينهمر -بتضربني ليه علشان قولت الحق ،… مش عاجبك الكباريهات… ماانت مهمكش غير نفسك وسبتني… نشب الذنب مخالبه في صدر سيف وهو يشاهد انهيار ياسين غير المتوقع… فظل جامداً صامتاً يبتلع خيبته بحسرة وتأنيب ضمير .. لوح ياسين بتهكم -ابعد عني ياسيف وشوف حالك وسيبني فحالي… قبض سيف على عنقه وجره خلفه حتى انزله تحت رزاز الماء هاتفاً -فوق… وخلي بالك من دراستك ،.. نهض ياسين يلتقط انفاسه دافعا سيف وخرج هاتفاً -حياتي وانا حر .. سيف بتهجم -لامش حر… . التوئ فم ياسين متابع بسخرية -لا حر زيك… .ياريت نخلي كل واحد فحاله. هتف سيف متأوها -انت حالي… همس ياسين بضعف ـ لا والله هصدق… ياعم خليك فالي انت فيه… وروح شوف مراتك حب على ايدها رجعها يمكن تفوق .. همس سيف بعتاب ولوم -بقا كده ياياسين… انت شايفني كده… لوح ياسين ودخل لحجرته مغلقاً الباب خلفه… فتحرك سيف لحجرته بتثاقل .. ************* دخل راجي وياسمين المشفى ليزورو والدتها بعد انقطاع منها ،لتلمح قاسم يجلس متوسطاً المقاعد بجانب علي… يمد يده له بشاندوتش ويطعمه بفمه وهو يضاحكة… ارتفع وجيب قلبها مما رأته ،احساس غريب امتلكها ،تشعر وكأنها تراه للمره الأولى… . هتف راجي بابتسامة بشوش -السلام عليكم… قابل قاسم سلامة بإمتعاض ووجه خالي من الملامح… فيما اشتبكت نظراته بنظرات خجوله… ليخفض بعدها نظراته على الفور متجاهلا هتف راجي وهو يجاورهم -اخبار ام علي ايه… ؟ اشاح قاسم مردفاً ببرود -اسأال الدكتور… تعجب راجي من اسلوب قاسم الجاف ونهض قائلا -هروح اشوف المحاسبه هدر قاسم بغضب مكتوم -نعم… .وحضرتك ايه دخلك بالمحاسبه ..؟ تسمر راجي مكانه ولعن ذلته ليرد بخفوت -مفيش ياقاسم… نهض قاسم ووازاه قائلا -راجي متدخلش فالي مالكش فيه… في حاجات متخصكش .. زفر راجي ببطء يحاول التماسك امام هجوم قاسم المباغت وثورتة .... ليسترسل قاسم ببرود -انا دفعت وعملت اللازم مش مستنين منك حاجه… غير تجبلها بنتها تشوفها . هز راجي رأسه بنفاذ صبر وابتعد ليجلس بعيداً ،جلست ياسمين بجانبه افكارها تتصارع… اشارت لعلي الذي اندفع لاحضانها… قبلته بمحبه واجلسته بينهم… .... حاوره راجي بمودة واسترسل معه فالحديث حتى وصل لنقطه جعلت دم الاخر يفور -ايه ياعلي ماتيجي تقعد مع ياسمين… اهو ياسيدي تسليها .. تصنع علي التفكير ،ليندفع قاسم قائلا -لا كتر خيرك بيت عمه مفتوح . ابتسم راجي ببشاشه قائلا -وهناك بيت اخته… جز قاسم على اسنانه بغيظ ،واسترسل بتشفي -انا مقدرش استغنى عن علي… هتف راجي مشاكساً -ولا احنا نستغنى… عموما يابطل انا هكون مبسوط جدا لو جيت… وكمان عايز نتعرف مش يمكن نبقا صحاب قال راجي كلماته وهو يوجه حديثه لعلي الذي ابتسم مؤمناناً ـ تمام هفكر… زمجر قاسم بغضب وابتعد تُشيعه نظرات مشفقه ذاهله… ملتاعه .. ****************** اعلنت نجوى موافقتها على الزواج من رامي مما اثار دهشة والدتها التي تبعتها مستفهمة -عاجبك فيه ايه ده يا اخرة صبري . تمددت نجوى على الفراش قائله -ابن عمتي ..مفهوش شئ يتعيب هتفت والدتها بإحتقار -ده كله يتعيب ..وهو عارف حتى يتكلم . صاحت نجوى رافضه -حرام عليكي ياماما قبضت الام على مرفقها محذرة -حرمت عليكي عشتك يابعيده… بت اول ماييجي ابوكي تقوليله خلاص مش موافقه . تأففت نجوى بضجر -يوووه… أنا موافقة وعاجبني . دفعتها والدتها ممتعضه يأسه -ربنا يخدك مخيبة املي . دفنت رأسها بين الوسائد تبكي بحرقة ،تشعر بهوان روحها واستهانتها… .لاتقدر على رفض رامي أو التمنع بل ستكلل رأسها بجميلة طوال العمر ....الاحمق قليل الكلام استعرض شهامته واظهر طيب أصله .. ****************** جلست بركن منزوي داخل حديقة يعمها الصمت والهدوء… تتطلع حولها وصوت فتاتيها يزداد لوماً -ماما انا جعانه… همست وهي تبحث بعينيها عن مخرج -حاضر ياحبيبتي… عادت فتاتها تهمس وهي تهزها -انا جعانه اووي ياماما . صرخت بها أمل بعنف وهي تصفعها -قولت خلاص… حاضر انسابت دموع الفتاة على وجنتيها بألم ممادفع أمل لتبكي معها بصمت تحاوطهم باحتواء ،وشهقاتها تحكي الف ألم ووجع… تعتذر بهمس وهي تُقبل وجه الفتاة -أنا أسفه ياماما متزعليش . مسحت أمل دموعها بقهر وهي تتطلع للخاتم المُحيط لاصبعها بشرود ،وهي تنوي على فعل شئ ما . خرجت من محل الذهب تضاحك فتاتيها ،تمنيهم بأكله دسمة تُنسيهم مرارة وأالم الجوع… لم يتبقى معها الا القليل من المال وذلك الخاتم كان أخر ما لديها… وإن نفذ المال ستهيم هي وفتاتيها يأكلان من صناديق القمامة… ركلت تلك الاأفكار جانبا وهي تدعو الله أن يُنير طريقها… ويهيئ لها الخير… فالأن عليها تعويض فلذات اكبادها عما عانوه وعن تعنيفها لهم . ************ منذ وصولها وهو يحاوطها برعايته ربما حد المبالغة ،لايجعلها تنفرد بنفسها مطلقا يسد عليها منافذ التفكير به… يهتم بشؤنهم أكثر منهم… وهم كانو أكثر ممتنين .. جلست معه حول طاولة بالمشفى بعد الحاحه بأن تأتي معه وتتناول شيئا… هتف يوسف باهتمام -ايه ياستي… ينفع كده اغتصبت هنا ابتسامة باهته وردت بوهن -المهم اطمن على بابا . شاكسها يوسف بشقاوة -اطمنتي خلاص… يبقا ناكل حاجه بقا . اومأت هنا برأسها وشردت فالبعيد القريب ،لينتزعها يوسف بحنكة وقد لمح تأثرها الواضح -عجبتك البلد ..؟ تنهدت هنا متابعه بجفاء -اه كويسه تلاشت ابتسامة يوسف وهتف بحزن مزيف ومؤازرة خبيثة -مش عارف اقولك ايه… ؟ بجد مش مصدق سيف يعمل كده… ؟ميبنش عليه بجد… احتدت ملامح هنا لتمسح جبهتها مردفه -ربنا يظهر الحق . رمقها يوسف بنظرات متفرسه ليعاود الحديث بأسف -معلش ياهنا… بس بجد أنا مندهش… هزت هنا رأسها غير مبالية… ليعاود الحديث بخبث -للاسف في فساد كبير فمجال التدريس . لم تبدي هنا رد فعل على حديثة ليغيره بمكر قائلا -بصي ياستي في حد نفسه يتعرف عليكي أووي ...من كتر ماحكيتله عنك . استحوذ حديثة على انتباهه ليسترسل يوسف وقد فاز بكامل وعيها -بنت اختي رودي لو شفتيها هتحبيها جدا .. بدا يوسف يدك حصونها بلؤم يجذبها لعالمه ويحاوطها شاغلا تفكيرها وحياتها به… .ليكون الاهتمام وادعاء التغييرر هما اول بنود خطته اللعينه .. ** ترك التعقل جانبا ،وحسم أمره هتف بكل ذرة مشاعر حملها لها وكل تنهيدة غضب مكتومة بداخله ..ارهقه نشيجها الباكي ودموعها التي لاتجف… .وصوت صراخها المتكرر يذبحه مرارا بسكين ثالم… .لينطق بسرعه ،بقوة ،بأصرار -دكتورة فادية… أنا عايز اتجوز رقية دلوقت وحالا . منتظره رأيكم 😍😍😍
|