رواية بيت السلايف الفصل العشرون20 بقلم خديجة السيد


 

رواية بيت السلايف الفصل العشرون بقلم خديجة السيد

الفصل العـشرون
_________________

ممدد جلال جسده فوق الفراش بتعب حتي تفاجأ باسيف تقترب منه بعينين شبه منغلقة وهي تشعر بالنعاس يستولي عليها ،تجمد عندما شعر بها صعدت الفراش جانبه قبل ان تضع راسها فوق صدره دون حديث حمحم قائلا:
- اسيف اخدتي الدواء بتاعك ولا نسيتي 
غمغمت بضعف ببعض الكلمات قائله:
- ايوه اخذته 

اقترب منها متردد من رفضها محيطا خصرها بذراعه جاذبا اياها نحو جسده الصلب دون اعتراض ولا بادئ الامر محاولة الابتعاد عنه ابتسم بصمت وشدد من ذراعه حول خصرها وامسك ذراعيها برفق الذي حول جبس و هو ينحني هامسا في اذنها:
- هو انتي هتفكي الجبس امتى انا نسيت المعاد اللي الدكتور قال عليه 
قالت بصوت خافض برفق:
- فات اسبوعين وفاضل اسبوعين يعني بعد اسبوعين تانيين 

هتف بها قبل ان تدس وجهها بعنقه أيقظت حركتها تلك استجابه حارة في سائر جسده مما جعله يتنفس بعمق عدة مرات محاولا التحكم في ذاته وعندما هدئ قال متسائلا:                                        
- احم اسيف انتي مش هترجعي في كلامك وتطلبي تمشي بكره صح 
اخذت نفس عميق بضيق مكتوم وهي مغمضه عينيها لتقول بزهق :
-نام يا جلال بقي 

أعاد هاتفا جلال متسائلا :
-يعني مش هتمشي صح 
داست براسها بين جوف رقبته ولم تجيب عليه شعر برجفة تسري في انحاء جسده فور شعوره بانفاسها الحاره تلامس اذنه غمغم بضعف:
- انا برده قلت كده مش هتمشي 

تنفس بهدوء وظل يراقبها عدة لحظات وعينيه تشتعل بعاطفه كبيرة غريبه لم يشعر بمثلها من قبل آه كم كان ينتمي قربها بإرادتها.. واحساس الشغف أصبح عالياً من قربها المستمر اليه, زفر ببطئ قبل ان يشدد من قبضته حول خصرها دون حديث آخر حتي غرق بالنوم.  
***

عند عيسي انتفضت فرحه قائله بدهشة:
- يعني ايه چلال ما عملهاش حاچه امال هي رجعت في كلامها عن موضوع السفر لابوها لوحدها  انت ما شفتش كانت متبته فيه كيف النهارده الصبح
تململ عيسي بالفراش بضيق: 
-ما اعرفش حاچه غير اكده يا فرحه و سيبيني انام 

جزت علي اسنانها بغيظ متحدثه:
- هو انت علي طول رايد تنام انت ما شفتش حالتها كانت عامله كيف بعد ما چلال مشي فضلت اكده ترمح في السرايا كيف الخيل مش على بعضها و كل شويه تسال چلال جي طب فاضله جد ايه طب اتصلي بيه  ما كانتش جادرة على بعضه ساعه واحده بس  

نظرت اليه وكان اغمض عيني بنوم لتصيح:
- ما تجوم تفكر معايا اللي خلى حالتها اكده        
فتح عينيه بخضه وقال بغيظ:
-هو انتي مش مريحاني في اكلي ولا في نومي
ثم صاح بغضب قائلا: 
-واني مالي وانتي مالك كومان نامي بجى وريحيني 

امسكت احد ضفائر شعرها متحدثه بشك:
- طب اجطع ضفائري دول البت دي فيها حاچه ما هو مستحيل يدخل في عجلي حاچه كيف ديه بعد ما كانت كرهه تسمع اسمه حتي.. و دلوج مش جادره على بعده طب كيف .. ما تجوم يا عيسى انت نمت وسبتني تاني  
***

دلف دياب غرفتهما نظر الي جميله المنشغله بدراستها حيث كانت تجلس اعلي الاريكة و جانبها مجموعة من الكتب تدرس بها ليقول:
- السلام عليكم

انتبهت جميله اليه متحدثه بابتسامة خفيفه :
- وعليكم السلام ورحمة الله
جلس دياب بارهاق بجانب جميله على الأريكة متسائلا :
- بتعملي ايه 
جميله دون النظر اليه أجابت :
- بذاكر 

أبعد دياب الكتب عن ركبتها ليريح راسة مكانها بهدوء فجأة وشعرت هي بالخجل ثم مسك  يدها يقبلها ويضعها على راسة :
- تعبان جوي يا چميله دماغي مصدعه دلكي راسي

ابتسمت جميله بهمس :
- سلامتك حاضر
وبدأت على استحياء في البداية هتف متسائلا باهتمام:
- اخبار الحمل ايه امعاكي حاسه بتعب او بتستفرغي كتير احنا لازمن في اجرب وجت نتابع مع دكتوره 

وضعت بتلقائية يدها على بطنها بحنان قائله بحب: 
-لا انا كويسه مش حاسه بتعب دلوقتي خالص, وفرحه ربنا يبارك لها واحنا هناك في المستشفى اتفقتلي مع دكتوره واخذنا نمرتها كمان معايا 

فتح عينيه بحزن وقال بحب:
- هي فرحه اكده على طول ما فيش اطيب من جلبها وبتفكر دايما في مساعده غيرها 
قالت جميله مؤكدة حديثه بحنان قائله:
- بجد يا دياب يا بختك بيها انت واخوك فرحه دي عامله زي العمله النادره عمري ما شفت حد زيها كده ,في طيبه قلبها وحنيتها, بجد انسانه جميله اوي، دياب عشان خاطري حاول تصالحها و اوعي تخسرها في يوم  

هز راسه بهدوء ثم بدات بتلاوة القران بصوت هامس شعر معه دياب بالراحة مما جعله يغمض عينة ويسبح في نوم عميق ظلت جميله مكانها تمسح على راسه ووجه وسرحت في ملامحه ولم تشعر بمرور الوقت حتى ذهبت هي الاخرى في النوم مكانها 

بعد مرور الوقت استيقظ دياب وفتح عينة ليتفاجا بجميله الرقيقة نائمة ليبتسم على شكلها البرئ وقبلها من شفتها بخفه ونهض يحملها فتحت عينيها ببطء:
- في ايه 

دياب باسف:
- اسف يا حبيبتي تعبتك كملي نوم على السرير عشان بطنك اريح 

عدلت جميله راسها على صدر دياب :
- لا يا حبيبي ولا يهمك انا كويسه ما تقلقش 

انزلها علي الفراش برفق وجلس امامها وعادت لنومها الهادي مع ابتسامة دياب وقبلها على جبينها وقال بحب :
- بحبك

استمعت جميله لتقول بنوم وبهمس :
- وانا كمان بحبك  
***

جلست نادين اعلي الفراش صامته تماماً و يقتلها الالم لم ولن تفهمه او هو من المفترض يفهمها، ليس من الطبيعي ابدا ولا من المقبول تنشأ علاقة حب بينه وبين فتاه الفيسبوك بتلك الفتاه (اسيل) او الصحيح هي (نادين) لا تستطيع ان تصدق ان بالفعل احبها لدرجه البعد عنها والندم علي التقرب منها.. هل من الممكن تعلق بها لهذه الدرجه ليرفض بشت الطرق محاولاتها للتقرب منه .

فهي تعشقه بالفعل ولا تستطيع العيش في هذه الحياه بدونه تريده حقا لكن هو رجل وتعلق بغيرها او يظن هذا ليس من المعقول ان ينسى كل شيء..

أحياناً تفكر ان تخبره الحقيقه كلها لكن تخاف  من ان يتركها و والدها أيضا سيغضب بالتاكيد و سيبتعد عنها مرة ثانية، هي ندمت حقا و تشعر بالخجل من نفسها فقد تسرعت في هذه الخطوة و ايضا التصابى بعشقها لها

لكن الي متي سوف يظل الحال بينهما هكذا.. هل ستظل تحبه رغم أفعاله؟ هل سوف يقع في حبها ام سيحب فتاه اخري، هل من الممكن ان ياتى اليوم الذى يخبرها فيه برغبته بالانفصال او يعلم انها استغلته.. استغلت ضعفه والتقرب منه وكانت السبب في وهمه وخداعه بها لكن علي يقين في يوم أنه يستفيق من نشوة حبه الوهميه اغمضت عينيها تتنهد بالم فهي تحبه بالفعل.. تحبه وقضى الامر قلبها معه و عقلها أيضا مازال معه ولابد ان يظل معها.

أما عن زيـــن.  

الخذلان أن تخذل مرارا من اهم الاشخاص في حياتك جدير بان يغيرك الى شخص اخر شخص لا تعرفه حتى انت..كان يجلس بداخل غرفه الرسم الخاص به يسند ظهره علي الأريكة يفكر فدائماً يريد و يتمني ويحب لكن بعد ذلك يصبح مجرد سراب فراغ لا اكثر 
زين الان فى صراع بين الصح والاصح حبه لتلك الفتاه اسيل وبين انها اختفت و الرفض من اهله وغير مقبول كذلك وتين ابنته وتلك الفتاه التي تزوجها في ليله ضحاها نادين وانجب منها طفلته 

يعلم برده فعل أمه واخواته للزواج من غيرها علي الرغم من رد فعل نادين واصرارها علي الطلاق وقد كانت غير مرحبه او مهتمه لكن بعد ذلك التغير الذى يراه منها فى الاونه الاخيره جعله فى حيره و مأزق كبير
لكن لاااا هو لا يستطيع الاستغناء عن اسيل تلك الفتاه التي كانت بجانبه لفتره طويله وساعدته في اقتراحات كثير, والاهم اهتمامها الدائم به 

لا يستطيع الارتباط بغيرها وايضا لا يستطيع الارتباط بها بسبب اختفائها واهله.. احيانا يريد ان يخلص نفسه من احساس الذنب ويعترف بكل شئ الي نادين وان يريد الزواج باخرى او يطلقها ولكن نظرة الناس والمجتمع حتى اقرب الاقربون لايعلم كيف سيواجههم ويخبرهم ليس جبنا ولكن الامور تتصاعد 

نهض ببطء وفتح غرفه النوم كانت نادين مستيقظة وتنظر الي السقف بشرود, جلس جانبها وفرد جسده.. يسرحوا في افكارهم التي لا تنتهي  يقتله الالم وهو يراها بهيئتها تلك تجلس ولا تشعر بشيء وجهها يكسوه الالم وخيبة الامل يعلم لقد خذلها ، خذلها بقوه نادين التى بجواره الان ليست هى التى عهدها حتى وفى الوقت الذي لم يكن يعشقها بل كانت مجرد فتاه اعجب بها من عائله محترمه ولها اسم وسمعه ، كانت كتله حيوية و رقيقة تسكن قلب كل من يراها ، يعلم بانه زواجه منها مجرد مصلحه اليه بان استطاع الاختيار لمره واحده في حياته وقد انجبت واعطته  أروع ما حدث بحياته هي ابنته الصغيرة 
ومع ذلك اعطته بدل الفرصه اثنين وهو اضاعهم واضاعها لكن السؤال الان والذى بات يلح على عقله هذه الايام هل احبها في يوم، لا يحتاج للتفكير بالتاكيد اذا احبها لم يفكر في غيرها لكن هل هي تحبه لايعلم هل سيستطيع تركها تبتعد عنه هي وابنته، يعلم لن يستطيع اذا ماذا يريد  

نادين ام اسيل الإختيار صعب حقا جدا؟!. 
***

في صباح اليوم التالي .

استيقظ جلال من نومه على صوت اسيف وهي تحاول ايقاظه، ابتسم لها لا إراديا ثم تسال بتردد وقلق من رحيلها:
- خير يا اسيف صاحيه بدري ليه في حاجه 
ابتسمت بخجل لطالما تحلت به واجابته :
-صباح النور يلا عشان تفطر انا جعانه قوي
ابتسم بتلقائية وجذبها نحوه مقبلا اياها من شفتيها كانه يريد التاكد من شئ ما لتستجيب له على الفور ، ابتعد عنها بعد لحظات وهو يهتف بحب خالص :
-صباح الخير 

ثم نهض من فوق فراشه بتكاسل واتجه نحو المرحاض لياخذ حماما سريعا قبل ان يخرج وهو يرتدي روب الاستحمام في ذلك الوقت دلفت اسيف الى الغرفة لتاخذ هاتفها فوجدته يقف امام المراة يجفف شعره ، التفت لها ما ان وجدها تنظر اليه بخجل ابتسم بعذوبة قبل ان تتجه انظاره نحو البيجامة خاصتها التي لا تتركها ابدا منذ فتره علاجها اقترب منها وهو يقول مازحاً :
- هي البيجامة دي مش ناوية تتغير ولا ايه 

اجابته بدلال اخذ عقله بالكامل :
- ليه ما لها انا بحبها امال عاوزاني البسي ايه  جذبها من خصرها نحوه لترتطم في صدره  وهتف بقوة وتركيز شديد على عينيها الخضراوين بصوت مازح:
- زي اي زوجه مصريه اصيله ما بتلبس لجوزها شوفي انتي بقى 

هزت راسها نافيه بسرعة و غمغمت اسيف بخجل وهي تخفض راسها:
- يلا عشان جعانه 
اقترب منها وهو يهتف بضحكات عالية :
- انتي مالك هتموتي علي الاكل من ساعه ما صحيتي ليه انا حاسس شويه وهتكلني                         
صمتت ولم تجيب عليه فقال وهو يقترب من ثغرها بتردد ليقبلها :
- تعرفي انك وحشتيني رغم انك كنتي في حضني طول الليل 

- وانت كمان  
اتسعت عيني جلال بدهشة وسعاده كم يتمني تغيرها هذا يظل ويدوم للابد فقد احب افعالها وجرأتها معه، لقد احب اكثر اسيف الجديده  ، قالتها بسرعه واحمرت وجنتيها بسرعة بسبب وضعيتهما تلك وهي تقبله بشغف لا تملكه لسواه ليتعجب من الجرأة التي باتت تتحلى بها لكنه لم يعلق بل عاد يقبلها بشغف وجنون لا يشعر به سوى معها وقد اسعدته فكرة ان تستجيب له بالكامل وتبادله ذلك الجنون باخر مثله  

بعد فترة ليس طويلة ابتعدت هي عنه قبل ان تهمس له :
- مش هننزل نفطر

تأمل وجهها الذي اصبح احمر كالطماطم بحب دفين وقال وهو يقبل جبينها بشوق جارف:
- ماشي يلا 

***

كانت فرحه تجلس اعلي الأريكة وبيدها تقطع عيدان الملوخيه وتشاهد مسلسل تركي في التلفاز باهتمام حتي استمعت الى صوت هاتفها تجاهلت في البداية حتي لم يفصل لتضطر  تجيب بانشغال:
- الو مين معايا

-انا ماهر يا فرحة واوعى تقفلي السكه في وشي من غير ما تسمعيني الاول انا عاوزك في موضوع مهم ولي مصلحتك

نظرت فرحه حولها بتراقب وحذر وهمست بحده: يا اخي ما تحل عني بجى والله العظيم يا ماهر لو ما بطلت تتصل بيا لعجول لي عيسى وهو يتصرف امعاك بجي اني زهجت منك ومش فاهمه رايد مني ايه 

تجاهل حديثها وقال بجدية:
- مش كان نفسك طول عمرك عيسي و دياب يتصالحوا مع بعض ويرجعوا ذي الاخوات كيف زمان وينسى الخلاف اللي ما بينهم 
فرحه بغيظ قائله :
- وانت مالك بي عيسي ولا دياب ما كله بسبب ابوك منه لله

قال ماهر بمكر:
- طب واللي يرجعهم اخوات من ثاني و يتصفوا مع بعض ويعرف الحقيقه لدياب وبالدليل كومان 

صمتت لحظه تفكر بدهشة ثم قالت بتردد : 
-انت بتشتغلني ولا ايه وديه كيف اني مش عيله صغيره امعاك ومش عصدجك مهما تجول يا ماهر 

-ولا بشتغلك ولا حاچه الدليل اللي معايا بالصوت والصوره كومان فيديو صغير مدته خمس دقائق في ابوي وهو بيتكلم معايا على الاتفاق اللي كان ما بين ابوكي قبل ما يموت يوقعوا عمك حسنين وياخدوا منه الارض ازاي, اظن ما فيش دليل اكثر من كده يخلي دياب يصدق ان طول الفتره دي كان ظالم عيسي  وانا مستعد اديلك الفيديو ده
  
فرحه بعدم تصديق قائلة:
- طب لو فرضنا حتى معاك الفيديو وحديدك صوح اللي عتستفادوا لما تديني الفيديو ديه هضر ابوك اكده بسهوله مستحيل طبعا انت بتكره عيسي ودياب واكثر من ابوك كومان  عيب يا ماهر ديه اني عشرتك سنين و عارفاك زين

-لا يا فرحه انتي فاهمه غلط انا مش بكره عيسي ولا اخوكي ولا حتى بحبهم انا كنت طول عمري بعيد عن ابويا وانتي بنفسك لما كنتي على ذمتي كنتي بتشوفي برفض ازاي اشتغل مع ابويا في اي حاجه  عشان عارف ان شغله مشبوه كله و انا فكرت كويس وندمت وقررت اساعدك وهسافر القاهره ثاني

لم تجيب وكانت تفكر بتردد حتي قالت بحده:
- برده مش مصدجاك يا ماهر ولو ندمان صوح ادي الفيديو اللي معاك كيف ما بتجول إللي صورته لابوك وهو بيعترف ان الارض ملك عيسى واخواته لي دياب وريح نفسك 
ماهر بثقه:
- ما اني اكيد مش هديكي الفيديو كده من غير مقابل يعني ليا طلب صغير 

لوت شفتها بسخرية هاتفه بضيق:
- من جبل ما اعرفه طلبك مرفوض اني مستحيل اؤمن لي واحد زيك يا ماهر  غير انك اكيد عتطلب طلب زباله زيك 

-الله يسامحك مقبوله منك يا فرحه معاني الطلب بسيط وسهل عاوز اقابلك واشوفك قبل ما اسافر مصر ان شاء الله حتى في مكان عام  بس اشوفك واسلم عليكي قبل ما امشي 
فرحه بغضب:
- مش باجول لك اكيد عتطلب طلب زباله زيك  اجفل يا ماهر وعندك اخويا اني ما ليش دعوه ديه غير ان اني مش مصدجاك لحد دلوج وان في فيديو فعلا 

-طب تمام براحتك انا مش مضرور في حاجه خلي بقي دياب و عيسى يفضلوا مع بعض في خلاف طول العمر ويا عالم مين هيموت الثاني قريب

شهقت فرحه بصدمه ليكمل قائلا بجدية:
- اخر فرصه ليكي تصلحي اخوكي مع جوزك..انا مسافر بكره الساعه سابعه الصبح عاوزه تاخذي الفيديو وتيدي لاخوكي والخلاف ينتهي في ثانيه ماشي هستناكي عند *) وانتي عارفه المكان زين وتعالى شوفي بنفسك بكدب عليكي ولا لاه طلعت صادق تاخدي الفيديو وتمشي على طول من غير منشاف ولا من دري  طلعت كذاب امشي وسيبيني علي طول  سلام بس خليكي عارفه كويس انك لو ما جيتيش هتبقى انتي السبب في موت حد منهم قدام عينك  

اغلق الهاتف دون سماع اجابه منها، وضعت الهاتف من يدها تفكر في حديثه هل بالفعل يتحدث بصدق هل يمكن بيوم ينتهي الخلاف بين دياب وعيسي! في يوم تكشف الحقيقة لكن دون فائدة طالما لا يوجد دليل؟! لكن يوجد مع غيرها لكن بمقابل .

***

بعد تناول الفطار ارتدي جلال قميص وبنطلون ليذهب الى العمل دلفت اسيف تبحث عن بلهفة قائله بابتسامة عريضة:
- جلال انت رحت فين انا بعد الفطار بدور عليك ما لقيتكش جنبي 

نظر نحو المرأة يحدثها الى نفسها جيداً:
- انا هنا طلعت البس عشان رايح مشوار مهم بخصوص شغلي مش عاوز مشاكل وخليكي في الاوضه مرتاحه وتريحي نفسك  
تقدمت منه بفزع لتقول برفض هاتفه:
- لا يا جلال ما تمشيش وتسيبني خليك معايا هي مشاويرك وشغلك دي مش بتخلص انا عايزك تفضل جنبي
                                                              التفت اليها ينظر مطولاً يسال نفسه بحيره هل هي التي امامه هي نفسها اسيف زوجته السابقة قائلا بهدوء:
- يعني اسيب مصالحي وافضل جنبك مش هينفع طبعا يا اسيف مش هتاخر ان شاء الله

اشاحت وجهها بعيد بضيق واقترب منها يشدد من احتضانها بعدما طبع قبلة خفيفة على ثغرها واخذ يفكر رغما عنه في حالها وتغيرها هكذا لابد أنه يوجد شئ حدث  رغم انه سعيد بهذا التغير الذي اصبح يسب لمصلحته لكن دائما يسال ويريد يعرف ما حدث اوصلها لهذه الحاله  

***

كانت جميله تتململ فى نومها بانزعاج وهى تستمع لذلك الضجيج الذى ياتى من الخارج , فتحت عينيها بضيق وهى تتطلع حولها فلم تجد غيرها بالغرفة فازاحت الاغطية ونهضت بهدوء ارتدت خفها المنزلى وخطت تجاه الباب وهمت بفتحه ولكنها تراجعت وهى تتذكر انها لم ترتدى النقاب فارتدته سريعاً ومن ثم خرجت, سارت باتجاه مصدر الصوت وهى واضعة يدها على بطنها بضيق, عقدت حاجبيها باستغراب وهى تجد عدد من العمال امام احدى الغرف انتحت جانبا ليمر احدهم وبيده لوحه خشب .

دلفت الى الغرفة فوجدت دياب واقفا يشير بيده على الحائط لاحد الاشخاص وهو يتحدث, وما ان انتبه لها حتى ابتسم وهو يقترب منها بعد ان استاذن من كان معه وخرجوا سويا من الغرفة متسائلا:
- ايه اللى مصحيك بدري و جومك من السرير 

قالت جميله بزهق:
- هو انا ممنوعة من الحركة ولا ايه 
أجابها بهدوء وهو يتحسس وجنتيها بحنان:
- لاه مش ممنوعة بس الافضل ترتاحى وكومان انتِي الفترة دى مش بتنامى زين

هتفت به باستغراب وهي تنظر خلفه:
- معرفتش انام اصلا طول الليل  
وضع يده على بطنها بتلقائية وقال بقلق:
- ليه حاسه بحاچه بتوجعك مصحتنيش بالليل ليه  تحبي نروح للدكتورة ولا اطلبها احسن تيجي تشوفك اهنه

هزت راسها برفض هاتفه بحده دون مبرر:
- دياب انا كويسه مش كل ما فيا حاجه توجعني تقعد تقلق وتتوتر كده  انا لو حاسه في حاجه مش هاستناك تسالني هقول لك على طول 

عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بصبر:
- مالك يا حبيبتي ايه اللي مضايجك بس من ساعه ما صحيتي و شكلك متضايجه من حاچه مالك 

تنهدت بضيق مكتوم وقالت بخجل: 
-مش عارفه مالي ما تزعلش مني يا دياب انا اسفه  الظاهر كده من الحمل هرمونات بقى 
ابتسم بخفه وامسك يدها طبع قبلة خفيفة عليه وقال بحب:                                                               
- هو من اولها اكده الولد ديه عيطلع عينك معلش ولا يهمك

تساءلت جميله بتعجب:
- هو انت بتعمل ايه في الاوضه دي  ده زي ما يكون حد هيسكن فيها 
هز راسه مبتسم وقال:
- ايوه فعلا في حد هيسكن فيها 

وضع يده بحنان فوق بطنها متحدث:
- ابننا حماده ان شاء الله لما يجي بالسلامه عتبجى دي الاوضه بتاعته 

تطلعت فيه بدهشة وتعجب وهتفت بغيظ:                 
- يعني قلنا انك متاكد انه ولد ماشي.. كمان هتسميه على مزاجك من غير ما تاخذي رايي  وكمان استعجلت وعملت له اوضه دياب اهدي على نفسك شويه كده البنات هيكرهوه من قبل ما يجي 

نظر حوله ثم اخذ يدها لداخل غرفتهم نظر لها بحب وقال بشغف:
- چميله اني لو جلت لك ان اني سعيد و فرحان جدآ و مش خابر اوصفلك مبسوط جوي من ساعه لما عرفت انك حامل خابر اني اللي بعمله ممكن يكون غلط معشم نفسي في حاچه لسه في علم الغيب بس بجد مش جادر امسك نفسي عشان خاطري بطلي كل شويه تجولي بلاش تعمل اكده ولا غلط عشان مش عجدر اسيطر على نفسي سيبني اكده وكيف ما تيجي تيجي 

رفعت جميله النقاب اعلي وجهها ونظرت اليه بياس هاتفه بقله حيله:
- تمام براحتك زي ما تحب 
لمعت عيناه بسعادة جلية وقبل وجنينها بحب وقال:
- حماد ده اسم أبوي الله يرحمه ممكن يكون الاسم جديم ومش عاجبك بس اني واخذ عهد على نفسي اول ما اجيب ولد عسمي علي اسم ابوي الله يرحمه 

اومات برأسها و هي تجيب مبتسمه :
- لا عاجبني الاسم خلاص حلو حماد 
ابتسم بسعاده وحب وشدد من احتضانها بعدما طبع قبلة خفيفة على ثغرها ليقول:
- ربنا يخليكي ليا و تولدي بالسلامه
***

انتهت اسيف من وضع زينتها علي وجهها حتي يراها جلال في احسن صوره فخرجت من غرفتها وتوجهت الى غرفه الصالون فوجدت فرحه تجلس بجانب عديله التي كانت مغمضه عينيها بنوم, وما ان لمحتها حتى استاذنت من الجالسين بهدوء من البنات المساعدين في الدار وخرجت واقتربت تجلس بجانب فرحه التي قالت متسائلة :
- بجيتى زينه يا اسيف 

هتفت بها اسيف وهى تتافف:
- هو السؤال ده هيفضل يتسالى كتير ولا ايه وانا مالي يا جماعه ما انا كويسه قدامكم اهو  

هتفت فرحه قائله بابتسامة خفيفة:
- خلاص ما تزعليش جوي اكده بنطمن عليكي مش اكثر 
نظرت الي عديله بدهشة متسائلة: 
-هي طنط عديله نائمه هنا ليه ما تطلع تنام في اوضتها 

تطلعت فيها هي الاخري بحنان قائله:
- هي اكده مش بيجلها نوم في اوضتها غير لما تطمئن على ولادها كلهم رجعوا من بره و اتغدوا وناموا 

قالت اسيف بعبوس: 
-هو جلال فين أصلا بعد ما فطرنا سوا قال لي أنه هيروح مشوار مش هتاخر واهو ما جاش من ساعتها . 

- في الشغل مع عيسي اكيد.. ربنا يعينهم  
تنهدت فرحه بشرود هي تتذكر حديث ماهر معها بان هذه الايام سوف يتاخر عيسي في الخارج وفرصتها متاحه امامها تساءلت اسيف باستغراب: فرحه مالك انتي معايا فيكي حاجه

هزت راسها سريعا برفض قائله بارتباك واضح وهي تنهض:
- لاه مفيش اني عاجوم احضر الغداء 
لتقول اسيف باقتراح:
- طب ما تخلي البنات هي اللي تجهز الغدا النهارده واقعدي معايا لحد ما يجوا 

ابتسمت فرحه قائله: 
-لاه ما ينفعش, انتي رايده عيسي ياجي يتربج الدنيا عيسى متعود مش بياكل غير من ايدي, ولا حتى مرات عمي وكومان البنته بينسوا ساعات ويحطوا ملح في الاكل ومش عارفين نوع الاصناف اللي متاحه تاكلها بامر من الدكتور  

تاففت اسيف بضيق لتكمل فرحه قائله وهي تهتم بالرحيل:
- معلش اتسلى انتي في اي حاچه عجبال ما اخلص  

***

استنشقت جميله رائحه الورود الطبيعيه التي احضرها لها دياب لتحسين حالتها ثم ظلت تنظر له بسعاده لتسمع صوته قائلا: 
-عجبتك الورود ديه اني اللي زرعها بنفسي  جولت تغير حالتك شويه وهتفرحي لما تشوفيهم 

جميله تبتسم له قائلة بحب:
- جميله قوي تسلم ايدك يا دياب 
بادلها دياب الابتسامه واقترب منها ليقول:
- خابره انك لما بتتكسفي يا چميله بتبجي شبه الورود الحمراء اللي في يدك 
احمرّت وجنتيها بخجل وقالت بضحك:
- مش للدرجه دي يعني 

قال دياب مشاكسه:
- لا للدرچه دي واكثر انتي مستجليه بجدراتك ولا ايه 
امسك دياب احد الزهور و وضعها بداخل شعرها وقال: 
-اكده الورود احلوت اكثر من الاول 

نهضت جميله فجاه من الخجل وقالت: 
-طب يلا على شغلك بقى عشان ما تتاخرش وترجع تقول لي انتي السبب 

حاولت جميله دفعه لكنه لم يتحرك و ابتسم دياب بخبث:
- طب ايه رايك بفكر ما اروحش الشغل النهارده ونجعد نشوف موضوع خدودك اللي بتحمر دي 

كتمت ضحكتها وقالت بحده مصطنعة:
- انت مش ناويه تجيبها لبر يعني  يلا على شغلك قلت 

مال عليها براسه قائلا:
- طب ما ينفعش استنى هبابه 
ضحكت جميله بشده عليه لتقول:
- لا يلا بقى يا دياب ايه الكسل اللي انت بقيت فيه ده 

قال دياب مستسلم:
- خلاص ماشي أهو ..سلام خلي بالك من نفسك 

هزت راسها بمعني بنعم وخرج دياب من الغرفه وظلت تنظر جميله الي الزهور بسعاده 
***

كانت اسيف جالسه فى شرفه غرفتها تتناول فنجان قهوتها حينما دلف جلال الى الغرفه وهو يبحث عنها الى ان وجدها بالشرفه فتوجه اليها قائلا:
- اسيف

استدارت اسيف ونظرت له بلهفة قائله:                
-جلال حمد لله على سلامتك وحشتني قوي اتاخرت ليه 

قبل ان يجيب كان اول من التقت عينيها بعينيه الذى ابتسم وقد لمعت عيناه لرؤيتها فقد كانت بعينيه ايه من الجمال وخصوصا فى فستانها ذاك والتى اختارته ان يكون اسود اللون ولكنه فوق الركبه وقصير ، كان مطرز من الكتفين بفراشات بيضاء وتنفس بهدوء فى محاوله منه للتحكم بغضبه:
- انتي خرجتي اكده بره الاوضه بالفستان ده 

قالت اسيف بلا مبالاة: 
-ايوه فيها ايه مش عاجبك ولا ايه 

تطلع فيها بحده من عدم تغيرها لاختيار ملابسها القصيرة والضيقه ثم سار مره اخرى بخطوات هادئه الى ان وصل امامها قائلا:
- هو ايه اللي فيها ايه انتي مش شايفه منظرك انا مش نبهت عليكي قبل كده اللبس ده ما تخرجيش بي بره لاحظي ان اخواتي عايشين معانا مش لوحدنا في البيت  انتي عاوزه تضايقني وخلاص 

اسيف بعبوس: 
-لا والله بس انت اللي قلتلي الصبح غيري البيجامه اللي انتي لابسها وانا لبست الفستان عشانك 

جلال بجدية:
- انتي كده مش لابسه عشاني بدليل اللي في البيت كلهم شافوكي عاوزه تلبسي ليا يبقى تقعدي في الاوضه وما تخرجيش باللبس ده بره نهائي 

اسيف بحيره:
- طب ما انا لبسي كله كده 
جلال بضيق:
- طب ما ده اللي انا بقولهلك دائما غيري من طريقه لبسك وانتي ما بتسمعيش كلامي, وبعدين هي دي يعني حجتك تمام بكره الصبح هنزل واشتريلك لبس كويس  بس على الله تلبسيه مش تحطيه في الدولاب منظر 

هتفت اسيف بطاعه:
- حاضر❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

تكمله الفصل العشرون
_______

جلال بضيق:
- طب ما ده اللي انا بقولهلك دائما غيري من طريقه لبسك وانتي ما بتسمعيش كلامي, وبعدين هي دي يعني حجتك تمام بكره الصبح هنزل واشتريلك لبس كويس  بس على الله تلبسيه مش تحطيه في الدولاب منظر 

هتفت اسيف بطاعه:
- حاضر

نظر اليها جلال بعدم تصديق فهي اصبحت لا تعاند معه ولا ترفض له طلب قائلا بشك:
- هو انتي بتخديني على قد عقلي ولا فعلا هتسمعي كلامي 

هزت راسها برفض هاتفه بابتسامة:
- لا خالص مش بضحك عليك وهسمع كلامك بعد كده في اي حاجه بس خليك جنبي وما تسيبنيش 

تنهد بياس يحاول فهم ما يدور بعقلها وما سبب تغيرها بهذا الشكل لكن المهم انه احب ذلك التغير والطاعه وعدم العناد والغضب الذي لا تستغني عنهم إطلاقا لكن الان تقول حاضر ونعم بكل سهوله أحياناً وبالتاكيد يفكر ان يوجد شئ وراء تغيرها هذا لكن لا يعرف ما بها لكن لا يهم طالما هي معه  

قطع افكاره صوت هاتفها يرن اخذته ونظرت الى الهاتف المتصل ثم اليه بتوتر عقد حاجبيه متسائلا: 
-في ايه مين بيتصل

نظرت اليه اسيف بتوتر وقالت بترجي : 
-ده مصطفى عشان خاطري يا جلال هفتح الاسبيكر وخلينا ارد عليه ثالث مره يتصل بيا وانا قلقانه بس مش عاوزه اعمل حاجه تزعلك  ممكن ارد و قدامك اهو 

احمر عينه بغضب عند ذكر اسمه مصطفى لكن اتسعت عيني جلال بذهول هل تطلب منه بالفعل دون الرد عليه من غير علمه وتاخذ الاذن ايضا, هذا ليس يعقل التغير بشكل كبير جدا  تنهد جلال بعمق وقال بحده:
- طب افتحي الاسبيكر وردي اما نشوف عاوز ايه 

ابتسمت اسيف له وفتحت الاسبيكر واجابت:
- الو 

-ازيك يا اسيف عامله ايه اخبارك ايه يا رب تكوني كويسه اسمعيني انا هقول لك كلمتين واقفل على طول انا مش عاوز اسببلك مشاكل ثاني مع جوزك بسببي انا الحمد لله لقيت شغل ورحت اول يوم النهارده استلمت 

اسيف بسعاده:
- بجد مبروك 

-الله يبارك فيكى انا بقول لك عشان مش عاوز تشيلي ذنبي ولا حتى جوزك اشوف وشك بخير سلام 

اغلق الهاتف دون سماع حديث اخر, لم ينكر جلال رغم غضبه منها ومنه بخصوص هذا الموضوع لكن ارتاح قليل عندما اخذت الاذن واجابت امامه
توترت ملامحها كليا وهي تسال :
- جلال انت زعلان مني 

مسك بابهامه خصلة من خصلات شعرها وقال بجدية :
- لا يا اسيف مش زعلان منك, بس اياكي تردي عليه من ورايا ولا اعرف ان اتصل بيكي وانتي  وما قلتليش اتفقنا 

اومات برأسها و هي تجيب :
- حاضر 
ابتسم لها بخفه وقال بهدوء:
- انا بكره مسافر ايطاليا عندي شغل هناك ومحتاج مكن وحاجات كده من ايطاليا بخصوص المشروع اللي انا بعمله عاوز الفتره دي تقعدي هادئه لحد ما ارجع 
اسيف بفزغ:                                                      
-ايه مسافر طب خذني معاك عشان خاطري يا جلال 

صمت لحظه وهو يفكر زمت شفتيها بعبوس ليقبل جبينها وقال :
- مش عارف ممكن انشغل عنك, واسيبك طول النهار لوحدك ما تزعليش طب خلاص هخدك معايا 

ابتسمت له بسعاده وتقدمت تقبل وجنته بشكر وهو يلمح نظرات السعادة داخل عينيها همس بين نفسه:
- اموت واعرف إيه اللي غيرك كده انا مش هشكره وبس ده انا هابوس ايديه كمان ربنا يهديك يا اسيف وتفضلي العمر كله كده معايا 

***
نظرت نادين الي هيئتها برضا ثم خرجت لتذهب الي الشركه فوجدت زين جالسا بالشرفه فتوجهت اليه , وما ان وصلت له حتى هتفت قائله بهدوء: انا نازله رايحه الشركه مش عاوز حاجه 

نظر لها ملاحظ عينيها الحمرا اثار البكاء ليلة امس فهو كان يشعر بها طول الليل وهز راسه برفض قائلا:
- لا شكرا 

اومات براسها وقبل ان تخطئ خطوه للخارج هتفت بتردد:
- انت بقيت تقعد لوحدك كتير كده ليه في ايه متضايق مني

رفع زين كتفيه بحزن قائلا:
- لا عادى  ليه بتقولي كده بالعكس انتي ما ضايقتنيش في حاجه باخد شويه راحه بقيت ابعد فيهم عن الدوشه بس
  
نظرت اليه بتهكم لتقول :
- هو انا وبنتك بنعمل لك دوشه  متاكد ان هو ده بس السبب

هتف زين محاولا تغيير الحديث:
- ايوه روحي انتي شغلك عشان متتاخريش 
تنهدت بضيق مكتوم لتقول متسائله بتردد:
- طب ما تيجي معايا الشغل تغير جو 
نظر اليها بضيق وصمت لتتنهد بحزن عميق وترحل.
***

كانت اسيف جالسه بالغرفه الخاصه بها هى وجلال وهى تجمع متعلقاتهم وتضعها بالحقيبة لأجل سفرها مع جلال الي ايطاليا, و كان جانبها في الشرفه يتحدث في الهاتف اتصال خاص بالعمل حتي انتهت اسيف من الحقيبه خرج جلال وقال:
- خلصتي تحضير الشنطه يا اسيف اوعي تكوني نسيتي حاجه 

هزت راسها برفض مبتسمه بادلها الابتسامه بحب وقال:
- انا هنزل تحت شويه وجي 

امسكت اسيف يد جلال سريعا بقوه قائله بلهفة: تنزل رايح فين استنى هنا صفيه تحت 
عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بعد فهم:
- طب وايه يعني

نظرت اليه بحده قائله بغيظ:
- يعني ايه تنزل ازاي انت مش عارف انها عينها منك, هستحمل انا نظراتها المستفزه ولا حركاتها الرخمه  خليك معايا احسن 

تطلع فيها بدهشة هامس بحيره بين نفسه:
وكمان بتغيري انا ابتديت اقلق من تغيرك ده لا اقلق ايه انا بقيت اخاف 
**

هتفت فرحه بنفاذ صبر:
- يا بنتي ما ترحميني اني مش ناجصاكي اللي فيا مكفيني من ساعه ما جيتي نزلي فيا اسئله اسيف مالها الايام دي عامله ايه حاسه بتعب طب بتعمل معاكي ايه وبتعامل چلال كيف  اني مالي بكل ديه وانتي كومان مالك
صفيه ببرود:
- في ايه يا فرحه بنفضفض مع بعض ونتحدد عادي 

فرحه بغيظ متممة: 
-وحبكت الفضفضه على اسيف وچلال  هو مش عيسي حذرك ما لكيش دعوه بيهم 
صفيه ببراءة زائف:
- واني كنت عملت ايه اني بسال عادي  طب مش حاسه ان تصرفاتها بجت غريبه ماتيجي نوديها عند دكتور ولا شيخ  

فرحه بشك:
- وانتي عرفتي منين ان تصرفاتها بجيت غريبه هو انتي كنت جعدت معاها ولا شفتيها حتى الايام دي 

توترت تلقائيه ملامحها لتقول سريعا:
- هاه ااا عرفت من خالتي 

نظرت اليها بضيق وقالت بجدية:                                
- الله يسامحها مرات عمي ديه يا صفيه شيلي چلال من دماغك عتتعبي على الفاضي معاه هو عمره ما هيفكر فيكي ولا في غيرك  اسمعي مني اني كيف اختك بالضبط و رايده مصلحتك عتضيعي سنين من عمرك على الفاضي بصي لمستجبلك وما لكش دعوه بيه 

نفخت صفيه ببرود وكانها لم تستمع الي حديثها من الأساس..  
***

في الصباح صعدوا اسيف وجلال الي السياره وبدات رحلتها الي المطار بعد السلامات والوداع بالقبلات والدموع من الجميع رغم السفر ليس لمده طويله .

وصلوا الي المطار وقدم جلال جواز السفر و صعدوا بعد ذلك الي الطائره لطريقها إلي ايطاليا، بعد عده ساعات طويلة وصلوا الي إيطاليا وتوجهوا جميعاً إلي اوتيل خمس نجوم يعرفه جلال وكان في فتره دراسته يجلس به. 

فتح جلال الستاره لتقول اسيف بتعب:
- جلال اقفل الستاره انا عاوزه انام مش قادره  جسمي وجعني

نظر إليها بهدوء ثم اغلاقها قائلا:
- طيب نامي انتي وانا هنزل اشوف شغلي 

لم تجيب عليه كانت حقا تشعر بالنوم و الارهاق، حتي نامت بملابسها، في البداية رمشت عده مرات حتي ذهبت في سباق عميق ..

لم يتحرك جلال بل ظل يراقبها وهي تغلق عينيها بخفة لم يستطع النوم ابدا في الطائرة احضر حقيبته واخر منها ملابسه وابدلها في المرحاض ثم خرج بعد فترة وجدها في اقصى السرير نائمة ابتسم بخفه ثم اخذت الهاتف وخرج ليباشر اعماله فهو يخطط لرحله خاص وشيقه لهم حتي ينتهي من العمل فقد قرار استغلال الفرصه هذه باقصى درجاته وبكل ما فيه.

***

عند احلام لم تتذوق طعم النوم عندما سمعت خبر حمل جميله من دياب ذلك الراجل الذي تعشقه بجنون دون تفكير حتي في زواجها من ضاحي اخيه ولا اولادها تريده هو فقط وباي ثمن 

لكن كيف وهو لا يريدها مطلقاً يكرهها بشده ويبعد عنها دائما بل يخلق الاعذار حتي لا يرى وجهها ابدا عند موت سلمي فرحت بلا طارت من السعاده فقد تخيلت ان اصبحت الفرصه التقرب من دياب اسهل حتي يصبح لها، لكن تفاجات بزواجه من جميله وما أدراك ما جميله تلك الفتاه التي سرقت قلبه في خلال ايام معدودة فقط والان تحمل بداخل احشائها طفل منه واصبحت الفرصه اقل بكثير ومن الصعب ان يكن دياب لها لكن لاء، هي لم تصمت حتي وإن اضطرت لقتل احد 

جحظت عينيها، انطلقت منهما شرارة اللهب تبدل لونهما من اللون العسلى الى كتله من النار لدرجه كبيره وهي تراه من خلف الزجاج دياب يقترب منها واحاط وجهها بكفيه وهو يقبل جبينها بشوق احمرت وجنتيها بسرعة وابتسمت بحب وهي تودعه الي العمل 
تحولت ملامحها الي غضب كبير وخطير لتسمع الي طرقات خفيفة علي باب غرفتها قالت: ادخل 

دلفت فتاه صغيره في السابع والعشرين من عمرها تعمل خادمه في المنزل تدعي زينب قالت بطاعه:
- شيعتلي يا ست احلام

ألتفتت وتحدثت ببرود قائلة :                                    
- ايوه, اسمعي حديدي زين ولو كلمه واحده بس طلعت بره الاوضه ديه ولا ما نفذتيش اللي هقول عليه عتكوني كتبتي نهايتك على ايدي 

قالت زينب بقلق:
- انتي تؤمريني يا ست احلام 
مدت يدها بعلب زجاج مثل الدوا صغيره وقالت بجمود:
- امسكي العلبه دي، دي حبوب اجهاض عتنزلي تعملي كوبايه عصير لچميله وتحطلها حبيتين فيها, وتروحي تديها ليها انتي بنفسك عشان تامن وتشربها
                                                            زينب بفزع: يا لهووووي حبوب اجهاض انتي عايزه توديني في داهيه يا ستي احلام  دياب بيه لو عرف عيموتني 

احلام بحده قائله بغيظ:
- وهو عيعرف منين امسكي وبطلي هبل  ما حدش عيشك فيكي لان المفعول عياثر عليها بعد اسبوع  وامسكي دول 2 الف جنيه وليكي زيهم بعد ما يحصل الاجهاض
  
أخذت المبلغ وسريعاً ارتسم على وجهها ابتسامة طمع وقالت بخوف:
- اجهاض بس يا ست احلام مش عيضرها صوح اني مش رايد مصايب  
احلام بقسوة:
- لاه ما تخافيش لسه ليها عمر  عشان اللي ععمله فيها بعد اكده اني بنفسي يلا روحي جهزي اللي جلتلك عليه بسرعه بس خلي بالك اوعي حد يشوفك فاهمه  

هزت راسها بالموافقه وانسحبت سريعا الي أسفل تجهز كوب العصير 
***

في شركه هندسه كان يجلس مصطفى امام المكتب وقال بتوتر: 
-ايه هو الشغل اللي انا خلصته في حاجه غلط يا استاذ خالد

اغلق خالد الملف مبتسم ليقول:                    - لا خالص بالعكس شغلك كويس جدا  بس انا مبهور اني واحد في سنك ولسه ما تخرجش كمان يطلع منه الشغل بالشكل ده بالسرعه دي 
ابتسم مصطفى براحه ليكمل خالد قائلا:
- عشان كده انا هبعتك اسبوع كده تخلص شغل ثاني في محافظه ثانيه فرع كده لينا برضه في محافظه سوهاج بس عاوزك تبيض وشي هناك 

قال مصطفى بفرحه ولهفه:
- متشكر جدا على ثقتك فيا يا فندم ده انا مش هبيض وشك وبس ده انـ.. هو حضرتك قلت محافظه سوهاج                                                        
هز راسه بنعم بهدوء تلاشت ابتسامته وقال بصدمه: 
-هو مفيش غير محافظة سوهاج ما ينفعش مكان ثاني 

خالد بجدية:
- جري ايه يا مصطفى هو انت هتتامر من اولها ولا ايه  ما ينفعش من اولها كده ترفض  طب استني حتى لما تثبت نفسك هنا في الشركه

مصطفى بتبرير:
- لا والله يا فندم مش قصدي كده انا بس 
قاطعه خالد قائلا بحده:
- مصطفى مش معناه اني شكرت فيك ده يدلك الحق تختار على مزاجك  على العموم براحتك بس خليك فاكر ان ده هياثر عليك قدام معانا 
تنهد مصطفى بضيق مكتوم مجيب بقله حيلة:
- خلاص يا فندم هسافر
  
ثم اكمل في سره:
- يعني اكيد سوهاج مش اوضه وصاله مش هقابلهم، ده انا فقري بقي لو حصل وشوفت اسيف هناك  
***

كان عيسي يقف أمام المرآة يلف العمه باحكام جيد حول راسه ويتحدث مع فرحه التي كانت تقف خلفه تحمل العبايه الخاص به بوجه شارد حتي لف اليها عيسي وقال بصوت عال: فررررحه 

انتفضت فرحه بخضه وقالت : 
-في ايه 
تقدم منها عيسي باستغراب وقال بقلق:
- انتي اللي فيكي ايه عمال اتحدد امعاكي وانتي مش اهنه خالص  مالك يا فرحه انتي زينه

هزت راسها بمعني نعم بتوتر وقالت متسائلة:  -عيسى هو ايه الوضع اللي عيفضل ما بينك وبين دياب 

عقد حاجبيه بدهشة متسائلا بحده:
- واللي خلاكي تسالي عن اخوكي هو مش من اول يوم جواز واني مطلعك بره الموضوع ما لكيش صالح يا فرحه  

اتسعت عيني فرحه باستنكار متحدثه بقلق: 
-يعني إيه ما ليش صالح ديه اخويا يا عيسى  رايدني اجف اتفرچ عليك وانت بتعمل حاچه فيه انت واخواتك ولا ايه 

نظر اليها عيسي بسخرية وقال بغضب:
- وهو ماعملش ليا حاچه لما كنت عاموت بسببه ولا هو اخوكي واني مش جوزك 
أخفضت راسها برفض قائله بارتباك واضح:     -ومين جالك ان اني معتبتهوش يا عيسى ديه اني لحد دلوج رافضة ادخل داره ولا اكلمه علشانك 

اكملت بصوت حزين ومريره:                                                     
-انتو الاثنين كيف بعض عندي واكثر من روحي بس ما حدش يطلب مني اجف اتفرج على الثاني وانتم بتموتوا بعض

تطلع فيها بغيظ وشد العبايه من بين يدها بعنف وقال بلهجة حادة وأمر:
- هو اني كل ديه عملت حاچه لسه.. اخوكي هو اللي عمل وبزياده كومان يا فرحه  

نزلت دموعها بمرارة وخوف ليكمل قائلا بجدية: ونصيحه مني يا فرحه طلعي نفسك من الموضوع ديه خالص  كيف ما اني بعمل بالضبط بنسى انك اخته، بنسي ان مراتي اللي بنام جارها اخت اكثر واحد بيكرهني و بكرهه في حياتي  
                              
أضاف بصوت مرعب اول مره تراه وقال:
- عشان لو حسبتها اكده كيفك هكرهك انتي كومان يا فرحه 

رحل دون سماع تعليق منها خرجت شهقات بكائها بشده جعلت سائر جسدها يرتعش من الخوف علي أخيها و زوجها بعد حديثه.   
***

خرجت جميله من الغرفه بهدوء وتوجهت الى الحديقة وجلست على الارجوحة بعد ان اخذت كم كتاب تدرس فيه وظلت منهمكة بالقراءة فلم تشعر بتلك الخطوات التى تقترب منها بتردد, رفعت عينيها تنظر الي من قادم لتري زينب تحمل كوب عصير مبتسمه بتصنع قائله:                       
- صباح الخير يا ست چميله اني شفتك صاحي من بدري اكده وعماله تجرى وتتعبي نفسك جلت لنفسي اعمل لك كوبايه عصير تروج دمك 

ابتسمت جميله بعفوية وقالت بطيبه:
- متشكره يا زينب تعبتي نفسك  تسلم ايدك 

أخذت منها كوب العصير وارتشفت منه قليلا وحينها رحلت زينب بتوتر سريعاً واكملت جميله شرب من العصير بتذوق كى تحتسيه اثناء القراءة
  
***
وصلت نادين الى منزلها وهى تشعر بالتعب الشديد فارتمت على الأريكة ثم خلعت حذائها وقذفته بعيد وهى تُدلك اصابع قدمها والتى انتفخت من ضيق الحذاء, خرج زين من الحمام فوجدها تئن بالم فهتف قائلا:
- مالك يا نادين 

قالت نادين بضيق: 
-رجلى حاسه فيها نار  فضلت طول النهار الف على العملاء في كل الفروع ده غير ان الجزمه ضيقه 

فاقترب منها زين وجلس بجانبها قائلا متسائلا:    
-طب ليه كل ده ما كنتي خليتي حد غيرك يقوم بالمهمه دي 

هتفت به نادين بتعب وارهاق:                            
-ما ينفعش يا زين ده شغل مهم لازم اعمل كده كل فتره عشان مش يستهتروا بشغلهم العمال وبعدين ما انا لوحدي علي طول وما ليش حد ثاني اثق فيه 

حمحم زين بارتباك واضح قد فهم قصدها بانها تريده هو معها حتي تثق به, لكنه يرفض العمل هذا ولا يحبه إطلاقاً, نظر لها باشفاق وهي تحاول فرك رجلها من الالام.. تنهد بضيق من نفسه واقترب منها فجاه وامسك وساده وضعها امامها علي الأريكة و رجلها اعلاها نظرت اليه باستغراب وقال:                                                                     
-خليكي مرتاحه كده عقبال ما اجيب حاجه واجي 

تطلعت فيه بدهشة وغاب دقائق وعاده يحمل بيده علبه كريم طبيه نظرت اليه بتسال واجاب:
- ده ذي مسكن الالام كان مره ذراعي واجعني وجبته اعتقد ينفع ليكي انتي كمان 
نادين بتوتر:
- ما فيش داعي انا هقوم اخذ دش واستريح دلوقت 

- ما فيش مشكله ادهنلك الاول  وبعد كده خذي دوش براحتك 

قالها ولم ينتظر تعليق منها هزت راسها بالنفي قبل ان تسمح بالاقتراب منه و بدا في دهن رجلها برفق ونعومه حتي لا يؤلمها، ابتسمت نادين وهي تستنشق العطر الساحر من قربه وهي تتذكر جيد هذا النوع الذي اشتراته له كهديه في فتره خطوبتهم  العطر الذي تحبه  لم تتوقع أنه ما زال يضعه حتى الآن

اقتربت اكثر تستند راسها علي صدره بوهن و تعب جلس متسمرا مكانه بذهول و قد هبت مشاعرها عليه كالاعصار لتقول بصوت منخفض: مش البرفان ده اللي اشتريتهلك فتره خطوبتنا 

قال زين بصوت متوتر:
- اه انتي لسه فاكره عجبني نوعه فبحط منه ساعات                                                                 
احاطت ذراعيها حوله سريعا بامل يضمها اليه تتمني لو يخترق جسدها ويخفيها داخل صدره بخوف..

نظر اليها مطولا بتردد واشفاق وقبل راسها وهو يشعر بها تضمه اليه بشوق لتزداد مفاجاته اكثر عندما ابعدت راسها لترتفع علي اطراف اصابعها وتحيط وجهه بين كفيها ملتهمه شفتيه بقبله اشتياق غابتهم عن الحياه ..
كاد قلبها ينفجر من الحب و الشوق وهي تذوب بين ذراعي الحبيب الذي يقتلها بقسوته 
فتتفتت بين يديه و شفتيه مستسلمه كرمال الصحراء التي تنفرط فتتناثر في الهواء كالسراب 

ليكمل هو مهمته يكتسحها بمشاعره و قبلاتها، ليذوب الاثنان معا ابتسمت بسعاده ورضا أخيرا استسلم، لكن ابتعد قليلا متنهد بحزن يحاول ابعاد نفسه عنها ونهض سريعا قبل ان يفوق بعد فوات الاوان ويندم 

تلاشت ابتسامتها وكان احدهم قد طعنها بخنجر فى قلبها وهى تراه يرحل مره ثانيه دائما تتنازل وتقدم كرامتها علي طبق من ذهب وهو ماذا يفعل يستقبل ذلك ببرود وجمود وندم، تتساءل هل سئم منها , هو لم يخبرها باى كلمه تعبر عن اشتياقه لها او حبه , حتى ان البريق الذى وجدته بعينيه حينما عادت الان اختفى بعد وكان مجرد اشفاق, هل تسرب الحب بينهم بمرور السنوات ولما لم يخبرها بذلك كى تنزع حبه من قلبها هى الاخرى لقد سئمت بالفعل منه ولا تعد لديها طاقه.. و قبل ان يخرج زين من الغرفه استمع الي صوتها الغاضب:
- استنى يا زين 

لف وجهه ونظر لها بتوتر:
- نعم 

فور ان سمعت صوته نهضت رغم تعبها قالت بحزن: 
-هو انت هتفضل تعاملني كده لحد امتى، ما تسكتش اتكلم انا بني ادمه وبحس وليا طاقه وزهقت منك بجد قولي انا غلطت في  ايه وريحني

صدم منها وقال بارتباك:
- ما غلطتيش في حاجه عند اذنك  
لتصيح نادين بغضب ولم تستطع امساك دموعها بمرارة: 
-انت رايح فين وسيبني كده, بطل هروب و واجه بقي بقول لك اتكلم حتي لو هتجيب الغلط كله عليا بس انا زهقت ،زهقت من هروبك ،و زهقت من سكوتك ،زهقت من طريقتك البارده معايا ومعاملتك ليا ،كل مره اقول لنفسي استحملي معلش جايز تكوني انتي غلطتي في الاول  اكيد اللي هو فيه ده مصيره ينتهي في يوم ويركز في بيته مع مراته وبنته، بس للاسف ما فيش حاجه بتتغير وانت زي ما انت  
                                         
صمت ولم يجيب مما اغضبها اكثر لتقول بغضه: 
-برده ساكت ومش عاوز تتكلم خلاص اتكلم انا بقى 
لتكمل بحسره قائله بالم:
- هو انا لو كنت غلطت في حقك في يوم ممكن تسامحيني

استغرب سؤالها وقال:
- اكيد لو كان غصب عنك  بس على حسب انتي عملتي ايه 

بدأت تبكي بشده وسائر جسدها برتجف:  -حتي لو غلطتي كانت كبيرة
بدأ يضيق عينه وتركز معها وقال بحده:                    
- في ايه يا نادين هو انتي غلطتي في حقي و حاجه ايه

ظلت صامته حتي خرجت شهقات بكائها.. تعجب زين من حالتها واقترب منها بقلق متسائلا:
- لا ده شكله موضوع كبير في ايه يا نادين اتكلمي

قالت وهي تبعد عيناها عن نظراته المتهمه  فاردفت بقله حيله و حزن :
- انا اسفه في اللي هقوله بس ارجوك سامحني 

نظر لها بعدم فهم وهي نظرت إلي الأرض وبدات تتحدث قائله بفتور: 
-كل شىء بدأ بـ ...
***

لفت الوشاح عليها باحكام حتي لا يراها احد ويتعرف عليها كانت عيونها الرمادي تظهر فقط تخطت بجانب الغفير وهو نائم والاخر بداخل الغرفه يحضر شاي لم يراها احد وهي تخطي بخطوات سريعة ببطء حتي خرجت من السرايا اخيرا دون ان يراها احد ..

تنفست الصعداء براحه وسارت تسير سريعا الي المكان المتفق عليه حتي وصلت اليه كان يقف ملوي ظهره والتفت سريعا بلهفة قائلا بابتسامة: فرحه اخيرا جيتي كنت خايف ما تجيش  انا كنت خمس دقايق ثاني وامشي 
فرحه بحده:
- انا ما جتش اتساير معاك اخلص وهات الفيديو 
تجاهل حديثها وقال بجدية متسائلا بغضب:           
-اتجوزتي عيسى ليه يا فرحه بعد العده بيوم واحد ايه للدرجه دي كنتي بتحبي واما صدقتي طب وانا كنت ايه في حياتك 

نظرت اليه بحده متحدثه بحزم:
- احترم نفسك وخلي بالك من حديدك  مش اني اللي افكر في راچل ثاني واني على ذمه واحد ثاني  وبعدين انت بتحاسبني على ايه ما انت كومان طلعت متجوز من ورايا  اخلص يا ماهر في يومك.. معاك الفيديو ولا امشي 

جز علي اسنانه بغضب وقال بعصبية:
- معايا يا فرحه  بس مش هاديهلك غير لما اشوف ورقه طلاقك من عيسى 

ابتسمت بسخرية هاتفه بثقه وغضب:
- ديه نجوم السماء اجربلك يا ماهر ولا اني اتطلج من عيسى  اني ماشيه وما تحاولش تتصل بيا ثاني شكل الموضوع اكده لعبه منك ولا في فيديو ولا حاچه 

ضغط علي يده بعنف يكتم غضبه من حديثها وهتف وهو يقترب منها بوجه غير مبشر:
- استني يا فرحه  

نظرت اليه بكره وهزت راسها برفض واصرار على الرحيل فقد احست انها أخطأت بالفعل خطأ كبير عندما جاءت اليه، ألتفتت لترحل لكن تجمدت مكانها برعب وهي تسمع صوت تعرفه جيداً  

- فــــرررررحـــــه  

التفتت ببطء ونظرت اليه بخوف شديد وابتلعت ريقها بصعوبة بالغة من نظراته المرعبه وهو يتقدم منها ....!؟. 

***

التفتت ببطء ونظرت اليه بخوف شديد وابتلعت ريقها بصعوبة بالغة من نظراته المرعبه وهو يتقدم منها ....!؟. 

تطلع ماهر الي دياب بصدمه وهتفت بتلجم وخوف فرحه قائله:
- اا د دياب 

صاح دياب بغضب شديد وقال:
- عتعملي ايه يا فرحه مع ماهر اللي بينك وبين الكلب ديه عشان تجابليه في وجت كيف ديه وحديكم  

ابتلعت فرحه ريقها بصعوبة شديدة وقالت:
- دياب اهدي انت فاهم غلط
نظر دياب اليها بحده قائلا:
- طب ما تفهميني انتي الصح يا بنت ابويُ
هزت راسها سريعا بلهفة قائله بدموع:
- والله العظيم ماهر اتصل بيا وچالي تعالي جابلني اهنه جبل ما اسافر عشان معاه فيديو مصور ابوه وهو بيجول علي الحجيجه وان الارض بتاعه عيسى واخواته وانك ظلمه بس طلع بيضحك عليا 

نظر دياب بتلقائية الي ماهر الذي توتر في البداية ثم قال بحده: 
-ايه بتبصلي اكده ليه انا ولا اتصلت بيها ولا لى علاجه بيها من ساعه ما طلجتها, وبعدين هي عيله صغيره اي حد يجول ليها حاچه تيجي على طول اني كنت ماشى بالصدفه ولجيتها واجفه اهنه و بتشاورلي وجيت اكلمها اشوفها رايده ايه 

ثم اكمل بخبث: 
- وجعدت تقولي انا شكلي اتسرعت لما اتجوزت عيسى و نفسي اطلق منه وارجعلك وبعد اكده انت جيت 
نظرت فرحه الي ماهر بأعين متسعه بصدمه وحقد لتصيح بغضب:
- كــذاااااب 

ثم تطلعت لاخيها بعيون حسره قائله بترجي: اوعى تصدجه يا دياب انت عارفني زين وانت اللي مربيني على ايدك انا خابره اللي اني غبيه و استاهل ضرب الجزمه ان اني سمعت حديد كلب كيف ديه بس مش اني اللي اخون يا دياب 

احمرت عيناه بصدمه وغضب لينظر حوله فقد بدأ الناس بالقدوم في المنطقة حتي يسترزقه هاتفا بلهجة حادة وأمر:
- جدامي يا فرحه من غير ولا كلمه وانت يا ماهر حسابنا بعدين 

أخفضت رأسها بانكسار لاول مرة في حياتها وهي تسير خلف اخيها, ليبتسم ماهر بسخرية رغم قدوم دياب في وقت خطأ لكن لقد فعل ما يريده لينظر فجاه الي شخص من بعيد وهو يحمل هاتف فمن الواضح كان يصور كل ما حدث ليرفع يده الي الراجل بمعني بنعم لتتسع ابتسامه ماهر بشر.. 
***

ظلت صامته حتي خرجت شهقات بكائها تعجب زين من حالتها واقترب منها بقلق متسائلا:
- لا ده شكله موضوع كبير في ايه يا نادين اتكلمي
قالت وهي تبعد عيناها عن نظراته المتهمة أردفت بقله حيله و حزن :
- انا اسفه في اللي هقوله بس ارجوك سامحني

نظر لها بعدم فهم وهي نظرت إلي الأرض وبدات تتحدث قائله بفتور: 
-كل شىء بدأ بـ ...

صمتت لحظه و تطلعت فيه نادين بحزن وقد قررت أن تحكي كل شيء وما يحدث يحدث حتي اذا وصل الي الانفصال لكن مهلا هل سوف تتحمل هذه المعاناة كلها لحالها لا فهذا عشقها المستحيل والاناني زين حتي لو اصبح كذلك لن تقدر علي تحمل الرحيل 
تسأل زين بنفاذ صبر حاد:
- يا نادين اتكلمي انا اعصابي تعبت ايه اللي مخبيه عليا 

نظرت اليه بتوتر واضح وقبل ان تتحدث بالحقيقة ضغطت على شفتيها بعنف ثم قالت:
- لا خلاص ما تشغلش بالك دي حاجه مش مهم 
نظر اليها باستخفاف: 
-هي ايه اللي مش مهمه قولي لي وانا اللي اقرر انتي لسه قائله بنفسك انك مخبيه عليا حاجه تخصني 

أغمضت عيناها بعمق وضيق تتمني ان تهرب من ذلك المازق حتي قالت بكذب:
- اا اصل انا في مره وانا بعمل صفقه شغل خسرت مبلغ كبير زمان وكنت واثقه من الصفقه دي اوي اا بـ بس للاسف خسرت والشركه خسرت ساعتها مبلغ كبير بسببي هو ده الموضوع اللي كنت مخبيه عنك

ضيق عينه باستنكار وقال بعصبية:
- انتي بتستهبلي يا نادين هو ده الموضوع اللي مخبياه عليا من سنين تعبتي اعصابي عشان موضوع قديم و شويه فلوس 
ادمعت عينيها بالم وقالت:
- دي في النهايه شركتك وشغلك انت انا اسفه 

تقدم منها زين بضيق وشدها الي احضانه بحنان قائلا وهو يمسح دموعها بعتاب:
- انتي برده مصره تعملي منه موضوع وتزعلي اهدى يا نادين الموضوع مش مستاهل اكيد غصب عنك طول عمرك شايله الشركه بقيلك سنين والنجاح اللي فيها انتي السبب فيه فاكيد لو حصلت خساره مش هتبقى بسببك ولا قصدك بطلي عياط يا نادين انسي الموضوع لانه مش مستاهل 

هزت راسها بمعني نعم ببكاء حاره وندم علي ضعفها وخوفها .

***

كان دياب يزرع ارضية غرفة المكتب بمنزله ذهابا و ايابا بوجه محتقن من شدة الغضب فقد كان كالبراكن الذى على وشك الانفجار باى لحظة وكانت فرحه جالسة فوق الأريكة امامه بوجه شاحب كشحوب الاموات واضعه يدها فوق فمها المرتجف تراقب باعين متسعه ومحمره من كثرة البكاء حتي تساءلت بتردد:
- دياب انت ساكت ليه اوعي تكون مصدج حديد ماهر والله العظيم ديه كذاب متصدجهوش انت عرفني زين ومربيني على يدك مش اني اللي اعمل اكده يا دياب وبعدين اني بحب عيسي و مستحيل اخونه في مره ولا ابص لغيره 

رمقها بنظره قاسيه قائلا صاح: 
-هو اني لو عندي شك بس ان حديده صوح كنت جبتك معايا اهنه ديه اني كنت جتلتك انتي وهو 

انتفضت فرحه بذعر علي صوته قائله بصوت مرتجف وندم: 
-سامحني يا اخوي اني خابره إني غلطت غلطه كبيره جوي واستاهل ضرب الجزمه ان طوعت واحد كيف ديه ورحتله

توقف عن خطواته امامها فجاةً امسك بيدها بحده لتنهض بخوف ناظرا اليها وهو يضغط على يدها بحزم:
- امال رحتي تجابليه ليه كنتي معاه بتعملي ايه في وجت كيف ديه لوحدكم اني لولا كنت معدي بالصدفه ولمحت حد شبهك معدي، بس رجعت كذبت نفسي جلت ايه اللي يخلي فرحه تمشي لوحدها في وجت كيف ديه بس لما جربت عليكم لجيتك انتي فعلا ولجيت اختي المحترمه واجفه مع طليجها في مكان بعيد عن عيون الناس 

رفعت عينيها ببطئ تنظر اليه بصعوبة وهي تشعر بحرقه مريره في جوفها هاتفه بدموع: 
-اني عاجول لك على كل حاچه بس عشان خاطري بلاش نظراتك دي اللي بتجتلني ولا تلميحاتك اللي توجع 

صمت بنفاذ صبر وهي بدأت تقص عليه كل شئ من مكالماته اليها اكثر من مره وهي دائما تتجاهله وترفض الحديث معه لكن استسلمت لمره واحده من اجل عيسي لتظهر الحقيقة تطلع فيها بشراسه قائلا:
- و انتي غبيه ما فيكيش عجل اي حاچه يجولها لك تصدجي على طول الحديد ديه ما لوش اساس لان الارض اللي مع عيسى دي بتاعتنا هو تلاجيه بيشتغلك عشان خابر انك غبيه و مصدجه موضوع الارض لعيسي واكيد اللي عمله ديه ليه غرض في دماغه 

هزت راسها برفض هاتفه بترجي:
- يا دياب اسمعني و صدجني مره واحده في حياتك فتح عينك على الحجيجه عمك صلاح و الزفت ماهر مغمين عينك وانت ماشي وراهم وبكره هيغرجوك دول شياطين ما تسمعش ليهم الارض دي بتاعه عمك حسنين ومش بتاعتنا ولا لينا صالح بيها الله يسامحهم امك وابوك بجى 

دياب بغضب وقال:
- لا يا فرحه الارض بتاعتنا احنا وابوكي الله يرحمه جبل ما يموت اشتراها من عمك حسنين و ولاد عمك وهم اللي اخذوا حجنا و ما تحاوليش تخليني اصدج حاچه اني سماعهم بوداني بس عاستناني ايه منك مش رحتي اتجوزتي من ورايا اني واخوكي ضاحي 

همست فرحه وهى تراقب غضبه المشتعل هذا بعينين دامعتين قائله:
- اني اتجوزته بطلب من امك جبل ما تموت هي اللي طلبت مني وهي بتطلع في الروح جالتلي انده على عيسى وجالتلي على الحجيجه كلاتها جدامي وطلبت منه بعد اكده يتجوزني ، دياب حاول تفكر بالعجل شويه ايه اللي عيخلي عيسى يتجوزني اني بالذات وهو خابر العداوه اللي ما بينا غير لما يكون طلب من امك وتجول له على الحجيجه ولا تطلب منه السماح وامك مستحيل تكدب وهي بين ايدين ربنا خلاص

اقترب منها و احكم قبضته عليها بقوة و عينيه تعصف بالغضب مما جعلها تبتلع لعابها بخوف وهو يصيح: 
-اكتمي خشمك يا فرحه و ما تحاوليش تدخلي حاچه في دماغي 

ثم نظر حوله بحده قائلا بحيره وانفعال:
- ما ديه اللي مجنني لما سالت الشيخ امام الجامع چارنا اللي كتب كتابكم كيف يجوزك من غير اخواتك مش موجودين و عتبته جاللي ديه كان طلب من امك وكانت بتطلع في الروح وما جدرتش اجول لها لا استني لما اخواتها يجوا 

همست بصوت مرتجف ضعيف:
- عشان دي الحجيجه, شفت ان اني حديدي صوح و مش بكذب عليك لو فعلا امك متاكده من عيسى اخذ حجكم كيف ما كانت بتجولي زمان ومفهمنا اكده اللي عيخليها دون على الرچاله كلاتها تجوزني عيسى بالذات الا لو كان في حاچه في الموضوع 

تركها وصمت دياب ولم يتحدث لتقول فرحه لاستغلال صمته:
- اسمعني زين يا دياب وصدجني اني اختك اللي مش رايده غير مصلحتك انت مش كل مشكلتك عشان سمعت بودنك وعمك حسنين بيجول لابوك ان الأرض خلاص بجى بتاعه من النهارده طب عمرك فكرت انك تكون فهمت ساعتها غلط وان الموضوع مش اكده كيف ما انت فاكر وان ممكن يكون سوء تفاهم وان كل العداوه اللي انت خلجها ما بينكم دي على الفاضي وانت ظالم عيسى يا دياب 

تطلع بنظره شرسة التى تشكلت بعينيه لتهمس بصوت مرتبك:
- يا دياب طب كيف بس ابوك يشتري الارض هو في الوجت ديه كان مديون ومعوش فلوس ديه كان بيستلف من الناس على يدك فكر بالعجل لمده ثانيه واحده بس لو كل اللي انت فيه مش صوح وانت فعلا ظالم عيسى والارض بتاعته وابوك مش اشتراها ساعتها موجفك عيكون ايه ، ابعد عن عمك صلاح ديه شراني ومش رايد حاچه في الدنيا غير ان يشوفك انت وعيسي و الدنيا بتولع ما بينكم و بتموتوا فـي بعض 

صمت لحظه كالدهر رغم عنه يفكر في حديثها فبالفعل جزء منه صحيح والده ليس لديه المال حينها لشراء الارض وصلاح وماهر لم يعد يثق فيهم منذ اخر مره بسبب حرق الارض وهربهم مثل الفئران ، وكان سوف يموت عيسي بالفعل حينها ، ماذا بعد هل من الممكن ان يكون ظالم 

ثم اغمضت عينيها تتنهد بالم وقالت:
- ده غير موضوع الزفت ماهر اللي اتصل بيا وجاللي معايا دليل علي صدج حديدي ممكن يكون كذاب فعلا ما فيش دليل بس معنى حديده ان خابر الموضوع كيف ابوه ، وانت الوحيد اللي ملعوب عليك, ابعد عنهم يا دياب بجي جبل فوات الاوان 
ضغط علي يده بعنف يكتم غضبه تمتم بصوت حاد كالسكين :
- ماشي يا فرحه ممكن يكون جزء من كلامك صوح بس برده ما فيش دليل علي كلامك 

هزت راسها بياس ونظرت اليه باحباط وقال بحده: اتفضلي دلوج على دارك وادعي ربنا ما يكونش حد شافك مع الزفت ماهر واياكي تجولي لجوزك خبر عن الموضوع عشان ما تجيبيش لنفسك المشاكل وثاني مره ما تدخليش في حاچه كيف دي ما لكيش صالح بيها, لان غلطتك كبيرة جوي يا فرحه المره دي ربنا ستر واني اللي شفتك يا عالم المره الچايه من عيشوفك 

** ** 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1