رواية دره القاضى الفصل العشرون بقلم سارة حسن
العشرون
فإذا و قفت أمام حسنك صامتاً فالصمت في حرم الجمال جمال.. كلماتنا في الحب تقتل حبنا.. إن الحروف تموت حين تقال.
نزار قباني
جاء موعد خطوبه زياد و قرر حسن و سيف الذهاب علي مضض فقط لعلمهم بذهاب دره و شهد ،فقررو الذهاب معهن فهي فرصه للتقرب من ماامتلكن قلوبهن وعليهم استغلالها.
استعدت الفتاتان من أجل الحفل و قد قرروا علي تدليل أنفسهم قليلا...
ارتدت شهد فستان من الازرق السماوي طويل باكمام تصل للمرفقين و فتحت صدر دائريه بشريط من الوسط ستان لامع ،اما شعرها تركته طليقا مع بعض الزينه الرقيقه علي و جهها اعطته بريقآ رقيقآ..
اما دره ارتدت فستان ذهبي بلون عينها و على الخصر ايضا حزام من الستان الامع فهو مطابق لفستان شهد باختلاف اللون ،اما شعرها رفعت احدي جانبيه بدبوس ذهبي و تركت غرتها لتغطي جبهتها كلها بنعومه و بعض الزينه كا كحل لعينيها اظهرو وسعهما واعطاها لفته ملفته رقيقه...
استعدوا الفتاتان للذهاب و تأكدوا من اطلالاتهم و تحركوا للذهاب للخطبة....
اما علي الجانب الاخر فا اهتموا ابطالنا بطلتهم اليوم تحديدا..
ارتدي حسن حله سوداء بدون ربطه عنق و ترك اولي ازاز قميصه مفتوحه و مشط شعره و شذب لحيته و اصرف بعطره هذه المره... اما سيف فا كانت حلته باللون الكحلي الغامق نثر عطره و ارتدي ساعه ملائمه و تأكد من تمام طلته و ما ان انتهو الاثنين توجهو لمكان الاحتفال بفندق ما حسب الاتفاق...
دخلوا للفندق وبحثوا عنهم و لم يجوا لهن اثر، التفتت العيون اليهم من النساء بجاذبيتهم و اناقتهم،توجهو الي منضده فارغه و مر بعض الوقت و لم يظهر اي منهما.
فتح حسن بهاتفه يعبث به بملل في انتظارها،فهو لا يحبذ تلك الاجواء ابدا و لا ذلك الجمع و لا تلك الأصوات الصاخبه من حوله،ولكنه آتي فقط من اجلها،رفع عيينه و اخفضها و لكنه رفعها مره أخرى متسع العينين لجميلته التي تتبختر بخطواتها بثقه اثناء دخولها من البوابه.
بحثت بعينها عنه وو جدته ،و خفق قلبها بجنون بطلته البهيه و وسامته ولمعه عينيه الرماديه التي تفعل بداخلها الافاعيل.
ارتسمت ابتسامه علي جانب ثغره من تطلع و بحث جميلته عنه فا برغم تبرمه من الحضور وملله من الانتظار الا انه يحمدلله علي قدومه و هي بكل هذه الاناقه حتى لا يفكر اي أحد من النظر اليها....
اما الاخر فا تصرف بعفويه كعادته و وقف علي حين غره لمشاكسته و جمالها الرقيق ابتسم ابتسامه بلهاء علي شفتيه من ابتسامتها له و مرحها مع صديقاتها،جلس مره أخرى يجذب حسن من يده متسائلا بالحاح:
-حسن يا حسن هما مش هايقعدوا معانا ولا إيه
و كاد ان يقف مره اخري و لكن
جذبه حسن للجلوس مره اخري قائلا ببعض الهدوء:
-يابني اهدي ،سببهم براحتهم يمكن يتكسفوا لو في حد قريبهم هنا
صرخ سيف برفض هاتفا:
-لا مانا مش هاستني تفضل بعيده كده
ربت حسن علي كتفه محاولا إقناعه و قاال:
-طب اصبر شويه
صمت سيف قليلا و لكنه قال هاتفآ:
-شوف شوف مين اللي دخلوا عليهم دول
رفع حسن نظره و و جد عدد من الشباب يقتربون منهم و من صديقاتهم بترحاب حتي اصدر شاب ما منهم شئ طريف ضحك الواقفون عليه،و من بينهم صديقات دره و شقيقتها و الجمع الذي كان معهم من البدايه..
و قف حسن متحفزا قائلا:
-تصدق صح ماينفعش نبقي بعيد كده
تحركوا الاسدين بتحفز لفريستهم و
جذب كل منهم ما يخصه و ذهب كل منهم في اتجاه منفردين بهم...
..........
جذبها من يديها لاحدي الشرف مبتعدا عن الأنظار و الضوضاء الصادره من الخطبة..
تحركت معه تحاول ان تجاري سحبه لها و ايضآ مع حذرها من تعثرها المحتمل بطرف فستانها مما قد يؤدي الي سقوطها علي وجهها...
و ما ان دخل الشرفه و التفت اليه بادرت هي ونفضت يدها بغضب و قالت:
-أيه ده ياحسن ازاي تعمل كده
رد الاخر باعين مشتعله هاتفآ:
-عملت إيه اسيبك تكملي ضحك معاهم و اجي اسقفلك بالمره
تحفزت اكثر و اشارت اليها بسبابتها محذره :
-انا ماكنتش بضحك معاهم دول قرايب صحباتنا و كده كده كنا هانسيبهم و نمشي
صمت حسن قليلا و اخذ نفس عميق و
رد هو الاخر محاولا المرح و تخفيف حده الجو بينهما، فهو لاينتوي علي انتهاء تلك الليله بشحنه غضب منه فقال بلطف:
-طب و النبي شيلي صباعك ده عشان بخاف
خففت من حدتها و التفتت قريبه من سور الشرفه تنظر للقمر المكتمل بشرود فيه و في تقلبات أحواله
التفتت اليه بعد ماساد الصمت لفتره بينهما ،و جدته ينظر اليها و موليها كامل جسده،نظراته تخترق روحها و تقتلعها من جذورها ،رماديته بلمعتها الجديده تربكها وتذغدغ احاسيسها كانثي عاشقه،و ذهبيتها يعلم انه يسحب لتيار ولن ينجو منه ابدا ولا يريد النجاه فهو دائم الشعور نحوها بامان قلبه بين يديها
همس اليها حسن بصوت اجش شارد دون مقدمات:
-لما بشوفك بتلغي اي حاجه واي تفكير ،و ببقي قدامك زي دلوقتي كده،مش عايزك غير انك تكوني راضيه و قصاد عيني
و ضحك بعدها بخفوت قائلا:
-مش عارف ايه السحر اللي عملتهولي
و حرك يداه علي وجنتيها و تلقائيا و ضعت يداها علي صدره مكان ضربات قلبه المتسارعه كأنه في سباق و رائحته الرجوليه تداعب انفها و عمق حديثه تجعل قدميها لا تلامس الارض و لكنها في عالم اخر معه هو فقط...
اكمل حسن بصوت متحشرج و نبره حنونه يسألها:
-مستعده تعيشي معايا كل المشاعر اللي ماعشتهاش يا درة ؟؟
رمشت بعينيها عدة مرات و
ابتسمت بحب مع احمرار و جنتيها و بريق عينيها و همست امام عينيه :
-المشاعر معاك رحله حلوه ياحسن
اغمض عينبه بانتشاء و تلذذ من جمال جملتها و رقتها و ارتسمت علي شفتيه ابتسامه لم تري بجمالها قط و كأنها خاصه به.... لا.... و كأنها خاصه بها هي و حدها ....
رد حسن ببحه رجوليه مؤكدآ و يعني كل حرف:
-و الدنيا اخيرا ادتني فرصه تانيه بيكي.... و عمري ماهضيعها
يتبع
#سارة_حسن
العشرون الجزء الثاني
و علي الجانب الآخر الطرف المجنون المشاكس يتواجهان قبالة بعضهما ...
شدت شهد يدها من سيف بضيق و قالت بحنق:
-ايه اللي انت بتعمله ده
ضيق سيف عينيه و قال رافعآ حاجبيه باستنكار :
-بعمل ايه ياختي اسيبك تكملي ضحك مع الرجاله
شهقت شهد من كلمته و انفعلت اكثر بغضب قائله بحده:
-اتكلم كويس يا سيف دول قرايب صحابتنا و ما كناش بنتكلم معاهم أصلا و حد قال حاجه تضحك و خلاص
اجابها مصرآ علي تنفيذ امره و خوفآ و غيره عليها:
-بس كنتي واقفه معاهم و انا محذرك انك تقفي مع حد
نفخت شهد بضيق و اشاحت وجهها للجهه الاخري و علامات الضيق علي وجهها حتي انها لم تنطر اليه لمره واحده بعدها، فقط اكتفت من مجادله غير منصفه لتحكماته بها و اصراره علي تنفيذ أوامره، تراه تسلط ذكوري و لكن في الحقيقة فهي غيرة رجل علي انثاه.
بعد وقت من الصمت لوي سيف فمه و
تنهد محاولا للهدوء و تغير الجو المشحون بينهما قائلا:
-وحشتيني
نظرت إليه بجانب و جهها و عينيها و عادت للجهه الأخرى دون ان تجيبه
فقال مره اخري دون يأس:
-بقولك وحشتيني
ابتسمت شفتيها ابتسامه خفيفه حاولت وئدها و لم تنظر له، كرر مره اخري مع اقترابه و اصطدام كتفه بجانب كتفها بمشاكسه :
-يابت بقولك وحشتيني
ردت شهد باستنكار بعدما التفتت برأسها اليه:
-بت!!انت كده في نيتك بتصالحني يعني
اقترب خطوه اخري و قال بعبث:
-والله لو كان علي اللي في نيتي ،فا في نيتي حاجات كتير اوي
و غمز بعينيه و اكمل مبتسما:
-بس انا اللي بحب ابان مؤدب
تخضب وجهها بحمره خجل و حذرته قائله:
-اتلم
شهق سيف باندهاش مصطنع و قال:
-الله انتي فهمتي ايه اوعي تكوني فهمتي صح
لم تتجاوب مع مزاحه و لكن كانت واضحه في سؤالها المباشر اليه بجديه:
-سيف انت بتحبني بجد
لم يتخلى عن ابتسامته و قال برزانه:
-يعني لو ماحبتكيش ،احب مين غيرك
رفعت كتفها بتصنع عدم معرفه الإجابة و هتفت في محاوله لجذب بعض كلمات الغزل منه:
-في بنات كتير
-كلهم بالنسبالي غفر
ازدات جرعه حماسها و هتفت بابتسامه واسعه ربما يجب ان تهيآ نفسها لقصيدة غزل او بيتين حتي:
-و انا؟
رد بنفس ابتسامته:
-شيخ الغفر
تجمدت ابتسامتها شيئا ف شيئا حتى اختفت و حل الغضب علي قسماتها
ضربته بقوه و صرخت بوجهه قائله:
-شيخ غفر ؟انا استاهل اصلا اني بحب واحد زيك مفكر نفسه الخليل كوميدي
التقط يداها صادآ ضرباتها المغيظه وكبل خصرها ليقترب منها اكثر
و همس بصوت حنون خاليا من عبثه مجيبآ بما يجيش بصدره وايضآ بما تحتاج ان تسمعه :
-اخيرا ياشهد اخيرا ،انا مش بحبك بس انا بعشقك من اول مره شوفتك فيها ،بحب شقاوتك بتجننيني من نظرت عنيكي حتي جنانك ده بيخليني أحبك اكتر
ارتخت ملامحها من اندفاع مشاعره المفاجئه و لا تنكر اعجابها أيضا بلحظاته الجاده كا تلك و كلماته التي باتت كالطائر المحلق بسعاده و شغف....
.............
علي الجانب الآخر وقف يصور لقائهم و بعثه للرقم المطلوب
رن هاتفه فورا بصراخها المغتاظ الحاقد
مما جعله يقهقه طارق عاليا:
-ايه ياروحي هما عصافير الكناريه معجبوكيش و لا ايه
هيام بصراخ و قالت بانفعال:
-انت قاصد تجنني ياطارق
تحدث من وسط ضحكاته العاليه:
-ليه بس غلطان انا اني ببعتلك بث مباشر للقاء الاحبه
انفعلت هيام بغضب و هدرت:
-واقف عندك بتعمل ايه
طارق بابتسامه مريضه مستفزآ اياها:
-اصل الواحد حاسس بجفاق عاطفي ماانتي عارفه واحد مراته بعتاه ورا حبيبها القديم عشان ينتقم منه انه رفضها لما عرضت نفسها عليه بمنتهي الرخص
هيام برفض لحديثه المريض فهي تشعر انه غير سوي أبدا:
-طبب انت هاتعمل ايه
عبث بعينه بحقد و قال موكدآ:
-هانفذ قريب اوي ،بصراحه البت اللي في ايده صاروخ و تستاهل
اغلقت الهاتف في و جهه بغضب عارم،القي بهاتفه داخل سيارته بلا مبالاه و اخرج من جيب بنطاله شئ و عبث بمحتويات الكيس في يده و قام بفرده علي شئ مسطح و اشتمه بنشوه و إدمان مستندا برأسه للخلف مغمض العينين و كأنه سافر في رحله لعالم آخر لا شئ فيها سوي،
الوهم و الادمان
........
بعد مرور عده ايام في مشفي دره
بعد يوم مرهق من العمل و بعد ان انقضت ساعات عملها و تهم بمغادره المشفي ،التفتت للمهروله اتجاها و هي تمسك بكلتا يداها متوسله قائله
الفتاه ببكاء:
-انتي دكتوره ارجوكي ساعديني
تسائلت دره بقلق:
-مالك اساعدك ازاي
الفتاه ببكاء شديد:
-ابني ..ابني قاطع النفس في البيت و ابوه مش راضي أجيبه المستشفي عشان الفلوس،ابوس ايدك تعالي معايا اكشفي عليه
قالت دره مستنكره فعلت الاب:
-ازاي ابوه مش رادي يجيبه هاتيه هنا و انا هاسعدكم بس ماقدرش اجي معاكي
انحنت الفتاه في محاوله لتقبيل يداها:
-ابوس ايدك الحقيه ،،ربنا مايوقعك في ديقه
اتت ممرضه مشاهده للموقف من بدايته و قالت:
-ياستي ماينفعش اللي انتي عايزاه ده
استمرت الفتاه بالبكاء و الصراخ حتي انها قامت بضرب وجنتها متحسره علي موت ابنها من شده المرض....
اغمضت دره عينيها تحاول ايجاد حل ماو قالت:
-طب هاجيب شنطتي و اجي معاكي
كادت الفتاه ان تقبل يديها مره اخري قائله:
-ربنا يخليكي و مايحوجك لحد
للتفتت الممرضه لدره و قالت:
-هاتروحي بجد
-طب اعمل ايه ياماجده اسيب ابنها يموت
جمله قالتها دره بقله حيله امام بكاء الفتاه الهستيري
ماجده بعدم ارتياح:
-طيب
و ذهبت للفتاه مره اخري تخبرها بتغير دره لملابسها و قدومها معها
و ضعت ريم الهاتف علي اذنها و قالت ببسمه خبيثه:
-تمام يا باشا جايه معايا
انتبه طارق و اعتدل بجلسته قائلا:
-تمام ماشكتش في حاجه اوعي تشك و لا تاخد بالها من حاجه
اجابته بابتسامة ثقه و قالت ريم:
-ايه ياطارق انت مستقلي بيا و لا ايه ده انا ريم علي سن ورومح ،فلوسي اخدها النهاره
طارق و هو ينفث دخان سيجاره قائلا:
-جاهزه قبل ماتنزلي ها يكونوا معاكي
وضعت ماجده الممرضه يدها علي فمها بصدمه بعد فهمها لمحاوله اختطاف الدكتوره دره ....
اسرعت للداخل للبحث عن دره قبل ذهابها،و جدت غرفتها فارغه ركضت للخارج مره اخري فاصطدمت باحد الاطباء
و قالت له ماجده بذعر:
-دكتور الحقني في واحده تحت كانت عايزه دكتوره دره تكشف علي ابنها في البيت و سمعتها بتكلم واحد انها هتخطفها كلم الأمن ما يطلعوش الست دي
تحرك الطبيب و هو يركض للخارج اتجاه الأمن قائلا:
-تعالي معايا بسرعه
حتي وصل الأمن بلهاث وتسائل:
-دكتوره دره خرجت ولا لا
اجابه احد افراد الامن:
-ايوه يافندم لسه خارجه مع ست من شويه
لطمت الممرضه علي و جهها بهلع متخيله مصير الطبيبه الطيبه و المجهول الذي تواجهه الان بمفردها.....
يتبع،،،،
#سارة_حسن